المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كيف تتعامل مع برامج العنف بداخلك



أحمد العربي بوعبدالله
25/09/2009, 07:42 PM
:mh78:بقلم أ.أحمد بوعبدالله



من أجل كيان داخلي زكي



كيف تتعامل
مع برامج العنف بداخلك؟




توجد منطقة في داخل الإنسان هي مكمن حظ الشيطان منه وهي مكان وسوسته يدل عليها قوله تعالى:(الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس), وهي المكان الذي توضع فيه برامجه العليا لتحريك طاقات (العنف والشهوة والشبهة).وفي حادثة شق الصدر الشهيرة دلالة قوية على ما نقول فقد روى مسلم من حديث أنس رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يلعب مع الغلمان فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب فاستخرج منه علقة, فقال هذا حظ الشيطان منك, ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم, ثم لأمه, ثم أعاده إلى مكانه".
حبي القوي العظيم وصلاة الله مع التسليم على من شرح الله صدره ووضع عن وزره ورفع له ذكره في الملأ الأعلى وفي اللوح المحفوظ وفي الوجود كله حين قرن اسمه باسم الله تعالى في الأذان وفي التشهد إلى يوم الدين.


بيت القصيد
والقصد – يا صاحبي- أن برامج العنف الداخلي تحتاج إلى مهارة للتعامل معها, لأنها موجودة حتما بحكم وجود هذه العلقة (الملف الذي توضع فيه برامج الشر والمعصية) وبحكم خرطوم الوسوسة (الصوت الخفي)الجاثم على قلب ابن آدم كما جاء في الحديث: (إن الشيطان جاثم على قلب ابن آدم فإذا ذكر الله خنس -تراجع واختفى- وإذا غفل وسوس) وبحكم أهواء النفس ونزعاتها ومخاوفها أيضا.
هل لاحظت- يا صديقي – أننا أحيانا نشعر وكأن طاغية ظالما (نمرودا ذاتيا) يسكن داخلنا يدفعنا إلى العنف والطغيان والتمرد؟ وهل شعرت مثلما أشعر أنا أحيانا أن شيطانا مريدا يقبع داخلنا وينزع بنا إلى المعصية ويزينها لنا إلى الحد الذي يجعلنا نتهافت عليها رغم علمنا المسبق بأن فيها هلاكنا؟
العلاقة بين المؤثر والأثر
إن برامج العنف الداخلية (قناعات, أفكار, قيم, أحاسيس انفعالية) تصنع واقعا بئيسا ومعاناة مفروضة على المستوى الشخصي وعلى المحيط والبيئة والمجتمع فهي بمثابة أجزاء رئيسة مكونة لواقع محتوم لأنها علاقة بين سبب ونتيجة (مؤثر وأثر) ومن هنا تأتي ضرورة معالجتها والتعامل البصير معها.
فإنك حينما تستاء من شيء ما الآن تأتي ثمرته حادث غير سار في المستقبل.



