المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ثورة الشرفاء و التجار



إبراهيم كامل
27/09/2009, 05:14 AM
ثورة الشرفاء و التجار

يوم الجمعة سلبع ذي الحجة سنة 828 هـ. القاهرة تعاني من قلة الخبز التي تفاقمت إلي ندرة.. المحتسب المسئول عن الأسواق ضمن مهام أخري يغمض عينيه و يتغافل عن الأزمة.. تفجر الغضب.. تجمع عدد من المستورين ما بين شريف و تاجر و من ورائهم حشود من العوام و الحرافيش.. فالخبز أساس وجباتهم و هم لذلك يسمونه " عيش ".. وقفوا جميعاً في انتظار مرور محتسب القاهرة " بدر الدين محمود العينتابي ".. فهو يمر في هذا الطريق ليصعد إلي القلعة فهو من أصدقاء السلطان الأشرف برسباي المقربين.. يجالسه في الليل و يقرأ له تواريخ الملوك و يترجمها له إلي التركية.. زعق واحد من العوام عذبه الجوع " الحرامي خي المحتسب " و رددها خلفه الآخرون ثم توالت الهتافات " عضنا الجوع بنابه " أسرع " العينتابي " و مرافقوه متجهين ناحية القلعة و أفلتوا من رجم الحجارة الذي بدأ.. تدخل فرسان المماليك و معهم بعض الأمراء الذين أمرهم السلطان الحانق بتفريق العوام و تأديبهم فلاحقوهم نازلين في الدرب الأحمر حتي باب زويلة.. شجع الجوع و اليأس العوام.. رجموا الأمراء.. أصاب حجر أحد الأمراء.. صرخ ونادي علي مقدم الفرسان و أمره أن يأتي بالرجل قاذف الحجر وعدد من المستورين و ليترك العوام و الحرافيش.. في القلعة وقف 23 رجلاً يرون أحياء القاهرة من عل.. جاء السلطان ومعه أعوانه و المحتسب.. بدأوا بقاذف الحجر فضرب ضرباً مبرحاً أمام الجميع.. أمر السلطان " بتوسيط " الثائرين ليموتوا بحد السيوف التي ستشطرهم نصفين بضربة في وسط كل منهم.. بكي بعض الرجال.. مضي السلطان بعد أن أسلمهم للوالي فضربهم و قطع آنافهم و آذانهم و سجنهم ليلة السبت.. عرضوا علي السلطان فترفق بهم و أفرج عنهم.. تنكرت القلوب للسلطان في صمت.. انطلقت الألسنة بالدعاء فكان المسموع له أما المسكوت عنه فعليه. و أجهضت ثورة المستورين.