المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوحيدون..



حسام الدين نوالي
28/01/2007, 11:01 PM
الوحيدون

... وكأن الشمس تغرب مرتين، مرة جهة يرقد الولي الذي يرعبني المسير جواره، ومرة في جسدي؛ وعند كل غروب، أرتمي داخل البيت، آكل، وأستسلم للرقاد. فمنذ غادَرَنا والدي وأمي حزينة. حزينة لأننا وحيدان من دون أبي، وحزينة أيضا لأننا اثنان...
انتقلنا للعيش مع جدتي، وأمي لم تكن راضية تماما، كانت ملامحها غامضة ونحن نحمل أثاثنا إلى الشاحنة بمعية رجُلين، وبين كل ذهاب وجيئة، من البيت للشاحنة ومن الشاحنة للبيت، كان الحزن يحمل رداءاته إلى أمي، حتى خِلتُ لحظة أني رأيت عينيها مثقلتين بالدمع.. أما أنا، فكانت السعادة تحمل إليّ هداياها، لأني سأرحل في شاحنة، ولأني سأبتعد، ومدرِّس اللغة العربية لن يلحق بي أبدا.. أبدا..
مرّة حلمت أن جِراء صغيرة تخرج من محفظتي وتحيط بأمي – الجالسة على برميل صغير- مشكّلة حولها دائرة، وكانت أمي ترشها بالحليب، وأنا أضحك كثيرا... وحين استيقظت كنت قد تبولت في الفراش.. ولم تكن أمي في البيت، فاعتنت بي جدتي.
وجدتي هذه امرأة عجوز، لا تفارق عصاها، كثيرا ما تجلس عند عتبة الدار وتسند ظهرها لركن الباب. كانت عيناها تدمعان على الدوام، تحضنني مرارا إلى صدرها وتمسح رأسي بيدها، وحين أهم بالنهوض تقبِّل جبهتي بفمها الأدرد المرتعش..
صارت أمي تتأخر، أسأل عنها جدتي، فتحضنني ثم لا تجيب..
حين تعود تتكلمان كثيرا، بعدها ترفع أمي صوتها بقوة، تتوتر، فتصمت جتي، تتمتم، وتنصرف...
ومرة اصطحبتُ أمي للحقول حيث الشغل وحيث تغيب. كانت تحدثني كثيرا، فلا تكاد تصمت، والطريق الضيقة الغبراء تحمل في اتجاهنا ذا شاربين على حماره الرمادي، كانت كرشه مدورة وكبيرة، وبدا لي مضحكا. توقّف فتحدّث إلى أمي، كانت عيناه تلتفتان إلي كثيرا، وحين تلتقي نظرتانا يبتسم لي..
نزل عن الحمار وأركبني، فأمسكت باللجام. أمي تمسح على ركبتيّ وتشجعني. وكان عليّ –كما قال ذو الشاربين- أن أجعل الحمار يطيعني، فأسير به إلى شجرة الصفصاف الضخمة عند منبع الماء ثم أعود سبع مرات، وحتما سوف يطيعني الحمار بعدها.
حين عدت كانا قد اختفيا، بحثت بعينيّ، لم أرهما، ثم لم آبه وواصلت العدّ...
الآن لا أعرف لِمَ كرهت الرجل منذ رأيته، وكرهت ابتساماته المتكررة، ولِمَ كنت أضرب الحمار مع أنه كان مطيعا.. !
ثم حدثت أشياء..
فحين كثرت أسئلتي وقوِيَتْ، وبدأتُ أصرخ في وجه أمي، كان الفضاء يضيق ثم لا يتّسع لكلينا.. فيما جدتي بدأت تمرض كثيرا وإحدى عينيها ابيضّت...
والآن صرتُ أعيش مع جدتي المريضة وحيدين بعد أن رحلتْ أمي ذات صباح ولم تعد. كنت قد سألت عنها الأصدقاء، وبحثت في القرى المجاورة. ثم حقدت عليها كثيرا حين أيقنتُ أنها لن تعود.. وحزنتُ وكبر الحزن. حزنت لأني مع جدّة هرمة ومريضة وحيدان بدون أمي، وحزنت أيضا لأننا اثنان.

عبد الحميد الغرباوي
29/01/2007, 12:29 AM
الأديب و الناقد حسام الدين نوالي
سردك سلس و جميل جدا
وموضوع القصة مشوق يجذب القاريء.
الإيحاءات كانت ناجحة ،خصوصا، في لقطات معينة
وأساسية، أهمها، عند الحديث عن الأم .
توظيفك للسارد كان موفقا، و رؤيته للأشياء و تحليله لها، أتت مناسبة لسنه.
مودتي

حسام الدين نوالي
29/01/2007, 12:40 AM
الفاضل عبد الحميد
مرورك مشجع ..رغم اقتضابه فهو ينم عن خبرة في القراءة السردية، و كونه صادرا عن مبدع في السرد كتابة وترجمة يجعلني أعتز به..
أيها المبدع.. هذه تحيتي،
وليدم التواصل.
محبتي

