المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كـتابـةٌ وزهْــوٌ / ق ق ج / أحمد القاطي



أحمد القاطي
21/09/2009, 02:17 AM
زهْــوٌ



على زجاج واجهة مقهى قرأ إعلانا : أمسية شعرية كبرى في دار الشباب . قصد الدار . فـوق أوّل كرسي

شاغِـرٍ جلس . القاعة شبه فارغة . أنصتَ بإمعانٍ . لا أحد صفق لما استمع إليه من قراءات شعرية . أخْـرج

ورقة وقلمًا . بسرعة البرق خـط ّ فوقها ما ظنه قصيدة كي يقرأها هو الآخر . قال في نفسه : شعْـري عميقٌ

لن يفهموه . دسّ الورقة في جيبه وانصرف مزهُـوّا بنفسه .


تــمارة في : 09 / 08 / 18

مرزاقة عمراني
21/09/2009, 12:49 PM
الإعلان عن الأمسية الشعرية علق على واجهة

المقهى،،، المكان الحر الذي يرتاده الرجال يوميا،

من مختلف الأعمار، و على اختلاف مستوياتهم،

و ثقافاتهم، و اتجاهاتهم...

و لطالما أغرت المقاهي الأدباء و الشعراء،

لأنها فضاء بسيط غير مكلف، تجتمع في أحد

المقاهي مجموعة من الأدباء الأصدقاء، يتناقشون

يقولون، قد يختصمون و قد يتشاركون في كتابة

نص، ألهمهم اياه مشهد يرون أحداثه عبر الزجاج.

لهذا يعلق الإعلان عن الأمسية الشعرية على هذا

الزجاج.

و هي أمسية كبرى بحسب ما كُتب.

فهل تكون كذلك؟ و هل ما تزال الكلمة الجميلة

قادرةً على التنفس في زمن أهلك الناس في

الركض وراء لقمة العيش.

يذخل الرجل القاعة في دار الشباب، الدار الخاصة

بالفئة العمرية النابضة حياة و عملا، التي يُفترض فيها

العمل و التغيير بالكلمة و بالفعل.

يجلس الرجل على المقعد الذي يقابله مباشرة لأن

لا ضرورة لأن يمد بصره للبحث عن مقعد شاغر.

فالقاعة شبه فارغة.

الاعلان لم يفعل فعله اذن، فأين المثقفون و الأدباء

و الشعراء الذين كانوا يرتادون المقاهي؟

أين عشاق الكلمة و عبّادها الذين كانوا بالأمس؟

هل شغلتهم ظروف الحياة؟ هل فقدت الكلمة بريقها

و فتنتها في زمن أصبح مباحا لكل شخص أن يكون شاعرا؟

هل شغلت المنتديات الأدبية الالكترونية الناس و فرضت

عليهم سطوتها؟

هل آمن الناس بعجز الكلمة عن التغيير و التجديد، فهجرا الشعر

و الأدب لأن " طق الحنك " لا يستطيع أن يحرر فلسطين؟

هل... و.... هل...

لا أحد صفق لما سمع... التصفيق عادة يدل على الاعجاب.

النص حين يُطرب المستمع يهزه على التصفيق، وربما

صفق واقفا لشدة الاعجاب، كما كان الاعجاب بالنص

يهزّ الملوك قديما جدا على العطاء و بسخاء.

لماذا لم يصفق الحاضرن القليلون ترى؟

أ لأنه اتضح أن الشاعر مجرد متشاعر لم يحدث نصه

فيهم التأثير المفترض؟

أم لأن الحاضرين قلة ممن لا عمل لهم سوى التسكع؟

المهم أن النص لم يُفهم فربما تكمن المشكلة في

النص ذاته، قد يكون صاحبه أغرق في تكثيف

لغته حتى جعله غامضا حـــدّ الإبهام.

استحال نصا لغزا شديد الانغلاق، عصيا عن

الفهم، متوعرا لا يصل القلوب، و الشعر

طريقه الى القلب أولا و قبلا.

و الرجل أيضا لم يصفق و لم يفهم و لم يَطرب.

و لكنه أراد ركوب الموجة، أخرج ورقة و قلما

كانا مجهزين في جيبه و خط عليها بضع كلمات

يظنها شعرا، بل لقد قال إن شعره هو الأعمق،

و غادر مزهوا.

هل كان الشعراء الذين قرؤوا نصوصهم في دار

الشباب على هذه الشاكلة؟

ربما...

المهم أن الرجل لم يقرا " القصيدة"

التي ارتجلها على الورقة.

لقد ردّ الورقة الى جيبه و غادر، فهل أستطيع

القول إن هذا دلالة على أن مثل هذا الشعر يبقى

حبيس أصحابه، مطويا في جيوبهم؟ فهم ذاتهم

لا يحملونه في قلوبهم، و لا ينطلقون من تجربة

ابداعية حقة.

قصة تطرح بعض أسئلة النص الشعري المعاصر،

سؤال عن الغموض و الابهام و " الغلوّ "

سؤال قديم فحواه: لماذا لا تقول ما يُفهم؟

و الأكيد أن النص سيُواجه بمن يقول:

لماذا لا تَفهم ما يُقال؟

و أسئلة أخرى

هذا نص يحكي حكاية عن الشعر...

سيدي القاص، وددت لو أقول لك شيئا لا أحب

أن أقوله لأنني لا أحب أن أتدخل في النص و أقول

لصاحبه بدل ذاك بهذا، و اكتب هكذا...

