المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موضوع مهم للمناقشة .. حول الشعر .. ارجو من الجميع الدخول



د. جمال مرسي
29/01/2007, 09:06 PM
أيها الأحباب الكرام أدباءنا و شعراءنا الكبار في واتا
سأطرح هذا الموضوع هنا للمناقشة و لن أجعله في قاعة المناقشات العامة لأنه يهم في المقام الأول كل محبي الشعر و كاتبيه .

تدور في أفق سمائنا العربية الأن و في قاعات الشعر في واتا جدلية كبيرة عما يسمى بقصيدة النثر .
لن أطيل عليكم و لكن اسمحوا لي أن أطرح عليكم هذه النقاط للمناقشة علنا نخرج منها بفائدة للجميع .

و لنجعل النقاط التي نتحاور حولها :
1_ ما يسمى بالشعر المنثور هل يعد شعرا ؟؟
2- قصيدة النثر هل هي من الشعر العربي في شيء ؟
أم أنها تراكمات و ترجمات لثقافات و قراءات لأعمال أجنبية .
3- لماذا ابتعدنا عن القصيدة العمودية و التفعيلية و استبدلناهما بمثل هذا النثر المشعور أو الشعر المنثور ؟
و الذي أصبح شائعا في الوسط الثقافي العربي حيث أحدثوا له مسمىً جديداً هو قصيدة النثر ؟
4- هل يميل القارئ العربي للشعر الأصيل و التفعيلي أكثر أم لهذا المنثور من القول تحت مسمى شعر أكثر .
5- هل يستسهل الأدباء هذه الكتابات النثرية التي تختفي منها الموسيقة و الأوزان
و هل من الصعب على أديب أو شاعر متمكن تعلم عروض الشعر و تفعيلاته المعروفة و بحوره الستة عشر فيأتينا بما استسهله على نفسه و جعله اشكالاً و عبئاً علينا ؟
6- انظر لعدد قراء قصيدة العمود أو التفعيلة ( أقصد الأصيل من الشعر ) و عدد القراء لقصيدة النثر و قارن بنفسك أيهما أكثر ؟ و حينها ستجد و تعلم الفرق .
7- هل المتحكم في الكتابة و بديع الشعر هو الفكر فقط أم أن هذا الفكر يجب أن يصب في قالب شعري سليم تتقبله ذائقتنا ؟


دعونا هنا نفتح دائرة للحوار حول هذا الموضوع المهم و من كان عنده رأي أو نقاط جديدة يريد أن يضيفها فليفعل



و ليتنا نعمل تصويتاً على بعض ما ورد هنا من نقاط

فلنبدأ على بركة الله

هلال الفارع
29/01/2007, 09:30 PM
عزيزي د. جمال
القضية شائكة جدًّا، وأعتقد أننا لن ننتهي إلى اتفاق حول أحقية ما يكتب نثرًا، لكي يصنّف في عالم الشعر، ولعل تعريف الشعر - إن كان من الشعور - سيقتلنا في أكثر من محطة نقاش.
على أية حال هذه قضية قديمة جديدة لا تنتهي، والحديث فيها جدّ مفيد، بوركت على هذا الطّرح، وسأكون ممن يلبون نداءك الحريص.

د.عمرخلوف
30/01/2007, 12:35 AM
الأخ الشاعر د.جمال..
القضية شائكة معقدة كما قال شاعرنا هلال.. ولن يصل النقاشُ فيها إلى نتيجة مرضية لطرف دون آخر، ومع أنني أتنفس الشعر العربي الأصيل، إلاّ أنني من الذين لا يحجرون على العقل المبدع أيّ إبداع.
لقد قامت قيامة الشعراء عندما ظهر شعر التفعيلة، إلاّ أن مسيرته انطلقت دون توقف، مما اضطر الشاعر العربي أن يفسح له مكاناً للوقوف.
وبغض النظر عن مصطلح: قصيدة النثر، الذي أثار الجدل حوله أكثر مما أثاره منهج شعرائه وفكرهم، فأنا أقول: إنّ في كل أنواع الشعر ما يستحقّ الإشادة، وفيه ما يستحقّ الإبادة.
فليكن حكمنا متجهاً إلى الفكر لا إلى الشكل، الذي إن لم يرق لي راق لغيري.
ولقد قرأت بحثاً جديراً بالقراءة حول هذا الموضوع، للشاعر مصطفى عراقي، نشره على منتديات الواحة الثقافية، أرجو ممن له خبرة في نقل رابطه أن يضعه لنا هنا.
والشكر لك أيها الأخ الكريم على إثارة مثل هذا الموضوع.

زاهية بنت البحر
30/01/2007, 12:47 AM
موضع هام تشكر على طرحه أخي المكرم د.جمال مرسي, وكما قال من سبقني من الكرام أقول ,ولكن حسب اعتقادي سيبقى هذا الموضوع محط الدراسة الشائكة ,ولن نصل فيه إلى نقطة التقاء مع محبيه لقناعتهم التامة بما يكتبون وهم يدافعون عنه كما يدافع أصحاب الشعر العمودي ,وقد تكلمنا كثيرًا وكتبنا كثيرًا حول قصيدة النثر التي هي ليست بشعر كما يعتقد الكثيرون , وإنما هي فن أدبي جميل غير الشعر المتعارف على هويته, وهناك أراء تؤيد وآراء تنكر ذلك ,وهناك من يسمعون ولايتكلمون ..لك الشكر والتقدير ..
أختكبنت البحر

هري عبدالرحيم
30/01/2007, 01:08 AM
الشعر العربي مر بعدة محطات من المقفى صاحب المطلع الغزلي والطللي والخمري،والغرض الواحد،إلى التصوير الشعري،وأنسنة الطبيعة،ثم نبذ المطلع غلى أن وصلنا لشعر التفعيلة وما صاحبها من ضوضاء وصخب أدبي،إلى شعر النثر.
الشعر أصلا أدب ،والنص الأدبي يخضع لأمور فنية من تصوير وجرس موسيقي وبلاغة...،في رأيي إن توفرت هذه الأمور جاز لنا الحكم على العمل بأنه يدخل في الأدب،وإن افتقدها لا يمكن عده أدبا ولو كان موزونا أومقفى.
النقاش في هذه الأمور سيسيل المداد كثيرا،وقبل الخوض في هذا الأمر،تعالوا نتفق أولا ونحدد مفهوما للشعر،حتى لا نتيه.

الحيسب
30/01/2007, 02:24 AM
سادلو بدلوي.
أعتقد أن مشكلة الشعر الفصيح هو ابتعاده عن العامة , عن الناس , مكان الشعر الطبيعي هو فى القاعات ,فى المناسبات العامة والخاصة , الزواج , التأبين , الفرح والترح .
لقد فقد الشعر المكان الذي يصل عن طريقه للناس .
ساهمت المنابرالاعلامية فى اضمحلال الاهتمام بالشعر , وأنتهت الخطابة -كفن - تماما من الحياة الثقافية العربية لأن مجالات التواصل بين المثقف والجمهور طغت عليها الموجات القادمة من الغرب .
واصبحنا نرى غلبة الشعرالعامي على الفصيح لأن العامي لم يفقد همزة الوصل بينه والمتلقي .
تحياتي

هلال الفارع
30/01/2007, 07:24 AM
سادلو بدلوي.
أعتقد أن مشكلة الشعر الفصيح هو ابتعاده عن العامة , عن الناس , مكان الشعر الطبيعي هو فى القاعات ,فى المناسبات العامة والخاصة , الزواج , التأبين , الفرح والترح .
لقد فقد الشعر المكان الذي يصل عن طريقه للناس .
ساهمت المنابرالاعلامية فى اضمحلال الاهتمام بالشعر , وأنتهت الخطابة -كفن - تماما من الحياة الثقافية العربية لأن مجالات التواصل بين المثقف والجمهور طغت عليها الموجات القادمة من الغرب .
واصبحنا نرى غلبة الشعرالعامي على الفصيح لأن العامي لم يفقد همزة الوصل بينه والمتلقي .
تحياتي
ــــــــــــ
أخي الحيسب حفظه الله
هذا هو الذي قتل الشعر العربي، وألقاه في غيابة الحياة!
الشعر يا سيدي ليس سلعة مكانها القاعات، وهو ليس نشرة هدفها المواساة، إن الشعر إذا ما أصبح شعر مناسبات قُتل، بل اغتيل.. الشعر يا أخي أعظم من هذا دورًا، وأخطر منه أثرًا، هو خلاصة مشاعر الإنسانية في كلمات، وهو كلمات في صور وخيال وعاطفة، وهو لغة تسوح على مواطن الجمال فتتخير أزهاها ثوبًا، وأحلاها مظهرًا، وأنقاها معنًى إنسانيًا.. وحين يكون الشعر للعامة فقط، يفقد هذه القدرة على التأثير في حياة الأمم.. أرجو مخلصًا أن نقرا عن دور الشعر في إيصال رؤية ورسالة أصحابها إلى الإنسانية.. وفي تصنيف واحدة من الإنسيكلوبيديات، ورد أن أكثر الأسماء الخالدة في عالم الشعر المؤثر في حياة الأمم وأدبها، هي شكسبير ثم المتنبي..
لك احترامي وتقديري
هلال الفارع

د. جمال مرسي
30/01/2007, 09:29 AM
الأخوة و الأحباء الكرام
أسعد الله صباحكم جميعا
و شكرا لكل صاحب مداخلة خطها بقلمه الشريف الغيور على شعرنا و تراثنا .
و أتفق معكم جميعا في أن الخوض في هذا الموضوع لا يودي إلا لطريق مسدود لأن كل صاحب فن يافع عن فنه .
و لست ضد التجديد و لا أعترض عليه في الشعر و لست أيضا مع النظم حتى و لو ارتدى رداءً أنيقاً في الشكل أو اللون . فماذا تعني لي قصيدة عمودية أحسن ناظمها قوافيها و بحرها و هي لم تطرق أبواب قلبي و لم تحرك فيَّ شعرة .. أجهد فيها الناظم نفسه فسار على خطى المتنبي و أبي تمام و ربما شعراء الجاهلية من قبلهما . فلم يأت بجديد لا في المعنى و لا في الصور و لا في المفردات .
لغتنا العربية زاخرة و الشعر العربي يحفل بما يستحق الإشادة و الاهتمام و لكن لماذا لا يتم التجديد في المعاني و المفردات و الصور و هي في نفس قالبها العمودي أو التفعيلي الذي نعرف .
أقصد أن يظل البناء قائما كما هو عليه مع التجديد و التحديث في مفروشاته إن صح التعبير .
و لكن أن نطلق للقلم العنان بكتابة كلام منثور ثم ندعي أنه الشعر فهذا هو الذي رفضه عقلي و ذائقتي . صلاح عبد الصبور و السياب و نازك و دنقل و غيرهم من الشعراء ، حتى أدونيس و محود درويش ، جميعهم لم يغفلوا عن إيقاعات الشعر و موسيقاه و أوزانه و لكنهم أحدثوا طفرة في المعاني و الصور و أحاطوا شعرهم بغموض شفيف ( و ليس غموضاً قاحلاً ) فدخلت أشعارهم القلوب و تقبلتها الذائقة و ذكرهم التاريخ فيمن ذكر .
و الخلاصة أن يكون التجديد في الأفكار و المعاني و الصور و المفردات و لكن ليس على حساب ما تعارف الناس عليه من بنيان للشعر .
فلا تقليداً أعمى لشعر السابقين و لا لشعر الغرب
فلنكن كما كنا .. امة وسطاً
أشكركم
و لا زلت أنتظر المزيد من كبار شعرائنا و نقادنا الأكارم في الواتا حول هذا الموضوع .
و تحياتي

عامر العظم
30/01/2007, 12:09 PM
الإخوة والأخوات الشعراء والأدباء العرب
الأخ الدكتور جمال مرسي،
رئيس الندوة
تحية عربية طيبة وبعد،
والجمعية تدعو بدورها جميع الشعراء والأدباء العرب إلى المشاركة في هذه الندوة العالمية الرائعة، ونترك لك تحديد مدتها والإعلان عن نتائجها وتوصياتها سواء ضمن أبواب الجمعية أو الصحافة العربية التي تتابع هذه الندوة.
شاكرين لك هذه المبادرة الطيبة مثلك ومتمنين لكم نقاشات ثرية وبناءة.
عامر العظم

د. جمال مرسي
30/01/2007, 12:27 PM
أخي الكريم عامر
اشكرك على حضورك و مشاركتنا هذا العرس و أنت الشاعر الذي لا يشق له غبار .. و قصيدتك الشهيرة تشهد بهذا
أخي الحبيب
الندوة مفتوحة بدون تحديد لوقت معين و الأطروحات فيها متروكة أيضا لكل مشارك فليقبل الشعراء و النقاد لعلنا نخرج بفائدة عامة . أما الترويج لها فهذا مسؤلية وزارة الاعلام في واتا الحبيبة فكلف يا رئيس الدولة الواتاوية وزير الاعلام هنا لإرسال رسائل للأعضاء للمشاركة .
لكن كل ما اطليه منك هو عمل التصويت لأني لم أعرف كيف أفعله
و ليكن في النقاط التالية ؟
1_ ما يسمى بالشعر المنثور هل يعد شعرا ؟؟
2- قصيدة النثر هل هي من الشعر العربي في شيء ؟
أم أنها تراكمات و ترجمات لثقافات و قراءات لأعمال أجنبية .
3- لماذا ابتعدنا عن القصيدة العمودية و التفعيلية
4- هل يستسهل الأدباء الكتابات النثرية التي تختفي منها الموسيقة و الأوزان
5- هل من الصعب على أديب أو شاعر متمكن تعلم عروض الشعر و تفعيلاته المعروفة و بحوره الستة عشر فيأتينا بما استسهله على نفسه و جعله اشكالاً و عبئاً علينا ؟
6- هل قراء الشعر الأصيل أكثر أم الشعر المنثور ؟
7- هل المتحكم في الكتابة و بديع الشعر هو الفكر فقط أم أن هذا الفكر يجب أن يصب في قالب شعري سليم تتقبله ذائقتنا ؟

ليتك تفعل و تفتح نافذة التصويت

عامر العظم
30/01/2007, 12:46 PM
أخي الدكتور جمال،
لا أستطيع إلا نشر استطلاع واحد حسب معلوماتي هنا وقد أوعزت إلى وزير الداخلية والناطق الإعلامي الأستاذ بسام نزال ووزير الإعلام ومدير وكالة واتا الرسمية للأنباء الدكتور فؤاد بوعلي باتخاذ ما يلزم وتغطية هذه الندوة الهامة وتوفير جميع وسائل الإبداع والراحة للمشاركين.

كما وجهت دعوة إلى مئات الشعراء والأدباء والكتاب والصحفيين العرب للمشاركة ومتابعة وتغطية هذه الندوة.

عباس النوري
30/01/2007, 01:20 PM
أخي الكريم عامر
اشكرك على حضورك و مشاركتنا هذا العرس و أنت الشاعر الذي لا يشق له غبار .. و قصيدتك الشهيرة تشهد بهذا
أخي الحبيب
الندوة مفتوحة بدون تحديد لوقت معين و الأطروحات فيها متروكة أيضا لكل مشارك فليقبل الشعراء و النقاد لعلنا نخرج بفائدة عامة . أما الترويج لها فهذا مسؤلية وزارة الاعلام في واتا الحبيبة فكلف يا رئيس الدولة الواتاوية وزير الاعلم هنا لإرسال رسائل للأعضاء للمشاركة .
لكن كل ما اطليه منك هو عمل التصويت لأني لم أعرف كيف أفعله
و ليكن في النقاط التالية ؟
1_ ما يسمى بالشعر المنثور هل يعد شعرا ؟؟
2- قصيدة النثر هل هي من الشعر العربي في شيء ؟
أم أنها تراكمات و ترجمات لثقافات و قراءات لأعمال أجنبية .
3- لماذا ابتعدنا عن القصيدة العمودية و التفعيلية
4- هل يستسهل الأدباء الكتابات النثرية التي تختفي منها الموسيقة و الأوزان
5- هل من الصعب على أديب أو شاعر متمكن تعلم عروض الشعر و تفعيلاته المعروفة و بحوره الستة عشر فيأتينا بما استسهله على نفسه و جعله اشكالاً و عبئاً علينا ؟
6- هل قراء الشعر الأصيل أكثر أم الشعر المنثور ؟
7- هل المتحكم في الكتابة و بديع الشعر هو الفكر فقط أم أن هذا الفكر يجب أن يصب في قالب شعري سليم تتقبله ذائقتنا ؟

ليتك تفعل و تفتح نافذة التصويت

الدكتور جمال مرسي المبدع المحترم
شكرا لك ولجميع الاساتذة في آرائهم العلمية ...وأنه لفائدة كبيرة لكل من ليس محترف في مجال الشعر.
لست شاعرا ولا ناقداً أدبياً ... ولكنني أحب الشعر القديم منه والحديث. وأتذوق كل جملة جميلة معبرة.
وحسب رأي المتواضع... العالم أصبح قرية صغيرة تتناقل المعلومات بين البشر بسرعة فائقة، ولا أعرف هل الشعر العمودي يمكن ترجمته للغات بالسهولة كما يمكن ترجمة الشعر الحر... مع الحفاظ على المعنى والمحتوى والوزن والموسيقى وما الى ذلك من خصائص؟ ... أسعفوني فأني لا أعرف حقا. مع أنني قرأت ترجمة لأغنية عربية عن الحب باللغة السويدية، ولكن لم أستذوقها كما هي بالعربية.

إذا كان السؤال حول أننا يجب أن لا نسمي هذا شعرا بل نثراًً فلا أرى ضير في ذلك، لأن الشعر شعرٌ والنثر نثرٌ، ولكل إنسان اختصاص ... ولكل شخص حرفة هو أعرف بها من غيره، فهي بالتالي العدالة الربانية، وحسب الأسطور لأرسطو - حينما قال: بأن الآله أرسلت رسولا لكي يعلم الناس فن السياسة، فسأله الرسول: هل أعلم الناس جميعا، أو البعض منهم... لأنك حينما بعثتني لأعلمهم فن الحرف علمت بعضا النجارة، وآخرين الحدادة ... إلخ...قأجابه: علم الناس جميعاً لأني أودهم كلهم.
الذي أقصده... هو أن فن الشعر العمودي حرفة وأختصاص ليس كل من نظم جمل جميلة بقادر أن ينظم قصيدة عمودية على حسب القواعد المعمول بها، لكن هناك الكثيرين المحبين للأدب، ويريدون الأبداع، ولكن لم يمن الله عليهم بهذه الخاصية الجميلة والفريدة بأن يكونوا قادرين على نظم قصيدةٍ عمودية ... تتقارب مثلاً للمعلقات السبعة أو الثمانية...
أستاذي العزيز ... حتى ولو أنه لم يستصعب الأديب والمثقف العربي من تعلمه للقواعد والعروض والأوزان، لكن قد لا يحبى بتلك المؤهلات الموروثة والكامنة لأجيال قد يجهلها هو ... قد تكون فيك أستاذي جينات قديمة ترجع لأبي فراس الحمداني، أو لأبي نواس، أو للمتنبي وغيرهم وأنت لا تعلم. أو لأن الله وهبك ووهب الآخرين فن الشعر، ووهب الآخرين فناً آخر...

أرجو أن تسامحني إن دخلت في موضوعٍ أجهل الكثير عنه، لكنني أتعلم حينما أقرأ وأدرس الكثير مما تنتجه جامعة واتا ومن خلال أساتذتها الكرام مثل جنابكم المحترم.
وأتمنى بشغف أن أقرأ رأيكم الكريم فيما أصبت وفيما أخطئت، والعاقبة للمتقين.
ولكم جميعا مني تحية حب وأحترام

بسام نزال
30/01/2007, 01:31 PM
وزارة الداخلية تفتح أبوابها 24 ساعة يومياً
ترحب وزارة الداخلية في (واتا) بكل الشعراء والكتاب والمبدعين، القديرين منهم والمبتدئين، وتقدم تسهيلات مغرية لمنح الجنسية الواتاوية لكل من يستحقها.

هلال الفارع
30/01/2007, 01:42 PM
لا يستطيع أحدٌ أن يتنكّر لشاعرية اللفظة الواحدة في اللغة العربية، ولن يستطيع أبدًا مصادرة ما ينتج عن مخاض العاطفة.. نعم نستطيع ألا نسمي مثل هذه النصوص قصيدة عربية موزونة الموسيقى في ألفاظها، لكننا مجبرون أن نستمع إلى موسيقاها الداخلية.. وإذا كنت أنا على سبيل المثال لا أكتب مثل هذه النصوص، ربما لأنني أقوى على العروض، وأملك القدرة على التعامل مع بحور الشعر، سواء في الحالة العمودية، أو في شعر التفعيلة، فإن ذلك لا يعني أنني مُتعالٍ عن هذا النوع من الكتابة الفنية، ولا يعني أبدًا أن نغضّ من قيمة مثل هذا الفن، أو نقلل من شأنه، بل إن الشعراء الكبار ينتهون بعد نضج تجاربهم الشعرية إلى مثله، لأنه يعطي مساحة أرحب للتعبير الحر عن الصورة والفكرة، بعيدًا عن ضغط الوزن والافية، وإلحاح النظم، الذي يتطلب أحيانًا بعض الحشو لاستكمال " نوتة " الوزن العروضي، ولنا في الشاعر الكبير نزار قباني خير مثال على ذلك.
ثم ماذا يفعل الذي يمتلك حسًّا ولغة وشاعرية، ولا يستطيع اقتحام بحور الشعر؟! قد يقول قائل: فليذهب بنصه إلى عالم النثر، فهو أنسب له وأوقع.. لكن الذي يكتبه ليس نثرًا، ومن التجنّي تصنيفه في خانة النثر، ذلك الفن الرصين الذي يركّز على المعنى، وقوة العبارة، وجزالة اللفظة.
إن النص المبدع المحلق لا يحتاج إلى " فرمان " من أحد حتى يستشرف الشاعرية، ولعلنا نتروّى قليلاً حين نتعرّض لتعريف الشعر، حتى وإن درج الأوّلون على تعريفه بأنه الكلام الموزون المُقفّى، أو النابع من الشعور، الجامح إلى الخيال والصورة الفنية.. الشعر أوسع معنًى من هذه التعريفات، وهو أعمق تأثيرًا، وأغدق عطاءً منها. ويحق لأيٍّ كان ألا يُعجب بـ " الشعر المنثور " أو بـ " قصيدة النثر " أو بهذا الفن الذي يمكن وضعه تحت أي مُسمًى، وتصنيفه ضمن أي نوع من أنواع الفنون الأدبية، ولكن لا يحق لأحدٍ مُصادرته من باب التعصب لغيره، لا من باب الحكم عليه بما هو عليه.
نحن نعيش في عالم يعطي للآخر قيمة كبيرة، تتمثل في احترام رأيه، ومناقشته، وتقوم على افتراض حقه وحريته في التعبير، حتى لو كان سياسيًا، فما بالك إن كان هذا التعبير فنّيًا؟!
إن الأدب العربي بشقيه: الشعر والنثر امتداد للأدب الإنساني، أو لنقل إنه رافد من روافده، وهذا يعني بالضرورة عدم تقاطعه معه، وإلا فإننا سنصبح خارج المعادلة الأدبية بطرفيها. وإذا كنا حريصين وغيورين على لغتنا وأدبنا، فعلينا أن نطّلع على تجارب الآخرين، وننظر إلى مكاننا ومكانتنا في خارطة الإبداع العالمي، لأننا لا نعيش معزولين عما يدور حولنا، ولم يعد عطاؤنا مقصورًا علينا، ولم نعد نعيش في جغرافيا منقطعة، أو في زمان مستقل بنا.
أنا أقترح أن نفرد بابًا في هذا المنتدى لهذا النوع من الكتابة، علمًا بان هذه الكتابة الفنية هي السائدة الآن في آداب الدول الغربية، وربما كان لاتصال البعض بآداب تلك الدول ما أوجد مثل هذا التأثر، وهو تأثر مشروع لا غبار عليه.. ولكي نؤمن بهذا القول، علينا أن نجرّب فنطّلع على جديد العالم في الأدب... ولكم التحية

نذير طيار
30/01/2007, 01:51 PM
موضوع في غاية الأهمية:
والخلاصة التي أومن بها، هي أن الشعر شكل ومضمون.
والواقع أن بعض القصائدية العمودية ليس لها من الشعر إلا الوزن.
وبعض القصائدية النثرية غارقة في العبثية واللامعنى والغموض.
هناك من يؤصل للشاعرية كمضمون مشترك بين جميع الأشكال الشعرية.
ولكن ما ضوابط هذه الشاعرية؟ وكيف نقيسها؟
من ناحيتي الخاصة، أنا لا أتذوق قصيدة نثرية جميلة بنفس مستوى تذوقي لقصيدة تفعيلية، أحس أنها تفتقد عنصرا مهما أراه ضروريا للنتاج الشعري.
رأيي هذا لا يلغي أبدا قسما مهما من الشعر النثري الجميل.

عباس النوري
30/01/2007, 02:02 PM
لقد قرأت بتمع رأيك وأعجبت بها.
لقد كتبت شيئا...كما أتصور شعراً وموضوع ٌ آخر أتصوره شيئاً آخر
اتعطش لرأيك الجريء والعلمي ...ما هما؟
أريد أن أستمر في كتابة الشعر، والنص الأدبي ولكن ليس لي معلماً ولا معينا... وأنا تلميذ مطيع في جامعة واتا الجامعة وتحت اشراف أساتذتها الكرام. (لاتبكيني أكثر) نص - (وطني) شعر او أتصور أنه شعراً
تقبل فائق تقديري واحترامي
عباس النوري

عباس النوري
30/01/2007, 02:27 PM
وزارة الداخلية تفتح أبوابها 24 ساعة يومياً
ترحب وزارة الداخلية في (واتا) بكل الشعراء والكتاب والمبدعين، القديرين منهم والمبتدئين، وتقدم تسهيلات مغرية لمنح الجنسية الواتاوية لكل من يستحقها.

شكرا لكم جميعا

ما زلتُ تحت التجربة والمجهر الأدبي، ولكنني أتقدم بطلب الحصول على جنسية واتا الأدبية لكي أبقى أعتز بها دائماً. أتمنى أن أقرأ انتقاداً من الأدباء حول كتاباتي لكي أحصل على درجة تقديرية ومنحي الجنسية....

المخلص
عباس النوري

عامرحريز
30/01/2007, 04:14 PM
أخي الدكتور جمال،
لا أستطيع إلا نشر استطلاع واحد حسب معلوماتي هنا وقد أوعزت إلى وزير الداخلية والناطق الإعلامي الأستاذ بسام نزال ووزير الإعلام ومدير وكالة واتا الرسمية للأنباء الدكتور فؤاد بوعلي باتخاذ ما يلزم وتغطية هذه الندوة الهامة وتوفير جميع وسائل الإبداع والراحة للمشاركين.

كما وجهت دعوة إلى مئات الشعراء والأدباء والكتاب والصحفيين العرب للمشاركة ومتابعة وتغطية هذه الندوة.

السلام عليكم...
الأخ الفاضل عامر رئيس الجمهورية..


يمكن عمل هذا الاستطلاع بطريقة مربعات صح وخطأ ، نظراً أن أجوبة الأسئلة نعم / لا
فمن يضع إشارة في المربع يكون قد أجاب بنعم ، ومن لا يضع الإشارة يكون قد أجاب بلا.
ما عدا السؤال الثالث والسابع يجيب عليه في مربع حوار
وتكون الأسئلة كالتالي:
1- في رأيي ، الشعر المنثور يعد شعراً
2- في رأيي ، قصيدة النثر هي من الشعر العربي في شيء
3- لماذا ابتعدنا عن القصيدة العمودية و التفعيلية
4- في رأيي ، يستسهل الأدباء الكتابات النثرية التي تختفي منها الموسيقة و الأوزان
5- في رأيي ، من الصعب على أديب أو شاعر متمكن تعلم عروض الشعر و تفعيلاته المعروفة و بحوره الستة عشر فيأتينا بما استسهله على نفسه و جعله اشكالاً و عبئاً علينا ؟
6- في رأيي ، قراء الشعر الأصيل أكثر من الشعر المنثور ؟
7- هل المتحكم في الكتابة و بديع الشعر هو الفكر فقط أم أن هذا الفكر يجب أن يصب في قالب شعري سليم تتقبله ذائقتنا ؟

يحيى الصوفي
30/01/2007, 04:30 PM
أخوتي الأفاضل تحية طيبة وبعد.

لقد ترددت كثيرا قبل الخوض في هذا الموضوع... لا لأنه شائك كما يحلو للبعض أن يسميه بل لأنه يمثل الصراع الطبيعي والأبدي وعلى مدى العصور بين تيارين:
1-التيار المحافظ.

2-والتيار المجدد أو المحدث.

وكما هي حال الموسيقى والغناء والرسم والمسرح والسينما وكل الفنون الأخرى هو الأدب.

وإذا القينا نظرة بسيطة إلى الأدب العربي بشكل عام والشعر بشكل خاص ومنذ أن بدأت كتابته -بعد إن كان سمعيا- بعد اكتشاف واستخدام الأحرف في الكتابة حيث وصل ذروته في المسابقات والمساجلات الشعرية التي كانت تقام سنويا من خلال المعلقات.

نجد بان الشعر -وهو الغالب من الفنون الأدبية عند العرب- كان مشتقا وترجمة للمشاعر... لأي مشاعر -حسب رأيي المتواضع- وليست للمشاعر التي تتقن اللغة وقواعد التصريف النحوية وتشكيل الأحرف وتنقيطها لان كل هذه النظم والقوانين (البدع) جاءت بعد تأسيس الشعر العربي بمئات السنين (منها ما كان من تأليف مسلمين عجم) وبناء على ما جادت به قريحة ومواهب عرب الجاهلية وليس قبله!؟.

وكان القياس لهذه القواعد التي أسست هي لحن القصيدة وتأثيراها ونجاحها لتفوز بلقب المعلقة وعلى أساسها قامت بحور الشعر!؟.

ونظمت بناء على غالبية ما ورد منها ضمن بحور سبعة ثم ثمانية وقد يجيز "فطحل" (هذه الكلمة لم يقبلها القاموس فوضعتها بين نقطتين;) ) من فطاحل اللغة بحر أو اثنين لإرضاء شاعر (شيخ قبلة) من هنا أو شاعر (أمير) من هناك لان وجودة ضمن الباقة الأدبية يحتم ذلك!؟.

وهي حال اللغة وقواعدها... فما انتظم ضمن شروط معينة أصبح قاعدة ومن شذ عنها فهو من اللغة ولكن من شواذها!؟.

وما دون ذلك فهو لغط وليس من العربية في شيء!؟.

وإذا القينا نظرة صغيرة إلى القواميس العربية منذ نشأتها نجد بان ما كان ممنوعا ومستهجنا ومحاربا منذ سنين، هو مباح ومسموح به الآن... وبناء على ما يجمع عليه خبراء اللغة في المجمع الأدبي!؟.

وقد يخالف بعضهم بعضا كل منه لحجة يسوقها فيصبح للغة عدة قواميس وللإعراب عدة طرق واجتهادات وللشعر عدة أنواع من الشعر!!!؟؟؟.

إذا هل يجب أن تنتظر المقطوعة الشعرية بعض سنين حتى تصبح مقبولة وصحيحة وخالية من الشوائب وتتفق مع الموازين التي وضعت لها؟.

وأنا هنا أحب أن أضيف كلمة صغيرة ورأي متواضع من هاوي في الأدب... (أنا لست أستاذا في اللغة ولست من خريجي أي جامعة لغوية او أدبية... ورغم شهادتي الثانوية الأدبية وشغفي بالأدب العربي إلا أنني نحيت منحى آخر بعيدا عنها وأنهيت دراستي في المجال التجاري وأسدلت الستار على موهبة الكتابة التي ملكتها منذ الولادة بعيدا عن أنظار وسمع العامة أكثر من ثلاثين عاما بسبب التعقيدات التي كانت ترافق عدم الثقة بمختصي ومدرسي اللغة العربية!!!؟.

خاصة بعد استقلال البلاد العربية من الهيمنة العثمانية وبعدها الاوروبية وخوف بعض الحريصين عليها من التشويه أو الضياع وهي ردة فعل طبيعية أمام الخوف من الآخر والأقوى للتقوقع والتعصب والرفض وهو ما شرحه ابن خلدون طويلا في مقدمته... ولو صح لنا في هذا الزمن أن نعيد ما كتبه المؤسسون وكبار الكتاب والشعراء وإخضاعه لنفس القواعد (ومنها درة في الأدب والثقافة العربية التي نفتخر بها) لوجدناها مخالفة تماما لأبسط تلك القواعد ولأبسط تلك الشروط!)؟.

وهذا الرأي يختصر بكلمات قليلة جدا وهي:
بان الأدب كبقية الفنون هو موهبة قبل أي شيء أخر.

والشعر إحداها... وهو مشتق من المشاعر... كل المشاعر... لا يوجد مشاعر فصيحة ومشاعر غير فصيحة... مشاعر موزونة ومشاعر غير موزونة... مشاعر تتفق والقاعدة ومشاعر لا تتفق والقواعد!؟.

هناك مشاعر فقط... وهناك شاعر... وهذه المشاعر وهذا الشعر يأخذ حقه ونجاحه وتفوقه ووجوده من الشارع وليس من على منابر المثقفين والجامعات!؟.

وكل ما يصفق له العامة ويتأثر به ويتفاعل معه هو القاعدة وليس العكس... لان العامة وهم الغالبية الكبرى من الشعب هم أساس التشريع وأساس القوانين وأساس الأعراف في المجتمع.

والشاعر القوي الذي يستطيع أن يترك تأثيره وبصمته على الجمهور، هو الذي يأخذ شهادة ميلاده وشهادة ميلاد أعماله من الجمهور الذي يتبعه ويصفق له وهو حال المعلقات الشعرية وحال كبار الشعراء وهم مؤسسو القواعد والمدارس سواء في الأدب أو في غيرها وليس العكس!؟.

وكم هم عدد أولائك الذين ذهبوا ضحية الجهل والتعصب وماتوا فقراء لمجرد أن بادروا في ترجمة مشاعرهم وفق ما يشعرون به، دون أن يلتزموا بخط معين أو قاعدة (وحصلوا على شهادات التقدير وبيعت أعمالهم بمئات الملايين بعد موتهم) والأمثلة كثيرة جدا ولا يسع المكان لعرضها حتى لا تصبح مداخلتي كأطروحة تشبه الأطروحات الجامعية وأصاب بالغرور ;) فأقدمها لإحدى الجامعات الأوروبية لنيل الدكتوراه تحت عنوان (كيف تخطت اللغات الأوروبية عصور الظلام وبقيت اللغة العربية فيه):cool:

خاصة وبان في جعبتي كلام كثير أحب أن أقوله عن (الشعر النبطي والشعر البدوي والشعر العامي والشعر الخليجي بالاضافة لعشرات الانواع من الشعر التي تزخر بها المجتمعات العربية في بلدان شمال افريقيا والتي لا نعرف عنها شيئا لبعدها الجغرافي... الخ) بالإضافة إلى ما تم ذكره على هذه الصفحة وعن (الهنات والأخطاء التي يمكن للكاتب أن يقع فيها عن غير قصد -منها المطبعية- أو عن قصد، منها إسقاط الهمزة والشدة وعلامات النصب والجر من كتاباته) لولا أن المجال لا يتسع لذلك وقد كتبت عدة مقالات حولها.