صبيحة شبر
29/01/2007, 05:33 PM
الناقد والاديب حسام الدين نوالي
قصة جميلة من واقع الحياة حيث يغادر الاب الاسرة
فلا يشعر الصغير بفقدانه رغم حزن الام المتواصل
يحزن الصغير حين ياتي الغريب ليسرق الام مما يجعل الطفل يعيش
وحيدا مع الجدة المريضة
قصة ناجحة كثيرا السارد تحدث لنا بما كان يشعر به حقيقة
حين رحل الاب وترك الام حزينة
وحين رحلت الام وبقي الولد

حسام الدين نوالي
29/01/2007, 06:57 PM
المبدعة الفاضلة صبيحة..
تواصلك الدائم جميل ومشجع..
لكني سأفتح قوسا لأقسم أني لست ناقدا ناقدا متخصصا ولا غير متخصص،.. هي قراءات من عاشق للنصوص، آمل أن تضيء شيئا..
محبتي

صبيحة شبر
29/01/2007, 10:55 PM
المبدعة الفاضلة صبيحة..
تواصلك الدائم جميل ومشجع..
لكني سأفتح قوسا لأقسم أني لست ناقدا ناقدا متخصصا ولا غير متخصص،.. هي قراءات من عاشق للنصوص، آمل أن تضيء شيئا..
محبتي
المبدع العزيز حسام الدين نوالي
قراءتك الواعية المحللة للنص والتي تتناول الافكار
والشكل وتتطرق الى ازمنة الافعال
وتتحدث عن علاقة النص بالتراث
ماذا نسمي هذا العمل الرائع الذي تتقنه ايها العزيز ؟
النقد الحديث يجيب عن الاسئلة بشان افكار النص والطريقة التي لجأ
اليها الكاتب حتى دون الحكم عليه او له
هذا نقد جميل نحتاجه كثيرا في هذا المنتدى
ونرحب بك ايها المبدع الكبير قارئا ذكيا ومحللا نزيها
ومبدعا قديرا واخا عزيزا

زاهية بنت البحر
31/01/2007, 11:02 AM
شعرت بالحزن على الصغير الذي سيتابع حياته دون والدته مع جدة ابيضت عينها..الأم حزينة منذ أن غادر الوالد وحزينة لأنهما اثنان (هي بحاجة لزوج لقتل الوحدة )وانتهت القصة بحزن الصغير لفقدان أمه وحزن لأنهما اثنان(هو بحاجة لأمه ) فهو وحيد رغم وجود الجدة ..ومابين حزن الأم وحزن الولد قصة حياة يمر بها الكثيرون من الصغار ولكنها مقدرة عليهم ولابد أن تترك في نفوسهم آثارًا من الحزن والجراح التي لاتندمل خاصة عند فقدان الأم الأمل الوحيد لهم في الحياة والصدر الأهم فيها بزواج آخر بعد رحيل الأب..قصة جميلة تعلمت منها جديدًا خاصة الرموز الموحية ..لك شكري وتقدير أخي المكرم حسام الدين نوالي..دمت مبدعًا ..
أختك
بنت البحر

حسام الدين نوالي
01/02/2007, 08:22 PM
ماذا نسمي هذا العمل الرائع الذي تتقنه ايها العزيز ؟
ونرحب بك ايها المبدع الكبير قارئا ذكيا ومحللا نزيها
ومبدعا قديرا واخا عزيزا

العزيزة صبيحة..
أملي أن أستحق بعضا من هذا الإطراء..
أشكرك كثيرا..
وليدم التواصل

حسام الدين نوالي
01/02/2007, 08:26 PM
شعرت بالحزن على الصغير الذي سيتابع حياته دون والدته مع جدة ابيضت عينها..الأم حزينة منذ أن غادر الوالد وحزينة لأنهما اثنان (هي بحاجة لزوج لقتل الوحدة )وانتهت القصة بحزن الصغير لفقدان أمه وحزن لأنهما اثنان(هو بحاجة لأمه ) فهو وحيد رغم وجود الجدة ..ومابين حزن الأم وحزن الولد قصة حياة يمر بها الكثيرون من الصغار ولكنها مقدرة عليهم ولابد أن تترك في نفوسهم آثارًا من الحزن والجراح التي لاتندمل خاصة عند فقدان الأم الأمل الوحيد لهم في الحياة والصدر الأهم فيها بزواج آخر بعد رحيل الأب..قصة جميلة تعلمت منها جديدًا خاصة الرموز الموحية ..لك شكري وتقدير أخي المكرم حسام الدين نوالي..دمت مبدعًا ..
أختك
بنت البحر

الأخت الفاضلة زاهية..
أفتخر بتواصلك مع النص، وأفتخر لأن النص استطاع أن يوصل الكثير مما أملته فيه..
دمت أختا و مبدعة..
مودتي

لبنى المانوزي
30/12/2007, 03:22 AM
الأخ الفاضل حسام الدين نوالي

قصة عميقة المضمون.وموفقة لغة وشكلا.عين سينمائية تتقن الالتقاط والتحليل انطلاقا من كل الزوايا

ممتنة لأنك جعلتني كقارئة أتخيل المشهد.وتفاعل الشخصيات .لك خالص اعجابي. المونولوج الداخلي لشخصية الطفل أدهشني .

