المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ماذا تعرف عن مجلة حراء التركية؟



حازم ناظم فاضل
15/09/2009, 06:16 PM
كتب الاستاذ عادل سعيد القدسي في صحوة نت مقالاً عن مجلة (حراء) الصادرة في استانبول :

للمرة الثانية أنزل في حراء ضيفاً على حراء..

ولحراء قصة يتوجب أن تحكى..

فقبل سنتين أو تزيد... كنت أطوف مكتبات صنعاء في إحدى زياراتي الخاطفة للعاصمة لمحت في أحد الأرفف مجلة لامعة بورق مصقول تناولتها.. قلبتُ على عجل أوراقها من فوري أحببتها.. عقدت معها صداقة على الخاطف اسمها.. رسولها الأول إلى القلب.. كتابها كذلك رسل إلى العقل والقلب.. شكلها الجذاب.. كذلك

هل فيكم - يا معاشر القراء - من يطرق سمعه اسم (حراء) ثم لا تنتابه مشاعر حنونة.. دافقة تنقله على جناح الشوق.. وطائر الحب إلى (غار حراء) إلى الركب الميمون.. إلى السيرة العاطرة

هكذا فعلت بي (حراء) حين شبكتني بأسباب وصلها ( واللي شبكنا يخلصنا ) هكذا فعل كتابها (د.عبدالحليم عويس) (د.محمد سعيد البوطي) (د.عماد الدين خليل).. وأسماء أخرى تربعت عرش ذلكم العدد من حراء.. وغيرهم ممن تعرفت عليهم لاحقاً.. علماً أن من ذكرت من الأسماء بعاليه تربطني وإياهم علاقة حب من طرف واحد.. فمؤلفاتهم تحتل الواجهة في مكتبتي المتواضعة بل إني لا أكشف سراً حين أقول إن اسم ولدي الأصغر ذو الربيع السادس اسميته (عماد الدين) تيمناً بالرائع الإنسان / عماد الدين خليل (لك التحية مني.. ويعطيك ألف عافية)..

ولو قدر لي أن أسمع إجاباتكم عن موطن إصدار (حراء) لما تردد أحدكم بالقول إنها تصدر من الديار المقدسة مكة أو المدينة لكن المفاجأة ستلجم أفواهكم حين نكتشف معاً أن (تركيا).. - أي والله - تركيا هي من حملت على عاتقها شرف هذه الإصدارة الرائعة بضمن إصدارات عديدة تبنتها مجموعة «فيناق» للنشر الثقافي بعديد لغات.

وتركيا (رواية عظيمة) لم تنته فصول كتابتها.. لكننا نقرأ اليوم - اختلاساً - بعضاً من فصولها تركيا اليوم.. مصدر إلهام.. وساحة عطاء للغالبية العظمى في الأمتين العربية والإسلامية.. حكومات وشعوب.. أفراد وجماعات.. وينتظرها في نهاية الشوط مستقبل طموح يراه كل ذي سمع وبصر وفؤاد المهم.. لمرتين اثنتين كنت ضيفاً على حراء وأصدقكم القول - يا صحابي - فحينما جئت (حراء) كنت أحمل أجندة غير التي خرجتُ من حراء بها.. قلت - بين وبين نفسي - هؤلاء الطيبون الذين أتونا جاؤونا يريدون أن يتشربوا قيم الدين ومعاني الفضيلة منا.. جاؤونا من وراء البحار يملكون الشيء الكثير من العلوم والمعارف والتكنولوجيا ويفتقدون للعلم الشرعي جاؤونا من واقع يغوص في الرذيلة والفسق.. من حالة عجيبة من العلمنة التي محت كل خير من دنيا الناس.. وعالم البشر , فتركيا في حسنا وفي حدسنا (قطعة من أوربا) شئنا ذلك أم أبينا.. هكذا حدثت نفسي.. أو حدثتني نفسي وأنا - ما شاء الله تبارك الله - المنقذ الوحيد الذي شرفني القوم لتعليمهم أبجديات الدين.. ربما.. ولم لا !!.

