عارف الدوش
26/09/2009, 09:08 AM
الجغرافيا الملغمة
http://www.wata.cc/forums/imgcache/11911.imgcache.jpg
عارف الدوش
في أول سطر من سفر إبتداء الحنين أليك أعترف بأني مشنوقاً منذ سنين على بوابة الإبتداء ،وأقر أن طغيان طيفك المعبأ بالحنين يملاء فضاء روحي بهجة وسعادة وأصير طيراً يطارد طيفك يشتاق الى شم عبيرك الأنوثي، أصبح في لحظات الإشتياق والإشتهاء معاً مأسوراً من شدة تأثيرك وأستسلم لطغيان طيفك لساعات طويلة ما أروعه طيفاً يسامرني في وحدتي وغربتي القاسية، وما أروعه حانياً علي يطبرني كلحن شجي يعطر أوقاتي بأريج الروح وأكسير التجدد.
وعند بوابة الابتداء الى الحنين واللوعة تصيرين قافية عصية على الإكتمال وموسيقى لمقطع شعري وتفعيلات غير مكتملة أو غير مختمرة في الوجدان ، حينها تتحولين الى فكرة غير جاهزة للإنطلاق في سفح أوراق بيضاء أوزرقاء أو بنفسجية لا فرق بينها سوى أنك حروف نافرة تتطاير مبعثرة هنا وهناك .
وحين أقلب صفحات سفر إبتداء الحنين أكون أنا المشنوق على مقصلة اللوعة والإشتياق، ما أشقاني أنا المعذب في حضور طغيان طيفك وما أسعدني في الوقت نفسه وأنا أتهجا أول الحروف في كشكول ذكرياتي معك مذ بدأت أحبو في مروجك الخضراء وأتعلم الخطو في حديقتك المملؤة بمزهريات الورد .
ربما تدركين ذات يوم أني مذ دخلت بحرك وأنا أحاول تطبيع علاقاتي مع خارطة جغرافيتك لكني كلما قطعت شوطاً في التطبيع أجد أنها عصية تقاوم محاولاتي وتغتال كل مبادراتي .
كلما حاولت الإقتراب من حدودك المسيجة بالأسلاك الشائكة والحواجز الإسمنية والأعمدة المكهربة أجدني في مرمي الإغتيال فأعود ثانية الى صحرائي أفتش في جيوب القلب وأخاديد الذاكرة عن قرار شجاع بالإقتحام عندها فقط يصبح مثل هكذا قرار نوع من المغامرة والمقامرة معاً، لأننا في لحظة اللاقرار ندرك أن أضابير اللوعة والإشتياق لاتسعفنا بالشجاعة التي تصبح حينها تهوراً وهنا يصبح الحب والإشتهاء نقطة ضعفنا.
وأمام حواجزك الإسمنتية وحدودك المكهربة تصبح الجفرافيا جلاد يتعقبني بالويل والثبور وعظائم الأمور وتصبح حياتي مهددة بالإغتيال وكلانا بعيد يا حبيبتي رغم قربنا من بعض فمن أجل روعة الإشتياق لك أن تختاري ماشئت ولي أنا أن أختار ما شئت من أهات الفراق والبكاء بصمت بدموع أو بغير دموع .
ساظل أموت كل ليلة مرتين في الاولى لأني أراك طيفاً يسامرني وفي الثانية لأنك أمنية غير قابلة للتحقق.
سأظل ألملم ذاكرتي المبعثرة فوق حواجز الجغرافيا القاتلة أرنو الى طير مسافر يحمل بقايا من طيفك وعبيرك الأنثوي فكل الوجوه أمامي تذكرني بك صباح مساء وأوراقي وكتبي ومسودات قصائدي من دون صوتك الحنون وإبتسامة من عينيك تصير دبابير تنهش جسمي وحتى فراشي يصبح جنازة أنام عليها بإنتظار إعلان بيان نعي الفقيد .. نعم يا حبيبتي أنا ما زلت وسأظل أحبك رغم جغرافيتك الملغمة العصية على الإختراق و ستدركين يوماً بأن وقوفي في منطقة اللاقرار ليس ضعفاً مني بل خوفاً عليك .
..........................