تقبل أستاذي المبدع .انطباعي البسيط.

ولك وافر التقدير

لبنى المانوزي
30/12/2007, 03:22 AM
الأخ الفاضل حسام الدين نوالي

قصة عميقة المضمون.وموفقة لغة وشكلا.عين سينمائية تتقن الالتقاط والتحليل انطلاقا من كل الزوايا

ممتنة لأنك جعلتني كقارئة أتخيل المشهد.وتفاعل الشخصيات .لك خالص اعجابي. المونولوج الداخلي لشخصية الطفل أدهشني .

تقبل أستاذي المبدع .انطباعي البسيط.

ولك وافر التقدير

دكتور/ مخلص أمين رزق
30/12/2007, 05:29 AM
الأخ الفاضل الأستاذ/ حسام الدين نوالي

الآن لا أعرف لِمَ كرهت الرجل منذ رأيته، وكرهت ابتساماته المتكررة، ولِمَ كنت أضرب الحمار مع أنه كان مطيعا.. !
أجمل ما عبرت عنه هو تجسيد نفسية الطفل الذى يعتقد البعض بسذاجتها ؛ وحسه المرهف الذى لا يعرف المجاملة حتى وإن إبتسم له ذا الشاربين إبتسامة قد تخدع الكبار ولكن لم تخدع الطفل فهو برئ وليس ساذج كما يعتقد البعض.
دام قلمك يكشف زيف الكبار ويجسد نباهة الأطفال ورقة إحساسهم ؛؛؛ مخلص أمين

دكتور/ مخلص أمين رزق
30/12/2007, 05:29 AM
الأخ الفاضل الأستاذ/ حسام الدين نوالي

الآن لا أعرف لِمَ كرهت الرجل منذ رأيته، وكرهت ابتساماته المتكررة، ولِمَ كنت أضرب الحمار مع أنه كان مطيعا.. !
أجمل ما عبرت عنه هو تجسيد نفسية الطفل الذى يعتقد البعض بسذاجتها ؛ وحسه المرهف الذى لا يعرف المجاملة حتى وإن إبتسم له ذا الشاربين إبتسامة قد تخدع الكبار ولكن لم تخدع الطفل فهو برئ وليس ساذج كما يعتقد البعض.
دام قلمك يكشف زيف الكبار ويجسد نباهة الأطفال ورقة إحساسهم ؛؛؛ مخلص أمين

فايزة شرف الدين
30/12/2007, 12:28 PM
الأخ المبدع / حسام الدين نوالي
هذا النص ، المحمل بعبق الحقول ، والأسى الذي يكتنف الصبى ، عندما فارقته أمه ، يذكرني بأحد الأعمال الروائية للكاتب الروسي مكسيم جوركي " طفولتي" .. لقد اختزلت ما كتبته أنامل هذا العبقري ، وعن أحاسيسه عندما ، غادرته أمه ، وعاش مع جدته ، وأفكاره الطفولية البريئة ، في عدد قليل من الكلمات .. وكم هي بر اعة أن تختزل الأفكار في ثوب جديد ..
تمتعت بقراءة النص .. مع خالص تحياتي

فايزة شرف الدين
30/12/2007, 12:28 PM
الأخ المبدع / حسام الدين نوالي
هذا النص ، المحمل بعبق الحقول ، والأسى الذي يكتنف الصبى ، عندما فارقته أمه ، يذكرني بأحد الأعمال الروائية للكاتب الروسي مكسيم جوركي " طفولتي" .. لقد اختزلت ما كتبته أنامل هذا العبقري ، وعن أحاسيسه عندما ، غادرته أمه ، وعاش مع جدته ، وأفكاره الطفولية البريئة ، في عدد قليل من الكلمات .. وكم هي بر اعة أن تختزل الأفكار في ثوب جديد ..
تمتعت بقراءة النص .. مع خالص تحياتي

فيصل الزوايدي
30/12/2007, 01:22 PM
أخي حسام الدين النوالي .. دون مجاملات قصة رائعة .. بناؤها الدائري الذي تعيدنا النهاية فيه الى البداية .. اللغة جميلة دون فخامة و الواقع الذي ترسم مؤلم كما ينبغي لصغير و لكبير
دمت متألقا
مع المودة

فيصل الزوايدي
30/12/2007, 01:22 PM
أخي حسام الدين النوالي .. دون مجاملات قصة رائعة .. بناؤها الدائري الذي تعيدنا النهاية فيه الى البداية .. اللغة جميلة دون فخامة و الواقع الذي ترسم مؤلم كما ينبغي لصغير و لكبير
دمت متألقا
مع المودة

حنين حمودة
31/12/2007, 01:45 PM
قلمك رقيق في ألمه..
ووصفك مسترسل يحمل القارئ معه
الى عوالم سحيقة في اعماقه..