ثم هي فرصة - أيضاً - لتعريف القوم بمواهبي وقدراتي الإعلامية والصحفية التي لم تر النور بعد... يعني شغل (بزنس).. وماله.. مش عيب (حج.. وبيع مسابح) ودخلت القاعة متبختراً ولا أجدعها.. راجل.. وبدأ الحفل - الحفل الأول قبل أشهر من الآن ونحن الساعة عصر الثلاثاء 11/ رمضان / 1430 هـ الموافق 1/سبتمبر/2009م نشهد اللقاء الثاني لحراء - وتلقيتُ صفعة مدوية أفقدتني توازني.. كما أفقدت كل من حضر حفل حراء من نخبة المجتمع وقادة التأثير فيه.

وجدتني - الله يعلم بذلك - أغوص في الكرسي الذي أجلس عليه.. حتى لقد خُيل لي أني أتلاشى رويداً رويداً واختفي يا الله.. يا الله ما أروع أخلاق القوم.. ما أعذب حديثهم ما أصدق عطاءهم.

الحديث - حديثهم - كان قصيراً.. مختصراً.. مليء بالاعتذارات من ركاكة اللغة.. وقلة الزاد رغم أن من يسمع الحديث يخيل له أنه يستمع لسيبويه أو أحد فصحاء العرب في عصر ما قبل الإسلام.

ووقع المسكين – الذي هو أنا – في الورطة.. ما الذي يمكن أن أقدمه بمقابل هؤلاء البشر الرائعين.. ماذا أقول ماذا أكتب.. وبضاعتي تفضحني.. ضعفا وركاكة !

ولكم أن تصدقوا ما أقول أو تكذبوه لقد شككني القوم في صدق إسلامي وثباته.. وتمنيت لو جددت إسلامي على يد هؤلاء.

في حضرة حراء سكبت الدمع المدرار.. وأنا أتأمل معجزة من معجزات هذا الدين.. وآية من آياته.. لكأن هؤلاء البشر الذين عاشوا لعقود من السنيين غربة عن هذا الدين.. وعاش هذا الدين مواتا بينهم لكأن الله يريد أن يؤكد أن هذا الدين منصوراً.. منصور بعز عزيز وبذل ذليل وأن من أعرض عنه فهو الخاسر.. وهو الهالك أما هذا الدين فإن الله كفيل بنصره قال ربنا ( وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم )

وقوله جل في علاه ربنا ( يخرج الحيّ من الميت ويخرج الميت من الحيّ)

ولئن غبنا عن مسرح الحياة.. أو غُيّبنا عنه نحن أمة العرب.. فإن الله ناصرٌ دينه ومقيمٌ شريعته بآخرين ما حسبنا لهم حسابا.. وما توقعنا لهم قومه.

طلائع الفتح الإسلامي اليوم تشرق رياحها من ضفاف البسفور , وهذا الرجل المبارك ( فتح الله كولن ) الذي يقفوا أثر شيخه المجدد / سعيد النورسي يحمل بشائر التغيير.. وملامح النصر القادم الذي نلمحه في الأفق في حاضرة الدولة الإسلامية تركيا.. كما نلمحه في مصر الإمام الشهيد / حسن البنا بلد الألف مئذنة كما نلمحه في عشرات العواصم العربية التي تنهل من ذات المنبع.

ويا أيها الأحباب.. يا ضيوفنا الاكارم لقد تعلمنا منكم دروسا عظيمة وقيما رائعة.. في الماضي كما في الحاضر.. وإن كنت نسيت فلن أنسى درسا خاصا.. درسا متميزا تلقيته شخصيا من إخوة أفاضل زاروني في «مؤسسة التواصل للتنمية الإنسانية – مكتب تعز « من تركيا.. ومن «المدرسة التركية « بتعز وبعد التعرف على المؤسسة والثناء عليها وجدتهم يخرجون من جيوبهم – كانوا ثلاثة – مع بعض اليمنيين المرافقين بعض المبالغ المتواضعة تعجبت وقلت – في سري بالطبع – ( الغارة غارة و المقتول عُسيق ) وفق المثل اليمني !! ودفعوا بالمبلغ إلي.. كان المبلغ لا يتجاوز الألفين – كما أذكر – فسألتهم : لمَ هذا المبلغ ؟! وحاولت إعادته إليهم : فرفضوا بشدة.. لمه - أتدري أخي القاري.. أختي القارئة - لمَ هذا المبلغ بالتأكيد.. أنتم لا تدرون , وكنت لا أدري لكنهم قالوا إنه قيمة المشروبات المتواضعة التي قدمت لهم من باب الضيافة وحسن الاستقبال وكدت أصرخ.. يا عيباه.. ياقبيلتاه لكنهم كتموا صرختي.. وأدوها قبل أن تولد.. وقال قائلهم : هذه مؤسسة أيتام ونحن لانحملهم أجرة هذه الضيافة.