واللافت للنظر بان الشعر الأوروبي مصدره العرب!... ورغم حفاظه على السجع في بداية ظهوره فلقد انتهى إلى شكله الحالي الذي يعتمد بالدرجة الأولى على الصور الجمالية التي تحتويه وعلى فصاحة العبارات وقوتها... وان المجتمع الغربي بشكل عام يشهد وفي كل يوم ميلاد شاعر وكاتب رواية وقصة جديد... ويلقى الاهتمام الذي يليق به وتطبع أعماله... وان إحدى الأعمال التجارية الرابحة جدا فيها هو الكتاب... رغم ما تعرض له من هجوم من قبل وسائل الترفيه الأخرى!؟.

وبقي إلى الآن (مع الصحافة) المصدر الأكثر متعة وثقة من أي مصدر آخر... ولا يخلى جيب مواطن (مثقف أم لا) من كتاب أو مجلة أو صحيفة!؟.

والفضل في ذلك يعود إلى المرونة والانفتاح التي يمارسها عقلاء اللغة لديهم... وبالرغم من كون أي لغة أوروبية قادرة على إيجاد بديل للمفردات التي تأتيها من الخارج، فلا يجد مجمع اللغات لديهم وخبراء القواميس اللغوية من إدراجها ضمن المفردات الجديدة التي تعد بالآلاف سنويا دون أي حرج أو ضيق!؟.

وذلك لا يمنع من استخدامها من قبل المثقفين والكتاب والشعراء حتى قبل إقرارها.. لان إقرارها أو اعتمادها من قبل المجامع اللغوية تأتي بعد استخدامها من العامة وليس فرضا عليها!؟.

وذلك لان الهدف الرئيسي من وراء ذلك هو نقل المعرفة وإيجاد تفسير للمفردات الغريبة الجديدة للأجيال القادمة حتى لا يقعوا ضحية التفسير الخاطئ لها!؟.

وعليكم بعد ذلك قياس الجهود التي تقوم بها الجهات الرسمية والغير الرسمية للغة العربية لتعرفوا الفرق ولتعرفوا بان العصر الذهبي للغة العربية قام من خلال ترجمة العلوم والآداب الفارسية والإغريقية ورفدها بالمفردات اللازمة وبأنها إن هي أصبحت غنية وقوية فبفضل ذلك وليس بفضل تقوقعها وانغلاقها ومحاربتها لكل جديد.

واللغة هي ككل المعارف والثقافات ومنها الأدب، يتطور مع حاجة المجتمع ولا ينتظر الموافقة عليه لأنه هو النبع والمصدر وليس العكس.

وإذا عدت إلى أصل السؤال حول الشعر واختلاطه بالنثر فأجد بان معظم الذين يكتبونه -ربما- يجهلون شروطه وأنا -رغم معرفتي المتواضعة بها- اكتب ما اشعر به ولا اتقيد بها... وعلى أهل الربط والحل تصنيفه... وما "يهمني" (وضعتها بين نقطتين لان قاموسي لم يتعرف عليها):rolleyes: قبلا وأخيرا هو نقل مشاعري على الورق دون الالتزام بأي قاعدة أو قانون سوى قانون المشاعر وأداته اللغة التي ربيت عليها وتعلمتها... بهناتها.. بعثراتها... وبأخطاء برامج التصحيح والطابعة التي استخدمها أو دونها:) .. لأنني دون ذلك لا أتقدم خطوة واحدة للأمام... ولا يتقدم الشعر ولا النثر ولا القصة ولا الغناء والموسيقى وتبقى المواهب أسيرة جدران العزلة والتعصب والجهل!؟.

ولكم أفضل تحياتي مع رجائي بعدم قراءة هذه المشاركة قراءة خاطئة لأنني ما صرحت به بصوت عال هنا ينأى الكثيرين عن الإفصاح به خوفا على سمعتهم الأدبية!؟.

وكما أنني لا استحي أبدا من أن يكون وراء عزيمتي امرأة ووراء كل نجاح لي قصة حب (وهو شعاري وعلي أن أكون بحالة حب مستمرة حتى انجح:p :cool: ) (لان الغالبية يخجلون من ذلك)!.

فانا لا استحي أبدا من التعبير عن مشاعري باللغة التي تعلمتها وبالثقافة التي كسبتها... فان لم تنتمي لقاعدة موجودة تحتضنها، فلتكن هي بذاتها قاعدة جديدة وحاضنة لمشاعري وأرائي.
يحيى الصوفي جنيف في 30/10/2007

Munir Mezyed
30/01/2007, 06:05 PM
مفهوم الشعر وماهيته

"من فم الشاعر تولد اللغة
ومن اللغة تولد كل الأشياء"

بقلم الشاعر والروائي منير مزيد

كتب افلاطون محاورته " ايون" يتناول فيها مسالتين مهمتين من صميم النقد الأدبي أولاهما: ما مصدر الشعر لدى الشاعر: الفن أم الإلهام، والثانية: ما الفرق بين حكم الشاعر والناقد الأدبي على الشيء من جهة وبين حكم العقل والعلم على نفس الشيء؟ يرى أفلاطون في محاورته أن مصدر الشاعر هو الإلهام ومصدره إلهي محض وقد قرن الشاعر بالأنبياء وبالعرافين، وهذه الفكرة مرجع من اعتادوا بالإلهام والقريحة في الشعر لا بالصنعة والتعلم، أما في المسألة الثانية: يقرر أفلاطون أن مقدرة الشاعر على تأليف شعر في شيء غير مقدرة المرء على شرح نفس الشيء شرحا عقليا وأن الشعر ليس هدفه الشروح العملية... ونستشهد بخاتمة قصيدة " فن الشعر" للشاعر " أرجبيلود مكليش" والتي تقول:

" القصيدة لا يجب أن تعني
بل أن تكون"

وقد عبر جبران خليل جبران عن تلك المسألتين، إذ يقول في المسألة الأولى: أن الشعراء أثنان ذكي ذو ذاتية مقتبسة وملهم كان ذاتا قبل أن يصير بشراً ، والفرق بين الذكاء والإلهام في الشعر، هو الفرق بين أظافر محددة تحك الجلود الجرباء، وشفاه أثيرية تقبل القروح فتشفيها، وهنا فرق جبران بين الشعر ومصدره الإلهام والشعر ومصدره الصنعة والتعلم والذي تميز به كثير من الشعراء .. وشتان بين الأثنين.

هذه الرؤية الجبرانية تتفق تماماً مع أنصار الشعر للشعر، إن قضية الشعر للشعر ليس يقصد أصحابها أن يستخدم الشاعر براعته في النظم كي يمدح أو يذم ، أو يرفع أو يضع، أو ليساير من يشاء متى شاء له هواه ومطامعه، فيمدح اليوم ما ذمه امس، ليظهر براعته في اللغة، أو ليصل لإغراضه الخاصة به.. فهذا ينافي التجربة وصدقها، وينافي رسالة الشعر الوجداني من سبر أغوار القلب الإنساني والتعرف على أدق خلجاته، وإمكاناته الطبيعية، ومستقبله ومصيره الاجتماعي وتأثراته الوراثية وأحلامه وطاقته وموقفه الميتافيزيقي في عصره وكل ما يعد مقوماً من مقومات حياته وسعادته في الأرض... ويتفق جبران مع أفلاطون على أن الشعر مصدره الإلهام وفي رأيه " الشعر الحق". أما في المسألة الثانية يقول جبران: " الشعر في الروح فكيف يباح بالكلام؟ والشعر ادراك الكليات فكيف نظهره لمن لا يدرك سوى الجزئيات؟ والشعر لهيب في القلب أما البيان فرقع من الثلج فمن يا ترى يوفق بين لهيب وثلج؟.

إن محاورة ايون هي أوسع عرض في العالم القديم للفكرة التي تذهب إلى أن الشعر إلهام خالص هذه الفكرة التي كان لها تاريخ طويل، تقلبت فيه على وجوه شتّّى ولا تزال قائمة حتى اليوم.

وقد قال " دريدن": " لا ريب أن الإفهام الكبيرة وثيقة الصلة بالجنون"، وقبل دريدن
بما يقرب من مائة عام قال الشاعر والكاتب المسرحي الكبير وليم شكسبير:

" المجنون والعاشق والشاعر جميعهم في الخيال سواء"

يفسر أفلاطون حقائق الوجود ومظاهره " بالمحاكاة" وعنده أن الحقيقة-وهي مصدر العلم- ليست في الظاهرات الخاصة العابرة، ولكن في المثل أو الصور الخالصة لكل أنواع الوجود وهذه المثل لها وجود مستقل عن المحسوسات وهو الوجود الحقيقي ولكن لا ندرك إلا أشكالها الحسية التي هي في الواقع ليست سوى خيالات لعالم المثل.

وتدل المحاكاة عند أفلاطون على العلاقة الثابتة بين شيء موجود ونموذجي والتشابه بينهما يمكن أن يكون حسناً أو سيئاً، حقيقياً أو ظاهراً، فحين تحاكي طبيعة الأشياء بالحروف والمقاطع والكلمات والجمل تكون المحاكاة حسنة إذا دلت على خصائص الموجود وسيئة إذا تجاوزت هذه الخصائص ، واللغة بفنونها المختلفة طريق التأثر علم المعقول أو علم المثل في الحس، وأداة لذلك التأثير، وينحصر نجاح الفنان في نتاج محاكاة الأشياء على حقيقتها، وفي هذا يتجلى مجهود الفنان ويؤتي ثماره على أن المحاكاة الحقيقية لإغناء فيها عن الحقيقة، فليست سوى خطوة للإقتراب من الحقيقة إذا كانت تلك المحاكاة صحيحة.

أما رؤية جبران الأفلاطونية فيما يتعلق بالمحاكاة يقول جبران: لا، ليست الحياة بسطوحها بل بخفاياها، ولا المرئيات بقشورها بل بلبابها، ولا الناس بوجوههم بل بقلوبهم، لا ولا الدين بما تظهره المعابد وتبينه الطقوس والتقاليد بل بما يختبئ في النفوس ويتجوهر بالنيات، لا ولا الفن بما تسمعه بإذنيك من نبرات وخفضات أغنية أو من رنات أجراس الكلام في قصيدة، أو بما تبصره عيناك من خطوط ألوان صورة بل الفن بتلك المسافات الصامتة المرتعشة التي تجيء بين النبرات والخفضات في الإغنية وبما يتسرب إليك بواسطة القصيدة وبقي ساكناً هادئاً مستوحشاً في روح الشاعر وبما توضحه إليك الصورة فترى وأنت تحدق بها ما هو أبعد وأجمل منها. لا يا أخي ليست الأيام بظواهرها، وأنا أنا السائر في موكب الأيام والليالي لست بهذا الكلام الذي أطرحه عليك إلا بقدر ما يحمله عليك الكلام من طويتي الساكنة. إذاً لا تحسبني جاهلاً قبل أن تفحص ذاتي الخفية، ولا تتوهمني عبقرياً قبل أن تجردني من ذاتي المقتبسة، ولا تقل هو بخيل قابض الكف قبل أن ترى قلبي، أو هو الكريم الجواد قبل أن تعرف الواعز إلى كرمي وجودي. لا تدعني محبّاً حتى يتجلى لك حبي بكل ما فيه من النور والنار ولا تَعُدنِّي خليّاً حتى تلمس جراحي الدامية.

أما مفهوم الشعر عند أرسطو فينحصر في المحاكاة، والشعر الحق عند أرسطو يتجلى في المأساة والملحمة والملهاة، فهو يقرر بحزم أن الأعاريض الشعرية لا تعتبر الحقيقة المميزة للشاعر، وأن المحاكاة لا الوزن هي التي تفرق بين الشعر والنثر.

يقول ارسطو في كتابه " فن الشعر" والذي يعد من أهم الكتب النقدية والدراسات الأدبية في العالم ويبين فيه أنه لم يكن في زمنه اصطلاح جامع تنطوي تحته جميع الأنواع التي تتخذ أداة المحاكاة سواء في النثر أو النظم، والاستعمال الحديث لهذا المصطلح هو كلمة " أدب" ومن الواضح تماماً أن الوزن وحده ليس كافياً لتمييز الشعر إذ ثمة رسائل في الطب وفي الفلسفة الطبيعية كتبت شعراً ( وهذه الطريقة كانت الأكثر شيوعاً عند قدماء الإغريق من الوقت الحاضر) حتى يسهل حفظها وبالتالي يسهل تذكرها لأن عصر الطباعة والكتب لم يدخلا بعد..).

" ليس لدينا اسم تنضوي تحته مجونيات صوفرون واكزينار خوس ومحاورات سقراط أو القصائد الإليجية الخماسية والإليجية الرثائية أو بحور أخرى يؤدي بها فن الملحمة بطريقة المحاكاة، حقاً جرت عادة الناس وفيما يتعلق بالشعر أوفيما يختص بالبحر، على أن يسموا البعض بالشعراء الإليجيين أي الذين ينظمون قصائدهم على البحر الإليجي ويسمون آخرين بالشعراء السداسيين ، أي الذين ينظمون شعراً سداسي التفاعيل، وبذلك تمايز الشعراء في عرف الناس ليس وفقاً لطبيعة المحاكاة في أشعارهم ولكن على قاعدة الوزن وحده، حتى الذين ينظمون رسائلهم في الطب وفي الفلسفة الطبيعية يسمون شعراء، ومع ذلك فليس بين هوميروس وامبذوقليس من شركة إلا في الوزن. والأول جدير باسم الشاعر والثاني جدير بأن يسمى طبيعياً لا شاعراً " ، وكان هوميروس لدى ارسطو شاعراً فحلاً لا لإنه اضطلع في فخامة الديباجة الشعرية فحسب بل لإنه جعل محاكياته في شعره ذات طابع درامي".

ويعيد ارسطو جوهر معنى المحاكاة الإفلاطوني، ولكن على درجة مختلفة فهو يثريه بملاحظاته الدقيقة ودراسته لمئات الأعمال الفنية في المجال الأدبي والمجال التشكيلي.

فكل أنواع الشعر التي عددّها بالإضافة إلى الموسيقى الرقص والفنون التشكيلية وأشكال المحاكاة. والمحاكاة هنا ليست عالم المثل- الذي لا وجود له- وإنما الطبيعة مباشرة، ومن ثم فالمحاكاة عند ارسطو بعيدة عن الحقيقة بدرجة واحدة وهنا يمكننا القول بأن المواقف والأفعال والشخصيات والإنفعالات ينبغي أن تكون مشابهة للحياة وليست صورة فوتوغرافية منها- فوظيفة الشاعر – أو الفنان بوجه عام- هي ألا يحاكي احداثاً تاريخية معينة أو شخصيات بنفسها. ولكن أن يحاكي أوجه الحياة في عالميتها الشاملة من حيث الشكل والجوهر. والمثال كما تنعكس على صفحة روحه عن طريق ملاحظتها ومدارستها والشعر خلق باعتباره محاكاة للإنطباعات الذهنية ومن ثم فهو ليس نسخاً مباشراً للحياة. وإنما تمثلٌ لها. ويبرر ارسطو احتمالية اتهام الشاعر بأن محكياته غير حقيقية وذلك في إجابته التي تبين بأن الشاعر يحاكي الأشياء كما هي، أو كما كانت، أو كما ينبغي أن تكون، أو كما اعتقد الناس بأنها كانت كذلك، أي أن هذا الشاعر المتهم بالبعد عن الحقيقة المعروفة للناس، يمكن أن يدافع عن موقفه بأن يعرض الأشياء الحاضرة والماضية والمثالية أو ما يعتقده الناس فيها.

فقديماً، لاحظ أرسطو في النثر أنه قد يتوافر له نوع من الإيقاع كالشعر، وكثير من الكلام المنظوم لا يدخل في الشعر إذا خلا من الإيحاء ومن التعبير عن تجربة وإذا لم تتوافر له قوة التصوير ووسائل الإيحاء " وقد عني بها المذهب الرمزي في الشعر" الإيحاء والتصوير إذا انعدما من القصيدة صارت نظماً وفقدت روح الشعر كما أنهما قد يوجدان في بعض فقرات في النثر قد تكون له حينئذٍ صفة الشعر.

يقول جبران:" الشعر وميض برق والنظم ترتيب كلام، فليس إذن من الغريب أن يرغب الناس في الترتيب وهو في مرتبتهم دون الوميض وهو في الفضاء."
إن كتابات أفلاطون والأسقف تايلر والنظرية المقدسة- "Theorea Scare" لبيرنت تمدنا بالأدلة لا سبيل إلى إنكارها على أن أسمى أنواع الشعر قد توجد دون وزن بل بدون الغاية التي تتميز بها القصيدة. فالشاعر العربي نزار قباني يقول:" قد أصل في خطابي الشعري إلى مستوى الكلام العادي وقد اتهم بالنثرية حيناً وبالتقريرية حيناً آخر.. ولكني لا أغضب مما يقال لأنني اعتقد أن الجدار الفاصل بين الشعر والنثر سوف ينهار عما قريب كما انهار جدار برلين" وأما السير فيليب سيدني فقد مضى إلى النظر إلى أهمية اللقب الذي خلعه الإغريق والرومان على الشاعر- فالرومان دعوه "Vates" وهو قسيم الكاهن أو العراف أو النبي، والشعر قد يكون سماوياً "هذا لا يعني أنه يجب أن يكون كذلك" وهذا يتجلى لنا من مزامير داوود التوراتية حيث يحتج السير فيليب بأن المزامير إغانٍ نظمت في أوزان ولكن الوزن وحده لا يقيم شعراً. بل علينا أن نحصل على الإبداع الحيوي فالإبداع هو الخاصية المميزة للشاعر ، إنه يبدع أشياء جديدة معتمداً على فطنته الذاتية.

في حين يؤكد " ارنولدهاوزر" مكتشف الشعر الحر، أي الشعر الذي ينبثق من الروح اللاعقلية اللاتصورية والمضاد لكل تفسير منطقي وليس الشعر في نظر الرمزية إلا تعبيراً عن تلك العلاقات والتطابقات التي تخلفها اللغة لو تركت لذاتها بين العيني والمجرد والمادي والمثالي وبين المجالات المختلفة للحواس. وفي رأي ميلارميه أن الشعر هو الإيحاء بصور تحلق إلى الإعلى وتتبخر على الدوام، في حين يرى الشاعر الأمريكي " إدجار ألن بو" أن الشعر هو الخلق الجميل الموقع، والشعر يقصد فيه التأمل في تجربة ذاتية لنقل صورتها الجميلة، وأقوى عناصر الجمال في الشعر هو الموسيقى الكلامية لأنها طريق السمو بالروح وأعظم سبيل للإيحاء وللتعبير عما يعجز التعبير عنه."

يقول بودلير:" لا يمكن أن يتمثل الشعر بالعلم أو بالخلق، وإلاّ كان مهدداً بالموت أو الخسران، فالشعر ليس موضوعه الحقيقة، وليس له من موضوع سوى الشعر نفسه"، وأما البرناسية فانها تعني بالصور الشعرية وصياغتها، ولكنها تحتم الموضوعية في هذه الصور، ذلك أنها قامت على أنقاض الرومانتيكية في حين أن الشعر السيريالي ما عاد يعبر عن أفكار أو عواطف بل يعبر عن نشاط نفسي... والمهم ألا يقطع التيار الداخلي هم فني أو جمالي، بل المهم إدراك المجهول بحيث يتحول الشاعر إلى راءٍ عبر تشويش عام لكل حواسه واقترابه إلى حد كبير من الحالات الصوفية ومن هنا رفض السيرياليون التشكيل الشعري ورفضوا كل أنواع البناء الهندسي ورفضوا بذلك مفهوم القصيدة كعملية تأليف أو تنظيم وكل جهد ارادي في العمل مركزين على الكتابة الآلية التي تتخذ شكل أولا شكل الحالات الداخلية. وهذا ما أعطى الأهمية الأولى للتعبير بالصورة، باعتبار أن هذه العوالم الداخلية لا يمكن استخراجها بلغة تقليدية خارجية بل بصور هي من طبيعتها مهما أغرقت في الغرابة والطرافة والتناقض.

أما التصوريون "Imagist" أتباع المدرسة العصرانية "Modernism" أو المحدثية فهم يثورون ليس فقط ضد الكلام المنمق والعبارات الرنانة والكلمات المبتذلة والصور التقليدية والايقاعات الموزونة بل كذلك ضد الأنماط التفكيرية والتراكيب البينيوية المعهودة، ولتمردهم هذا أثر محمود في تحرر الشعر الأمريكي من القيود الثقيلة التي كان الشعر بها فارغ المعنى... بينما ينظر أصحاب الشعر الخالص أن جوهر الشعر هو حقيقة مستترة عميقة ايحائية لا سبيل إلى التعبير عنها بمدلول الكلمات بل بعناصر الشعر الخالصة، وهذه العناصر الخالصة غير مقصورة على جرس الكلمات ورنين القافية وايقاع التعبير وموسيقا الوزن، فهذه كلها لا تصل إلى المنطقة العميقة التي يتخمر فيه الإلهام.

أما أنا منير مزيد فأرى أن الشعر عالمٌ مختلف تماماً عن عالمنا المرئي، عالم ملئ بالسحر والجمال والطقوس والخرافة بعيداً ومتجرداً تماماً من المادة، فالأسطورة تنم عن الحكمة، فهي تحث الإنسان عن وجوده وعن سعيه الدائم وراء الخلود، وتصوره لماهية الأشياء التي تحيط به ولا أستطيع أن اتخيل شعر بلا تطرق إلى الأسطورة أو الخرافة.

اما الحلم فهو الكنز الثمين والوجه الآخر الحقيقي للواقع الإنساني وطالما حلم الإنسان منذ أقدم العصور، فالشعر حالة صوفية تتأرجح بين التأمل والحلم فالإنسان لطبيعته حالة مركبة من المشاعر الرومانسية والألم الواقعي والرموز السيريالية والقلق الوجودي، فالإنسان إذن حالة تجمع بين حالات متناقضة والشاعر الحقيقي هو الذي يرخي عنان قصائده فتخرج عفوية حصيلة ثقافة انسانية ومشاعر مركبة بقولبة ابداعية، وأنا لا أفند مدارس الشعر في ذاتي بل أمزجها وكذلك في قصائدي وهنا تكمن حقيقة الشاعر، أما القصيدة عندي فهي كائن حي " الجسد والروح" فالبناء الشكلي " البنيوي" والبياني يشكلان معاً جسد القصيدة أما روح القصيدة فهي الصدى الذي يبوح باسرار روح الشاعر ورؤاه.

November 10, 1994

الحيسب
30/01/2007, 06:40 PM
ــــــــــــ
أخي الحيسب حفظه الله
هذا هو الذي قتل الشعر العربي، وألقاه في غيابة الحياة!
الشعر يا سيدي ليس سلعة مكانها القاعات، وهو ليس نشرة هدفها المواساة، إن الشعر إذا ما أصبح شعر مناسبات قُتل، بل اغتيل.. الشعر يا أخي أعظم من هذا دورًا، وأخطر منه أثرًا، هو خلاصة مشاعر الإنسانية في كلمات، وهو كلمات في صور وخيال وعاطفة، وهو لغة تسوح على مواطن الجمال فتتخير أزهاها ثوبًا، وأحلاها مظهرًا، وأنقاها معنًى إنسانيًا.. وحين يكون الشعر للعامة فقط، يفقد هذه القدرة على التأثير في حياة الأمم.. أرجو مخلصًا أن نقرا عن دور الشعر في إيصال رؤية ورسالة أصحابها إلى الإنسانية.. وفي تصنيف واحدة من الإنسيكلوبيديات، ورد أن أكثر الأسماء الخالدة في عالم الشعر المؤثر في حياة الأمم وأدبها، هي شكسبير ثم المتنبي..
لك احترامي وتقديري
هلال الفارع
مع احترامي لما قلته ,
انا لا اقصد التكسب بالشعر
انا قلت ان الشاعر العربي فقد الاتصال مع القاعدة
والمناسبات شئنا أم ابينا هي جزء من حياتنا
ثم إن شاعر العربية العظيم (المتنبي } عاش حياته متكسبا ومع هذا فهو شاغل الدنيا
دور الفن عموما - فى نظري - هو الشهادة على الحدث , ان نجح فى أن يكون شاهدا على مايجرى , ينقله , ينقده , فقد أدى دوره , تأتي بعد ذلك الأجيال التالية كي تستفيد من تلك الشهادة
المشكلة فى الشعر الفصيح أنه مات .للأسف
أصبح الشعر للنخبة ,هي نخبة انانية فى اغلب الاحايين
نحن لانحتاج إلى استيراد مهمة الشعر من شكسبير وغيره .
الشعر ديوان العرب قبل شكسبير
ونظرتنا للشعر هي نظرة حسب مفهومنا ولاحاجة لاسنيراد نظرات الاخرين للحكم على حياتنا كان الشاعر يسير بين الناس حتى فى مراحل متأخرة من تاريخ الشعرالعربي
شوقي وابوشبكة , نزار , درويش و الفيتوري ...
بالطبع لايلام الشعراء فقط على تغريبة الشعر ,
هناك الجانب الاعلامي والدعائي الذي أزاح الشعر جانبا واولى اهتمامه لفنون أخر .
بالنسبة لي ليس هناك فرق بين الحر والعمودي , هتاك مايصطلح عليه أنه شعر وغير شعر
وهذه معارك جانبية - كمعاركنا الجانبية الكثيرة -
هناك ابداع ولا ابداع
فقط لاغير

تحياتي .
تحياتي .

صبيحة شبر
30/01/2007, 08:19 PM
الاخوة الاعزاء
لنعرف الشعر اولا هو الكلام الجميل المعبر عن العواطف والافكار الموزن والمقفى ، وبهذا يخرج الشعر التعليمي الخالي من العاطفة والخيال من الشعر الحقيقي ، ولكن هل لابد للشعر من الوزن والقافية ، نعم وان كان ترتيب الاوزان واتنوع القوافي قد جاءت به قصيدة التفعيلة التي كان من روادها السياب ونازك وبلند الحيدري ، اذن الشعر يجب ان يؤسس على عدة قواعد منها اللفظة الموحية والتأثير في السامع والقاريء والموسيقى والخيال الخصب والعاطفة الجميلة وبهذه الصفات فان النثر الفني يكون صنو الشعر في الابداع وصفة الادب
نأتي الى قصيدة النثر ، ما الذي جعلها من الشعر ؟ لابد ان تتميز بمواصفات الشعر ، فالموسيقى وانتقاء الالفاظ والعاطفة الجياشة والخيال الجميل يتصف به النثر
هل التأثير الذي يحدثه فينا النص هو الذي يعطي له الشعرية ؟ هذا التأثير نجده في النثر ايضا
حتى لانظلم شعراء القصيدة النثرية نقول ان بعضها تمتلك الشاعرية لانها مؤسسة على دراية في فنون الشعر ، والبعض الاخر لايمتلكها لان كاتبها ليس له معرفة بذلك الفن ،
لقد نظم رواد قصيدة التفعيلة هذا الفن بعد ان قطعوا شوطا في الشعر الكلاسيكي وهو شعر الشطرين الذي تعارف عليه الشعر منذ عصر ما قبل الاسلام الى عصرنا الحديث ، ولقد تطرقت الشاعرة المبدعة نازك الملائكة لاؤلئك الذي ينظمون القصيدة الجديدة دون ان تكون لهم معرفة بالتراث الشعري
انا مع التجديد في الشكل والمضمون ، ولكن هذا التجديد يجب ان يبني على اسس متينة ، كالبيت هل يمكن ان ينى دون ان توضع له الاساسات التي تضمن له عدم الوقوع ؟

د. جمال مرسي
30/01/2007, 09:44 PM
السلام عليكم جميعا
و أهلا بالمتحاورين الكرام في هذه الندوة التي بدأت تتسع و تأخذ طابعاً علمياً و أحترم جميع الآراء و وجهات النظر التي جاءت هنا و التي قد أتفق مع بعضها أو أختلف فلكلٍ رأيه و فكره الذي يدافع عنه .
لكن من واقع ما قرأت في كل المداخلات التي قرأتها على طولها أرى أن الجميع قد تلاقوا في نقطة واحدة تتعلق بماهية الشعر و الذي اتفق على أنه نتاج تجارب إنسانية و أحاسيس و مشاعر وهبها الله لخلق من عباده دون غيرهم .فكانت لهم أدواتهم التي نقلوا بها هذه المشاعر و الأحاسيس لتقرأها قلوب و عقول الآخرين و تعيشها معهم فإن استشعرها الآخر و حركت بداخله شيئا ما أو عزفت على أوتار قلبه و فكره و عبرت عما لم يستطع هو التعبير عنه بطريقة ما صفق له منبهراً و ظل شعره محفوظاً في قلبه و عقله عشرات السنين .
و هنا تبادر لذهني سؤال آخر :
لماذا تحتفظ ذاكرتنا بالمئات من القصائد القديمة على طولها و صعوبة مفرداتها و تستطيع أن ترددها عن ظهر غيب في حين أن المئات أو قل الآلاف من القصائد الحديثة لا يكاد صاحبها نفسه حفظ كلمة واحدة منها .
أنا لست أدافع عن القديم و أتقولب فيه بل أسعى للتجديد و أعلنت ذلك مراراً و لكن على ألا يمس التجديد بثوابت الشعر العربي و لا سيما أننا نتكلم عن شعرنا العربي لا ما أفرزته الثقافات و الفنون الغربية الأخرى من ثقافات و قوالب .
و أقول أن الشاعر كالرسام .. فهل رأيتم رساماً يرسم بدون أدوات .. بدون فرشاة أو ألوان أو قلم رصاص أو فحم أو خلافة ؟ بالطبع لا . و كذلك الشاعر تلزمه أدواته . فهو بالإضافة للموهبة التي من الله عليه بها فإنه يجب أن يكون ملماً بعلوم اللغة و عروض الشعر و تفعيلاته حتى تبدو لوحته ( قصيدته ) في أبهى حلة لها .
الثقافة أيضا تلعب دوراً مهماً في حياة كل إنسان و لا سيما الشاعر و هذا أيضا نتفق عليه و لا نختلف معه و لكن و نحن نتكلم عن الشعر العربي و لنا ثقافتنا و عاداتنا و تقاليدنا و ديننا و مثلنا التي تربينا عليها لماذا عليّ أن أفرض ثقافة الغرب أو الحضارات الأخرى على شعري أو على ذائقة المتلقي العربي و ماذا يفيد الشعر أو المتلقي اقحام حضارات الآخرين و نحن عندنا المعين في حضارتنا العربية و الاسلامية .
ثم نأتي لموضوع آخر و هو الغموض و الاغراق في الرمزية الذي اصبح يلف العديد من القصائد الحداثية بنوعيها النثري أو التفعيلي .
و هنا سيفرض سؤال آخر نفسه : لمن يكتب المبدع العربي ؟
هل يكتب لنفسه ؟
أم للنخبة ؟
أم للقاعدة ؟ ( ليس تنظيم القاعدة بالتأكيد )
إن كان يكتب لنفسه فحري أن تظل اعماله حبيسة ادراجه يقرؤها بينه و بين نفسه كلما اشتاق لأن يهمس لها أو يكلمها بصوت عال .
و إن كان يكتب للنخبة .. فهي لا تمثل و بكل الأسف أزيد من عشرة بالمائة و ربما أقل .
أما الغالبية العظمى التي من المفروض أن تستمتع بهذا الحق فهي بكل أسف محرومة منه لابتعاد الشاعر عنها حرمانها من شتى ملذات الحياة الأخرى .
ألم يكن المتنبي يكتب فيفهمه العامة و الخاصة على السواء
ألم يكن حافظ ابراهيم يمثل نبض الشارع
ألم يكن لوركا يتلمس أحاسيس العامة فيكتب أشعاره الرائعة لهم .
لقد أصبحت هناك فجوة و هوة عميقة بين الشاعر و المتلقي . قد يكون على المتلقي جزءً من تبعياتها بابتعاده عن القراءة الواعية أو حتى العادية و لكن في رأيي المتواضع أن الشاعر تقع عليه المسؤلية الأعظم .

و ما زال للحديث بقية و النقاش متسعاً و ننتظر المزيد من آراء الأساتذة

و للجميع مودتي

د. جمال

محمد اللغافي
30/01/2007, 10:55 PM
اهلا وسهلا ..أود أن أشارك أحبائي في هذا الحوار ..
والذي وجدت فيه تعصبا للتراث مما ذكرني بنفسي ذات أيام كنت فيها متشبتا بقواعد الخليل والقصيدة الكلاسيكية ،وأجهل كل جديد .. بل كنت ألعن قصيدة النثر وأثور عليها ،لكنني أيها الاخوة بعد أن استوعبت نفسي ووجدتني حديثا..أمتطي ..الدراجة.. والسيارة .. والطائرة.. بدل الحصان والبغل ..وأكتب بآلة كمبيوتر بدل الريشة والمحبرة..أتواصل مع العالم وأطالع انتاجاته الأدبية بدل القوقعة في سوق عكاظ وجدتني رجلاآخر غير الأولين الذين قننوا وقوعدوا أدبهم حسب عصرهم
نحن الآن نحاول تقنين وقوعدة أدبنا حسب عصرنتنا فهم رجال الأمس ونحن رجال اليوم والرابط بيننا هو اللسان العربي الذي يمثل الهوية الأساس..وليس الأسباب والأوتاد والفواصل لأننا استغنينا سيدي عن الخيمة والصحراء، .......

ولا أستطيع أن أجزم في قضية ما زال البحث فيها جاريا .أعني قضية الشعر المنثور هل يعد شعرا أم لا؟..لكني أستطيع أن أدافع عنه من وجهة نظري كفن اضافي أثرى أدبنا العربي .."والحداثة اعتبرته ككلمة ـخيرة لها من حيث أنه يمثل حركة حيوية وغنية وتعددية في تياراتها وأسئلتها ..لا تنطلق من رفض البنية الايقاعية الدلالية بمعناها الكلاسيكي بقدر ما تنطلق من أن الوزن والتفعيلات والطاقات العروضية الأخرى هي امكانية لا تستنفذ معنى حدودها"
فقصيدة النثر يا حبيبي هي نطفة حلال ..ابنة شرعية للقصيدة الأم لكنها تختلف فقط بكونها تخلصت من القيود التي جعلت منها عملا مكانيكيا تتفاعل كلماتها مع مجموعة قوالب اكتشفها أنذاك بعض المثقفين النبهاء حيث استخرجوها من ايقاعات سابقة لعهدهم.
القصيدة تبرجت تدريجيا كما هو الحال بالنسبة للانسان الحداثي حيث تم خلع نظام الأشطر ..وبعدها تخلصت من نظام القافية وحافظت على تفعلتها ..وأخيرا تخلصت من قواعد الماضي لتتحمل مسؤوليتها في ترتيب هيكلتها قالبا وايقاعا أسلوبا وتناغما مع مقومات العصر..
لا أطيل أيها العزيز ..فاذا ظهرت المعنى فلا فائدة في الاطناب.
محبتي ولي معكم لقاء آخر

د . محمد أيوب
31/01/2007, 02:33 AM
أخي العزيز د . جمال مرسي
هناك فرق بين شعر وشعر ، فليس كل الشعر الموزون المقفى له طعم الشعر ، يحضرني وأنا أقدم هذا الرأي ترجمتان لرباعيات الخيام ، إحداهما لأميل البستاني على ما أذكر والثانية لأحمد رامي ، فقد شدتني الترجمة الثانية أكثر من الأولى حتى أن السيدة أم كلثوم غنت القصيدة التي ترجمها أحمد رامي ، فالشعر الذي يمس شغاف القلب ويطرب النفس هو ما يمكن أن يجد طريقه إلى الأذن والقلب ، أما الشعر الجاف فلن يلقى قبولا إلا عند الدارسين والنقاد كمادة تخضع للدرس والتمحيص " الألفية مثلا " ، وبما أننا نعتمد على السمع في كثير من أمور حياتنا ، فقد انتقل الشعر قديما عن طريق الرواة ، وقد نتج عن ذلك ما أطلق عليه التحريف والتصحيف نتيجة التداول الشفهي وعدم التدوين ، وقد كان الشاعر العربي قديما بمثابة الإذاعة المتنقلة للقبيلة ، فهو يمدح ويقدح ، وقد ساهم حسان ابن ثابت في كشف مثالب أعداء الإسلام لأنه كان يعرف أنساب العرب ومثالبهم ، والإنسان يميل بطبعه إلى حفظ ما يسهل على الأذن التقاطه وعلى القلب والعقل امتصاصه كما نرى في الغناء للإبل :
هيا هلا هيا اطوي الفلا طيا
وقرب الحيا للعاشق الصب
جلاجل في البيد شجية التغريد ... إلخ
أو ما نجده في قصيدة جبل التوباد لأمير الشعراء .
وقد يقترب النثر من الشعر حين يرق الشعور ويرهف الإحساس ، ربما نجد ما يمكن أن نعتبره شعرا دون أن يقصد الكاتب أن يكتب الشعر كما يحدث مع بعض الروائيين ، فقد وجد بعض الأصدقاء ما رأوا أنه من الشعر الموزون في روايتين كتبتهما وفي بعض قصصي القصيرة مع أنني لم أضع في حسابي أن أكتب شعرا، وإنما وجدتني أمر في حالة من الشفافية جعلت ما أكتبه شعرا موزونا وإن كتبته على شكل النثر ، وأنا أرى أن الشعر بطبيعته ملازم للموسيقى سواء أكانت هذه الموسيقى داخلية أو خارجية ، ذلك أن موسيقى الشعر تقربه من ذائقة البشر ، وعلى الرغم من التطور الذي أصاب الشعر العربي في مراحله المختلفة فقد بقي الشعر الجاهلي خالدا على الرغم من الفاصل الزمني الكبير بيننا وبينه ، لأن الأحاسيس البشرية ذات قواسم مشتركة ، وبالتالي فإن الشعر الإنساني مهما كانت لغته التي كتب بها يجد طريقه إلى الخلود والبقاء ، أما الشعر الخالي من الأحاسيس والمشاعر الإنسانية فلن يكون خالد وإنما سيذبل وينساه الناس .
أما بالنسبة لي فإنني لا أميل إلى قصيدة النثر لأن الكثيرين ممن يكتبونها إنما يكتبون طلاسم أقرب إلى الهلوسات منها إلى ما تألفه النفس البشرية ، كما أرى أن من واجبنا أن نحافظ على تراثنا وأن نطوره ضمن إطار مفهومنا ورؤيتنا إن كنا نريد الحفاظ على حيوية لغتنا العربية لغة القرآن الكريم ، ولعل من أجمل أغاني أم كلثوم تلك القصائد العربية القديمة أو من الشعر الموزون مثل : أراك عصي الدمع ، والأطلال وعلى باب مصر تدق الأكف وغيرها وغيرها ، ترى هل تتصور أن تقوم أم كلثوم لو كانت على قيد الحياة بغناء قصيدة من القصائد يطلقون عليها وصف قصيدة النثر ، إن كانت قصيدة النثر قد نجحت في الغرب فليس من الضروري أن تجد طريقها إلى الذوق العربي وأن تنجح عندنا ، علينا أن نبتعد عن تقليد الغرب في كل ما يذهب إليه لأن لنا تراثنا الذي نهل منه الغرب حتى ارتوى ، ولا أود أن يفهم من كلامي أنني ضد تلاقح الفكر والحضارات وإنما أهدف إلى الحفاظ على الأصالة وعلى خصوصيتنا التي تميزنا عن غيرنا مع مراعاة الجدلية القائمة بين الخاص والعام ، الخاص العربي والعام الإنساني .
ولعل ما طرحته أخي الكريم يذكرني بذلك الصراع بين العامية والفصحى ، ذلك أن وضع العامية في مواجهة اللغة العربية الفصحى إنما يشكل خطرا على وحدتنا العربية ووحدة لغتنا .. لغة القرآن الكريم بحيث يكون مصير لغتنا العربية أشبه بمصير اللغة اللاتينية التي تشققت إلى اللغات الأوربية المعاصرة بحيث انحسر استخدام هذه اللغة وانحصر في استخدام بعض مصطلحاتها في الطب وغيره من العلوم التطبيقية ، وقانا الله من شر تمزق لغتنا العربية إلى لهجات محلية تتباعد تدريجيا لتضع حواجز راسخة تحول دون تحقيق وحدة وطننا العربي الكبير وتجعل لغة القرآن الكريم غريبة على أسماعنا وأذواقنا .
لا أرى غضاضة في أن أقرأ شعر التفعيلة لأن من حق الشاعر أن يتصرف في عدد التفعيلات وفي طول كل شطر من القصيدة ، لأن قصيدة التفعيلة إنما ترتبط بوشائج القربي مع الشعر الموزون المقفى ، كما نجدها محملة بالصور المكثفة والرموز ، فهي تتسع بمرونتها للثقافات المختلفة التي اطلع عليها الشاعر الذي قد يستخدم الأسطورة والرمز للتعبير عن حالة راهنة تاركا للقارئ مهمة استخلاص ما يرمي إليه ، أما تلك الطلاسم التي يكتبها البعض هربا من الالتزام بالتفعيلات الشعرية بحجة أنهم إنما يكتبون قصيدة النثر ، فهي غريبة عن أذواقنا ونفسياتنا .
ولعلني فيما ذهبت إليه أعبر عن وجهة نظري التي قد أخطئ فيها وقد أصيب ، فلا يوجد إنسان معصوم من الخطأ ما دام الأدب ذاتيا لا يخضع لموضوعية العلوم البحتة ومنطقها .
أرجو ألا أكون قد أطلت أو سببت لك الملل
لك مني خالص المودة والتقدير
د . محمد أيوب

عبدالودود العمراني
31/01/2007, 12:27 PM
السلام عليكم أيها المبدعون،

أعجبت بنقاشكم، فقمت بتجميع أهم المداخلات في ملف واحد، يمكن لكم تحميله بالنقر على الوصلة:

ندوة الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب "حول الشعر" (http://www.arabswata.org/forums/uploaded/1112_1170235633.zip)


مع تحياتي
عبدالودود العمراني

هري عبدالرحيم
31/01/2007, 12:39 PM
الأخ عبد الودود
لك خالص الشكر على مجهودك الرائع،فكرة التجميع هاته جيدة،لا تبخل كلما عنت لك فكرة ، فأنت دوما تتحف الجمعية .

عمرو عبدالرؤوف
31/01/2007, 01:57 PM
شكرا د. جمال للموضوع الهام جدا
اسمحوا لى ان اطرح رأيى الصغير المتواضع بصفتى (كاتب يحبو) من كتاب القصيدة النثرية

الشعر العمودى حدد ايقاع اللغة العربية فى عدة بحور فقط

يجب الاعتراف بوجود المزيد والمزيد من جماليات اللغة

كفانا (( حشو )) لمجرد تنظيم الوزن وعمل جرس جميل
كفانا استجداء للقافية لتوحيد الراء

كل هذا يحدث بالفعل وللاسف على حساب روح القصيدة فتموت القصيدة قبل ان تولد

هناك العديد من الشعر العمودى لتحفيظ النحو وما الى ذلك
ليست قصائد بالمرة ولا شعر ولكن قد نسميها نظم (( لا أظن ان احد هنا يعتبرها شعر )) نظم لغرض الحفظ ليس إلا

اذن البحور الخليلية ليست هى القياس الافتراضى للقصيدة


هناك الكثير لقوله لكن العقل مشغول وخارج نطاق الخدمة تلك الايام
اللهم ارحم جميع المسلمين

شكرا للموضع القيم
لى عودة باذن الله

محبتى وتقديرى

أحمد العراكزة
31/01/2007, 04:35 PM
بسم الله الرحمن الرّحيم
السلام على الشّعر والشّعراء وعلى العلم والعلماء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قصيدة النثر
قبل الخوض في النقاش لا بد لنا من تعريف للشّعر
إذ أنّ الشّعرَ _ كما أرى _ هو القصيدة
والقصيدة كما نعرف ماهي إلا أفكار مصبوبة بقالب الوزن والإيقاع
لذلك قيل الشعر هو كلام مقفّى موزن دال على معنى
مقفّى: هذا بالنسبة للشعر العامودي حيث يلتزم القافية
موزون: وهنا يدخل الشّعر الحر حيث تحرر هذا اللون من القافية والتزم الوزن
حيث التفعيلة الواحدة
دال على معنى: وهذا مطلوب في أي عمل أدبي

فقصيدة النثر لو عرضناها على هذا التعريف لما بقي منها إلا _ دال على معنى_
فهي بذلك تتشابه مع القصة والخاطرة .. وغيرهما من الأعمال النثرية

إذاً فالقصيدة _ قصيدة النثر _ لا ينطبق عليها تعريف الشّعر السّابق
وأظنّ هذا التّعريف مانع جامع (لذلك اخترته)

وفي المقابل لا نقول بأن _ قصيدة النثر _ هي ليست من كلام العرب
أو أنها مرفوضة بل على العكس هي عمل أدبي لكنه خارج عن مفهوم الشّعر
فهي ليست شعراً ... وإن كانت فنّ قائم بذاته ...

والذي أراه أنّ قصيدة النّثر هي فنّ من فنون الكلام كالخطابة .. والقصة . وغيرها من الأعمال
وهنا أود الحديث عن فنّ اسمه: المقامات (المقامة)
فالمقامة لم تدرج تحت مفهوم الشّعر ولو أدرجنا قصيدة النثر تحت مفهومه
لكانت المقامة أولى بذلك منها ..
إذ أنّها تغصّ بالموسيقى الدّاخلية (الإيقاع) حيث السّجع وطول العبارات المتناسق
فهي أقرب للشعر بكثير من قصيدة النّثر

والذي أراه أنّ قصيدة النثر هي فنّ جديد في الأدب العربي
له أصوله وقواعده ... من غير أن تكون شعراً

أدام الله الحوار ..

د. جمال مرسي
31/01/2007, 05:20 PM
السلام عليكم أيها الأحباب
أشكركم جميعا من جديد لإثراء هذه الصفحة و هذه الحوار الهادئ الذي ينم عن عقلية متفتحة و واعية
و أرحب من جديد بالأخ الشاعر محمد ااغافي الذي كانت أحدى قصائده سببا في إثارة هذا الموضوع
و كذلك أرحب بأستاذي د. محمد أيو و أشكره على مداخلته القيمة و الشكر لأخي الودود عبد الودود لمجهوده الواضح و جمعه لمحضلا الجلسة في موضوع مستقل و كذلك الشكر لأخي هري عبد الرحيم و كذلك الشاعر الكريم أحمد العراكزة و أخي الحبيب عمرو عبد الرؤوف .
و أقول لعمرو أن بحور الشعر العربي الستة عشر و المتعارف عليها من أيام الجاهلية هي موروث ثقافي لا يمكن التخلي عنه و إجابة على سؤالك أقول أن الشاعر الواعي المتمكن سيخوض فيها بطلاقة بدون حشر لا للراء و لا للام . فهو يتبع البحر أو التفعيلة التي يكتب عليها و التي هي ابنة شرعية للبحر و بثقافته اللغوية و الانسانية في شتى مناحي الحياة سيكتب ما هو جميل يمكن حفظه و التغني به . فالشاعر المتمكن لا ينظم و لكنه يكتب بقلبه و لكن وفق معايير و مقاييس ثابته و أوزان و موسيقي و صور بلاغية و خلافه مما أرى القصيدة النثرية كفن أدبي يختلف كما قال أخي العراكزة تفتقر إليه .
قصيدة النثر تحمل المعنى و الصورة الجميلة و هذا في حد ذاته كلام جميل لا ننكره على أصحابه و لكن أما كان من الأولى أن يصب هذا الكلام الجميل في قالب سليم يظهره في أيهى صورة .
لقد قلت في رد سابق أن الشاعر الماهر كالرسام البارع الذي يبدع في إخراج أجمل صورة تراها العين و تعجب بها فتستقر في النفس و القلب و الوجدان . و لكن هل يستطيع الرسام فعل ذلك بدون أدواته المتمثلة في االخشب أو القماش أو الورق أو خلافهم مع الألوان و الفرشاة و قلم الفحم أو الرصاص .
هذه الأدوات الخاصة بالرسام هي نفسها الأدوات الخاصة بالشاعر مع اختلاف المسمى ، و هي بالنسبة للشاعر العروض و اللغة و البلاغة و خلافها .
فأرجو ألا تكون حجة كاتب قصيدة النثر أنه يريد التحرر من هذه القيود ( و هي ليست قيود بالتأكيد ) و لكنها أسس و مباديء لا غنى للشاعر عنها .
يمكننا إذن التحرر و التجديد في المعنى و الصورة و الفكرة و أشياء كثيرة و لكن لا نتنصل للقالب أو الأداة التي نكتب بها أو نصب فيه أفكارنا .
و إلا فلنخرجها إذن من مسمى قصيدة و لنسمها أي مسمىً آخر و سيكون لها جمهورها و قراؤها و لن يبخس حقها . و حينها فقط أظن أن هذا الجدل القائم من بداية ظهور قصيدة النثر لليوم سينتهي لأنه سيكون الشعر شعراً و النثر نثراً
و للجميع مودتي
د. جمال

د. جمال مرسي
31/01/2007, 05:31 PM
السلام عليكم أيها المبدعون،

أعجبت بنقاشكم، فقمت بتجميع أهم المداخلات في ملف واحد، يمكن لكم تحميله بالنقر على الوصلة:

ندوة الجمعية الدولية للمترجمين العرب "حول الشعر" (http://www.arabswata.org/forums/uploaded/1112_1170235633.zip)


مع تحياتي
عبدالودود العمراني

أحي الحبيب عبد الودود
الرابط الذي أدرجته لا يعمل
و إن فيح الملف تظهر لي كتابة هيروغليفية
فأين الخلل
أهو بجهازي أم بالبرمجة
ليتك ترشدني
و لك الشكر

هري عبدالرحيم
31/01/2007, 05:46 PM
أخي جمال مرسي:
بالنسبة للكتابة على الشكل الهيروغليفي، لكي تتمكن من إعادة النص للغته،إضغط على الماوس(الفأرة) بالأيمن وأنت وسط النص،ستفتح لك نافذة من ضمن ما فيها كلمة codage ،أنقر عليها لتفتح لك نافذة أخرى تضم أسماء عدة لغات ،إختر أنت (عربيةwindows)، وسترى النص تحول إلى اللغة العربية.

هري عبدالرحيم
31/01/2007, 07:25 PM
تحية لكل مبدع:
الإنسان العربي تكلم أول ما تكلم شعراً،بالسليقة والمحاكاة،وقد ترك لنا العربي تراثا خالدا ،فالأمم كانت تخلد مآثرها بالبنيان،والعربي يخلد حضارته بالكلمة ،والبنيان تدمر وزال في الوقت الذي بقيت الكلمة خالدة.
قال الإنسان الشعر قبل معرفة العروض،فالشعر أصل والعروض فرع،ولما توالت العصور ،بحث النقاد عن الكيفية التي نظم بها الشاعر القصيدة، فصنفوها واستخرجوا قواعد،وبهذا أصبح للقصيدة العمودية قالب جاهز تصاغ فيه.
ثم جاء النقاد والمدارس النقدية،صنفوا وقسموا العصور ،وبحثوا عن الأوزان وعن مدى تقليد الشاعر للقصيدة الأم(الجاهلية)،فكان الأصمعي الناقد يقول/"الشعر فرج ليست خصيصته إلا لمفترعه."وجاء أبو تمام فرفض الجاهز أي القالب الذي وضعت فيه القصيدة العمودية،فأحدث ثورة على مستوى الشكل،بحيث رفض المطلع الطللي والغزلي، وتناول أفكارا جديدة لم يألفها الشعر من قبل،وجد مشكلة في التواصل مع الناس،بحيث لم يكونوا يفهمونه، وكانوا يقولون لماذا تكتب ما لا نفهم؟فيرد عليهم: ولماذا لا تفهمون ما أكتب؟
ونفس الشيء حصل مع أبي نواس،فإذا كان أبو تمام رفض الشكل فأبو نواس رفض المضمون، فتحررت القصيدة من الجاهز،,اصبح الشاعر يخوض في شتى المواضيع بكل حرية.
وهكذا تتوالى الأزمنة والقصيدة تتماشى مع عصرها،حتى جاء العصر الحديث فانتقل الشاعر إلى التحرر من القالب الجاهز(الأشطر،الروي،القافية المتصيدة،تداخل المواضيع في النص الواحد)،وكان هذا مع نازك الملائكة وبدر شاكر السياب في الأول ،فهما عمداء التحرر في العصر الحديث،فسمي شعرهما شعرا معاصرا( وليس حرا كما يحلو للبعض أن يصفه).
وتتوالى التجديدات،حتى وصلنا إلى رفض الأوزان مع الإبقاء على التفعيلة(تداخل البحور القديمة في قصيدة واحدة) ،ثم لم يعد للتفعيلة أي اهتمام، فهي تقيد الشاعر كي يلوي للنص عنقه ليخضع للتفعيلة،فأصبح الشعر كما نراه اليوم،في حلته الجديدة،مع بقاء الحلة القديمة بكل تلويناتها وتنويعاتها حاضرة دوما.
ولعمري فإن القصيدة بشكلها المعاصر أقدر على أستيعاب الحياة المعاصرة من القصيدة الجاهزة،فهي تفسح المجال رحبا كي يسافر فيه الشاعر دون كبح جماحه عكس القصيدة المقفاة.
ولكي نفهم التحولات وضرورتها ،لا بد من تعريف الشعر تعريفا يليق بمقامه:
كثيرون هم الذين يُعرفون الشعر على أنه فن من الفنون،وهو تعريف قاصر،إذ السينما فن من الفنون فهل السينما شعر؟والرسم من الفنون ،فهل الرسم شعر؟
الشعر في نظري لغة ،ولكي نفرق بينه وبين الكتابات اللغوية الأخرى ،نضيف بأن هذه اللغة أي الشعر،لغة داخل لغة(العلوم الإنسانية)،وهي خاضعة لعملية الإستقراء والتقعيد.
والتقعيد هنا بمفهومه الخاص وليس العام ،التقعيد يراد به هنا أن الشعر يخضع للجَرس الموسيقي،والتصوير الخيالي،وسبر أغوار المستحيل لجعله ممكنا،فالشعر لا يخضع لمنطق الطبيعة،فترى الشاعر يتسامى على الكون صعودا ونزولا،فإن قيدته تهاوى شعره وضاع.
فالقصيدة بشكلها الحالي أراها أليق ،وهذا لا يلغي القصيدة بشكلها القديم،فلكل مناسبة شكل،ولكني لا أومن بالتقيد بالجاهز،فنحن دعاة حرية ،لماذا نحرم الشاعر من فسحة تعبير؟أليس هذا متناقضا مع طرحنا؟لقد حدثت ثورات من أجل الحرية،فلماذا نريد الشاعر الأ يتمتع هو أيضا بعالم حر يعبر فيه عن همومه وثوراته؟
لنكن عادلين أكثر من الديمقراطيين،ونهب لكل ذي حق حقه،وهذا لن يضيع علينا الشعر، بالعكس، فهناك روائع الشعر المعاصر يتغنى بها الجميع،وهي تخلد لفترة معاصرة سرعان ما سيأتي جيل آخر ويؤطر لنفسه الإطار الشعري الأليق به.
ثم هناك قضية أخرى :الشعر المعاصر لا يلغي القصيدة المقفاة،فهما كالمسرح مع السينما ،جاء الواحد ليعين الآخر ولا ليلغيه. وللحديث بقية.
تحية شاعرية شعرا معاصرا ممزوجا بحفنة من جواهر معلقات أستار الكعبة.

محمد اللغافي
31/01/2007, 10:39 PM
أجد أن الموضوع شائكا .ولذا فاني أضيف مجموعة أسئلة عالقة أتمنى أن تأخذ حصتها من أجوبتكم في هذا الصالون العربي.
كيف نستطيع ايصال المعنى وشعرية النص للمتلقي العربي..؟
ما المعايير التي نعود اليها خلال وجود خلل ما في النص الشعري..؟
كيف تتأسس العلاقة بين الملقي والمتلقي؟..
والى أي حد يمكن أن تتبلور هذه العلاقة؟..وأن تتفاعل مع الطرفين ..الشاعر والغاوي للشعر؟

د.عمرخلوف
01/02/2007, 12:31 AM
كفانا (( حشو )) لمجرد تنظيم الوزن وعمل جرس جميل
كفانا استجداء للقافية لتوحيد الراء
كل هذا يحدث بالفعل وللاسف على حساب روح القصيدة فتموت القصيدة قبل ان تولد
هناك العديد من الشعر العمودى لتحفيظ النحو وما الى ذلك




كتبتُ مرّة ما يلي:
لعلّ أشد ما يؤذي النفس، (ويهز البدن)، أن يتجرأ إنسانٌ على القول: "يعجز الشعر الموزون على طريقة الخليل بن أحمد الفراهيدي عن التعبير عن روح الإنسان المعاصر، وعن حل مشاكله التي يعيشها.."!!
...فهل يقول بهذا العجز إلاّ جاهلٌ بأصول الشعر العربي، ورحابته، وقدرته العظيمة على التعبير عن روح الإنسان، وحلّ مشاكله.
وهل يعجز (شاعر مجيد) عن صياغة هذه المقطوعة (الحداثية) التالية لأنور محمد:
لا أرحلُ عن وطني
وإني
من وطني وهو مني
شعراً له ضوابطه وقيوده الشعرية؟
إن هذا المعنى المتكرر، يبدو هزيلاً أمام قول أحد الشعراء الفلسطينيين:
يا نوحُ لا ترحلْ بنا
إنّ المقامَ هنا سلامَهْ
إنّا جذورٌ لا تعيشُ بغيرِ أرضٍ
فلْتكنْ أرضي قيامَهْ

د.مقداد رحيم
01/02/2007, 01:59 AM
خَطتْ قصيدة النثر خطواتٍ طويلةً، واستقطبت أعداداً كبيرةً ممن استهواهم التجريب في عالم الكتابة الإبداعي، فكتبوا وأطنبوا، وأصبحوا شعراء، فما دام النص الذي يُكتبُ يُسمَّى قصيدة فلماذا لا يُسمَّى كاتبه شاعراً.. هذه الكلمة الساحرة في العقل العربي ومزاجه، بل في تاريخه وموروثه الثقافي والحضاري أجمع.
وقصيدة النثر نصٌّ تتوفَّر فيه الشِّعْـرية والموضوع، أو هذا ما ينبغي له، ولكنه يخلو مِن شَرْطَي الشعر الآخرَين: الوزن والقافية، وهذان الشرطان هما اللذان حددهما العرب القدماء وساروا عليهما أجيالاً متعاقبةً ودهوراً متطاولةً، مِن جملة شروط أخرى، وبذلك تكون قصيدة النثر بنتاً لقصيدة الشعر الحر التي تخلَّت عن القافية الواحدة وعن نظام الشطرين، وعن عشرة أوزانٍ شعرية من مجموع ستة عشر وزناً ، والتزمت ستة أوزانٍ وهي الأوزان الصافية كما سمَّتها نازك الملائكة في كتابها "قضايا الشعر المعاصر"، غير أنَّ هذه البنتْ ضربتْ ذينك الشرطين الأساسيين عرض الحائط.
وعندما بزغت شمس الشعر الحر، بسبب ترجمة الشعر الأوروبي إلى العربية وتقليده من قبل الشعراء العرب، بزغ معه سؤال هو: لماذا؟، فجاء الجوابُ إنَّ الشعر على الطريقة القديمة لا يفي بالتعبير عن حاجات الإنسان الجديدة وحضارته الحديثة، فهو شعر تقليدي كلاسيكي قديم، ولم ينجُ هذا الوليد، وأعني الشعر الحر، من مقاومة تشتدُّ وتضعف، حتَّى استطاع أن يفرض نفسه من خلال الأمر الواقع، ومن خلال تشجيع السلطات المدعية للتطوير والتحديث والتقدم، ومن خلال إصرار الشعراء أنفسهم على خوض التجربة إلى نهاية المطاف، ونهاية المطاف هنا تعني اعتراف الأطراف كافةً به ثم شيوعه، وقد ساعدهم على ذلك أنَّ هذا النوع من الشعر لم يتخلَّ عما للشعر العربي جملةً، بل التزم بشيءٍ أصيلٍ منه كما مرَّ قبل قليل.
لقد استطاع الجيل الأول والذين جاؤوا بعدهم بقليلٍ من شعراء القصيدة الحرة أنْ يؤسسوا للقصيدة الحرة وأنْ يهبوها أسباب الصمود في وجه تلك المقاومة وذلك الرفض الشديد من قبل التيار المحافظ الذي لم يخلُ منه مكان ولا زمان، فقد انطلقوا إلى كتابة القصيدة الحرة مِن معرفتهم بطريقة كتابة القصيدة المقفاة ومن القدرة على كتابتها أولاً، حيث تدربوا في رحابها على أساليب البلاغة العربية، وعرفوا أصول موسيقى الكلام العربي، وأحسوا بأهمية الوزن وضرورة القافية وكلاهما من لوازم تلك الموسيقى، ولذلك التزموهما حتى آخر قصيدة كتبها كل منهم، ولا سبيل إلى الاستشهاد بحالات قليلةٍ شاذة، فما حاجتنا إلى القياس على الشذوذ؟. ثم إنَّ النظم على القافية يدعو إلى الغوص في آفاق المفردة العربية والإلمام بمترادفاتها، والرجوع إلى معاجمها، فتأسست لديهم قدرة لغوية ذات قيمة عالية أغنتْ ما كتبوه من شعر حر، وسهَّلت لهم تناول الجديد من موضوعاته.
ومن سوء حظ الجيل الثاني والذين جاؤوا بعدهم أنَّ أغلب شعرائه بدؤوا بالشعر الحر، وأخذوا شأنه على علاّته، مستسلمين لأطروحة الحداثة، ومستسهلين الطريقة في النظم، وراغبين في الوصول إلى مرتبة الشعر بأقصر الطرق وأسرعها، فجاء شعرهم خالياً مما لم يخلُ منه شعرُ الذين سبقوهم، ولكنه لم يخل على عمومه من الإبداع ، بسبب انتباه البعض منهم إلى شَرطَي الوزن والقافية، وقد رضينا من هذا البعض اقتصارهم على وزنَي المتدارك والمتقارب، بل اقتصار بعضهم على وزن واحد فقط هو المتدارك حتى آخر قصيدة دون سواه، ثم رضينا من بعضهم استخدامهم لشذراتٍ من القافية حتى بدؤوا يستحون من استخدامها فتخلصوا منها!.
أما آخر الأجيال وهو الجيل الذي نشهد ولادته الآن، فقد رأى الكثيرون منه آخرَ ما وصل إليه الشعر على أيدي الجيل الذي سبقهم ومازال على قيد الكتابة، فظنَّوا أن الشعر الحر هو تلك الخاطرة الذهنية التي هي تجسيد لفكرة أو شعور أو لمجموعة من المشاعر والأفكار لا يلزمها وزن ولا قافية، ولا أي شرط آخر من شروط كتابة النص الأدبي سوى تقطيع الكلام على سطور مرصوفة بشكل عمودي، ثم تبدأ سلسلة من التساهلات الأخرى، حتى أنَّ كل مَن يرى نصاً ذا أسطرٍ مختلفة الأطوال يظنُّه شعراً حراً، وبذلك ضاعت مقاييس الجنس الأدبي.
وحتى لا يكون هذا الجنس من الكتابة مُفرَّغاً تماماً من شيء يتميز به جعله مريدوه غارقاً في الاستعارة والتشبيه، والتقعُّر في التراكيب اللغوية، فجرَّ ذلك إلى الغريب من الاستعارة وإلى الغامض من التشبيه، وفوق ذلك أغرقوه بالأفكار الذهنية والتأملات ولوَّنوه بضروب من التفلسف، وليتهم جميعاً فعلوا ذلك، ليكون لهذا النوع الكتابي ملامح معهودة!. غير أنهم ومع كل ذلك الغموض والتشوش النوعي وجدوا ضالتهم في مصطلح "قصيدة النـثر"، ليتخذوا منه مرجعية تبارك لهم ما هم فيه سادرون!، وتعنـتوا حتى أصبح الخلاف معهم في ذلك يُفسد للود ألف قضية!.
فإذا وقفنا على المصطلح وجدناه غريباً عن مصنوعاتنا، مستورداً من خارج ثقافاتنا، شأنه في ذلك شأن الشعر الحر، والحداثة ، وأخيراً العولمة التي لم تتأخر كثيراً في الوصول إلينا كسابقَيها، بسبب التسارع في إيقاع الحياة الإنسانية في العالم كله الذي أحدثه انتشار الشبكة العنكبوتية الخطيرة، فقد تأخر وصول الشعر الحر من الغرب إلى العالم العربي ما يقرب من خمسين عاماً، ومثل ذلك يُقال بشأن الحداثة، ولو تأخر نشاط الترجمة أكثر لتأخر ذلك الوصول بمقدار تلك الكثرة!. والمطلعون على اللغات الأوربية يجدون مصطلح قصيدة النثر شائعاً في قواميسها، ولعله موجود قبل أن تستعمله الفرنسية سوزان برنارد فيترجمه عنها أدونيس وسواه!.
وقد يجد البعض من مُريدي هذا النمط الكتابي شعوراً بالفوز وهم يستهجنون وجود قيدَيْ الوزن والقافية في النص الشعري متمثلين بالمنظومات العلمية والأراجيز، متندرين بها، على أنها ليست من الشعر في شيء، وذلك أمر يحق لنا التعجُّب منه، والتقليل من شأنه جُملةً وتفصيلاً، لأنَّ أحداً لم يُسمِّ تلك المنظومات شِعراً، لا مِن القدماء ولا مِن المُحدَثين، فضلاً عن أنَّ القدماء كانوا يستهينون بوزن الرجز ويسمونهُ (حمار الشعراء)!، وليس مِن الحِكمة أنْ نضربَ شيئاً خارج القياس مثلاً لِمَقيس!. ومثل ذلك يُقال بشأن كتابة عمالقة الشعر الحر للخاطرة كنـزار قباني.
إنَّ الشعرية والموضوع ليسا مما يخلو منه النثر، أو ما ينبغي أن يخلو منه، بل إنَّ كثيراً من النصوص النثرية القديمة والحديثة اشتملت على الكثير منهما، وإذا شئنا أن نسمي كل نص طفحت فيه الشعرية واستوفى موضوعه، بل غصَّ كذلك بأنواع الاستعارة والتشابيه والتراكيب اللغوية المخصوصة شِعراً، فإنَّ علينا أن نَـعُد أجيالاً من الناثرين العرب القدماء والمحدثين، ومنهم كُتّاب الخواطر، شعراءَ بامتياز، ولكانت "قصيدة النثر" عربية النجار دون ريب، وكان الغربيون كلهم عالة ً على العرب، فما الداعي لأنْ يكون أولئك مراجعَ لنا دون هؤلاء؟!. ولكنْ أنَّى للعرب أن يفقدوا نظرتهم الثاقبة للشعر، وأنْ يخلطوا بين الأنواع الأدبية؟!.
وهناك من لا يؤمن بتسمية شعر التفعيلة شعرا حرا لأنه قُـيِّدَ كذلك بالوزن والقافية، وإن كان أكثر تحرراً من الشعر المقفى، وهذا يعني أن الحرية لدى هؤلاء تعني التخلي عن القيود جُملةً، فإذا كان الأمر كذلك فما الداعي إلى ابتكار جنس أدبي كتابي جديد كان موجوداً من قبلُ وهو الخاطرة؟، بل إنَّ هناك مَن ينسب قصيدة النثر إلى الشعر الحر، وهو منها بريء، وهذا يُضاف إلى إشكالية الجهل بالفن الشعري وخصائصه، حتى أن أحد طلاب الدراسات العليا وكان يُحضِّر لأطروحة الماجستير في الشعر العربي سألني عن الفرق بين الشعر الحر وشعر التفعيلة!.
ويُضاف إلى هذه الإشكالية أنَّ بعض كتّاب هذا النمط النثري يعمد إلى كتابة عبارات وفواصل مقفاة، وهو ما يسمى في النثر سجعاً، غير أنهم يظنون ظناً، وهو ظن خاطئ، أن التقفية تجوز فيما ينـثرون، مع أن للقافية عِلماً مستقلاً ودقيقاً لا يمكن تحققه إلاَّ في الشعر الموزون، فيكون ذلك عاملاً مساعداً على إشاعة الجهل بأصول الفن الشعري، خاصة في زمنٍ غابت فيه الرقابة على النشر الأدبي في خضم هيمنة الشبكة العنكبوتية، هذا الغياب الذي ساعد كثيراً على غياب الصحة في اللغة والنحو والإملاء في غابةٍ مما نقرؤ مِن نصوص، بل لقد كتب في هذا النمط كثيرون مِمن لم يكن في وسعهم يوماً أن يحلموا بأنْ يُعدُّوا في رعيل الشعراء !. وبهذا يكون لـ" قصيدة النثر" الفضل في تجريئ الناس على الكتابة طمعاً بهذا اللقب الساحر!.
ثم ألا تحمل كلمة (قيود) تهمة إلى هؤلاء الدعاة إلى التحرر منها جميعاً بأنهم غير مؤهلين لتحمل القيود التي لا يكون أي إبداع بدونها إبداعاً؟.
إنَّ علينا عدم المراهنة على الفكرة والموضوع، وهما قضيتان لهما علاقة بالمعاني، فالمعاني (مطروحة في الطريق) على رأي الجاحظ، وإنما العبرة في خصائص الفن الأصيلة التي لا تشترك فيها مع فن آخر، فوجود الشِّعْرية في قصة قصيرة لا تسوّغ لنا نسبتها إلى الشعر دون السرد، على سبيل المثال، والنمط الخاص بكل فن لا يجب أن نقبل الاستهانة به، والتقليل من شأنه تحت تهمة (النمطية) التي يصفها البعض بأنها كارثية!، فالنمطية هنا هي التي تحدد النوع، فإذا كان المتهمون لهذا للفن الملتزم بالأصول والقواعد بالنمطية فلماذا يسموّن ما ينثرونه شعراً؟ أليس للنمط علاقة وثيقة بتسمية النوع؟!.
وأنا لا أقف ضد هذا النوع من الكتابة الذي يسمونه (قصيدة النثر) والأفضل أن يسموه تسمية تدلُّ على النوع وليس على القطعة الواحدة منه، إذا اتفقنا على أنه نوع جديد في الأدب العربي، بل لقد كتبتُ عن نصوص وعن مجاميع صدرت حافلةً به، وأثنيتُ على كتّابها، وقد فعلتُ ذلك لا لأنها قصائد وكتّابها شعراء، بل لأنها نصوص مُبدَعة (بفتح الدال)، ولأن كتابها مبدعون على نحو ما، وقد أعجبني الكثير من تلك النصوص إلى حد الدهشة، غير أنني لا أعدُّها شعراً وإنْ كان فيها شِعْرية، ولا أعدُّ كتابها شعراء وإنْ كان فيهم شاعرية، إنما أقف ضد التضييع والتمييع الذي يمكن أن يحلَّ بالشعر العربي وأصالته، وأخشى أن يضعف فهمه والشعور به وأنْ يعظم الجهل بأصوله، وأن يذهب الذوق العربي به أدراج الرياح، غير أنني لا أخشى أن يحلَّ هذا النوع محلَّ الشعر العربي الأصيل، لأنه نوع مستحدث غير أصيل في الشعر خاصة، مع أنه أصيل في سواه، وله ذلك بجدارة.