منقوووووووووول من موقع جدارية الثقافي : الثلاثاء , 14 يوليو 2009 م
http://www.jedaria.com/index.php?action=showDetails&id=1367
وسبق نشرها في صحيفة الجمهورية اليمنية الصادرة بتعز وفي موقع التغيير ( اليمني )
http://www.wata.cc/forums/imgcache/11911.imgcache.jpg
عارف الدوش
في أول سطر من سفر إبتداء الحنين أليك أعترف بأني مشنوقاً منذ سنين على بوابة الإبتداء ،وأقر أن طغيان طيفك المعبأ بالحنين يملاء فضاء روحي بهجة وسعادة وأصير طيراً يطارد طيفك يشتاق الى شم عبيرك الأنوثي، أصبح في لحظات الإشتياق والإشتهاء معاً مأسوراً من شدة تأثيرك وأستسلم لطغيان طيفك لساعات طويلة ما أروعه طيفاً يسامرني في وحدتي وغربتي القاسية، وما أروعه حانياً علي يطبرني كلحن شجي يعطر أوقاتي بأريج الروح وأكسير التجدد.
وعند بوابة الابتداء الى الحنين واللوعة تصيرين قافية عصية على الإكتمال وموسيقى لمقطع شعري وتفعيلات غير مكتملة أو غير مختمرة في الوجدان ، حينها تتحولين الى فكرة غير جاهزة للإنطلاق في سفح أوراق بيضاء أوزرقاء أو بنفسجية لا فرق بينها سوى أنك حروف نافرة تتطاير مبعثرة هنا وهناك .
وحين أقلب صفحات سفر إبتداء الحنين أكون أنا المشنوق على مقصلة اللوعة والإشتياق، ما أشقاني أنا المعذب في حضور طغيان طيفك وما أسعدني في الوقت نفسه وأنا أتهجا أول الحروف في كشكول ذكرياتي معك مذ بدأت أحبو في مروجك الخضراء وأتعلم الخطو في حديقتك المملؤة بمزهريات الورد .
ربما تدركين ذات يوم أني مذ دخلت بحرك وأنا أحاول تطبيع علاقاتي مع خارطة جغرافيتك لكني كلما قطعت شوطاً في التطبيع أجد أنها عصية تقاوم محاولاتي وتغتال كل مبادراتي .
كلما حاولت الإقتراب من حدودك المسيجة بالأسلاك الشائكة والحواجز الإسمنية والأعمدة المكهربة أجدني في مرمي الإغتيال فأعود ثانية الى صحرائي أفتش في جيوب القلب وأخاديد الذاكرة عن قرار شجاع بالإقتحام عندها فقط يصبح مثل هكذا قرار نوع من المغامرة والمقامرة معاً، لأننا في لحظة اللاقرار ندرك أن أضابير اللوعة والإشتياق لاتسعفنا بالشجاعة التي تصبح حينها تهوراً وهنا يصبح الحب والإشتهاء نقطة ضعفنا.
وأمام حواجزك الإسمنتية وحدودك المكهربة تصبح الجفرافيا جلاد يتعقبني بالويل والثبور وعظائم الأمور وتصبح حياتي مهددة بالإغتيال وكلانا بعيد يا حبيبتي رغم قربنا من بعض فمن أجل روعة الإشتياق لك أن تختاري ماشئت ولي أنا أن أختار ما شئت من أهات الفراق والبكاء بصمت بدموع أو بغير دموع .
ساظل أموت كل ليلة مرتين في الاولى لأني أراك طيفاً يسامرني وفي الثانية لأنك أمنية غير قابلة للتحقق.
سأظل ألملم ذاكرتي المبعثرة فوق حواجز الجغرافيا القاتلة أرنو الى طير مسافر يحمل بقايا من طيفك وعبيرك الأنثوي فكل الوجوه أمامي تذكرني بك صباح مساء وأوراقي وكتبي ومسودات قصائدي من دون صوتك الحنون وإبتسامة من عينيك تصير دبابير تنهش جسمي وحتى فراشي يصبح جنازة أنام عليها بإنتظار إعلان بيان نعي الفقيد .. نعم يا حبيبتي أنا ما زلت وسأظل أحبك رغم جغرافيتك الملغمة العصية على الإختراق و ستدركين يوماً بأن وقوفي في منطقة اللاقرار ليس ضعفاً مني بل خوفاً عليك .
..........................
منقوووووووووول من موقع جدارية الثقافي : الثلاثاء , 14 يوليو 2009 م
http://www.jedaria.com/index.php?action=showDetails&id=1367
وسبق نشرها في صحيفة الجمهورية اليمنية الصادرة بتعز وفي موقع التغيير ( اليمني )