المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفرق بين العام والسنة



أحمد عبد الحفيظ
08/10/2006, 11:45 AM
الأخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بعد التحية: أود توضيح الفارق الدقيق بين العام والسنة وفي اي السياقات نستخدم عام ولان نستخدم سنة والعكس.
ولكم جزيل الشكر

منذر أبو هواش
16/11/2006, 10:52 AM
الأخ أحمد،

بحثت في كلمتي (السنة) و (العام) فوجدتهما حاليا تستخدمان بنفس المعنى وفي نفس المواضع، دون أي تمييز يذكر من قبل الكاتبين، في ظل غياب القواعد والضوابط المتعلقة باستخدامهما، إلا أنني لاحظت إمكانية وضع قاعدة للاسترشاد بها من أجل مزيد من الدقة لمن يرغب في الالتزام بالكتابة العربية طبقا لمصادرها المعيارية.

وعلى هذا الأساس:

1- يجب أن تكون (السنة) هي القاعدة والأساس ووحدة القياس عند التعبير عن:

أ‌- طول المدد أو الفترات الزمنية
ب‌- عمر الإنسان
ت‌- التواريخ

وقياسا على ذلك نقول:

حدثت حرب تشرين سنة 1973
قضيت ثلاثين سنة في الدراسة
حصل التسونامي سنة 2004
تقبل المدرسة الابتدائية الأطفال من عمر خمس سنين إلى عشر سنين.
لي من العمر أربعون سنة.
نحن في العام الدراسي 2005 ـ 2006
ابتكر أينشتاين نظرية النسبية سنة 1905

2- كلمة (العام) هي الاستثناء وتستخدم في معظم الأحوال من أجل الإشارة إلى (السنوات) الخاصة المتميزة والاستثنائية في المواضع والأغراض الأخرى المتعلقة بالتخصيص والترتيب وغير المخصصة للتعبير عن المدة والعمر والتاريخ، وخاصة عند ورودها مع بعض أدوات اللغة مثل:

هذا العام، عامكم، في العام، في عامين، لعامين، كل عام، منذ عام، قبل عام، بعد عام، من عام لعام، بين الأعوام، عام جديد، العام الجديد، العام المنصرم، العام الفائت، العام الماضي، العام الحالي، العام القادم، العام الدراسي، عام قحط، أعوام ازدهار، عام الفيل، عام الهجرة، عام الفتح، أعوام الرمادة،عام الحزن، إلا خمسين عاما، كل عام وأنتم بخير، عام الاحتجاج العالمي ضد العولمة، هذا العام عام خير وبركة، عام المصالحة الوطنية ... إلخ.

ودمتم

منذر أبو هواش

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
16/11/2006, 03:58 PM
لأخي الحبيب الفاضل الأستاذ العالم منذر أبي هواش
كل شكري ومحبتي وتقديري
وله إبداعاته الرائعة ، واستنتاجاته المتميزة
وأتابع معه شذرات من الفوائد ، متممة لما تفضل به:

ما الفرق بين العام والحول والسنة :
العام والحول : مترادفان ، بخلاف السنة ،
قال أئمة اللغة :
ولا تفرّق عوام الناس بين العام والسنة ، ويجعلونهما لمسمى واحد ،
فيقولون ، لمن تغيب في يوم من أيام السنة إلى مثله :
إنه غاب عاماً !!!
وهذا خطأ ، والصواب أنه غاب سنة ؛ لأن السنة تحسب من أول يوم
عددته إلى مثله .
أما العام ؛ فلا يكون إلا شتاء وصيفا ، وفي العين للخليل بن أحمد الفراهيدي :
العامُ : حَوْلٌ يأتي على شَتْوةٍ وصَيْفَةٍ، ألِفُها واو، ويُجمَع على الأعوام .
وعلى هذا يكون العام أخص من السنة ، أي :
أن كل عام سنة ، وليس كل سنة عاما ،
فإذا عددت من يوم إلى مثله ، فهو سنة ،
وقد يكون فيها نصف الصيف ، ونصف الشتاء ،
والعام لا يكون إلا صيفا وشتاء متتاليين .

منذر أبو هواش
16/11/2006, 05:29 PM
الأخ الحبيب الأستاذ الفاضل الدكتور مروان الجاسمي الظفيري

أحييكم وأشكركم على المعلومات الثرية.

المراجع اللغوية العربية المعتمدة وعلى رأسها القرآن الكريم، تشير إلى أن هناك فروقا في الاستخدام اللغوي بين السنة والعام، والأمثلة المتوفرة بين أيدينا ليس فيها ما يؤكد أن لفظتي السنة والعام متساويتان في المدة مختلفتان في البدايات فقط بدلالة الأمثلة التي أوردتها في مشاركتي.

من جهة أخرى أعتقد أن أئمة اللغة الذين قالوا أن الغياب يكون بالسنة لأن السنة تحسب (من أول يوم عددته إلى مثله) إنما أرادوا بذلك الإشارة إلى ارتباط السنة بالمدة وبالحساب.

كما أنني لا أعتقد أن ثمة علاقة بين عام القحط وعام الفيل وعام الهجرة وعام الفتح وأعوام الرمادة وعام الحزن والخمسون عاما في النص القرآني (إلا خمسين عاما) من جهة وتتالي الصيف والشتاء من جهة أخرى.

لذلك أنا أتساءل اليوم إن كانت هناك أية معلومات أو أية مراجع أو أدلة لغوية أو علمية قد يكون الخليل بن أحمد الفراهيدي استند إليها حينما وضع التعاريف التي ذكرتم، وأتساءل أيضا إن كان هناك من أيده في هذا الطرح.

ودمتم لنا سالمين غانمين

منذر أبو هواش

عامرحريز
16/11/2006, 06:32 PM
السلام عليكم

قال تعالى: "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما"
وقال تعالى: "ولقد أخذنا آل فرعون بالسنين ونقص من الثمرات"
وقال تعالى: "وإن يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون"

قرأت في أحد التفاسير ولكن لا يحضرني اسمه أن القرآن يطلق على العصيب من السنين بالسنين ، و العادية أو المزهرة بالأعوام، والله أعلم
فكانت حياة سيدنا نوح خمسين سنة دون عناء وألف سنة من الدعوة والمشقة.

كما سمعت من أستاذ في العربية أن العام هو تسمية الهجري والسنة تسمية الميلادي

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
16/11/2006, 07:19 PM
أخي الحبيب والباحث اللغوي الأريب منذر
دمت في حفظ الله ورعايته

المشكلة في السابق واللاحق عند اللغويين
وأن اللاحق يأخذ عن السابق
ولا يخفى عليكم أن الخليل هو رائد فنّ المعجمات العربية
وكلّ من جاء بعده عالة عليه
ولذلك نجد هذا التفسير اللغويّ ؛عند :
الأزهريّ في تهذيبه
وابن دريد في جمهرته
والصاحب في محيطه
وابن منظور في لسانه
والزبيديّ في تاجه

ونحن نتابعهم ، ولا نستطيع الخلاص من إبداعاتهم
ومن ثمّة إخلاصهم للغة المقدسة التي أحبّوها ،
وعاشوا من أجلها !!!

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
16/11/2006, 08:49 PM
عودٌ على ذي بَدْءٍ
والحديث ذو شجون
هذه بعض المعلومات التي وردت في كتاب :
معجم الفروق اللغوية ؛ لأبي هلال العسكريّ :

"الفرق بين العام والسنة: قال ابن الجواليقي: ولا يفرق عوام الناس بين السنة والعام ويجعلونهما بمعنى. ويقولون لمن سافر في وقت من السنة أي وقت كان إلى مثله: عام، وهو غلط، والصواب ما أخبرت به عن أحمد بن يحيى أنه قال: السنة من أول يوم عددته إلى مثله، والعام لا يكون إلا شتاء وصيفا. وفي التهذيب أيضا: العام: حول يأتي على شتوة وصيفة. وعلى هذا فالعام أخص من السنة. وليس كل سنة عاما.
"فإذا عددت من يوم إلى مثله فهو سنة وقد يكون فيه نصف الصيف، ونصف الشتاء. والعام لا يكون إلا صيفا أو شتاء متوالين . انتهى .
أقول: وتظهر فائدة ذلك في اليمين ، والنذر، فإذا حلف أو نذر أن يصوم
عاما لا يدخل بعضه في بعض ، إنما هو الشتاء والصيف ،
بخلاف ما لو حلف ، ونذر سنة ..." .

