المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السقف



حكمت نوايسة
16/09/2009, 04:55 AM
السقف

يتدلّى مثل الرّسن على أنفاسي، قلت: أؤجّله شيئا، حطمت الغرفة، صرتُ بغرفة جاري، حطّمنا غرفةَ جاري، صرنا في سردابٍ، حطّمنا السّردابَ فصرنا في دهليز، حطمنا الدّهليزَ فصرنا في بئرٍ نفطيٍّ، جفّفنا البئرَ النّفطيَّ فصرنا تحتَ سماءٍ تتدلّى مثل الرّسَنِ على الأنفاس...

مختار عوض
16/09/2009, 02:53 PM
السقف
يتدلّى مثل الرّسن على أنفاسي، قلت: أؤجّله شيئا، حطمت الغرفة، صرتُ بغرفة جاري، حطّمنا غرفةَ جاري، صرنا في سردابٍ، حطّمنا السّردابَ فصرنا في دهليز، حطمنا الدّهليزَ فصرنا في بئرٍ نفطيٍّ، جفّفنا البئرَ النّفطيَّ فصرنا تحتَ سماءٍ تتدلّى مثل الرّسَنِ على الأنفاس...


أولا / سأبدأ بإعادة تنسيق النص ، بعد إذن صاحبه ؛ ليصبح :
يتدلى مثل الرّسَن على أنفاسي ..
قلت : أؤجله شيئا ..
حطمت الغرفة صرت بغرفة جاري ..
حطمنا غرفة جاري صرنا في سرداب ..
حطمنا السرداب فصرنا في دهليز ..
حطمنا الدهليز فصرنا في بئر نفطيّْ ..
جففنا البئرْ ..
صرنا تحت سماء تتدلى مثل الرّسن على الأنفاسْ !!
ثانيا / توضيح لازم :الرّسَن هو ما يوضع فوق أنف الدابة للتضييق عليها والتحكم فيها حتى تصبح سهلة القياد ..
ثم لأتوكل على الله واقرأ هذا النص كما بدا لي :
لعله صار واضحا جليا أن هذا النص موزون عروضيا ، ومصاغ شعريا باتقان لأنه ينقل حالة نفسية لم يكن ليصلح معها إلا الشعر .. إنه يصور ما أحس به الشاعر من اختناق نتيجة ما يزكم الأنف من روائح الفساد وضيق مساحة الحرية لدى المواطن العربي ، وقد نقل لنا ببراعة شديدة أن السقف (عنوان القصة) يشير في دلالة واضحة إلى سقف الحرية أو سقف الديموقراطية أو الشفافية أو .. أو .... وهو المعادل للرّسن الذي يضغط أنفاس الحيوان ويقيد حريته إذا كان كاتما علي أنفه عائقا لتنفسه ، فكانت الحلول المتتالية بالتأجيل المتكرر (يقصد بالتأجيل الإزاحة ، وهو استخدم الأولى ولم يستخدم الثانية أو إحدى مرادفاتها لضرورة وزنية فيما أعتقد ، هذا غير ما يمكن اعتباره إيحاءً لما درجنا عليه من عادة تأجيل التصدي لأزماتنا وهو ما سيتضح في نهاية هذه القراءة) أقول كانت الحلول التي لجأ إلى تنفيذها في القصة ترمز للجاهز والمتاح وربما التلفيقي (أنظر التعبير : "جففنا البئر" وما يحمل من دلالة في هذا الاتجاه) حتى صار ومن معه لا يفصل بينهم وبين السماء فاصل فماذا كانت النتيجة ؟
ما زال الرّسن على الأنفاس !!
هي أزمة المواطن العربي والمثقف العربي على وجه الخصوص ، والحل لن يكون بالإزاحة أو التأجيل أو التلفيق ؛ وإنما بإعادة بناء ومراجعة تشمل كل شيء في هذا الوطن ...
هذه كانت قرائتي ، وتبقى كل قراءة محض احتمال ...
تحيتي للمبدع ولكل الأخوة في منتدى القصة القصيرة الذي سعدت بالتواجد فيه ربما لأيام قلائل لكن الفائدة كانت كبيرة .

