قصص قصيرة جدا

[خالد ساحلي]

طباخ بأيدي ضحاياه

دائما يسافر ليلا طلبا للرزق ، المسالك التي يقطعها مهلكة أحيانا عصابات الإجرام تقتل كل من تصادف في طريقها أو تبتزه ، إن وجدت الضحية ذو بنية قوية إما أخذته خادما أو نزعت منه أعضائه الداخلية لبيعها ، قال له صديقه : العيش مقيّد و لما المخاطرة ؟ نظر إليه و هو يتهيأ للسفر : الموت واحد ولما الوجل ؟ لم يراه من حينها لما أستتب الأمن ، كان دائما يقرأ في الجرائد اعترافات سفاكي الدماء و عصابات الإجرام أنهم كانوا طباخين أو نقالة ماء.
حصة تدريبية

في كل حصة تدريبية يرفع أثقالا يكابد مشقة التدريب و التعب ، لذة ما بعدها لذة تخالط روحه خفة تجعله كعصفور طربا ، لا يكاد يشعر بوزنه ، كانت له فلسفة خاصة حتى في ممارسة الرياضة ، حين يزداد وزن الأثقال يتساءل دائما : كم وزن الأمانة التي أبت السماء و الجبال على حملها؟ لمّا دخل المكتب أعطى المدير ورقة استقالة أكفهر وجه المسئول ، لكن الرياضي فسخها بروح رياضية : الأمانة يا أخي تعني أن أبات في داري لا يفسد حياتي أحد و لا أفسد حياة أحد.
خـــــــرّاد
كان يفتح بالة السراويل القديمة دائما في السوق ، اعتاد على شم رائحة الثياب الرثة القديمة ذات الماركة العالمية ، تحديدة بالمكواة تصبح جديدة ، ذاك اليوم كان ينتقي عدد من السراويل ، أثناء ذلك كان يفتش الجيوب ، عثر على ورقة نقدية و قصاصة مكتوب عليها اسم صاحبها الرومي و رقم هاتفه ، لم يخطر على باله أن الجيوب أحيانا إن فتشت قد تعطي نقودا ، وضع الورقة النقدية بجيبه فاجئه بائع الكتب كان قبالته ينظر إليه ويراقب حركاته ... ثم بدأ بفتح الكتب القديمة.