حكمت نوايسة
13/09/2009, 12:31 AM
الشعر والأمّة
نحن أمّة شكّلها الشعر، شكّل فهمها للحياة، وشكّل فهمها لذاتها، شكّله شعراء شعبيون سطحيون، خدعونا بالموسيقى، ودهشة الكلمة، وزرعوا فينا ثقافة الأبوية البطريركية، والزعيم الملهم، وقائد الأمة، وأملها الوحيد، ورومانسية الشعب في أحسن حالات الشعر عندما رأى بصيصا من نور على يد السيّاب ونازك والبياتي، ليت الشعر ظلّ بعيدا عن السياسة والحياة العامة، وليت الشاعر لم يصبح محفّزا للجماهير، كما كان ذات خديعة، ولا أقول إن النضال خديعة، ولكن أقول إن الشعر خديعة النضال، ومصيبته، عندما يحوّل جدل الماركسية إلى قصيدة سطحية، وعندما يتحوّل الإسلام العظيم إلى قصيدة حالمة أو قصيدة تبكي على ماض ما، ماض نقرؤه من خلال أبطال فرديين خارجين من رحم الأساطير، وتوابيت الآلهة .
ليت الشعر لم يندغم في الحياة العامة ويقوم بدور المهرّج، ونرى الشاعر الذي ينام على الوسائد الوثيرة، والأرائك المريحة، يطلب من الجماهير أن تثور على الظلم لكي يقطف هو وقادته ومن يدفع له ثمر هذه الثورة التي تسحق الناس على طريق الوهم، ورغبات النخبة المتعجرفة، أو الزعيم الملهم .
الشعر خلق لكي يصنع الحياة ويجمّلها، لا لكي يحطمها، ويزوّرها بتزوير الرأي العام، وإبعاده عن الواقعية، أو عن التفكير المدني الذي لم تمرّ به هذه الأمة دون الأمم التي خلقها الله ؛ فهي وإن تطاولت في البنيان لم تتخلَّ عن ( الشق: أي المضافة في بيت الشَّعر ) و ( الرواق ) الشق للضيف والرواق للخدم، والنظر إلى الحياة من خلال الإيمان القدري بزعامات صنعها الشعر المزيف، والأقلام الرخيصة، أو الجاهلة في أحسن حالاتها.
والحديث هنا عن ذلك الشعر الذي اندغم في قضايا الأمة، ثم عاد وتراجع إلى الداخل، إلى الذات، وهذا لا يمثل كل الشعر العربي، ولا يستطيع الدارس الواقعي أن يقول : إن الشعر العربي كذلك، ويمكن أن نتساءل : ما موقف الشعر العربي من القضيّة العربية ؟ وأقول : هناك مواقف لا موقف واحد : شعراء الزّفة: وهم من يصفّق للقادم، ويشتم السابق، وهؤلاء عددا ونصيبا إعلاميا كُثُر، وهؤلاء يكتبون حسب المطلوب، وأقلامهم سيّالة في الخوض في كل واد، يقولون ما لا يفعلون .
الشعراء : وهؤلاء لم يحدث أي تغيير في مواقفهم من القضية العامة، لأنهم غالبا ما استندوا إلى رؤيا فكرية لا تتبدّل في يوم وليلة، ولديهم فهم متكامل في الحياة، لا يفصلون قضية الوطن عن قضية طفل بات بلا مأوى، أو قضية حب فاشلة.
الشعراء الجهلة أو ( طيبو النية ) وهؤلاء أيضا مندغمون في قضيّة الأمة، لكن بفهمهم الخاص، وأحلامهم الطوباوية الخالية من الحس الواقعي، وهؤلاء يساهمون في تزوير الوعي ويقودونه إلى الفصام عندما يصطدم بالواقع، وهم كثر كثر .
شعراء النخبة الحداثية : وهذا يشمل الشعراء الأكثر حضورا في المشهد الثقافي العربي، وهؤلاء خليط آت من الأقسام السابقة، لكنّه مجتمع على نرجسيّات فردية، وبحث عن الشهرة، ومنافع ذاتية حتى وإن كان بعضهم ذا تاريخ نضالي، فقد أصبح الآن ( بعد أن قاد الجماهير إلى حضيرة الزعيم المؤلّه) أصبح الآن إنسانا رقيقا باحثا في المحافل الثقافية عن ذاته .
إذاً ليس هناك موقف واحد نحاكم الشعر به، وإنما مواقف تبعا للشاعر، ولوجاء دارس غير مندغم في حياتنا الحالية وشروطها الدعائية والترويجية، وتعامل مع الشعر العربي تعاملاً إحصائيا لوجد أن الشعر ( المبلي ) بالأمة، ولم يتحرر من بلواه يشكّل أضعافا مضاعفة من شعر النخبة التي تتبوّأ الصدارة في الإعلام، والفضاء، هذه النخبة المزيّفة للوعي، وللحقيقة .
