وجهة نظر في النسب (( نفسي ام نفساني ))

[تميم فخري الدباغ]

السلام عليكم
هذه المقالة نشرت في مجلة المجمع العلمي العراقي ج 4 - المجلد 33 - سنة 1982 ،ويبدأ فيها الدكتور الدباغ بالقول (( أستميح أساتذتي اللغويين عذرا ان اقحمت نفسي في مغامرة الحديث والنقاش في موضوع يتعلق بالنسب والنسبة وفي اصطلاح محدد الذات يهمني لانه من متعلقات ولوازم مهنتي كطبيب نفساني ،ولاأدعي انني من المتمكنين في اللغة العربية بل من الطموحين الساعين الى الالمام بطرف منها يتيح لي الابحار والتنقل بأمان وسلامة نسبية لاتثير الغضب أو النقد أو الانتقاص من صحة استخدامها )) .

المقال كاملا على الرابط
http://www.arabswata.org/forums/uploaded/259_1170067634.pdf

[منذر أبو هواش]

نفسي أم نفساني
لقد أصاب المرحوم الدكتور فخري الدباغ حينما طرح هذه المسألة، ومع إنه طرح الموضوع من زاوية أخرى مدعومة بمبرراته وبرؤيته الشخصية إلا أنه كان مصيبا في رأيه وتحيزه إلى لفظة (نفساني) التي كانت ترتاح إليها فطرته وسليقته اللغوية، الأمر الذي كان يدفعه إلى تفضيلها على لفظة (نفسي)، وكان يدفعه أيضا إلى المدافعة عن هذا الرأي بهذه المخطوطة التي تركها لنا يرحمه الله.

لا شك أن الطريقة المثلى للتأكد من أصالة الألفاظ العربية وسلامتها تكون بالرجوع إلى ما كتبه السلف، وبالبحث في المراجع القديمة عن تلك الألفاظ، فإن وجدت وتبين أنها مستخدمة من قبل الأوائل، فهذا يكفي سببا للأخذ بها، والإصرار على استخدامها، وتفضيلها على غيرها من البدائل المستخدمة في وقتنا الراهن.

ورغم محدودية الوقت والإمكانيات الضرورية للبحث والتنقيب إلا أنني تبينت بعد بحث سريع أن لفظة (نفساني) كانت هي المستخدمة في بعض المراجع القديمة بهذا المعنى، وأن لفظة (نفسي) حين ورودها كانت ترد بمعاني أخرى تطرق إليها المرحوم الدباغ بشيء من التفصيل.

جاء في كتاب طوق الحمامة لابن حزم قوله:

"ولا يعرض في شيء من هذه الأجناس المذكورة، من شغل البال والخبل والوسواس وتبدل الغرائز المركبة واستحالة السجايا المطبوعة والنحول والزفير وسائر دلائل الشجا ما يعرض في العشق، فصح بذاك أنه استحسان روحاني وامتزاج نفساني."

وجاء أيضا في نفس الكتاب أيضا قول ابن حزم:

"وأما ما يقع من أول وهلة ببعض أعراض الاستحسان الجسدي، واستطراف البصر الذي لا يجاوز الألوان، فهذا سرَّ الشهوة ومعناها على الحقيقة فإذا غلبت الشهوة وتجاوزت هذا الحد ووافق الفصل اتصال نفساني تشترك فيه الطبائع مع النفس يسمى عشقاً."

كما جاء في أمراض القلوب لابن تيمية قوله:

" وأما مرض الشهوة والعشق فهو حب النفس لما يضرها وقد يقترن به بغضها لما ينفعها والعشق مرض نفساني وإذا قوي أثر في البدن فصار مرضا في الجسم إما من أمراض الدماغ كالماليخوليا ولذلك قيل فيه هو مرض وسواسي شبيه بالماليخوليا "

وأعتقد باحتمال ورود هذا المصطلح في مراجع عربية قديمة أخرى، وخاصة كتب ابن سيناء.

ودمتم،

منذر أبو هواش

[تميم فخري الدباغ]

السلام عليكم
الاستاذ الكبير منذر ابو هواش المحترم
شكرا على تعليقكم الجميل على الموضوع ،والحقيقة ان اكثر مايسعدني في نشر هذا الارث الادبي هو ان اعرف اراء الاخرين بامور كتبت قبل 20 الى 30 سنة مضت وماهي وجهة نظر مثقفي القرن الواحد والعشرين بما كتب انذاك .ومايسعدني اكثر هو ان ارى ان هذه الكتابات تجد صدى عند الاغلبية على الرغم من الردود والتعليقات القليلة ولكننا نعلم ان هذه مشكلة طالما تحدث عنها عملاقنا واستاذنا عامر العظم وطالما تحدث عنها الاخرين ممن يعانون من نفس المشكلة .
فشكرا مرة اخرى .