محمد فائق البرغوثي
16/09/2009, 03:05 PM
قصة رائعة أخي حكمت النوايسة ، أعجبتني القفلة التي أعادتنا إلى نقطة البداية من جديد ، وكأنك " يا أبو زيد ما غزيت " وهذه التقنية قريبة جدا مما يسمى بـ " التحجيل " شعرا ، طبعا مع استبعاد التماثل الايقاعي ،، : حيث تسير القصيدة على وتيرة ايقاعية دائرية من خلال التماثل الذي يعقد بين البداية والنهاية والذي تكسبه تماسكا فنيا في جسد القصيدة ، قصيدة " بيروت " لدرويش كنموذج .
من القصص المماثلة ( في واتا ) التي اعتمدت على " التدوير ، التحجيل " في ابراز مفارقتها ، قصة ( المسخ رمانة ) للقاصة ياسمينة ابن زرافة :
-

المَسْخ رُمّانة..~
ذلك الكلب النّبّاحْ.. كان راعي أغنام الفلاّحْ..
وتلك الشجرة الفينانة.. كانت خالته ريحانة..
وكل صخور القرية وهَوامها وحشراتها، كانت قبل أعوام أُناسًا تأكل وتشرب وتتكلم،
قبل أن تسحِّرهم المشعوذة رُمّانة وتُمْسَخ قردًا؛ هو ذاك الذي يقفز فوق أغصان ريحانة، هربا من نباح رعاة الأغنامْ..-
القصة الأخرى ، قصة ( منحنى مغلق ) للقاص العراقي الفذ
نواف خلف السنجاري :

منحني مغلق
الفتاة الجميلة معجبة بموهبة الشاعر الشاب..
الشاعر معجبٌ بكتاباتي..
أنا متأثر بصديقي القاص المشهور..
صديقي القاص يتواضع أمام تجربة الروائي الكبير..
الروائي القدير: يكتشف بأنه فاشل في الكتابة مقارنة بالعمالقة أمثال (ماركيز)..
وحين صادف والتقينا جميعا.. انحنى ماركيز أمام جمال الفتاة!-
تحية تليق بإبداعك أخي النوايسة ،،

حكمت نوايسة
16/09/2009, 06:33 PM
أولا : سأبدأ بإعادة تنسيق كتابة النص ، بعد إذن صاحبه ؛ ليصبح :
يتدلى مثل الرّسَن على أنفاسي
قلت : أؤجله شيئا
حطمت الغرفة صرت بغرفة جاري
حطمنا غرفة جاري صرنا في سرداب
حطمنا السرداب فصرنا في دهليز
حطمنا الدهليز فصرنا في بئر نفطيّْ
جففنا البئرْ ..
صرنا تحت سماء تتدلى مثل الرّسن على الأنفاسْ
ثانيا : الرّسَن هو ما يوضع فوق أنف الدابة للتضييق عليها والتحكم فيها
ثم لأتوكل على الله واقرأ هذا النص كما بدا لي :
لعله صار واضحا جليا أن هذا النص موزون عروضيا ، ومصاغ شعريا باتقان لأنه ينقل حالة نفسية لم يكن ليصلح معها إلا الشعر .. إنه يصور ما أحس به الشاعر من اختناق نتيجة ما يزكم الأنف من روائح الفساد وضيق مساحة الحرية لدى المواطن العربي ، وقد نقل لنا ببراعة شديدة أن السقف (عنوان القصة) يشير في دلالة واضحة إلى سقف الحرية أو سقف الديموقراطية أو الشفافية أو .. أو .... وهو المعادل للرّسن الذي يضغط أنفاس الحيوان ويقيد حريته إذا كان كاتما علي أنفه عائقا لتنفسه ، فكانت الحلول المتتالية بالتأجيل المتكرر (يقصد بالتأجيل الإزاحة ، وهو استخدم الأولى ولم يستخدم الثانية أو إحدى مرادفاتها لضرورة وزنية فيما أعتقد ، هذا غير ما يمكن اعتباره إيحاء لما درجنا عليه من عادة تأجيل التصدي لأزماتنا وهو ما سيتضح في نهاية هذه القراءة) أقول كانت الحلول التي لجأ إلى تنفيذها في القصة ترمز للجاهز والمتاح وربما التلفيقي (جففنا البئر) حتى صار ومن معه لا يفصل بينهم وبين السماء فاصل فماذا كانت النتيجة ؟
ما زال الرّسن على الأنفاس !!
هي أزمة المواطن العربي والمثقف العربي على وجه الخصوص ، والحل لن يكون بالإزاحة أو التأجيل أو التلفيق ؛ وإنما بإعادة بناء ومراجعة تشمل كل شيء في هذا الوطن ...
هذه كانت قرائتي ، وتبقى كل قراءة محض احتمال ...
تحيتي للمبدع ولكل الأخوة في منتدى القصة القصيرة الذي سعدت بالتواجد فيه ربما لأيام قلائل لكن الفائدة كانت كبيرة .
أخي مختار
قراءة ذكيّة جدا، وتنسيق جديد ذكي، حقيقة أنا لم أصنّفها في الشعر لما بها من طغيان السردي، ووضعتها هنا لأنها تمتلك مقومات القصة، مضافا إليها الإيقاع، ولو وضعتها مع الشعر، لكانت تمتلك مقوم الإيقاع وتخسر المعاركة/ الاشتباك مع الذاتي، والتخييل المجنّح ....
أخي الكريم كل الشكر على ماتفضّلت به، والقراءة التي قدّمتها تجمّل النص، وتجعله بين الأحياء
كل المحبة والتقدير