احب ان اقرأ قصصك اكثر من مرة،
وفي كل مرة يزيد عمق الاحساس
الذي يعتمل في نفسي ولا اعرف
كيف اصفه.
تقديري

انتصار عبد المنعم
31/12/2007, 07:12 PM
أستاذ حسام الدين
سلاسة الإسلوب المحمل بمشاعر الطفل المتوحد مع وحدته منذ الصغر أبهرني
لك كل تحية وتقدير

فهد الخليوي
07/01/2008, 09:55 AM
العنصر الحكائي في النص ليس جديدا ، نتيجة حدوثه المتكرر في الواقع المعاش بنسبة كبيرة في حياتنا الاجتماعية العربية ، حيث تضحي الكثيرات من الأمهات بسبب غياب الزوج(الأب) تحت أي ظرف بأطفالهن والإندفاع للبحث عن زوج جديد بحجة العفاف والحصانة ضد الإنحراف وترك الأطفال في معية جدة هرمة هي أحوج ما تكون للرعاية.
روعة النص برأيي تجلت بتدوين الفكرة بلغة مؤثرة وتقنية فنية حديثة تخلق الإحساس بالدهشة عند المتلقي.
حسام الدين نوالي..
أبدعت كثيرا وكثيرا.

حسام الدين نوالي
12/01/2008, 04:29 AM
الأخ الفاضل حسام الدين نوالي

قصة عميقة المضمون.وموفقة لغة وشكلا.عين سينمائية تتقن الالتقاط والتحليل انطلاقا من كل الزوايا

ممتنة لأنك جعلتني كقارئة أتخيل المشهد.وتفاعل الشخصيات .لك خالص اعجابي. المونولوج الداخلي لشخصية الطفل أدهشني .

تقبل أستاذي المبدع .انطباعي البسيط.

ولك وافر التقدير

الصديقة العزيزة لبنى
يسعدني كثيرا تواصلك مع هذا النص الذي تحدثنا عنه في لقاء "رقمي" ما،
وما أجمل اللحظة التي يقرأ فيها الكاتب نصوصه بأعين الآخرين..
لك مودتي

حسام الدين نوالي
12/01/2008, 04:33 AM
الأخ الفاضل الأستاذ/ حسام الدين نوالي

أجمل ما عبرت عنه هو تجسيد نفسية الطفل الذى يعتقد البعض بسذاجتها ؛ وحسه المرهف الذى لا يعرف المجاملة حتى وإن إبتسم له ذا الشاربين إبتسامة قد تخدع الكبار ولكن لم تخدع الطفل فهو برئ وليس ساذج كما يعتقد البعض.
دام قلمك يكشف زيف الكبار ويجسد نباهة الأطفال ورقة إحساسهم ؛؛؛ مخلص أمين

الفاضل مخلص أمين رزق
الحق أن الكتابة عن الطفل هي إيقاظ الطفل الذي يسكننا لمواصلة السير معه في دروب نسميها دروب الكبار..
وما أحوجنا على الدوام لنباهةالأطفال وحدوسهم ومسحة الجمال في عوالمهة..
لك مودتي

حسام الدين نوالي
12/01/2008, 04:39 AM
الأخ المبدع / حسام الدين نوالي
هذا النص ، المحمل بعبق الحقول ، والأسى الذي يكتنف الصبى ، عندما فارقته أمه ، يذكرني بأحد الأعمال الروائية للكاتب الروسي مكسيم جوركي " طفولتي" .. لقد اختزلت ما كتبته أنامل هذا العبقري ، وعن أحاسيسه عندما ، غادرته أمه ، وعاش مع جدته ، وأفكاره الطفولية البريئة ، في عدد قليل من الكلمات .. وكم هي بر اعة أن تختزل الأفكار في ثوب جديد ..
تمتعت بقراءة النص .. مع خالص تحياتي

الأخت المبدعة فايزة شرف الدين
شكرا لتوقيعك البهي،
وقراءتك تسعدني، وأحس أن ارتباطا كبيرا بالأدب الأجنبي يفوح من عدد من مداخلاتك
أشد على يدك محييا
وأشكرك
مودتي

حسام الدين نوالي
12/01/2008, 04:41 AM
أخي حسام الدين النوالي .. دون مجاملات قصة رائعة .. بناؤها الدائري الذي تعيدنا النهاية فيه الى البداية .. اللغة جميلة دون فخامة و الواقع الذي ترسم مؤلم كما ينبغي لصغير و لكبير
دمت متألقا
مع المودة

المبدع الأخ العزيز فيصل الزوايدي
يسعدني توقيعك،
ويسعدني تواصلك الجميل مع النص
آمل أن أوفق
لك مودتي أيها الطيب

حسام الدين نوالي
12/01/2008, 04:43 AM
قلمك رقيق في ألمه..
ووصفك مسترسل يحمل القارئ معه
الى عوالم سحيقة في اعماقه..

