المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني !



محمد بن أحمد باسيدي
27/01/2007, 10:17 AM
من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني:
حكومة بدون شعب... وشعب بدون حكومة !!!
بقلم: محمد ملوك
حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني، وهو من ضحايا القمع المجاني، فقال:
جرت بي الأقدار والأقدار ما لها نهايــَهْ، إلى الالتقاء بابن أبي الرعايهْ، صاحب الألف حكاية وحكايهْ، في مجمع ضم نخبة من الشباب العاطــلْ، العارف بأحوال النابل والحابلْ، والمميز بين المناضل والسافلْ، فخضنا في مواضيع من قضايا السَّــاعَهْ، بدءا بأسباب البطالة وما ينتج عنها من فظاعَــهْ، ومرورا بالحديث عن الدين والعلمانية والخلاعهْ، إلى أن انتهى بنا المطاف في آخر الساعهْ، إلى الحديث عن أسس الديموقراطيَّـهْ، وسبل إرسائها في الدول الناميهْ، فأدلى كل منا بما لديه من معلومات شافيــهْ، حتى إذا وصل الدور إلى ابن أبي الرعايهْ، تمتم من غير مجاز أو كنايهْ، وقال من غير بسملة أو بدايهْ: ""في البلدان الديموقراطيهْ، تتوجه كل الشرائح البشريهْ، إلى صناديق الاقتراع الزجاجيهْ، لتختار لها حكومة وطنيهْ، تمثلها في المحافل الداخلية والخارجيهْ، ولا يفوز في الانتخابات المذكورهْ، إلا من كانت وطنيته مشهورهْ، وأعماله بالصدق منثورهْ، وتشكل الأغلبية مجلس الحكومهْ، وتلتزم وبأساليب واضحة ومفهومهْ، على خدمة الشعب ودرء المصالح الخاصة المكتومهْ، فمن غير أو بدَّل فالشعب حسيبُهْ، ومن تماطل أو تنكر فالعزل نصيبُهْ، ومن غدر بالشعب فغدر الشعب يصيبه،... لاءات هذا الشعب بالديمقراطية مسموعَهْ، وموافقاته فوق الرؤوس مرفوعهْ، واحتجاجاته ما كانت في يوم مقموعَهْ،... هو القيادة في كل شيء والرِّيادَهْ، ولأن سيادته ما بعدها سيادَهْ، لا ينام أمام إملاءات الخارج على الوسادَهْ، بل يعبر في كل حرية عما يريدْ، إما بالاحتجاج أو التنديدْ، أو بالحوار المتبادل وهو شهيدْ،..... حكومة خاضعة لإرادة الشعْبْ، وشعب يستعمل معها نظام القلبْ، إن هي لم تــُــحْيــِهِ إلا في الكرْبْ،... لصُّهم يحاكم دون رحمهْ، وزعماء أحزابهم يـُنتقدون من غير حِشـْمهْ، والويل كل الويل لمن انتهك للشعب الحـُـرْمَــهْ،.... وفي البلدان التي تدين بدين الإسلامْ، وتعتز بأنها مطبقة للشرع المليء بالأحكامْ، وبأنها دون الملائكة وفوق الأشرار اللئامْ،... في هذه البلدان : الخجل من الخجل يخجَلْ، والسائل عن المسؤول يخاف أن يسألْ، والمسؤول لسؤال السائل لا يأبه وعنه يغفلْ، والبكاء من البكاء يبكِــــي، والزارع منذ زمن بعيد يحكـِـــي، كيف يتحول الزرع إلى الشوكِ،... ففي بلدي المتلون بتلونات الأحزابْ، البئيس ببؤس الشيب والشبابْ، المبتئس من بأس الثعالب والذئابْ، يتوجه الشعب إن كان حقا يتوجَّــهْ، إلى صناديق انتخابات عن النزاهة تتـَــنزَّهْ، ليختار من يمثله في مسرحية بالأكاذيب تتفوَّهْ، وتبدأ المسرحية بتصريح وزارة الداخليَهْ، بأن الانتخابات مرت في شفافيهْ، وأن نسبة التصويت كانت جد كافيه، وبأن الدَّاهِــن لم ينجح في دُهْـــنِهْ، وأن المراقب كان صارما في شأنهْ، وقد تأكد الشعب من ذلك بأم عينهْ، وتستمر الأكذوبة بتشكيل الحكومَهْ، وتعود للواجهة كل الوجوه المشؤومهْ، و تتلى البرامج الخالية من أية كلمة مفهومهْ، ويقرأ الوزير الأول أول تصريحْ، ويعلق الأخطاء على من سبقه من دون تصحيحْ، ويختم تصريحه من غير توضيحْ، ولو تأملت في خطابه يا عديم الخبز والرغيفْ، لوجدت سا وسوف وكل أنواع التسويفْ، تملأ الأفواه وتنسى ذكر الرحمان اللطيفْ،.... وتنقضي فصول المسرحية والدَّجَلْ، وتنتهي معها سنوات الانتظار كما ينتهي شهر العسلْ، ويسأل الشعب كل الشعب عن عملْ، وتقرأ ها هنا بقلم الأحرارْ، عن إطلاق من اختلس المليار تلو المليارْ، وسجن من سرق البقرة والدجاجة والحمارْ، وتقرأ هناك عن شباب يئسوا فانتحرُوا، وآخرين تمردوا فانفجرُوا، وآخرين سجنوا فاندثرُوا، وتقرأ هنا وهناكْ، عن ضياع الأوقاف والأملاكْ، وأكل الناس للأزبال والأشواكْ، في زمن ضعف الإنتاج وكثرة الاستهلاك، ومن الخارج والدَّاخلْ، يأتيك تحصيل الحاصلْ، عما فعله الداعر والسَّافلْ، ببنات المغرب الفاضلْ، وعما فعله الكبراء بالضعفاءْ، وما صنعه أبناء الوزراء والمدراءْ، أمام كل من آثر تطبيق القانون دون حياءْ،.... والنتيجة يا إخوة المفجوعْ، رجوع إلى الوراء ما بعده رجوعْ، وحال ترثيها الدماء لا الدموعْ،... حكومة بدون شعبٍ وشعب بدون حكومَهْ، وهكذا تكون السياسة الملغومَهْ، ومن السياسة ترك السياسة المعلومهْ،....""
قال المفجوع: فلما انتهى ابن أبي الرعايهْ، من كلماته التي يرجى لنا منها الوقايَهْ، قلنا له بلسان المشتاقين للأزمة النهايهْ، ما الحل في نظرك يا ابن أبي الرعايَهْ، ؟؟؟ فقال : "" يا مفجوع الزمان الجوعاني، إليك عنـِّي، فلست منك ولست منــِّي، وليس هذا الشأن شأني، ودعك من طلب الحلولْ، في زمن غاب فيه العقل والمعقولْ، وتداوى الناس فيه بالحشيش والأفيون والكحولْ، حتى صرت ترى الكذَاب صِدِّيقــَا، والمنافق خلا ورفيقــَا، والزور والبهتان بالشهادة لصيقـــَا،.... وإن كنت مصرّا على الحلِّ، في عصر الجنس والفلس والذلِّ، فإني أقول لك قبل أن أبرح محَلِّي، : إن حب الكراسِــي، هو رأس كل المآسِي، وهو مرض لصيق بهؤلاء النَّاسِ، ولو أن كل مسؤول مسؤولْ، تذكّر في كل ما يقولْ، أن الكرسي يدور مع الزمان ويجولْ، وأن المسؤولية تكليف لا تشريفْ، وأن اللبيب المحبوب الحَصِيـــفْ، هو الذي يوفر لغيره قبل نفسه الخبز والرغيفْ، وأن الأنا تقتل أصحابَهَا، وتفني وتبيد أحبابَهَا، ولا ترحم طــُلاَّبَهَا، وأن أعظم الأمور والأشياءْ، عند رب الأرض والسماءْ، هو القسم والحلف بين يدي الملوك والأمراءْ، على خدمة الشعب والفقراءْ، ثم الحنث في القسم واليمينْ، ومحاربة أهل الإصلاح والدَّينْ، وتلفيق التهم السوداء لكل المناضلينْ،... فلو تذكر المسؤولون كل هذا، لما وقع لنا كل هذا، وإني أقول قبل كل هذا، :... لنا وطن حب الشعب له مُتـَـحَقــِّقْ، وأبناؤه للمنجزات العظام تــُـحَقــِّـــقْ، لكن اليد الواحدة لا تصفقْ، فحبذا لو تضافرت الجهودْ، وحبذا لو أوفى المسؤولون بالمواثيق والعهودْ، وحبذا لو تتحقق تلك العهودْ، وما النهاية إلا قـــبْرٌ، فلا نهي ولا أمرٌ، ولا قمع ولا زجرٌ، ولكن هي الأعمال وحْـدَها، فاجعلها خيرا تجد جــِــدَّهَــا، وألبسها حسنا كي تلاقي رَدَّهَا، فالعمر بالخير يجب أن يُخْتمْ، وهذا الكلام بالنصح يُــرْسمْ، وإنما اللبيب من كان بالإشارة يَــفــــــْـــهمْ.""
-------
نقلا عن :
http://www.aljamaa.info/ar/detail_khabar.asp?id=4994&idRub=7

