مصطفى الزايد
13/09/2009, 07:21 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
زواج الحجاج من حفيدة النبي عليه الصلاة والسلام
الحجاج بن يوسف الثقفي المبير الذي يسبق سيفه لسانه ، قاتل العلماء وسفاك الدماء ومروع الآمنين ، شخصية أشهر من أتحدث عنها ، ولست بمعرض محاسبته ، ولا تجريمه ، ولا تبرئته. لكنني أردت من هذا الموضوع التعرض لحادثة مصاهرته لآل بيت النبوة حيث تزوج ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وأمها زينب بنت علي أبي طالب عليه السلام وامها فاطمة الزهراء عليها السلام ابنة محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام.
حيث إن هذا الزواج لم يكتمل وأحبط في أول أمره ، فلم ينل شرف هذه المصاهرة ولا وصل إلى ما أراده من إذلال آل البيت بمصاهرتهم رغما عنهم وهم له كارهون.
وتفاصيل القصة موجودة في عدة مراجع ، وقد اختلفت الروايات في ألفاظها لكنها كلها اجمعت على أن الزواج لم يكتمل ، ومن بين رواة التفاصيل ابن أبي رافع ، والشافعي.
وأورد القصة هنا معتمدا تفاصيل كل الروايات.
حين ولي الحجاج المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام خطب ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو يعلم أنه له كاره ، وإنما أراد بذلك إذلال آل أبي طالب ، فاستخدم سلطته وهدد عبد الله بن جعفر فلم يمكنه إلا الإذعان لطلبه ، لكنه لجأ إلى خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ليخلصه من هذه المصيبة التي حلت به ، وكان خالد رجلا تقيا ذا شهامة وإنصاف . فسافر خالد إلى الشام قاصدا عبد الملك بن مروان في هذا الأمر، واستعجل الحجاج الزواج رغم محاولات عبد الله تأخيره لعل الله يحدث أمرا . لكنه في النهاية اضطر مقهورا للانصياع فزوجه وأوصى ابنته كما روى الإمام أحمد في سلسلة عن ابن أبي رافع ، قال: إن عبد الله بن جعفر أوصى ابنته فقال لها: إذا دخل عليك فقولي: ( لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ). وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال هذا. قال: فلم يصل إليها الحجاج.
فلما وصل خالد بن معاوية الشام دخل على عبد الملك من ساعته فقال له: يا أمير المؤمنين إن عبدك الحجاج خطب ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وهو سيفك بالحجاز ، أفتمكنه من الزواج منها ؟
فقال عبد الملك: وما بأس بذلك ؟
فقال خالد: أشد البأس والله يا أمير المؤمنين ، فو الله لقد ذهب ما في صدري على آل الزبير منذ تزوجت رملة بنت الزبير ، ولئن تزوج الحجاج من آل أبي طالب ليذهبن هواه فينا إليهم دوننا. قال: فكأنما كان عبد الملك نائما فأيقظه بقوله هذا ، فكتب إلى الحجاج يأمره بطلاقها من ساعته فطلقها وقال: ما لي حاجة بالزواج منها ولكني أردت إذلال آل أبي طالب بها.
وهكذا لم يتم للحجاج ما أراد ، فلم يصل إليها إلى أن جاءه كتاب معاوية فطلقها. فلم ينل شرف المصاهرة ، ولا حقق مراده بإذلال آل أبي طالب. وذلك لما يحمله من الحقد عليهم والحسد لشرفهم ومكانتهم.
ومن الطرائف ما ذكره صاحب العقد الفريد أن عبد الملك بن مروان قال للحجاج يوما: إنه ليس من أحد إلا ويعرف عيب نفسه ، فصف لي عيوبك.
فقال: أعفني يا أمير المؤمنين.
قال: لست أفعل.
فقال الحجاج: انا لحوح ، لدود ، حقود ، حسود.
فقال عبد الملك: ما في إبليس شر من هذا.