احب ان اقرأ قصصك اكثر من مرة،
وفي كل مرة يزيد عمق الاحساس
الذي يعتمل في نفسي ولا اعرف
كيف اصفه.
تقديري

الزميلة العزيزة حنين حمودة
تشعلين حوف النص ببهاء التوقيع
كل الشكر لك

مع المودة

حسام الدين نوالي
12/01/2008, 04:45 AM
أستاذ حسام الدين
سلاسة الإسلوب المحمل بمشاعر الطفل المتوحد مع وحدته منذ الصغر أبهرني
لك كل تحية وتقدير

الفاضلة انتصار عبد المنعم
بعد التحية الطيبة
شكرا للمرور والتوقيع
سعادتي كبيرة بشهاداتكم
مع المودة

حسام الدين نوالي
12/01/2008, 04:48 AM
العنصر الحكائي في النص ليس جديدا ، نتيجة حدوثه المتكرر في الواقع المعاش بنسبة كبيرة في حياتنا الاجتماعية العربية ، حيث تضحي الكثيرات من الأمهات بسبب غياب الزوج(الأب) تحت أي ظرف بأطفالهن والإندفاع للبحث عن زوج جديد بحجة العفاف والحصانة ضد الإنحراف وترك الأطفال في معية جدة هرمة هي أحوج ما تكون للرعاية.
روعة النص برأيي تجلت بتدوين الفكرة بلغة مؤثرة وتقنية فنية حديثة تخلق الإحساس بالدهشة عند المتلقي.
حسام الدين نوالي..
أبدعت كثيرا وكثيرا.

المبدع فهد الخليوي
قراءتك شهادة محترف في عالم السرد، يفصل العناصر ويقلبها بخبرة
يسعدني إعجابك بالنص من حيث بنائه
لك مودتي

غفران طحّان
12/01/2008, 10:00 PM
في غاية الجمال
ما خطّ قلمك هنا
سرد آسر ولغة في غاية الروعة
إلى مزيد من الجمال
أترك قلمك ينبض شوقاً
احترامي وتقديري

سماح شيط
13/01/2008, 05:09 PM
الاخ الكريم حسام الدين نوالي
تأثرت جدا وانا اقرا هذه القصة الجميلة
تقبل فائق احترام يوتقديري

سماح شيط
13/01/2008, 05:09 PM
الاخ الكريم حسام الدين نوالي
تأثرت جدا وانا اقرا هذه القصة الجميلة
تقبل فائق احترام يوتقديري

حسام الدين نوالي
27/01/2008, 04:41 PM
في غاية الجمال
ما خطّ قلمك هنا
سرد آسر ولغة في غاية الروعة
إلى مزيد من الجمال
أترك قلمك ينبض شوقاً
احترامي وتقديري

وآسر هذا الاطراء الجميل
يسعدني تواصلك مع النص
وآمل أن أوفق
مع مودتي

حسام الدين نوالي
27/01/2008, 04:41 PM
في غاية الجمال
ما خطّ قلمك هنا
سرد آسر ولغة في غاية الروعة
إلى مزيد من الجمال
أترك قلمك ينبض شوقاً
احترامي وتقديري

وآسر هذا الاطراء الجميل
يسعدني تواصلك مع النص
وآمل أن أوفق
مع مودتي

حسام الدين نوالي
27/01/2008, 04:43 PM
الاخ الكريم حسام الدين نوالي
تأثرت جدا وانا اقرا هذه القصة الجميلة
تقبل فائق احترام يوتقديري

الفاضل سماح شيط
وأنا أتأثر كثيرا لإعجابك بالنص
أشكر توقيعك...
لك مودتي

حسام الدين نوالي
27/01/2008, 04:43 PM
الاخ الكريم حسام الدين نوالي
تأثرت جدا وانا اقرا هذه القصة الجميلة
تقبل فائق احترام يوتقديري

الفاضل سماح شيط
وأنا أتأثر كثيرا لإعجابك بالنص
أشكر توقيعك...
لك مودتي

سماح شيط
27/01/2008, 06:19 PM
الاخ الكريم حسام انا اخت ولست اخ
تقبل تحياتي

سماح شيط
27/01/2008, 06:19 PM
الاخ الكريم حسام انا اخت ولست اخ
تقبل تحياتي

بديعة بنمراح
01/05/2008, 02:00 AM
الأخ المبدع حسام الدين
الأطفال هنا، إشارة لمستقبل غير آمن
يرعاه من لا يملك حتى أمر نفسه.
نصك شدني بقوة من حيث العمق و المبنى أيضا.
تحياتي و تقديري

بديعة بنمراح
01/05/2008, 02:00 AM
الأخ المبدع حسام الدين
الأطفال هنا، إشارة لمستقبل غير آمن
يرعاه من لا يملك حتى أمر نفسه.
نصك شدني بقوة من حيث العمق و المبنى أيضا.
تحياتي و تقديري