كن معالجا بصيرا
فالوعي الباطني(عمق الإنسان) مثل الماء تماما إذا كان عمقه متوترا فلن تشاهد فيه إلا العكر والأوساخ,أما عندما يكون هادئا ومستقرا في أعماقه فستنعكس على صفحاته زرقة السماء وغيومها البيضاء كما يمكنك أن تمتع ناظريك بصورتك الحقيقية.
والتعامل البصير يعني تهدئة الوعي حتي ترى الأشياء على حقيقتها
وتبصر دربك المستقيم في الحياة وتتأمل أحداث الحياة تدور بتدبير خبير عليم وأيامها دول من تصريف عزيز حكيم وفق علم وحكمة وقصد ورحمة وغاية ولطف.
ونتعلم مهارة معالجة برامج العنف بداخلنا من أجل:
1)- الشفافية الروحية والبصيرة والحكمة.
2)- زيادة الإيمان وتمامه وكماله وحلاوته.
3)- الاتزان الشخصي.
4)- عافيتنا النفسية والذهنية.
5)- فعاليتنا في الحياة.
6)- تقوية جهاز المناعة وفوائد جسمية جمة.
فإذا كانت هذه البرامج التدميرية النشطة في قنواتنا الذهنية والمغطية شعوريا وانفعاليا لمساحات واسعة من حقولنا النفسية على هذه الدرجة من الخطورة فكيف نتعامل معها برأيك ؟
سنقتصر على ثلاثة برامج وهي كافية للتأصيل والتمثيل:
برنامج الشعور بالظلم والاضطهاد
أقترح عليك –عزيزي القارئ- أن تتوقف فورا عن اضطهاد نفسك وظلمها لأن الله حرم عليك ذلك هذه واحدة والثانية أنك حينما تشعر أنك مضطهد من قبل الآخرين ستقدم نفسك لهم في صورة في صورة ضحية تغري جلاديها وتجذبهم إلى اضطهادها.
أريدك أن تتأكد أنك عندما تتوقف عن تنمية مشاعر الظلم بداخلك وتتوقف عن اضطهاد نفسك فإنك بذلك تصرف رغبات الآخرين عن اضطهادك وستضمحل بداخلك قوة الشر التدميرية (السخط والحقد والكراهية والرغبة بالانتقام) وتفتح لذهنك آفاقا أوسع للتفاعل الجيد مع ما حولك.
هل سمعت عن ذاك الأسير الذي قضى سنوات عديدة من سجنه في زنزانة لا تزيد عن ثلاثة أمتار مربعة دون أن يخسر شيئا من عافيته النفسية بل خرج من حبسه موفور اللياقة, فلما سئل عن السرّ في ذلك أجاب: السرّ في ذلك أنني لم أتوقف عن الشعور بأنني حرّ وكنت أتشبث بكل ما هو حي ولم أتشبث بما هو ميت وكنت أتحرك داخليا باتجاه الحياة والنمو والتطور...)