إنَّ ما يُسمَّى بـ"قصيدة النثر" هو نوع أدبي بلا شك، غير أنه لن يتعدى الخاطرة، وهي قديمة أصيلة، وقيمته الأدبية تكمن في ما يحتويه من مادة فكرية موضوعية، وفي لغته وتراكيبه وأساليبه وبلاغته، وليس مطلوباً منه أن يُسمَّى شعراً، وأن يُسمَّى كتّابُه شعراء بالضرورة، وإنْ كانت نصوصهم تطفح بالشِّعْرية، وهي مما يلازم النثرَ أيضاً، وإنْ كانت لديهم شاعرية، وهي مما يلازم حتى بسطاء الناس!.
أنطمع بالتسميات؟!.



أم هل أطمع بدوام الود؟!

يحيى الصوفي
01/02/2007, 02:27 AM
إخوتي الأفاضل كما ترددت في التعليق أول مرة ترددت في الدخول والتعليق للمرة الثانية
وذلك لأنني لم استطع المرور على بعض التشبيهات المتكرر كون أدوات الشعر هي القواعد والبحور والاوزان كما هي الريشة والألوان للفنان!!!؟؟؟.

وأنا لا اتفق بتاتا مع هذا القول وذلك لان الريشة والألوان بالنسبة للفنان يقابلهما القلم والورقة بالنسبة للشاعر.

وأنا أظن كما أسلفت بان الشاعر كالفنان (الرسام) كالموسيقي أو كأي موهوب ومبدع في مجال عمله وفنه لا يعتمد على قاعدة في عمله بتاتا... وأدواته هو الحلم والخيال والمقدرة على صياغة أفكاره بما منحه الله من موهبة.

وإذا أحببنا أن نقتصر الأمر على الشاعر والشعر فان أول ملكة يجب ان يتمتع بها هي الموهبة لا قبل ولا بعد فإما هناك موهبة وهناك شاعر أم لا... وعلى هذا الأساس فالشاعر الموهوب يكتب الشعر دون أن ينتبه إلى وجود نظم وبحور وأوزان وشعره يأتي موزونا دون إرادة منه أو قصد... ولا أظن أي كان من الشعراء في الجاهلية أو بعدها أو في زمننا الحاضر كتب الشعر ووقف ليقيس جمله وعباراته إذا ما كانت تتفق وبحر معين أم لا!!!؟؟؟.

لأنه بذلك لا يتقدم خطوة واحدة للأمام... فالشعر (بتفعيلة أو وزن أو غيرها) حالة خاصة تنتاب الشاعر (تشبه الغيبوبة) وهو لا يختار بتاتا لا الموضوع ولا اللحن ولا سياق القصيدة... هو يمر بحالة الهام فيمسك في الورقة ويكتب... وقد يصحو ليجد نفسه أمام عمل لا يخصه وكأنه من فعل غيره... ولهذا شبه الشعراء الأوائل هذه الحالة بحلول شياطين الشعر عليهم... وأنا لا اعتقد بان الشاعر الموهوب يحتاج لمدرسة ليتعلم بها أصول وفن كتابة الشعر (كما يحلو للبعض أن يأخذ به) لان الفنون على أنواعها هي موهبة في الدرجة الأولى وقد نجد طفلا لم يسمع الشعر في حياته ولم يمسك قلما في حياته ولا آلة موسيقية ويعزف ويرسم ويكتب شعرا ويتجاوز كل من سبقوه... وأنا هنا لا أتكلم بتاتا عن النبوغ ( لان في بعض حالاته يشبه المرض قد يظهر فجأة ويختفي فجأة دون تفسير) أنا أتكلم عن الموهبة... الموهبة يمكن صقلها ورفدها بالمعارف والنظم والقوانين ولكن لا يمكن ولا بشكل من الأشكال نقلها إلى الغير عن طريق التعليم والممارسة.

والشاعر الموهوب قد يتطرق إلى كتابة الشعر في المناسبات أو إلى أشخاص وهنا يكون قد استخدم موهبته وسخرها لغرض إعلامي ويكون عمله وشعره عملا تقريريا (ككتابة المقالة) وهو يختلف كليا عن أعماله التي تهبط عليه فجأة دون تحضير تبعا للحالة التي يعيشها... حيث يظهر الفرق واضحا بينهما... وهناك أمثلة كثيرة لذلك لا يسعها المكان.

أما من يتعلم الأدب والشعر والرسم والموسيقى ويجيدها ويجيد الخوض والتفنن فيها، فهو يشبه الرسام الممتهن للرسم فهو يتبع نظم وقوانين وشروط تعلمها وكلها صحيحة وقد يستطيع نقل ونسخ عمل كامل وطبق الأصل بل أحسن من الأصل (من اعمال الفنانين الكبار) ولكن لا يمكن أن يكون ولا بشكل من الأشكال مبدعا في فنه وعمله وشعره.

وإذا قمتم بحساب عدد المتعلمين والمتخصصين في الأدب والذين يكتبون الشعر وينظمون القصائد وعدد الكتاب والشعراء الذين تركوا أثرهم في الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وحتى السياسية فهي بما نسبته واحد من أصل مئة ألف (انظر عدد خريجي الآداب في العالم العربي وكلهم لديهم تجارب شعرية وقصصية وإعلامية -ومنهم من له إصدارات ويتبوأ أعلى المراكز في بلدانهم- وانظر عدد من ترك أثرا واوجد مدرسة وغير واقعا وعلم أجيالا تعرفون الفرق).

فالإبداع قاعدته الأولى والأخيرة هي الموهبة وأدواته هي الخيال والبلاغة في الوصف والتأثير على الغير... ولقد كتبت مقالات عن الإبداع والموهبة (http://arabswata.org/forums/showthread.php?p=37636#post37636) والإلهام وميزت عنهم موضوع الذكاء والعبقرية... وقد انشرها في المنتدى قريبا.

أرجو مسامحتي على تطفلي لأطرق بابكم مرة ثانية ولكن لم أتمكن من العبور واسمع بعض التشبيهات والخلط في الأدوات دون أن أوضح الفرق -(حسب رأيي المتواضع وأنا لست بأكثر من هاو ومجتهد وقد أخطئ وقد أصيب)- بين ممتهن للأدب وبين الأديب وأرجو ألا يفهم انتقاصا لأي منهما فلكل منهما دور وعلى عاتق كل منهما مسؤولية ولكن احدهما قادر على الخلق والآخر لا يملك سوى المتابعة والتقليد.
---------------------
يحيى الصوفي جنيف في 01/02/2007
لقراءة مقالة حول الموهبة (الموهبة وأثرها في صناعة الأديب (http://arabswata.org/forums/showthread.php?p=37636#post37636))

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
01/02/2007, 05:55 AM
حضرات الأفاضل الكرام
لكم التحية فى مستهل هذه الدعوة الكريمة من أخونا الشاعر والمبدع د.جمال مرسى
وحلقة النقاش حول ( قصيدة النثر)
ففى البداية وكلنا نعلم أن شعراء السلف مرورا من العصر الجاهلى وصدر الأسلام والعصور المتعاقبة حتى وقتنا هذا من العصر الحديث وممن كتبوا شعرهم ( الرصين ) تناقلوا فيما بينهم وعن قصد غير ومتعمد أشكال وقوالب الشعر بأدواته المعروفة للعامة قبل الخاصة والأهم من ذلك كله مفردات اللغة
التى راحت تندثر عبر العصور شيئا فشيئا كحال الأنجليزية المتداولة وانجليزية شكسبير التى كثيرا ماترهق أصحاب اللغة الأصليين وبمراجعة اللغويين العرب لموروثنا الشعرى تبين هذا المثال لكل الناطقين بالعربية
والأمر الذى لاخلاف عليه وغالبا لايتحدث عنه أحد أن شعرائنا يشعرون أشعارهم بلغة قومهم ومحافلهم
وهو مايعرف الأن باللغة العامية، وهكذا نتحدث اليوم بأقاليمنا كـُل حسب لهجته هنا وهناكونعود ونقول بأن الثابت من اللغة فصحاها وجرى الحال على رسميتها وتعميمها وخاصة لأحتواء دستور السماء لمفرداتها وجمالياتها الأمر الذى منح الفصحى قدسية وتعلقا عن اللهجات المتداولة بين شعوب العرب من المحيط إلى الخليج ولعلى أكون قد وضعت يدى على جدل اللغة وتداولها وسبب تمسكنا بلغة القرآن الكريم ومن جانب بحثى ثعدقصيدة النثر منذ منتصف الثمانينيات هي "قصيدة العولمة"، وهي تعبير طبيعي عن حالة التشظي العربية منذ نهاية الحرب الباردة، وهي أيضًا تعبير عن "حالة التجريد" و"تبريد اللغة الشعرية" الذي يلتقي مع مفهوم محو الهوية.. الذي تريده العولمة.
ولقد أصبحت قصيدة النثر جنسًا شرعيًا في الوطن العربي بحكم وجودها الواقعي، وبالنظر إلى كمية المجموعات الصادرة منذ العام 1985م إلى يومنا الحالي نجدها تعد بالمئات خاصة بالنظر إلى أولئك الذين أصبحت عندهم قصيدة شكلاً ثالثًا بين الشعري والسردي،وبالإجمال فقد رسخت موجة الرواد وموجة الستينيات والسبعينيات قصيدة النثر بأشكالها المختلفة لتواصل موجة الثمانينيات إشباع حركة قصيدة النثر ، لكن الانفجار الكبير حدث منذ أوائل التسعينيات فتحولت قصيدة النثر نحو السيطرة شبه التامة على وسائل الإعلام في ظل ثقافة العولمة والتشظي الكبير فبعد أن كانت مركزية قصيدة النثر تدور في لبنان، فلسطين، سوريا، العراق أخذت تنتشر مع بداية التسعينيات لتشمل الخليج العربي، مصر، المغرب العربي.
**************
وسويا سويا سنضع أيدينا على العلة شريطة أن نتفق
الشاعر محمد أسامة البهائي
مصر

د. جمال مرسي
01/02/2007, 10:43 AM
و إن شاء الله لن نختلف أخي الشاعر محمد أسامة طالما أخذت أطروحات الحاضرين هذا الشكل العلمي و الطريقة اللبقة في الحوار دون تجريح أو تعصب لرأي و فكرة .

و من واقع قراءتي للردود السابقة أقول أن من أكثر الردود التي أعجبتني و كانت أكثر اعتدالاً و منطقا كان رد د. مقداد رحيم فقد وضع يده بمبضع الجراح البارع على العلة
فأرجو من الأخوة إعادة قراءة رد د. مقداد رحيم بهدوء و روية و استيعاب لكل حرف فيه .

و أقول لأخي المبدع يحيى الصوفي .. لا يختلف اثنان على أن الموهبة لكل فن هي الأساس
و بالتالي ينطبق هذا الكلام على الشعر موضوع النقاش . و لكن اسمح لي يا صديقي أن أسألك :
ما قيمة الموهبة إن لم يصاحبها علم و قراءة و إطلاع على أعمال الآخرين قديمها و حديثها .
ما قيمة الموهبة إن كان الشاعر لا يمتلك أدوات اللغة و البيان . لا ننكر أن كل من أمسك قلمه ليكتب حرفاً حتى و لو كان مقالة أو قصة أو ما اعتقد في قرارة نفسه ( و نفسه هو فقط أنه شعر )
لا ننكر أن بداخله شيء يحركه و موهبة من الله عليه بها و لكن هذا الشيء أو هذه الموهبة لابد لهما من أدوات كما قلتُ سابقا و أعيده هنا ... الأدوات . و ضربت مثلاً بالرسام لأنه لا يستطيع رسم لوحته بدون ألوان و لا أقلام و كذاك الشاعر لا يمكنه كتابة قصيدته بلا لغة و لا أوزان .

لماذا لا يكون التجديد في المعاني و المضمون ، في الأفكار و الصور ، والأطروحات ؟
لماذا لا يتم طرح كل هذه الجماليات في قالب تستسيغه الأذن و تتمايل معه النفس طرباً .
نعم .. هناك فرق كبير بين الشعر الصادق و النظم المقيت ؟
الشعر الصادق يخرج من قلب الشاعر ليدخل و يسكن أعماق المتلقي قارئاً كان أو مستمعاً .
في حين أن النظم لا يترك أي أثر في النفس و يذهب أدراج الرياح .

هناك جسر من التواصل يجب أن يبنيه الشاعر بجدية بينه و بين المتلقي ، و هذا الجسر لن يستطيع بناءه إلا مهندس ناجح ، موهوب أولاً ثم متعلم يغوص في أعماق اللغة ليستخرج منها أجمل الدرر من معانٍ و مفردات بحيث يستطيع أن يبني له شخصيته الشعرية المستقلة و يدخل قلب المتلقي .

و الشعر الصادق هو ترجمة لحالات إنسانية و اجتماعية و نفسية فهل ضاقت بها أشعار الأولين و قوالبهم التي يشن عليها هذا الهجوم بها .
ثم .. هل دخلت قصيدة النثر قلب و عقل العربي ؟
أقولها و بكل الأسف لا ، بل لم تترك في نفسه أي أثر و لم يستطع حفظ كلمة واحدة منها رغم أن مبدعيها يحاولون تجميلها بشتى الطرق كامرأة تضع المساحيق على وجهها لتبدو في نظر الآخر أكثر جمالاً في حين أنها لو كانت بطبيعتها لكانت في عيونهم أجمل و أجمل .

و خلاصة القول :
أن الشاعر عليه التجديد في المعاني و الأفكار و الصور و خلافهم و صبها في قالبها الشعري الأصيل و المتعارف عليه و الذي لم يضق باستيعاب هذه المعاني كلها سيان كان عمودياً أو تفعيلياً و لكم أن ترجعوا للكثير من القصائد القديمة و الحديثة ليتأكد لكم صدق ما أقول و لن أضرب مثلا بنفسي فقد أكون هاويا و محباً للشعر فقط و لكن عندنا هنا مثلا في واتا يحيى السماوي و هلال الفارع و لطفي زغلول و مقداد رحيم و أحمد حسن و إكرامي قورة و العراكزة و زاهية و العاني و غيرهم ممن لا تسعفني الذاكرة انظروا في قصائدهم بلا تعصب لجنس أدبي لتجدوا أن المعاني صبت في قالب شعري بديع ، و لم يتململ هذا القالب من استيعابها

للجميع مودتي
و الله الموفق

و للحديث بقية إن كان في العمر بقية

عادل العاني
01/02/2007, 12:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أشكر الأخ د. جمال على فتح الحوار لهذا الموضوع الحيوي والمهم , ورغم اختلاف الرؤية من كاتب لآخر لكننا والحمد لله مازلنا نسير باتجاه واحد. لقد سبق وأن نوقش هذا الموضوع في العديد من المنتديات , وربما أتى ثماره في بعض منها . وأرى علينا أولا أن نسلم بالبديهيات , ونقر بعض التعاريف , فالمشكلة هي الخلط بين المفاهيم وبين التحديث والتطوير , والبعض ينظر للشعر والعروض على إنها أثواب قديمة لا بد من تجديدها , وهذا قصور في وجهة النظر , فاللغة العربية لغة حية متطورة , والشعر وقواعده ركن أساسي من أركانها وأركان ديمومتها , والشعر العربي مهما كان ( قديما ) لكنه لم يمت ومازال حيا وسيبقى مادامت اللغة حية خالدة.
وأنا هنا سأبدأ بتجميع ووضع بعض الآراء التي كتبتها سابقا , وسأبدأ أولا بما ورد في القرآن الكريم :

......................................

ما هو الشعر ؟ ومن هو الشاعر ؟
سوف أترك الإجابة على هذين السؤالين لكم , وما سأعرضه قد يساعد على التوصل للإجابة .
لقد جاءت هذه " التسميات " في القرآن الكريم , وكما يلي :
1- وردت سورة من سور القرآن الكريم باسم " الشعراء "
2- وردت كلمة الشعر مرة واحدة في القرآن الكريم , بقول الله تعالى :
" وما علّمناه الشعر وما ينبغي لهُ " .... يس 69
3- وردت كلمة " الشعراء " مرة واحدة بقول الله تعالى :
" والشعراءُ يتبعهم الغاوون " الشعراء 224
4- وردت كلمة " شاعر " أربعة مرات بقول الله تعالى :
" بل قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعرٌ فليأتنا بآية كما أرسل الأولون " الأنبياء 5
" ويقولوا أئنا لتاركوا ءالهتنا لشاعرٍ مجنون " الصافات 36
" أم يقولون شاعرٌ تتربص به ريب المنون " الطور 30
" وما هو بقول شاعرٍ قليلاً ما تؤمنون " الحاقة 41

لذا فهناك مفهوم ومعنى للكلمات " الشعر " و" الشعراء " و" الشاعر " ...
وسأترك الإجابة لكم ...

..............................

وسنتابع الحوار ...

تحياتي وتقديري

عادل العاني
01/02/2007, 01:07 PM
وهذا رد آخر سبق وأن كتبته , وهو يتضمن رأي الأديب والشاعر الكبير أدونيس أحد رواد ما يسمى بقصيدة النثر , والذي تخلى عنها لاحقا بعد قناعته والأسباب التي أوردها هنا :
.................................................. .....................
تحية طيبة لكل إخواني الشعراء والأدباء
لقد ابتدأ نقاش ربما سيطول بين البعض كما طال في منتديات أخرى دون التوصل إلى نتيجة
وقرأت لأحد الأخوة دفاعا مبطنا عما يسمى قصيدة النثر حيث استشهد بمن بدأ الخطوة الأولى
وهو الأديب أدونيس أو ( علي أحمد سعيد )
وأنا هنا لا لأحلل أو لأنقد أو لأقيم أديبا كبيرا مثل أدونيس حتى وإن لم أقتنع بما يطرح
وهو كثير .....
لكنني هنا سأنقل نص ما كتبه الأديب الشاعر في مقدمة ديوانه ( الأعمال الشعرية الكاملة )
تحت عنوان ( إشارات حول هذه الطبعة ) والمنشورة في بيروت في أيلول عام 1983 وقد اخترت الفقرات التي لها علاقة بما نحن بصدده.
وسأكتبها دون تعليق مني .......
3- كانت " أرواد يا أميرة الوهم " بداية تجربتي الكتابية شعرا بالنثر , بدأتها سنة 1958 ونشرت جزءها الأول في مجلة " شعر " العدد 10 السنة الثالثة 1959 . كتبت هذه القصيدة في مناخ الجدل الذي أثرناه في مجلة " شعر " حول أشكال التعبير الشعري ومشروعية البحث عن أشكال جديدة , وكتبتها تجريبيا بمعنى إنني حاولت أن أجرب شكلا مغايرا لما نعرفه من أشكال التعبير الشعري.
4- كشف لي التجريب إن كتابة الشعر نثرا مغايرة كليا لكتابته وزنا وإن الكتابة بالنثر لا تقوم أبداعيا وفنيا لمجرد الرغبة والممارسة ربما يكمن هنا السر في وقوع المحاولات الكتابية العربية شعرا بالنثر تحت الهيمنة المعيارية لتجارب سابقة ولا سيما تجارب قصيدة النثر الفرنسية ومثل هذه التجارب لا يمكن أن تقدم للنص العربي معياريته فهو لا يقدر أن يستمدها إلا من خصوصيته اللغوية ذاتها, وهذا ما أكد لي إن الكتابة العربية شعرا بالنثر تفترض موهبة إبداعية شعرية عالية هي الضمان الجوهري الأول وتقتضي إلى ذلك معرفة عالية بالموروث الشعري العربي وثقافة فنية عالية وذلك ليقدر أن يبتكر المقتفيات الفنية للشكل الكتابي الجديد.أي لكي يقدر أن ينشئ كتابة شعرية بالنثر يمكن أن تستضئ بتجارب الآخرين لكن دون أن تنتهج على منواله ودون أن تتبنى معاييره, دون هذه المقتضيات تظل الكتابة الشعرية بالنثر إنشاءا تعسفيا بمعنى إنه ( غفل ) , لا ترى فيه خصيصة يتفرد بها. فما نراه فيه من خصائص شعرية يمكن أن نراه في رواية أو قصة أو كتابة نثرية أدبية. وهذا مما يجعل هذا الإنشاء هشا ويجعل من كتابته مساحة مشاعا قد تعجبك في هذه المساحة زهرة هنا أو نبتة هناك لكنها تبقى تناثرا نوعا من التعبير ويبقى هذا الإنشاء في أحسن حالاته نوعا من ( الخواطر )
5- ربما كان ذلك في أساس ما دفعني إلى أن أطور نظرتي لكتابة الشعر نثرا فقد توقفت عن هذه الكتابة ( باستثناء المزامير في أغاني "منهيار الدمشقي " ولا أعدها " قصائد " حتى سنة 1965 ورأيت إن علينا أن نعيد النظر في ما قلناه ومارسناه مما يتصل بما " سميناه قصيدة النثر "
6- في مجموعتي الشعرية " كتاب التحولات والهجرة في أقاليم النهار والليل " بدأت محاولتي تجاوز " قصيدة النثر " إلى كتابة " نثر آخر "
وهذا النثر الآخر مزيج _ شكل من الأفق الكلامي المتحرك - يتسع لاحتضان عناصر كثيرة من النصوص الأخرى التي تكتبها الأشياء في العالم أو تكتبها الكلمات في التاريخ إنه بتعبير آخر خروج من " قصيدة النثر " إلى ملحمية الكتابة وقد تمثل هذا الخروج بنحو أخص في " مفرد بصيغة الجمع " وأرى إن لهذه الكتابة أصولا في التراث الشعري العربي بينها تمثيلا لا حصرا " الإشارات الإلهية لأبي حيان التوحيدي "
8- حين نشرت قصيدة " هذا هو اسمي " ظن بعضهم وبينهم نقاد وشعراء إنها نثر , ولعل ذلك عائد إلى إنهم لم يروا فيها الشكل المألوف المشطر لقصيدة ما يسمى " الشعر الحر " أو " شعر التفعيلة " .
تنبغي الإشارة هنا إلى إن القصيدة موزونة بكاملها لكنها مدورة لهذا يجب أن تقرأ محركة ودون وقف , إلا حيث الوقف الذي تفرضه القافية .
أما قصيدة " مقدمة لتاريخ ملوك الطوائف " فهي مزيج من الوزن والنثر مع غلبة الوزن , كذلك قصيدتا " أقاليم النهار والليل " و " تحولات العاشق " مع غلبة النثر.

.................................................. ........................................

وأنا هنا لن أعلق ولن أبدي رأيي ولكنني أدعو كافة الأخوة الذين لديهم اهتمام بهذا الموضوع من شعراء العمودي والحر ومن يكتب النثر أن يبدوا آراءهم .... وأن يتمعنوا في ما كتبه الأديب أدونيس في مقدمة ديوانه.
ولكن قبلها أرجو منهم أيضا أن يقرأوا في المجلد ذاته أو أينما كان يمكنهم الوصول إلى قصائد ( أدونيس )
أن يقرأوا القصائد التالية :
البربري والقديس
مات إله
حوار
لغة الخطيئة
رؤيا
وجهك يا مهيار
اعتراف
الصاعقة
الذئب الإلهي
الخيانة
الصدفة
إله يحب شتاءه
براءة
موت
آدم
نوح الجديد
.................................................. ...................
بالطبع أنا أؤمن بشئ واحد إن أية دعوة أو ممارسة تنبعث من مجمل العوامل المؤثرة
والتي أهمها ( الأيمان ) و ( الذات ) و ( ما يؤثر في بناء الأفكار من معتقدات ومبادئ )
و لي في ذلك تعليق طويل ولكن بعد مساهماتكم الفاعلة
كما أرى إن من يشارك عليه أيضا أن يقرأ ما نشرته الكاتبة عبير النحاس حول الأدب الإسلامي
فهناك ترابط وثيق وإن لم يظهر للعيان .

.................................................. ......................

وسأتابع معكم بإذن الله .

تحياتي وتقديري

الشاعر الجزائري ابراهيم قرصاص
01/02/2007, 01:42 PM
نزولا عند طلب أستاذنا الدكتور جمال مرسي أنقل وجهة نظري في النقاش الدائر حول ما يسمى قصيدة النثر إلى هذه الساحة وأتمنى على الأساتذة الأعزاء تعميق المناقشة خدمة للشعر


* بداية ، لست من الذين يتهافتون للخوض في المسائل الثانوية الصغيرة التي تتعب أصحاب العقول المتأملة الغائصة في قضاياها الجوهرية والصعبة المعقدة وأحب قبل الدخول في موقفيتي من ما تلوكه ألسنة بعض الأعزاء من الأدباء والكتاب العرب في هذه الآونة ، أن أعلن أنني لست معنيا بمستوى ما آلت إليه النقاشات النقدية حول الشعر العمودي وما الشعر العمودي وقصيدة التفعيلة وما قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر وما قصيدة النثر وإنما أردت أن أسجل هدفا في مرمى الفراغ المعرفي والثقافي العربي الذي – يبدو أنه – أصبح مرهقا من رداءته في هذا العصر الرديء على كل الأصعدة ، حتى التبس عليه الثابت بالمتغير واختلط عليه الأمر بين ما هو خالق وما هو مخلوق حتى كأن خليل بن أحمد الفراهيدي أصبح منزها كتنزيه كلام الله – وتعالى الله علوا كبيرا – ولم يستوعب العقل العربي المعرفي أن الإبداع ظاهرة إنسانية / حبّ من حبّ وكره من كره / .
والظاهرة الأكثر سخرية في ساحات نقاشنا النقدي والسجالي الأدبي تلك السلوكات الصبيانية المتناطحة والمتفاخرة بمن يعرف أكثر من غيره كتابة الشعر وصناعته على أوزان الفراهيدي والوزنين اللذين زادهما الأخفش وبين البعض الآخر الذي ينافر بعمق الشعرية والشاعرية ونسي الجميع جوهرية قضايا الشعر التي كانت عند شعراء الجاهلية برلوانا ناطقا عن كل القضايا وما تقنين الشعر بالزحافات والعلل والفعولونات والفعلونات إلا ّ من صميم تفوّق تلك الذائقة العربية القديمة الراقية وهو ما لم يرد عرب هذا العصر فهمه للزيادة عليه وإضافة نوعيات أخرى من العبقرية اللغوية العربية ، التي نزلت للأسف الشديد إلى مستوى من يحفظ أكثر من غيره بحور الشعر ومن ينسج أفضل من غيره أبيات الفخر والمدح والغزل وكأن بحور هذا الشعر ثابت مثل ثابت المعتقد الديني واختلط الحابل بالنابل ونسي الجميع في غمرة الجهل العصري الحديث أن من حقوق الإنسان الحق في الإبداع والتميّز حتي يحقق التراكم الحضاري والثقافي في المجتمع الذي يتحرك ويحيا فيه ن مثلما حقق الأقدمون هذا التميّز وإلا ّ ما وصلنا نحن إبداع أبو الأسود الدؤلي في اللغة والفراهيدي في الوزنية الشعرية ورغم ذلك لم نسمع في يوم من الأيام أن عالما لغويا عربيا واحدا في عصرنا جاء بجديد إبداعي يضيف إلى هذا الإبداع العربي القديم ، الذي – وللأسف الشديد ومؤسف هذا الأسف – أن نصبح سجناء له وكأنه كلام إلهي منزه – وتعالى كلام الله علوا كبيرا – حتى أنتجت لنا هذه الذهنية العربية السلفية الثقافية وما هي بالسلفية في شيء وفرّخت لنا السلفية الدينية وماهي بالسلفية في شيء وتقيّأت لنا الجهادية والتطرف الفكري على كل الإتجاهات ولم ينتبه العقل المفكر العربي أن ّ الإنسان ابن بيئته وهو مسؤول عن كيانه وطبيعتة ونزعة حياته فيها بكل المقاييس الجمالية والذوقية والعلمية .
أرى أننا لابد من التأني قليلا والتفكر مليا فيما هو مطلوب منّا في هذا العصر الذي تفوّق فيه الغربيون تفوّقا مدهشا ، في شعرهم وفكرهم وعلومهم وتأخرنا فيه نحن تأخرا لم تشهده العقلية العربية منذ زمن الشنفرى إلى المتنبي أو ينقص قليلا ، إن المسألة في هذا العصر ليس في قصيدة النثر أو الشعر العمودي فكلنا نستطيع أن ننمق ونكتب على وزن البحر الطويل والبحر المتدارك وعلى بحر الرمل .. ولكن الأهم كيف نبدع وبأي أدوات إبداعية يجب أن نرفع من مستوى الوعي الأدبي والشعري والجمالي والقيمي في الوقت الذي نحن فيه نتكالب ونتصارع ونتآكل باللغة وبالسلاح وأعلنها صراحة من هنا أنّ لي أوزاني في الشعر وهي تعتز طوال العمر بأوزان الفراهيدي ، أما الذين لا يستوعبون هذه الحقيقة فلهم أوزانهم وعراكهم ولهم بحورهم ومجاملاتهم ولهم تقطيعاتهم ومدحهم

حسام الدين نوالي
01/02/2007, 03:04 PM
أيها الكرام..
المسألة الشعرية في جوهرها ليست فيما يبدو لي مسألة العمودي أو النثير، في العمق هناك الشعر أو اللاشعر، والسؤال يغدو : كيف يتحدد الشعري من غيره؟
لعل السجالات التي دارت منذ أرسطو إلى اليوم هي محاولات لسبر الملامح الشعرية في الخطاب الشعري، فحين نتساءل ما الشعر؟ قد نجد أنفسنا مرتبكين في وضع الإجابات، لكن بالمقابل قد يسهل التعرف على الذي ليس بشعر.
ثم هل الوزن محدِّد شعري؟
ودعونا نفرق بين الوزن والإيقاع، ثم ألم نسمع بأصوات رافضة لانتماء ما سمي ب "شعر الحكم "إلى الشعر؟ أليست بالتالي العديد من كتابات المتنبي والمعري وغيرهما في موضع السؤال؟
وأريد أيضا الانتباه إلى مسألة مهمة، إن الحديث عن "شعر النثر" أو "النثيرة" أو غيرها من المسميات لا يبيح لنا الاطمئنان إلى كل ما يُكتب في الجرائد والمنتديات تحت هذه اليافطات، ونفس الشيء بالنسبة للشعر العمودي وشعر التفعيلة، فإذا أردنا الدراسة الدقيقة ينبغي على الأقل إيجاد أرضية تسمح بالمقارنة، والأرضية الأولى هي اختيار النصوص الجيدة في كل نوع.
ثم هناك مسألة أخرى، إذا كان الشعر العمودي قد شبع أو كاد من المتابعة النظرية والنقدية مقارنة مع قصيدة النثر فإنما لأنه أقدم، وبالنظر إلى عمر هذه الأخيرة فإنه لا يسعنا إلا أن نقول : امنحو قصيدة النثر زمنا للنضج مثل الذي مُنح للشعر العمودي كي يتبدى ملمحها الأساس مع الزمن.
ألم يكن حال الشعر العربي قديما -قبل الفراهيدي- أشبه بحال قصيدة النثر اليوم؟
وهل علينا انتظار "فراهيدي" آخر لقصيدة النثر مثلما كتب الشاعر "الحسين والمداني " يوما يقول بلسان قصيدة النثر:
"من يدلّ جموحي عليك -خليل بن أحمدْ
فيأتي إليك
وتأتي إلينا
مشيرا وشاهدْ،
تُلملم نصي المشرّدْ
على
إيقاع جديد
لخيل جموح
بتسع وتسعين بحرا
ممـــــدّدْ."

محمد اللغافي
01/02/2007, 04:06 PM
هذا نص أجوبة عن حوار سابق أجراه معي الدكتور أبو شامة المغربي..أتمنى أن يثري النقاش


تحية ودية، وشكرا على توريطي مرة أخرى في براثين أسئلتك العاشقة... توريطي في إشكاليات معقدة لحد الآن، ولا بأس، سأحاول أن أعطيك وجهة نظري أستهلها بالآتي:


الشعر بالنسبة لي هو كما يقول الأستاذ جعفر العلوي:"تكمن فيه رغبة في البوح في قول شيء ما، وأي منجز أدبي لا ينهض على فراغ.."


الشعر يا صاحبي دوره في دور صاحبه، ولكل صاحب دور رؤيته تلهمه الإفصاح عما يخالجه، وحسب درجات الحالات التي قد ينتهي إليها لحظة الكتابة، فتجيء القصيدة مستكانة، أو مشاكسة، منفعلة، ثورية إلى حد الجنون.


الشاعر من طبعه لا يستقر على حال، ودائم الترحال، إما جسديا، أو ذهنيا، تجده شاردا كأنما يعد النجوم، والشعر يدل على رمزية كامنة في الذات الملهمة.


والشعر هو عملية ترتيب لفوضى داخلية لا يحسها إلا الشاعر، أما عن بدايتي الشعرية، فأستطيع أن أوجه معك نفس السؤال للزمن، حيث سيكون جديرا بالإجابة، فالبداية أو النهاية ليستا مرتبطين بالكيف، ولكن قد تكون رؤية ميتافيزيقية خارج الملموس...


فالشاعر والشعر واحد، لا يمكن أن يخلق شعر بدون شاعر، ولا شاعر بدون شعر، كلاهما مرتبطان ببعضهما ارتباطا روحيا، والشعر هو رؤية مبدع، وخيار لقضية ما يلتزم بها...


يقول "فريد ريك ده هارد نبرغ" المعروف "بنوفاليس": "مثلما يرى الرسام الأشياء المرئية بعيون متميزة عن تلك التي ينظر بها سائر الناس، يرى الشاعر أحداث العالم الخارجي"


ثمة فاصل بين الكتابة النثرية وأختها الشعرية؟







الفاصل بين النموذجين: الكتابة النثرية وأختها الشعرية، حسب تعريفك، هو نفسه الفاصل بين المصطلحين "نثر"شعر"هذا اعتراف ضمني بأن هناك فاصل واضح.


إنهما بحران ملتقيان، ويحول بينهما حاجز يجعلهما منفصلين، النثر سرد يستطيع الحكي وتحليل الأفكار وتعقيدها، لكن الشعر يبحر في متسع من الخيال المشبع بالصور الهلامية، مشبع إلى حد ما بالرمزية.


أما إذا ما كنت تقصد بالكتابة النثرية قصيدة النثر، فهذا موضوع آخر يستوجب الوقوف عنده لتبيين الفاصل بينها وبين قصيدة شعر، رغم أنها إشكالية ما تزال أسئلتها عالقة إلى حد الآن، منذ تاريخ نشأتها.







منذ بداية الشعر الحديث، أو الشعر الحر، عند العرب سنة 1947 والصراعات قائمة، والتحديث جار إلى أن ظهرت قصيدة النثر، فأثارت ضجتها كذلك، فبحث فيها كثير من النقاد العالميين مثل "جون كوهن"في كتاب"بنية اللغة الشعرية"، الذي بدل فيه جهدا علميا مميزا، في محاولة منه لصياغة مفهوم نقدي لـ "قصيدة النثر" يميزها عن الأنواع الأخرى، وقد ميزها بالفعل آنذاك، وأطلق عليها اسم"قصيدة دلالية"، وغيره كثير ممن أثاروا هذه الزوبعة من الأطروحات، عد معي إلى الأديب الناقد "سوزان برنار" في موضوع "قصيدة النثر منذ بودلير إلى أيامنا" .


الفاصل بين قصيدة النثر وأختها الشعرية، لا يكمن في استقلاليتها عن القواعد التفعيلية وحسب، بل حتى في طريقة تركيبها، لكنها تبقى امتدادا للقصيدة الأم، وليس بينها وبين ماضيها وبين الأشكال الأخرى أي قطيعة، ما دامت لا ترفض انتماءها إلى لغتها، وقد وصفها النقاد بعدة صفات، منهم من ذهب إلى أنها ليست رؤيوية، ومنهم من اتهمها بأنها لا تتقدم نحو غاية أو هدف، كالأشكال الشعرية الأخرى، ومنهم من اتهمها بتجاوز الشكل والمضمون، ومنهم من قال بأن وحدتها العضوية مغلقة.

أما بالنسبة للسؤال الرابع، فأنا قارئ بامتياز، قرأت لنفسي أكثر من مرة، أما الآخرين أمر عليهم مرور المتلقي المتعلم، وهذا لا أظنه عيبا، بل لأمتلك فرادتي، ولأضاف إلى الساحة الأدبية كصوت اضافي ، وليست نسخة لأديب آخر، فمحمود درويش سألوه مرة عن مسألة القراءة، فأجاب بأنه لا يقرأ، ولا أعرف إن كان محمود أنانيا، أو لا يحبذ أن يستهويه صوت ما، وهذا لا يعني أنني لست قارئا، بل قد أكون قارئا بامتياز، حيث يمكنني أن أمر على نص ما، واذا ما استهواني تلتصق كل مقوماته التركيبية والإيقاعية في الذاكرة، وأكن محبة خاصة لبعض الشعراء، خذ معي على سبيل المثال الشاعر اللبناني شوقي بزيع، وقصيدته الرائعة "القمصان الثلاثة"قرأتها مرة واحدة وبكثرة إعجابي بها لم أعد لقراءتها...


















حتى لا أنجرف نحوها بالكامل، أما عن قراءاتي المتعددة، فقد أكون قرأت لأغلب الشعراء العرب منذ الجاهلية إلى العصور الوسطى، إلى تاريخ القصيدة المعاصرة، إلى عصر السياب ونازك، إلى يومنا هذا، فالوقت لا يسعنا كي نذكر كل ما مر بين أعيننا، حتى في الفكر والفلسفة، فالشاعر يجب أن يكون مطلعا، وأظنني قد فعلت ذلك، حتى إنني اطلعت على الأدب الغربي والعالمي المعاصر بدءا من "ت س اليوت" و"بودلير"إلى يومنا هذا، مرورا بشعراء إسبان، وفرنسيين، وإنجليز، وألمان، وروس إلى غير ذلك، ممن أسسوا للتجربة المعاصرة، وما زال يشدني اليهالأديب "خوخس لويس بورخيس" في نصه الرائع "المرآة والقناع".


أما عن سؤالك الخامس، فأجده يصب في نفس الإتجاه الرابع، أعني أنه نسخة من السؤال الرابع رغم أنه غير مطابق لأصله، وأظنني أجبت عنه بطريقة أو بأخرى، حتى إن سؤالك السادس يعيدنا إلى الاجابة التي تمحورت في سؤالك الثالث، أما سؤالك السابع، فقد يكون جديرا بالوقوف عنده، والإجابة عنه.







اللغة هي أداة الفن الشعري ووسيلة إبرازه، والمحور الذي تكاد تدور حوله معظم البحوث النقدية، تنظيرا وتطبيقا".

"الأصول التراثية في نقد الشعر العربي للدكتور عدنان قاسم"


هذا مدخل للاجابة عن سؤالك هذا سيدي الدكتور أبو شامة، فالقصيدة المعاصرة العربية أراها قد تخلصت من جميع القيود القديمة، وبدأت تتخطى حتى القيود التي رسمها لها المحدثون، كقصيدة التفعيلة مثلا نجدها في تراجع مستمر، والقصيدة المؤسطرة، التي اتخذت من الأسطورة ميزة لها، كذلك بدأت تنقرض أو انقرضت، إن صح ذلك، وانشغل الشعراء الجدد باللغة بجميع مشتقاتها حيث تفننوا في إنتاج قواميس لغوية لم يحدثها من قبلهم الرواد، وحتى شعراء الغرب هم كذالك استغنوا عن ما دعى إليه أسلافهم الأولون ..








والشعراء والفلاسفة الألمان كانوا من السباقين إلى تلك الدعوة ك "فريدريك شلنغ"، و"أغست شليغل"، و"جوهان هردر" هؤلاء من الذين دعوا إلى استخدام الأسطورة في الشعر مطلع القرن التاسع عشر، أما اليوم فأصبح الشعر يواجه إشكالية إثبات الذات:


كيف سيفرض نفسه على المتلقي؟ وكيف سيكون له وقعا على المناخ السياسي العالمي؟ كما هو الحال عند الشعر الرائد الذي حمل قضايا وتحمل المعاناة الإديولوجية.


أما عما يتعلق بالنقد الشعري وما يعنيه: السؤال الثامن.


النقد هو عملية إفشاء لسر كامن بين الأسطر قديما وحديثا.. هو فضح لخبايا موضوعية وتركيبية لغة ومضمونا.. هو القبض على الخيط الهلامي، الذي يرسخه الشاعر بين الحرف والكلمة، إلا أن النقد قديما كان يحمل على عاتقه مسؤولية الأمانة لكي يوصلها إلى القارئ كما هي.


الموضوع دائما يطرح نفسه بين النموذجين:القدم، والحداثة، وهي إشكالية شغلت منذ العصور الأولى المهتمين بمسار البحث، في كل زمان ومكان، ولا أستطيع أن أعود معك إلى تاريخ هذا الهم الخرافي، قد أسميه ذلك لأن النقد بالنسبة لهذا العصر أصبح هاجسا خرافيا، تغور معناه من حيث العلاقات العامة، والإديولوجيات التي تسيطر على الفاعل، ليمارس مهمته منحازا، وهذا كذلك موضوع يستوجب الوقوف عنده...









لكننا سنتجاوزه ونتجاوز كذالك ما قاله القدامى من أمثال "ابن قتيبة"، ولا أعود إلى حداثة العهد القديم مثلا عند الفرزدق وجرير والأخطل، وأمثالهم في مجمل العصور، ولا أعود الى عمرو بن العلاء، الذي كان يعد ناقدا مميزا، وقد لا تختلف نظرة القدامى والمحدثين إلا إديولوجيا.


ثم هناك نقد النقد، وهو مؤاخذة النقاد بعضهم البعض، فكل حديث في عصره تجد له موقفا اتجاه العهد الفائت، وتوافق النموذجين: الحديث والقديم يكمن في كونه امتد عبر العصور بطريقة تلاقحية، مما أثر على الغرب كذلك.


أرجع إلى"ben jhanson" الذي قال: {إن أولى الضروريات يجب على الشاعر أن يستفيد من كتابات غيره}، وأعتبرها دعوة سياسية تروج للكاتب منتوجه، ويقول" ت س إليوت":{عقل الشاعر يجب أن يكون كالمغنطيس، يجذب إليه الأفكار، والصور، والعبارات مما يقرأ}..


إلا أنني أخي أبو شامة لا أتفق معهما، فالمسألة يجب أن يعاد النظر في محتواها، لأنها تؤدي إلى الإنتحال والسرقة الأدبية غير المباشرة، وهذا الذي وقع فيه أديبنا الكبير الشاعر"أدونيس".


راجع كتاب "أدونيس منتحلا".


لهذا لا يستهويني تكرار قراءة النصوص، وخصوصا الجيدة منهاذ.


أما عن سؤالك التاسع والعلاقة بين تشكيل القصيدة العربية ومحتواها، فالشكل والمضمون كلاهما مرتبطان بالحالة النفسية عند الشاعر، وإذا لم يكن هناك علاقة بين الشكل والمضمون، فهل يستحق النص أن يعتبر قصيدة؟


الشكل والمحتوى هما ركيزتان أساسيتان في بناء النص الشعري قديما وحديثا، والإيقاع، والدلالة، والتركيبة الواعية، والمتخيل الرؤيوي، والوحدة العضوية ...


على العموم كلها تعتبر أدوات أساسية في بناء الهرم الشعري، العربي وغير العربي.


أما عن فن الإلقاء يا حبيبي، فهو عامل استراتيجي يخدم بالدرجة الأولى النص الإبداعي، واذا غاب الإلقاء، وأعني هنا فن الإنشاد تغيب معها جمالية النص، فالإلقاء يضفي على القصيدة خمسين في المئة من شاعريتها حسب تردد التموجات الإيقاعية، وحسب كذلك ما يطرأ على النص من مد وجزر...


أما سؤالك الأخير.


السيرة الذاتية طبيعتها من طبيعة الشاعر، إذا كان الشاعر علما، فقد يكون للسيرة وزن، هذا إذا ما كنت تعني أصداء القراء والمتتبعين.


أما اذا كنت تعني أصداء السيرة الذاتية داخل النص الإبداعي نفسه، فهذا قد يكون منطقيا في بعض الحالات، وليس بالضرورة في جميع ما ينظم.


تتمة


بهذا أيها الأحبة ..وكل متتبعي هذا الحوار أكون قد أنهيت أجوبتي، أتمنى أن تكون مفيدة، وأنتظر ردودكم بشوق كبير.

د. جمال مرسي
01/02/2007, 05:00 PM
نماذج من شعر أدونيس
ـــــــــــ


أعيش مع الضوء

من المتقارب

أعيشُ مع الضوء عُمْري عبيرٌ
يمرّ, وثانيتي سنواتُ
وأعشق ترتيلةً في بلادي
تَناقَلها كالصباح الرعاةُ;
رَموْها على الشمس قطعةَ فجرٍ نقيٍّ
وصلّوا عليها وماتوا -
إذا ضحك الموتُ في شفتيكَ
بكت, من حنينٍ إليكَ, الحياةُ .

بين عينيك وبيني
( من الرمل )



حينما أُغرقُ في عينيكِ عيني,

ألمح الفجر العميقا

وأرى الأمس العتيقا

وأرى ما لست أدري,

وأحسّ الكون يجري

بين عينيكِ وبيني .


من ثلاث مرثيات لأبي

( من المتقارب )

على بيتنا, كان يشهق صمتٌ ويبكي سكونُ

لأنّ أبي مات, أجدبَ حقلٌ وماتت سنونو



العباءة


( من الرجز )




في بيتنا عَباءةٌ

فصّلها عمْرُ أبي

خَيّطها بالتّعبِ.

تقولُ لي - كنتَ على حصيرِه

كالغُصُنِ المنجرِد

وكنتَ في ضميرِه

غدَ الغدِ.

في بيتنا عباءةٌ

مرميّةٌ, مبعثره

تشدّني لسقفهِ

لطينهِ للحجَره

ألمح في ثقوبها

ذراعه المحْتضنهْ

وقلبه ولهفةً في قلبه مُستوطنه

تحرسني تلفّني تملأ دربي أدعيه

تتركني شَبَابةً وغابةً وأغنيه .


العهد الجديد

( من المتقارب / المتدارك )




يجهلُ أن يتكلّم هذا الكلامْ

يجهل صوتَ البراري,

إنه كاهِنٌ حجريُّ النعاسْ

إنه مُثْقَلٌ باللغات البعيدهْ.

هوذا يتقدّم تحت الركامْ

في مناخ الحروف الجديدهْ

مانحًا شعره للرياح الكئيبهْ

خشِنًا ساحرًا كالنحاسْ.

إنه لغةٌ تتموّج بين الصواري

إنه فارس الكلمات الغريبهْ .



لغة المسافر
( من المتدارك )




أمسِ تحت المحاجر سافرتُ تحت الغُبارْ

فسمعتُ صدانا

وسمعتُ انهيارَ الحدودْ

ورجعتُ, وقيل نسيتُ هنالكَ,

مِن دهشةٍ, خُطواتي

خطواتي? بلَى وَكأنّي أراها

حُرَّةً تَتنقَّل بين الشرايين بين الرّئاتِ

وتطوف الحنايا وتنقادُ

مذهولةً أو تحارْ

في ثنايا الخواصر في الجلْد

في هُوّةٍ لا تراها

وكأني أراها

بعد هذا تعودْ.

ستمرّ, ولن تلمحوا, خُطواتي

بيننا لغةٌ للمسافة يجهل ألفاظها سوانا .


أسلمت أيامي
( من الكامل )




أسلمْتُ أيامي لهاويةٍ

تعلو وتهبط تحت مركبتي

وحفرتُ في عينيّ مقبرتي,

أنا سيّد الأشباح أمنحُها

جِنْسي وأمسِ منحتُها لغتي

وبكيتُ للتاريخ منهزمًا

مُتعثرًا يكبو على شفتي

وبكيت للرعب الذي احترقتْ

أشجارُه الخضراء في رئتي;

أنا سيّد الأشباح أوقظها

وأسوقها بدمي وحنجرتي

الشّمس قُبّرةٌ رميتُ لها

أُنشوطتي والريح قبّعتي .


نماذج من شعر صلاح عبد الصبور :

رؤيا ..
( من المتدارك )




في كل مساء،

حين تدق الساعة نصف الليل،

وتذوي الأصوات

أتداخل في جلدي أتشرب أنفاسي

و أنادم ظلي فوق الحائط

أتجول في تاريخي، أتنزه في تذكاراتي

أتحد بجسمي المتفتت في أجزاء اليوم الميت

تستيقظ أيامي المدفونة في جسمي المتفتت

أتشابك طفلاً وصبياً وحكيماً محزوناً

يتآلف ضحكي وبكائي مثل قرار وجواب

أجدل حبلا من زهوي وضياعي

لأعلقه في سقف الليل الأزرق

أتسلقه حتى أتمدد في وجه قباب المدن الصخرية

أتعانق و الدنيا في منتصف الليل.

حين تدق الساعة دقتها الأولى

تبدأ رحلتي الليلية

أتخير ركنا من أركان الأرض الستة

كي أنفذ منه غريباً مجهولاً

يتكشف وجهي، وتسيل غضون جبيني

تتماوج فيه عينان معذبتان مسامحتان

يتحول جسمي دخان ونداوه

ترقد أعضائي في ظل نجوم الليل الوهاجة و المنطفأة

تتآكلها الظلمة و الأنداء، لتنحل صفاء وهيولي

أتمزق ريحا طيبة تحمل حبات الخصب المختبئة

تخفيها تحت سراويل العشاق.

و في أذرعة الأغصان

أتفتت أحياناً موسيقى سحرية

هائمة في أنحاء الوديان

أتحول حين يتم تمامي -زمناً

تتنقل فيه نجوم الليل

تتجول دقات الساعات

كل صباح، يفتح باب الكون الشرقي

وتخرج منه الشمس اللهبية

وتذوّب أعضائي، ثم تجمدها

تلقي نوراً يكشف عريي

تتخلع عن عورتي النجمات

أتجمع فاراً ، أهوي من عليائي،

إذ تنقطع حبالي الليلة

يلقي بي في مخزن عاديات

كي أتأمل بعيون مرتبكة

من تحت الأرفف أقدام المارة في الطرقات.


القديس

( من الوافر )




إلي ، إلي، يا غرباء يا فقراء يا مرضى

كسيري القلب والأعضاء ، قد أنزلت مائدتي

إلي ، أليّ

لنطعم كسرة من حكمة الأجيال مغموسه

بطيش زماننا الممراح

نكسر، ثم نشكر قلبنا الهادي

ليرسينا على شط اليقين، فقد أضل العقل مسرانا

إلي إلي

أنا، طوفت في الوراق سواحاً، شبا قلمي

حصاني، بعد أن حلمت بي الأوهام والغفله

سنين طوال، في بطن اللجاج، وظلمة المنطق

وكنت إذا أجن الليل، واسنخفى الشجيونا

وحنّ الصدر للمرفق

وداعبت الخيالات الخليينا

ألوذ بركني العاري، بجنب فتيلي المرهق

وأبعث من قبورهم عظاماً نخرة ورؤوس

لتجلس قرب مائدتي، تبث حديثها الصياح و المهموس

وان ملت، وطال الصمت، لا تسعى بها أقدام

وان نثرت سهام الفجر ، تستخفي كما الأوهام

وقالت:

بأن النهر ليس النهر، و الإنسان لا الإنسان

وأن حفيف هذا النجم موسيقى

وأن حقيقة الدنيا ثوت في كهف

و أن حقيقة الدنيا هي الفلسين فوق الكف

وأن الله قد خلق الأنام ، ونام

و أن الله في مفتاح باب البيت

ولا تسأل غريقاً كب في بحر على وجهه

لينفخ بطنه عشباً وأصدافاً وأمواها

كذلك كنت

وذات صباح

رأيت حقيقة الدنيا

سمعت النجم و الأمواه والأزهار موسيقى

رأيت الله في قلبي

لأني حينما استيقظت ذات صباح

رميت الكبت للنيران، ثم فتحت سباكي

و نفس الضحى الفواح

خرجت لأنظر الماشين في الطرقات، والساعين للأرزاق

وفي ظل الحدائق أبصرت عيناي أسراباً من العشاق

وفي لحظة

شعرت بجسمي المحموم ينبض مثل قلب الشمس

شعرت بأنني امتلأت شعاب القلب بالحكمه

شعرت بأنني أصبحت قديساً

وأن رسالتي ..

هي أن أقدسكم.


نماذج من أشعار سميح القاسم

أشد من الماء حزنا
( من المتقارب )


أشدٌ من الماءً حزنا

تغربت في دهشةً الموتً عن هذه اليابسهٍ

أشدٌ من الماءً حزنا

وأعتي من الريحً توقا إلي لحظة ناعسهٍ

وحيدا. ومزدحما بالملايين،

خلف شبابيكها الدامسهٍ..



ضربت هذه الأمثلة كنماذج قليلة جدا لأشعار من يستشهد بهم كاتبو قصيدة النثر للاستدلال على أن أوزان الشعر العربي و تفاعيله لا تضيق بإبداعات الكبار و لا ما حوته أشعارهم من معان و صور جميلة
و لو شئتم لملئت هذه الصفحة منها



و أقول لأخي الفاضل الشاعر ابراهيم قرصاص .. على رسلك أخي الحبيب
لم يقل أحد أن أوزان الفراهيدي كلام منزل من السماء .. فالفراهيدي كما تعلم سيدي لم يبتدع هذه البحور و لا ألفها و لا جاءه وحيها من السماء و لكنه فقط جمعها من تراث ما كان يكتبه الأقدمون فقدم لنا علما جميلا و مفيداً .. فهل ننكر هذا العلم . إن فعلنا فعلينا إذن عدم الاعتراف بابن الهيثم و ابن حيان و أفلاطون و أرسطو و ابن خلدون و .. و ... إلى آخر القائمة
و أقول لك بكل حب :
لماذا لا ( نسجل هدفا في مرمى الفراغ المعرفي والثقافي العربي الذي – يبدو أنه – أصبح مرهقا من رداءته في هذا العصر الرديء على كل الأصعدة ،) ... على حد قولك ، ضمن هذه الأطر التي تعطي للشعر رونقه و جمالياته و تجعل الشعر شعراً و النثر نثراً . و قد رأيت انه لا يضيق بالفعل بهذه الفراهيديات و الأخفشيات التي صارت تتهم بالرجعية و التخلف و التي أنتجت لنا على حد قولك هذه العقلية العربية السلفية الجهادية و المتطرفة فكريا على حد زعمك .
لقد نأيت بعيدا سيدي و اتهمت التراث بما ليس فيه و اتهمت من يتبعونه بما ليس فيهم أيضاً .
و أعلم أنك ستصدقني لو قلت لك أنني لا أحفظ من أبيات الشعر العربي لا قديمه و لا حديثه إلا ما كان مقرراً علينا في المدرسة . و أحمد الله على ذلك كي لا أكون مقلدا أعمى أو أتباهي بحفظي للمئات و الآلاف من الأبيات و على ذلك بنيت شخصيتي الشعرية التي أفخر بها و لله الحمد .
فقط أذكرك بمقولة قالتها لي جدتي ( من لا قديم له فلا جديد له )
من الأصالة يا سيدي ينمو التجديد .



و أخيرا أقول لأخي عادل العاني
شكرا لك أيها الفاضل ما نقلته لنا من مقدمة أدونيس و ننتظر رأيك الخاص


و للجميع مودتي و تقديري

الشاعر الجزائري ابراهيم قرصاص
01/02/2007, 07:32 PM
أسجل اعتزازي بالطرح العلمي لأستاذنا الدكتور جمال مرسي وأحيي ردّه على مداخلتي في الموضوع وإنما لابد من التنبيه إلى ضرورة الإبتعاد عن القراءات التأويلية لنص مداخلتي ، حيث إنني لم أشر لا من قريب أو من بعيد لمسألة التنكر للتراث الذي بفضله تراكمنا - بفتح التاء والراء- ، بينما أرى أن مشكلة الشعر و اللّا شعر في مناخنا الثقافي السائد تعود إلى أبعد من مجرد إجراءات تقنية يعود الفضل فيها إلى سيدنا الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي أسرنا علمه الفاضل حتى أننا نفقد رونقه في ألبسة لغتنا العربية الجليلة .
أما ما أردت قوله من ضرورة تعميق فهم الشعراء لمسألة البحور والوزن فهو لا يرمي إلى اتهام تراثنا بالرجعية وقد كنت ومازلت من الداعين إلى التبصر والحيطة في الحكم على مواقفنا وآرائنا المعرفية ، لأن المشكلة ليست في تراثنا وإنما في عقلنا العربي المعاصر الذي بقي حبيس الماضي دون أن يقدم خدمة إيجابية لهذا الماضي أو حتى أن يفهم بروح العصر ما هو مطلوب منا تجاه ماضينا للذهاب مع بعضنا جميعا إلى المستقبل .
أشكر مرة أخى أستاذي الفاضل الدكتور جمال مرسي وأتمنى عليه أن يبقي باب هذه المناقشة والمحاورة الحضارية التي تحسب لنخبة الجمعية مفتوحا .

د. جمال مرسي
01/02/2007, 10:08 PM
و سيظل النقاش مفتوحا أخي الشاعر المهذب إبراهيم قرصاص
طالما كان الحوار هادئا و رزيناً و علميا
و أسعد بك و بأخوتي جميعا
و ما زلنا في انتظار اطروجاتكم و أفكاركم

للجميع حبي الذي لا ينضب

عادل العاني
02/02/2007, 02:14 AM
أخي جمال

أشكرك على ما تفضلت به , وتأكيدا لحديثك , فالفراهيدي لم يبتدع شيئا وإنما نسق الشعر العربي ببحور وأوزان , وخير دليل على ذلك ما ورد في القرآن الكريم , ( ولو هذا جزء من مقال أعده لموقع آخر ) .
فقد وردت كل بحور الشعر العربي في القرآن الكريم , وهي البحور التي وضعها الخليل وأتمها الأخفش ,
وربما هناك بحور أخرى , ولكن ما ورد في القرآن الكريم هو شطر واحد , ولهذا السبب كان لا يجري على لسان الرسول الأعظم صحيحا إلا شطر واحد , ويخطئ في الشطر الثاني. لأنه لم يكن شاعرا ولم يذكر عنه إنه كان يروي الشعر أيضا.


نـظـم الـشـهـابُ بـحـورالـشـعـر الـعـربـي
شـعـرا ( المصدر : ميزان الذهب في صناعة شعر العرب )


الـطـويـل

أطــالَ عَــذولـي فـيـكَ كُـفــرانَــهُ الــهَـوى
وآمـنـتَ يـا ذا الـظـَّـبـي فـأنــسْ ولا تـنـفُــرْ
فـعـولـن مـفـاعـيـلـن فـعــولـن مـفـاعـلـن
" فـمـنْ شـاءَ فـلـيـؤمـنْ ومـنْ شـاءَ فـلـيـكـفـرْ "


الـمـديـد

يـا مـديـدَ الـهـجـرِ هـلْ مـن كـتـابٍ
فـيـه آيــاتُ الـشّــفـا لـلـسّـقـيـمِ
فــاعـلاتـن فــاعـلـن فــاعـلاتـن
"تـلـكَ آيــاتُ الـكـتــابِ الـحـكـيـمِ"


وفـيـه قـال أيـضـا

لـو مَـددنــا بـابـتـهــالٍ يـدَيـنــا
نـرتـجـيـكـمْ هـلْ يـكـونُ الـعـطـاءُ
فــاعـلاتـن فــاعـلـن فــاعـلاتـن
"إن زعــمــتـمْ أنـّـكــمْ أولــيــاءُ"


الـبـسـيـط

إذا بَــســطْــتُ يـَـدي أدعـــو عــلـى فـِــئَــةٍ
لامــوا عـلـيـك عَـســى تـخـلــو أمــاكـِـنُـهــمْ
مـسـتـفـعـلـن فــاعـلـن مـسـتـفـعـلـن فـعـلـن
"فـأصــبَــحــوا لا تـــرى إلاّ مَـســاكــنـَـهـــمْ "


الـوافـر

غَــرامـي فـي الأحــبـَّـةِ وفـَّـرتـْـهُ
وشـــاةٌ فــي الأزقـَّــةِ راكِــزونــا
مـفاعـلـتـن مـفـاعـلـتـن فـعـولـن
" إذا مــرّوا بـهــمْ يَـتـغــامَــزونــا "


الـكـامـل

كَـمُـلـتْ صـفـاتُـكِ يـا رَشـا وأُلـوا الـهَـوى
قـد بـايـعــوكِ وحـظُّــهـم بـكِ قـد نَـمــا
مـتـفـاعـلـن مـتـفـاعـلـن مـتـفـاعـلـن
" إنَّ الــذيــن يـبــايـعــونــكَ إنـَّــمــا"


الـهـزج

لَــئــنْ تـهــزَجْ بـعُـشّــاقٍ
فـهـمْ فـي عـشْـقـهـمْ تـاهـوا
مـفـاعـيـلـن مـفــاعـيـلـن
"وقــالــوا حــســبُـنــا اللهُ "


الـرجـز

يـا راجــزاً بـالـلَّـــومِ فـي مـوســى الـَّــذي
أهــوَى وعـشْــقـي فـيــهِ كـان الـمـبـتَـغــى
مـسـتـفـعـلـن مـسـتـفـعـلـن مـسـتـفـعـلـن
" إذهــبْ إلـــى فـــرعـَــونَ إنَّـــهُ طَــغــى"


الـرمـل

إنْ رمَـلـتُـم نـحـوَ ظـبـيٍ نـافــرٍ
فـاسـتَـمـيـلـوهُ بـداعـي أُنـسِـهِ
فـاعـلاتـن فـاعـلاتـن فــاعـلـن
"ولـقَــدْ راودْتُــهُ عـنْ نـفـســهِ "


الـسـريـع

ســـارعْ إلــى غِــزلان وادي الـحـِـمَــى
وقـلْ أيـا غِـيــدُ ارحـَـمــوا صــبَّــكُـم
مـسـتـفـعـلـن مـسـتـفـعـلـن فـاعـلـن
"يـا أيُّـهــا الـنـّـاسُ اتـّـقــوا ربـَّـكُــم"


الـمـنـسـرح

تـنـسـَـرحُ الـعـيــنُ فــي خُــديـدِ رَشــا
حَــيّــى بـكـأسٍ وقــالَ خـُــذهُ بـِـفـــي
مـسـتـفـعـلـن مـفـعـولات مـسـتـفـعـلـن
"هــوَ الـّـذي أنــزلَ الـسّـــكــيـنـةَ فــي"


الـخـفـيـف

خـفَّ حَـمْـلُ الـهَـوى عَـلـيـنـا ولـكـنْ
ثــقـَّـلــتــهُ عـــواذلٌ تـتــرنـَّـمْ
فـاعـلاتـن مـسـتـفـعـلـن فـاعـلاتـن
"ربـَّـنـا اصـرفْ عـنّــا عـذابَ جَـهـنَّـمْ "


الـمـضـارع

إلـى كـمْ تُـضــارعـونـا
فـتـًى وجـهـهُ نَـضـيـرُ
مـفــاعـيـل فـاعـلاتـن
"ألــمْ يـأتـِـكـمْ نَـذيــرُ "


الـمـقـتـضـب

إقـتـضـبْ مـنْ وشـاةِ هـوًى
مــنْ سَــنـاكَ حــاوَلَـهُـمْ
مـفـعــولاتُ مـفـتــعـلـن
" كـلـّـمــا أضــاءَ لَــهُــمْ "


الـمـجـتـث

إجْـتـثَّ مـنْ عــابَ ثـَغــرا
فـيـهِ الـجُّـمـانُ الـنَّـظـيـمُ
مـسـتـفـع لـن فــاعـلاتـن
"وَهْـوَ الـعَـلــيُّ الـعـظـيــمُ "


الـمـتـقـارب

تـقــارَبْ وهــاتِ اســقِـنـي كـأسَ راحٍ
وبـاعـدْ وشــاتَـكَ بُـعــدَ الـسّــمــاءِ
فـعـولـن فـعـولـن فـعـولـن فـعـولـن
" وإنْ يـسـتَـغـيـثـوا يـُغــاثـوا بـمــاءِ "


الـمـتـدارك

داركْ قـلـبــي بـلُــمــى ثـَـغــرٍ
فـي مـبـسَـمِـهِ نـظـمُ الـجَّــوهـرْ
فـعـلـن فـعـلـن فـعـلـن فـعـلـن
" إنـّـا أعــطـيــنــاكَ الـكــوثـرْ "


مـخـلـع الـبـسـيـط

خــلَّـعـتَ فـلـبــي بــنـارِ عِـشـقٍ
تَـصـلـى بـهـا مُـهـجَـتـي الـحَـرارهْ
مـسـتـفـعـلـن فـاعـلـن فـعــولـن
" وقــودُهــا الــنّــاسُ والـحِـجــارهْ "

................................

وأنا يمكن أن أضيف مجزوء المتقارب :

فعولُ فعولُ فعولن ... فصلِّ لربِّكَ وانحرْ


.......................

وحوارنا مستمر بإذن الله تعالى .

تحياتي وتقديري

هري عبدالرحيم
02/02/2007, 02:27 AM
الأخ عادل العاني:
لو تفضلتم مشكورين بتوضيح فكرتكم التالية رجاء ففيها شيء من الغموض قد يؤدي إلى بعض من اللبس:
وربما هناك بحور أخرى , ولكن ما ورد في القرآن الكريم هو شطر واحد , ولهذا السبب كان لا يجري على لسان الرسول الأعظم صحيحا إلا شطر واحد , ويخطئ في الشطر الثاني. لأنه لم يكن شاعرا ولم يذكر عنه إنه كان يروي الشعر أيضا.

إسماعيل صباح
02/02/2007, 02:18 PM
أخي أبا رامي أشكر لك هذا الطرح الجميل, لموضوع شائق (شيق) وليس شائك كما أسماه اكثر من زائر , وقد قرأت جميع المداخلات وأعجبتني الموضوعية في معظمها , ولكن لي وقفة مع احد الإعلاميين ولا أريد ذكر اسمه أو رقم مداخلته ولكن أقتبس منها مضطرا ــ وتقيّأت لنا الجهادية والتطرف الفكري على كل الإتجاهات ــ وأقول له إذا كان يعتبر الجهاد تقيؤاً فإننا نأمل أن نلعق هذا القئء الذي فيه عزتنا , ولو أن الجنوح إلى هذا الموضوع ليس من صلب الحوار في ندوتنا الطيبة, وأقول له ما قاله الطيب السراج الشاعر السوداني الكبير في قصيدته الفائزة بجائزة آخر مربد والتي مطلعها :ـ
أفي صحو أنا أم في منام = أحقا هذه دار السلام
حيث يقول في الإعلام
يد الإعلام تهدم ما نعلي = وهل يعلو البناء بالانهدام
ويستطرد إلى أن يقول رأيه عن قصيدة النثر واضحا
وجاؤونا بأشقر طمطمي= زري السمت ملتبس القوام
فلا ذكر ولا أنثى ولكن = ترى خنثى تسير بلا احتشام
مع اعتذاري لكتاب ومشجعي قصيدة النثر ـ إن جاز لنا تسميتها قصيدة أو تسميته شعراً ـ

عادل العاني
02/02/2007, 02:37 PM
الأخ عادل العاني:
لو تفضلتم مشكورين بتوضيح فكرتكم التالية رجاء ففيها شيء من الغموض قد يؤدي إلى بعض من اللبس:
وربما هناك بحور أخرى , ولكن ما ورد في القرآن الكريم هو شطر واحد , ولهذا السبب كان لا يجري على لسان الرسول الأعظم صحيحا إلا شطر واحد , ويخطئ في الشطر الثاني. لأنه لم يكن شاعرا ولم يذكر عنه إنه كان يروي الشعر أيضا.

