المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الغرور في المجال الرياضى



نعمان عبد الغني
26/09/2009, 08:44 PM
الغرور في المجال الرياضى
بقلم الاستاذ: نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
إن لكل مهارة تعليمية أهداف محددة ، وعند بدأ عملية التعلم لا بد للمعلم أو المدرب من توضيح هذه الأهداف بحيث تكون متناسبة مع القدرات البدنية والعقلية للمتعلم ، فعندما تكون الأهداف متعددة وكبيرة وغير متناسبة مع الفئة العمرية اكبر من القدرات البدنية والعقلية لهذه الفئة ، فأن ذلك يؤدي إلى الإحباط ، لان المتعلم لا يستطيع تحقيق هذه الأهداف التي هي أوسع واكبر من قدراته فسيشعر بالإحباط لعدم قدرته لتحقيق أهداف المتعلم .
سقطت العديد من الأجهزة الإعلامية في هاوية البحث عن القارئ أو المستمع أو
المشاهد بأى طريقة .. و سعت لاهثة وراء النجوم فأصابتهم بمرض
الغرور و التمرد .. و حان الوقت للتصحيح .
و برامج التلفزيون هي الأكثر تأثير على المجتمع .. ومن المؤسف أن
تعج تلك البرامج بالضيوف غير المؤهلين أو المتعصبين أو الجهلاء ..
و تخرج الكلمات من أفواههم إلى أذان الجماهير أقوى من الفيروسات
والجراثيم لتصيب الملايين بمرض التعصب و اللهث وراء النجوم و إفسادهم .
ووسائل الإعلام مطالبة بتقليل حجم الأضواء على النجوم الصاعدين
أو على المتمردين مع أهمية التركيز على العناصر الإيجابية
في حياة النجوم العالميين و المحليين والمكاسب التي حققوها
ليكونوا قدوة للناشئين الصاعدين .
والاهتمام بمسابقات الناشئين و كل الألعاب و الانتشار بين الرياضة
المحلية و العالمية كلها عناصر تحتاج نظرة رعاية من وسائل
الإعلام .و غرس الثقافة الرياضية لدى المشاهدين مسألة بالغة الأهمية .
وأخيرا تبقى مسألة اختيار الصحفيين و المذيعين الرياضيين نقطة
أساسية في تصحيح مسار الإعلام .
يتحدد سلوك الإنسان وفقا لدوافعه لإشباع حاجات اجتماعية ونفسية
لابد من إشباعها للإبقاء على التوازن الانفعالى ، كحاجته إلى الأمن ، والحاجة إلى
الحب والتقدير ، حيث يؤدى عدم إشباع هذه الحاجات إلى التوتر والصراع الناتج
عن القلق والإحباط . كما يشارك فى تحديد سلوك الإنسان أيضا مفهومه عن ذاته
ذلك الذى يحدد إنجازه الفعلي ، بمعنى تقدير الفرد لقيمته الذى يتكون نتيجة لخبراته
مع الواقع حيث يتأثر مفهوم الذات بالأحكام التى يتلقاها من الأشخاص ذوى
الأهمية الانفعالية فى حياته ، وتفسيراته لاستجابتهم نحوه ، ومن أجل ذلك يكرس
الفرد نفسه دائما من أجل تقدير الذات والدفاع عنها . ومن خلال الاحباطات
والصراعات التى يتعرض لها الإنسان لعدم القدرة على إشباع حاجاته تهتز صورة
ذاته فى مرآته النفسية الخاصة ، ويتشوه مفهومه عن هذه الذات ، ولا يجد بدا من
اللجوء اللا شعورى إلى بعض الحيل الدفاعية التى تساعده على الهروب من آلام التوتر
الناتج عن صراعات القلق والإحباط ، وهنا يدق ناقوس الخطر وينذر مبشرا
بتكوين شخصية إنسانية مضطربة نفسيا منحرفة اجتماعيا ولجوء بعض الأشخاص
لتعاطى وإدمان المواد المخدرة هى درب من دروب تلك الحيل الدفاعية
التى يلجأ إليها الفرد لخفض توتراته وحل صراعاته ، من خلال عالم وهمى
يحياه من خلال التعاطى .
وتؤكد نتائج البحوث والدراسات على أهمية الوقاية ، خاصة وقاية الدرجة الأولى
التى تستهدف منع المشكلة أو الاضطراب أصلا من الحدوث . ولما كانت الوقاية
هى الأساس العلاجى لأفراد المجتمع من ظاهرة الإدمان ، الأمر الذى يستوجب
معه تكثيف الجهود فى مجالات التنمية البشرية لما لها من دور إيجابي فى حماية المجتمع
من الأمراض النفسية والعضوية والانحرافات الاجتماعية بكافة صورها .
هناك مقولة علينا أن ننتبه لها ( العقل السليم .. فى الجسم السليم ) تلك المقولة
تهدينا إلى خير سبل وطرق الوقاية للنشء والشباب ، ألا وهى ممارسة الأنشطة الرياضية المختلفة
، التى فيها الصحة والعافية للسلوك الإنساني ، وإعلاء لدوافع ورغبات الفرد ،
واستهلاك لطاقات الفرد وتوجيهها فى البناء لا الهدم فى أكثر تلك الطاقات
التى تحاول التعبير عن نفسها ، فلو أتيحت لتلك الطاقات منافذ رياضية
لانطلقت تبنى لنا الأبطال ، ولصار هؤلاء الأبطال قدوة ومثال للنشء والشباب .
فميدان الرياضة .. ميدان لا وقت فيه لفراغ ضائع ، ميدان يمنع ويسد
الأبواب أما تجار ومروجي المخدرات ورفاق السوء أمام عقول صحيحة
لا تقبل المتلاعبين بها ، ميدان الخلق القويم قوامه احترام متبادل بين الصغير والكبير ،
ميدان التنافس الشريف والمثابرة وقوة التحمل على مواجهة مواقف الإحباط ،
ميدان القناعة بالفوز والخسارة ومواجهة الذات دون هروب من واقع ،
ميدان له تقاليده الراقية السامية التى تضع النشء والشباب على عتبة التقدم
وتدفعه إلى التفوق وتحقيق الذات ، فميدان الرياضة بما لا يدع مجال للشك
أشد ميادين الحياة خصوبة لبناء الشخصية الصحية بدنيا ونفسيا وعقليا .
فحاجة شبابنا الشديدة والملحة للارتقاء بمستوى دوافعه إلى تلك الأنشطة
الرياضية التى فيها إعلاء لوسائل إشباع هذه الدوافع وهى العملية التى تخرج
بها الرغبات اللاشعورية فى نشاطات مقبولة اجتماعيا والتى يمكن أيضا أن
تفجر طاقات أخرى يعبر عنها فى صور أعمال إبداعية فى الموسيقى والفن والأدب .
لذلك نرى ضرورة أن تلتفت جميع مؤسسات المجتمع إلى الاهتمام بالأنشطة
التربوية وخاصة الرياضية منها والرعاية المتكاملة للنشء والشباب تأكيدا
على الشخصية المتكاملة للإنسان كافة محدداتها العقلية والنفسية والبدنية والاجتماعية