محمد فؤاد منصور
12/09/2009, 09:58 AM
قراءة حزينة حول مصيبتنا في مثقفينا !!
------------------------------
الأخ الدكتور فائد اليوسفي رجل مهموم بالشأن العربي العام ، وهو أمر ليس بمستغرب إذا علمنا أن المعرفة هى أعلى درجات الوعي الإنساني بالذات وبالآخرين ، وأن المثقف الحقيقي يزيد همه كلما تعاظمت ثقافته وازداد وعيه ،فهو يطلب أن يكون كل ماحوله جميلاً ونظيفاً وأنيقاً .
غير أن الأمور لاتمضي دائماً على هذا النحو الذي يتمناه المثقف خاصة في مجتمعات تبلغ فيها الأمية والتخلف حداً مفجعاً وصادماً ومخجلاً ، لذلك يلوذ المثقف ببرجه العاجي فيتقوقع بعيداً عن الناس أو يهاجر من بلده إلى بلد آخر تكون درجة الوعي فيه مقاربة لدرجة وعيه ، فلايستشعر ذلك الخواء فيمن حوله وكأنه يعيش وحده في صحراء قاحلة.
وصنف ثالث قوي العزيمة عظيم الطموح لايدركه اليأس سريعاً ، فيتصور أنه قادر على الأخذ بأيدي الناس إلى بر الأمان من وجهة نظره ، بينما هم هائمون سادرون قانعون بماهم فيه بعيداً عن المشاكسة والمناكفة ووجع الدماغ .
من ذلك الصنف الثالث جاء أخونا الدكتور فائد بموضوع تصور أنه يجمع به الناس ويرأب به الصدع ويعالج الخلل الذي ضرب الأمة في أعز ماتملك ، إن جاز حقاً أن مثقفي الأمة هم اعز ماتملك !!
والفكرة غاية في بساطتها .. طرح على الرأي العام الواتاوي استطلاعاً للرأي يحتم على كل مشترك به أن يختار من بين الحكام العرب ثلاثة حكام يرى أن فيهم بذرة امل أو بادرة خلاص ، وقال وقلنا معه إنه حتى لولم نكن راضين عن أي واحد منهم فستظل المفاضلة قائمة وممكنة حتى بين الأسوء ، وصولاً إلى تسمية الحاكم العربي الأقرب إلى قلوب الناس والمثقفين بالذات ويرون فيه ذلك البصيص من النور في الظلام الحالك .
ولأننا قوم قبليون بدويون تعودنا منذ فجر التاريخ أن نلوذ بالقبيلة أو الجماعة عند أول استشعار للخطر فقد كان مفهوماً أن كل واحد من المشتركين سيرشح زعيمه أو قائد بلاده خوفاً من المجهول أو اقتناعاً بالإنجازات حيث لاإنجازات هناك ولايحزنون.
ومن هنا فقد وسّع دائرة الأختيار لتصير ثلاثة اختيارات بحيث يصبح ممكنا ومفهوماً أن هناك أسباباً خارجة عن الإرادة تفرض نفسها على المثقف فيختار ماهو ضد قناعاته أحياناً ، كأن يختار رئيس بلاده من باب التقية بينما يريد في اعماقه أن يفر منه فرار السليم من الأجرب ، وفي النهاية سنصل إلى الرجل الأنسب من بين المتواجدين فعلا ً شئنا أم أبينا ولاأقول المناسب ، إذ أن مالايدرك كله لايترك كله .
ولكي لانغرق في بحور الكلمات تعالوا نطل على حقائق هذا الأستطلاع المحزنة والتي قطعت جهيزة بها قول كل خطيب ، ولنبدأ بحديث الأرقام التي لاتكذب :
- تم الإعلان عن هذا الأستطلاع يوم 5/9/2009 في الثالثة من بعد الظهر ..واستمر حتى يوم 12/9/2009 على مدى أسبوع كامل.
- كانت شروط الأستطلاع واضحة تماماً ، وأي صوت لايلتزم بها يعتبر تصويته باطلاً .
- قرأ الأستطلاع ودخل إلى الموضوع حتى الآن 100 عضو من مثقفي واتا من عدد نحو 20000 مثقف ينتمي لواتا !!!! .. أي بمانسبته 0,5% من الأعضاء
- من بين هؤلاء المشاركين اشترك في الاستطلاع 46 مثقف من أعضاء واتا بمانسبته أقل من 0,25% من الأعضاء ( أقل من ربع في المائة )..!!!!
