المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما " يختلف الواتاويون "



عبدالقادربوميدونة
17/09/2009, 05:06 PM
نكتة آخرأيام رمضان من إنتاج "واتا " وأساتذتها المحترمين جدا ..
والله لأضحكتموني حد الثمالة ..ولم أعد أطيق التخلص من تأثيرات فعل " سوء الفهم والتفاهم " الذي جرى بين الأستاذين المحترمين محمد الريفي ونورالدين عزيزة ..
والسبب كما تعرفون هو اعتماد " واتا " لتقنية فنية وضعها الأستاذ طارق موقدي الله يسامحه تتمثل في :
كلما فتحت متصفحا في " واتا " وكنت مسجلا يظهرمباشرة اسمك ولقبك فيقول لك يا فلان :
هل أنت مع... أوضد... أوما رأيك ..الخ ..
فإن كنت غيرمسجل وكنت زائرا فقط ..ظهرلك نفس الشيء وإنما بعبارة : يا غيرمسجل ..ما رأيك ..وهل أنت مع أوضد ؟....
هذه التقنية كان يعرفها الأستاذ نورالدين عزيزة المحترم لكونه قديما في " واتا " لكن ليلة أمس ظهرت له على خلاف ذلك ..فما دام مهوسا ومغرما بالبحث عن الحقيقة وكان موضوع المتصفح الذي فتحه فجأة استغرب أن يكون السؤال موجها إليه شخصيا فانبرى رادا على الأستاذ الريفي وهو صاحب المتصفح ..وقد أظهرالرجلان قدرة كبيرة على التفهم والاحتمال ..فاقرأوا أسباب الاختلاف وسوء الفهم والتفاهم ..وحذارمن أن ينفرط عقد وقاركم فتعطون الحرية للضحك المتواصل أوالابتسام المستمر:

السلام عليكم جميعا، ورحمة الله وبركاته


هل أنت يا أستاذ أستاذ/ة محمد إسحاق الريفي، تمتلك الحق في إملاء توجيهاتك على الآخرين؟!




فوجئت ليلة البارحة في ساعة متأخرة ، وأنا أتصفح بعض صفحات واتا، أن هناك سؤالا موجها إليّ شخصيا. وما فاجأني أكثر هو مضمون السؤال، الذي ظننته في البداية مجرد إثارة للنقاش حول موضوع معيّن، أو ردّ على رأي أدليت به في هذا المنبر. ولكن تبين لي أنه ليس سؤالا وإنما هو اتهام، اتهام بالتعصب، عفانا وعفى الله الجميع من شر هذه الحقيقة، "حقيقة" التعصب (في غير مكانه).. ولأن الوقت كان متأخرا، ولأنني لا أتسرع عادة في الرد على موضوع يبدو استفزازيا بدون أي مبرر واضح، فضلت تأجيل الرد إلى صبيحة هذا اليوم، تاركا للإخوة المتدخلين الكرام الرد عليه بما يليق وما يجب.
لرفع كل التباس، أنا مع الحوار وأشجع عليه، ولكنني أصر قبل "الحوار" على أدب الحوار. غير أن للحوار آدابه، ومن أدب الحوار أن المحاور إذا اتهم الطرف المقابل بأمر ما، يبدأ بالإشارة إلى سبب الاتهام. وبناء على ذلك، من حقي أن أسأل، بادئ ذي بدء :
ـ أين بدا لك يا أستاذ/ة محمد إسحاق الريفي، أنني أدعي امتلاك " الحقيقة " وأنني أكثر من ذلك، متعصب لادعائي المفترض هذا؟
ـ وما الذي يمنعك من بدء الحوار وتركه مفتوحا حول ما بدا لك غير صحيح، بدلا من أن تعتبره مغلقا وتأمر وتنهى بلغة الآمر الناهي؟ أوليس الأفضل، مادمت تؤمن بالحوار، أن تحدد ما تعترض عليه وتتهمني من أجله بـ "التعصب" و"الانغلاق الفكري" وتبين بالحجة أسباب اعتراضك على ادعائي "المفترض" الذي لا أعرف إلى الآن ما هو؟ ثم تنتظر ردي إن كنت أنا متعصبا لماأدعي "امتلاكه"، أم على العكس، أقبل المناظرة والمراجعة والنظر وإعادة النظر؟؟
في انتظار ردك، على أسئلتي هذه، أقول :
يا سيدي أنا لا أملك "الحقيقة" التي تتحدث عنها، أعني "الحقيقة المطلقة"، ولا أنت أيضا ولا غيرك، فهذه تتجاوزنا ولا يملكها إلا الله عزّ وعلا.
أما الحقيقة في مستواها البشري، فهي نسبية. وقولك (لا أحد يستطيع الادعاء أنه يمتلك الحقيقة)، هذا كلامي أنا، ويكاد يكون بالحرف الواحد، وهو وارد بوضوح، في فصل من مقالة طويلة، بعنوان ( أين الحقيقة؟ ) ، نشرتها في إحدى صفحات واتا، أقول :