و لكن بعد إذن منك و من النص،،، ماذا لو جعلت

العنوان: ( زُهـُـــــــوّ ) فقط.

و


مرزاقة عمراني تحييك

أحمد القاطي
22/09/2009, 10:56 PM
الإعلان عن الأمسية الشعرية علق على واجهة
المقهى،،، المكان الحر الذي يرتاده الرجال يوميا،
من مختلف الأعمار، و على اختلاف مستوياتهم،
و ثقافاتهم، و اتجاهاتهم...
و لطالما أغرت المقاهي الأدباء و الشعراء،
لأنها فضاء بسيط غير مكلف، تجتمع في أحد
المقاهي مجموعة من الأدباء الأصدقاء، يتناقشون
يقولون، قد يختصمون و قد يتشاركون في كتابة
نص، ألهمهم اياه مشهد يرون أحداثه عبر الزجاج.
لهذا يعلق الإعلان عن الأمسية الشعرية على هذا
الزجاج.
و هي أمسية كبرى بحسب ما كُتب.
فهل تكون كذلك؟ و هل ما تزال الكلمة الجميلة
قادرةً على التنفس في زمن أهلك الناس في
الركض وراء لقمة العيش.
يذخل الرجل القاعة في دار الشباب، الدار الخاصة
بالفئة العمرية النابضة حياة و عملا، التي يُفترض فيها
العمل و التغيير بالكلمة و بالفعل.
يجلس الرجل على المقعد الذي يقابله مباشرة لأن
لا ضرورة لأن يمد بصره للبحث عن مقعد شاغر.
فالقاعة شبه فارغة.
الاعلان لم يفعل فعله اذن، فأين المثقفون و الأدباء
و الشعراء الذين كانوا يرتادون المقاهي؟
أين عشاق الكلمة و عبّادها الذين كانوا بالأمس؟
هل شغلتهم ظروف الحياة؟ هل فقدت الكلمة بريقها
و فتنتها في زمن أصبح مباحا لكل شخص أن يكون شاعرا؟
هل شغلت المنتديات الأدبية الالكترونية الناس و فرضت
عليهم سطوتها؟
هل آمن الناس بعجز الكلمة عن التغيير و التجديد، فهجرا الشعر
و الأدب لأن " طق الحنك " لا يستطيع أن يحرر فلسطين؟
هل... و.... هل...
لا أحد صفق لما سمع... التصفيق عادة يدل على الاعجاب.
النص حين يُطرب المستمع يهزه على التصفيق، وربما
صفق واقفا لشدة الاعجاب، كما كان الاعجاب بالنص
يهزّ الملوك قديما جدا على العطاء و بسخاء.
لماذا لم يصفق الحاضرن القليلون ترى؟
أ لأنه اتضح أن الشاعر مجرد متشاعر لم يحدث نصه
فيهم التأثير المفترض؟
أم لأن الحاضرين قلة ممن لا عمل لهم سوى التسكع؟
المهم أن النص لم يُفهم فربما تكمن المشكلة في
النص ذاته، قد يكون صاحبه أغرق في تكثيف
لغته حتى جعله غامضا حـــدّ الإبهام.
استحال نصا لغزا شديد الانغلاق، عصيا عن
الفهم، متوعرا لا يصل القلوب، و الشعر
طريقه الى القلب أولا و قبلا.
و الرجل أيضا لم يصفق و لم يفهم و لم يَطرب.
و لكنه أراد ركوب الموجة، أخرج ورقة و قلما
كانا مجهزين في جيبه و خط عليها بضع كلمات
يظنها شعرا، بل لقد قال إن شعره هو الأعمق،
و غادر مزهوا.
هل كان الشعراء الذين قرؤوا نصوصهم في دار
الشباب على هذه الشاكلة؟
ربما...
المهم أن الرجل لم يقرا " القصيدة"
التي ارتجلها على الورقة.
لقد ردّ الورقة الى جيبه و غادر، فهل أستطيع
القول إن هذا دلالة على أن مثل هذا الشعر يبقى
حبيس أصحابه، مطويا في جيوبهم؟ فهم ذاتهم
لا يحملونه في قلوبهم، و لا ينطلقون من تجربة
ابداعية حقة.
قصة تطرح بعض أسئلة النص الشعري المعاصر،
سؤال عن الغموض و الابهام و " الغلوّ "
سؤال قديم فحواه: لماذا لا تقول ما يُفهم؟
و الأكيد أن النص سيُواجه بمن يقول:
لماذا لا تَفهم ما يُقال؟
و أسئلة أخرى
هذا نص يحكي حكاية عن الشعر...
سيدي القاص، وددت لو أقول لك شيئا لا أحب
أن أقوله لأنني لا أحب أن أتدخل في النص و أقول
لصاحبه بدل ذاك بهذا، و اكتب هكذا...
و لكن بعد إذن منك و من النص،،، ماذا لو جعلت
العنوان: ( زُهـُـــــــوّ ) فقط.
و
مرزاقة عمراني تحييك

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أستاذتي الفاضلة مرزاقة عمراني .
ماذا عساني أقول بعد هذه القراءة الرائعة العميقة ؟!
سوف أصمت ، وأنحني لك احتراما وتقديرا .
ملاحظة : التعديل المطلوب قد تم بالفعل نظرا لوجاهته .
بعد إذنك طبعا هذه القراءة سوف أنشرها مع مجموعتي القادمة ( ق ق ج )
أحمد القاطي يقدرك ويعتز بك .
تحياتي .