المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التفوق الرياضي



نعمان عبد الغني
26/09/2009, 08:48 PM
التفوق الرياضي
بقلم الاستاذ : نعمان عبد الغني
في كل مجالات الحياة هناك متفوقون وهناك عاديون، وفي الرياضة هناك نجوم وهناك رياضيون، فمن هم النجوم؟ وعلى من نطلق لقب "نجم رياضي"؟ هل هي صفة مكتسبة أم هبة؟ ومتى يمكن أن يطلق على أي رياضي لقب "نجم"؟ هل لإنجازاته، أم لفترة بقائه في الملاعب، أم لعلاقته الجيدة مع الصحافة والإعلام؟ وهل يمكن أن يتفق الجميع على تسمية أي رياضي بالنجم؟ وهل تختلف هذه الصفة من بلدٍ إلى آخر؟ فمن هو نجم في بلده يصبح عادياً خارجه. وفي عالمنا العربي اصطلح كل بلد فيه على تسمية أبطاله وبعض رياضيه بالنجوم، ويطلق عليهم ألقاباً كثيرة: الحارس الأمين، السد العالي، الصخرة الدينمو، الرشيق، الأنيق الماكر، الثعلب وغيره، وعندما يفشل هؤلاء في تحقيق الفوز يصبحون: الحارس المهزوز، السد الواطيء، المرهق، المتعب، الأناني، إلى غيرها من الصفات.

فالنجوم وحدهم يتحملون الخسارة، وإذا اتفقنا على تسمية بعض النجوم بالنجوم حقاً، فما هي متاعبهم والضغوط التي يتعرضون لها؟ ولماذا يحملهم الكثيرون مسؤولية كل شيء؟

وفي المقابل لماذا ينقلب بعض هؤلاء ويصبحون أكثر غروراً وتخونهم الشجاعة في المواقف الصعبة؟ وبالمقابل هل حصل نجوم الرياضة العربية على حقهم من التكريم، أم أن النسيان هو مكافآتهم بعد الاعتزال؟ وإذا قارنا بين ما نتملك من نجوم ونجوم العالم نجد أننا لا نمتلك الكثير، وهذه القلة هي صناعة محلية لا تقترب من محيطها العربي، فبعضها صنعها إعلام بلدها، وبعضها أخذ فرصاً أكثر من غيرها، وبعضها أخذ ألقاباً لا يستحقها، وهناك من صنع مجداً لبلده ولنفسه، وهذه الفئة هي التي أعطتنا نجوم الرياضة العربية، ولكنها لم تكن وليدة ظروف سهلة بل عبر مشوار صعب وتضحيات، فالنجم ليست صفة نطلقها على أي رياضي بل هي صفة مكتسبة عبر تضحيات كثيرة، فالنجم الرياضي يعطي أكثر.. يعطي الكثير من وقته لرياضته وتحقيق الإنجاز يمر عبر بوابة الجهد والعراق، ناهيك عن الضغوط النفسية التي يتعرض لها النجوم، ورغم كل ذلك فإن البعض لا ينصفهم وينتظر أي فشل ليحطمهم، وهذا ما حصل لكثير منهم عندما لم يتمكنوا من استعادة توازنهم بعد الفشل لسبب أو آخر.

وفي المقابل لماذا يصر بعض النجوم على تحطيم تاريخهم عندما لا يحسنون اختيار زمن اعتزالهم، ولا يعترفون أن زمنهم قد وليَّ، وأن زمن الآخرين قد بدأ؟ وهل نحن نظلمهم عندما نبدأ بإيجاد خليفة لهم وهم لا زالوا يلعبون؟ وبعد كل ذلك هل هناك وجه مقارنة بين نجوم الرياضة العربية ونجوم الرياضة العالمية؟ وإذا كانت هذه المقارنة ظالمة فلماذا نشبه بعضهم ببيليه العرب، ومارادونا العرب،وبلاتيني العرب؟ هل أخذوا بقدر ما أخذ هؤلاء؟ ولماذا نفخر -نحن العرب- عندما يبروز نجم رياضي عالمي تحت جنسية أخرى ومن أصل عرب؟ هل نحن عاجزين عن صناعة نجوم عالميين؟
هل هو شعور بالنقص؟ أم انتقاص من نجومنا العرب؟