المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وأحملُ قربة الآلام فردا



أحمد نمر الخطيب
27/09/2009, 07:40 PM
ولدتُ لعامِ قهرٍ،
فاستعدَّا
أبي أمّي،
وصرتُ الآنَ جدّا
أبيحُ جنائني من غير والٍ
وأحملُ قِربة الآلام فردا
يُطيِّرني الزمانُ وقد تهادى
على رمل الخطى،
فأرومُ صدّا
وأَنهى سكرتي عن سَكبِ جرحي
وأقطعُ شارعَ النسيانِ بُعدا
أنا نسلُ الهواءِ، كما أراني
أقارعُ في الحياةِ هوًى ولحدا
فيضنيني سؤاليَ عن طريقي
ويضنيني طريقي حين أهدا
تمرُّ غزالةٌ وأنا مُدانٌ
فقد مرّتْ،
وألقتْ قبلُ عِقدا
فحارتْ رُكبتي بالعَدْوِ،
لكنْ
جرى في خافقي السّرحانُ سدّا
فقلتُ شبيهُ مَنْ: قالتْ سؤالٌ
يرمّمُ في الحشا للحبِ وجدا
فقلتُ بثينةٌ
قالتْ تذكرْ
غفا فيكَ الزمانُ وقد تبدّى
على الجدرانِ قوسُ الريحِ يوماً
وسحَّ على الثرى خوفاً وجهَدا
وغبَّ الشوقُ من كأس التمنّي
وكان السيّفُ يقطعُ فيك غِمدا
فقلتُ جميلةٌ
فدنا حواري
من العينينِ حين البرقُ عدّا
نِصابَ الشمس من غيمٍ رقيقٍ
أطاح بغايتي في الطينِ شدّا
فقلتُ سلافةٌ
قالت رياحي
جفتْ أهلي فنمتُ وضِعتُ قَصدا
على ريقِ الجمالِ،
وقد حباني
جمالي،
فاحتملتُ الموتَ وِرْدا
فقلتُ خديجةٌ
قالتْ خداجٌ
نبا التكويرُ فيهِ فصار وعدا
فألقمتُ الفِراخَ ضميرَ صدرٍ
وهيّأتُ الصّدى حرّاً وبردا
فقلتُ جَهِدتُ
جَهدِيَ في مقامي
أنا أعشى،
أُعاني القهرَ جَلدا
وأدفنُ صورتي،
وأرى ملاذي
دُجى الأحلامِ،
لستُ الآنَ نِدا
أنامُ معاقراً،
والشيبُ مُهري
بياضَ دفاتري رقْماً وعدّا
فصكّتْ ثغرَها طيباً وقالتْ
هو الميراثُ،
في الأيام أكدى
ولكنْ شاقني للأمسِ طيرٌ
هنا في بارج الأيامِ حمدا
فقلتُ سلامُ ميراثي وجودي
يهيّئ للخفا الأنفاسَ
... سعدا
وبِرُّ قَوامتي في ثوبِ طُهرٍ
أتى من حيثُ إيقاعي تردّى
جفا قلبي حريرُ الحلمِ سُهداً
فقلتُ السُّهدُ جافاني وأسدى
ليَ الأشعارَ لا تبلى،
ولكنْ
أقاضي ما استُبيحَ
وما استَجدا
هنا بلغَ المُرامُ صقيعَ نفسي
وعاينَ في السكوتِ العيشَ رغدا
وذوّبني على خط انفصالي
وهمسُ الشوقِ ترياقٌ
وأندى
فقلتُ لعلَّها مثلي، فقالت:
أنا روحي فرشتُ الرمش مَدا
لتحيا،
في كلامِ الشعرِ دهراً
وتحمي من نعاس العمرِ قَدّا
فجاشتْ في ضلوع البحرِ عينٌ
وجاءت مع لفيفِ الطير وفدا
إلى امرأةٍ أعادتْ حسَّ نبضي
فقلتُ وضعتُ للميزانِ حدّا
فذكّرني الصّفا رَحْلي
وحِلّي
وإطراقي،
إذا ما رُمتُ سُهدا
شمائلُها نساءُ الكونِ،
عُذراً
فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عبدا

مجذوب العيد المشراوي
27/09/2009, 07:53 PM
أيها الشلال ... لا تمهل أحدا ما خرجنا من البجع حتى دخلنا فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عبدا

نص جميل أيها النمر الفلسطيني ...

أحييك وأترك لغيري شرف الرفع

عبد الرحمن الطويل
27/09/2009, 08:29 PM
قلادة بارعة ..
ما أحسن صوغها و سَلكها
أرجحتني بين طولها و طَوْلها .
إنها تصلح ديواناً .
دُمت مبدعاً شاعرنا الكبير أحمد نمر الخطيب .

عمر طرافي البوسعادي
27/09/2009, 09:39 PM
أيها العملاق الآسر بشعره البديع
يحق لنا أن نصمت أمام حرم الجمال وحسب.
تُثبت القصيدة.
محبك عمر طرافي

أمل الفقها
27/09/2009, 11:23 PM
هو الشعر حين يسمو نحو الأفق
ليس له سوى الشعرية الصادقة
التي تعزف بسماء الأغنيات لحنها
وقصيدتك لعزفها ألحاناً خاصة
تسمو بالروح نحو الأفق بعذوبة
اللحن والكلمات
أحييك على هذه الجمالية أحمد
ولك خالص التحية والتقدير

منى حسن محمد الحاج
28/09/2009, 10:45 AM
الله الله يا شاعري الله..
لله درك ..
أستاذي العزيز وشاعرنا القدير : أحمد نمر الخطيب
حياك الله ومتعك بالعافية..
اسمح لي بالوقوف هنا طويلا:
ليَ الأشعارَ لا تبلى،
ولكنْ
أقاضي ما استُبيحَ
وما استَجدا
وأن أرد وأقول:
لك الأشعار طوعُ البوحِ تأتي
لترقمها بعذب الماءِ شهدا
لك المعنى ينادمك احتفاءً
بأن حرَّرته وأقمت سدا..
ثم اسمح لي أن أثني على الافتتاحية والقفلة..
وأن أضع يدي على عيني قليلا ..
لأن أخشى عليهما هذا الوهج القوي الساطع من بين السطور..
لله أنت يا حارس المعنى.. ما هذا الجمال..
فجاشتْ في ضلوع البحرِ عينٌ
وجاءت مع لفيفِ الطير وفدا
إلى امرأةٍ أعادتْ حسَّ نبضي
فقلتُ وضعتُ للميزانِ حدّا
فذكّرني الصّفا رَحْلي
وحِلّي
وإطراقي،
إذا ما رُمتُ سُهدا
شمائلُها نساءُ الكونِ،
عُذراً
فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عبدا
الله الله ..سلمت الأنامل التي رسمت هذا الألق الباذخ..
ألاترى معي يا أستاذي أن هذه القصيدة شديدة التوهج؟!
تقبل فائض مودتي التي لا تبور..
وإعجابي المتجدد بهذا البهاء..

يحيى سليمان
28/09/2009, 04:49 PM
عجيب تحكمك في الوافر هنا
عجيب حقا
قصيدة رائعة
وشاعر عن جد متمكن لأبعد المدى
محبتي الكبيرة

عبد الرزاق خليفة
28/09/2009, 07:53 PM
هنا بلغَ المُرامُ صقيعَ نفسي
وعاينَ في السكوتِ العيشَ رغدا


أستاذي الشاعر أحمد نمر الخطيب

وهنا بلغ البيان مبلغه من الشموخ والرقة العذوبة معاً.

ماشاء رب الشعر على هذا الترف.

أستاذي أشعر بشديد الخجل إذ أقف بين يديك أدون ملحوظةً

وإن كانت تبدو ملحوظة فلربما لقصر نظري الذي لا يطاول قامتك

سيدي لا أدري لماذا لم أحس بمناسبة لفظة صكت في هذه الجملة

فصكّتْ ثغرَها طيباً , رغم مناسبتها للمعنى.

لك جل احترامي ومودتي.

خميس لطفي
28/09/2009, 11:19 PM
أهنئك ، أخي أحمد ، على هذه القصيدة الجميلة
وكل عام وأنت بخير

قوادري علي
29/09/2009, 12:04 AM
الشاعر القدير احمد نمر الخطيب
ماشاء الله وكفى فلن نستطيع ايفاء حقك..
انت محيط هادر ..
راءع يا احمد الشعر.
تقديري.

أحمد نمر الخطيب
29/09/2009, 12:05 AM
أيها الشلال ... لا تمهل أحدا ما خرجنا من البجع حتى دخلنا فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عبدا
نص جميل أيها النمر الفلسطيني ...
أحييك وأترك لغيري شرف الرفع

مجذوب
أيها الحبيب
أحييك
من القلب
مع المودة الأبدية

عيسى عدوي
29/09/2009, 12:54 PM
ما شاء الله
تبارك الله

تحيتي لك أيها الشاعر الرائع
صنعت حلاوة الكلمات قندا ...فجئت اليوم أغرف من قفير الشعر شهدا
محبتي لك أخي أحمد

خليل ابراهيم عليوي
29/09/2009, 01:15 PM
الاخ الشاعر احمد نمر الخطيب
كل عام وانت بخير
تتملك القلوب قصيدتك و تأسر الالباب احسنت
د خليل

بلقاسم مكريني
29/09/2009, 01:35 PM
أيها الشاعر العملاق أحمد نمر الخطيب
والله إنك تستحق أن نحمل عنك عبء (قربة الآلام)..أنت يا من ينوء بحمل كل هذا الزخم الشعري الفياض.
قصيدة وافرة المضمون بوافرها المنساب..وماذا أقول بعد؟
لإدارة واتا الحق في الاقتصار على عشرة شعراء...وإن كنا ضد الإقصاء ...ولكن ينبغي فرز الغث من السمين.
دمت شاعرا فذا متألقا.

أحمد نمر الخطيب
29/09/2009, 03:25 PM
قلادة بارعة ..
ما أحسن صوغها و سَلكها
أرجحتني بين طولها و طَوْلها .
إنها تصلح ديواناً .
دُمت مبدعاً شاعرنا الكبير أحمد نمر الخطيب .

الأخ الشاعر الجميل عبد الرحمن الطويل
مرور من ورد
أحييك
ودم متألقاً
مع المحبة

محمد نجيب بلحاج حسين
29/09/2009, 07:48 PM
فرائس نمرنا ليست نعاجا=تضيع عن القطيع إذا تبدّى
فرائسه ضباء ضاربات=لها في العدو تدريب تحدّى
إذا غنّى الخطيب بمنتدانا=بلغنا بانتشاء الشعر حدّا
تمتّعنا بشعره وهو غضٌّ=فكيف به وها قد صار جدّا؟

باسل محمد البزراوي
29/09/2009, 08:08 PM
الله أكبر

أخي الحبيب أحمد الخطيب

تحياتي

أراك وقد استبدّ بك الشعر,,

يتفجّر على لسانك نهرٌ من العذوبة والألق,,

إبداعٌ قلّ نظيرُه أخي الخطيب

وكأنك ملكت البحار كلّها تغرف منها ,,

فتلقي إليك بزمام القصائد الساحرة حقّاً,,,

أعتزّ بك وأفخر,,,,

أحييك

أحمد نمر الخطيب
29/09/2009, 10:30 PM
أيها العملاق الآسر بشعره البديع
يحق لنا أن نصمت أمام حرم الجمال وحسب.
تُثبت القصيدة.
محبك عمر طرافي

أخي الشاعر الرائع عمر طرافي البوسعادي
ويحق لي أن أنتشي بمرورك الجميل
وأن أحييك
وأشكرك على التثبيت
ثبّتنا الله جميعاً على الحق والجمال
مع المحبة الدائمة

أحمد نمر الخطيب
29/09/2009, 10:31 PM
هو الشعر حين يسمو نحو الأفق
ليس له سوى الشعرية الصادقة
التي تعزف بسماء الأغنيات لحنها
وقصيدتك لعزفها ألحاناً خاصة
تسمو بالروح نحو الأفق بعذوبة
اللحن والكلمات
أحييك على هذه الجمالية أحمد
ولك خالص التحية والتقدير

عزف ومرور بهي
أيتها الشاعرة الرائعة أمل الفقها
أحييك
مع باقات الورد الواتاوية
ومودتي

أحمد نمر الخطيب
29/09/2009, 10:35 PM
الله الله يا شاعري الله..
لله درك ..
أستاذي العزيز وشاعرنا القدير : أحمد نمر الخطيب
حياك الله ومتعك بالعافية..
اسمح لي بالوقوف هنا طويلا:
ليَ الأشعارَ لا تبلى،
ولكنْ
أقاضي ما استُبيحَ
وما استَجدا
وأن أرد وأقول:
لك الأشعار طوعُ البوحِ تأتي
لترقمها بعذب الماءِ شهدا
لك المعنى ينادمك احتفاءً
بأن حرَّرته وأقمت سدا..
ثم اسمح لي أن أثني على الافتتاحية والقفلة..
وأن أضع يدي على عيني قليلا ..
لأن أخشى عليهما هذا الوهج القوي الساطع من بين السطور..
لله أنت يا حارس المعنى.. ما هذا الجمال..
فجاشتْ في ضلوع البحرِ عينٌ
وجاءت مع لفيفِ الطير وفدا
إلى امرأةٍ أعادتْ حسَّ نبضي
فقلتُ وضعتُ للميزانِ حدّا
فذكّرني الصّفا رَحْلي
وحِلّي
وإطراقي،
إذا ما رُمتُ سُهدا
شمائلُها نساءُ الكونِ،
عُذراً
فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عبدا
الله الله ..سلمت الأنامل التي رسمت هذا الألق الباذخ..
ألاترى معي يا أستاذي أن هذه القصيدة شديدة التوهج؟!
تقبل فائض مودتي التي لا تبور..
وإعجابي المتجدد بهذا البهاء..

الأخت الشاعرة الفذة منى حسن محمد الحاج
وما أنا إلا قطرة في مدرسة شعراء واتا الكبار
وهذا هو وسام الحياة
أحييك
لروعة الحرف الذي تنثرين هنا
ولهرم المحبة التي تسبغ على الجميع
مكارمها وجمالها
مع مودتي الدائمة

أحمد نمر الخطيب
29/09/2009, 10:40 PM
عجيب تحكمك في الوافر هنا
عجيب حقا
قصيدة رائعة
وشاعر عن جد متمكن لأبعد المدى
محبتي الكبيرة

يحيى أيها الشاعر الذي أحب
ألف شكر
أعجبتني عن " جد " أخي يحيى
فهي سلاف هذا البحر
مع المودة

أحمد نمر الخطيب
29/09/2009, 10:42 PM
هنا بلغَ المُرامُ صقيعَ نفسي
وعاينَ في السكوتِ العيشَ رغدا


أستاذي الشاعر أحمد نمر الخطيب
وهنا بلغ البيان مبلغه من الشموخ والرقة العذوبة معاً.
ماشاء رب الشعر على هذا الترف.
أستاذي أشعر بشديد الخجل إذ أقف بين يديك أدون ملحوظةً
وإن كانت تبدو ملحوظة فلربما لقصر نظري الذي لا يطاول قامتك
سيدي لا أدري لماذا لم أحس بمناسبة لفظة صكت في هذه الجملة
فصكّتْ ثغرَها طيباً , رغم مناسبتها للمعنى.
لك جل احترامي ومودتي.

أخي الشاعر الجميل عبد الرزاق خليفة
أحييك
على هذا التواجد الذي أسعدني
وأشكر لك قراءتك الرائعة لهذا النص
مع محبتي

أحمد نمر الخطيب
29/09/2009, 10:43 PM
أهنئك ، أخي أحمد ، على هذه القصيدة الجميلة
وكل عام وأنت بخير

الحبيب خميس
كل عام وأنت بألف خير
كنت أتمنى اللقاء هذا الصيف
ولكنها الظروف
نوّرت واتا أيها الرائع
محبتي

أحمد نمر الخطيب
29/09/2009, 10:45 PM
الشاعر القدير احمد نمر الخطيب
ماشاء الله وكفى فلن نستطيع ايفاء حقك..
انت محيط هادر ..
راءع يا احمد الشعر.
تقديري.

تواجدك أخي الشاعر الرائع قوادري علي
يسعدني
وينوّر متصفحي
مع محبتي الأكيدة

عبدالستار زيدان
29/09/2009, 11:05 PM
فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عبدا
================
أهو سؤال .. أم استدراك يثبت حقيقة ؟
فما أصاب طيب النساء . إلا العبيد
أهى حيرة تقذفنا بها !؟
فدلال النساء . كل يوم تراه جديد
لا يتمللن التيه والبغددة ..
سهام لحظهن تصيب القريب والبعيد
وحديث نفسك واختلائك بها ...
أثار الشجون . وتغنى اللفظ بك والترديد
لا فض فوك شاعراً .. ولك ألف تحية
وتواضعك أعلاك .. فهل من مزيد
=====
تقبل تحياتى ومودتى

د لقمان شطناوي
30/09/2009, 09:23 AM
ألأخ الحبيب والشاعر القدير اللبيب أحمد نمر الخطيب
تحية محبة وتقدير
نص مشرق وجميل ، منساب بإيقاع رقيق وفصاحة عالية ورمزية شفيفة، تدهشني هذه القدرة لدى الشاعر على استلهام المفردة من التراث بجزالته وعبقه وتطويعها لتخدم الغرض المعاصر، هذه قدرة لا تتهيأ إلا لشاعر خنذيذ وقارئ تعود ملابسة النصوص التراثية واستجلاء مراميها.
نفسك الشعري الطويل لم يتعبنا ونحن نسير في دوح هذه القصيدة، بل نظل في شوق للمزيد ما دامت كل الأبيات تتدفق بالجمال والبهاء.
لقد كلَّ عند هذا الجمال كل مقول وبيان، فحريّ بنا أن نقرأ شعرك تلفنا مهابة الصمت.
تقبل مني خالص المحبة والتقدير.

أميرة عمارة
30/09/2009, 09:38 AM
حوارية رائعة

أسجل إعجابي الشديد أستاذي الكريم

تحيتي لك
أميرة عمارة

منى حسن محمد الحاج
30/09/2009, 09:42 AM
وتواضعك أعلاك .. فهل من مزيد
=====

صدقت صدقت والله أستاذنا عبد الستار زيدان..
سلمت يمينك..
فأستاذنا أحمد مدرسة في الاخلاق والتواضع وسمو النفس مثلما هو مدرسة في الشعر..
وهذا ما يميزه...
لك وله فائض مودتي وتقديري

محسن شاهين المناور
30/09/2009, 06:33 PM
أخي الحبيب أحمد نمر الخطيب
أنت أنت . . درة مرصعة بألق الحرف
وروعة المعنى وسمو الحرف وخبرة شاعرية معتقة
من يقرأ لك دائما يطلب المزيد
دمت بكل الخير . . أيها الحبيب

أحمد نمر الخطيب
30/09/2009, 10:15 PM
ما شاء الله
تبارك الله
تحيتي لك أيها الشاعر الرائع
صنعت حلاوة الكلمات قندا ...فجئت اليوم أغرف من قفير الشعر شهدا
محبتي لك أخي أحمد


الأخ الشاعر الفذ عيسى عدوي
سعدت بمرورك الجميل
ألف شكر
مع المحبة

أحمد نمر الخطيب
30/09/2009, 10:17 PM
الاخ الشاعر احمد نمر الخطيب
كل عام وانت بخير
تتملك القلوب قصيدتك و تأسر الالباب احسنت
د خليل


الأخ الشاعر الرائع د. خليل عليوي
مرور من بهاء
أيها الجميل
ألف شكر
مع المحبة

أحمد نمر الخطيب
30/09/2009, 10:19 PM
أيها الشاعر العملاق أحمد نمر الخطيب
والله إنك تستحق أن نحمل عنك عبء (قربة الآلام)..أنت يا من ينوء بحمل كل هذا الزخم الشعري الفياض.
قصيدة وافرة المضمون بوافرها المنساب..وماذا أقول بعد؟
لإدارة واتا الحق في الاقتصار على عشرة شعراء...وإن كنا ضد الإقصاء ...ولكن ينبغي فرز الغث من السمين.
دمت شاعرا فذا متألقا.