أما ماتفضل به الأخ الكريم amrhrz
فإن بعض العلماء ؛ وخاصة أهل التفسير ؛ فيرون :
الفرق بين العام والسنة في قوله تعالى :
{وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا
فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ } [العنكبوت : 14 ] .
أنّ العام يُستعمل لما فيه خير والسنة لما فيه شر. والعلماء يقولون الغالب ،
وليست مسألة مطلقة.
لكن في الإستعمال القرآني غالباً ما يستعمل السنين للشر
والأعوام للخير ،ففي سورة يوسف :
{تزرعون سبع سنين دأباً} ، {ثم يأتي عام فيه يغاث الناس} ؛
فالزرع فيه جهد في هذه السنين.
وفي قصة نوح :
{فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاماً} ،
كأن الخمسين عاماً هي الخمسين الأولى من حياته
التي كان مرتاحاً فيها ، وبقية السنين الـ 950 كان في مشقة معهم
حتى بلغ أن يقول :
{ولا يلدوا إلا فاجراً كفّارا} ؛ فاستعمال السنين هنا جاء للخير .
ومن أراد أن يلتزم الاستعمال القرآني
يحرص على استعمال السنة في موضع الجدب والقحط ،
ويستعمل العام لما فيه الخير .
والله أعلم ...

منذر أبو هواش
17/11/2006, 07:17 AM
الأخ الحبيب الأستاذ الفاضل الدكتور مروان الجاسمي الظفيري

أشكرك كثيرا على جهودك وعلى معلوماتك الموسوعية المفصلة الدقيقة.

أوافقك الرأي صادقا على ضرورة الأخذ بما جاء به اللغويين السابقون واللاحقون من علماء اللغة العربية وضرورة متابعتهم ومتابعة إبداعاتهم، وأنا مقتنع الآن وموافق بشكل كامل على كل ما نقلتم إلينا من آرائهم.

وليس لدي الآن أي اعتراض على التعريف المعتمد الفارق بين السنة والعام الذي جاء به ابن يحيى وذكره ابن الجواليقي رحمهم الله والذي ينص على أن السنة من أول يوم عددته إلى مثله، وأن العام لا يكون إلا شتاء وصيفا. والمؤيد بما جاء في التهذيب وغيره من المراجع اللغوية التراثية.

وأظن أننا قد حصلنا الآن على تعريف للسنة والعام يبين الفارق بينهما شكلا، إلا أنني لا زلت أشعر بأن هذا التعريف لا يزال غير كاف وغير صالح كدليل للاستخدام، وأشعر كذلك أننا لا نزال بأمس الحاجة إلى شرح يبين لنا طرق استخدام المصطلحين المذكورين بشكل أكثر دقة وأكثر تفصيلا، علما بأن الاستخدام القرآني لكل من هذين المصطلحين يدعم وساوسي هذه ويؤيد ما أعنيه وما أريد الذهاب إليه.

من أجل ذلك كله أوجه الدعوة من خلال هذا المنتدى الذي لم يحظ بأية ردود من مدة تزيد الشهر، وأدعو الزملاء الكرام إلى الإدلاء بالمزيد من الآراء بكل ما طرح ويطرح هنا من معلومات من أجل الاتفاق على بعض القواعد التي تحدد الفوارق بين هذين المصطلحين من حيث الاستخدام والاستعمال، وذلك من أجل أن تكون الأمور أكثر تحديدا وأكثر وضوحا وإشراقا.

ودمتم لنا سالمين

منذر أبو هواش

الدكتورمروان الجاسمي الظفيري
17/11/2006, 01:34 PM
الظاهر ياأخي الحبيب اللبيب الأديب منذر

هنا مافي موقف للباصات !!!

فَصَيْحَتُكَ هذه ذهبَتْ سُدىً ؛

مع أخواتها

كان الله في عونك ...

منذر أبو هواش
17/11/2006, 02:37 PM
أخي الحبيب الدكتور مروان

أرجو أن تعذرني لأنني أثقل عليك، لكنني لم أفهم القصد من عبارتكم "هنا مافي موقف للباصات" ، فهل هو تعبير محلي لديكم ؟ وما معناه ؟

صيحاتنا بإذن الله لن تذهب سدى، لا هي، ولا أخواتها. وأنا سأواصل حواري دائما كالعادة حتى آخر كلمة، ولا توقف إلا عند استكمال كافة الأفكار واستنفاذ كافة الهواجس.

وكان الله في العون

أخوكم

منذر

عامر العظم
17/11/2006, 02:46 PM
كان الله في عوني أنا:)
الاشتباكات والمساجلات الفكرية رائعة في الأثناء:)
تحية بدون عون:)