- الأصوات الصحيحة من بين هؤلاء ال 46 مشترك 22 صوتاً ( أقل من النصف )
- الأصوات الباطلة 25 صوتاً (أكثر من نصف المشتركين أبطلوا تصويتهم )
أسباب بطلان التصويت تنحصر فيما يلي تحديداً
1- تصويت لجميع الزعماء المطروحة أسماءهم
2- تصويت لأكثر من ثلاثة رؤساء
3- تصويت لأقل من ثلاثة أو لواحد فقط (رئيس دولته تحديداً )
نتائج التصويت كانت كما يلي :
- الملك عبد الله بن عبد العزيز حصل على سبعة أصوات صحيحة.
وصوتان باطلان.
- الرئيس حسني مبارك حصل على أربعة أصوات صحيحة
وصوت واحد باطل
- الرئيس بشار الأسد حصل على ثلاثة عشر صوتاً صحيحاً
وثمانية أصوات باطلة
- معمر القذافي حصل على سبعة أصوات صحيحة
وصوتان باطلان
- الرئيس على عبد الله صالح حصل على أربعة أصوات صحيحة
وصوتان باطلان
- الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حصل على ستة أصوات صحيحة
وصوتان باطلان
- الرئيس زين العابدين بن علي لم يحصل على أي صوت صحيح
!!!!!!!!!!!!!!!
- الرئيس عمر البشير حصل على ستة عشر صوتاً صحيحاً
وخمسة أصوات باطلة
- الملك عبد الله بن الحسين حصل على صوتين صحيحين فقط
وثلاثة عشر صوتاً باطلاً
- الرئيس ميشيل سليمان حصل على سبعة أصوات صحيحة
وثلاثة أصوات باطلة
ملاحظات عامة.
• يلاحظ بشكل عام أن المنتمين لبلد واحد قد صوتوا لرئيس بلدهم أو ملكهم ويظهر ذلك في مواطني سوريا والسودان والجزائر واليمن ، بينما تقاعس مواطن واحد عن اختيار رئيس بلده في الأردن ومصر والسعودية .. وهي ظاهرة مقبولة في ظل جهل مواطني كل دولة بحقائق الأوضاع في الدول الأخرى .
• يلاحظ أن الرئيس السوداني هو الأكثر شعبية خارج بلده حيث حصل على أربعة عشر صوتاً صحيحاً من خارج السودان بينما التالي له في الترتيب الرئيس السوري قد حصل على تسعة أصوات صحيحة من خارج سوريا
• لم يحصل الرئيس المصري على أي صوت من خارج مصر بينما الرئيس الليبي وكذلك الرئيس اللبناني كل ماحصلوا عليه من أصوات جاءهم من خارج ليبيا ولبنان .
• اثنين من المشاركين في الأستطلاع من ذوي الأصوات الصحيحة ليس لهم أية مشاركات في واتا لابمواضيع ولابتعليقات والجنسيات التي ينتميان إليها غير معروفة.
• لوحظ أن ملك الأردن هو أكثر الخاسرين للأصوات الباطلة فمن بين 15 صوت لم يصح له سوى صوتان فقط.
• لوحظ ان الرئيس المصري هو أقل الخاسرين للأصوات الصحيحة فكل الأصوات التي منحت له أصوات صحيحة .
وبعد .. هذه هي القراءة المحزنة في واقع المثقف العربي أسوقها دون تعقيب وأرجو ان يعلق عليها كل من لديه تفسير مقنع وعقلاني لدلالاتها ، وأرجو ألا يجرنا هواة الصيد في الماء العكر إلى مناقشات بيزنطية لاتسمن ولاتغني من جوع ، وألا يحرفوا الكلم عن مواضعه ، فقد تبين بجلاء ومن واقع الأرقام أن المثقف العربي يرفع في الأغلب الأعم شعارات لايؤمن بها وغير مستعد للنضال من أجلها ، تحكمه نظرة قبلية ضيقة ، وتستهويه العبارات الرنانة والخطب العنترية والمواقف الدونكيشوتية حتى لو لم تتحرك بقضايانا للأمام خطوة واحدة .. إنه واقع مؤلم لأمة تخلت عن ريادتها وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلم تعد خير أمة أخرجت للناس ..
هكذا حكم عليها رب العالمين .. ولله الأمر من قبل ومن بعد .