الحقيقة دائما نسبية، وليس هناك شخص راشد يسمح لنفسه بالادعاء أنه يملك وحده الحقيقة دون غيره. إلاّ أنّ ذلك لا يعني أنها غير موجودة ولا يعني أننا ليس من حقنا الحديث أو البحث عنها.
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=54759
ومع ذلك هناك، في هذه الدنيا، حقائق أخرى من جنس آخر، حقائق ثابتة جعلها الله واضحة أمامنا نحن البشر دون سائر المخلوقات، لا يمكن أن يختلف فيها اثنان، وأكاد أقول، لا يختلف فيها عاقل وأحمق. وقد ذكر عدد كبير من الأساتذة الأفاضل المتدخلين أمثلة لهذه وتلك، ولا فائدة من التكرار.
فالحقائق إذن، ثلاث : مطلقة، ليست من شأننا نحن البشر، ونسبية وأخرى ثابتة.. وأنت تتحدث عن "الحقيقة" وكأنها واحدة.
وإذا كنت مصرا على أن "الحقيقة " واحدة، أو أنها أكثر من ثلاث، فعليك أن تنوّرنا وتقنعنا برأيك، وسوف يسرني أنا شخصيا أن أثوب إلى رشدي وأكفّر عن "ذنبي" وأصلح خطئي.
وإلى أن أعرف من خلال ردك، أين وقعت أنا، برأيك، في بؤرة "التعصب" ، أرى صراحة أنه من غير اللائق أن يتهم أستاذ مثلك، له مسؤوليات في هذا الموقع الذي نحبه جميعا، أي عضو بأي تهمة، بدون مبرر ظاهر، وقبل أن يقدم أبسط مبادئ الاتهام، وهو الدليل على ما يقول.
أنا وظيفتي التعليم، وقد قضيت حياتي كلها تقريبا في هذه المهمة النبيلة، غير أنني مع ذلك لم أتأخر يوما عن طلب العلم والمعرفة، فأنا تلميذ لا يعترف بأن للتعلم نهاية حتى النهاية. ولكن درس "أدب الحوار" تعلمته من زمن بعيد، وأصبحت بصدري المفتوح لكل الحقائق وغير الحقائق والمفاجآت، قادرا على الأخذ والعطاء، وأن أمد لغيري يد المساعدة وأعلمه ما يحتاج من هذا الأدب الرفيع إذاكان في حاجة إلى ذلك..
وإلى أن أعرف من خلال ردك، أين تعصبت لرأيي، وادعيت أنني أمتلك "الحقيقة المطلقة" غير القابلة للنقاش، سأعترف لك وللأساتذة الكرام بأنني، في بعض الأمور متعصب فعلا :
ـ فأنا متعصب لعروبتي كتعصب الإنقليزي لإنقليزيته والفرنسي لفرنسيته والألماني لألمانيته والدانمركي لدانمركيته والروسي لروسيته... ويوم يكف هولاء جميعا وغيرهم عن التعصب لعرقهم وذويهم ودينهم، سوف تجدني من أوائل الذين يدينون التعصب للأهل وللقبيلة والعقيدة...
ـ نعم أنا متعصب لرفض الظلم والعدوان ومتعصب لمقاومة العدو ما اعتدى عليّ أو على ذويّ، مقاومته بكل ما يتاح لي من وسائل المقاومة، والمهم هو النيل منه كما نال مني، ودفع أذاه بعيدا ودرء خطره... ويوم "يجنح" العدو للصلح سوف تجدني مع السابقين لمد يد المحبة والمودة والأخوة والتعايش السلمي بين البشر..
ـ نعم أنا متعصب تمام التعصب، ضد الفتنة، والتناحر ورمي التهم جزافا، والتشرذم، وتشتيت القوى في مرحلة تاريخية كهذه، ووضع بائس، نحن فيه، في أشد الحاجة إلى تجميع مصادر قوانا... نعم أنا متعصب لما أعتبره "حقيقة" بشرية؛ ألا وهو أننا لن يحترمنا أعداؤنا، ولن نستعيد حقوقنا المسلوبة، ولن يكون لنا شأن في التاريخ، ما لم نجمع جميع مصادر قوانا "الهائلة" ونواجه أعداء العروبة والإسلام يدا واحدة؛ المسلم والمسيحي والمتدين والعلماني، واليميني والمعتدل واليساي والشيوعي والليبرالي..
لمثل هذا ولأمور شبيهة أتعصب، ولا أحد في الدنيا يمكن أن يقنعني بغير ذلك إلا مشيئة رب العالمين...
أما إذا كانت لديك قناعات أخرى فهذا أولا من شأنك، ولكن يوم تطرحها للحوار سوف لن أتردد في إبداء رأيي الذي أراه، بالحجة والعقل وليس بالتعصب...
ولأن الموضوع هامشي جدا، ومفروغ منه في معاملاتي الفكرية، أختم بالقول أن من عادتي ألا أتحدث أبدا مع شخص لا يقبل الحوار وأدب الحوار، فكيف أرضى إذن، من نفسي ما لا أرضاه من غيري؟
مما يعني أنني لا يمكن أن أكون متعصبا لرأيي مطلقا إلا إذا كان موضوع الحديث حقيقة كونية ثابتة لا جدال فيها.
وأنا بكل بساطة شديدة، أستأنس شديد الاستئناس بمقولة الإمام الشافعي المأثورة الحكيمة، وأحرص عليها بشدة، كقاعدة أساسية لكل حوار، شريطة أن يكون تطبيقها متبادلا، وليس حلالا عليّ حرام عليك :

( رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب )
تحية بتعصّب لرأي الإمام الشافعي

د. محمد اسحق الريفي
17/09/2009, 05:34 PM
أخي الإعلامي الرائع الأستاذ عبد القادر بوميدونة،

أشكرك على هذه اللفتة الطيبة، فجزاك الله خيرا.

حبذا لو انتبه أعضاء واتا لمضمون مشاركة الأستاذ عبد القادر بوميدونة، فقد نشبت خلافات أساسها سوء فهم بناء على هذه التقنية المستحدثة في واتا، والتي لا أحبها شخصيا لولا أنها تجذب انتباه القراء وتستفزهم في أحيان كثيرة.

أنا أحترم كثيرا أخي الكريم الأستاذ نور الدين عزيزة، وقد فهمت فورا سبب انزعاجه، ورددت عليه باحترام، ولم يحدث أي سوء من جانبي. وهذا ردي على مشاركة الأستاذ نور الدين:


الأخ الكريم الأستاذ نورالدين عزيزة،

هذا السؤال ليس موجه لك شخصيا، ولا يوجد فيه اتهام لأحد، فهو سؤال موجه للجميع، وقد قمت ببرمجة العنوان وبعض فقرات الموضوع بحيث تظهر لكل عضو من أعضاء واتا أنه هو المعني بهذا السؤال، ولذا كل من يقرأ الموضوع أو حتى عنوانه يجد أنه موجه له، وهذا أسلوب نستخدمه هنا في واتا، لإثارة الانتباه وحث الأعضاء الكرام على المشاركة.

وبالله التوفيق،،،



لذلك لا يوجد سوء تفاهم بيننا.

تحياتي واحترامي

محرز شلبي
18/09/2009, 11:51 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجو ان تنزه واتا القدوة في الحوار ولسان حال المتحضرين فكريا وثقافيا مهما اختلفت مشاربهم وقناعاتهم الايدولوجية
من كل اشكال التشنج اللفظي وسوء الظن ليبقى دائما شعارنا ( معا نعم للحق لا للظلم والقهر).
العيد للتسامح والتصافح:mh78::mh09: