المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التسيير الرياضي



نعمان عبد الغني
15/09/2009, 10:38 PM
التسيير الرياضي
بقلم الاستاذ : نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
لا أظن أن أحدا قد يعترض في أيامنا هذه على الأهمية القصوى التي يجب أن يحظى بها التسيير المنظم باعتباره مفتاح التحكم في تسيير المؤسسات و إنما لكونه بالإضافة إلى ذلك الأداة المساعدة على مسك و قياس و ترصد كل القضايا الخاصة بحركية المؤسسة بصفة عامة.

أن قدرتنا على التحكم في مؤسساتنا – هيئات, شركات, إدارات..- تكمن في قدرتنا على الإلمام بالمعطيات و توليد أفكار تلقيناها عبر حركيات داخلية و خارجية و بدون التسيير المنظم تبقى المعطيات خرساء تستنجدها فلا تلبي و تستنطقها فلا تجيب.

و لعل هذا ما جعل الاهتمام بطريقة التسيير المنظم يتزايد في الأوساط المهنية وذلك بترسيخ الفعالية في المؤسسات و الادارات على حد سواء كما تعكس أيضا و بجلاء تعدد الدراسات و اللقاءات المتمحورة حولها و ذلك لمحاولة ضبط أبعادها و تحديد طرق الاستفادة منها.

إن تعدد الانشغالات و الأسئلة المرتبطة بهذه القضية – التسيير المنظم- كثيرة و متشعبة البعض منها يمس علاقة المنهج و البعض الآخر يخص حجم مساهمة المناهج و فعاليتها في تحقيق التسيير المنظم دون أن ننسى هامش تدخل الفعل البشري في هذا كله و إلى غير ذلك من الأسئلة الصعبة المصاحبة للممارسة هاته بوجه عام.

و لإضفاء صبغة موضوعية على عملنا هذا و إخراجه من دائرة الطرح المجرد اخترنا فضاء عمليا لتناول الموضوع و مساءلته في محاولة لتبيان إبعاده و خفاياه و بالتالي تحديد السلبيات و المخاطر,

التسيير المنظم أداة مراقبة و مصدر للمعلومات لم يكن لها وجود في أدبيات التسيير القديم الأمر الذي يؤكد أن التنظيم ليس بالملحق السطحي للتسيير و إنما هو دائما قرينه الضروري الذي لا يفارقه..الأمر الذي يسمح لنا بالقول أن ثقافة التسيير لم تعرف التنظيم إلا في مرحلة متأخرة تزامنت مع مرحلة ظهور ميكانيزمات تخضع للتحليل العقلاني و إذا بها تؤسس لبناء ذاكرة تسجيلية و تترجمها إلى واقع ملموس.

إن التسيير المنظم يمتلك الكثير من المجالات كزاد * معرفي و معلوماتي* حقيقي يشكل * الذاكرة التسجيلية* خلافا لما يسمى – المحاسبة العامة- التي تعتبر بمثابة المخزن الأساسي لجميع المعطيات التي يتم جمعها.

و لعل من أبرز مظاهر الامتياز للتسيير المنظم هو التعامل الحديث مع المعطيات و اعتبارها إجراءات كاملة و متصلة و مؤطرة بأصول تتشكل منها قاعدة معرفية و التي يفقد المنهج فعاليته عند غيابها, ليتحول إلى جملة من الإجراءات العديمة النفع و من شأنها أيضا الإساءة إلى التسيير و تحريفه عن مراميه الحقيقة
تعددت تعاريف الادارة لكونها نشأة وتطورت لكونها مرتبطة ومتداخلة مع العلوم الأخرى كاسياسة والقانون والاقتصاد وعلم الاجتماع وعلم النفس وادارة الأعمال وغيرها لذلك أصبح من الصعب ايجاد تعريف شامل لكافة جوانب الادارة العامة والسبب في هذا هو اختلاف خلفيات الذين تعرضوا ونقدوا لعمليات التعريف بالادارة وهذا التعريف لم ينعكس على عملية التعريف بالادراة فقط بل تعداه أيضا الى عملية تحديد ودور نطاق ووضائف الادارة
الادارة لغة : الادارة في انجلترا هي مصدر لفعل أدار وهذا التعبير مشتق من الكلمة اللاتينية ad.ministre وتعني خدمة الغير او تقديم العون للآخرين وعلى هذا النحوتعني الادارة الخدمة وأن من يعمل الادارة يقوم بخدمة الآخرين او يصل عن طريق الادارة للخدمة وهناك تعاريف مختلفة لمصطلح الادارة وهو المصطلح الذي يطلق عادة في المجال الحكومي على تنسيق جهود الافراد والجماعات لتحقيق هذف معين وتشمل الادارة عدة مراحل : التنظيم,التخطيط,التوظيف ,التوجيه,الابلاغ,......الخ
ويعرفها فريديريك تايلور أبو الادارة العلمية ومؤسس المدرسة الكلاسيكية بأنها المعرفة الدقيقة لما تريد من الرجال أن يعملو ثم التأكيد من أنهم يقومون بعمله بأحسن طريقة وأرخصها فيما يراها هنري فايول قائلا أن تقوم الادارة معناه ان تتنبأ وأن تخطط وأن تنظم وأن تصدر الاوامر وان تنسق وأن تراقب اما كونتر واودونيل فقد عرفاها بأنها وظيفة تنفيذ المهام عن طريق الآخرين ومعهم وعرفها كيمويل لأنها تشمل الادارة على جميع الواجبات والوضائف ذات العلاقة بانشاء المشروع وتمويله وسياسته الرئيسية وتوفير كل المعدات اللازمة ووضع الاطار التنظيمي العام الذي يستعمل ضمنه واختيار الموظفين الرئيسين وعرفها ويتشستر برنارد مايقوم به المدير من أعمال اثناء تأديته لوظيفته ويعرفها الاستاذ عبد المالك عوده الادارة بانها تتكون اساس من مجموع العمليات والاجراءات والخطوات التي هدفها تنفيذ او تحقيق السياسة العامة التي تعتقدها وعرفها الذكتور ابراهيم درويش انها مجموعة الانماط المتداخلة والمتشابكة والمرتبطة بعملية صنع القرارت وتنفيذها المتمثل في النشاطات المختلفة التي تصدر من المؤسسات العامة في داخل المؤسسات السياسية الرسمية النضام السياسي.
تطور فلسفة الادارة
من خلال الذين تعرضوا للادارة على أنها الجهد الجماعي المنظم يدرك ان الادارة العامة ليست وليدة هذا القرن بل ان الانسن عرفها منذ فجر التاريخ( تاريخ الفراعنة والصينيون) وكافة الامم القديمة منها والحديثة
عرفت الادارة بصورة او اخرى وفي هذا المجال يقول الدكتور اسماعيل صبري في كتاب الدراسة بالادارة العامة: أن التاريخ في الادارة العامة يرتبط بادارة المصرية القديمة وهي الحقيقة التي اشار اليها الفيلسوف الالماني ماكس فيلر الذي قال ان الجذور التاريخية البيروقراطية المعاصرة ونجد ان الصينيون قد بلغوا مرحلة كبرى من التقدم الاداري والتنظيم ويقول الدكتور علي شريف : تعتبر الحضارة الصينية القديمة او من اشترط للتعيين بوضائف الحكومة اجتياز امتحان الخدمة المدنية التي تراعي فيه الجوانب العلميةوالمؤهلات العلمية للمتقدمين
كذلك في عهد الاغريق ترى طبقة الموظفين العاملين الذين هم من مواطني الدولة بجانب نظريات الفلاسفة اليونان القدماء كأفلاطون مثلا يرى ان النظام السياسي والاداري السليم هو الذي يعتمد على التفكير المثالي للدولة أما سيديرس فقد تعرض للسياسة والادارة حيث يرى انها هي الصراع من اجل السلطة والتسلط والمزايا المادية ثم ينتهي القول بأن القرارات في أثينا كانت تصدر بطريقة ديمقراطية اما في اسيرتا فكانت تصدر بطريقة ديكتاتورية
كما نرى في الدولة الاسلامية التي كانت المدينة المنورة نواتها الاولى فان الادارة الاسلامية تختلف عن سواها بحيث انها تستمد تشريعها وقوانينها من الكتاب والسنة حيث اتت باروع القيم والدعمات التي ينادي بها المتحضرون وتتمثل في الديمقراطية والعدل والإخاء والمساواة واختيار الرجل المناسب في المكان المناسب بجانب ذلك نجد العديد من الاسهامات العدة في تطوير الفرد الاداري بصفة عامة سواء في النبي صلى الله عليه وسلم كإرساء العديد من المفاهيم والمبادئ الحديثة في النظام السياسي والاداري كا الشورى والقيادة والسلطة او في عهد الخلفاء الراشدين كانشاء الدواوين وايجاد الادارات المحلية والوصف الوظيفي وكذلك في عهد العباسيين والامويين بعد ذلك تأتي فترة الاقطاع في اوروبا لنرى انها تميزت بطابع نظام اداري خاص.ووجد العديد في التنظيمات الادارية والحكومية في مابين الفرنين 15و18 موهي فترة الاقطاع في اوروبا حيث كانت هذه التنظيمات تتميز باللامركزية اما السلطة العامة فكانت بيد الملوك ورجال الدين وبعض الجماعات ذات المصالح الاقتصادية ثم ظهرت بعض الاتجاهات الحديثة والتي تبلورت عن وجود برلمان وممثلين برلمانيين اثر مطالبت السياسة ورجال الكنيسة في السياسات واتخاذ القرارت ثم كان لبعض رجالات العصور الوسطى ومفكريها ك ميكيافلي اثر بارز في ارساء مصالح العلوم السياسية والنظم الادارية ومن آثاره دعوته لعدم الخلط بين السياسة والاخلاق
ومما سبق ندرك أن الادارة لم تطن وليدة هذا القرن كما يضن البعض وانا وجدت منذ فجر التاريخ ومنذ وجدت التجمعات البشرية أما في العصر الحديث نجد أن هناك من المراحل التي مرت بها الادارة خلال فترات تطورها فهناك فترة الثورة الصناعية والتي ارست العديد من مبادئ واسس علمية للادارة وهي نمو وتطور الدولة الى ان وصلت الى دور متقدم بجانب ذلك فان من سيمات هذه الحقبة نمو الفكر الراسمالي وظهور منصب الفرد وكذلك نمو الفكر الاشتراكي ذلك ان ظهور ونمو هذين الاخيرين وما رافقهما من نظريات لالكترو آدام سويث وكار ماكس أثرا كبيرا وبالغا في بلورة العديد من المفاهيم السياسية والاقتصادية التي لايزال اثر بعضهما سائدا حتى يومنا هذا ثم جاء في اواخر القرن 19 في سنة 1887 ويدرو ويلسون احد الساسة الامريكيين يحدد نقطة الانطلاق الرائعةللدراسة بإسلوب علمي ومنهجي وذلك في مقالته الشهيرة تحت عنوان " دراسة الادارة العامة" التي أعتبرها العديد من كتاب الادارة ودارسيها منشأ الادارة العامة وبدايتها ومع مطلع هذا القرن كان لظهور الحركة العلمية " حركة كفاية " لفريديريك تايلور وعلماء الادارة دورا بارزا ومن اهم ماتى به تايلور اصراره على استخدام الطريقة العلمية في البحث وتعديده مهام المديرين التي يرى انها تشمل على :
التجديد العلمي لكل عنصر في عمل الادارة
الاختيار العلمي للعاملين وتدريبهم
تعاون الادارة والعاملين لانجاز الاعمال وفقا للطرق العلمية
التقسيم العادل للعمل بين المديرين والعمال مع مسؤولية المدير عن تخطيط العمل وتنظيمه
وفي تلك الفترة ظهر العالم الفرنسي هنري فايلول وكان احد الاملين في مجال الادارة ولولا ظهوره في فترة انبهار العالم في انجازات فريديريك تايلور لتغير ربما تاريخ نظرية الادارة ولربما ظهرت مبادئ الادارة العامة مبكرا ومن أعظم أعماله وضعه 14 مبدء من مبادئ الادارة توصل اليها من خبراته أو ممارساته وهي :
تقسيم العمل
السلطة والمسئولية والالتزام بالقواعد
وحدة العمل
وحدة الاتجاه أو الغاية
المركزية
خضوع العاملين للمصلحة العامة
المكافئات
تسلسل القيادة
النظام
العدالة
الاستقرار الوظيفي
المبادئة
روح العمل كفريق