حكمت نوايسة
17/09/2009, 10:19 PM
قصة رائعة أخي حكمت النوايسة ، أعجبتني القفلة التي أعادتنا إلى نقطة البداية من جديد ، وكأنك " يا أبو زيد ما غزيت " وهذه التقنية قريبة جدا مما يسمى بـ " التحجيل " شعرا ، طبعا مع استبعاد التماثل الايقاعي ،، : حيث تسير القصيدة على وتيرة ايقاعية دائرية من خلال التماثل الذي يعقد بين البداية والنهاية والذي تكسبه تماسكا فنيا في جسد القصيدة ، قصيدة " بيروت " لدرويش كنموذج .
من القصص المماثلة ( في واتا ) التي اعتمدت على " التدوير ، التحجيل " في ابراز مفارقتها ، قصة ( المسخ رمانة ) للقاصة ياسمينة ابن زرافة :
-

المَسْخ رُمّانة..~
ذلك الكلب النّبّاحْ.. كان راعي أغنام الفلاّحْ..
وتلك الشجرة الفينانة.. كانت خالته ريحانة..
وكل صخور القرية وهَوامها وحشراتها، كانت قبل أعوام أُناسًا تأكل وتشرب وتتكلم،
قبل أن تسحِّرهم المشعوذة رُمّانة وتُمْسَخ قردًا؛ هو ذاك الذي يقفز فوق أغصان ريحانة، هربا من نباح رعاة الأغنامْ..-
القصة الأخرى ، قصة ( منحنى مغلق ) للقاص العراقي الفذ
نواف خلف السنجاري :

منحني مغلق
الفتاة الجميلة معجبة بموهبة الشاعر الشاب..
الشاعر معجبٌ بكتاباتي..
أنا متأثر بصديقي القاص المشهور..
صديقي القاص يتواضع أمام تجربة الروائي الكبير..
الروائي القدير: يكتشف بأنه فاشل في الكتابة مقارنة بالعمالقة أمثال (ماركيز)..
وحين صادف والتقينا جميعا.. انحنى ماركيز أمام جمال الفتاة!-
تحية تليق بإبداعك أخي النوايسة ،،
أخي محمد
أسعدني مرورك، وأستعدتني ملاحظاتك على القصة/ القصيدة، و ولا ريب في أنني أفدت من القصص التي أوردتها،
تقبل أجمل تحياتي
وإلى لقاء آخر في عالم الأدب

د.محمد فتحي الحريري
30/09/2009, 08:13 AM
اخي المفضال الاستاذ حكمت
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته وبعد
سؤال مشروع : ماذا أفدنا من النفط ؟؟؟؟؟؟
وماذا قدمن للعام بعد النفط ؟؟

وكيف وظفنا النفط في خدمة قضايانا وفكرنا ودعوتنا ؟؟؟
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .

سعيد نويضي
30/09/2009, 10:30 AM
بسم الله الرحم الرحيم...

سلام الله على المبدع الفاضل حكمت النوايسة...

قصيصة السقف هي إشكالية الحرية كقيمة كبرى من أجلها يحيا الإنسان كما يطرحها النص...لكن يبدو لي أن الحرية هي وسيلة لتحقيق غاية كبرى...و ليست هي الغاية في حد ذاتها...

فأن تكون الجدران[القيود] التي تشكلها حيطان الغرفة أو السرداب أوالدهليز أو البئر و التي تم تحطيمها من أجل مساحة أكبر لممارسة فعل الحياة فهذا هو الجميل في تحقيق الحق...لكن أن تصبح السماء هي الأخرى من قبيل الرسن الذي لا يترك للأنفاس حرية أكبر و أفضل...فهذا ما يجعل الحرية غاية و ليست وسيلة لغاية أكبر...

إلا إذا كانت النظرة للسماء ليست تلك النظرة التي جاء القول الصادق في حقها:{وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ }الذاريات22
وفي السماء رزقكم وما توعدون من الخير والشر والثواب والعقاب, وغير ذلك كله مكتوب مقدَّر.[التفسير الميسر].

و حبذا لو كانت القفلة - و هذا مجرد اقتراح ليس إلا-

"...فصرنا تحت سماء غاب فيها الرسن إلا من أنفسنا"...

فالإنسان هو الذي يصنع القيود لنفسه...و ليست السماء...مع كامل احترامي للقراءات المتعددة...

لدي قصيصة بعنوان "أقفال" أعتقد أنها تسير في الاتجاه المعاكس و لكن لنفس الفكرة...ففي قصيصتك حطموا القيود إلا قيد السماء...و في قصيصتي صنعوا الأقفال و لم يهتدوا...

http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=37150&highlight=%C3%DE%DD%C7%E1

لك التحية و التقدير على جمال الحرف و الصورة...