ــــ
تحية ناقدة
محمد بن أحمد باسيدي

حسام الدين مصطفى
27/01/2007, 10:42 AM
أخي الحبيب محمد بن باسيدي
فتح الله عليك أخي الكريم، وجزاك خيراً عن ما وضعته بين يدينا، من طيب الأدب، وجميل الكلم..
بديعة هذه المقامة، والسخرية فيها أروع ما فيها، هي سخرية الناقد الثاقب، الذي يطوع الكلمات ويحيكها ليصنع رداءاً يمكن أن تخلعه على العديد والعديد من أنماط الحياة....
هذا بحق هو الأدب الذي استطاع أن يرسم بريشة السخرية أدق تفاصيل الواقع المأساوي دون أن يركن للغة الغمز واللمز، أو يحيد عن طيب اللفظ، فيسقط في فاحش القول... هذا فعلاً هو أدب " اللبيب بالاشارة يفهم"
أضحك الله سنك، وزاد في علمك، وشكر لك جهدك ... وتحية للكاتب، ومقامته البديعة

محمد بن أحمد باسيدي
28/01/2007, 11:41 AM
أخي العزيز حسام الدين مصطفى
أحييك تحية من عند الله مباركة طيبة وأبلغك والأحبة في أرض الكنانة سلامي الأخوي سائلا الله عز وجل لي ولكم التوفيق لكل ما يحب ربنا ويرضى. كيف حال الأهل وزهرتيك الكريمتين؟ بلّغ سلامي الخاص للإخوة الأحبّة محمد حسن يوسف وعمر شلبي وأيمن السباعي نيابة عن باقي أعضاء جمعيتنا الأفاضل في مصرالأزهر. بارك الله في مساعيكم وسدّد على درب الخير خطاكم.
لاتنسوني من دعواتكم على ظهر الغيب.
واسلم لأخيك المحبّ
محمد بن أحمد باسيدي

عبلة محمد زقزوق
28/01/2007, 12:24 PM
بالمقامة كلام مدروس لا يأتي به مدسوس ؛ بالفصاحة آتانا بالحلول ، وبقوة التأكيد نؤكد اننا نفهم معانيها ... لذا سنسعي بها كدواء لكل ايوب .
والسؤال / كم من لبيب سوف يبيت على فراشه كي ينعم بفهمه لابن أبي الرعاية دون وخز أو ونخر من دولة تنعم بالسوس ؟:(
تحياتي وتقديري لنقل مميز يحمل صياغة متينة وقوية الألفاظ دون أي خلل في بناء المعنى بالعبارة .
فلقد قلة تلك المقامات رفيعة المستوى ...
لذا أحمد الله انه ما زال بيننا مثل أخينا في الله / محمد ملوك
وناقلها عنه أخينا في الله ـ محمد بن أحمد باسيدي
مع فائق الشكر والتقدير والإحترام

عمرو عبدالرؤوف
28/01/2007, 12:44 PM
ومن السياسة ترك السياسة المعلومهْ،

:) :)
كاتب واعى جدا

تجربة تمرد بوعى وليس لمجرد التمرد على الوضع الحالى المؤلم

بدليل ايضا انه ذكر المشكلة وحلها

وليس كل مسؤل له عينين يقرأ تلك المقامة

مقامة رائعة حقا
اشكرا استاذ محمد باسيدى على حسن اختيارك
امتعتنا تلك المقامة فعلا واشعلت بداخلنا اشياء كثيرة

محبتى وتقديرى

محمد بن أحمد باسيدي
28/01/2007, 02:18 PM
أختي الكريمة عبلة
أخي الفاضل عمر
أحييكما وأشكركما على التفاعل مع هذا النموذج الماتع من الأدب الساخر والفن الناقد الذي يعالج واقعنا ويفحص خباياه قصد البحث عن حلول ناجعة لأمراضنا الفاجعة.
ـــ
تحية شاكرة
محمد بن أحمد باسيدي