أخي الشاعر والأديب الكريم هري عبدالرحيم

أشكرك على هذا التساؤل , وأود أن أوضح إن العرب كانت تفتخر بشعرائها , وكان يمثل الشعر قمة الأدب العربي , ولكن الجهل والأمية كانا منتشران فلم يكن هناك تدوين إلا القليل , وكانت الميزة التي يتمتع بها العرب هي السماع والحفظ والرواية لنقل ما يسمعون , وكان جلُّ كلامهم وتخاطبهم بالفصحى , وكان الشعر متداولا بصورة مستمرة بل ويومية , ولا يخلو خطاب من بيت شعر , وإذا نظرنا لحديث عادي بين اثنين فبالتأكيد لا يخلو الحديث مما يمكن أن يقطع كتفعيلات شعرية .
وعندما نزل القرآن الكريم , قال البعض بأنه شعر , ووصفوا النبي بأنه شاعر , وبالطبع كتاب الله هو كلام الله المنزل وهو لابد أن يخاطب العرب الذين انبثقت فيهم رسالة الدين الإسلامي ببلاغة تفوق بلاغتهم , فكانت بلاغة القرآن الكريم التي أعجزت فحول الشعر العربي آنذاك .حتى ورد تحدي رب العالمين لهم أن يأتوا بسورة منه .
قولي بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل شعرا ولم يجر على لسانه بيت شعر كامل صحيح استند إلى مقال سابق لي , وهو أيضا اعتمد على مصادر تطرقت لهذا الموضوع وسأعيده هنا للفائدة المتوخاة.
ما أورده الشهاب هو ستة عشر بحرا , وهي التي توصل إليها الخليل والأخفش , وهناك مقال لأحد الكتاب تطرق فيه لبحر جديد ( نشر في موقع الواحة ) حيث اعتمد أيضا على ما ورد في القرآن الكريم ( شطر واحد ). وسأحاول نقله أيضا هنا إن تمكنت من العثور عليه.
وكانت دعوتي سابقا لإسقاط المشطور والمنهوك من بحور الشعر العربي , والتمييز بين الإرتجاز وبين الشعر لإبعاد ما يمكن أن يسمى شعرا عما ورد في القرآن الكريم.

المقال السابق :

النبيُّ محمَّدٌ ( ص ) والشعرُ العربي

بسم الله الرحمن الرحيم
" وما علّمناهُ الشعرَ وما ينبغي لهُ "
(سورة يس 69)
وقال رسولُ الله ( ص ) عن ثوبان ( رض ) كما ورد في كتاب إبن السني:
" من رأيتموه ينشد شعرا في المسجدِ فقولوا له فضَّ اللهُ فاكَ , ثلاثَ مرّات "
( وهو حديث ضعيف )
وجاء في الصحيحين ( البخاري ومسلم – رض ) عن البُراء بن عازب ( رض ) إنه قال له رجل : أفررتم يوم حنين عن رسول الله فقال البراء : لكن رسول الله لم يفر ولقد رأيته وهو على بغلته البيضاء وإن أبا سفيان بن الحارث ( أبن عم الرسول ) آخذٌ بلجامها والنبي ( ص ) يقول :
أنا النبيُّ لا كذبْ
أنا بنُ عبدالمطلبْ
وجاء في الصحيحين ( البخاري ومسلم - رض ) عن البراء :
إنه رأى النّبي ينقلُ الترابَ يومَ الأحزابِ وقد وارى الترابُ بياضَ بطنهِ وهو يقول :
الله لولا أنت ما اهتدينا ( مستفعلن مستفعلن فعولن )
ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا ( متفعلن مستفعلن مفعولن )
فأنزلنْ سكينةً علينا (متفعلن متفعلن فعولن )
وثبِّت الأقدامَ إن لا قينا ( متفعلن مستفعلن مفعولن )
إنَّ الأُلى قد بغوا علينا ( مستفعلن فاعلن فعولن )
إذا أرادوا فتنةً أبينا ( متفعلن مستفعلن فعولن )
( ملاحظة : ولا يمكن أن يعتبر ما ذكر أعلاه شعرا لأن النبي ( ص ) ليس بشاعر)
وعن أنسٍ ( رض ) في صحيحِ البخاري :
عندما كان المهاجرون والأنصارُ يحفرون الخندقَ وينقلون الترابَ على متونهم ويقولون :
" نحنُ الذين بايعوا محمّدا على الإسلامِ ما بقينا أبدا "
وفي رواية أخرى على الجهادِ
وهي الرواية الأصح حسب رأيي حيث يكون وزن بحرالرجز :
مستفعلن متفعلن متفعلن ... متفعلن متفعلن مفتعلن
والنّبيُّ ( ص ) يجيبُهم :
اللهمَّ إنَّه لا خيرَ إلاّ خيرُ الآخره ( مستفعلن مفاعيلن مفاعيلن مستفعلن (
فباركْ في الأنصارِ والمهاجره (مفاعيلن مستفعلن متفعلن (
) وهذا ليس بشعرٍ (
وفي الرجز قال الخليل: الرجزُ المشطور والمنهوك ليسا من الشعرِ وقيل له ما هما ؟
قال : أنصافٌ مسجّعة , فلما رُدَّ عليه , قال لأحتجَّنَّ عليهم بحجّة فإن لم يقرّوا بها عسفوا , فاحتجَّ عليهم بأن رسولَ الله صلى اللهُ عليه وسلّمَ كان لا يجري على لسانه الشعرُ :
وقد قيلَ لرسولِِ الله ( ص ) بيتُ شعرٍ لطُرفةَ بن العبد :
ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ بالأخبارِ من لم تزوِّدِ
) وهو من بحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن(
فكان يقول :
ستبدي لك الأيامُ ما كنتَ جاهلا ... ويأتيكَ من لم تزوِّدْ بالأخبارِ
وقد علمنا أن النصفَ الذي جرى على لسانهِ لا يكون شعراً إلا بتمام النصفِ الثاني على لفظهِ وزناً وعروضا.
و قال الخليل : لو كان نصفُ البيتِ شعراً لما جرى على لسان النبيِّ ( ص ) وجاء بالنصف الثاني على غير تأليفِ الشعر لأن نصفَ البيت لا يقالُ له شعرٌ ولا بيتٌ ولو جاز أن يقالَ لنصفِ البيت شعرا لجازَ أن يكون جزءٌ منه شعرا أيضا, والرجزُ المشطورُ مثلُ ذلك النصف .
وفي رواية جندُب إنّهُ ( ص ) دُميت إصبعُه عند حفرِِ الخندقِِ
وقال النبيُّ ( ص) :
هل أنتِ إلاّ إصبعٌ دُميتِ
وفي سبيلِ اللهِ ما لقيتِ
وهذا على المشطورِ ( مستفعلن مستفعلن فعولن )
وفي رواية البُراء إنّه رأى النبيَّ ( ص ) على بغلةٍ بيضاءَ وهو يقول :
أنا النبيُّ لا كذبْ
أناابنُ عبدِالمطَّلبْ
وهذا من المنهوك ( مستفعلن مستفعلن ) ولو كان شعرا ما جرى على لسانه فإن الله عزَّ وجلَّ يقول :
" وما علّمناه الشعرَ وما ينبغي له " أي وما يتسهَّلُ لهُ فيقوله ويتدرب فيه حتى ينشئ منه كتبا.
هكذا حاجج الخليلُ فيما كان يجري على لسانِ النبي ( ص )
وهو بهذه الحججِ لم يقر بكونِ النظمِ على بحر الرجز المشطور والمنهوك شعرا , رغم ادعاء البعض ومنهم الأخفش بأن الخليل أجازه وهم لا يجيزونه .
قال الحربي : ولم يبلغني أنه جرى على لسان النبي ( ص ) من ضروب الرجز إلا ضربان المنهوك والمشطور , ولم يعدهما الخليلُ شعرا , ولم يبلغني إنَّ النبيَّ محمدٌ ( ص) أنشدَ بيتا تاما على وزنه وقافيته إنما كان ينشدُ الصدرَ أو العجزَ فإن أنشده تاما لم يقمْهُ على وزنه, وإنه أنشدَ مرة صدرَ بيت للبيد :
ألا كلُّ شئٍ ما خلا اللهَ باطلُ
وسكت عن عجُزه
( وكلُّ نعيمٍ لا محالةَ زائل )
( وهو من بحر الطويل : فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن )
وقيل إنه أنشد مرة :
أتجعلُ نهبي ونهبَ العُبيـ ... دِ بين الأقرعِ وعُيَينَةَ
( وهو من بحر المتقارب : فعولن فعولن فعولن فعْ )
فقال الناس : بين عُيَينةَ والأقرع ِ , فأعادها النبي ( ص ) بين الأقرعِ وعُيَيْنةَ , فقام أبو بكر ( رض ) فقال : أشهدُ إنَّك رسولاً للهِ ثم قرأ :
( وما علّمناهُ الشعرَ وما ينبغي لهُ)
وهكذا فالرجز ليس بشعر عند أكثرهم .
وفي حديث الوليد بن المغيرة حين قالت قريش للنبي محمد ( ص ) إنه شاعر فقال : لقد عرفت الشعر ورجزه وهزجه وقريضه فما هو به .
وقال أبو إسحاق :إنما سمي الرجز رجزا لأنه تتوالى فيه في أوله حركة وسكون ثم حركة وسكون إلى أن تنتهي أجزاؤه يشبه بالرجز في رجل الناقة ولرعدتها وهو أن تتحرك وتسكن ثم تتحرك وتسكن.
وقيل سمي بذلك لاضطراب أجزائه وتقاربها
وقيل لأنه صدور بلا أعجاز
وقال ابن جني : كل شعرٍ تركَّب تركيبَ الرجز سمِّي رجزا.
وقال الأخفشُ مرة : الرجزُ عند العربِ كل ما كان على ثلاثة أجزاءٍ وهو الذي يترنمون به في عملهم وسوقهم ويحدون به . كما ويرتجزون عند المنازلةِ في سوح القتال.
وقال ابن سيده : روى بعض من أثق به نحو هذا عن الخليل وقد اختلف فيه فزعم قوم إنه ليس بشعر , ,إن مجازه مجاز السجع , وفي التهذيب زعم الخليل لإنه ليس بشعر وإنما هو أنصاف أبيات وأثلاث ودليله ما روى عن النبي ( ص )
كما قال ابن سيده : إن الأخفشَ لم يحفل بما جاء من الرجز على جزأين نحو قوله:
" يا ليتني فيها جذع "
" أخبُّ فيها وأضعْ "
( مستفعلن مستفعلن)
قال : وهو لعمري بالإضافة إلى ما جاء منه على ثلاثة أجزاء , جزءٌ لا قدر له لقلته فلذلك لم يذكره الأخفش في هذا الموضع , فإن قلت إن الأخفش لا يرى ما كان على جزأين شعرا , قيل وكذلك ما هو على ثلاثة أجزاء أيضا شعرا , وزعم آخرون بأن مجازه مجاز السجع. ويسمى قائله راجزا مثلما يسمّى قائلُ الشعر شاعرا .
والأرجوزة : هي القصيدة من الرجز , وهو كهيئة السجع إلا إنَّه في وزن الشعر ( بتفعيلاته ) وجمعُها أراجيز وهناك ما يسمى سجعات :
ومن سجعات الحريري :
فما كلُّ قاضٍ قاضي تبريز
ولا كلُّ وقت تسمعُ فيه الأراجيز
ورجز يرجز رجزا ويسمى قائله راجزا كما يسمى قائل الشعر شاعرا وارتجز ارتجازا ورجز به ورجّزه ترجيزا أي أنشده أرجوزة وهو راجز ورجّاز ورجّازة ومرتجز .
وقد عرف عن العرب قولهم الرجز وأشهر ما كان يقال ويتم تناقله ما كان فرسان العرب ترتجز به في قتال أو غيره .

استنتاجات :
1- إن النبي محمد ( ص ) لم يقل شعرا أبدا بدليل كلام الله عز وجل.
2- إن النبي محمد ( ص ) كان يرتجز والإرتجاز ليس شعرا بدليل ما تقدم
3-إن النبي محمد ( ص ) نهى عن قول الشعر في المساجد. وهذا يثبت بأنه لم يكن يقول شعرا. ( حتى وإن كان الحديث ضعيفا )
4- إن بحر الطويل لا يجوز النظم فيه على المشطور
( فعولن مفاعيلن فعولن مفاعلن ) لأنه ليس بشعر.
وهذا ينطبق على بقية بحور الشعر العربي. وهو ما لم يتضمنه علم العروض حيث لم يرد المشطور والمنهوك في أي بحر عدا ما قيل في بحر الرجز. ( وهو مشكوك فيه)
5- إن المشطور والمنهوك في بحر الرجز ليسا بشعر وهذا يشمل :
مستفعلن مستفعلن مستفعلن
مستفعلن مستفعلن مفعولن
مستفعلن مستفعلن فعولن
مستفعلن مستفعلن
لأنهما ليسا بشعر وإنما هما رجز كان يرتجز بهما العرب وكان النبي محمد ( ص ) يرتجز كما تبين والإرتجاز ليس بشعر بدليل ما تقدم من أدلة من الخليل والأخفش.
6- من هذه الإستنتاجات لابد لنا من إعادة النظر في بحور الشعر وجوازاته واستبعاد ما دس على علم العروض من قبل من كانت نياتهم سيئة بهدف إثبات إن النبي محمد ( ص ) كان يقول الشعر . برغم إن بعضنا وبدون قصد ربما قد تبنى بعض هذه المقولات .
7- ولبيان المقصود من بعض التسميات :
- التام : هو الشعر الذي ينظم على بحر بكامل تفعيلاته
- المجزوء : هو ما ينظم على بحر بعد حذف تفعيلة العروض وتفعيلة الضرب
- المشطور : هو ما ينظم على ثلاثة تفعيلات
- المنهوك هو ما ينظم على تفعيلتين
والمشطور والمنهوك هما ما يجب أن نسقطه من الشعر العربي

المصادر :
العين – للخليل بن أحمد الفراهيدي
لسان العرب – لأبن منظور
تاج العروس – للمرتضى الزبيدي
الإذكار المنتخب من كلام سيد الأبرار – الإمام أبو زكريا يحيى النووي
( يتبع )


تحياتي وتقديري

عادل العاني
02/02/2007, 02:41 PM
مثلما تقدم فقد تبين إن النبي محمد ( ص ) بالرغم من إنه لم يكن شاعرا ولكنه وضع أول القواعد
للشعر العربي ويمكن أن نسميها قواعد النفي أي ما هو ليس بشعر وهي كما يلي :
1- الشطر الواحد لا يعتبر بيتا شعريا
2- ليس في الشعر العربي نظم على وزن المشطور والمنهوك في بحور الشعر العربي
3- الرجز ليس بشعر عربي بل هو فن من فنون العرب
4- الرجز يكون على ثلاثة تفعيلات أو تفعيلتين ويعتمد أساسا على تفعيلة مستفعلن
5- اعتماد ما يمكن أن يسمى بالقافية ( أو السجعة ) في آخر بيت الرجز
واستنادا لذلك وبما إننا ثبتنا إسقاط المشطور والمنهوك من بحر الرجز ( بحر الشعر )
وباعتماد نفس الضوابط علينا أن نسقط المشطور من بحر السريع
وإسقاط المنهوك من بحر المنسرح .
فقد أورد البعض بأن المشطور في بحر السريع يأتي كما يلي :
- مستفعلن مستفعلن مفعولان
مثل قول الشاعر :
ومنزلٌ مستوحشٌ رثُّ الحالْ

- مستفعلن مستفعلن مفعولن
مثل قول الشاعر :
يا صاحبَيْ رحلي أقلاّ عذلي

كما ورد المنهوك في بحر المنسرح :
على وزن : مستفعلن مفعولان
مثل قول الشاعر :
صبراً بني عبدِ الدارْ

وعلى وزن : مستفعلن مفعولن
مثل قول الشاعر :
تريدُ قتلي عمدا
لمّا رأتني فردا

وهذا النظم كله يمكن أن ينطوي تحت ( الرجز والإرتجاز )
لأسباب واضحة جدا من التفعيلات وعددها وما تنتهي به وتقع كلها في نفس الغرض ونفس الوزن
بالرغم من قيام البعض بتوزيعها على بحور الشعر العربي دونما مبرر
فكلها مبنية على تفعيلة مستفعلن وإذا نظرنا لما نسميه قافيتها أو سجعتها فهي متشابهة


وتقبلوا تحياتي وتقديري

......................

وآمل أن تكون الفكرة قد وصلت .

..........................

عادل العاني
02/02/2007, 02:43 PM
من هو الشاعر ؟

رُوي عن النبّي محمدٍ ( ص ) إنه قال :
" من قال ثلاثة أبيات فهو شاعر "
وقد ورد تفصيل ذلك في إعجاز القرآن للباقلاني فصل " في نفس الشعر من القرآن " ص 50 وما بعدها.
فآلى عثمان بن عفان ( رض ) ألا يجاوز بيتين فكان من أشعر الناس في بيتين فمن ذلك قوله :

غنى النفسِ يكفي النفسَ حتى يكفّها ... وإن عضّها حتى يُضرَّ بهاالفقرُ
فما عسـرةٌ فاصـبرْ لها إن لقيتَها .... بدائمـةٍ إلاّ سـيتبعُها يـسـرُ

والبيتان من بحر الطويل.

( المصدر مخطوطة الإمام أبي الحسن العروضي )

.......................................
تحياتي وتقديري

الشاعر الجزائري ابراهيم قرصاص
02/02/2007, 05:25 PM
لا حول ولا قوة إلاّ بالله يا أخي اسماعيل صباح
إن ّ مصيبتنا الإدراكية والله هي في سوء فهم ما نقرأ و إنك قرأت مداخلتي بانفعال واضح من خلال ردّك الجميل الذي خدشه سحب معنى ما قصدته من عبارة /: تقيأت لنا الجهادية والتطرف الفكري .../ فألزمتني مشكورا أن أوضح الالتباس .
أولا : يجب أن نتعلم - وهذا ليس عيبا على طلاب العلم - أن نحسن الإجتهاد في فهم سياقات المعنى والمدلول اللفظي لكل خطاب ° لا يحق لنا شرعا وعقلا أن نحكم على الناس بمجرد أنهم يخالفوننا المنهج أو الرأي °
ثانيا : أنا لست عدوا للقصيدة العمودية وأفخر أنني حفظت على يدي أستاذي ألفية ابن مالك أيام كنت تلميذا في الطور المتوسط
ثالثا وسامحك الله أن تنحرف بالإيحاء إلى معاداتي عندما تتجنب ذكر اسمي أو الإشارة إلى مداخلتي مهذا من واجب الأمانة العلمية عليك حتى يسهل على أساتذتنا واخوتنا النقاد والأدباء العودة إليه وقراءته من زوايا أخرى // .. والإختلاف في ديننا رحمة //
وفي آخر هذا الموضوع الهام الذي نشكر أستاذنا الدكتور مرسي على فتحه وكنت تمنيت أن يتعمق الحوار الحضاري بيننا ولكنني ما زلت مقتنعا أن مصيبتنا في سرعة الإساءة إلى بعضنا ، مع احترامي إلى كل الأدباء الذين أعطوا نفسا للموضوع وسأكتفي الآن هنا لأعلن توقفي عن الخوض في المسألة إلى أن تطلع الشمس من جديد .

الشاعر الجزائري ابراهيم قرصاص
02/02/2007, 06:01 PM
لا حول ولا قوة إلاّ بالله يا أخي اسماعيل صباح
إن ّ مصيبتنا الإدراكية والله هي في سوء فهم ما نقرأ و إنك قرأت مداخلتي بانفعال واضح من خلال ردّك الجميل الذي خدشه سحب معنى ما قصدته من عبارة /: تقيأت لنا الجهادية والتطرف الفكري .../ فألزمتني مشكورا أن أوضح الالتباس .
أولا : يجب أن نتعلم - وهذا ليس عيبا على طلاب العلم - أن نحسن الإجتهاد في فهم سياقات المعنى والمدلول اللفظي لكل خطاب ° لا يحق لنا شرعا وعقلا أن نحكم على الناس بمجرد أنهم يخالفوننا المنهج أو الرأي °
ثانيا : أنا لست عدوا للقصيدة العمودية وأفخر أنني حفظت على يدي أستاذي ألفية ابن مالك أيام كنت تلميذا في الطور المتوسط
ثالثا وسامحك الله أن تنحرف بالإيحاء إلى معاداتي عندما تتجنب ذكر اسمي أو الإشارة إلى مداخلتي مهذا من واجب الأمانة العلمية عليك حتى يسهل على أساتذتنا واخوتنا النقاد والأدباء العودة إليه وقراءته من زوايا أخرى // .. والإختلاف في ديننا رحمة //
وفي آخر هذا الموضوع الهام الذي نشكر أستاذنا الدكتور مرسي على فتحه وكنت تمنيت أن يتعمق الحوار الحضاري بيننا ولكنني ما زلت مقتنعا أن مصيبتنا في سرعة الإساءة إلى بعضنا ، مع احترامي إلى كل الأدباء الذين أعطوا نفسا للموضوع وسأكتفي الآن هنا لأعلن توقفي عن الخوض في المسألة إلى أن تطلع الشمس من جديد .

هري عبدالرحيم
02/02/2007, 08:08 PM
شكرا لك أخي عادل العاني على الرد،ولولا أن الموضوع سيزيغ بنا عن محور الندوة،لوضعت خطوطا للنقاش حول الشعر في المنظور الإسلامي،لنِؤجل هذا الآن حتى ندوة أخرى بحول الله،نريد أن نتمم موضوع :هل القصيدة النثرية تعد شعرا أم لا في نظر الواتاويين،لأن المجتمع العربي قد تبناها،وخير دليل الإصدارات الهائلة التي أصبحت تتهاطل يوميا على دور النشر،وحتى الملتقيات الشعرية قلما تجد فيها قصائد عمودية،لا لإنعدامها ،ولكن لميل الناس لقصيدة النثر.
الأخ الشاعر الجزائري إبراهيم قرقاص:
الندوة مفتوحة للجميع،كل يدلي بدلوه،قد أتفق مع رأي وقد أختلف مع آخر،ولكن لا يجب أن نغضب من بعضنا حد التوقف عن إغناء الموضوع،نحن هنا يهمنا رأي كل الواتاويين،كيفما كان هذا الرأي فهو محترم،والغرض ليس الإنتصار للقديم على حساب الجديد،أو إنتصار الجديد على حساب القديم،الغرض معرفة رأي أعضاء واتا كي نؤسس لنا هنا صرحايكون فيه الإتفاق مسبقا ومرجعا حين نختلف،إن العلماء والمثقفين ليتناطحون تناطح التيوس في زروبتها ،ولا يتجافون لأن تناطحهم تناطح علم ،فحين نقارع الحجة بالحجة فإن هذا لعمري لا يفسد للود قضية ،بل ولا ينبغي له أن يفسدها.
تحية لك أخي قرصاص
تحية لك أخي إسماعيل.

محمد اللغافي
02/02/2007, 10:07 PM
أخي جمال مرسي بعد أن استوقفتني النصوص الأدونيسية التي اخترتها لاثراء النقاش .أحالتني على بعض القصائد التي كتبت في مرحلة التجريب لتؤسس للنثر شاعريته..متجاوزة كل أشكال الانتماء الى القصيدة العربية ..
قدر ..للشاعر بول شاوول.
مذا تخبئ الأصابع
في مخمل فراغها
نحو
شمس
غامضة
ينفتح
وجه
مفجوع

السمك...للشاعرهادي دانيال

تقدم لبنان مني
وأرخى على كتفي يديه
المجرحتين
قلت له.
ها هو البحر ..فاغسل يديك
قال..
أخاف على السمك الموت

في القلب ..للشاعر مريد البرغوتي

في الكون كواكب
في الكواكل الأرض
في الأرض قارات
في القارات آسيا
في آسيا بلاد
في البلاد فلسطين
في فلسطين مدن
في المدن شوارع
في الشوارع مظاهرة
في المظاهرة شاب
في الشاب قلب
في القلب رصاصة

عادل العاني
02/02/2007, 10:59 PM
الأخ الفاضل هري

أشكر لك ردك , ولو إننا قد نختلف بوجهات النظر , فأنا لم أتطرق لهذا الموضوع إلا لنؤسس تعريفا لماهية الشعر والشاعر , واستنادا إلى قول من لا جدال فيه وهو سبحانه وتعالى , وأرى ترابطا بالموضوعين , فالتوجه لتبني ما يسمى شعر النثر أو قصيدة النثر أو كتابة الشعر نثرا فيها من المحاذير في المستقبل البعيد , فنحن اليوم نزرع وأجيال أخرى تأتي بعدنا لتحصد ما نزرع , وإن رسخنا هذا المفهوم في الحيد عن الشعر وما هو متعارف عليه , فاسمح لي هنا بسؤال :

قرأنا جميعا بعض مقطوعات مما يسمى شعر النثر , ورأينا فيه الغموض ورأينا فيه عدم الترابط وعدم البلاغة , ولو أجزناه كشعر يأتي سؤالي الآن :
لماذا لا نعتبر ماورد في كتاب الله الكريم أيضا شعر نثر ؟

ولماذا لا نعتبر أحاديث النبي الكريم قصائد نثر ؟

وبالتأكيد الفرق شاسع بالبلاغة والمعنى والفائدة للبشرية ...

من هنا جاء رفضي أنا شخصيا لما يسمى بقصيدة النثر.

والأمر الآخر لماذا نهدم أدب النثر بأن نبحث له عن هوية , اليست الخواطر هويته , فلماذا نتمرد عليه كأدب ولماذا نهدم أدبين في آن واحد , نهدم الشعر , ونهدم النثر ونوجد منطقة رمادية بينهما لا هي بالشعر ولا هي بالنثر , بل كل ما في الأمر إننا نركض لنقلد الشعر الأوروبي بدل أن نسعى لأن يقلدونا هم .

ولمن يعتقد إن الشعر العربي ( العمودي ) أصبح من تراث الماضي أقول له ليبحث الآن عن الكتب والمصادر والبحوث التي تبحث في موسيقى الشعر العربي , ولحد الآن لم يستطع الباحثون من التوصل
لأسرار موسيقى الشعر العربي رغم كل المحاولات التي تمت لدراسته ورغم ما وضعوه من أساليب أو صنعوه من معدات لقياس النغمة الصوتية للتفعيلات وما زال البحث جاري.

وسأكون أيضا منتظرا للحوار الذي ستفتحه بعد الإنتهاء من تفنيد كتابة الشعر نثرا .

تحياتي وتقديري

عادل العاني
02/02/2007, 11:21 PM
أعود هنا مرة ثانية , وأتطرق لمقطوعة تسمى قصيدة نثر أورده الأخ حسام في رده :
ولأبين أمرين :
الأول : إن دعاة هذا النوع من الأدب لا ينكرون وجود الشعر الربي ولا قواعده ,
الثاني : إن كان تجديدا فلماذا نلجأ للتسمية التي نقحم فيها الشعر إقحاما ؟

ولننظر هنا :

"من يدلّ جموحي عليك -خليل بن أحمدْ
( فاعلاتُ , فعولن فعول فعولن )
فيأتي إليك
( فعولن فعول )
وتأتي إلينا
( فعولن فعولن )
مشيرا وشاهدْ،
( فعولن فعولن )
تُلملم نصي المشرّدْ
( فعول , فعولن فعولن )
على
إيقاع جديد
( فعولن , فعْلن , فعول )
لخيل جموح
( فعولن فعولن )
بتسع وتسعين بحرا
( فعولن فعولن فعولن )
ممـــــدّدْ."
( فعولن )

وإذا نظرنا للمقطوعة , فهي بإسقاط تفعيلتين فهي قصيدة من شعر التفعيلة .
ولما كان الجميع متفقين على إن للشعر العمودي وشعر التفعيلة قواعد يجب اتباعها , فالقبول بهذا النوع من ( ما يسمى قصيدة النثر ) ستفتح الباب أمام أي شاعر ليخطئ , ويحيد عن وزن قصيدته ليقول بعدها إنها ( قصيدة نثر )
فهل هذا هو ما يسعى إليه مؤيدو قصيدة النثر ,؟ يعجز الشاعر عن أن يأتي بقصيدته سليمة صحيحة موزونة , وفيها من الشاعرية والبلاغة ما يتمكن منه.

ولو أعدنا صياغة القصيدة :

"فمن ذا يدلّ جموحي عليك ؟
خليل بن أحمدْ
فيأتي إليك
وتأتي إلينا
مشيرا وشاهدْ،
تُلملم نصي المشرّدْ
بلحنٍ جديد
لخيل جموح
بتسع وتسعين بحرا
ممـــــدّدْ."

وهذه بأكملها على شعر التفعيلة , فلماذا إذن هذه الدعوة لهدم البناء وإطلاق العنان ؟

تحياتي وتقديري

د. جمال مرسي
03/02/2007, 11:13 AM
أخي الحبيب الشاعر عادل العاني :شكراً على ما طرحت فأثريت به الموضوع .

أخي الحبيب إسماعيل محمد :
نحترم وجهة نظرك و نقدرها بدون حدة في الرأي أو تعصب قد يثير حفيظة أخواننا المتحاورين


أخي الحبيب الشاعر إبراهيم قرقاص
لا غنى للنقاش عنك و لا عن أرائك القيمة و محاورتك الهادئة .. فلا تترك الجلسة من فضلك
بالحوار الهادئ نزرع البذرة و نؤسس لصرح حضاري بعيداً عن العصبية و التعصب و لكل أن يطرح رأيه و فكرته

أخي الحبيب هري عبد الرحيم
شكرا لمداخلاتك القيمة و سننتظر طرحك للموضوع الجديد الذي أثرتماه أنت و أخي العاني

أخي الشاعر الحبيب : محمد اللغافي
الشاعران هادي دانيال و مريد البرغوثي أعرفهما
و لكن هل كان الشاعر بول شاوول عربياً .. و نحن نتحدث عن الشعر العربي
ثم السؤال : هل هذه المحاولات التجريبية أثبتت نجاحها و لاقت قبولا هند الناقد و المتلقي و الذوق العربي بوجه عام ؟

و الشكر طبعا لكل أخ لم أذكر اسمه هنا و كل من بدأ معنا الحوار من أوله حتى آخر رد


أحبائي الكرام
الحوار جميل و هادئ و ممتع
فتابعوا بارك الله بكم
و لكم جميعا الحب
د. جمال

الشاعر الجزائري ابراهيم قرصاص
03/02/2007, 11:38 AM
أشكر للعزيز الأستاذ جمال مرسي روح انفتاحه العاقلة
وتلبية لدعوتك للعودة إلى مخاض ما فتحت لنا شهيته في قطاع الشعر ، سيما في جزئية الشعر العمودي والشعر المنثور ، أحب أن أؤكد مرة أخرى أن تحديد منهج النقد لهذا النوع أو ذاك هو الذي سيزيل إحدى اهم المطبات الوقعة في طريق ثقافة الحوار بين المثقفين والأدباء في كل مسألة من المسائل .
وعندما أعلنت في أول مداخلاتي بالموضوع تحت عنوان / لكم أوزانكم ولي أوزاني .. كنت أرمي إلى ضرورة أن نحاول تجاوز المعركة التاريخية الوهمية بين العمودي والتفعيلي ومؤخرا النثري وهي باعتقادي معركة ذات أبعاد أيديولوجية ونفسية أكثر من كونها معركة ذوقية جمالية لأن الشعر ملكة لا يستطيع العوا م من الناس امتلاكها ، أما المعرفة بأوزان الخليل بن أحمد الفراهيدي فهي مسؤولية لا أعتقد أن شاعرا حقيقا جاهلا بها دون الضرورة إلى التقيد بها أو إلغائها ، لأن المسألة باعتقادي فلسفية وإبداعية مضامينية أكثر من ماهي عليه بين الشعراء الذين كثيرا ما تحكمهم الأهواء على حساب المخيال العربي المتصاعد .. وللموضوع وقفات أخرى هامة قد أعود إليها لاحقا / مع الشكر لأستاذنا الدكتور جمال مرسي المحترم

عادل العاني
06/02/2007, 07:31 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتساءل أيها الإخوة : هل اكتفى الطرفان بهذا الحوار , وهل حصلت القناعة لدى طرف معين

أم انسحب الطرفان من الإستمرار بالحوار دون التوصل إلى نتيجة ...

كحال أمتنا العربية وأنظمتها عندما لا تتمكن من التوصل لحل نهائي , فتتفق الأطراف على :
" ألا يتفقوا "

تحياتي وتقديري

هري عبدالرحيم
06/02/2007, 08:28 PM
أخي العاني.
نحن لم نتفق بعد،إننا ننتظر باقي الطاقات وباقي المبدعين،فهم كُثْرٌ،ننتظر إثراءهم الموضوع حتى يتم ما يشبه إجماعا لأننا إن رُمْنَا الإجماع فلن يحصل لأنه لم يحصل أبدا إجماع على قضية خصوصا مثل التي نناقش.
صحيح ما قُلْتَهُ من كون العرب حين يجتمعون يتفقون على الأيتفقوا،ولكن هؤلاء ساسة القوم لا نخبهم المثقفة،نحن هنا نختلف لنبني لنا حَدًّا من الإتفاق والتلاقي،نحن عَرَبٌ لَيّسَ كالعَرَب،نحن نريد البناء في زمن الهدم،نحن نريد استنهاض الهمم في وقت السبات العميق،نحن نتميز بالقدرة على الإتفاق،وإن لم يحصل كله فبعضه،وشيء من الإتفاق أفضل من عدمه.
أخي مرسي،سيكون الموضوع الموالي مفيدا حين نَخْلُص من هذا الذي بين أيدينا ،هل تحس أننا استهلكنا النقاش؟
أظن أننا لم نبدأ بعد،بدايتنا ستكون بتفاعل كل الطاقات.
شدوا الهمم.

د. جمال مرسي
06/02/2007, 08:39 PM
نعم أخي عادل العاني و أخي هري عبد الرحيم
الموضوع لم ينته بعد
و ما زلنا في انتظار دخول المزيد من أساتذتنا الشعراء و النقاد لتتمة الحوار الشيق الذي بدأنا بأخوة و استمرت فيه كل الآراء بصدق و أخوة
فنحن كما قال أخي هري النخبة المثقفة و لسنا ساسة كي نختلف
في انتظار الجميع مع كل الود

د. محمد قصيبات
06/02/2007, 10:35 PM
أيها الأحباب الكرام أدباءنا و شعراءنا الكبار في واتا
سأطرح هذا الموضوع هنا للمناقشة و لن أجعله في قاعة المناقشات العامة لأنه يهم في المقام الأول كل محبي الشعر و كاتبيه .

تدور في أفق سمائنا العربية الأن و في قاعات الشعر في واتا جدلية كبيرة عما يسمى بقصيدة النثر .
لن أطيل عليكم و لكن اسمحوا لي أن أطرح عليكم هذه النقاط للمناقشة علنا نخرج منها بفائدة للجميع .

و لنجعل النقاط التي نتحاور حولها :
1_ ما يسمى بالشعر المنثور هل يعد شعرا ؟؟
2- قصيدة النثر هل هي من الشعر العربي في شيء ؟
أم أنها تراكمات و ترجمات لثقافات و قراءات لأعمال أجنبية .
3- لماذا ابتعدنا عن القصيدة العمودية و التفعيلية و استبدلناهما بمثل هذا النثر المشعور أو الشعر المنثور ؟
و الذي أصبح شائعا في الوسط الثقافي العربي حيث أحدثوا له مسمىً جديداً هو قصيدة النثر ؟
4- هل يميل القارئ العربي للشعر الأصيل و التفعيلي أكثر أم لهذا المنثور من القول تحت مسمى شعر أكثر .
5- هل يستسهل الأدباء هذه الكتابات النثرية التي تختفي منها الموسيقة و الأوزان
و هل من الصعب على أديب أو شاعر متمكن تعلم عروض الشعر و تفعيلاته المعروفة و بحوره الستة عشر فيأتينا بما استسهله على نفسه و جعله اشكالاً و عبئاً علينا ؟
6- انظر لعدد قراء قصيدة العمود أو التفعيلة ( أقصد الأصيل من الشعر ) و عدد القراء لقصيدة النثر و قارن بنفسك أيهما أكثر ؟ و حينها ستجد و تعلم الفرق .
7- هل المتحكم في الكتابة و بديع الشعر هو الفكر فقط أم أن هذا الفكر يجب أن يصب في قالب شعري سليم تتقبله ذائقتنا ؟



الدكتور الفاضل جمال مرسي

هل يمكن إضافة سؤال مهم ، لا لتعقيد الأمر بل لتسهيله وهذا السؤال هو

قصيدة النثر هل تتعلق بالشعر الفصيح فقط أم الشعر العامي أيضًا ؟

الإجابة على هذا السؤال سوف تدعو إلى التفكير
وهو سؤال لم يطرح في السابق رغم أهميته
تحياتي الصادقة

حسام الدين نوالي
06/02/2007, 11:19 PM
أعود هنا مرة ثانية , وأتطرق لمقطوعة تسمى قصيدة نثر أورده الأخ حسام في رده :
ولأبين أمرين :
الأول : إن دعاة هذا النوع من الأدب لا ينكرون وجود الشعر الربي ولا قواعده ,
الثاني : إن كان تجديدا فلماذا نلجأ للتسمية التي نقحم فيها الشعر إقحاما ؟
تحياتي وتقديري

أشير فقط إلى أن المقطوعة التي أشرت إليها من شعر التفعيلة، فقط وقع التباس لأني اقتطعتها من نص طويل ، والأكيد أنها لا تبدأ "فاعلاتن" ثم تعرج على "فعولن"، إنما كان تدوير في السطر الأول في المقطوعة مع السطر الذي قبله في القصيدة الكاملة، فهي:
فعو
لن فعولن....
.......
هذه توضيح فقط،
أما ما أود مناقشته من جديد هو الفرق بين الوزن والإيقاع، فالإيقاع معطى موسيقي أعم وأشمل من الوزن، ما يعني أننا نستطيع إيجاد أوزان عديدة وهي كلها ضمن الإيقاع، والوزن ينخرط ضمن ذائقة مجتمعية محددة.
على أنه في مجال الشعر فإن الإيقاع عنصر أساسي وفاصل بين النثر والشعر، وليس الوزن هو الفاصل، فإذا كان الوزن الخليلي تحديدا كمي، يعتمد على العدد، فإن هناك أوزانا أخرى تعتمد أشياء أخرى كالصوت والشكل وغيرهما..
وبالتالي فإن قصيدة النثر -في حالاتها الجيدة- هي قصيدة تتضمن الإيقاع الداخلي، أو إيقاع الشكل، أو غير ذلك من الإيقاعات التي يختارها المبدع تبعا لشحنات النص العاطفية ودفقاته الشعورية.
وهنا أريد الإشارة فقط إلى أنه ينبغي العمل بحذر إزاء هذا الجنس، أولا لجِدته وثانيا لأنه سبق التأطير النقدي بمسافات طويلة، لذلك فليس كل ما سمي "قصيدة نثر" في الصحافة هو بالفعل كذلك، بل إنه في الأغلب كتابات أخرى جميلة لا تمت للشعر بصلة.
وهل حصلت القناعة لدى طرف معين؟
الأكيد أن عددا من السجالات في العلوم الإنسانية لا تفضي إلى نتائج نهائية لأنها مسألة مرتبطة بالذوق أساسا وبالبعد الرمزي في الثقافة وبالتاريخ الشخصي وغير ذلك..
لهذا فالسجالات تقف في الغالب أمام عثرة "احترام الآخر والمختلف"، وإذا ما آمنا بالجلوس إلى جانب المختلف عنا عوض إسقاطه عن الكرسي للجلوس مكانه آنذاك فإن الحوار سيتواصل.. والخلاف رحمة.
مع مودتي

د. جمال مرسي
08/02/2007, 05:21 PM
أشير فقط إلى أن المقطوعة التي أشرت إليها من شعر التفعيلة، فقط وقع التباس لأني اقتطعتها من نص طويل ، والأكيد أنها لا تبدأ "فاعلاتن" ثم تعرج على "فعولن"، إنما كان تدوير في السطر الأول في المقطوعة مع السطر الذي قبله في القصيدة الكاملة، فهي:
فعو
لن فعولن....
.......
هذه توضيح فقط،
أما ما أود مناقشته من جديد هو الفرق بين الوزن والإيقاع، فالإيقاع معطى موسيقي أعم وأشمل من الوزن، ما يعني أننا نستطيع إيجاد أوزان عديدة وهي كلها ضمن الإيقاع، والوزن ينخرط ضمن ذائقة مجتمعية محددة.
على أنه في مجال الشعر فإن الإيقاع عنصر أساسي وفاصل بين النثر والشعر، وليس الوزن هو الفاصل، فإذا كان الوزن الخليلي تحديدا كمي، يعتمد على العدد، فإن هناك أوزانا أخرى تعتمد أشياء أخرى كالصوت والشكل وغيرهما..
وبالتالي فإن قصيدة النثر -في حالاتها الجيدة- هي قصيدة تتضمن الإيقاع الداخلي، أو إيقاع الشكل، أو غير ذلك من الإيقاعات التي يختارها المبدع تبعا لشحنات النص العاطفية ودفقاته الشعورية.
وهنا أريد الإشارة فقط إلى أنه ينبغي العمل بحذر إزاء هذا الجنس، أولا لجِدته وثانيا لأنه سبق التأطير النقدي بمسافات طويلة، لذلك فليس كل ما سمي "قصيدة نثر" في الصحافة هو بالفعل كذلك، بل إنه في الأغلب كتابات أخرى جميلة لا تمت للشعر بصلة.
وهل حصلت القناعة لدى طرف معين؟
الأكيد أن عددا من السجالات في العلوم الإنسانية لا تفضي إلى نتائج نهائية لأنها مسألة مرتبطة بالذوق أساسا وبالبعد الرمزي في الثقافة وبالتاريخ الشخصي وغير ذلك..
لهذا فالسجالات تقف في الغالب أمام عثرة "احترام الآخر والمختلف"، وإذا ما آمنا بالجلوس إلى جانب المختلف عنا عوض إسقاطه عن الكرسي للجلوس مكانه آنذاك فإن الحوار سيتواصل.. والخلاف رحمة.
مع مودتي

بكل تأكيد أخي الكريم حسام الدين نوالي
فكما رأيت من واقع كل الردود أن الاحترام كان متبادلا و جميع الآراء على اختلافها أخذت برحابة صدر و لم يكن الغرض من فتح مثل هذا الحوار أن يحدث أختلافا لا سامح الله أو أن يسقط أحد الطرفين الطرف الآخر من كرسيه ليحتل مكانه و لكننا ألقينا الضوء على قضية مهمة و أبدى كل طرف وجهة نظره و احترم الجميع هذا التباين و يظل هناك دور آخر للمتلقي و عاشقي الشعر يجب ألا تهمله .
و يبقى النقاش مستمراً ...................

د. محمد قصيبات
08/02/2007, 05:44 PM
الدكتور الفاضل جمال مرسي

هل يمكن إضافة سؤال مهم ، لا لتعقيد الأمر بل لتسهيله وهذا السؤال هو

قصيدة النثر هل تتعلق بالشعر الفصيح فقط أم الشعر العامي أيضًا ؟
الإجابة على هذا السؤال سوف تدعو إلى التفكير
وهو سؤال لم يطرح في السابق رغم أهميته
تحياتي الصادقة

خالد ساحلي
10/02/2007, 12:14 PM
السلام عليكم و رحمة الله تعالى وبركاته
الفاضل الدكتور جمال : النقاش مرجعية نقدية يستمتع به كل من يبدع في فن الكتابة.
السلام عليكم

د. جمال مرسي
13/02/2007, 04:50 PM
أخي الفاضل د. محمد قصيبات
أهلا بك و المعذر عن التأخير
كان حديثنا عن الشعر العربي و قصيدة النثر فيه و لم نتطرق للشعر العامي في مناقشتنا لأنه من الشعر المحكي الذي يكتب باللهجات المحلية



أخي الفاضل : خالد ساحلي
شكرا لوجودك و رأيك
بالفعل كان هذا النقاش مرجعا نقديا مثمراً و كان من أهم النقاشات و الموضوعات التي طرحت في الواتا مؤخراً و رغم تباين وجهات النظر فيه إلا أنه ظل نقاشاً هادئاً و بعيداً عن التشنجات الفكرية



و أخيراً
أيها الأاخوة الشعراء و النقاد و كل من مر من هنا قارئاً أو مبدياً رأياً .. أرى أن النقاش قد توقف من مدة و كأني به قد استوفى الغرض منه فلم يعد هناك المزيد ليضاف
و لذا أستسمحكم في فك تثبيت الموضوع و أشكر كل من ساهم فيه و ساعد على إنجاحه و إثرائه
و إلى اللقاء في موضوع آخر مع خالص حبي و تقديري

و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم
و الحمد لله رب العالمين

محبكم جمال مرسي

أحمد الريماوي
21/02/2007, 01:44 PM
أخي الأستاذ الدكتور/ جمال مرسي
الأخوة والأخوات
بدايةً أنا أكتب الشعر منذ خمسة عقود، وبشكليه الكلاسيكي العمودي وشعر التفعيلة، وإن كان شعر التفعيلة له النصيب الأوفر في مجموعاتي الشعرية العشرة، ولم أحاول قط كتابة "قصيدة النثر"، التي أرى فيها مقومات النص الأبي الجميل الذي يشدني وخاصة عندما أقرأ لرواده، ويحضرني في هذا المقام تسمية أحد رواد الأدب السعودي الحديث الشاعر محمد حسن عواد لهذا النص الأدبي الجميل بِ"شِثـْر"، لأنه يجمع بين مقومات الشعر ومقومات النثر. فما رأيكم؟.
أما قضية الابتعاد عن الشعر العمودي وشعر التفعيلة واستبداله بِ"الشِثر"، فقد أصبحت منتهية إذا فصلنا "الشثر" عن الشعر. وبهذا يبقى الشعر شعراً والنثر نثراً والشثر شثراً ونخلص من إشكالية المسمى "قصيدة النثر".
ولكم تحياتي

عمرو عبدالرؤوف
21/02/2007, 03:27 PM
قصيدة النثر هل تتعلق بالشعر الفصيح فقط أم الشعر العامي أيضًا ؟

استاذ قصيبات سؤالك فى محله فعلا وفتح مدارك اخرى للحوار


كان حديثنا عن الشعر العربي و قصيدة النثر فيه و لم نتطرق للشعر العامي في مناقشتنا لأنه من الشعر المحكي الذي يكتب باللهجات المحلية

لقد اسميه شعرا محكى اذن هو نوع آخر من انواع الشعر واظنه شعر عربى ايضا ولا يقل قيمة عن الشعر الفصحى بل ان الشعر العامى لغته اكبر واوسع من الشعر الفصحى وشعرائه مفكرين وادباء كبار مثل جاهين مثلا

استاذ جمال ما دمنا اعترفنا بذلك اذن نحن نؤمن بمبدأ التجاور هنا
فما المانع من ان تكون القصيدة النثرية نوع من انواع الشعر العربى
وهى ليست مأخوذة من الغرب فنحن لم نكن نسكن كوكب اخر ثم جئنا الى الارض فجأة فوجدناهم يكتبون بالنثر بدون وزن ويعتمدون على ورح القصيدة لا الجسد ففعلنا مثلهم !!!!

ترجمتنا للغرب واختلاطنا بالغرب منذ وجودنا فى الاندلس ورغم ذلك لم نتأثر بكتاباتهم
تم الاحتلال فى القرون السابقة وتم فرض ثقافاتهم ومحاوله نشرها بحد السيف ورغم ذلك لم نتأثر بهم

انها التطور الطبيعى لقصيدة التفعيلة
مولود شرعى
كما كانت قصيدة التفعلية تطور طبيعى للشعر الخليلى

ما المانع من التجاور اذن

الايقاع العربى اكبر واغنى من سته عشر تفعيلة عليكم الاعتراف بذلك

***
انا لا اريد ان افتح ابواب سنجدخلفها الكثير من الجدل ولكن اسمحوا لى ان أرجز الابواب :)

(( حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود ))
فهمها العرب فهم مباشر للاسف لانهم كانوا يعتادون ذلك فى الشعر الموزون فكانوا يأتون ويربطون فى ارجلهم خيط ابيض وخيط اسود ويظل الرجل ينتظر حتى يراهم جيدا ويفرق بينهم
والمقصود هنا باجماع العلماء بالخيط الابيض والخيط الابيض هو اول ضوء الشمس والخيط الاسود هو الليل

انه اسلوب جديد على العرب فى الكتابه ولم يفهموه !!!!!!!!!!!!!!
ولكن جميعنا نعلم ان الله قد تحدى الشعراء العرب بالقرآن ولن ينتهى التحدى فى حالة ترك العرب للشعر الموزون وكتابتهم للقصيدة النثرية بأسلوبها الجديد التحدى قائم حتى يومنا هذا (( حتى لكتاب الحداثة وما بعد الحداثة ))
والدليل البسيط (( مرادف الخيط الابيض والخيط الاسود ))
ما دام الاسلوب موجود فى القرآن فما المانع من الاعتراف به

ذلك والله اعلم
ارجو من كبار ادبائنا تصحيح اى خطأ ورد ذكره واعتذر مقدما عن اى خطأ

شكرا للجميع
محبتى وتقديرى

هري عبدالرحيم
21/02/2007, 05:25 PM
أستاذ د.جمال مرسي(أبورامي)
اللأستاذ أحمد الريماوي
الأستاذ عمروعبد الرؤوف
لكم الشكر على إعادة فتح النقاش حول الموضوع الذي لم ينتهي،وإنما توقفت المداخلات،نأمل أن يستمر النقاش لأنه جد مفيد،حتى نخلص لإتفاق قد يخصنا نحن فقط في واتا،إذ في خارج واتا الأمر مختلف،فكل المنتديات تعتبر الشعر شعرا بأنواعه مقفى كان أو شعر التفعيلة أو المنثور،نحن هنا نريد أن نتميز،بل علينا أن نتميز لأن بيننا فحولاً وجهابذة،فإن لم يتميزوا في الأدب والعلم ،ففيمَ سيتميزون إذن.
الأخ عمر عبد الرؤوف:
عبارة :(حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الأسود،)درسها العلماء في علم الدلالات،بحيث نجد منطوق اللفظ ومفهومه،وهما متفاوتان في قوة الحجية،ولا خلاف في حجيتها،فمعنى النص أو (عبارة النص)هي المعنى الحرفي للنص وتشتمل المعنى الإلتزامي.
ومفهوم النص هو مفهوم الموافقة،من هنا جاء ترتيب التفاوت من حيث قوة الحجية بين المفهوم والمنطوق.
فمن اعتبر المنطوق ربط الخيط الأسود بالأبيض وراح ينتظر تبينهما للتفريق بين الليل والصبح،وقصد الشارع موافق للتفريق بين الوقتين ،لكن مفهوم النص يقتضي التفريق بين الوقتين كل حسب معرفته وغير ملزم بالخيطين،وهذا مجال علماء الأصول الذين راحوا يفصلون في الدلالت وفي قيد النص وغيرها من المفاهيم الأصولية وبها كان يأخذ الفقهاء في استنباط الأحكام.
موضوع الدلالات قد نعود إليه إن شاء ربنا الكريم،ونفصل فيه حتى يتبين أكثر.

أحمد الريماوي
25/02/2007, 09:44 PM
الأستاذ الدكتور جمال مرسي
الإخوة والأخوات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بدايةً أنا أكتب الشعر منذ خمسة عقود، وكل ما كتبته إما من الشعر العمودي أو من شعر التفعيلة، وإن كان شعر التفعيلة له النصيب الأوفر في مجموعاتي الشعرية العشرة، ولم أحاول قط كتابة "قصيدة النثر"، التي أرى فيها مقومات النص الأدبي الجميل الذي يشدني وخاصة عندما أقرأ لرواده، ويحضرني في هذا المقام تسمية أحد رواد الأدب السعودي الحديث الشاعر محمد حسن عواد لهذا النص الأدبي الجميل بِ"شِثـْر"، لأنه يجمع بين مقومات الشعر ومقومات النثر. وكجنس أدبي جديد له خصوصيته. فما رأيكم؟.
ولكم تحياتي

ريان الشققي
03/03/2007, 10:33 AM
الوضوع ليس سهلا كما تعرفون وإنما يأتي في وقت عصيب على الثقافة والإبداع، أولا الشعر شعر والنثر نثر وهناك ما يفرقهما وهو الوزن أيا كان شكله وموازينه، أما عن الوزن فلابد له من إيقاع وأصول وقواعد، الحرية جيدة ولها مايبررها دوما ولكن ضمن إطارات تتقبلها ذائقة البشر ممن يحكمون على الجودة والزمن كفيل بأن يحكم لهذه أو تلك، لا مانع من التجربة والتجديد والانطلاق إلى آفاق أخرى مغايرة، ما يزعجني أحيانا هو الميل الكبير نحو الحرية والنص المفتوح في المجلات والصحف وكأنه هو السهل الذي يريده المرتادون على أطر الثقافة دون عناء ودون جهد ،،،،
دمتم على خير
ريان

مهند شهيد شمخي
04/03/2007, 03:11 PM
أسمحو لي يا معشر الشعراء بالتطفل هنا .
ساعقب على هذا الموضوع المثير للجدل من خلال التوصيف الذي احمله بينكم كاحد متذوقي الشعر والكاتب الذي يكتب ما يشبه الشعر .
يا سادتي ليس خفيا" على احد حالة الارتداد الفكري والثقافي والاجتماعي التي تسود بين قطاعات الشعب العربي ، حتى أصبحت كلمة ( ثقافة ) احد المفردات المنقرضة في اهتمامات هذا المواطن ، ومن هنا يمكن القول ان المثقفين اصبحوا هم الطبقة المنتجة والمستهلكة لكافة الفنون التي يعملون في مجالاتها ، بسبب وجود فجوة كبيرة في المستوى الثقافي بين اللاقي والمتلقي العادي ، الامر الذي شجع على انتشار انماط ( شبه ) ثقافية تختزل ذلك المقدار والفرق في الاستيعاب الفكري كالشعر الشعبي والخواطر وقصيدة النثر ، وهذه الاخيرة موضوع البحث في اعتقادي انها ليست نتاج تراكمات ثقافية اجنبية فحسب ، بل انها جاءت وسيلة للابقاء على الشعر العربي من خلال ما تطرحه من مساحات وفضاءات واسعة امام الشعراء المبتدئين الذين لا يملكون المهارة الكافية للتعامل مع ( قسوة ) الوزن والقافية اللتين يفرضهما الشعر العربي .

تحياتي لكم .

مالكة عسال
16/03/2007, 02:11 AM
قصيدة النثر المغربية
لقد شقت قصيدة النثر هي الأخرى دربها في الحداثة إلى جانب قصيدة النثر الشرقية والغربية ،دعت في مسيرتها إلى التحرر من القرائن الكلاسيكية ،وهدر البنيات التقليدية ،وتحطيم النموذج الثابت المحدد سلفا ،مقترحة بدائل جديدة على المستويين: المبنى والمعنى ،معتمدة خصوصيات تميزها عن غيرها من الشعر :
- الرؤيا كلحظة إشراق بمحو المسافة بين الذات و الشاعر.
- صور شعرية تؤسس لدلالات ومعاني
- الإبهام وفق حمولتها الفلسفية والوجودية والأسطورية والرمزية
- الإيقاع الداخلي
- وحدة عضوية النص
- البنائية الجمالية
- تجنب المباشرة والمألوف والاستطراد
- اعتماد الكثافة في اختزال الألفاظ
وتتهيكل القصيدة النثرية مابين النصوص القصيرة على شكل ومضات أو مشاهد ، ونصوص متوسطة الطول ذات بناء شبه دائري يحافظ على تماسك القصيدة ووحدة موضوعها ، ونصوص طويلة نسبيا متعددة المقاطع ذات طبيعة مركبة ومتنامية في بنائها توظف التكرار والتوازي والتقابلات الصوتية ،يتداخل فيها الغنائي والسردي والدرامي ،ويتشابك فيها اليومي والواقعي والصوفي والتشظي ..
وهي مستويات شعرية متفا وتة بين النصوص المتألقة ضاربة مباطن القلب ،والنصوص السطحية التي لاتشد القارئ ،والعميقة التي تعاسر القارئ في فك شفراتها المغرية ..
والخلاصة أن قصيدة النثر نهلت من أبواب معرفية متعددة ،واستطاعت فرض نفسها في عالم الأدب المغربي عامة وقاموس الشعر خاصة من حيث إيقاعها وشاعريتها ..وطبعا هي إفراز لسيرورة تاريخية
وإن كانت تتقاطع مع الشعر الغربي ..وهي شعر نابع من الذات انطلاقا من معاناة الشعر وانفعالاته ..
وإن كان الجمهور مازال يفضل الشعر العمودي فقط لأنه لم يألف الجديد وهذا شيء طبيعي نحن نرفض الجديد أمام كل قديم مألوف..وكما لايعاسر الشاعر كتابة الشعر الحداثي فأيضا لاتعاسره كتابة الشعر بالعروض فهو صنعة لاغير ومن أراد تعلمها فالأمر سهل إن أقر العزم ...من خلال ماتقدم لانستثني أإن هناك من كتبوا شعرا سواء بالعروض اأو النثر ومع ذلك يخلو من الشعر تماما ..
مودتي


أيها الأحباب الكرام أدباءنا و شعراءنا الكبار في واتا
سأطرح هذا الموضوع هنا للمناقشة و لن أجعله في قاعة المناقشات العامة لأنه يهم في المقام الأول كل محبي الشعر و كاتبيه .

تدور في أفق سمائنا العربية الأن و في قاعات الشعر في واتا جدلية كبيرة عما يسمى بقصيدة النثر .
لن أطيل عليكم و لكن اسمحوا لي أن أطرح عليكم هذه النقاط للمناقشة علنا نخرج منها بفائدة للجميع .

و لنجعل النقاط التي نتحاور حولها :
1_ ما يسمى بالشعر المنثور هل يعد شعرا ؟؟
2- قصيدة النثر هل هي من الشعر العربي في شيء ؟
أم أنها تراكمات و ترجمات لثقافات و قراءات لأعمال أجنبية .
3- لماذا ابتعدنا عن القصيدة العمودية و التفعيلية و استبدلناهما بمثل هذا النثر المشعور أو الشعر المنثور ؟
و الذي أصبح شائعا في الوسط الثقافي العربي حيث أحدثوا له مسمىً جديداً هو قصيدة النثر ؟
4- هل يميل القارئ العربي للشعر الأصيل و التفعيلي أكثر أم لهذا المنثور من القول تحت مسمى شعر أكثر .
5- هل يستسهل الأدباء هذه الكتابات النثرية التي تختفي منها الموسيقة و الأوزان
و هل من الصعب على أديب أو شاعر متمكن تعلم عروض الشعر و تفعيلاته المعروفة و بحوره الستة عشر فيأتينا بما استسهله على نفسه و جعله اشكالاً و عبئاً علينا ؟
6- انظر لعدد قراء قصيدة العمود أو التفعيلة ( أقصد الأصيل من الشعر ) و عدد القراء لقصيدة النثر و قارن بنفسك أيهما أكثر ؟ و حينها ستجد و تعلم الفرق .
7- هل المتحكم في الكتابة و بديع الشعر هو الفكر فقط أم أن هذا الفكر يجب أن يصب في قالب شعري سليم تتقبله ذائقتنا ؟


دعونا هنا نفتح دائرة للحوار حول هذا الموضوع المهم و من كان عنده رأي أو نقاط جديدة يريد أن يضيفها فليفعل



و ليتنا نعمل تصويتاً على بعض ما ورد هنا من نقاط

فلنبدأ على بركة الله

محمد سمير السحار
16/03/2007, 02:49 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على سيدنا محمد خير الأنام
أخي الفاضل وأستاذي الدكتور جمال مرسي
قبل كتابتي الشعر الموزون كنتُ أكتب على ما أظنّ قصيدة النثر بطلاقة
والآن بعد كتابة الشعر الموزون أجد صعوبة في كتابة قصيدة النثر كما كنتُ من قبل
هو شعرٌ على ما أظنّ وله مواطن من الجمال
عندما نكتب النص من القلب سواء أتبّع الوزن أو تحرر من الوزن سينجح وسيدخل القلوب
ولكن أخبرني أين أستطيع أن أنشر قصائدي النثرية في واتا الحبيبة
علماً أنّه لا يزال لدي من أرثي القديم الكثير من القصائد والتي لم تُنشر
خالص تقديري ومحبتي
أخوكم
محمد سمير السحار

مصطفى معروفي
17/03/2007, 09:17 PM
ليس لي أي موقف من قصيدة النثر ، فهذه القصيدة هي أول ماكتبت في مسيرتي الشعرية، وقد نشرتها في منابر ثقافية متعددة ، صحف ومجلات ، وسرت فيها شوطا لا بأس به ، ثم بدا لي أن الحابل اختلط بالنابل فيها ، وأن كل من استطاع أن يفك رموز الأبجدية بإمكانه الدخول إليها دون مراعاة لما يتطلبه الشعر من عناصر أساسية لوجوده ، فاتجهت إلى القصيدة الموزونة ، مع العلم أنني درست العروض قبل أن أكتب قصيدة النثر نفسها.
إن قصيدة النثر في نظري أصعب من القصيدة الموزونة - الشعر صعب كان قصيدة موزونة أم قصيدة نثرية - لأن ما ينقصها من موسيقى خارجية ينبغي أن يعوض عنه بعناصر أخرى كالإيقاع في المعنى والموسيقى الداخلية المتمثلة في تركيب الحروف داخل الكلمة ، والكلمة داخل الجملة.وبطبيعة الحال فهذا العمل يتطلب مهارة من صاحبه ،إذ المقصود في الشعر ليس هو تبليغ المعنى والمضمون للقارئ فقط ، بل الشكل الذي حمل فيه المعنى أيضا.فكم من بيت أو قصيدة أعجبنا بها لا لما قالته بل للكيفية التي قالت بها .
حقيقة أنني أجد أحيانا في قصيدة النثر من الشاعرية والشعر ما لا أجده في القصيدة الموزونة ، وللأسف فالقصيدة النثرية الحاملة للشعر نادرة جدا.

عمرو عبدالرؤوف
17/03/2007, 09:49 PM
إن قصيدة النثر في نظري أصعب من القصيدة الموزونة

بكل تاكيد استاذ مصطفى

بامكانك ان تأتى بكل ما له معنى وما ليس له معنى وتزنه لتصبح مجانا (( شاعر ))

قد يكون شاعر التفعيلة يملك الوعى التام
لكنه لا يملك الاحساس التام بما كتب

نظرا لتعديل وحذف وقصر وزحف وبتر وتسبيغ وتذييل وترفيل كل ما تدفق من حالته الشعرية

محبتى وتقديرى

هلال الفارع
17/03/2007, 10:15 PM
إن قصيدة النثر في نظري أصعب من القصيدة الموزونة

بكل تاكيد استاذ مصطفى

بامكانك ان تأتى بكل ما له معنى وما ليس له معنى وتزنه لتصبح مجانا (( شاعر ))

قد يكون شاعر التفعيلة يملك الوعى التام
لكنه لا يملك الاحساس التام بما كتب

نظرا لتعديل وحذف وقصر وزحف وبتر وتسبيغ وتذييل وترفيل كل ما تدفق من حالته الشعرية

محبتى وتقديرى
ـــــــــــ
أخي عمرو عبد الرؤوف.
تحية لك.
أرجو أن تهدأ قليلاً، لأنك تضع نظريات جديدة في عالم الفن اللغوي، قد لا تستطيع الدفاع عنها، ولن تستطيع.. هذا الذي أسبغته على الشعراء مر منه الملايين منهم منذ ما قبل امرئ القيس، مرورًا بالمتنبي، وصولاً إلى أحمد شوقي، وانتهاءً بعمرو عبد الرؤوف.
لا تغالط كثيرًا، فليس شاعرًا من نظَمَ الكلام.. الشاعر هو الذي لا يستطيعه إلا من كان شاعرًا، فإن كنت أخي عمرو من أنصار الكتابة المنثورة، فلن يعترض عليك أحد.. لكن، أليس كثيرًا أن تزايد أنت، أو غيرك على الشعر العربي الأصيل؟! أليس كثيرًا عليك، وعلى غيرك أن يقفوا في وجه المتنبي والمعري والبحتري وأبي تمام وجرير والفرزق والأخطل.. لن أذكر شعراء العصر الجاهلي، ولا شعراء العصر الحديث أمثال شوقي وقباني ودرويش والسياب والشابي، الذين تربّى ذوقنا الفني على ما نسجوا من روائع الشعر وقلائده.
أخي عمرو.. اهدأ قليلاً، فأنت تخوض في بحور متلاطمة الأمواج.
شكرًا لك، وتأكد بأن لك عندي محبة، وإلا ما كتبت إليك.
تحياتي.
هلال.

د. حسان الشناوي
17/03/2007, 10:34 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دخلت لأقرأ ما طرح حول دعوة أخينا الحبيب أبي رامي.
وسأعيد القراءة أكثر من مرة ؛ بهدف الإفادة أولا ؛
لأن ماطرح في الحوار والنقاش كثير ومتنوع ومتعشب.
عسى أن يمن الله بعودة ز
وللجميع إكباري وتقديري.

الشاعرمحمدأسامةالبهائي
17/03/2007, 11:13 PM
أحبائي الكرام
مداخلتي بدراسة بحثية منقولة لباحث معاصر علي هذا الرابط


http://arabswata.org/forums/showthread.php?p=55850#post55850

وفي متنها وجهات النظر المستنة علي العلم المتقن والبحث العلمي.
وأشكركم ولكم التحية
الشاعر
محمدأسامة البهائي

عمرو عبدالرؤوف
18/03/2007, 12:46 AM
ـــــــــــ
أخي عمرو عبد الرؤوف.
تحية لك.
أرجو أن تهدأ قليلاً، لأنك تضع نظريات جديدة في عالم الفن اللغوي، قد لا تستطيع الدفاع عنها، ولن تستطيع.. هذا الذي أسبغته على الشعراء مر منه الملايين منهم منذ ما قبل امرئ القيس، مرورًا بالمتنبي، وصولاً إلى أحمد شوقي، وانتهاءً بعمرو عبد الرؤوف.
لا تغالط كثيرًا، فليس شاعرًا من نظَمَ الكلام.. الشاعر هو الذي لا يستطيعه إلا من كان شاعرًا، فإن كنت أخي عمرو من أنصار الكتابة المنثورة، فلن يعترض عليك أحد.. لكن، أليس كثيرًا أن تزايد أنت، أو غيرك على الشعر العربي الأصيل؟! أليس كثيرًا عليك، وعلى غيرك أن يقفوا في وجه المتنبي والمعري والبحتري وأبي تمام وجرير والفرزق والأخطل.. لن أذكر شعراء العصر الجاهلي، ولا شعراء العصر الحديث أمثال شوقي وقباني ودرويش والسياب والشابي، الذين تربّى ذوقنا الفني على ما نسجوا من روائع الشعر وقلائده.
أخي عمرو.. اهدأ قليلاً، فأنت تخوض في بحور متلاطمة الأمواج.
شكرًا لك، وتأكد بأن لك عندي محبة، وإلا ما كتبت إليك.
تحياتي.
هلال.

استاذنا هلال الفارع
سأهدأ :)
عندى مبدأ فى حياتى
(( أنا عالم بأننى غير عالم ))
والحمد الله اعمل بهذا المبدأ دائما

ولكن لا يمنعنى ذلك من ابداء رأيى المتواضع وعرض فكرة بسيطة اؤمن بها

أعلم علم اليقين مدى تحابكم فى الله وحب النصح والارشاد وهذا ما ننتظره منكم ككتاب صغار :fl:

اما بالنسبة لتلك الاسماء الثقيلة التى قد ذكرتها حضرتك فهم تراثنا الغالى وجب الحفاظ عليه والفناء لبقائه

كل ما فى الامر
اننى اؤمن بمبدأ التجاور
وما المانع ؟ التطور والاصالة لا يعنيان التضاد
عامةً اكتفى بذلك فيبدو ان صغار الكتاب لا يجب عليهم ابداء الرأى

شكرا لردكم الكريم
وسعة صدركم للأراء المتواضعة

محبتى وتقديرى

هلال الفارع
18/03/2007, 08:07 AM
أعلم علم اليقين مدى تحابكم فى الله وحب النصح والارشاد وهذا ما ننتظره منكم ككتاب صغار
اما بالنسبة لتلك الاسماء الثقيلة التى قد ذكرتها حضرتك فهم تراثنا الغالى وجب الحفاظ عليه والفناء لبقائه

كل ما فى الامر
اننى اؤمن بمبدأ التجاور
وما المانع ؟ التطور والاصالة لا يعنيان التضاد
عامةً اكتفى بذلك فيبدو ان صغار الكتاب لا يجب عليهم ابداء الرأى

شكرا لردكم الكريم
وسعة صدركم للأراء المتواضعة
ــــــــــــ
أخي عمرو.
تحية طيبة.
أرجو ألا تكون تبحث عما لا يفيد من النقاش. واسمح لي أن أبدي أسفي قبل كل شيء على طريقة فهمك لما كتبته لك، وعن عدم وقوفك على ما كتبته أنت في ردك الذي استوقفني، وسأضعه أمام عينيك لتتأكد أنك لم تكن تحاور، أو تبدي رأيًا، ففيه قلت للأخ مصطفى في قوله إن قصيدة النثر أصعب من القصيدة الموزونة:
( بكل تاكيد استاذ مصطفى
بامكانك ان تأتى بكل ما له معنى وما ليس له معنى وتزنه لتصبح مجانا (( شاعر ))
قد يكون شاعر التفعيلة يملك الوعى التام
لكنه لا يملك الاحساس التام بما كتب
نظرا لتعديل وحذف وقصر وزحف وبتر وتسبيغ وتذييل وترفيل كل ما تدفق من حالته الشعرية)!!! فهل هذا هو الحوار يا أستاذ عمرو؟! أي حوار ذلك الذي يبدأ بعبارة ( بكل تأكيد ) لتسمو بهذر الكلام مما يكتبه بعض المتطفلين على تراثك؟ أنا لم يسبق لي أن رفضت الكتابة النثرية، فأنا أكتبها، ومنذ عقود، ولك أن ترجع إلى أول مداخلة في هذا الموضوع، وفي هذا الرابط تحديدًا لتقرأ ما كتبته ردًّا على د. جمال مرسي.. عد أخي عمرو، وانظر بنفسك إن كنت متحاملاً على من يكتب هذا اللون من الكتابة.. نزار قباني كتب فيها، وأدونيس، ومحمود درويش، وآخرون من الكبار، ولن أمرّ على ذكر المخرّفين ممن يدّعون الحداثة، وهذه الكتابة من الصعوبة بمكان، لكنه لا يجوز بأي حال من الأحوال دراستها، أو الوقوف عليها نقدًا على سبيل مقارنتها بالشعر العربي.. فالشعر العربي شيء، وهذه شيء آخر تمامًا.. هذه كتابة عربية نحترم المجيد منها، ونحتقر التافه المبني على شطحات فكرية غير سويّة، وفي الشعر العربي الموزون مثل ذلك، لكننا لا نسميه شعرًا، بل هذرًا.
من أجل ذلك طلبت منك أن تهدأ، لا لأنك من صغار الكتاب - لا سمح الله - ولكن لأنك ركبت مركبًا صعبًا دون تحديد وجهتك فيه، وبدأت حديثك بحكم قاطع، مع أن الموضوعين مادة المقارنة يختلفان في العناصر والقيمة الفنية، بل وفي الأسس التي يقوم عليها كل منهما. فكيف تتم المقارنة بينهما إذًا؟
ولتعلم أخي عمرو بأنني لست وصيًّا على الشعر العربي، ولست حاملاً لواء محاربة النثريين، أنا فقط اعترضت على بعض التعدّي على ذوق الأمة ومقدساتها، ورفضت تطاول بعض الرخيصين على الله وملائكته، ووقفت في وجه بعض المتقولين في الفن، وما هم منه في شيء، وحاولت جاهدًا أن أبين أنّ الموروث الثقافي لأية أمة من الأمم هو ملك للأمة كلها، ولا يجوز المساس به من بعض الذين يسعون لهدمه، ربما من حيث لا يدرون، ولا مجال للمهادنة فيه، لأنه جزء من التاريخ، والتاريخ أول عوامل بقاء الأمم.
ثم من قال لك أخي عمرو بأنني ضد التطور، بل من أوصل إليك أنني لا أرى ارتباطًا بين الأصالة وهذا التطور؟ وهل قرأت لي يومًا ما، في زاوية ما، أو في مقال ما، ما يدل على تعصبي، أو ما يوحي بأنني من أهل الجمود؟ وهل بدأ أي شيء في الكون كاملاً؟ لا يا عمرو، أنا مع التطور، وضد الجمود، لأن الجمود يقود إلى التخلف، والتخلف يؤدي إلى إفراغ العقل البشري من دوره في الحياة، ومتى تعجز أمة عن أداء دورها في الحياة، تكن أمة على حافة الانهيار، بل على أبواب الفناء.
أخي عمرو.
لو كنت أنظر إليك على أنك صغير ما كتبت إليك، فكم من الصغار كتبوا، وما كان لهم منا إلا الإهمال والازدراء. ولو كنت أرى أنك لن تفهم ما كتبته، صدّقني ما كنت كتبت، لكنني ومن خلال متابعتي لما يدور في هذا المنتدى وغيره، وجدت أنك من الشباب المتحمس الذي يبحث عن نفسه، وبأنك من المتابعين الجيدين، لذا أكلتني غيرة عليك، لا حب للذم فيك، ولم أتردد لحظة واحدة في الكتابة إليك، فإن كنتَ أحسستَ بأنني أسأتُ إليك، فلك اعتذاري، ودمت سالمًا.

د. جمال مرسي
18/03/2007, 08:34 AM
لا أقول غير أن قلبك كبير يا أبا العلاء
و أنت مدرسة في الفكر و الأدب و الذوق
لا أمدحك و لا أنافقك لا سامح الله
و لكن أقول الحقيقة التي لمستها فيك منذ انتسبت معنا لهذا الصرح الكبير واتا .
أنت لا تأخذك في الحق لومة لائم و تدافع بالحق عن فكرك و مبادئك .. و هذا لعمري ما يجعلني أؤكد أن الأمة لا زالت بخير طالما كان فيها من أمثالكم .
فكن كما أنت و واصل مسيرتك و ثق أني معك على الحق . و يداً بيد دعنا نبني أو قل نعيد بناء ما تهدم أو حاول العابثون هدمه من تراثنا .
الحبيب عمرو .. أنت تعرف أنني أيضا أحبك و أريدك أن تخطو خطوات حثيثة في عالم الشعر الجميل و لكن الخطوات المبنية على أسس . عمالقة الشعر لازالوا للآن يكتبون الشعر التفعيلي بل إن الكثيرين منهم أعلنوا تبرأهم مما يسمى بقصيدة النثر ذلك المسخ و المولود الغير شرعي للشعر العربي . و انظر أخي لأصحاب هذه الحركة التي لم تخرج من إطار المغرب العربي و يعتقدون بها أنهم أحدثوا انقلابات جذرية في الشعر و اللغة و ما قرأناه لمعظمهم لم يتعد سفسطة و كلاما يدعون أننا لا نفهمه لأننا جهلاء و لأنهم هم فقط حاملو لواء الشعر و الذود عنه .
الحق حق يا عمرو .. و الباطل باطل .
فهل تستطيع أن تضرب لي مثلا واحدة لنثيرة كتبت و ظلت عالقة في ذاكرة الشعر العربي . و هل الشعر النرجسي و الذي لا يتعدى حدود الذات بأنانية واضحة دون معايشة لقضايا الأمة يعتبر شعراً .
نعم .. قد نعجب بكلام جميل و بعض الصور المنثورة هنا و هناك و لكننا لم نرَ أنهم قد أتوا بجديد .
فلكلام الجميل و الصورة المبتكرة و المعنى الجديد ممكن أن أصبه أيضا في قالب شعري تفعيلي أو خليلي فيكتب لمثل هذا الشعر الخلود و لشاعرها البقاء حتى بعد رحيله .
اقرأ لحبيبي محمد محمد الشهاوي و الذي يعتبر فارس الشعر الأول في مصر الآن لتعرف و تتأكد مما قلته . اقرأ له المرأة الاستثناء و مكابدات الوتر و المغني و زهرة اللوتس تأبى أن تهاجر لتعرف أن شعره حفل بكل مقومات الشعر من صور و بديعيات و عمق و روعة و .. و ... إلخ و كلها جاءت في قالب لم يخرجها عن قالب الشعر .
ليس التطور في الشعر يا عمرو أن نطلق للقلم العنان ضاربين كل الأسس و المبادئ و الأشياء التي لا يختلف عليها اثنان و التي يحاولون طمسها بدعوى الجمود و التخلف .
الحديث ذو شجون يا عمرو .. و أنا أعرف أن لديك إمكانيات تؤهلك ( و أنت شاب جميل ) لأن تكون شاعراً أجمل .
تحياتي

عمرو عبدالرؤوف
18/03/2007, 04:29 PM
السلام عليكم

ابدا استاذ هلال
وجب النصح والارشاد وتعلم الموضوعية فى الكتابة
وان لم اتعلمها من امثال حضرتك فممن أتعلم ؟

اما بالنسبة للكتابة النثرية

فحضرتك قد استشهد بكبار الشعراء

نحن نملك مخطوطة بنادى ادب حلوان بخط يد امير الشعراء احمد شوقى
يقول انه يميل اكثر الى الكتابة النثرية !!

اليست تلك شهادة ايضا من تراثنا ؟

عامةً انا صاحب فكرتى وليس لى علاقة بفكر غيرى حتى لو كان من التراث ولكن استشهد بذلك لاجل الموضوعية



استاذ هلال
انا لم اشعر باى اسائة بالعكس انا سعيد بالاستفادة وعلى يقينٍ تام بان كل ذلك يصب بمصلحتى

انا هنا اجد الحرية الكافية وانا سعيد بذلك

بمنتديات اخرى ولك ان تسال د . جمال :) عما كان يحدث من جدل وشد وجذر و(( سب )) من اجل كتاباتى المتواضعة
اما هنا فانا سعيد بتواجدى بين تلك العقول النيرة

سعيد جدا بتواصلك وتفاعلك معى
وكم زادنى ذلك من شرف استاذنا الكبير

خالص محبتى وتقديرى:fl: :fl: :fl:

حاتم خفاجى
18/03/2007, 05:20 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

اخوانى واساتذتى الكرام هنا

أود ان اشكركم على هذا الطرح المفيد لموضوع يثير الجدل دائما

على عكس ما يجب ان يكون...

فبكل اختصار :
يجب ان نعترف جميعا ان الشعر شعر والنثر نثر

فالشعر لابد ان يُلْتَزم فيه بالوزن والقافيه او بالوزن والموسيقى على سياق شعر التفعيله

أما ما عدا ذلك لا يعد شعرا باى حال من الاحوال وإلا اعتبرنا كل الكلام شعر والغينا النثر

وعلينا جميعا الإعتراف بذلك والتأكيد عليه

ويبقى هذا رايا ليس إلا ..

مع تحياتى واعتذارى ايضا

محمد علي اليوسفي
18/03/2007, 10:36 PM
معقول؟
التصويت أيضا على تطور الشعر؟

هلال الفارع
18/03/2007, 11:47 PM
معقول؟
التصويت أيضا على تطور الشعر؟
ــــــــــ
أستاذ محمد علي اليوسفي.
تحيةً لك.
علامتا الاستفهام تدلان على بحث عن إجابة،
وفي داخلهما استهجان!
بأيهما نأخذ؟
تحياتي.
هلال

حسن رحيم الخرساني
19/03/2007, 12:54 AM
هناك قصائد موزونة لا علاقة لها بالشعر
وهناك قصائد نثرية لا علاقة لها بالشعر أيضا ً
فالقصيدة تفرض ُ جمالـَها على المتلقي من خلال
الذات الجديدة التي تـُحيل المتلقي إلى ذات ٍ فاعلة
تنتج ُ المنتج وتتسامى مع رحيق اللغة وكينوناتها
التي لا يكتشفـُها إلا أصحاب المذاق من الأدباء
وعلينا جميعا أن ننتمي للشعر لا للطريقة التي
يكتب ُ بها المبدع ..
-------
أبارك للجميع
على هذا الحوار

محمد علي اليوسفي
19/03/2007, 01:25 AM
الأستاذ هلال الفارع
تحياتي
فعلا استغربت ( ولا أقول استهجنت؛ لأنها كلمة أشد) هذه الدعوة إلى التصويت في قضية قديمة متجددة، هي قضية الشعر المنثور.
هل يمكن للتصويت أن يحل مشكلة لها علاقة بالمستقبل، وبتطور أشكال الكتابة؟
يمكن الادلاء بآراء، نعم! لكن التصويت يكون عادة للبتّ في مسائل إجرائية؛ يمكن حسمها في المكان والزمان..
مع تقديري

هلال الفارع
19/03/2007, 08:08 AM
الأستاذ هلال الفارع
تحياتي
فعلا استغربت ( ولا أقول استهجنت؛ لأنها كلمة أشد) هذه الدعوة إلى التصويت في قضية قديمة متجددة، هي قضية الشعر المنثور.
هل يمكن للتصويت أن يحل مشكلة لها علاقة بالمستقبل، وبتطور أشكال الكتابة؟
يمكن الادلاء بآراء، نعم! لكن التصويت يكون عادة للبتّ في مسائل إجرائية؛ يمكن حسمها في المكان والزمان..
مع تقديري
ــــــــــ
الأستاذ محمد اليوسفي.
تحية لك.
طبعًا من المستحيل اللجوء للتصويت لحل هذا الإشكال الذي استفحل في الفهم، وليس بين النصوص. فالنصوص واضحة التسميات والمقومات، ولا أدري سبب هذه الزوبعة، اللهم إلا إذا كان الهدف من ورائها الإثارة لا غير. وأعتقد أنه لو تعملق مليون ممن يكتبون النص النثري، فلن يلغوا المتنبي، بل لن يقللوا من قيمته في الذاكرة الشعرية.. ولو قام بيننا الآن مليون "متنبي"، فلن يستطيعوا منع كاتب من أن يكتب ما يريد، والسبب غاية في البساطة، لأن المتنبي غير هؤلاء، وهؤلاء غير المتنبي. القاسم المشترك بينهما؛ اللغة والإبداع، ولكن كلٌّ في إبداع يسبحون.
تحياتي.
هلال.

محمد علي اليوسفي
19/03/2007, 09:46 PM
:good: الأستاذ
هلال الفرع

أشاطرك الرأي
مع العلم أن الشاعر الفذ الذي يكون نسيج وحده لا يطل عبر العصور إلا بما يقارب المعجزة
مودتي

التجاني بولعوالي
19/03/2007, 10:08 PM
أستاذي الفاضل د. جمال مرسي، أشكر لك طرق هذا الباب المهم من النقد العربي الحديث، وأود في هذا الصدد أن أدلي برأيي المتواضع حول جانب من الجدل الدائر حول موزون الشعر ومنثوره، متسائلا حول نوعية العلاقة التي توفق بين هذين القطبين اللذين يتشكل منهما الشعر العربي، هل هي علاقة تنافر أم علاقة تضافر أم غير ذلك؟

في الحقيقة، قبل الشروع في تناول هذه القضية التي تبدو غاية في الأهمية، لابد من طرح المساءلة التالية؛ هل قصيدة الوزن هي الإرهاص النوعي الذي ارتكزت عليه قصيدة النثر في تكونها ومن ثم في استفحالها، أم أن ما شاهدته الكتابة الشعرية من تغير، شكل حافزا بفعله ظهر هذا النوع المستحدث، أم العكس، أي أن نشوء ما يطلق عليه بقصيدة النثر لا يتعلق بالتحول العام الذي حصل في المنظومة الشعرية بقدرما يخضع لمؤثرات خارجية أملاها الظرف أو راهن الشعرية؟

من خلال هذا، نلمس أن الأمور تنزع منزعا إشكاليا، فلا يمكن تفكيك عراها إلا بشق الأنفس، وذلك بضبط الاستفهام حتى لا يتشعب سواء من حيث ماهية التسمية ومدى ثابتيتها أو تحولها، أو من حيث نوعية العلاقة الكائنة بين قصيدة الوزن وقصيدة النثر، فهذا الاصطلاح الأخير - الذي اضطررنا إليه - يبقى مرتجا، رغم أنه إنجاز أدبي ناجح.. لأننا نوفق فيه بين متناقضين، فالقصيدة فيما نعهده تحيل على مبنى شعري معين (عدد من الأبيات تنتهي بالقوافي) مما يحدث نوعا من اللاتناسق حين تأويل ذلك، فوجود عبارة (قصيدة نثرية) – على تعبير جان كوهن – التي أصبحت شائعة الاستعمال، يسلب كلمة قصيدة في الواقع ذلك التجديد التام الوضوح الذي كان لها، فنجد أنفسنا أمام فهمين؛ أحدهما يذهب إلى اعتبار هذه الكتابة نتاجا حتميا أو شرعيا لقصيدة الوزن، هذا لدى من سبق لهم أن احتكوا بما هو وزني أو تقليدي وخبروه، بل وأبدعوا فيه لأنهم استفادوا من هذا المكون، فطوروه إلى احتمال آخر.. وعلينا أن ندرك ما أدركه أدونيس الذي أكد على قصيدة النثر لا بوصفها تحل محل قصيدة الوزن، ولا بوصفها أكثر تقدما منها، وإنما بوصفها إمكانا آخر للتعبير شعريا، وبوصفها إغناء للشعرية العربية، وإضافة إلى أساليب التعبير.

أما أصحاب الفهم الآخر، فلم يطلعوا على تراثنا الشعري بقدرما مروا عليه مرور الكرام، واتجهوا مباشرة إلى النثر، ولم يسلكوا هذا الدرس إلا احتماء، واختصارا للمسافة... وكان من الأفضل - فيما أرى – لو طوعوا هذه الكتابة إلى أشكال أخرى كالأقصوصة أو الخاطرة أو المقالة الذاتية... وإلا حكموا على ما يكتبون بالموت والانقراض، وهؤلاء هم الذين يخلقون الجدل ويشعلون ذبالاته، ويجعلون من قصيدتي الوزن والنثر متضادين، رغم أنهما تتكاثفان لإغناء الأدب في عمومه، فالصراع فيما نعتقد لا يكون بين شعر ونثر، وإنما ينشب بين نثر ونثر أو بين قصيدة في المرأة وأخرى في الثورة...

والله أعلم!
التجاني بولعوالي

د. جمال مرسي
19/03/2007, 10:37 PM
أستاذي الفاضل د. جمال مرسي، أشكر لك طرق هذا الباب المهم من النقد العربي الحديث، وأود في هذا الصدد أن أدلي برأيي المتواضع حول جانب من الجدل الدائر حول موزون الشعر ومنثوره، متسائلا حول نوعية العلاقة التي توفق بين هذين القطبين اللذين يتشكل منهما الشعر العربي، هل هي علاقة تنافر أم علاقة تضافر أم غير ذلك؟

في الحقيقة، قبل الشروع في تناول هذه القضية التي تبدو غاية في الأهمية، لابد من طرح المساءلة التالية؛ هل قصيدة الوزن هي الإرهاص النوعي الذي ارتكزت عليه قصيدة النثر في تكونها ومن ثم في استفحالها، أم أن ما شاهدته الكتابة الشعرية من تغير، شكل حافزا بفعله ظهر هذا النوع المستحدث، أم العكس، أي أن نشوء ما يطلق عليه بقصيدة النثر لا يتعلق بالتحول العام الذي حصل في المنظومة الشعرية بقدرما يخضع لمؤثرات خارجية أملاها الظرف أو راهن الشعرية؟

من خلال هذا، نلمس أن الأمور تنزع منزعا إشكاليا، فلا يمكن تفكيك عراها إلا بشق الأنفس، وذلك بضبط الاستفهام حتى لا يتشعب سواء من حيث ماهية التسمية ومدى ثابتيتها أو تحولها، أو من حيث نوعية العلاقة الكائنة بين قصيدة الوزن وقصيدة النثر، فهذا الاصطلاح الأخير - الذي اضطررنا إليه - يبقى مرتجا، رغم أنه إنجاز أدبي ناجح.. لأننا نوفق فيه بين متناقضين، فالقصيدة فيما نعهده تحيل على مبنى شعري معين (عدد من الأبيات تنتهي بالقوافي) مما يحدث نوعا من اللاتناسق حين تأويل ذلك، فوجود عبارة (قصيدة نثرية) – على تعبير جان كوهن – التي أصبحت شائعة الاستعمال، يسلب كلمة قصيدة في الواقع ذلك التجديد التام الوضوح الذي كان لها، فنجد أنفسنا أمام فهمين؛ أحدهما يذهب إلى اعتبار هذه الكتابة نتاجا حتميا أو شرعيا لقصيدة الوزن، هذا لدى من سبق لهم أن احتكوا بما هو وزني أو تقليدي وخبروه، بل وأبدعوا فيه لأنهم استفادوا من هذا المكون، فطوروه إلى احتمال آخر.. وعلينا أن ندرك ما أدركه أدونيس الذي أكد على قصيدة النثر لا بوصفها تحل محل قصيدة الوزن، ولا بوصفها أكثر تقدما منها، وإنما بوصفها إمكانا آخر للتعبير شعريا، وبوصفها إغناء للشعرية العربية، وإضافة إلى أساليب التعبير.

أما أصحاب الفهم الآخر، فلم يطلعوا على تراثنا الشعري بقدرما مروا عليه مرور الكرام، واتجهوا مباشرة إلى النثر، ولم يسلكوا هذا الدرس إلا احتماء، واختصارا للمسافة... وكان من الأفضل - فيما أرى – لو طوعوا هذه الكتابة إلى أشكال أخرى كالأقصوصة أو الخاطرة أو المقالة الذاتية... وإلا حكموا على ما يكتبون بالموت والانقراض، وهؤلاء هم الذين يخلقون الجدل ويشعلون ذبالاته، ويجعلون من قصيدتي الوزن والنثر متضادين، رغم أنهما تتكاثفان لإغناء الأدب في عمومه، فالصراع فيما نعتقد لا يكون بين شعر ونثر، وإنما ينشب بين نثر ونثر أو بين قصيدة في المرأة وأخرى في الثورة...

والله أعلم!
التجاني بولعوالي

أحييك على هذا الرأي أخي التجاني فقد أصبت به كبد الحقيقة
و خاصة من هؤلاء الذين استسهلوا الكتابة النثرية فخاضوا فيها مباشرة دون التوغل في التراث و الإلمام به فجاءت كتاباتهم مسخاً ممسوخاً بكل الأسف لا هي إلى الشعر و لا حتى إلى النثر .
و قد لاحظنا في الآونة الأخيرة ظهور الكثير ممن يحاولون هذا العبث بالشعر بادعاء أن كل ما يكتب في أسطر فوق بعضها بمعدل كلمة في كل سطر هو شعر منثور .
أعتقد أن التراث هو القاعدة التي يجب أن ينطلق منها أي شاعر يريد لشعره النجاح و الاستمرارية و للمتلقي ا، يتابعه و يتجاوب معه .
لست متعصباً للشعر الموزون و المقفى و لكنني واحد من ملايين مثلي ممن تجذبهم موسيقى الشعر و هي التي تجعلني ألج إلى عالم القصيدة لأستمتع بالمعنى و المضمون . أما إن وجدت الباب موصداً في وجهي من بدايتها فأدخل بتوجس فإن وجدت إيقاعا داخليا و معنى واعيا لشاعر مثقف فإنني أواصل المسيرة و أعيد القراءة مرات و مرات لاستيعاب ما يرمي إليه الشاعر .

باختصار يمكننا أن نخلص إلى الرأي الأخير في ردك و الذي أوجزه أكثر بقولي أنه لا جديد لمن لا قديم له و من أراد أن يكتب قصيدة النثر فلابد و أن يكون غاص في التراث قراءة و كتابة و من ثم فإن أراد الانطلاق للغة جديدة تحدث توافقا بين القديم و الجديد فأهلا به و على الرحب و السعة .

تحياتي لك
و للشاعر محمد على اليوسفي
و فقط أحب أن أقول لأخي محمد على اليوسفي أن الغرض من طرح هذا الموضوع و الجدل المثير الذي دار حوله لم يكن بغرض التصويت و لكن كان للمناقشة و إبداء الرأي و لهذا عنونته ب ( موضوع مهم للمناقشة حول الشعر ) و لم أقل للتصويت .

و مودتي للجميع

د. جمال

د. جمال مرسي
19/03/2007, 10:45 PM
على ما يبدو أن النقاش حول هذا الموضوع المثير أبى أن يُغلق
و لذلك فاسمحوا لي بتثبيته من جديد
مودتي و تقديري
د. جمال

هلال الفارع
19/03/2007, 11:05 PM
الأخوات والإخوة الكرام.
لن أتداخل..
لن أجادل..
لن أتطاول..
أريد أن أقدم تأريخًا بسيطًا:
- القصيدة العمودية.
- القصيدة الحرّة.
- قصيدة التفعيلة.
- قصيدة النثر.
- القصيصة.
- النّثيرة.
_ الـ
- الـ
...............إلى ما لا نهاية.
رحمك الله يا أبا الطيب، كأنما قرأ زماننا منذ أكثر من ألف عام:
أنام ملء جفوني عن شواردها/ ويسهر الخلق جرّاها ويختصمُ
فليسهر الساهرون..
وليكتب الكتاب ما يشاؤون.
روت جارة لجرير أنها سمعته يلوب ويصرخ من المساء حتى الصباح، فأنكرت ذلك منه، فطرقت عليه بابه، فلم يجبها، وسمعته يردد بضع كلمات، كانت تسمعها منذ ساعات طوال، لكنها لم تكن تميّزها، فإذا بها كلمات لصدر بيت من الشعر، ظل جرير يلوب من المساء للصباح، وهو لا يستطيع الإتيان بعجزه!!
بينما نقرأ في كل لحظة سيولاً من اللغة المتوقدة الطّيعة الغزيرة:
المساء الذي
الأنا والصباح
وشيء قليل من عرق القمر
وتهويمة من كيوبيد
وبعض الخطايا
ومضغة ذكرى
وصمت وبكاء ..
واصطفاف للآلهة!!
...
ونطالب - رغم أنوفنا - أن نغوص في الإيقاع والإمتاع،
لأن هذا هو بالتأكيد ما ضيّعه جرير في ليلة كاملة،
وما تهرّب منه المتنبي...
وأعلن أمامه عجزه،
منذ أكثر من ألف عام!

مصطفى معروفي
19/03/2007, 11:22 PM
إن الكثيرين من كتاب ما يسمى بقصيدة النثر يريدون أن يصبحوا شعراء بين عشية وضحاها دون أن يكلفوا أنفسهم عناء قراءة الشعر على الأقل،فمن خلال متابعتي لما يكتب منها لم أكد أجد ولو نصا واحدا جميلا تتوفر فيه مواصفات الشعر كتبه أحد النثريين.وقد كنت أستغرب من كل هذا العداء منهم للقصيدة الموزونة عمودية أو تفعيلية حتى وجدت الجواب أوقل بعض الجواب عند أحد شعارير آخر هذا الزمان ،وهو بالمناسبة له مجموعات نثرية مطبوعة في السوق وعضو في اتحاد الكتاب،وذلك لما قدم له أحد الشعراء بيتا للمتنبي طالبا منه أن يدله على البحر الذي يجري عليه فعجز .والسبب أنه لا يعرف العروض أصلا،كما صرح هو بذلك.
أنا أعتقد أن التجاوز ،وأتحدث هنا في ميدان الشعر،ينبغي أن يتم عن علم وبينة من الأمر لا عن جهل واستغباء للقارئ،فالشخص الذي يريد أن يكون نثريا هو حر في ذلك ،لكن أن يأتي بمبررات هي أوهى من بيت العنكبوت ليبرر بها خربشاته وزعيقه فذلك إن تم على البعض تمريره فهو من الأكيد لن يمرر على الجميع ،إذهي مبررا ت تثير الشفقة لدى القارئ ولو كان له إلمام ولو بسيط بالشعر ومواصفاته،والدليل هو أن هذا النوع من النثر لم يعطنا لحد الآن شخصا واحدا يمكن أن نشير إليه بكل اطمئنان على أنه شاعر.
وأخيرا أقول للذين يستسهلون الصعب إنكم واهمون،وإن ما يمكث في الأرض هو الشعر،وأما الغثاء فمصيره يعرفه البادي والحاضر.
أخي جمال:
تحية لك ، تحية للشعر.

عمرو عبدالرؤوف
22/03/2007, 05:47 PM
تحياتى للجميع وللموضوعية الراقية

اريد ان اقول رأى بسيط
من لم يكتب العمودى والتفعيلة ليس بشاعر
ومن بعد ذلك فليكتب الشاعر كما يحلو له و ما يتماس مع خليجته سواء عمودى او تفعيلة او نثر
حيث انه يقف على ارضٍ صلبة مبنية على تراثه القوى الكبير

لا يوجد من يستسهل الكتابة
ليس من حق احد ان يتوغل بتلك الطريقة باعماق الاخرين

انا كاتب مبتدىء على صلة بكثير من المبيتدئين فى الكتابة
لا يوجد من يستسهل الكتابة

ولكن هنا من لا يدركون تلك النقط الخطيرة
أن من لم يكتب العمودى والتفعيلة ليس بشاعر

شكرا وتحياتى للجميع

محبتى وتقديرى

زاهية بنت البحر
22/03/2007, 07:02 PM
أدعو الله أن تحل قضية الشرق الأوسط بسلام , وأن تحل هذه المشكلة الشعرية النثرية على خير مايرام ,والله من وراء القصد وللجميع الشكر والتقدير ..:fl:
أختكم
بنت البحر

هلال الفارع
22/03/2007, 07:04 PM
أخي عمرو عبد الرؤوف.
تحية طيبة.
هذا المنتدى مفتوح للمبدعين وللإبداع، ومفتوح لكل وجهة نظر يحترم صاحبها فيها الآخرين، طالما أنهم يحترمون أنفسهم، ويحترمون غيرهم. فإن تجاوز أحد، فليس له منا إلا أن ننبهه إلى هذا التجاوز، فإن تمادى سنكون مضطرين لحذف مشاركته، أو مشاركاته.
وقد سبق وتحدثت إليك من خلال هذا المنتدى، ووضحت لك المزالق التي قد تقود إلى الخطأ، وتصورت أنك فهمتني، لكنني أقرأ لك الآن هنا، وفي موضوع " الشاعر " كلمتين تدلان على أنك لم تتفق معي على ما تحدثنا حوله.
أنا لا أصادر حقك في الرد والكتابة، لكن عليك أن تكون صريحًا في ردّك، موجهًا هذا الرد مباشرة إلى من يعنيه الأمر، وهذا ما أسميه الشجاعة الأدبية، خاصة عندما يكون صاحبها على حق فيما يقول. أما الغمز واللمز والتطاول فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق في هذا المنتدى.
إن ما أوردته هنا وهناك غير مقبول في نظري، وعليه.. فإنني أطلب منك سحبه، وإعادته بوجهه الصريح الخالي من التطاول، وبخاصة على من لهم التقدير والاحترام من علماء الأمة، كالخليل بن أحمد، ومن تكون أنت، ومن أكون أنا لنتطاول على هذه القمم؟
أنتظر ردّك.. ولك التحية والاحترام.
هلال الفارع.

هري عبدالرحيم
22/03/2007, 08:50 PM
تحية أخوية:
كان الأخ جمال مرسي سيُغلق هذا الموضوع بعدما لم يعد هناك متدخلون ،وكنتُ قد طلبتُ منه أن يتركه حتى نسمع آراء الآخرين،وها نحن الآن نرى آراء لمتدخلين آخرين زيادة على مُداخلات جديدة لمن سبق له أن أعطى رأيه.
قضية الشعر لن تنتهي ،فهي ليست حلقة أو أُكلة أو شراباً،فنقول عنه هذا حلال وهذا حرام ونخلص الموضوع،لا بل القضية قضية حضارية.
ثم هناك من يُريدُ أن يفتعل حرباً وهمية بين القديم والجديد.
الذي يكتب القصيدة النثرية أوقصيدة التفعيلة لا يُلغي بالضرورة الشعر العمودي،كما أن الذي يكتب قصة أو خاطرة اليوم لا يُلغي أدب ابن المُقفع والجاحظ وغيرهما،المسألة ليست :إما مع أو ضد.المسألة أذواق.
ثم من جعل القصيدة المُقفاة التي نُدافع عنها محل إتهام؟
إن كان مِنْ اتهام يُوَّجه لها فهو كونها ليست هي المشهود لها بأولية الشعر،فالمؤرخون يعتبرون الشاعر إمريء القيس هو أول شاعر،وما وصلنا من امريء القيس كان مُتكاملاً،ألا يدفعنا هذا للتساؤل :عمن أخذ أمرؤ القيس؟أو من كان قبل امريء القيس؟أو أين هي المُحاولات الأولى لأمريء القيس ومَنْ قبلَ امريء القيس؟؟؟
وقد جاء ذكرُ شخص اسمه ابن حدام على لسان أحد شعراء الجاهلية -أظنه امريء القيس-لايعرف عنه المؤرخون أي شيء،فما العلاقة التي كانت تربط ابن حدام بإمريء القيس؟وهل كان ابن حدام شاعراً،فأين شعره إذن؟
ثم أقول بأن الإسم الذي يُناقش فهو إسم مغلوط يحمل متناقضين:الشعر والنثر.فقصيدة النثر لا يجب أن تُسمى هكذا،إذن يجب أن نبحث لها عن اسم.
أرى أن الشعر الموزون له مكانته،والأنواع الأخرى رغم اختلاف التسميات لها هي أيضا مكانتها،ولا يَحق لنا أبدا أن نُزيل هذا أو ذاك،لسبب بسيط هو تعصبنا،فالناس أذواق.
الأدب المُعاصر لم يقلْ بإلغاء القديم ،ولا ينبغي له أن يفعل هذا،كما حدث للسينما حين ظهرت،فمِنْ قائلٍ ستُلغي المسرح ،ومن قائلٍ ستُناصره،وكان مَنْ عارض ومَنْ انتصر.وفي الأخير مادا نرى نحن اليوم ؟ألا نرى تزاوج المسرح والسينما؟ألا نرى أن الواحذ يُكملُ الثاني؟فكذلك أرى قضية الشعر اليوم،فما هو مُعاصر لم ولن يُلغي السابق،فهما معاً يتماشيان وإن بِخطىً غير مُتساوية،ولكن لا وجود للإلغاء والإقصاء.

حسنية تدركيت
22/03/2007, 09:02 PM
لاأكتب الشعر ولكنني أحبه ,وبحمد الله أميز بين الشعر الأصيل وبين نثر الكلمات على أسطر متباعدة ..
لكم مني تحية أخوية :fl:

حسنية تدركيت
22/03/2007, 09:09 PM
صدقت اخي لاوجود للاقصاء
فكل أدب اذا ما كان له هدف اتجاه من حقه ان يتخذ بين اصناف الادب مكانه المميز
شكرا لكم جميعا اذ فتحتم لي منافذ المعرفة فجزاكم الله خيرا

عمرو عبدالرؤوف
22/03/2007, 11:35 PM
أما الغمز واللمز والتطاول فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق في هذا المنتدى.
إن ما أوردته هنا وهناك غير مقبول في نظري، وعليه.. فإنني أطلب منك سحبه، وإعادته بوجهه الصريح الخالي من التطاول، وبخاصة على من لهم التقدير والاحترام من علماء الأمة، كالخليل بن أحمد، ومن تكون أنت، ومن أكون أنا لنتطاول على هذه القمم؟

السلام عليكم

د. هلال

اين التطاول ؟
هات لى كلمة واحدة فى حق اى من احد الاعضاء

انظر الى ردى مرة اخرى د. هلال
صدقنى لن تجد اى تطاول



******

اما بخصوص الخليل ابن احمد

كان رجلا طيبا ولا توجد بينى وبينه اى خلافات
سوى اننى لا اعترف بتعميم تفعيلاته بكونها الشعر العربى وغير ذلك فلا !!!! ...

بالطبع وجب تعلمها للوقف على ارض تراثنا الصلبة كما وضحت اعلاه ... ووجب التطوير

اعترف باتساع اللغة العربية وعدم تحديد ايقاعها
ما المشكلة فى طرح رأيى !!!

***
اما بخصوص حذف مشاركتى
ردى موجود للجميع
فليُخرج لنا اى عضو كريم اى تطاول كما ادعى د. هلال


وبخصوص حذف مشاركاتى
اظنك تعنى استبعادى من واتا د. هلال
لا تعليق :)



قلت حضرتك (( غير مقبول في نظري، ))

وفى النهاية كما قلت حضرتك ... تلك وجهة نظرك

لها احترامها

لكنى لن اقوم بتغيير مشاركتى


اما بخصوص الشجاعة الادبية
علّك تقصد تلك الجملة
(( ولكن هنا من لا يدركون تلك النقط الخطيرة
أن من لم يكتب العمودى والتفعيلة ليس بشاعر ))

بالفعل كان قصدى هناك وعن طريق الخطأ كُتبت هنا
اعتذر عن ذلك الخطأ المطبعى ... رغم انه لم يضر احد فى شىء !!!!!!!!
واكبر دليل على كلامى اننى كنت اتحدث عمّن اعرفهم من المبتدئين فى الكتابة
وهناك خطأ مبعى آخر (( النقط الخطيرة )) والصواب (( النقطة الخطيرة ))
خطأ مطبعى لم يضر باحد على الاطلاق

د. هلال
عليك بقراءة ردى مرة اخرى

خالص محبتى وتقديرى لشخصكم الكريم

تحياتى للجميع