------------------------------
الأخ الدكتور فائد اليوسفي رجل مهموم بالشأن العربي العام ، وهو أمر ليس بمستغرب إذا علمنا أن المعرفة هى أعلى درجات الوعي الإنساني بالذات وبالآخرين ، وأن المثقف الحقيقي يزيد همه كلما تعاظمت ثقافته وازداد وعيه ،فهو يطلب أن يكون كل ماحوله جميلاً ونظيفاً وأنيقاً .
غير أن الأمور لاتمضي دائماً على هذا النحو الذي يتمناه المثقف خاصة في مجتمعات تبلغ فيها الأمية والتخلف حداً مفجعاً وصادماً ومخجلاً ، لذلك يلوذ المثقف ببرجه العاجي فيتقوقع بعيداً عن الناس أو يهاجر من بلده إلى بلد آخر تكون درجة الوعي فيه مقاربة لدرجة وعيه ، فلايستشعر ذلك الخواء فيمن حوله وكأنه يعيش وحده في صحراء قاحلة.
وصنف ثالث قوي العزيمة عظيم الطموح لايدركه اليأس سريعاً ، فيتصور أنه قادر على الأخذ بأيدي الناس إلى بر الأمان من وجهة نظره ، بينما هم هائمون سادرون قانعون بماهم فيه بعيداً عن المشاكسة والمناكفة ووجع الدماغ .
من ذلك الصنف الثالث جاء أخونا الدكتور فائد بموضوع تصور أنه يجمع به الناس ويرأب به الصدع ويعالج الخلل الذي ضرب الأمة في أعز ماتملك ، إن جاز حقاً أن مثقفي الأمة هم اعز ماتملك !!
والفكرة غاية في بساطتها .. طرح على الرأي العام الواتاوي استطلاعاً للرأي يحتم على كل مشترك به أن يختار من بين الحكام العرب ثلاثة حكام يرى أن فيهم بذرة امل أو بادرة خلاص ، وقال وقلنا معه إنه حتى لولم نكن راضين عن أي واحد منهم فستظل المفاضلة قائمة وممكنة حتى بين الأسوء ، وصولاً إلى تسمية الحاكم العربي الأقرب إلى قلوب الناس والمثقفين بالذات ويرون فيه ذلك البصيص من النور في الظلام الحالك .
ولأننا قوم قبليون بدويون تعودنا منذ فجر التاريخ أن نلوذ بالقبيلة أو الجماعة عند أول استشعار للخطر فقد كان مفهوماً أن كل واحد من المشتركين سيرشح زعيمه أو قائد بلاده خوفاً من المجهول أو اقتناعاً بالإنجازات حيث لاإنجازات هناك ولايحزنون.
ومن هنا فقد وسّع دائرة الأختيار لتصير ثلاثة اختيارات بحيث يصبح ممكنا ومفهوماً أن هناك أسباباً خارجة عن الإرادة تفرض نفسها على المثقف فيختار ماهو ضد قناعاته أحياناً ، كأن يختار رئيس بلاده من باب التقية بينما يريد في اعماقه أن يفر منه فرار السليم من الأجرب ، وفي النهاية سنصل إلى الرجل الأنسب من بين المتواجدين فعلا ً شئنا أم أبينا ولاأقول المناسب ، إذ أن مالايدرك كله لايترك كله .
ولكي لانغرق في بحور الكلمات تعالوا نطل على حقائق هذا الأستطلاع المحزنة والتي قطعت جهيزة بها قول كل خطيب ، ولنبدأ بحديث الأرقام التي لاتكذب :
- تم الإعلان عن هذا الأستطلاع يوم 5/9/2009 في الثالثة من بعد الظهر ..واستمر حتى يوم 12/9/2009 على مدى أسبوع كامل.
- كانت شروط الأستطلاع واضحة تماماً ، وأي صوت لايلتزم بها يعتبر تصويته باطلاً .
- قرأ الأستطلاع ودخل إلى الموضوع حتى الآن 100 عضو من مثقفي واتا من عدد نحو 20000 مثقف ينتمي لواتا !!!! .. أي بمانسبته 0,5% من الأعضاء
- من بين هؤلاء المشاركين اشترك في الاستطلاع 46 مثقف من أعضاء واتا بمانسبته أقل من 0,25% من الأعضاء ( أقل من ربع في المائة )..!!!!
- الأصوات الصحيحة من بين هؤلاء ال 46 مشترك 22 صوتاً ( أقل من النصف )
- الأصوات الباطلة 25 صوتاً (أكثر من نصف المشتركين أبطلوا تصويتهم )
أسباب بطلان التصويت تنحصر فيما يلي تحديداً
1- تصويت لجميع الزعماء المطروحة أسماءهم
2- تصويت لأكثر من ثلاثة رؤساء
3- تصويت لأقل من ثلاثة أو لواحد فقط (رئيس دولته تحديداً )
نتائج التصويت كانت كما يلي :
- الملك عبد الله بن عبد العزيز حصل على سبعة أصوات صحيحة.
وصوتان باطلان.
- الرئيس حسني مبارك حصل على أربعة أصوات صحيحة
وصوت واحد باطل
- الرئيس بشار الأسد حصل على ثلاثة عشر صوتاً صحيحاً
وثمانية أصوات باطلة
- معمر القذافي حصل على سبعة أصوات صحيحة
وصوتان باطلان
- الرئيس على عبد الله صالح حصل على أربعة أصوات صحيحة
وصوتان باطلان
- الرئيس عبد العزيز بوتفليقة حصل على ستة أصوات صحيحة
وصوتان باطلان
- الرئيس زين العابدين بن علي لم يحصل على أي صوت صحيح
!!!!!!!!!!!!!!!
- الرئيس عمر البشير حصل على ستة عشر صوتاً صحيحاً
وخمسة أصوات باطلة
- الملك عبد الله بن الحسين حصل على صوتين صحيحين فقط
وثلاثة عشر صوتاً باطلاً
- الرئيس ميشيل سليمان حصل على سبعة أصوات صحيحة
وثلاثة أصوات باطلة
ملاحظات عامة.
• يلاحظ بشكل عام أن المنتمين لبلد واحد قد صوتوا لرئيس بلدهم أو ملكهم ويظهر ذلك في مواطني سوريا والسودان والجزائر واليمن ، بينما تقاعس مواطن واحد عن اختيار رئيس بلده في الأردن ومصر والسعودية .. وهي ظاهرة مقبولة في ظل جهل مواطني كل دولة بحقائق الأوضاع في الدول الأخرى .
• يلاحظ أن الرئيس السوداني هو الأكثر شعبية خارج بلده حيث حصل على أربعة عشر صوتاً صحيحاً من خارج السودان بينما التالي له في الترتيب الرئيس السوري قد حصل على تسعة أصوات صحيحة من خارج سوريا
• لم يحصل الرئيس المصري على أي صوت من خارج مصر بينما الرئيس الليبي وكذلك الرئيس اللبناني كل ماحصلوا عليه من أصوات جاءهم من خارج ليبيا ولبنان .
• اثنين من المشاركين في الأستطلاع من ذوي الأصوات الصحيحة ليس لهم أية مشاركات في واتا لابمواضيع ولابتعليقات والجنسيات التي ينتميان إليها غير معروفة.
• لوحظ أن ملك الأردن هو أكثر الخاسرين للأصوات الباطلة فمن بين 15 صوت لم يصح له سوى صوتان فقط.
• لوحظ ان الرئيس المصري هو أقل الخاسرين للأصوات الصحيحة فكل الأصوات التي منحت له أصوات صحيحة .
وبعد .. هذه هي القراءة المحزنة في واقع المثقف العربي أسوقها دون تعقيب وأرجو ان يعلق عليها كل من لديه تفسير مقنع وعقلاني لدلالاتها ، وأرجو ألا يجرنا هواة الصيد في الماء العكر إلى مناقشات بيزنطية لاتسمن ولاتغني من جوع ، وألا يحرفوا الكلم عن مواضعه ، فقد تبين بجلاء ومن واقع الأرقام أن المثقف العربي يرفع في الأغلب الأعم شعارات لايؤمن بها وغير مستعد للنضال من أجلها ، تحكمه نظرة قبلية ضيقة ، وتستهويه العبارات الرنانة والخطب العنترية والمواقف الدونكيشوتية حتى لو لم تتحرك بقضايانا للأمام خطوة واحدة .. إنه واقع مؤلم لأمة تخلت عن ريادتها وعن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فلم تعد خير أمة أخرجت للناس ..
هكذا حكم عليها رب العالمين .. ولله الأمر من قبل ومن بعد .