عين الحياة
28/01/2007, 02:30 PM
بارك الله فيكم
وشكرا لكم هذا النقل الطيب

محمد بن أحمد باسيدي
17/02/2007, 09:10 PM
من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني (2): الانقلاب
بقلم: محمد ملوك
حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني، وهو من ضحايا القمع المجاني، فقال: "التقيت ذات مرة مع ابن أبي الرعايَهْ، صاحب الألف حكاية وحكايَهْ، فدعاني إلى الجلوس رفقة أصدقائه في مقهى الولايَهْ، وهي مقهى مشهورة بالجود والكرمْ، ومعروفة بحجاجها المولوعين بأخبار الحكــْم والحِكـَـمْ، والمتيمين بالشعر الهاجي للقمع والنقمْ، فخضنا في العديد من المواضيعْ، ولكي لا يدخل في تكرار الكلمات الجميعْ، حددنا لجلستنا ذات المستوى الرفيعْ، موضوعا يتحدث فيه الكل من غير استثناءْ، فقررنا الحديث عن أغرب الأشياءْ، والتي شاهدناها في الدنيا الماضية نحو الفناءْ، فأدلى كل منا بدلوهْ، وحكى كل واحد منا ما شاهده بأم عينهْ، بعد أن أقسم على تحري الصدق في قولهْ، إلى أن وصل دور ابن أبي الرعايَهْ، فافتتح بسم الله في البدايهْ، وقال معلنا عن انطلاق الحكايهْ: "حدث أن عدت كعادتي من عملي المتواضعْ، منهكا في قواي ومليئا بالمواجعْ، وساخطا على وضعية من صنع صانعْ، ومتضرعا إلى الله الواحد القهارْ، سائلا إياه بقلب المتقين الأبرارْ، التخلص من غطرسة الفجارْ، والنجاة في زمن الجمر والنار، من فتن عارمة تطل على النوافذْ، وتخبر كل من كان له بصر نافذْ، أنه من كان يعضُّ على الدنيا بالنواجذْ، فالله عما قريب للدنيا آخذْ، فما مضى لن يعودْ، وحرب المسلمين لليهودْ، آتية من غير تأخر أو ردودْ ، ... فاستلقيت على الحصير من غير تردّدْ، وأعلنت لنفسي فترة من التمددْ ، وشغـَّــلت تلفازا يعاني من قلة التجددْ، فالعجب العجيب العجابْ، ما رأيته من غير شك أو ارتيابْ، فهذا شاب في ريعان الشبابْ، يرتل بصوت رائع وجميلْ، ما تيسر من القرآن الجليلْ، ويختم التلاوة بأدعية كلها ترتيل في ترتيلْ، وتأتي بعده شابة في نفس السن المذكورْ، لتقدم برنامجا يحكي على مر العصورْ، كيف ينتقم الله من الكافر المغرورْ، وينتهي البرنامج الكامل من جميع الزوايَا، ليأتي الدور على شيخ لم أر مثله في البرايَا، فتكلم عن ضرورة تصحيح النوايَا، وعن ضرورة الحفاظ على الإسلام المجيدْ، وحمايته من كل هجوم معلن أو شريدْ، يتبناه كل مشرك أو كافر أو يهودي صنديدْ، وعلى ضرورة الرقي بنفسية الإنسانْ، من مرتبة الإسلام إلى مرتبة الإيمانْ، ومن محطة الإيمان إلى محطات الإحسانْ، فاعترتني الدهشة لما أرى من برامجْ، وتساءلت بنبرة البريء الساذجْ، عما إذا مات ملك أو سلطان هائجْ، وطرحت نفس السؤال على زوجتِي، علّها بجوابها تزيل عني دهشتي، وتخرجني من دوائر حيرتي، فكان جوابها بأنه لا ملك قد ماتْ، ولا سلطان قد ودع الحياةْ، ولا زلزال ضرب شبرا من فلاةْ، فلما لم أجد جوابا شافيَا، حولت بصري إلى القناة الثانيَهْ، فكان نفس الأمر عليها ساريَا، فالقرآن الكريم هو سيد الحصصْ، والدعوات فيها تتعالى إلى عدم تضييع الفرصْ، مع التذكير بأن الخـَـيِّرَ هو الذي للخير اقتنصْ، حتى إذا جاء موعد نشرة الأخبارْ، طلع علينا شاب عليه ثياب الأخيارْ، ومن وجهه يشع نور الأبرارْ، فقال بعد التحية والسلامْ: " أيها المشاهدون والمشاهدات الكرامْ، درءًا لكل التباس وجوابا على كل استفهامْ، نشرت ما يلي وزارة الداخلية والإعلامْ: .... إنه بتاريخ يومنا المذكورْ، أصدرت وزارة التشريفات والقصورْ، بناءً على الانقلاب الذي وقع في النفوس و الصدورْ، أمرا بإغلاق كل حانة وبارْ، باعتبار أن الخمر كان ولا يزال مفسدة للديارْ، وسببا في ضياع الرجال الكبارْ، ووقودا لكل نار ونارْ، وإنه ابتداءً من هذا اليوم السعيدْ، ستفتح كل المساجد من جديدْ، ليعبد فيها رب الأحرار والعبيدْ، وإنه لمّا كان لكل دولة دستور يحمي لها الأركانْ، فقد أمر مجلس شورى الأوطانْ، بجعل دستور هذه الدولة القرآنْ، مع اختيار العربية لغة للبلادْ، وإعلان الحرب والنضال والجهادْ، ضد أتباع الفسق ودعاة الفسادْ، مع عدم رحمة المرتشي والراشِـي، ونبذ كل من ينتصر للنازي أو الفاشِـي، والقضاء على الربا في البنوك والحواشِــي، ونصرة المظلوم على الظالمْ، وجعل الحق هو الأمر القائمْ، وعدم قمع العاذل أو اللائمْ، ورفع الحصانة عن كل طاغية جبّارْ، طغى وتجبر بالليل أو بالنهارْ، سواء في الصوم أو في الإفطارْ، وجعل القضاء شريفا عفيفـَـا، لا يهاب تهديدا أو تخويفـَـا، ولا يفرق بين من كان قويا ومن كان ضعيفـَـا، ... وإنه لما كان المال زينة في الحياة الدنيَا، يرفع أقواما للدرجات العليَا، ويضع أقواما في الدرجات الدنيَا، فقد تم الأمر بتوزيع خيرات البلادْ، بالتساوي على كل العبادْ، والسهر على ذلك بالتوجيه والإرشادْ، ... وحيث إن الزنا مجلبة للفقرْ، ومدعاة للخراب والقهرْ، فقد أصْدِر الأمر كل الأمرْ، بفتح باب الزواج أمام الشبابْ، والتكفل بمصاريف الأعراس والحمل والإنجابْ، والضرب بقوة على أيدي دعاة الزنا والاغتصاب، فمن زنى سرًّا فالله رقيبهْ، ومن زنى جهرا فالحَدُّ نصيبهْ، ومن عاد فغربة السجن تصيبُهْ، .... ثم قدم الصّحافي بعد ذلكْ، ريبورتاجا يصف أحوال العباد في المسالكْ ، وآراء بعضهم حول الانقلاب على الظلام الحالكْ ، فجاءت الآراء مؤيدة للانقلابْ، وشكر كل من في سن الشيب والشبابْ، لطف الله الملك الوهابْ، على هذه النعمة التي حرمت منها العديد من البلدانْ، وسألوه بلسان التائبين من الإثم والعصيانْ، أن لو يدوم هذا الانقلاب على مر الأزمانْ، فانقلاب يجعل السلطان خاضعا للشعبِ، ويجعل الشعب خاضعا للربِّ، هو انقلاب محمود برأيهم وربِّي، ... "
قال المفجوع: ""قلت لابن أبي الرعايَهْ، أي نعم يا صاحب الألف حكاية وحكايَهْ، فهذا هو الانقلاب المطلوب في البداية والنهايَهْ، انقلاب يجعل النفس تنظر للآجلــَـهْ، وتتفكر بعمق في هذه الدنيا الزائلـَـهْ، لتوقظ الهمة النائمة الخاملـَـهْ، ولتتحرك فيما تبقّى لها من العمرِ، نحو محطات الإيمان والخيرِ، فتغتنم ما ينفعها في ظلمة القبرِ، فما الدنيا إلا ظل يزول ويفوتْ، وما هي إلا كبيت عنكبوتْ، وإن أوهن البيوت لبيت العنكبوتْ، ... ولكن يا ابن أبي الرعايَهْ، قبل أن أبرح مجلس الشعر والروايَهْ، أسألك سؤالا كنت أودّ طرحه منذ البدايَهْ، متى كان هذا الانقلاب المحمودْ، الذي لم أسمع له من قبل أي وجودْ، رغم أنني في السن أكبرك بعقودْ، ؟؟؟ فقال: " يا مفجوع الزمان الجوعانِي، هذا انقلاب جرى في حلم اعتراني، وقد تمنيت والله يا خلاّنيِ، أن لو أصبح هذا الحلم حقيقـَـهْ، فقد سئمنا من أغشية الصمت الثقيلة العميقــَهْ، وقد ضجرنا من رؤية الأخت المحتشمة الرقيقـَــهْ، تتحول ما بين عشية وضحاهَــا، بدافع الفقر والقهر الذي اعتراهَا، إلى زانية والذل قد اعتلاهَا، وقد مللنا من رؤية القرود علينا تستأسدْ، ولظهورنا تمتطي وعلى أجسادنا تعربدْ، وبإهانتنا وتجويعنا هي تغني وتنشدْ، فحيهلا على مثل هذا الانقلابْ، الذي يخلصنا من قبضة الذئابْ، ويرجعنا إلى شريعة رب الأربابْ، .... شريعة تحرم الدم المُراقْ، وتنبذ الفرقة والشقاق والنفاقْ، وتضمن العيش حتى للنمل في الأعماقْ، ... وما نيل المطالب بالتمنـِّي، ولا رفع المستوى بالتدنـِّي، فخذ منـِّي عنـِّـي، واترك للخالق أمري وشأنِي".
-------
نقلا عن:
http://www.aljamaa.info/ar/detail_khabar.asp?id=5145&idRub=7

_____
تحية انقلابية
محمد بن أحمد باسيدي

معتصم الحارث الضوّي
18/02/2007, 03:03 AM
أخي الكريم محمد بن أحمد باسيدي
بوركت يمينك الطاهرة التي خطّت هذه الكلمات .. لعلها توقظ قلوباً شبعت نوما .. و عقولا ُكسيت بالمغريات فلا تكاد تعي الفرق بين الغث و السمين .

عاطر تحيتي و تقديري

محمد بن أحمد باسيدي
07/03/2007, 07:16 PM
من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني : عام العصـــــا والجفاف !!!
بقلم محمد ملوك
حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : حدثني ابن أبي الرعايَهْ ، صاحب الألف حكاية وحكايَهْ ، فقال : " لما أمسكت السماء غيثها عن القــُرَى ، وغنى الجراد " يا هل ترَى " ، وتناطحت الأكباش في الأسواقْ ، من شدة الجوع وقلة الأرزاقْ ، واحتل الفأر مدينة مكناسْ ، ليفجع فيها الجنة والناسْ ، بداء أسمته وزارة الصحة والوسواسْ ، " داء ليس له مثيل أو قياسْ " ، ... في وقت كثرت فيه الزلازلْ ، وأمسى كل متيم بالفؤوس والمعاولْ ، مثقل بالرزايا والمشاكلْ ، فلما رأيت العيش مرًّا في البوادِي ، قررت الرحيل عنها بالتنادي ، لأسكت جوع أمي وأولادي ، فأعددت العدة للسفرْ ، وبعت ما أملكه من أرض وحصير وبقرْ ، من غير فسح المجال لإعادة النظرْ ، فوصلت بعد جهد وتكليف ومناطْ ، إلى عاصمة المغرب الرباطْ ، لأترك قريتي وهي بالهموم السوداء تحاطْ ، ووصلت العاصمة بعد طول انتظارْ ، وكلي أمل في زمن الجمر والنارْ ، أن تزيل الرباط مني رائحة الغبارْ ، فما إن هممت بالخروج من محطة القطارْ ، حتى سمعت شعارات تتطاير مع الأطيارْ ، ويرد صداها كل جدارْ ، فتوجهت بفضول الغرباء ْ ، نحو مصدر الشعار الممزوج بالبكاءْ ، فرأيت مالم يكن في الحسبانْ ، ومالم يخطر على قلب بشر أو جانّْ ، مجموعة من الدكاترة الشبانْ ، يتجمعون قرب قبة البرلمانْ ، وقد ربطو أرجلهم ،،بالسلاسلْ ، وتحلقوا حول فتى مناضلْ ، فاقتربت منهم لأسمع ما هو قائلْ ، فإذا به ساخط على الحكومة وعاذلْ ، يقول ومن غير مقابلْ ، :
هذا الدمع فكن في الشعر راثــيا ******* وانعى بحزن موت الديموقراطـيَهْ
شيع بأقلامك لحدا لها وسَــــل ******* عن فديتها هل تكون غاليَــــهْ
فقلت في نفسي بعدما أتمَّ كلامَهْ ، وأكمل سؤاله واستفهامَهْ ، وأنهى جلوسه وقيامَهْ ، هذا كلام يدعو للإشمئزازْ ، ثم ما لي أنا وللسياسة والإستفزازْ ، ومالي لا أغادر هذه الحلقيَّـهْ ، المملوءة بالنظرات التشاؤميَـهْ ، والمحاطة بكل ألوان الأجهزة القمعيَّهْ ، فما إن أدرت ظهري عن المكانْ ، حتى أمسك بي شاب من غير إعلانْ ، وقال بلسان المتمكنين من البديع والبيانْ ، "" أخطأت في الحكم يا ابن الباديهْ ، فليست هذه نظرة تشاؤميهْ ، أو علة أسموها انفصام الشخصيَّـهْ ، وليست هذي عبارات مجازيهْ ، تتخطى أوزان المعلقات الشعريهْ ، لتحاكي ألفاظ الخنساء الأثريهْ ، ... ليست هذي أو تلكْ ، وليست عبيرا من فل أو مسكْ ، ولكنها الحقيقة الناصعَهْ ، ... حقيقة الأكباد الجائعَهْ ، ... والأيادي القامعَهْ ، ... حقيقة حولت مقامات بديع الزمان الهمذاني ، إلى مقامات مفجوع الزمان الجوعاني ، في زمن مقاولات النائم البرلماني ، ... وأدخل في صلب الموضوعْ ، من غير هروب أو رجوعْ ، لأقول وبلسان المفجوعْ ، : أنا شاب مغربي الأصلْ ، أنهيت أطوار التعليم من غير رسوب أو فصلْ ، وحصلت على الإجازة بالميزة الحسنة لا بالهزلْ ، لأدخل بعد ذلك عالم البطالة العريضْ ، ولأقف مع المجازين السود والبيضْ ، على واقع بالمآسي والمخازي يفيضْ ، ... وسألت المجازين قبلِي ، عن حالات العاطلين مثلِي ، هل وجدوا ممرا إلى الشغلِ ، فردوا جميعا بصوت واحدْ ، وقالوا بلسان التائه الشاردْ ، بعدما علموا أنني عليهم وافدْ :<< إعلم يا مستر مجازْ ، أن البطالة في بلادنا هي النغمة النشازْ ، ونحن عودها ونايها بامتيازْ ، وبما أن عزفنا لا يترك في الآذان تصدُّعَا ، ولا يلفي في القلوب تخشعَا ، ولا في الردود أو التجاوب تسرُّعَا ، فإنه ولذر الرماد في العيونْ ، ولإسكات كل صوت مغبونْ ، من مدينة طنجة إلى العيونْ ، شجعت في البداية الهجرة السريَهْ ، وأدخلت علينا " نجاة الإماراتيَهْ " ، وزرع فينا حلم القرعة الأمريكيَهْ ، فمنا من بقوارب الموت انتحرْ ، ومنا من بطعنة " النجاة " انفجرْ ، ومنا من خاب حلمه فاندثرْ ، وأما الأفواج الباقيَهْ ، من حملة الشواهد الجامعيَهْ ، فقد سلِّطت عليها ألوان زرقاويَهْ ، لتريها ألوان الطيف في كل وقفة إحتجاجيَهْ ، جزاءا وفاقا على ما درسوا في الأيام الخاليَهْ .... فإن كنت تريد الحق فناضلْ ، وإن كنت تبغي الشغل فأنت لاهٍ غافلْ ، واذهب بميزتك ياأيها الفا ضلْ ، فالميزة والخيرة اليوم للجاهلْ ، ... وإليك بقلوب جريحَـهْ ، نهدي هذه النصيحهْ ، مادام الدين النصيحهْ ، : دعك من شعارات تكافؤ الفرصْ ، والويل للذي من مال الشعب اقتنصْ ، فلا اللثام أميط عن اللصوصْ ، ولا الشعارات ترجمت إلى بنيان مرصوصْ ...>> ...فيا ابن القرى والأريافْ ، يا من أنهكتكم سنين القحط والجفافْ ، وأثقلتم بالقروض الثقال والخفافْ ، لا تغرنك المدينة أيام الإصطيافْ ، فإنما هو جمال وهدوء مصنوعْ ، والشعب في داخل هذا الجمال مقموعْ ، فتوكل على الله وغني للبادية أنشودة الرجوعْ ، ....""
قال ابن أبي الرعاية : وما كاد الشاب المسكينْ ، يكمل كلامه الرزينْ ، وينهي نصحه الصادق الأمينْ ، حتى تحولت الحلقيَّهْ ، إلى مجزرة قمعيَّهْ ، لا يرى فيها إلا الضرب بوحشيهْ ، ... وكنت أنا أكبر ضحيَّهْ ،... فعدت إلى القرية راضيا بالحالْ ، وحزينا على دكاترة الأجيالْ ، وراغبا في كل أشكال النضالْ ، حتى إذا اشتد بنا الجفافْ ، وفكرت في النـزوح عن الأريافْ ، قلت في نفسي ، محدثا نفسي ، وخائفا من نفسي ، "اللهم عام الجفافْ ، وْلاَّ عام العصا والتـّْـرْعافْ ،..."
------
نقلا عن :
http://www.aljamaa.info/ar/detail_khabar.asp?id=5256&idRub=7
ــــ
تحية مقاومة
محمد بن أحمد باسيدي

محمد بن أحمد باسيدي
17/03/2007, 07:44 PM
من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني (4)
الشعب ... في وقفة إحتجاجية !!!
بقلم : محمد ملوك
حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ،فقال :
" لما مللت من قناتينا المتميزتين بالمهازلْ ، والغنيتين ببرامج النقاط والفواصلْ ، والمشهورتين بكل حوار مائلْ ، والمعروفتين بضعف المنقول والناقلْ ، ذهبت إلى أقرب الدكاكين والمحلاتْ ، فاقتنيت ما أحببته من الجرائد والمجلاتْ ، رغبة في الهروب من القنوات المملاتْ ، وأملا مني للإطلاع على جديد الأخبارْ ، من فنون تنمي الأفكارْ ، أو حوادث جرت بعيدا عن الأنظارْ، ... وقرأت ما اشتريته بسرعهْ، فلم أجد إلا ما يهيج الدمعة والدمعهْ ، ولم ألف إلا ما يلطخ السمعهْ، فالشريف عندنا إما مدين وإما مُدانْ ، والوضع عندنا تشيب لهوله الوِلدانْ ، وتجف أمام قسوته الوديانْ ، والحالة دوما هي هيَ ، والقبة لا تسمع فيها لاغيهْ ، فيها عين بالنوم جاريهْ ، والحكومة التي كلمتها عالية ، سرعان ما تحول الوعد إلى وعيدْ ، والحوار إلى زجر وتهديدْ ، والمظاهرة إلى مرحومة وفقيدْ ، همها رفع الأجور لمن والاهَا ، وإقبار صوت من عاداهَا ، والتضامن مع ضحايا زلزال ما أتاهَا ، وأما تخطيطها فـَـقـَـرْنيٌّ بعيد المدَى ، لا يعرف الموت أو الرّدَى ، ولا يترك للاحتجاج أي صدَى ، وقد تترجمه الصلاة في الكنائسْ ، أو التماطل بكل وجه عابسْ ، أو التنصل من المسؤولية في المجالسْ ، وأما صناعتها المشهورَهْ ، فَـ "زرواطة " خشبية غير منجورَهْ، تسلم في كل جلسة مذكورَهْ ، إلى عناصر من أجهزة الشرطــَهْ ، لقمع الشعب في أية لقطــَـهْ ، واعتبار ذلك مهمة لا غلطــَـهْ ، وأما تجارتها الدائمة ، فشراء للضمائر اللائمة ، وبيع للضمائر النائمة ، ...
ويا ليت حكومة الأربع والأربعينْ ، تدري أنني لها ناصح أمينْ ، لا قادح أو شاتم لعينْ ، فتقوم فيما تبقى من عمرِهَـــــــا ، للتغيير من خططها وفكرِهـَــا ، والكشف عن دائها ووِزرِهـَــا ، فمن كتم داءه قتلهْ ، ومن أمن صفاء الدهر أوجلهْ ، ومن استغفل الشعب استغفله ، ... ويا ليت حكومة " التقنوقراطْ " ، تعي من غير تكليف أو مناطْ ، أن الشعب المقموع بالسياطْ ، قد تنظم ضدها من غير تنظيمْ ، واختار الطوفان بدل السكوت القديم ،ْ بعدما أعيته الاستعاذة من الشيطان الرجيمْ ، فـَتـَـطـْرُقَ أبواب الجِــِدّ فلا تـُـغيِّبُهْ ، وتتبع نهج الناصحين ولا تخربهْ ، وتقف عند الفقر وما يسببهْ ، ... ولتقرأ حكومتنا الغاليه ، ما في الجرائد من أخبار نقابيهْ ، لتدرك أن الشعب بأكمله في وقفة احتجاجيه .... ، فالدكاترة الذين حملوا الشواهدْ ، قد أقسموا بالفرد الصمد الواحدْ ، وجاهدوا أيمانهم بحضور المخزن الشاهدْ ، على عدم ترك النضال والاحتجاج ، مادام الذين زهدوا في لحوم الدجاجْ ، واختاروا لحوم أبناء النعاجْ ، ماضون في سياسة " اضرب ولا تـَـعُــدّ " ، وفرق بالعصا تـَـسُدْ ، واسرق واختفي ثم لا تعُدْ ، والطلبة خير خلف لخير سلفْ ، يناضلون ومن غير شغف ، ضد الظلم واللعب بالشرفْ ، ويرفضون الإصلاح والميثاقْ ، ويتشبثون بنقابة اليسار والرفاقْ ، وهم من غير تحيز أو نفاقْ ، لا يهابون التهديد أو التخويفْ ، ولا ينددون إلا بسياسة التسويفْ ، وجعل الحقيقة عرضة للتحريفْ ، ... وفي الجانب الآخر من الشعْـــبِ ، نجد أرباب التمريض والطــبِّ ، يخصصون أياما للإضراب والسبِّ ، فهم ــ وحق لهم ذلك ــ بصراحــَـهْ ، لا يدرون لمَ وهم في مراكز الجراحَــهْ ، يفتقرون إلى أبسط وسائل الراحهْ ، فالداخل إلى المستشفى مفقودْ ، والخارج منها مولودْ ، والرشوة فيها أمر معهودْ ، وعدد المستشفيات بعدد الأصابعْ ، والطبيب الفذ الرائعْ ، سرعان ما يحوله التنقل المتسارعْ ، إلى مريض لأصناف الأمراض يصارعْ ، ... والمريض المسكين المحتاجْ ، يؤازرهم بدوره في هذا الاحتجاج ، بعدما أصيب بمرض الملح الأجاجْ ، وهو يحاول الحصول على شهادة الاحتياج ، .... وأصحاب المخادع الهاتفية الموحَّدَهْ ، يحتجون هم أيضا بصفة مؤكَّدَهْ ، على إلغاء المسافة الفاصلة بينهم والمحددة ، و يشيرون في بيانات على الأوراقْ ، إلى أن هذه السياسة التي ما لها من واقْ ، ما هي إلا بداية تسعى لقطع الأرزاقْ ، ... وأرباب الصيد البحرِي ، يعلنون خلف شعارات بالجهْرِ ، عن انتهاء زمن الصبْرِ ، فكنوز البحر وخيراته يقولونْ ، يلتهمها أناس مجهولونْ ، والدعم الذي هم عليه يُـعَوِّلونْ ، قد أكله أناس مسؤولونْ ، ... واذرفي يا عين دمع المرارَهْ ، واحكي يا نفس عن صفقة الخسارَهْ ، وعرجي على آلاف الحائرين من الشباب والعذارَى ، وكيف تركتهم " نجاة " الإماراتية ، يعتصمون في المدن بكل تلقائية ، ويطلبون لقضيتهم حلولا نهائيهْ ، ... ولأن الشعب كله في وقفة احتجاجيه ، فالسجناء ــ هم أيضا ــ في كل ناحيهْ ، ومنذ احتراق سجن " الجديدة " الباليهْ ، يتمسكون بخطة الإضراب عن الطعامْ ، ما دام السجن المخصص لردع الإجرامْ ، هو أكبر مدرسة لتعلم أساليب الإجرامْ ، ... ولأن السعادة كل السعادَهْ ، عند العاطل ـ الأمي ـ الملازم للوسادة ، هي في رخاء الأسعار لا في الزيادة ، فهو يحتج رفقة أصحابه باللغزْ ، على الزيادة في ثمن السكر والخبز ، والزيادة في كتب الياء والهمزْ ، ...
ولأن النعيم لا يدرك بالنعيمْ ، فقد اختار الموظفون في أسلاك التعليمْ ، من مدير وأستاذ ومعلم قديمْ ، الاحتجاج أمام أبواب الوزاراتْ ، ورفع الشعارات بدل رفع " الطاباشوراتْ " ، مادام التماطل في الوعود سيد الحواراتْ ، ... ولأن فضح المستور والمصائبْ ، من اختصاص مهنة المتاعبْ ، فالصحفيون في بلد العجائبْ ، يحتجون في كل عام وعامْ ، على تقنين وقمع الأقلامْ ، ووضع الخطوط الحمراء على الدوامْ ، ... واذرفي يا عين دمع الثكالـَـى، على المشاركين في محو الأمية والجـِـهالهْ ، كيف تركوا أقسامهم أطلالاَ ، وجاؤوا يتوثبون احتجاجا ونضالاَ ، ... وما دامت اللائحة كبرَى ، نمر على سيارات الأجرهْ ، فقد وقف أربابها لمرات أخرَى ، يحتجون على عدم تكافؤ الفرصْ ، في كل العطايا والمزايا والرخصْ ، وينددون بالزيادة في ضرائب لا تـُنْتقصْ ، ... ولأن الماء والكهرباء ضروريان لكل الأجيالْ ، فقد تظاهر الآلاف من النساء والرجالْ ، ضد الوكالات الشبيهة ب " ريضالْ " ، منددين بصمت الحكومة اتجاه فواتير الخيالْ ، ... وحتى لا ننسى المسرحي أو الفنانْ ، الذي أمسى وبات وظل في خبر كانْ ، شأنه في ذاك شأن المغضوب عليهم في قبب البرلمانْ ، فقد شارك المسكين غير ما مَرَّهْ ، في كل الوقفات والمسرحيات المُـرَّهْ ، التي تنظمها فرقة المحتجين الحرَّهْ ، .... وما هذا ياحكومة الطول والعرضْ ، إلا غيض من فيضْ ، وما خفي أعظم من العرضْ ، ......
والوحيد الذي يمنع عليه الاحتجاج ، أو التعاطف مع وقفة الشعب من غير ابتهاجْ ، أو الرحمة عند تلقي أوامر الكأس والزجاجْ ، هو ذلك الشرطي المسكينْ ، الذي تفقه في علوم اللغة والدينْ ، وحصل على الإجازة والدكتوراه بقلب حزينْ ، ليُختار بعد اجتياز المبارياتْ ، وبعد دفع ما تيسر من الدراهم والدولاراتْ ، شرطيا لتنظيم المرور أو لقمع المظاهراتْ ، ... وكلي يقين لا يُرَدّْ ، أن هذا الشرطي الذي لا يُهَدّْ ، لو لم يجد في قانونه الذي لا يُـحَدّْ ، بابا لحقه في الاحتجاج يسُدّْ ، لكان مع الشعب في كل احتجاج ولومْ ، ولنادى معه غير متجانف لإثمْ ، ولا خائف من نذير قومْ ، : " سئمنا من حكومات الشعارات المجانيهْ ، سئمنا من الرشوة والغش و القمع والزبونيهْ ، سئمنا من الاعتقال التعسفي والمحاكمات الصوريـــــــــهْ ، " .
... وأخيرا أقول والدولة ضاع شبابُـــهَا ، : يا حكومة عُدِّل من قبل أصحابُـــهَا ، فأغلقت بعد التعديل أبوابُــهَا : إن الكلب لا يعقر من يرحمُهْ ، وإن النمر لا يصرع من يُطعمُهْ ، وإن العدل أفضل ما نحكِّـــمُهْ ،...... ولو لم يكن النواب في مأمن وأمانْ ، لأحسوا بتصدع جدران البرلمانْ ،.... والسلام عليكم يا ساسة آخر الزمان " .
نقلا عن :
http://www.aljamaa.info/ar/detail_khabar.asp?id=5344&idRub=7
ـــ
تحية متضامنة
محمد بن أحمد باسيدي

ماجد الغامدي
19/03/2007, 03:30 PM
رائع أخي الكريم في أُسلوبك وطرحك وتناولك

خطب المفوّه الكنعاني وقال : لماذا تتعالى الصيحات وتكثرُ طلاسم التصريحات ! أليس مَن مات مات وكلُ ماهو آتٍ آت !!؟
دعونا من فضول الكلام والبهرجة في ساحةِ الإعلام فلايُشبع بطوننا كلام ولم نرد إلا السلام وأكل الحلال والبعد عن الحرام !
ألم نكن سادة العالم قبل طاغوتنا الظالم ! ألا ندين بالإسلام ونتبّعُ خير الأنام ! ألسنا الأحق بالإهتمام والأولى بالإحترام !