نزار ب. الزين
02/05/2008, 12:26 AM
الأخ المبدع حسام الدين نوالي
ألا ما أشق اليتم على طفل
و ما أقبح الخيبة حين يكتشف انحراف أمه
و ما أصعب أن تغادره إلى غير رجعة
ليبقى مع عجوز على وشك الرحيل
من ألم إلى ألم و من شقاء إلى شقاء
أفلحت في تصويره بأسلوب سلس مشوق
دمت و دام إبداعك
نزار

نزار ب. الزين
02/05/2008, 12:26 AM
الأخ المبدع حسام الدين نوالي
ألا ما أشق اليتم على طفل
و ما أقبح الخيبة حين يكتشف انحراف أمه
و ما أصعب أن تغادره إلى غير رجعة
ليبقى مع عجوز على وشك الرحيل
من ألم إلى ألم و من شقاء إلى شقاء
أفلحت في تصويره بأسلوب سلس مشوق
دمت و دام إبداعك
نزار

ابراهيم ابويه
02/05/2008, 04:29 AM
الاخ حسام الدين...
استغل مناسبة مروري من صفحتك لاسلم عليك متمنيا ان تكون احسن حالا هناك ...
نصك يختزل مصير الانسان المقهور في كل نقطة من هذه الارض ،يقدم لنا كل شخصية كاشكالية اجتماعية منفصلة عن الاخرى،يجمعها عالم الفقر والرذيلة والتمزق والوحدة ثم الاندثار...التفكير الطفولي زاد السرد بهاء وصدقا وتماسكا منطقيا ،قاستطعت بقدرتك الذكية على اقتحام هذا العالم الطفولي الذي ينظر للاحداث والوقائع من زاوية لن نستطيع التعبير عنها الا اذا حفرنا في عمق الذاكرة...
لا اريد ان التزم بالقوالب النقدية حتى اقتحم كنه النص السردي الذي بين ايدينا ،فانا اعلم ان الكتابة هي توليد للدلالات والافكار داخل سياق اللغة التي تعتبر السجن النهائي للمعنى ،لذلك فان العمل الادبي كيفما كانت جودته ،يبقى نصا لغويا قابلا للتاويل وفق السياقات الذرائعية التي انتجته،وضعف النص او قوته ،في نظري ،كامن في اللغة وهي تعمل داخل الحكاية لتؤسس معنى جديدا قادرا على اختزال المفاهيم الكونية التي تلتقي فيها جل الحضارات الانسانية ،والتي تعكس القيم الكونية انطلاقا من مقامات وسياقات محددة تدخل ضمن العمل الابداعي بصفة عامة.
ما استفزني في هذا النص هو تعاقب الاحداث ورؤية الكاتب لما يجري حوله من تغيرات .فانطلاقه من ثنائية المغيب وثنائية المصير (مصير الام ومصير الطفل) ،جعل السرد يتجه الى عوالم نفسية متضاربة بين الخير والشر.فالام كمصدر للخير تحمل بذور الشر بسلوكها اللا اخلاقي مع صاحب الحمار ،والجدة التي تعلم ان ابنتها تناضل من اجل لقمة العيش ،لا تستطيع الافصاح عن مشاعرها لانها امام خيار صعب.
لن اطيل في تحليل الظواهر اللغوية او الفنية او القيم الجمالية التي تزين النص لاني اعلم ان الاستاذ نوالي حريص على اللغة ومهتم بالبنية المنطقية للحكي.
تحيتي.

ابراهيم ابويه
02/05/2008, 04:29 AM
الاخ حسام الدين...
استغل مناسبة مروري من صفحتك لاسلم عليك متمنيا ان تكون احسن حالا هناك ...
نصك يختزل مصير الانسان المقهور في كل نقطة من هذه الارض ،يقدم لنا كل شخصية كاشكالية اجتماعية منفصلة عن الاخرى،يجمعها عالم الفقر والرذيلة والتمزق والوحدة ثم الاندثار...التفكير الطفولي زاد السرد بهاء وصدقا وتماسكا منطقيا ،قاستطعت بقدرتك الذكية على اقتحام هذا العالم الطفولي الذي ينظر للاحداث والوقائع من زاوية لن نستطيع التعبير عنها الا اذا حفرنا في عمق الذاكرة...
لا اريد ان التزم بالقوالب النقدية حتى اقتحم كنه النص السردي الذي بين ايدينا ،فانا اعلم ان الكتابة هي توليد للدلالات والافكار داخل سياق اللغة التي تعتبر السجن النهائي للمعنى ،لذلك فان العمل الادبي كيفما كانت جودته ،يبقى نصا لغويا قابلا للتاويل وفق السياقات الذرائعية التي انتجته،وضعف النص او قوته ،في نظري ،كامن في اللغة وهي تعمل داخل الحكاية لتؤسس معنى جديدا قادرا على اختزال المفاهيم الكونية التي تلتقي فيها جل الحضارات الانسانية ،والتي تعكس القيم الكونية انطلاقا من مقامات وسياقات محددة تدخل ضمن العمل الابداعي بصفة عامة.
ما استفزني في هذا النص هو تعاقب الاحداث ورؤية الكاتب لما يجري حوله من تغيرات .فانطلاقه من ثنائية المغيب وثنائية المصير (مصير الام ومصير الطفل) ،جعل السرد يتجه الى عوالم نفسية متضاربة بين الخير والشر.فالام كمصدر للخير تحمل بذور الشر بسلوكها اللا اخلاقي مع صاحب الحمار ،والجدة التي تعلم ان ابنتها تناضل من اجل لقمة العيش ،لا تستطيع الافصاح عن مشاعرها لانها امام خيار صعب.
لن اطيل في تحليل الظواهر اللغوية او الفنية او القيم الجمالية التي تزين النص لاني اعلم ان الاستاذ نوالي حريص على اللغة ومهتم بالبنية المنطقية للحكي.
تحيتي.

