المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أمير اللواء مصطفى راغب باشا



حازم ناظم فاضل
17/09/2009, 03:44 AM
ولد مصطفى راغب باشا سنة 1895 في مدينة البصرة من أبوين تركمانيين كركوكليين ، وكان والده من كبار موظفي الدولة العثمانية في البصرة. أكمل دراسته الابتدائية في كركوك موطن أسرته ثم التحق بالمدرسة الرشدية العسكرية في بغداد ، ثم دخل المدرسة الحربية في اسطنبول وتخرج منها برتبة ملازم ثان عام 1912 م وعين ضابط في الجيش العثماني والحق باللواء الثالث والثمانين من الفيلق التاسع في منطقة ارضروم. وقد اشترك في حرب صرب البلقان في عهد الاتحاديين ثم عاد إلى ارضروم مع لواءه . ولما نشبت الحرب العالمية الأولى اشترك فيها من بدايتها حتى نهايتها وقد جرح أربع مرات في موقع (قزلداغ) في منطقة أراس المشهورة . وفي عام 1918رفع إلى رتبة رئيس ، وكان حصوله على هذه الرتبة نتيجة القدم ، فضلاً عن مهارته وكفاءته الحربية التي أبداها في جميع ميادين القتال . وكان هو وبهجت صالح العراقيين الوحيدين اللذين حصلا على القدم ، ثم اشتركا في حرب الاستقلال التركي وأبلى بلاء حسناً ، ولما عقدت معاهدة لوزان عام 1924عاد إلى العراق غير انه اعتزل الخدمة العسكرية وتفرغ لإدارة شونه الزراعية وأملاكه في الحلة وكركوك ولكنه لم يلبت ان عاد إلى الخدمة مرة أخرى عام 1927. وفي عام 1933حصل على رتبة مقدم في الجيش العراقي ، ثم رقي إلى رتبة عقيد في عام 1983وعين رئيساً للمجلس العرفي العسكري عام 1941، ورفع إلى رتبة زعيم (عميد) في عام 1942 ومديرا للميرة والتموين في وزارة الدفاع 1944. وفي نفس العام عين قائداً للفرقة الثانية في لواء كركوك ورفع إلى رتبة أمير لواء في عام 1945. وفي حرب فلسطين التحق أمير اللواء مصطفى راغب باشا إلى منصب قائد القوات العراقية في نابلس بتاريخ 20/7/ 1948 .
وقام منذ التحاقه بنشاط واسع وكان الرئيس ركنه العقيد الركن غازي فاضل باشا الداغستاني وثبت خطط الحركات وأصدرها في 12/9/1948. وذكر اللواء الركن خليل سعيد في كنابه تاريخ حرب الجيش العراقي في فلسطين الجزء الثاني (وظل أمير اللواء مصطفى راغب في القيادة حتى ثبت خطط الحركات المقبلة المتحملة وأصدرها في 12/9/1948ثم طلب بعد فترة قصيرة إعفائه من المسئولية بان قدم استقالته إلى وزير الدفاع وصورة منه إلى الأمير عبد الإله الوصي على العرش . وكانت الاستقالة شديدة اللهجة وصريحة، نسب فيها عدم النجاح إلى جميع القادة العرب المسئولين من سياسيين وعسكريين ووصف فيها الموقف بأنه (مؤلم للغاية) .وقال انه كان إلى ألان يسلى نفسه بالأمل وإمكان النصر، ولكنه أصبح على يقين بان يوم النصر بعيد. وانه لن يرى اليوم الذي كان ينتظره لتقديم خدمة لبلاده وان اليهود حتماً هم الرابحون .. وانه لا يريد ان يكون احد الممثلين لهذه الرواية).
يقول العقيد الركن السيد عامر حسك في كتابه (مأساة فلسطين) :
(لقد استقال قائد القوات العراقية في جبهة فلسطين اللواء مصطفى راغب بعد ان شعر ان موضوع القتال في فلسطين غير جدي . وربما حشي ان يجعل منه ابن علقمي لسنة 1948. ولذا رفض ان يتقمص ذلك القميص ..) وأوصى مصطفى باشا صاري كهيه فجاءت سيارته الشخصية من العراق فركب فيها وغادر نابلس في أوائل تشرين الأول 1948.

وقد حصل اللواء مصطفى راغب على الاوسمة والميداليات :
1- وسام (كوميش افتخار) من السلطات العثمانية وذلك أتناء حرب البلقان لما أبداه في تلك الحرب من البسالة النادرة.
2- الوسام المجيدي : من الدرجة الخامسة من الحكومة العثمانية .
3- ميدالية الحرب وميدالية الاستقلال التركي من الحكومة العثمانية .

توفي مصطفى راغب باشا رحمه الله في 3رجب 1380هـ - 12/12/1960م ودفن في مقبرة (علي باشا – مقبرة الشهداء) في كركوك . وقد اندرست قبره فلم تبقَ منه الا شاهد قبره ، فقام الحاج جميل عبدالوهاب واخوانه في جمعية المحاربين القدامى باعادة تشييد قبره تكريماً لما قدمه من تضحيات واعمال طيلة حياته الحافلة بالبطولات .


المصادر: 1- عبد المجيد فهمي حسين (دليل تاريخ مشاهير الألوية العراقية) ، الجزء الثاني الخاص بلواء كركوك مطبعة السلام بغداد 1947- ص165.
2- اللواء الركن خليل سعيد (تاريخ حرب الجيش العراقي في فلسطين 1948- 1949م )الجزء الثاني ، مطبعة الجيش العراقي بغداد 1967- ص155-156.
3- العقيد الركن عامر حسك (من مأساة فلسطين) مطبعة المعارف بغداد 1960- ص174.

هيثم الزهاوي
17/09/2009, 12:53 PM
بعد أن أعلنت الدولة العراقية سنة 1921 تم إنشاء الجيش العراقي في 6 كانون الثاني لبنة لبنة من قبل الضباط العراقيين ومعظمهم من الذين خدموا في الجيش العثماني وعجنوا وخبزوا بذلك الجيش العظيم. وكان مصطفى راغب باشا أحد هؤلاء الضباط الذين خدموا بأخلاص في هذا الجيش والذي أمتاز ومنذ البداية بالنظام والبسالة والشهامة والأقتدار. ولقد أبلى هذا الجيش البلاء الحسن في حرب 1948 وله أن يفتخر بما قام به. ولولا تكالب الخونة من الداخل ومن الخارج لكانت نتيجة صولاته غير تلك. رحم الله كل قواد الجيش العراقي ومن بينهم اللواء مصطفى راغب وضباطه وجنوده الأشاوس(أبو خليل وليس أفراخ اليانكيز) ولابد وأن أقدم شكري الجزيل الى الأستاذ حازم ناظم فاضل لما يقدمه لنا من معلومات نستفاد منها ونستزاد معرفة بها. هيثـــم