لماذا تتفانون في إرضاء أمريكا وتلهوننا بسماع المزيكا !

ألا تولون العناية للشعب وتشبعون حويصلاتنا السغب من خيرات وطننا الخصب !
أتشبعون ونحن نجوع وتضحكون ونسكب الدموع !

وأثنا إلقاء خطابه إذا بالظلامِ يُسدلُ حجابه فانطفأت الأنوار وثار الغبار فخشينا أن يكون شبحُ الإستعمار !
فإذا بـ جابي الكهرباء يقول لقد حلَّ عليكم الوباء !
لماذا لم تسددوا الفاتوره فالكهرباء ليست كالناعوره فهي من بيت مال الوطن ومنّة الحاكم الفَطن !

فانفضَّ الإجتماع وتفرّق الجياع إذ هاجمتهم السباع !

:)


تحياتي

محمد بن أحمد باسيدي
22/03/2007, 08:46 AM
من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني (5)
إرهاب ... وإرهاب !!!
بقلم : محمد ملوك
حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني ، وهو من ضحايا القمع المجاني ، فقال : حدثني ابن أبي الرعايَهْ ، صاحب الألف حكاية وحكايهْ ، المتضلع في الاحتيال والنصب بالروايَهْ ، فقال : " لما كان الإرهاب دينا ليس له وطنْ ، وسنة يتشبت بها المولوعون بخلق الفتنْ ، وحلا يسلك دروبه الرازحون في ظلمة المحنْ ، وأنشودة يتغنى بها كل متمسلم كذابْ ، ينقم على المسلمين توجههم بإخلاص لرب الأربابْ ، ويحاول جاهدا من غير إزالة الغيوم والضبابْ ،إلصاق كل عمل تنبث منه رائحة الإجرامْ، بكل من يعتز بدين الإسلامْ ، ويفتخر بأن نبيه محمد عليه الصلاة والسلامْ ، نظمت بعض الجمعيات الوطنيَّــهْ ، التابعة لكتلة الأحزاب التقدميَّــهْ ، ندوة باسم ضحايا كل الأحداث الإرهابيَّــهْ ، وكان موضوع الندوة التي احتضنتها وزارة الشبابْ ، وتكلفت بمصاريفها عجائز الأحزابْ ، هو البحث عن الطرق الناجعة لمحاربة الإرهابْ ، والسبل الكفيلة لمنع انتشارِهْ ، وتوعية الناس بمصائبه وأخطارهْ ، وتحذيرهم من عواقبه وأضرارهْ ، وحضر إلى هذه الندوة الشبابيَــهْ ، بعض الشخصيات الوطنيَّــهْ ، التي كان لها شأن في السنوات الماضيهْ ، ووزعت المداخلات على الحاضرينْ ، وحددت الفترة الزمنية المخصصة للمتدخلينْ ، ومنع الكلام على المتفرجين الجالسينْ ، واختلفت الأفكار والآراءْ ، وانصبّت كلها من غير استثناءْ ، في مجرى لا يرضاه رب الأرض والسماءْ ، فما من متدخل في الحوار متدخِّلْ ، وما من زاعم يزعم أنه الوحيد المتعقَّلْ ، إلا ويدين الإسلام وفي الإدانة لا يقلِّلْ ، فقد أجمعوا وكأنها خطة مدروسة بإحكامْ ، على أن الإرهاب نابع من ديانة الإسلامْ ، وأنه بيِّنٌ فيها من غير إبهامْ ، فآيات الجهاد في القرآن تدعو لذلكْ ، والمتمعن فيها هنا وهنالكْ ، يجد فيها تأصيلا لكل فكر هالكْ ، وحسب زعمهم فالسنة النبوية الشريفَـهْ ، رمز لكل تمييز وعنصرية عنيفَـهْ ، وما هي إلا عادة لفترة زمنية ظريفَهْ ، وما الدعوة للحية والحجاب والجلبابْ ، إلا عناوين عريضة من عناوين الإرهابْ ، ودعوة جاهلية من دعاوى أهل الغابْ ، وما التفريق بين الأنثى والذكرْ ، سواء في المضاجع أو في أقسام العلم المحتضرْ ، إلا شعار للإرهاب الجالب للخطرْ ، وما جعل القوامة بيد الرجال دون النساءْ ، إلا نداء للإرهاب والشقاءْ ، ودعوة للرجوع إلى الخلف والوراءْ ، وما الترخيص للحركات الإسلامية القائمهْ ، بالعمل ضمن الحياة السياسية الناعمهْ ، إلا تأجيج لنيران الإرهاب القادمهْ ، .... والحل الناجع حسب هؤلاء المتدخلينْ ، الكفيل بالقضاء على الإرهاب اللعين ْ ، هو الحد من انتشار الإسلام المبينْ، ولن يتأتى ذلك إلا بتقنين المساجدْ ، ومراقبة كل راكع وساجدْ ، ومتابعة كل من كان في الدنيا زاهدْ ، ووضع خطة كبيرة وطنيهْ ، لإدماج المرأة في التنميهْ ، وتحريرها من كل العادات والأفكار الرجعيهْ ، وفتح المعتقلات والسجونْ ، لكل من ينشد استخلافا في الأرض لا يهونْ ، ولكل من يجعل من الإسلام الصدر الحنونْ ، ومعاقبة من يقدح في أمريكا وإسرائيلْ ، سواء بالإكثار أو بالتقليلْ ، إما بالحبس وإما بالتغريب وإما بالتقتيلْ ، وتقديس شخصية الأمير والوزير والسلطانْ ، وسن القوانين التي تحرم على كل إنسانْ ، التعرض لهم بالنقد أو النصيحة أو أي شأنْ ، ونبذ الحركات الإسلامية وإعرابها مبنيا للمجهولْ ، وحصارها بالتشويش عليها في كل ما تفعل وتقولْ ، وإغواء أعضاءها بالمال والجاه وكل ما يجولْ ، .... وبينما هم كذلك في سب وقدح للإسلامْ ، وفخر ومدح لشيوخ الأحزاب التي لا تضامْ ، وتوجيه ونصح للحضور الكرامْ ، إذ قام من أمامي شاب جميل عجيبْ ، وقاطع ما تبقى من المتدخلين الشيبْ ، وقال بلسان ينمّ على أنه أديب لبيبْ ، : ( بسم الله الواحد القهارْ ، المتعالي الفرد الصمد الجبارْ ، الخالق للجنة والنارْ ، والواعد المؤمنين بالاستخلاف في الأرضْ ، والموعد الفجار بسلخ الجلد والعرضْ ، والمشرب إياهم شرب الحميم بالغيضْ ، وبعد فإني أقول لكم بعد الاعتذار عن المقاطعه ، والتنديد بدعوة الباطل للمضاجعة ، واستنكار كل تدخل ومرافعهْ ، إن الإسلام لم يكن في يوم إرهابَا ، وإن ما دعوتم إليه شيبا وشبابَا ، وعرجتم عليه ذهابا وإيابا ، خلط كبير في الأوراقْ ، وغلط تشتمّ منه رائحة النفاقْ ، ودعوة باطنة للفرقة والشقاقْ ، فما الإسلام إلا دين قيَّمْ ، به بعث خير معلّمْ ، فَصَلِّ عليه يا حاضر وسلّمْ ، وإذا صلّيت أقول لك من غير دورانْ ، إنّ الله لم يخلق الجن والإنسانْ إلا ليعبداه من غير زور أو بهتانْ ، فوضع شروطا للعبادَهْ ، وأحلّ أشياء من غير زيادَهْ ، وحرّم أشياء كانت فيما مضى عرفا وعادَهْ ، وسكت عن أشياء من غير تفصيل أوبيانْ ، رحمة بنا غير نسيانْ ، ومن جملة ما حرّم هذا الإله المنّانْ ، قتل النفس بغير وجه للحقِّ ، سواء بالضرب أو بالشنقِ ، بالوأد أو بالحرقِ ، فأكرمها سبحانه وتعالَى ، ووعد من يقتلها بظلم لا بجهالَهْ ، بنار فيها العذاب العظيم يتعالَى ، وأما آيات الجهاد أيها المحاضر الكريمْ ، فقد فهمها المتدخلون بعقل سقيم ْ ، يخبرنا والله عن جهل عقيمْ، فتلك الآيات وتلك النصوصْ ،تدعونا لبناء صفّ مرصوصْ ، ضد كل من يمكر بالمسلمين على وجه الخصوصْ ، أما أن نجعل منها سراجا منيرَا ، ضد كل من أمسى بالعصيان شهيرَا ، فهذا ما لا يرضاه المسلم كبيرا كان أم صغيرَا ، وإن الخطأ أكبر الخطأْ ، أن ننسى سورتي البروج والنبأْ ، ونستشهد بما جرى لملكة سبأْ ، ثم نأخذ كمثال لإطلاق الأحكامْ ، ما حدث لأمريكا قبل أعوامْ ، وما وقع في المغرب و الجزائر قبل أيامْ ، من تفجير ودمار وإرهابْ ، وقعته جماعات البراري والغابْ ، فنلصقه بالإسلام من دون صوابْ ، والإسلام من ذلك والله بريء ، ونحن أمة إلى السّلم تفيء ، وإني أقول لكم بلسان جريء ، حاشى لله أن يكون المسلم إرهابيَا ، ومعاذ الله أن يكون الإسلام دينا إجراميَا ، فاتقوا الله في دين كان ولا يزال وسيبقى ساميَا ، وإن زعمتم عكس ما أقولْ ، وأتيتم بالدليل والمدلولْ ، على أن القاتل للمقتولْ ، هو مسلم يدّعي توحيده لربّ الأربابْ ، ويفتخر بأنه منفذ لعمليات الإرهابْ ، ويعتبر ذلك شهادة يتقرب بها إلى الملك الوهابْ ، فإني أقول لكم وأنتم تسمعونْ ، والله المستعان على ما تصنعونْ ، : من صدّر الإرهاب غير حكام القمع والنهب والقهرْ ، وأوضاع قلة الحيلة وكثرة الفقرْ ، أوليس من فجّر الدار البيضاءْ هم شبان من التعساء الفقراءْ ، ... أولم يكن جور أمريكا وإسرائيلْ ، ونهجهما لسياسة الذبح والتقتيلْ ، ومحاربتهما لدين الإسلام الجليلْ ، سببا في تفجير ناطحات السحابْ ، ومخاضا تولّدت عنه صناعة الإرهابْ ، ونهجا فاشلا يدعو للردّ على الخنازير والكلابْ ، ... أوليس التمييز الطبقي بين أبناء الشعبْ ، وإحيائهم في ظلمات الكربْ ، وإرغامهم على الهجرة بالكره والغصبْ ، سببا في انتشار الإرهاب وأفكارهْ ، ومدعاة لتزايد أعداد أنصارهْ ، مادام الحوار مغلق عليه في دارهْ ، ؟؟؟ .... فعفوا أيها الحضور الكرامْ ، وعذرا أيها المتدخل الهمامْ ، على الإكثار من الحديث والثرثرة في الكلامْ ، فما أنا إلا شابّ ناصحْ ، لا متمسلم في الإسلام قادحْ ، ولا إرهابي للإرهاب مادحْ ، فلكل شيء إذا ما تم النقصانْ ، وعليكم عوض توزيع التهم بالمجانْ ، وبدل الاغترار بخطى الصهيون والأمريكانْ ، أن تبحثوا عن الأسباب والدوافعْ ، التي تجعل من الشاب المستقيم اليافعْ ، يطلق الدنيا من غير رجعة راجعْ ، ليصوب المدافع والبنادقْ ، وليفجّر نفسه من غير إعلان سابقْ ، وسط كل حانة يملكها زنديق فاسقْ ، فمعرفة الأسباب خير من جهلِهَا ، وإنهاء المشاكل يكون بمناقشة حلِّها ، وإحياء الأمة في عزّة خير من جرّها لذلِّها ، )
فما كاد الشاب ينهي تدخله الرفيعْ ، ويردّ على ترهات كل كذّاب وضيعْ ، حتى صفّق عليه الجميعْ ، ورضي بقوله كل من على دينه غيورْ ، وعلى إسلامه قابض وصبورْ ، فما هي إلا دقائق تدور وتدورْ ، حتى أطبقت الشرطة على المكانْ ، وحاصرت الندوة المرخصة من غير إعلانْ ، وطالبت الكل بالصمت والإذعانْ ، فتقدم مسؤول رفيع المستوَى ، وقال بصوت للشر قد نوَى ، أين الذي لركن الإرهاب قد انزوَى ، وبمس المقدّسات قد افتخرْ ، وللجهاد ضد أمريكا قد انتصرْ ، وفي العواقب هو ما نظرْ ، فتوجهت أعين الحاضرينْ ، وتوجهت أصابع المتدخلينْ ، إلى ذات الشاب الرزينْ ، فوالله الذي لا إله إلا هو يا مفجوعْ ، لقد أخذوه من بين ظهرانينا حيث لا رجوعْ ، وقمعوه والكل يذرف عليه الدموعْ ، . "
قال المفجوع : قلت لابن أبي الرعايَهْ ، ترى يا صاحب الشعر والغوايَهْ ، ما يكون مصير صاحبك في النهايَهْ ، فقال : " لقد اعتقلوه في واضحة النهارْ ، وأعلنوا كذبا في نشرة الأخبارْ ، أنه تم القبض على إرهابي من الأشرارْ ، كان يخطط لتفجير بعض المواقعْ ، ونسف بعض الشركات والمصانعْ ، بأسلحة ما لها وجود إلا في محاضر الماكر والمخادعْ ، والحكم عليه كما ينص على ذلك قانون الإرهاب والإجرامْ ، سيكون لا محالة بالمؤبد أو بالإعدامْ ، والتهم الموجهة إليه من غير إبهامْ ، هي الانتماء لديانة تزخر بأفكار الظلامْ ، سميت على اسم السلم بالإسلامْ ، ... وإني أستحلفك بالله يا مفجوع الزمان الجوعانِي ، ألا تحكي لأحد ما قصصته عليك منذ ثوانِي ، فما يلقاه ذلك الفتى لا أريده أن يلقانِي ، فلست أملك إلا الدعاء بالسر لا بالعلنْ ، فادعُ معي الله بقلب خالٍ من الفتنْ ، واسأله بلسان الصادقين المتيمين بجنات عدنْ ، أن يحمي هذه البلاد وينجي هذا الوطنْ ، من كل الشرور ما ظهر منها وما بطنْ والسلام على من آمن وبالله قلبه اطمئنْ . "
نقلا عن:
http://www.aljamaa.info/ar/detail_khabar.asp?id=5358&idRub=7
ـــ
تحية مجاهدة
محمد بن أحمد باسيدي

محمد بن أحمد باسيدي
10/04/2007, 08:49 PM
من مقامات مفجوع الزمان الجوعاني:
لا للعدل والإحسان على المنابر ؟؟؟ !!!
بقلم : محمد ملوك
حدثنا مفجوع الزمان الجوعاني، وهو من ضحايا القمع المجاني، فقال : حدثني ابن أبي الرعايه، صاحب الألف حكاية وحكايهْ، فقال: لما كان يوم الجمعة عيدا يحتفل به المؤمنون الصادقونْ، ومحطة يتنافس فيها المتنافسونْ، وفريضة يتجمع من خلالها المسلمونْ، قمت كعادتي من موتي المؤقتْ، ولملمت قوى جسد بحب الدنيا يتعنتْ، وبأعبائها ومصاريفها هو يتشتتْ، فتلوت ما أحفظه من أدعية وقائيهْ، وما تيسر من سور قرآنيهْ، وما تقدر من أحاديث نبويهْ، حتى إذا شبعت من فطورِي، وأزلت عني كسلي وفتوري، قمت من غير تكبر جالب للغرورِ، فاغتسلت إحياء للتراث والسنهْ، وسألت ربي المنزلة العليا من الجنهْ، والنجاة من شر الناس والجِنهْ، وأسرعت الخطى نحو المسجد المبجَّلْ، بغية الفوز بالصف الأولْ، والظفر باستماع القرآن المرتلْ، حتى إذا انتهى الوقت المخصص لقراءة الآياتْ، وحضر وقت الخطبة والصلاةْ، ونادى المؤذن حيى على الصلاةْ، قام إمام في زهرة الشبابْ، فاعتلى المنبر من غير ارتباك أو اضطرابْ، وتوجه إلى المصلين بتحية كلها آداب في آدابْ، وتوقف برهة فحمد الله وشكرْ، وصلى على سيدنا محمد سيد البشرْ، وأثنى على أبي بكر وعثمان وعلي وعمرْ، ثم بدأ خطبته بذكر فضل يوم الجمعة على سائر الأيامْ، وبين ما لهذا اليوم من شروط وأحكامْ، وكيفية الحفاظ عليه إلى أن يتوفى الله الآنامْ، ثم انتقل بلغة عربية فصيحهْ، إلى القدس المسلوبة الجريحهْ، فحمل الحكام وزر ما يجري هناك من فضيحة تلو الفضيحهْ، ومر على أهل الفرات والعراقْ، فنهاهم عن الفرقة والشقاقْ، ودعاهم إلى وقف نزيف الدم المراقْ، وذكر أهل لبنان بالخير المصونْ، ودعا الكل للتوحد ضد قردة بني صهيونْ، وعدم الاغترار بكرسي غير مضمونْ، ثم ذكر أحوال الأمة بصفة عامهْ، وما تعيشه من طامة وطامهْ، ودور الخاصة في هذه الأحوال والعامهْ، فكشف عن دائها الذي فتك بالناس وفتنْ، واستدل بما قاله النبي من بعيد الزمنْ، ليخبرنا بأنها مصابة بداء اسمه الوهنْ، معناه حب الدنيا وكراهية الموتْ، والتنافس على شيوع الصِّيت والصوتْ، وعدم الانتباه لفوات الفوتْ، وهو داء قتل الأمم من قبلُ، ما حلَّ بقوم إلا ركبهم الذلُّ، واعتلاهم الخوف والهرج والجهلُ، ودواء هذا الداء حسب قول الإمام الشابّْ، موجود في السنة والكتابْ، وتكفي نظرة من نظرات أولي الألبابْ، ليعلموا أن الله لا يغر ما بالناسْ، حتى يغيروا هم ما في صدورهم من وسواسْ، ويعتصموا بالذي خلق الجنة والناسْ، وقد ذكر هذا الإمام الصغير في السنِّ، العظيم في الشأنِ، والبعيد عن اللحن، أن الوهن مرتبط بغثائية النفوسْ، غثاء كغثاء السيل للتوحد يدوسْ، ولولا هذا الغثاء المذموم المنحوسْ، لما كانت دبابات اليهود والنصارى والمجوسْ، لأجساد المسلمين الموحدين تدوسْ، وعاد هذا الإمام الذي أمسى بكلماته خطيبا أديبِا، بعدما أخذ من أحوال الأمة نصيبَا، إلى ذكر أحوال هذه البلاد العجيبهْ، فنصح الوزراء والمدراءْ، ونهى الكبراء عن قمع الضعفاءْ، وتوعد الطغاة بوعيد الله لهم في قرآن السماءْ، ودعا الفقراء إلى الصبر والإحتسابْ، أمام ما يلاقونه من قوانين الغابْ، ناصحا إياهم بالاصطلاح مع رب الأربابْ، ونبذ الفرقة والالتزام بالجماعهْ، وتعويد النفس على القناعهْ، وجعل الأيام كلها طاعة في طاعهْ، حتى إذا اقترب من نهاية خطبتهْ، أخرج ما لديه من دعاء مكنون في جعبتهْ، وتوجه به إلى السلطان وصحبتهْ، فدعا له بالصلاح والرشادْ، والتوفيق في خدمة مصالح العبادْ، ودعاه من غير مجاز أو كناية تستفادْ، إلى نصرة المظلوم على الظالمْ، وترك كل متلون في صحبته يساومْ، والسير في صف كل من هو ضد الفساد والإفساد يقاومْ، ... فختم خطبته التي أنصتت لها الجموعْ، وصلى بالناس فانهمرت على الخدود الدموعْ، ثم ذهب الكل والكل عازم على العودة إليه والرجوعْ، ...فورب من خلق الخلائق كلّها، لم أر ولم أسمع خطبة قبلَها، أبدا ولا بعدها مثلها، ...
قال المفجوع: قلت لابن أبي الرعايهْ، بعدما سمعت منه هذه الحكايهْ، دلني يا خير صديق لي في البرايَا، على هذا الإمام الصدِّيقْ، علني أستفيق من سبات عميقْ، فأعرف الله فيما تبقى لي من الزفير والشهيقْ، فقال: "يامفجوع الزمان الجوعاني، إذا شاب الغراب الأسود بين البلدانِ، وصار اللبن أسودا في الأواني، فآنذاك يمكن للإمام أن يلقاك ويلقاني، ... إن الإمام المذكور يا صاحب العمرِ، مرمي الآن في سجون الجور والجبرِ، فقد اعتقلته شرطة القرب بالجهرِ، مباشرة بعد انتهاء خطبته المعقولهْ، لتتهمه بتهم خطيرة ومجهولهْ، ولتحكم عليه في محكمة عمياء مشلولهْ، بالإعدام شنقا حتى الموتْ، وتشويه صورته بكل أنواع الشمتْ، ونبذ من يرفع له إسما أو صوتْ، فهو الآن ينتظر بإيمان المؤمنين المجاهدينْ، تنفيذ حكم الغاصبين الظالمينْ، وجزاء التكلم بحق القرآن المبينْ، ... وإن سألت عن تهمته يا مفجوعْ، جاءك الجواب بالصدق المدفوعْ، فالتهمة من غير تلعثم أو رجوعْ، هي تلك الجماعة التي تتوب إلى الرحمانْ، فبسبب انتمائه لها من غير خذلانْ، وبسبب تلاوته "إن الله يأمر بالعدل والإحسانْ"، أخذوه فألقوه وراء القضبانْ، ليذوق وبال البحث عن الفردوس والجنانْ، ... وليعلن وزير الأوقاف بعدها من غير احتشامْ، أمام النظارة والمتفرجين الكرامْ، عن إنتهاء زمن التساهل مع الفقيه والإمامْ، وليقول بملئ فيه ما سطر في الدفاترْ، (لا للعدل والإحسان على المنابرْ، لا لكلمة الحق تخرج من الحناجرْ)، فمن أراد الحديث عن الاستخلاف الموعود في الأرضْ، والكلام عن انتهاك الحقوق وضياع العِرضْ، والتطرق لأسباب الفساد المستشري بالطول والعرضْ، سواء بالغيض أو بالفيضْ، فليلزم بيته ودارَهْ، وليترك خله وجارَهْ، وليكتم انتماءه وأخبارَهْ، وإلا فالسجن له جزاءً وفاقَا، والموت يلقاه إما شنقا وإما إحراقَا، والسلام على من بلغ وقرأ الأوراقَ".
قال المفجوع: فقلت لابن أبي الرعايهْ، بلسان السائلين الله الوقاية والحمايهْ، من شر أهل الضلالة والغوايهْ: فما الذي تريده الدولة من الخطيب والإمامْ، وما الذي يجب عليه أن يقول من الكلامْ، حتى يعيش بأمن وطمأنينة وسلامْ؟؟؟ فقال: "يجب عليه في عهد الأوقاف والأحباسْ، أن يبتعد عن الاجتهاد والرأي والقياسْ، وأن يتحدث ـ فقط يوم الجمعة ـ للناسْ، عن أحكام الحيض والنفاسْ، وكيفية الوضوء والاغتسال، مع نسيان سورتي براءة والأنفالْ، وكل الآيات التي تحث على الجهاد والنضالْ، وتذكير من تعتريه نوبات الجهلِ، بضرورة أخذ حبوب منع الحملِ، للقضاء والحد من مشاكل النسلِ، وترك أمور الدولة والبلادْ، حتى وإن طغى على أركانها الفسادْ، إلى ذوي الخبرة من العبادْ، ... والنهاية يا مفجوع الزمانْ، لا ذمة ولا عهد جديد ولا أمانْ، ولا حق يحصل عليه إنسانْ، وإنما هي العصا تحكم وتسودْ، والعهد الجديد بالنظام القديم يعودْ، والفكر فكر أمريكا واليهودْ، والتخطيط تخطيط للحمقى يجولْ، يضيع ما تبقى عندنا من الأصولْ، ويرمي بنا إلى غياهب المجهولْ، ... ويمكرون ويمكر رب المشرق والمغيبْ، وندعو والله حتما للدعاء يجيبْ، فانتظر معي "أليس الصبح بقريبْ".
نقلا عن:
http://www.aljamaa.info/ar/detail_khabar.asp?id=5536&idRub=7
ـــ
تحية نضالية
محمد بن أحمد باسيدي