لقد اقشعر بدني.. شعرت بالتقزم بمقابل هكذا موقف هؤلاء الأتراك يحرصون على مأكلهم.. على مشربهم يتجنبون مواطن الشبهة خوفا من الوقوع في الشبهة.. في المحظور ! هؤلاء الناس هم ( مسلمون ) نعم ! لكنهم حديثو عهد بتدين كهكذا تدين.. ومع ذلك أخذت منهم هذا الدرس أخذته بحب بالغ.. بإعجاب يفوق الوصف.. ومن رقبتي لرقابكم.. أنقله لكم.. وبخاصة ممن يشتغلون في ميدان العمل الخيري وساحاته المتعددة

يا أيها الأتراك.. يا أيها الرائعون إني أحبكم ..

بنده يوسف
15/09/2009, 06:50 PM
باسمه تعالى

سيدى الراقى المشاعر / حازم ناظم فاضل

تحية رقيقة برقى حرفك
/
حراء مجلة تقاتل أن تجد لها طريق بين الظلام ؛ لتنير وجه تركيا الشرقى الإسلامى

/
عرفناها ببستانى روضتها / فتح الله كولن

وبمنبع حرفها / النورسي

/

دامت عذوبة حرفك ومشاعرك

عبد الرحيم لبوزيدي
15/09/2009, 08:48 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقف رائع ذلك الذي وقفه الرجل الذي ابى ان يخرج من مؤسسة الايتام الا بعد ان يؤدي ثمن المشروبات التي شربها في تلك المؤسسة،بالطبع هذا درس لجميع المسلمين ودعوة صريحة الى وجوب الحفاظ على اموال اليتامى ، قال تعالى:((ان الذين ياكلون اموال اليتامى ظلما انما ياكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا))فموقفهم ذاك درس لكل مستامن على اموال الفقراء والمحتاجين ،درس لجميع وزراء المالية المسلمين ومن هم تحت امرتهم بوجوب احترام اموال الغير،لكن هل يفقه هؤلاء ذلك الدرس؟بالطبع سوف لن يتجاوزتاثير الحدث تلك اللحظة التي استقبل فيها اولائك الامناء.
ان هذا الحدث هو بمثابة صفعة لجميع من يتصرفون في اموال اليتامى وكان المال مالهم ،فلا حسيب ولا رقيب ولا من يقول اتقوا الله في انفسكم ،فاليوم امانة وغدا خي وندامة ،وهذا الموقف الذي صدر من هؤلاء ينم عن مدى احساسهم بالعبء الذي يتحمله مدير المؤسسة ،والرسول الكريم يقول :لايومن احدكم حتى يحب لاخيه ما يحب لنفسه.

د.محمد فتحي الحريري
15/09/2009, 11:26 PM
الاستاذ البار والاخ النبيل حازم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انا تشرفت بقراءة المجلة - عدة اعداد - وامتلكها وراسلتها بحرارة
ارسلت اليهم عدة مقالات لكني لا ادري مصيرها اذ لم يبلغوني بصلاحيتها للنشر من عدمه !!
اكرر الشكر وليتمجد الاسلام متجذرا في بلدنا تركيا ، عرين الاسلام .

Amerhannini
16/09/2009, 12:20 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

أشكر أستاذي الفاضل حازم ناظم فاضل على نقله لهذا المقال الجميل عن مجلة حراء الغراء، والتي أسأل الله - تعالى- أن يجعلها ويبقيها منارة من منارات العلم والثقافة، ووجها ً مشرقا ً للثقافة الإسلامية عموما ً والتركية الحبيبة خصوصا ً وأؤمن على دعاء أستاذي الفاضل كذلك د. محمد فتحي الحريري بأن يتمجد الإسلام العظيم في تركيا التي لا يملك كل مسلم عاقل منصف إلا أن يحبها ويعتصره الألم على واقعها فهي فعلا ً كانت عرين الإسلام قرونا ً وجُنة حصينة مانعة لبلاد الإسلام دوّخ أعداءه عصورا ً ونسأل الله العلي القدير في هذه الليالي المباركة أن يخلص تركيا وبلاد الإسلام جميعا ً من الطاغوت العلماني والتيار المعادي لعودة الشريعة الإسلامية إلى حياة المسلمين.