وقد فهمت مغزى القصة فإنك لن تهتم بعد الآن بقوة الحدث واتجاهه بقدر ما تهتم بقوة اتزانك (فكرا وجسدا) ومركز ارتكازك وتزودك بالمرونة التي تجعلك تستجيب لقوة الدفع بهدوء لتعاود الحفاظ على ثباتك واستقامتك من جديد بسلاسة وتلقائية.
فإذا وعيت هذا فإنني أسوق إليك هذا التمرين اللطيف الخفيف لمسح آثار الشعور بالاضطهاد إذا مارسته يوميا:
1)- قف منتصبا وباعد بين قدميك حتى يتوازيا مع كتفيك ومد يديك وكأنك تحمل العلم الوطني مع لي خفيف للكوعين والراحتين باتجاه الصدر, اجعل تركيزك الذهني في جوف بطنك.
2)- تصور أنك ترسم دوائر على سقف خيالي بواسطة قلم ينفذ من قمة رأسك (تسع دوائر باتجاه اليمين ثم تسع أخريات باتجاه اليسار).
3)- ردد التأكيد اللفظي التالي بنبرة واثقة:(إنني أتحرر الآن من الشعور بالظلم إنني أتحرر من هذا الضغط الظالم الذي يخنق تعبيري الحر إنني أتحرر تماما بفضل الله).
4)- خذ نفسا عميقا وجمع طاقة الشعور بالظلم في صدرك على شكل كرة صغيرة ثم ازفرها مع الهواء بكل قوة وأنت تقول: هااااااها.
ملاحظة:إذا لم تستطع القيام بهذا التمرين يمكنك تخيله.
برنامج التهميش
عندما تشعر بأنك تعيش على هامش الحياة ستصبح قطعا مهمشا في دنيا الناس وأحداثها (هذا قانون كوني) وستنفتح عليك عدة شرور: 1)- السخط على ذاتك وعلى وضعك الحالي 2)- الشعور بأنك سهلا هزيلا تدوسك عجلات الظروف ولا تكترث لأمرك 3)- الشعور بأنك أصبحت كليل الإدراك وبليد المشاعر 4)- وستعاني من ضعف الذاكرة.
وخير لك من أن تنعزل فيمر الحدث بعيدا عنك, أن تقتحم قلب الحدث و تتفاعل معه حتى تجذب إليك أفئدة الناس وتنتزع إعجابهم فالطبيعة لا تنتظم إلا العناصر الصلبة فلا تكن عنصرا هشا والناس لا ينتبهون إلا للمؤثر القوي ولا يعجبون إلا للمختلف المتميز(بحكم طبيعة المخ البشري).
فإذا بدت لك حياتك الحالية باهتة ومملة قارنها على الفور بحياة من هم دونك ستبدو لك في غاية الروعة والمسرّة وستشكر الله عليها.
ويرتبط الشعور بالتهميش عضويا بطاقة الطحال عندما تكون ضعيفة وكذلك الشعور بخيبة الأمل,وإنما تقوى الطاقة الحيوية للطحال عندما تتشبع بالرضا عن الذات والشعور بأنك في قلب الحدث على الطريق الصحيح (حتى ولو لم تحقق أهدافك)
برنامج الحسد
أي منا قد يشعر بالحسد أو الغيرة اتجاه شخص ما يختص بنعمة من نعم الله دوننا فكيف ينبغي لنا –برأيك- أن نتعامل مع هذا البرنامج؟
منذ قرون خلت فرق علماؤنا (علماء السلوك) بين الحسد والغبطة وقالوا أن الغبطة فضيلة محمودة لأنها تنطوي على فرح وسرور بنجاح الغير ونيلهم للنعم مع تمني حصول ذلك لك أما الحسد فهو رذيلة مذمومة لأنه ينطوي على كراهية حصول الخير للناس وتميزهم دوننا بالنعم مع تمني زوال ذلك عنهم.
ولا يخفى على أحد أن الحسد برنامج تدميري هدام يدمر الذات قبل أن يدمر الآخرين ولله درّ خامس الخلفاء الراشدين حينما قال:
لله درّ الحسد ما أعدله.... بدأ بصاحبه فقتله.
وحتى تتجنب استفحال الحسد بداخلك عليك أن تتبنى هذه القناعات وتغرسها بقوة في وعيك الباطني:
1)- أن الله تعالى غني كريم وأن هذا الكون فيه وفرة وأن خزائن السموات والأرض لا تنفذ.
2)- أن الله تعالى يجود على السائلين بعطاياه السخية.
3)- خير وسيلة لنيل النعم أن تفرح للآخرين حينما ينعم الله تعالى عليهم.
4)- أن الحسد خلل نفسي يمحق البركة في النفس والأهل والمال والولد.
عزيزي القارئ هذه ثلاثة برامج من برامج العنف الداخلي وكيفية التعامل معها وتصريفها ولبقية البرامج (الخوف و الرهاب والحقد والوساس القهري والاستياء والحسرة وغيرها ) لا تتردد في التواصل معنا كعادتك ودأبك على بريدنا الإليكتروني:
ahmedelmohib@yahoo.fr

قميتي بدرالدين
25/09/2009, 10:10 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
برامج جد فعالة وفيها نفع كثير نسال الله العافية من امراض القلوب وما يترتب عليها من تبعات
وفي الحديث «إن القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد وجلاؤها كثرة تلاوة كتاب الله تعالى وكثرة الذكر لله عز وجل» رواه ابن شاهين في الترغيب في الذكر وفي الحديث: «إن العبد إذا أذنب ذنبًا كانت نكتة سوداء في قلبه فإن هو تاب ونزع صقل قلبه فإن عاد عادت حتى يسود قلبه فذلك الران "
قال النبي «ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» رواه البخاري ومسلم
ومن امراض القلوب واشدها الحسد
علينا ان نؤمن بمبدأالوفرة وان هاته الحياة مليئة بالهدايا والعطايا الربانية وهب الله سبحانه وتعالى للانسان ولو اطلع البشر في اللوح المحفوظ لرضي كل واحد منهم بما قسمه الله له
بارك الله فيك اخي احمد
تحية صافية من قلب سليم