أخي الشاعر المبدع بلقاسم مكريني
ألف شكر
على المرور البهي والدائم
وهو شرف وشهادة لي
أيها العزيز
مع مودتي الأبدية

أحمد نمر الخطيب
30/09/2009, 10:21 PM
فرائس نمرنا ليست نعاجا=تضيع عن القطيع إذا تبدّى
فرائسه ضباء ضاربات=لها في العدو تدريب تحدّى
إذا غنّى الخطيب بمنتدانا=بلغنا بانتشاء الشعر حدّا
تمتّعنا بشعره وهو غضٌّ=فكيف به وها قد صار جدّا؟


لله درّك
أيها السباق إلى الخير والمكرمات
أحييك أخي الشاعر المبدع محمد نجيب
ولا حرمني الله حرفك
مع المودة

أحمد نمر الخطيب
30/09/2009, 10:24 PM
الله أكبر
أخي الحبيب أحمد الخطيب
تحياتي
أراك وقد استبدّ بك الشعر,,
يتفجّر على لسانك نهرٌ من العذوبة والألق,,
إبداعٌ قلّ نظيرُه أخي الخطيب
وكأنك ملكت البحار كلّها تغرف منها ,,
فتلقي إليك بزمام القصائد الساحرة حقّاً,,,
أعتزّ بك وأفخر,,,,
أحييك

أخي الحبيب الشاعر الفذ باسل محمد البزراوي
ألف شكر
أيها الغالي
على مرورك الرائع والدائم
مودتي ومحبتي الدائمة

أحمد نمر الخطيب
03/10/2009, 03:11 PM
فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عبدا
================
أهو سؤال .. أم استدراك يثبت حقيقة ؟
فما أصاب طيب النساء . إلا العبيد
أهى حيرة تقذفنا بها !؟
فدلال النساء . كل يوم تراه جديد
لا يتمللن التيه والبغددة ..
سهام لحظهن تصيب القريب والبعيد
وحديث نفسك واختلائك بها ...
أثار الشجون . وتغنى اللفظ بك والترديد
لا فض فوك شاعراً .. ولك ألف تحية
وتواضعك أعلاك .. فهل من مزيد
=====
تقبل تحياتى ومودتى

الأخ المبدع عبد الستار زيدان
ما أروع هذا المرور
وما أعذب حرفه
أحييك
مع المودة

أحمد نمر الخطيب
05/10/2009, 03:10 PM
ألأخ الحبيب والشاعر القدير اللبيب أحمد نمر الخطيب
تحية محبة وتقدير
نص مشرق وجميل ، منساب بإيقاع رقيق وفصاحة عالية ورمزية شفيفة، تدهشني هذه القدرة لدى الشاعر على استلهام المفردة من التراث بجزالته وعبقه وتطويعها لتخدم الغرض المعاصر، هذه قدرة لا تتهيأ إلا لشاعر خنذيذ وقارئ تعود ملابسة النصوص التراثية واستجلاء مراميها.
نفسك الشعري الطويل لم يتعبنا ونحن نسير في دوح هذه القصيدة، بل نظل في شوق للمزيد ما دامت كل الأبيات تتدفق بالجمال والبهاء.
لقد كلَّ عند هذا الجمال كل مقول وبيان، فحريّ بنا أن نقرأ شعرك تلفنا مهابة الصمت.
تقبل مني خالص المحبة والتقدير.

الأخ الشاعر والناقد الرائع د. لقمان شطناوي
ألف شكر
على هذه القراءة التي أسعدتني
مع المحبة
والعرفان
لتواجدك المشرق دائماً

أحمد نمر الخطيب
05/10/2009, 03:11 PM
حوارية رائعة
أسجل إعجابي الشديد أستاذي الكريم
تحيتي لك
أميرة عمارة

الأخت الشاعر الرائعة أميرة عمارة
ألف شكر
لتواجدك البهي
مع المودة

أحمد نمر الخطيب
05/10/2009, 03:13 PM
صدقت صدقت والله أستاذنا عبد الستار زيدان..
سلمت يمينك..
فأستاذنا أحمد مدرسة في الاخلاق والتواضع وسمو النفس مثلما هو مدرسة في الشعر..
وهذا ما يميزه...
لك وله فائض مودتي وتقديري

ألف ألف شكر
أختي العزيزة الشاعرة المبدعة منى حسن محمد الحاج
مع المودة الدائمة

أحمد نمر الخطيب
05/10/2009, 03:14 PM
أخي الحبيب أحمد نمر الخطيب
أنت أنت . . درة مرصعة بألق الحرف
وروعة المعنى وسمو الحرف وخبرة شاعرية معتقة
من يقرأ لك دائما يطلب المزيد
دمت بكل الخير . . أيها الحبيب

الأخ الشاعر الفذ محسن شاهين المناور
أنار الله حياتك بالإيمان
وأدامك متألقاً مبدعاً
مع المحبة

مصطفى الزايد
06/10/2009, 08:42 AM
أتحـمـل قــربــة الآلام فـــردا ... وقـومـك كالـرمال تضيـق عـدا
فـفي واتـا بـدا الإبداع شعرا ... ونـثـرا وابــتـداعـا مســتـجــدا
ولكـني عـتـبـت عـليـك لـمـا ... جـلوت قـصيـدة لم تـُكـسَ بُـردا
هي البدوية السمراء ماست ... فـألـق عـبـاءة لـتـصون مـجدا
تصوغ فرائدا في حسن نظم ... وتـرسمها فرادى ليس عقدا؟!

أحمد نمر الخطيب
06/10/2009, 11:58 AM
أتحـمـل قــربــة الآلام فـــردا ... وقـومـك كالـرمال تضيـق عـدا
فـفي واتـا بـدا الإبداع شعرا ... ونـثـرا وابــتـداعـا مســتـجــدا
ولكـني عـتـبـت عـليـك لـمـا ... جـلوت قـصيـدة لم تـُكـسَ بُـردا
هي البدوية السمراء ماست ... فـألـق عـبـاءة لـتـصون مـجدا
تصوغ فرائدا في حسن نظم ... وتـرسمها فرادى ليس عقدا؟!



كسوتُ العين ماء الثلج يوماً = فزاد ضياؤها الإيقاعَ نهدا
وحُمِّلتُ السيوف على ابتكارٍ = فجاءَ الصّبرُ يحفرُ فيَّ جهدا
لألقى من رياحِ الفكرِ درباً = تناسل في مراياهُ وعدّا
فإن كان الجمالُ بلا قميصٍ = فخذ ريح القميص إليكَ سدّا
فليس العقد في نظم المعاني = ولكنْ أن يصيرَ النظمُ فردا
وأن يحتارَ في طيِّ المعاني = سليلُ بداوةٍ يحتاجُ مدّا

أخي الشاعر الرائع مصطفى الزايد
أحييك على هذا المرور
وهذه الإشارات
مع المودة

هدى عبد الرحمن
12/10/2009, 11:37 AM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/13186.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/13186.imgcache.jpg)

جَمَعتَ الحُسْنَيَنِ وصارَ ودّا=بَيانُكَ يالخطيبُ وما تعَدّا
إذا اسْتشْرى الخَيالُ بأيّ حَرْفٍٍ=أراهُ بعُمْقِ نبْضكَ قدْ تبَدّى
ومنْ حين المََعاني رََقّ منْها =يَراعُ الفَضْلِ قُلتُ أراهُ نِدّا
لِكلّ فَضيلةٍ مهْما اسْتفاضَتْ=ومنْكَ الفَضلُ يُمْلي الجُودَ مدّا
لكَ الشّكرُ المُطرَزُ بالقَوافي=وكُلّ تحِيةٍ تَأْتيكَ وِدّا
ألا عُذْري أقَدّمُهُ إليْكُمْ=إذا طالَ الغِيابُ ونالَ جُهْدا
وأنْتُمْ للقَبولِ ذوو بَياضٍ=وهذا اليَوْم جاءَ العَوْد عَهْدا

فخري فزع
12/10/2009, 12:41 PM
ما شاء الله شاعرنا المبدع
تملكتني القصيدة وقبل أن أودعها عانقتها من جديد
وطربت حينما رددتها بصوت عال ....
لا اخفيك بأنها تنال الإعجاب وتسحر الألباب
تقبل حماستي واعتزازي بتسجيل بصمة مرور بين ابيات قصيدك الشامخ
ودي ومحبتي

أحمد نمر الخطيب
13/10/2009, 10:38 AM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/13186.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/13186.imgcache.jpg)

جَمَعتَ الحُسْنَيَنِ وصارَ ودّا=بَيانُكَ يالخطيبُ وما تعَدّا
إذا اسْتشْرى الخَيالُ بأيّ حَرْفٍٍ=أراهُ بعُمْقِ نبْضكَ قدْ تبَدّى
ومنْ حين المََعاني رََقّ منْها =يَراعُ الفَضْلِ قُلتُ أراهُ نِدّا
لِكلّ فَضيلةٍ مهْما اسْتفاضَتْ=ومنْكَ الفَضلُ يُمْلي الجُودَ مدّا
لكَ الشّكرُ المُطرَزُ بالقَوافي=وكُلّ تحِيةٍ تَأْتيكَ وِدّا
ألا عُذْري أقَدّمُهُ إليْكُمْ=إذا طالَ الغِيابُ ونالَ جُهْدا
وأنْتُمْ للقَبولِ ذوو بَياضٍ=وهذا اليَوْم جاءَ العَوْد عَهْدا

أهلاً بشاعرتنا الكبيرة الأخت هدى عبد الرحمان
تحضرين
ويحضر الشعر
ويزهو
ويختال في حدائق واتا
مع المودة

هدى عبد الرحمن
13/10/2009, 12:51 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/13244.imgcache.jpg

سُويْعاتٌ تمُرُّ واللّيلُ يمْتَطي صَهَوات السّهدِ مِثْلي.. فلا لأُفولِهِ ينْوي رَحيلي .. ولا لبُزُوغِ فَجْرِ الحِبْرِ أمَهّدُ كفّيْ قلَمي .. وإذْ بوُرَيْقاتٍ شاعِريَةٍ تهَفْهِفُ والنّدى منْها يتَقَطّرُ عطْراً وفِياً.. أوْغَلت عَيْني فيما وَراءَ حَفيفِ الكلِمةِ .. لعَلّي أعودُ مِنْها بقَبَسٍ أوْ أجِد على الحَرْفِ هُدى .. فَعُدْتُ بِقِرابِ الفَرْحَةِ سَعادَةً وأَبْقى...
ولا أخْفيكُمْ غبْطَةَ قلَمٍ واللّيلُ يتَماوَجُ بكَواكِبَ أحَدَ عَشَرَ يأْتيني كَفاءَةَ سُهْدٍ ومُسامَرَةٍ لَهُ ..ولمَ هذا الجودُ أيّها اللّيلُ الطّويلُ وامْرؤ القَيْس تَثاقَلَكَ ونَبّهَ النّواسي نَديمَهُ لنُعاسِ وصْلِ الكَرى منْ لدُنِ خيالٍ لخَلْقِ بِناءٍ لُغَوِيّ جَرى مَثَلاً على شَفا الكُؤوسِ؟؟
ولكَمْ منْ كنانَةِ الأسْرارِ شِعْراً .. لقدْ اتّخذْتُهُ لسَهَري المُتَعَمِّدِ أوْ يَكادُ شُموعاً تُضارِعُني الاحْتراقَ .. والنّفْسُ تُزيلُ عَنْها أواخِرَ الاضْطِرابِ حينَ أسْرجْتُ على اليَراعِ مِحْبرَةً .. وسابَقَت عَيْني للقَصيدةِ مطْلعها :
ولدتُ لعامِ قهرٍ،فاستعدَّا =أبي أمّي، وصرتُ الآنَ جدّا
سيرةٌ ذاتِيةٌ مجَمّلة في صَحيفةٍ مكتَظّةٍ بالصّروفِ .. أوّلها وِلادةٌ بِصيغةِ الخَبرِ .. في عامِ قَهرٍ .. معَبِّراً بها الشّاعرُ عنْ ألَمٍ خِلافَ المُعتادِ أوِ المَوْروثِ منَ الفِطْرةِ.. حينَ تعَرْبدُ الأغاريدُ في شِفاهِ القَوابِلِ ليَرْسُم لنا حالَةً تنْشقُّ عنْ صَفّ الفَرحةِ.. إلى شطْرِ الحُزْنِ وَحيداً لا يُشاطِرُهُ العامَ إلاّ أبٌ وأمٌّ... راسِماً لنا بطَرْفةِ شِعْرٍ حَياتَهُ منْذُ الوِلادَةِ إلى لحْظةِ التّجْربةِ الشّعْريةِ فإذا بهِ يضَعُنا أمامَ حالَةٍ شُعورِيةٍ تَفيضُ حَناناً ورِقّةً وقدْ صارَ جَدّاً دونَ الإشارَةِ إلى حَفَدَتِهِ وأوْلادِهِ منْ قبْلُ . .
ويُتابِعُ الخبَرَ تلْوَ أخيهِ .. مُسْتدْركاً الحالةَ بفِعلٍ مُضارعٍ سَرْديِّ السّياقِ ليُكْملَ عدّةَ تاريخِهِ .. وكأنّهُ يَعيشُهُ الآنَ للْمَرّةِ الثّانيةِ ..فماذا يقول؟؟ :
أبيحُ جنَائِني منْ غَيْرِ والٍ =وأحْمِلُ قِرْبَةَ الآلامِ فَرْدا
ولا يَخْفى عَلَيّ/كُمْ ما تَحْمِلُهُ كَلِمَةُ (((أُبيحُ))) منْ جودٍ مُتّصِلِ السّجِيّةِ .. ولكِنْ يُعيدُنا لِخانةِ التّفَرّدِ بِثقْلِ الهُمومِ حيْثُ لا سَنَدَ لَهُ إلاّ هوَ.. وزِيادةً على هذا تُثْقِلُ كاهِلَ نفْسِهِ قِرْبَةُ الآلامِ .. ويا لَها منْ صورَةٍ توحي بعَدَم تَماسُكِ المَحمولِ وهذا يُعْطي بُعْداً نفْسِياً أشَدّ ثُقْلاً على كاهِلِ النّفسِ..مُسْتَمِداً الكَلِمَةَ منْ مُحيطِهِ الذي عايَشَهُ زُهاءَ وَحْدَةٍ.. فَرْداً يَتَحَمّلُ مَشَقّاتِ الحَياة...
ولا يَدَعُنا نَلْتَقِطُ أنْفاسَ اليَراعِ إلاّ وهوَ يأْخُذُنا بيْنَ جَناحَيْ خَيالِهِ عَبْرَ بَوابةٍ أخْرى إلى فَضاءٍ يأْتي على خِلافِ المُتَوَقَّعِ .. فالزّمانُ هنا الفاعِلُ في حرَكِيةِ الحالَةِ المُتهادِيةِ على رَمْلِ الخُطا والشّاعرُ في مهَبِّ الظّروفِ فيَلْجأُ إلى حالَةِ الدّفاعِ عنِ النّفْسيّةِ فَيَتّخِذُ الصّدَّ سَبيلاً للْخَلاصِ منْ تلْكَ الحالةِ .
يُطيِّرني الزمانُ وقد تهادى=على رمل الخطى،فأرومُ صدّا
ويسْتَمرّ البوْحُ و العُيونُ لاهِثَة الرّموشِ خلْفَ المُفاجآتِ السّردِيةِ وإذْ بالشّاعرِ يقِفُ بنا على جبْهةِ المُواجَهةِ معَ التّشَتّتِ .. ليُنْهي سَكَرَتَهُ.. وهُنا عقْدةٌ لمْ تَدُرْ بخُلْدِ المُتَلَقّي/ة ..ملْحِقاً الهَزَيمَةَ بالهَذَيانِ ليَبْقى وَحيداً يَقْطعُ شارِعَ النّسيانِ إلى أبْعدِ خَيالٍ...
وأَنهى سكرتي عن سَكبِ جرحي =وأقطعُ شارعَ النسيانِ بُعدا
ومنْ صَميمِ التّحَدّي ينْهضُ قائِماً ليُعَبّرَ عنْ نفْسهِ بالضّميرِ (أنا) مْبَتَدأً والخَبَرُ هو ما تَعارفَ علَيهِ الخَلقُ (نسْل) ولكنّ المُفاجأةَ تكْمُنُ في حيّزِ الهواءِ وفْقَ رؤْيتِهِ الصّوفيةِ فهوَ لمْ يولَدْ ليَسْتَقرَّ في مكانِهِ.. ودليلُ هذا كلِمَة الهَواء المُحَمّلة بِطاقةٍ روحِيةٍ تَأْبى الاسْتقْرارَ .. والتّعبيرُ يعْكسُ نَظرةَ الشّاعرِ لما يَرى نَفْسهُ عليْها مُقارِعاً النّوائبَ الحَياتيَةَ التي تُلْحقُ بهِ التّعبَ والمَشَقّةَ عَبْرَ سُؤالهِ الميتافيزيقي عنِ الطّريقِ الذي سَلكتْه المُتصوّفةُ قبْلَهُ والفَلاسِفة سَواء...وكأنّي ألمَحُ هُنا حِواراً داخِلياً جَرى بَيْنَهُ وبَيْنَهُ...مُعَبّراً عنِ الحالةِ التّوتُّريةِ التي يَعيشُها بفِعلٍٍ يُناسِبُها ((( يضنيني))):
أنا نسلُ الهواءِ، كما أراني =أقارعُ في الحياةِ هوًى ولحدا
فيضنيني سؤاليَ عن طريقي=ويضنيني طريقي حين أهدا
ويُتابعُ الشّاعرُ النّقلَ وفْقَ تَسَلْسلِ الفكَرِ الدّقيقةِ التي تشَعّبَتْ عنِ الفكَرِ الرّئيسَةِ دونَ الإخْلالِ بخُيوطِ الرّؤى التي يسَيْطِر عليْها رغْمَ سطْوةِ الأخْيِلةِ على بَنانِ الفكرِ...
وإذا نَحْنُ أمامَ لوْحةٍ تُغْري النّاظرينَ .. (((غَزالَة))) .. وهيَ لفْظةٌ ترْتعُ بها العُيونُ والقُلوبُ لحُسنِ وقْعِها بالنّفسِ .. وقدْ ألقَتْ لهُ عقْداً ...وإذْ بالمَشاعِر العاطفِيةِ تتَدَخّلُ فتُفْضي بأمْرٍ داخِليٍّ فطْريّ للحاقِ بالغَزالَةِ.. فتَعود نَفْسُه إلى خانةِ الاعْترافِ بالمَدْيونيَة النّفسيةِ لها ..فلا يسْتَطيعُ حِراكاً لاعْتِرافهِ أنّهُ مُدانٌ لها بعِقْدٍ...
تمرُّ غزالةٌ وأنا مُدانٌ =فقد مرّتْ، وألقتْ قبلُ عِقدا
فحارتْ رُكبتي بالعَدْوِ، لكنْ=جرى في خافقي السّرحانُ سدّا
وتبْدأُ الأسْئلةُ في أخْذِ طابعِ الحِوارِ الدّاخلِيّ مسْتَرجِعاً الأسْماءَ الخالِدةَ في صَحائف ِالغَزلِ العُذْريّ ليُؤَدي القَلبُ دوْرَهُ بعاطِفةِ حبٍّ فطْريّ لكلّ جَميلٍ وَيبدأُ الحَديث:
فقلتُ شبيهُ مَنْ: قالتْ سؤالٌ =يرمّمُ في الحشا للحبِ وجدا
فقلتُ بثينةٌ قالتْ تذكرْ =غفا فيكَ الزمانُ وقد تبدّى
فهلْ تسْتطيعُ هذهِ الأسْئلةُ فكَّ الحيرَةِ وإطْلاقَ المَلامحِ الدّاخليةِ للنّصِّ والسّيْر في الأجْوبةِ لَعلّنا نَحْتَسي بعْدْ أنْ جَفّتِ الحُروفُ نَميرَ الأمَل؟؟؟
وإذا بالشّاعرِ يعلّلُ ما وردَ في البيتِ السّابقِ مُوَضّحاً بِجُمَلٍ خَبَرِيةٍ وأسْلوبٍ خَبَرِيٍّ كذَلك :
على الجدرانِ قوسُ الريحِ يوماً=وسحَّ على الثرى خوفاً وجهَدا
وغبَّ الشوقُ من كأس التمنّي =وكان السيّفُ يقطعُ فيك غِمدا
ويُعاودُ الشّاعرُ السّؤالَ تلْوَ السّؤالِ:
فقلتُ جميلةٌ فدنا حواري =من العينينِ حين البرقُ عدّا
نِصابَ الشمس من غيمٍ رقيقٍ=أطاح بغايتي في الطينِ شدّا
فقلتُ سلافةٌ قالت رياحي =جفتْ أهلي فنمتُ وضِعتُ قَصدا
على ريقِ الجمالِ،وقد حباني=جمالي، فاحتملتُ الموتَ وِرْدا
فقلتُ خديجةٌ قالتْ خداجٌ =نبا التكويرُ فيهِ فصار وعدا
فألقمتُ الفِراخَ ضميرَ صدرٍ =وهيّأتُ الصّدى حرّاً وبردا
فقلتُ جَهِدتُ جَهدِيَ في مقامي =أنا أعشى،أُعاني القهرَ جَلدا
لقدْ أوْغلَ الشّاعرُ في الحيرَةِ ونَحْنُ وَراءَهُ سائِرونَ .. لا نَكادُ نلْتَقطُ قمّةَ جَوابٍ إلاّ وطوفانُ المَشاعِرِ تغْرقُهُ في بُؤْرةِ التّوَتّرِ ..والقَلقُ محيطٌ به/بِنا منْ كلّ شِعْرٍ أَنيق...
وأدفنُ صورتي،وأرى ملاذي =دُجى الأحلامِ،لستُ الآنَ نِدا
أنامُ معاقراً، والشيبُ مُهري =بياضَ دفاتري رقْماً وعدّا
وماذا تُجدي الأسْئلةُ شِعراً والقَوافي ماثِلاتٌ بيْنَ يدَيْ قلَمِهِ لا تَزولُ طرْفَةَ مُلاحقَةٍ لها أوْ تَبورُ .. وتَأْتي على حينِ اسْتِئْنافٍ وَصْفيَةً لِحالةٍ تُغَرّدُ لَها الحَواسُّ ليَنْقُلَنا الشّاعرُ بانْزياحٍ لغَوِيٍّ صادِمٍ للتّوقّعِ.. حينَ يَقولُ صَكّتْ.. والخَيالُ يبْتعدُ إلى التّناصّ مع الآيةِ القُرآنيةِ( وصكّتْ وجْهَها وقالتْ عَجوزٌ عقيمٌ).. وإذْ بالثّغرِ يفوحُ طيباً وبعْدهُ القَولُ لا بدّ أنْ يحْملَ ميراثَ الطّيبِ..
فصكّتْ ثغرَها طيباً وقالتْ =هو الميراثُ، في الأيام أكدى
ولكنْ شاقني للأمسِ طيرٌ =هنا في بارج الأيامِ حمدا
فقلتُ سلامُ ميراثي وجودي =يهيّئ للخفا الأنفاسَ سعدا
وبِرُّ قَوامتي في ثوبِ طُهرٍ =أتى من حيثُ إيقاعي تردّى
جفا قلبي حريرُ الحلمِ سُهداً =فقلتُ السُّهدُ جافاني وأسدى
ليَ الأشعارَ لا تبلى،ولكنْ =أقاضي ما استُبيحَ وما استَجدا
هنا بلغَ المُرامُ صقيعَ نفسي=وعاينَ في السكوتِ العيشَ رغدا
وذوّبني على خط انفصالي =وهمسُ الشوقِ ترياقٌ وأندى
ويسْتَمِرّ هذا الشّجنُ والهَمْسُ والبَوْحُ عبْرَ أبْياتٍ متَلاحِقةٍ تجْمَعُها وحْدةٌ فكْريَةٌ واحدةٌ بِخيوطٍ منْ ألَقٍ روحِيٍّ .. حتى يَعودَ بنا الشّاعرُ إلى الأسْئلةِ ولكنّ الرّجاءَ النّفْسيّ يظْهَرُ جلِيّاً في هذا المَقْطَعِ:
فقلتُ لعلَّها مثلي، فقالت:=أنا روحي فرشتُ الرمش مَدا
لتحيا، في كلامِ الشعرِ دهراً =وتحمي من نعاس العمرِ قَدّا
فجاشتْ في ضلوع البحرِ عينٌ =وجاءت مع لفيفِ الطير وفدا
إلى امرأةٍ أعادتْ حسَّ نبضي=فقلتُ وضعتُ للميزانِ حدّا
فذكّرني الصّفا رَحْلي وحِلّي=وإطراقي، إذا ما رُمتُ سُهدا
شمائلُها نساءُ الكونِ،عُذراً =فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عبدا
فَهلْ تابَعْتمْ مَعي ذوي قلَمي الأبْياتَ ضِمْنَ لوْحَةِ النّصِّ الكُلّيِّ؟؟
وتكْمُنُ القَصيدةُ في خاتِمةِ الشّاعِريّةِ هنا في بيْتٍ هوَ قَصيدةٌ .. شَمائِلُها نِساء الكوْنِ.. يكْفي هذِه الأنْثى ما لَحقَ بِها ثَناءً لتَبْقى خالدَةً على مَرّ الشّعورِ ..وأمّا اسْتخْدامُ صيغَةِ المَفْعولِ المُطلَقِ الغائِبِ فعْلاً والمُقَدَّرِ ..فهُو الاسْتدراكُ المُجنَّحُ في سَماءِ النّصّ .. والسّؤالُ الذي ورَدَ على صيغَةِ الدّهشةِ والتّعَجّبِ مُسْتبْعدةً النّفْيَ .. فهلْ طيبُ النّساءِ يُصيبُ عَبْداً؟؟ لهُوَ الأحَبُّ للشّعْرِ...
والعوْدةُ لكُلّيةِ النّصِّ منْ حيثُ الأسْلوبِ .. نجِدهُ خالِياً إلاّ منْ وقفَةٍ واحدةٍ جاءتْ بأسْلوبٍ إنْشائيٍّ والسّمةُ الواضِحةُ عليهِ السّرديةُ بضميرِ المُتكلّم ...وأمّا الأخْيلةُ .. فلا شكّ أنّ الشّاعرَ مُجتهدٌ برْسمِ الصّورةِ يشْتغلُ عليْها بحرْفةِ قلَمٍ وفْطرةِ إنْسانٍ ريفِيِّ المَشاعِرِ .. لمْ تُغيّرْهُ عوْلَمَةُ المَعاني.. وإنّما بَقيَ للأصالَةِ منْبَراً ..يَذودُ بما لدَيْهِ منْ حَميةٍ أدَبيةٍ ونخْوةِ البَداوةِ عمّا تَوارثَهُ عبْرَ تَجْربَتِهِ الذّاتيةِ...
وأَخيراً :
لنَرى منْ خِلالِ ألْوانِ السّردِ لقَطاتٍ خَياليَةٍ تَسيرُ وِفْقَ الدّفْقاتِ الشّعورِيةِ لتَبْني النّصّ صورَةً فوْق صورَة دونَ خلَلٍ أوْ انْفلاتِ الخَيالِ في فَضاءاتٍ نفْسيَةٍ أخْرى...
وقبْلَ وضْعِ نُقْطةٍ في آخِرِ الإعْجابِ .. أعَبّرُ عنْ شُكْري بشُكْرِ لكَ يالخطيبُ .. وعُذراً أضَعُهُ بينَ أيْدي الرّجاءِ .. فما قدّمتُهُ هو حالةُ تأثُّرٍ بالنّصّ لا تمُتّ لأيّ قِراءةٍ بوَشيجَةِ حَرْفٍ وإنّما جاءَتْ عفْوَ اليَراعِ...
تحيتي
خضراء الرّوح..هـدى

منى حسن محمد الحاج
13/10/2009, 02:30 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/13244.imgcache.jpg


لهذه الرؤيا وجوب التثبيت والصدارة لكي يقرأها كل رواد الفصيح ولينهلوا من هذا النبع الصافي من سحر البلاغة والنقد.. أيتها الشاعرة القديرة..
لك فائض المودة والتقدير
وللخطيب خالص الشكر والمودة

أحمد نمر الخطيب
13/10/2009, 03:18 PM
http://www.wata.cc/forums/imgcache/13244.imgcache.jpg

سُويْعاتٌ تمُرُّ واللّيلُ يمْتَطي صَهَوات السّهدِ مِثْلي.. فلا لأُفولِهِ ينْوي رَحيلي .. ولا لبُزُوغِ فَجْرِ الحِبْرِ أمَهّدُ كفّيْ قلَمي .. وإذْ بوُرَيْقاتٍ شاعِريَةٍ تهَفْهِفُ والنّدى منْها يتَقَطّرُ عطْراً وفِياً.. أوْغَلت عَيْني فيما وَراءَ حَفيفِ الكلِمةِ .. لعَلّي أعودُ مِنْها بقَبَسٍ أوْ أجِد على الحَرْفِ هُدى .. فَعُدْتُ بِقِرابِ الفَرْحَةِ سَعادَةً وأَبْقى...
ولا أخْفيكُمْ غبْطَةَ قلَمٍ واللّيلُ يتَماوَجُ بكَواكِبَ أحَدَ عَشَرَ يأْتيني كَفاءَةَ سُهْدٍ ومُسامَرَةٍ لَهُ ..ولمَ هذا الجودُ أيّها اللّيلُ الطّويلُ وامْرؤ القَيْس تَثاقَلَكَ ونَبّهَ النّواسي نَديمَهُ لنُعاسِ وصْلِ الكَرى منْ لدُنِ خيالٍ لخَلْقِ بِناءٍ لُغَوِيّ جَرى مَثَلاً على شَفا الكُؤوسِ؟؟
ولكَمْ منْ كنانَةِ الأسْرارِ شِعْراً .. لقدْ اتّخذْتُهُ لسَهَري المُتَعَمِّدِ أوْ يَكادُ شُموعاً تُضارِعُني الاحْتراقَ .. والنّفْسُ تُزيلُ عَنْها أواخِرَ الاضْطِرابِ حينَ أسْرجْتُ على اليَراعِ مِحْبرَةً .. وسابَقَت عَيْني للقَصيدةِ مطْلعها :
ولدتُ لعامِ قهرٍ،فاستعدَّا =أبي أمّي، وصرتُ الآنَ جدّا
سيرةٌ ذاتِيةٌ مجَمّلة في صَحيفةٍ مكتَظّةٍ بالصّروفِ .. أوّلها وِلادةٌ بِصيغةِ الخَبرِ .. في عامِ قَهرٍ .. معَبِّراً بها الشّاعرُ عنْ ألَمٍ خِلافَ المُعتادِ أوِ المَوْروثِ منَ الفِطْرةِ.. حينَ تعَرْبدُ الأغاريدُ في شِفاهِ القَوابِلِ ليَرْسُم لنا حالَةً تنْشقُّ عنْ صَفّ الفَرحةِ.. إلى شطْرِ الحُزْنِ وَحيداً لا يُشاطِرُهُ العامَ إلاّ أبٌ وأمٌّ... راسِماً لنا بطَرْفةِ شِعْرٍ حَياتَهُ منْذُ الوِلادَةِ إلى لحْظةِ التّجْربةِ الشّعْريةِ فإذا بهِ يضَعُنا أمامَ حالَةٍ شُعورِيةٍ تَفيضُ حَناناً ورِقّةً وقدْ صارَ جَدّاً دونَ الإشارَةِ إلى حَفَدَتِهِ وأوْلادِهِ منْ قبْلُ . .
ويُتابِعُ الخبَرَ تلْوَ أخيهِ .. مُسْتدْركاً الحالةَ بفِعلٍ مُضارعٍ سَرْديِّ السّياقِ ليُكْملَ عدّةَ تاريخِهِ .. وكأنّهُ يَعيشُهُ الآنَ للْمَرّةِ الثّانيةِ ..فماذا يقول؟؟ :
أبيحُ جنَائِني منْ غَيْرِ والٍ =وأحْمِلُ قِرْبَةَ الآلامِ فَرْدا
ولا يَخْفى عَلَيّ/كُمْ ما تَحْمِلُهُ كَلِمَةُ (((أُبيحُ))) منْ جودٍ مُتّصِلِ السّجِيّةِ .. ولكِنْ يُعيدُنا لِخانةِ التّفَرّدِ بِثقْلِ الهُمومِ حيْثُ لا سَنَدَ لَهُ إلاّ هوَ.. وزِيادةً على هذا تُثْقِلُ كاهِلَ نفْسِهِ قِرْبَةُ الآلامِ .. ويا لَها منْ صورَةٍ توحي بعَدَم تَماسُكِ المَحمولِ وهذا يُعْطي بُعْداً نفْسِياً أشَدّ ثُقْلاً على كاهِلِ النّفسِ..مُسْتَمِداً الكَلِمَةَ منْ مُحيطِهِ الذي عايَشَهُ زُهاءَ وَحْدَةٍ.. فَرْداً يَتَحَمّلُ مَشَقّاتِ الحَياة...
ولا يَدَعُنا نَلْتَقِطُ أنْفاسَ اليَراعِ إلاّ وهوَ يأْخُذُنا بيْنَ جَناحَيْ خَيالِهِ عَبْرَ بَوابةٍ أخْرى إلى فَضاءٍ يأْتي على خِلافِ المُتَوَقَّعِ .. فالزّمانُ هنا الفاعِلُ في حرَكِيةِ الحالَةِ المُتهادِيةِ على رَمْلِ الخُطا والشّاعرُ في مهَبِّ الظّروفِ فيَلْجأُ إلى حالَةِ الدّفاعِ عنِ النّفْسيّةِ فَيَتّخِذُ الصّدَّ سَبيلاً للْخَلاصِ منْ تلْكَ الحالةِ .
يُطيِّرني الزمانُ وقد تهادى=على رمل الخطى،فأرومُ صدّا
ويسْتَمرّ البوْحُ و العُيونُ لاهِثَة الرّموشِ خلْفَ المُفاجآتِ السّردِيةِ وإذْ بالشّاعرِ يقِفُ بنا على جبْهةِ المُواجَهةِ معَ التّشَتّتِ .. ليُنْهي سَكَرَتَهُ.. وهُنا عقْدةٌ لمْ تَدُرْ بخُلْدِ المُتَلَقّي/ة ..ملْحِقاً الهَزَيمَةَ بالهَذَيانِ ليَبْقى وَحيداً يَقْطعُ شارِعَ النّسيانِ إلى أبْعدِ خَيالٍ...
وأَنهى سكرتي عن سَكبِ جرحي =وأقطعُ شارعَ النسيانِ بُعدا
ومنْ صَميمِ التّحَدّي ينْهضُ قائِماً ليُعَبّرَ عنْ نفْسهِ بالضّميرِ (أنا) مْبَتَدأً والخَبَرُ هو ما تَعارفَ علَيهِ الخَلقُ (نسْل) ولكنّ المُفاجأةَ تكْمُنُ في حيّزِ الهواءِ وفْقَ رؤْيتِهِ الصّوفيةِ فهوَ لمْ يولَدْ ليَسْتَقرَّ في مكانِهِ.. ودليلُ هذا كلِمَة الهَواء المُحَمّلة بِطاقةٍ روحِيةٍ تَأْبى الاسْتقْرارَ .. والتّعبيرُ يعْكسُ نَظرةَ الشّاعرِ لما يَرى نَفْسهُ عليْها مُقارِعاً النّوائبَ الحَياتيَةَ التي تُلْحقُ بهِ التّعبَ والمَشَقّةَ عَبْرَ سُؤالهِ الميتافيزيقي عنِ الطّريقِ الذي سَلكتْه المُتصوّفةُ قبْلَهُ والفَلاسِفة سَواء...وكأنّي ألمَحُ هُنا حِواراً داخِلياً جَرى بَيْنَهُ وبَيْنَهُ...مُعَبّراً عنِ الحالةِ التّوتُّريةِ التي يَعيشُها بفِعلٍٍ يُناسِبُها ((( يضنيني))):
أنا نسلُ الهواءِ، كما أراني =أقارعُ في الحياةِ هوًى ولحدا
فيضنيني سؤاليَ عن طريقي=ويضنيني طريقي حين أهدا
ويُتابعُ الشّاعرُ النّقلَ وفْقَ تَسَلْسلِ الفكَرِ الدّقيقةِ التي تشَعّبَتْ عنِ الفكَرِ الرّئيسَةِ دونَ الإخْلالِ بخُيوطِ الرّؤى التي يسَيْطِر عليْها رغْمَ سطْوةِ الأخْيِلةِ على بَنانِ الفكرِ...
وإذا نَحْنُ أمامَ لوْحةٍ تُغْري النّاظرينَ .. (((غَزالَة))) .. وهيَ لفْظةٌ ترْتعُ بها العُيونُ والقُلوبُ لحُسنِ وقْعِها بالنّفسِ .. وقدْ ألقَتْ لهُ عقْداً ...وإذْ بالمَشاعِر العاطفِيةِ تتَدَخّلُ فتُفْضي بأمْرٍ داخِليٍّ فطْريّ للحاقِ بالغَزالَةِ.. فتَعود نَفْسُه إلى خانةِ الاعْترافِ بالمَدْيونيَة النّفسيةِ لها ..فلا يسْتَطيعُ حِراكاً لاعْتِرافهِ أنّهُ مُدانٌ لها بعِقْدٍ...
تمرُّ غزالةٌ وأنا مُدانٌ =فقد مرّتْ، وألقتْ قبلُ عِقدا
فحارتْ رُكبتي بالعَدْوِ، لكنْ=جرى في خافقي السّرحانُ سدّا
وتبْدأُ الأسْئلةُ في أخْذِ طابعِ الحِوارِ الدّاخلِيّ مسْتَرجِعاً الأسْماءَ الخالِدةَ في صَحائف ِالغَزلِ العُذْريّ ليُؤَدي القَلبُ دوْرَهُ بعاطِفةِ حبٍّ فطْريّ لكلّ جَميلٍ وَيبدأُ الحَديث:
فقلتُ شبيهُ مَنْ: قالتْ سؤالٌ =يرمّمُ في الحشا للحبِ وجدا
فقلتُ بثينةٌ قالتْ تذكرْ =غفا فيكَ الزمانُ وقد تبدّى
فهلْ تسْتطيعُ هذهِ الأسْئلةُ فكَّ الحيرَةِ وإطْلاقَ المَلامحِ الدّاخليةِ للنّصِّ والسّيْر في الأجْوبةِ لَعلّنا نَحْتَسي بعْدْ أنْ جَفّتِ الحُروفُ نَميرَ الأمَل؟؟؟
وإذا بالشّاعرِ يعلّلُ ما وردَ في البيتِ السّابقِ مُوَضّحاً بِجُمَلٍ خَبَرِيةٍ وأسْلوبٍ خَبَرِيٍّ كذَلك :
على الجدرانِ قوسُ الريحِ يوماً=وسحَّ على الثرى خوفاً وجهَدا
وغبَّ الشوقُ من كأس التمنّي =وكان السيّفُ يقطعُ فيك غِمدا
ويُعاودُ الشّاعرُ السّؤالَ تلْوَ السّؤالِ:
فقلتُ جميلةٌ فدنا حواري =من العينينِ حين البرقُ عدّا
نِصابَ الشمس من غيمٍ رقيقٍ=أطاح بغايتي في الطينِ شدّا
فقلتُ سلافةٌ قالت رياحي =جفتْ أهلي فنمتُ وضِعتُ قَصدا
على ريقِ الجمالِ،وقد حباني=جمالي، فاحتملتُ الموتَ وِرْدا
فقلتُ خديجةٌ قالتْ خداجٌ =نبا التكويرُ فيهِ فصار وعدا
فألقمتُ الفِراخَ ضميرَ صدرٍ =وهيّأتُ الصّدى حرّاً وبردا
فقلتُ جَهِدتُ جَهدِيَ في مقامي =أنا أعشى،أُعاني القهرَ جَلدا
لقدْ أوْغلَ الشّاعرُ في الحيرَةِ ونَحْنُ وَراءَهُ سائِرونَ .. لا نَكادُ نلْتَقطُ قمّةَ جَوابٍ إلاّ وطوفانُ المَشاعِرِ تغْرقُهُ في بُؤْرةِ التّوَتّرِ ..والقَلقُ محيطٌ به/بِنا منْ كلّ شِعْرٍ أَنيق...
وأدفنُ صورتي،وأرى ملاذي =دُجى الأحلامِ،لستُ الآنَ نِدا
أنامُ معاقراً، والشيبُ مُهري =بياضَ دفاتري رقْماً وعدّا
وماذا تُجدي الأسْئلةُ شِعراً والقَوافي ماثِلاتٌ بيْنَ يدَيْ قلَمِهِ لا تَزولُ طرْفَةَ مُلاحقَةٍ لها أوْ تَبورُ .. وتَأْتي على حينِ اسْتِئْنافٍ وَصْفيَةً لِحالةٍ تُغَرّدُ لَها الحَواسُّ ليَنْقُلَنا الشّاعرُ بانْزياحٍ لغَوِيٍّ صادِمٍ للتّوقّعِ.. حينَ يَقولُ صَكّتْ.. والخَيالُ يبْتعدُ إلى التّناصّ مع الآيةِ القُرآنيةِ( وصكّتْ وجْهَها وقالتْ عَجوزٌ عقيمٌ).. وإذْ بالثّغرِ يفوحُ طيباً وبعْدهُ القَولُ لا بدّ أنْ يحْملَ ميراثَ الطّيبِ..
فصكّتْ ثغرَها طيباً وقالتْ =هو الميراثُ، في الأيام أكدى
ولكنْ شاقني للأمسِ طيرٌ =هنا في بارج الأيامِ حمدا
فقلتُ سلامُ ميراثي وجودي =يهيّئ للخفا الأنفاسَ سعدا
وبِرُّ قَوامتي في ثوبِ طُهرٍ =أتى من حيثُ إيقاعي تردّى
جفا قلبي حريرُ الحلمِ سُهداً =فقلتُ السُّهدُ جافاني وأسدى
ليَ الأشعارَ لا تبلى،ولكنْ =أقاضي ما استُبيحَ وما استَجدا
هنا بلغَ المُرامُ صقيعَ نفسي=وعاينَ في السكوتِ العيشَ رغدا
وذوّبني على خط انفصالي =وهمسُ الشوقِ ترياقٌ وأندى
ويسْتَمِرّ هذا الشّجنُ والهَمْسُ والبَوْحُ عبْرَ أبْياتٍ متَلاحِقةٍ تجْمَعُها وحْدةٌ فكْريَةٌ واحدةٌ بِخيوطٍ منْ ألَقٍ روحِيٍّ .. حتى يَعودَ بنا الشّاعرُ إلى الأسْئلةِ ولكنّ الرّجاءَ النّفْسيّ يظْهَرُ جلِيّاً في هذا المَقْطَعِ:
فقلتُ لعلَّها مثلي، فقالت:=أنا روحي فرشتُ الرمش مَدا
لتحيا، في كلامِ الشعرِ دهراً =وتحمي من نعاس العمرِ قَدّا
فجاشتْ في ضلوع البحرِ عينٌ =وجاءت مع لفيفِ الطير وفدا
إلى امرأةٍ أعادتْ حسَّ نبضي=فقلتُ وضعتُ للميزانِ حدّا
فذكّرني الصّفا رَحْلي وحِلّي=وإطراقي، إذا ما رُمتُ سُهدا
شمائلُها نساءُ الكونِ،عُذراً =فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عبدا
فَهلْ تابَعْتمْ مَعي ذوي قلَمي الأبْياتَ ضِمْنَ لوْحَةِ النّصِّ الكُلّيِّ؟؟
وتكْمُنُ القَصيدةُ في خاتِمةِ الشّاعِريّةِ هنا في بيْتٍ هوَ قَصيدةٌ .. شَمائِلُها نِساء الكوْنِ.. يكْفي هذِه الأنْثى ما لَحقَ بِها ثَناءً لتَبْقى خالدَةً على مَرّ الشّعورِ ..وأمّا اسْتخْدامُ صيغَةِ المَفْعولِ المُطلَقِ الغائِبِ فعْلاً والمُقَدَّرِ ..فهُو الاسْتدراكُ المُجنَّحُ في سَماءِ النّصّ .. والسّؤالُ الذي ورَدَ على صيغَةِ الدّهشةِ والتّعَجّبِ مُسْتبْعدةً النّفْيَ .. فهلْ طيبُ النّساءِ يُصيبُ عَبْداً؟؟ لهُوَ الأحَبُّ للشّعْرِ...
والعوْدةُ لكُلّيةِ النّصِّ منْ حيثُ الأسْلوبِ .. نجِدهُ خالِياً إلاّ منْ وقفَةٍ واحدةٍ جاءتْ بأسْلوبٍ إنْشائيٍّ والسّمةُ الواضِحةُ عليهِ السّرديةُ بضميرِ المُتكلّم ...وأمّا الأخْيلةُ .. فلا شكّ أنّ الشّاعرَ مُجتهدٌ برْسمِ الصّورةِ يشْتغلُ عليْها بحرْفةِ قلَمٍ وفْطرةِ إنْسانٍ ريفِيِّ المَشاعِرِ .. لمْ تُغيّرْهُ عوْلَمَةُ المَعاني.. وإنّما بَقيَ للأصالَةِ منْبَراً ..يَذودُ بما لدَيْهِ منْ حَميةٍ أدَبيةٍ ونخْوةِ البَداوةِ عمّا تَوارثَهُ عبْرَ تَجْربَتِهِ الذّاتيةِ...
وأَخيراً :
لنَرى منْ خِلالِ ألْوانِ السّردِ لقَطاتٍ خَياليَةٍ تَسيرُ وِفْقَ الدّفْقاتِ الشّعورِيةِ لتَبْني النّصّ صورَةً فوْق صورَة دونَ خلَلٍ أوْ انْفلاتِ الخَيالِ في فَضاءاتٍ نفْسيَةٍ أخْرى...
وقبْلَ وضْعِ نُقْطةٍ في آخِرِ الإعْجابِ .. أعَبّرُ عنْ شُكْري بشُكْرِ لكَ يالخطيبُ .. وعُذراً أضَعُهُ بينَ أيْدي الرّجاءِ .. فما قدّمتُهُ هو حالةُ تأثُّرٍ بالنّصّ لا تمُتّ لأيّ قِراءةٍ بوَشيجَةِ حَرْفٍ وإنّما جاءَتْ عفْوَ اليَراعِ...
تحيتي
خضراء الرّوح..هـدى


حجبتُ النورَ ليلاً وارتجفتُ = كما الأوتارُ يثنيها الكلامُ
وبعتُ نخاسة الأشياءِ عصراً = فألقتني إلى البوحِ الرئامُ
أنا مثلي رأيتُ النصَّ عجزاً = يواري حسنَهُ الولدُ الغلامُ
فقلتُ أجيءُ بالممشى سكوناً = وأهزأُ بالردى، ليرى الحمامُ
جناح العمر مقصوفاً بكفّي = ويكفي أنَّ منسأتي الغمامُ
فجاءتْ ترقمُ المعنى ضفافاً = ويبري روحها العمرُ المدامُ
وتجلبُ من حواسِ القهر ضلعاً = سما فيهِ المُولّهُ والإمامُ
وتفرشُ عنبرَ الرؤيا خيالاً = تقاصفَ عن يديه الإنسجامُ
ففي طرْفِ القصيدةِ حالمات = أجزنَ العمرَ، فاشتبكَ الخصام
مع المولى، ولا مولى لروحي = سوى هجري إذا بزغَ الفطامُ
وفي متنِ الحوارِ سكنتُ قهراً = وأشعلني على الفقدِ الأوامُ
وحيدَ الشمسِ، أطهو بعض حرفي = فيغزلُ إصبعيهِ قُبيلَ ناموا
على حرثِ الجوى، ويراقُ صدّي = ويُنهرُ من طلاوتهِ الختامُ
فحلّتْ لُغزَ محراثي، وعلّتْ = شهودَ السّرد، فانفطرَ الظلامُ
وجاءتْ بالزمان كفيلَ بحرٍ = وألقتْ نحرها، فبدا الكلامُ
على جسر الوصولِ نميرَ سيلٍ = تفاوضهً القبائلُ والعوامُ
ويركضُ مُشرقاً خلفي جلالٌ = يُجلُّ الحرفَ إذ تُبرى السّهامُ
لها في باعِ ديواني وجودٌ = يقامرُ في منازلهِ الرّهامُ
يلامُ المرءُ إذ يمشي بعيداً = ويُنسخُ عن محاسنهِ القتامُ
لهذا الحرفِ أستجدي حياةً = وأرضى أن تجاسرني الجسامُ
ليبقى البحرُ في أمواجِ خيلٍ = يخبُّ على الحقيقةِ، والسّلامُ

الأخت الشاعرة الكبيرة هدى عبد الرحمان
كنتُ أودُّ أن أثني شكري بشكر في نثرية خشيت أن لا تطال هرم حرفك، فقصرتُ نفسي على أبيات متواضعة، هي بمثابة شكر وعرفان على هذه القدرة الخارقة في استجلاء النص ومسالكه، فاقبلي مني هذا التشظي أمام سمو حرفك الذي سيبقى قريناً محبباً وقريباً من نفسي.
ووالله أنك أتيت على كبد النص، ولم تزيحي قيد أنملة عن مواضع المعنى، وحرارة التجربة وقسوتها
أحييك بألق الحرف الذي يسكنك
مودتي التي لا تنتهي

حكمت نوايسة
13/10/2009, 07:32 PM
بديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــعة
جديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــدة

أحمد نمر الخطيب
14/10/2009, 04:57 PM
بديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــعة
جديـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــدة

أخي حكمت
ألف شكر
على المرور المعطر بالمودة
ومودتي

محمد نادر فرج
14/10/2009, 10:44 PM
لا يسعني إلا الصمت مندهشا لروعة ما أقرأ

شكرا لك ايها الشاعر النبيل

تقبل خالص المودة والحب

أبو همام

أحمد نمر الخطيب
16/10/2009, 08:39 PM
لهذه الرؤيا وجوب التثبيت والصدارة لكي يقرأها كل رواد الفصيح ولينهلوا من هذا النبع الصافي من سحر البلاغة والنقد.. أيتها الشاعرة القديرة..
لك فائض المودة والتقدير
وللخطيب خالص الشكر والمودة

الأخت الشاعرة الكبيرة منى الحاج
لا حرمني الله
من هذا التواجد الراقي
والذي يضاف إلى رصيد حرفك في ذاكرتي
مع المودة

أحمد نمر الخطيب
16/10/2009, 08:40 PM
لا يسعني إلا الصمت مندهشا لروعة ما أقرأ
شكرا لك ايها الشاعر النبيل
تقبل خالص المودة والحب
أبو همام

الأخ الشاعر الجميل محمد فرج
سعدت بهذا التواجد
وهذا الألق الذي أضاء متصفحي
ألف شكر
مع المحبة

محمود فرحان حمادي
17/10/2009, 07:13 PM
ولدتُ لعامِ قهرٍ،
فاستعدَّا
أبي أمّي،
وصرتُ الآنَ جدّا
أبيحُ جنائني من غير والٍ
وأحملُ قِربة الآلام فردا
يُطيِّرني الزمانُ وقد تهادى
على رمل الخطى،
فأرومُ صدّا
وأَنهى سكرتي عن سَكبِ جرحي
وأقطعُ شارعَ النسيانِ بُعدا
أنا نسلُ الهواءِ، كما أراني
أقارعُ في الحياةِ هوًى ولحدا
فيضنيني سؤاليَ عن طريقي
ويضنيني طريقي حين أهدا
تمرُّ غزالةٌ وأنا مُدانٌ
فقد مرّتْ،
وألقتْ قبلُ عِقدا
فحارتْ رُكبتي بالعَدْوِ،
لكنْ
جرى في خافقي السّرحانُ سدّا
فقلتُ شبيهُ مَنْ: قالتْ سؤالٌ
يرمّمُ في الحشا للحبِ وجدا
فقلتُ بثينةٌ
قالتْ تذكرْ
غفا فيكَ الزمانُ وقد تبدّى
على الجدرانِ قوسُ الريحِ يوماً
وسحَّ على الثرى خوفاً وجهَدا
وغبَّ الشوقُ من كأس التمنّي
وكان السيّفُ يقطعُ فيك غِمدا
فقلتُ جميلةٌ
فدنا حواري
من العينينِ حين البرقُ عدّا
نِصابَ الشمس من غيمٍ رقيقٍ
أطاح بغايتي في الطينِ شدّا
فقلتُ سلافةٌ
قالت رياحي
جفتْ أهلي فنمتُ وضِعتُ قَصدا
على ريقِ الجمالِ،
وقد حباني
جمالي،
فاحتملتُ الموتَ وِرْدا
فقلتُ خديجةٌ
قالتْ خداجٌ
نبا التكويرُ فيهِ فصار وعدا
فألقمتُ الفِراخَ ضميرَ صدرٍ
وهيّأتُ الصّدى حرّاً وبردا
فقلتُ جَهِدتُ
جَهدِيَ في مقامي
أنا أعشى،
أُعاني القهرَ جَلدا
وأدفنُ صورتي،
وأرى ملاذي
دُجى الأحلامِ،
لستُ الآنَ نِدا
أنامُ معاقراً،
والشيبُ مُهري
بياضَ دفاتري رقْماً وعدّا
فصكّتْ ثغرَها طيباً وقالتْ
هو الميراثُ،
في الأيام أكدى
ولكنْ شاقني للأمسِ طيرٌ
هنا في بارج الأيامِ حمدا
فقلتُ سلامُ ميراثي وجودي
يهيّئ للخفا الأنفاسَ
... سعدا
وبِرُّ قَوامتي في ثوبِ طُهرٍ
أتى من حيثُ إيقاعي تردّى
جفا قلبي حريرُ الحلمِ سُهداً
فقلتُ السُّهدُ جافاني وأسدى
ليَ الأشعارَ لا تبلى،
ولكنْ
أقاضي ما استُبيحَ
وما استَجدا
هنا بلغَ المُرامُ صقيعَ نفسي
وعاينَ في السكوتِ العيشَ رغدا
وذوّبني على خط انفصالي
وهمسُ الشوقِ ترياقٌ
وأندى
فقلتُ لعلَّها مثلي، فقالت:
أنا روحي فرشتُ الرمش مَدا
لتحيا،
في كلامِ الشعرِ دهراً
وتحمي من نعاس العمرِ قَدّا
فجاشتْ في ضلوع البحرِ عينٌ
وجاءت مع لفيفِ الطير وفدا
إلى امرأةٍ أعادتْ حسَّ نبضي
فقلتُ وضعتُ للميزانِ حدّا
فذكّرني الصّفا رَحْلي
وحِلّي
وإطراقي،
إذا ما رُمتُ سُهدا
شمائلُها نساءُ الكونِ،
عُذراً
فهل طيبُ النساءِ يُصيبُ عبدا

الاستاذ الأديب والشاعر الأريب أحمد نمر الخطيب
في حرفك تتعانق الروعة والبهاء
خيال واسع طيّع ومفردة رصينة بهية
بورك شموخ الحرف
تقبل مروري وإعجابي
لك مني تحية ود

أحمد نمر الخطيب
18/10/2009, 05:42 PM
الاستاذ الأديب والشاعر الأريب أحمد نمر الخطيب
في حرفك تتعانق الروعة والبهاء
خيال واسع طيّع ومفردة رصينة بهية
بورك شموخ الحرف
تقبل مروري وإعجابي
لك مني تحية ود

الأخ الشاعر الراعئ محمود حمادي
ألف شكر لهذا المرور العذب
والبهي
مع المحبة
أيها الجميل