نحن أمّة شكّلها الشعر، شكّل فهمها للحياة، وشكّل فهمها لذاتها، شكّله شعراء شعبيون سطحيون، خدعونا بالموسيقى، ودهشة الكلمة، وزرعوا فينا ثقافة الأبوية البطريركية، والزعيم الملهم، وقائد الأمة، وأملها الوحيد، ورومانسية الشعب في أحسن حالات الشعر عندما رأى بصيصا من نور على يد السيّاب ونازك والبياتي، ليت الشعر ظلّ بعيدا عن السياسة والحياة العامة، وليت الشاعر لم يصبح محفّزا للجماهير، كما كان ذات خديعة، ولا أقول إن النضال خديعة، ولكن أقول إن الشعر خديعة النضال، ومصيبته، عندما يحوّل جدل الماركسية إلى قصيدة سطحية، وعندما يتحوّل الإسلام العظيم إلى قصيدة حالمة أو قصيدة تبكي على ماض ما، ماض نقرؤه من خلال أبطال فرديين خارجين من رحم الأساطير، وتوابيت الآلهة .
ليت الشعر لم يندغم في الحياة العامة ويقوم بدور المهرّج، ونرى الشاعر الذي ينام على الوسائد الوثيرة، والأرائك المريحة، يطلب من الجماهير أن تثور على الظلم لكي يقطف هو وقادته ومن يدفع له ثمر هذه الثورة التي تسحق الناس على طريق الوهم، ورغبات النخبة المتعجرفة، أو الزعيم الملهم .
الشعر خلق لكي يصنع الحياة ويجمّلها، لا لكي يحطمها، ويزوّرها بتزوير الرأي العام، وإبعاده عن الواقعية، أو عن التفكير المدني الذي لم تمرّ به هذه الأمة دون الأمم التي خلقها الله ؛ فهي وإن تطاولت في البنيان لم تتخلَّ عن ( الشق: أي المضافة في بيت الشَّعر ) و ( الرواق ) الشق للضيف والرواق للخدم، والنظر إلى الحياة من خلال الإيمان القدري بزعامات صنعها الشعر المزيف، والأقلام الرخيصة، أو الجاهلة في أحسن حالاتها.
والحديث هنا عن ذلك الشعر الذي اندغم في قضايا الأمة، ثم عاد وتراجع إلى الداخل، إلى الذات، وهذا لا يمثل كل الشعر العربي، ولا يستطيع الدارس الواقعي أن يقول : إن الشعر العربي كذلك، ويمكن أن نتساءل : ما موقف الشعر العربي من القضيّة العربية ؟ وأقول : هناك مواقف لا موقف واحد : شعراء الزّفة: وهم من يصفّق للقادم، ويشتم السابق، وهؤلاء عددا ونصيبا إعلاميا كُثُر، وهؤلاء يكتبون حسب المطلوب، وأقلامهم سيّالة في الخوض في كل واد، يقولون ما لا يفعلون .
الشعراء : وهؤلاء لم يحدث أي تغيير في مواقفهم من القضية العامة، لأنهم غالبا ما استندوا إلى رؤيا فكرية لا تتبدّل في يوم وليلة، ولديهم فهم متكامل في الحياة، لا يفصلون قضية الوطن عن قضية طفل بات بلا مأوى، أو قضية حب فاشلة.
الشعراء الجهلة أو ( طيبو النية ) وهؤلاء أيضا مندغمون في قضيّة الأمة، لكن بفهمهم الخاص، وأحلامهم الطوباوية الخالية من الحس الواقعي، وهؤلاء يساهمون في تزوير الوعي ويقودونه إلى الفصام عندما يصطدم بالواقع، وهم كثر كثر .
شعراء النخبة الحداثية : وهذا يشمل الشعراء الأكثر حضورا في المشهد الثقافي العربي، وهؤلاء خليط آت من الأقسام السابقة، لكنّه مجتمع على نرجسيّات فردية، وبحث عن الشهرة، ومنافع ذاتية حتى وإن كان بعضهم ذا تاريخ نضالي، فقد أصبح الآن ( بعد أن قاد الجماهير إلى حضيرة الزعيم المؤلّه) أصبح الآن إنسانا رقيقا باحثا في المحافل الثقافية عن ذاته .
إذاً ليس هناك موقف واحد نحاكم الشعر به، وإنما مواقف تبعا للشاعر، ولوجاء دارس غير مندغم في حياتنا الحالية وشروطها الدعائية والترويجية، وتعامل مع الشعر العربي تعاملاً إحصائيا لوجد أن الشعر ( المبلي ) بالأمة، ولم يتحرر من بلواه يشكّل أضعافا مضاعفة من شعر النخبة التي تتبوّأ الصدارة في الإعلام، والفضاء، هذه النخبة المزيّفة للوعي، وللحقيقة .