حسام الدين نوالي
22/10/2008, 03:00 PM
الاخ الكريم حسام انا اخت ولست اخ
تقبل تحياتي

الفاضلة سماح..
أعذريني.. وتشرقتُ بمعرفتك
مودتي

حسام الدين نوالي
22/10/2008, 03:02 PM
الأخ المبدع حسام الدين
الأطفال هنا، إشارة لمستقبل غير آمن
يرعاه من لا يملك حتى أمر نفسه.
نصك شدني بقوة من حيث العمق و المبنى أيضا.
تحياتي و تقديري

الفاضلة بديعة..
الأطفال أيضا إشارة للآن في في وضعه الغض..
ملاحظاتك تشجعني
مودتي

حسام الدين نوالي
22/10/2008, 03:06 PM
الأخ المبدع حسام الدين نوالي
ألا ما أشق اليتم على طفل
و ما أقبح الخيبة حين يكتشف انحراف أمه
و ما أصعب أن تغادره إلى غير رجعة
ليبقى مع عجوز على وشك الرحيل
من ألم إلى ألم و من شقاء إلى شقاء
أفلحت في تصويره بأسلوب سلس مشوق
دمت و دام إبداعك
نزار

الفاضل نزار ب الزين
هي حكاية انفصال العالم،
ألم نعد نعيش جزرا لا تتواصل..؟
ألم يعد الحاضر المفتلذ من الماضي يعيش غربته عن السلف؟
أشكر تواصلك مع النص..
لك كل الحب

حسام الدين نوالي
22/10/2008, 03:13 PM
الاخ حسام الدين...
استغل مناسبة مروري من صفحتك لاسلم عليك متمنيا ان تكون احسن حالا هناك ...
نصك يختزل مصير الانسان المقهور في كل نقطة من هذه الارض ،يقدم لنا كل شخصية كاشكالية اجتماعية منفصلة عن الاخرى،يجمعها عالم الفقر والرذيلة والتمزق والوحدة ثم الاندثار...
.....
ما استفزني في هذا النص هو تعاقب الاحداث ورؤية الكاتب لما يجري حوله من تغيرات .فانطلاقه من ثنائية المغيب وثنائية المصير (مصير الام ومصير الطفل) ،جعل السرد يتجه الى عوالم نفسية متضاربة بين الخير والشر.فالام كمصدر للخير تحمل بذور الشر بسلوكها اللا اخلاقي مع صاحب الحمار ،والجدة التي تعلم ان ابنتها تناضل من اجل لقمة العيش ،لا تستطيع الافصاح عن مشاعرها لانها امام خيار صعب.

تحيتي.

الفاضل العزيز ابراهيم
سلامك وصل.. وأبادلك التحية بحرارة..
وأعلن أن الفقرة ال,لى تواصل جيد مع ما كنت أنوي تضمينه داخل النص..
وإذ أقرأ مداخلتك العميقة أطمئن أخيرا أن فكرة النص وصلت، حكاية التمزق التي صرنا نعيشها داخل عوالمنا بكل المستويات هي حكاية الخيط الذي انقطع بين الماضي والحاضر من جهة، وبين الموقف والاعلان عنه من جهة أخرى...
والحكاية طويلة.. ومريرة
لك مودتي

محمد فائق البرغوثي
10/12/2008, 09:53 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، مرحبا استاذ حسام

كل عام وأنتم بخير

قصة جميلة ورائعة ، اسمح لي بهذه المداخلة ،،


أريد أقتصر الحديث هنا عن نقطة الارتكاز والاشراق في القصة وأظنه هنا الحلم :

لو أطلنا النظر في حلم الطفل وحللناه تحليلا دقيقا لتجلت لنا القصة كاملة ماثلة أمامنا ، لقد كانت القصة بأحداثها تفسيرا واقعيا لهذا الحلم ، لقد استشرف الطفل في حلمه ماستؤول اليه حياته ، فقد كان باعثه على هذا الحلم هو شعوره بالخوف واحساسه بأن هنالك خطرا ما يحيط به وبضمير الجمع الذي يربطهم : هو وأمه وجدته،ربما لا يعرف كنه هذا الخطر لكنه حتما يشعر به ويعلمه في عقله الباطن ، لذا فالعقل الباطن عادة ما يلجأ الى الرموز ليعبر عن مصادر الخوف غير المفهوم ، واليكم محاولة في تفسير رموز وعناصر هذا الحلم ::