زواج الحجاج من حفيدة النبي عليه الصلاة والسلام
الحجاج بن يوسف الثقفي المبير الذي يسبق سيفه لسانه ، قاتل العلماء وسفاك الدماء ومروع الآمنين ، شخصية أشهر من أتحدث عنها ، ولست بمعرض محاسبته ، ولا تجريمه ، ولا تبرئته. لكنني أردت من هذا الموضوع التعرض لحادثة مصاهرته لآل بيت النبوة حيث تزوج ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وأمها زينب بنت علي أبي طالب عليه السلام وامها فاطمة الزهراء عليها السلام ابنة محمد رسول الله عليه الصلاة والسلام.
حيث إن هذا الزواج لم يكتمل وأحبط في أول أمره ، فلم ينل شرف هذه المصاهرة ولا وصل إلى ما أراده من إذلال آل البيت بمصاهرتهم رغما عنهم وهم له كارهون.
وتفاصيل القصة موجودة في عدة مراجع ، وقد اختلفت الروايات في ألفاظها لكنها كلها اجمعت على أن الزواج لم يكتمل ، ومن بين رواة التفاصيل ابن أبي رافع ، والشافعي.
وأورد القصة هنا معتمدا تفاصيل كل الروايات.
حين ولي الحجاج المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام خطب ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو يعلم أنه له كاره ، وإنما أراد بذلك إذلال آل أبي طالب ، فاستخدم سلطته وهدد عبد الله بن جعفر فلم يمكنه إلا الإذعان لطلبه ، لكنه لجأ إلى خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ليخلصه من هذه المصيبة التي حلت به ، وكان خالد رجلا تقيا ذا شهامة وإنصاف . فسافر خالد إلى الشام قاصدا عبد الملك بن مروان في هذا الأمر، واستعجل الحجاج الزواج رغم محاولات عبد الله تأخيره لعل الله يحدث أمرا . لكنه في النهاية اضطر مقهورا للانصياع فزوجه وأوصى ابنته كما روى الإمام أحمد في سلسلة عن ابن أبي رافع ، قال: إن عبد الله بن جعفر أوصى ابنته فقال لها: إذا دخل عليك فقولي: ( لا إله إلا الله الحليم الكريم سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ). وزعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه أمر قال هذا. قال: فلم يصل إليها الحجاج.
فلما وصل خالد بن معاوية الشام دخل على عبد الملك من ساعته فقال له: يا أمير المؤمنين إن عبدك الحجاج خطب ابنة عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، وهو سيفك بالحجاز ، أفتمكنه من الزواج منها ؟
فقال عبد الملك: وما بأس بذلك ؟
فقال خالد: أشد البأس والله يا أمير المؤمنين ، فو الله لقد ذهب ما في صدري على آل الزبير منذ تزوجت رملة بنت الزبير ، ولئن تزوج الحجاج من آل أبي طالب ليذهبن هواه فينا إليهم دوننا. قال: فكأنما كان عبد الملك نائما فأيقظه بقوله هذا ، فكتب إلى الحجاج يأمره بطلاقها من ساعته فطلقها وقال: ما لي حاجة بالزواج منها ولكني أردت إذلال آل أبي طالب بها.
وهكذا لم يتم للحجاج ما أراد ، فلم يصل إليها إلى أن جاءه كتاب معاوية فطلقها. فلم ينل شرف المصاهرة ، ولا حقق مراده بإذلال آل أبي طالب. وذلك لما يحمله من الحقد عليهم والحسد لشرفهم ومكانتهم.
ومن الطرائف ما ذكره صاحب العقد الفريد أن عبد الملك بن مروان قال للحجاج يوما: إنه ليس من أحد إلا ويعرف عيب نفسه ، فصف لي عيوبك.
فقال: أعفني يا أمير المؤمنين.
قال: لست أفعل.
فقال الحجاج: انا لحوح ، لدود ، حقود ، حسود.
فقال عبد الملك: ما في إبليس شر من هذا.