وختاما ًَ إليكم جميعا ً الرابط الإلكتروني لمجلة حراء:

http://www.hiramagazine.com/

مع خالص المحبة والتقدير،

عامر

حازم ناظم فاضل
16/09/2009, 04:53 AM
اساتذتي الافاضل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الاستاذ سيد قطب (يرحمه الله) :
إن الكلمة لتنبعث ميتة ، وتصل هامدة ، مهما تكن طنانة رنانة متحمسة ، إذا هي لم تنبعث من قلب يؤمن بها ،ولن يؤمن إنسان بما يقول إلا أن يستحيل هو ترجمة حية لما يقول ،وتجسيماً واقعياً لما ينطق عندئذ يؤمن الناس ، ويثق الناس ،
ولو لم يكن في تلك الكلمة طنين ، ولا بريق ..
نعم..
هكذا يكون اصحاب الاقلام الصادقة ..
واشكركم على مروركم الكريم .. ودمتم بالف خير

هيثم الزهاوي
17/09/2009, 12:37 AM
الأخ العزيز عامر: خرجت تركيا من الحرب العالمية الأولى منهكة القوى مجزءة ومحتلة أراضيها من قبل دول الحلفاء. بعدها قام القائد التاريخي كمال آتاتورك بلم شمل فلول العصابات التي ثارت على الأحتلال وجمعها في صفوف جيش التحرير التركي وحارب الجيوش المحتلة ورماها في البحر وأعلن بعد ذلك الغاء الخلافة التي أوصلت بالأتراك الى ذلك المنحدر وأعلن قيام الجمهورية التركية بالمبادئ التي ذكرها وقام بترجمتها مشكورا الأخ عبدالأله أحمد. وما توصلت اليه تركيا اليوم من مكانة ورقي وتقدم (الأقتصاد السادس عشر في العالم) مقارنة بدول الشرق الأوسط والعالم الأسلامي لم يكن إلا بتمسك الساسة الأتراك والشعب التركي بتلك المبادئ. وأهم مبدئ تقوم عليه الجمهورية التركية هو مبدئ العلمانية. والعلمانية يا أخي ليست الكفر والألحاد كما يضنها كثير من الناس. بل العلمانية تعني وضع الدين فوق السياسة والأبتعاد عن تلطيخ الدين في وحل السياسة. فالدين مبادئ سامية ووجدان وروحانية. أما السياسة فكذب وخداع ومراوغة وأحتيال. ولقد أثبت التاريخ أن الدين والسياسة لا يتوافقان. ولقد بدأ التناقض والصراع بين الدين الحنيف وبين السياسة في فترة الخلافة الراشدية بعد وفاة الرسول (ص). وما أستشهاد الخلفاء الراشدين عدا الخليفة الصديق وأنشقاق المسلمين الى طوائف واحزاب إلا دليلا على ذلك. تطبيق الشريعة اليوم هو أمر مستحيل أشك في أمكانيته لأن تطبيق الشريعة الأسلامية يتطلب أن تكون الشعوب في أقوى حالات الإيمان وإلا إنهارت الدولة. وما أبعدنا اليوم عن الدين بكل أسف. ولا أريد الخوض في موضوع خارج أختصاصي فقط أذكـّر الأخ عامر أن أحد أهم أسباب تخلف الدولة العثمانية وانهيارها هو تدخل من كان يدعي التدين في شؤون الدولة وبأسم الدين. وهناك أحداث تارخية كانت شخوصا على ما ذكرت. أخي عامر. من السهل إثارة الشعور والأنتماء الديني وحتى الطائفي لدى شعوبنا العربية وأستغلال تلك المشاعر لتكون سلالما تصل بالمتلاعبين الى مسرح الحكم والسيطرة والنفوذ. فما بالك في أن يكون الشعب متعصبا الى دينه ولكنه لا يفقه حقيقته لأنه شعب ليس عربيًا؟ إن من يقود تركيا اليوم أناس مسلمون محافظون على أسلامهم ودينهم بالرغم من النظام العلماني الذي هو جزئ لا يتجزأ من الدستور التركي. وأنا لا أدعي عدم وجود بعض الثغرات في هذا النظام (لا كمال إلا عند الله) إلا أني أؤمن أن هذا النظام هو أنسب نظام لدولة تركيا الحديثة. مع بالغ الأحترام والتقدير.