( مرّة حلمت أن جِراء صغيرة تخرج من محفظتي وتحيط بأمي – الجالسة على برميل صغير- مشكّلة حولها دائرة، وكانت أمي ترشها بالحليب، وأنا أضحك كثيرا... وحين استيقظت كنت قد تبولت في الفراش.. ولم تكن أمي في البيت، فاعتنت بي جدتي. )
الجراء الصغيرة التي أحاطت بأمه تمثل مطامع الرجال الغرباء بها وبجسدها والتي تلاحقها في كل مكان وأينما اتجهلت وتشكل بالتالي دائرة مغلقة حولها لا مهرب منها ، ربما لأن عينيها كانت تفضحها وتشي بكبتها الجنسي ، ومن الملاحظ أن السارد(الطفل) لم يقل ذئاب أو كلاب واكتفى بجراء تصغيرا للمسألة ليبين أن أمه لم تكن ضحية ذئاب بشرية اغتصبوها عن كره ، وانما برضا ورغبة منها وسرور ودليل ذلك قول الكاتب ( وكانت أمي ترشها بالحليب ) وكلنا نعلم ما تعنيه كلمة حليب من دلالات جنسية ، اذن فهو استطاع أن يرى ما في نظرات أمه من قبول وتبادل نظرات الاعجاب بعينين زانيتين ، لكنني استوقفني هنا أن الجراء كانت تخرج من محفظة الطفل ، وكأن الطفل هنا يحمل نفسه مسؤولية و تبعة ماحدث ، وما سيحدث لامه ، فهو بعد رحيل والده اعتبر نفسه رجل البيت وهو المكلف بحماية والدته والحفاظ عليها ، وهناك اشارة أخرى في النص الى حس المسؤولية لديه وهي ( مرة اصطحبتُ أمي للحقول حيث الشغل وحيث تغيب ) فالطفل هنا يقول انه هو من اصطحب أمه وهي التي كانت بمعيته ، ولو كان لا يشعر بالمسؤوليته تجاه امه لقال مثلما يقول الأطفال الصفار : اصطحبتني أمي ، مع العلم أنه رغم احساسه بالمسؤوليه لكنه يجهل ماهيتها فهو لايزال – بحكم سنه – طفلا ضحل التفكير ساذج ، وإلا لما قادها وسلمها إلى ذي الشاربين .

يتابع الطفل حلمه ويقول ( وانا أضحك كثيرا ) ، وهو بالفعل كان ساذجا غبيا لم ينتبه الى ان أمه تبيع جسدها ، ركب الحمار الى شجرة الصفصاف سبعة أشواط ،كان مطيعا ونفذ ما طلب منه دون وعي لحقيقة ما يجري ، وأنا أضحك كثيرا .. عبارة يدين فيها السارد سذاجته الطفوليه وكأنه يقول : ما أتفهني .. الذئاب تحيط امي وانا أقف هنا أضحك كالأبله .. إدانة وجلد للذات وتأنيب ضمير ..

( وحين استيقظت كنت قد تبولت في الفراش ولم تكن امي في البيت فاعتنت بي جدتي ) هذا المقطع ليس من الحلم وانما ما حدث له بعد أن أفاق من نومه ، وهنا يسخر السارد من نفسه صغيرا ، يقول عندما صحوت على حقيقة ما تفعله امي ( كنت قد تبولت على الفراش ) أي كان الوقت متأخرا جدا، صحوت بعد فوات الأوان صحوت على خيبتي الكبيرة : أمي رحلت وبقيت وحدي مع جدتي .. وحيدين .. وهذا ما حدث بالفعل ..


أشعر هنا ان هذا الحلم ليس حقيقا ، لأن أحداثه وقعت كاملة بالفعل ، وهذا لا يمكن حدوثه ، خاصة اذا علمنا ان الحالم هو طفل صغير لا يرقى عقله الباطن الى استقراء كل هذه الأحداث بهذه الدقة المتناهية ..
أظن أن هذا المقطع ( الحلم ) كان شبيها بمنمنمات أصداء السيرة لنجيب محفوظ ، استعان بالرموز بدلالاتها المتشظية ليخفي مشهدا لا يتحمل الخوض بدقيق تفاصيله لذكراها السيئة ، أي انه لم يكن حلما طفوليا بمقدار ما كان مشهدا متواريا لذاكرة حية من سارد واع ، لكنه ( السارد ) سرعان ما رأى أن هذا الحلم ( المقطع ) لا يشبع مشاعره فسارع برواية تفاصيله .. وتفسيره .


مودتي العطرة ،،

إبتسام إبراهيم تريسي
13/12/2008, 08:14 PM
تحياتي أخي حسام ...
قصة جميلة ومؤثرة .
دمت بخير وإبداع دائم . :fl: