الكلمة السلحفاة

[نصير الياس]

الطريق طويل والكلمات صغار سلاحف ينتظرها على ساحل تمساح جائع لا يعرف الشبع يسرطها مثل افعى بالرغم من أنيابه الرطبة دائما .
قالت كلمة وقد هربت من منقار لقلق مغرور :
- الغريب في الأمر هو إني سأعود ذات يوم وأقدم صغاري قربانا لأفواه التماسيح ومناقير اللقالق المتهورة وقد نسيت كل ما لاقيته من مأساة العودة من دون أم طيبة ترشدني أو يأخذ بيدي أب حنون .
وقالت أخرى لفضها تمساح صغير خيل له ان باستطاعته اكل السلاحف دون انتظار :
- بل العجيب إننا ندفن في الرمال خوفا من افتراس النسور ونترك دون رحمة للزواحف الكبيرة الطافية ، أظنني حين أعود ساترك صغاري تحلق صوب السفوح ثم قالت اعتقد ان أمي قالت ذلك و ولكنها نسيت وكذلك سوف أنسى.
أما تلك التي جاءت دون أن يعترضها احد ودون ان تدري لماذا ، قالت :
- إن العجب كل العجب ... نجاة بعضنا من كل تلك الأفواه التي تخشى ان لا تشبع


نصير الياس