المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قطوف من موازين النور: من الشعاعات/حازم ناظم فاضل



حازم ناظم فاضل
29/09/2009, 11:31 PM
قطوف من موازين النور اخترتها من كليات رسائل النور لبديع الزمان سعيد النورسي ، ترجمة : احسان قاسم الصالحي :

(3) قطوف من موازين النور: من الشعاعات / ترجمة :احسان قاسم الصالحي


 إن الشرك يحمل ظلماً فاضحاً، لأنه جريمة عظيمة نكراء لتعديه على حقوق كل مخلوق وإهانته لشرفه وكرامته ولا يطهر هذه الجريمة، جريمة الشرك إلا نار جهنم .
 إن اخصب مرتع للفكر الفوضوي الإرهابي هو الأماكن المزدحمة بالمظلومين، والقبائل البعيدة عن الحضارة وعن الحكومة والدولة ،التي اعتادت النهب والإغارة .
 لا قيمة للنفي في المسائل العامة أمام الإثبات، فحكمه ضعيف وهزيل .
 لا يؤخذ بكلام من هم خارج إطار علم أو صنعة في مسالة من مسائلهما ، دارت حولها المناقشة ،حتى لو كانوا عظماء وعلماء وصناعاً مهرة في اختصاصاتهم . ولا يؤخذ حكمهم حجة في تلك المسالة ، ولا يدخلون ضمن إجماع علماء ذلك الضرب من العلم .
 إن الذي برأ الوجود معجزة ، وملأه بمعجزاته الباهرة لتفصح عنه وجعلها ألسنة ناطقة بكمالاته، لابد انه سيعرّف ذاته أيضاً بكلامه هو .
 كما أن المعدة تطلب رزقاً، فالقلب والروح والعقل والعين والأذن والفم وأمثالها من لطائف الإنسان ومشاعره هي الأخرى تطلب رزقها من الرزاق الرحيم، وتأخذه منه بكل شكر وامتنان فيهب سبحانه لكل منها من خزائن رحمته، رزقها الذي يناسبها وترضى به وتلتذ .
 ما دام الموت لا يُقتل، وباب القبر لا يُغلق، فإن اعظم ما سيشغل بال الإنسان ويشكل اكبر معضلة له هو النجاة من يد جلاد الموت هذا والخلاص من سجن القبر المنفرد .
 إن الشباب ذاهب وآفل، وسيزول لا محالة، إذ كما أن الصيف يخلفه الخريف والشتاء، والنهار يعقبه المساء والليل، فالشباب كذلك سيتحول إلى مشيب، وإلى الموت بمثل هذه الحقيقة المحتمة .
 إن كل إنسان لأجل أن تخلد أعماله الطيبة، وتبقى كلماته القيمة، يسعى للحفاظ عليها وصيانتها من الضياع سواء عن طريق الكتابة أو الشعر ،أو حتى بالشريط السينمائي ،وبخاصة إذا كان لتلك الأعمال ثمراتها الباقية في الجنة فيشتاق إلى حفظها اكثر .
 إن الدين ليس عبارة عن الإيمان فقط ، بل العمل الصالح أيضاً هو الجزء الثاني من الدين .
 إننا بعون الله تعالى وبالقوة التي نستمدها من القرآن الكريم لن نترك الميدان ولن نهرب ولو أقاموا الدنيا بأجمعها ضدنا .
 اعلموا يا إخواني إن أهم أساس لقوتنا ونقطة استنادنا هي : التساند . وإياكم النظر إلى تقصيرات بعضكم البعض، مما يولده الانفعال في الأعصاب من جراء هذه المصائب .
 اعلموا أن الشكوى اعتراض على القدر والشكر تسليم له .
 إن إحساناً إلهياً مهما هو عدم إحساس من لم يدع أنانيته بإحسانه ، كيلا يصيبه الغرور والعجب .
 اخوتي ‍ إن غروراً رهيباً ناشئاً من الغفلة وحب الدنيا ، يجري حكمه في هذا الزمان ، فعلى أهل الحق ترك الغرور والأنانية وقصد المنافع حتى لو كان في طريق مشروع أيضاً .
 فالفضل والسبق إذاً هو : أن لا يترك الطالب أخاه عندما يراه مبتلىً بفساد ، بل يزيد اخوته معه، ويسعى لإصلاحه فهذا هو شأن الأوفياء الصادقين .
 إياكم والمراء ، احذروا المناقشة . فالآذان المتجسسة تستفيد منها ،إذ مهما يكن المناقش فهو على باطل في وضعنا الحالي ، سواء أكان محقاً أم لا إذ ربما يلحق بنا ضرراً جسيماً في حين ليس له إلا النزر اليسير من الحق .
 انه لا يشاهد في التاريخ من يتحمل في سبيل الحق اقل المشاق وينال اعظم الثواب مثل طلاب رسائل النور فمهما تحملنا من مشاق فهي زهيدة أيضاً .
 القلق يضاعف المصيبة ويكوّن جذراً في القلب لتستقر عليه المصيبة المادية فضلاً عن أنه يومئ ويشم منه نوع من الاعتراض والنقد تجاه القدر الإلهي وهو نوع من الاتهام تجاه الرحمة الإلهية .
 إن الكشف والكرامة والأذواق والأنوار التي تعتبر في نظر العوام مدار الكمالات لا يكون قطعاً محكاً ولا مداراً لتلك المقامات والقيمة المعنوية .
 يا اخوتي : تأملوا جيداً وراقبوا أنفسكم لئلا تخدعكم نفوسكم الأمارة بالسوء من زاوية قياس الآخرين بالنفس ، ومن حيث سوء الظن بالآخرين ، ولا تساوركم الشبهة في أن رسائل النور لا تربي طلابها .
 إن مسلكنا هو ترك الأنانية والغرور والالتزام بالأخوة لذا فلا شطحات تنم بالغرور عندنا .
 في زمن عجيب كزماننا هذا ،لابد من تطبيق خمسة أسس ثابتة ،حتى يمكن إنقاذ البلاد وإنقاذ الحياة الاجتماعية لأبنائها من الفوضى والانقسام . هذه المبادئ هي : الاحترام المتبادل، الشفقة والرحمة، الابتعاد عن الحرام، الحفاظ على الأمن، نبذ الفوضى والغوغائية ، والدخول في الطاعة .
 ألا فلتعلموا جيداً بأنه لو كان لي من الرؤوس بعدد ما في رأسي من الشعر ،وفصل كل يوم واحد منها عن جسدي ،فلن احني هذا الرأس الذي نذرته للحقائق القرآنية أمام الزندقة والكفر المطلق ،ولن أتخلى بحال من الأحوال عن هذه الخدمة الإيمانية النورية ،ولا يسعني التخلي عنها .
 إن القرآن الحكيم بمثابة عقل الأرض وفكرها الثاقب فلو خرج القرآن - والعياذ بالله - من هذه الأرض لجنت الأرض ، وليس ببعيد أن تنطح رأسها الذي اصبح خالياً من العقل بإحدى السيارات وتتسبب في حدوث قيامة .
 لقد قررت أن اقبل - في ضوء مسلكي الحالي - أي أذى وأية إهانة وأي عذاب وأي عقاب موجه إلى شخصي بشرط ألاّ يأتي ضرر إلى رسائل النور وإلى طلابها بسببي ففي هذا ثواب لي في الآخرة وهو وسيلة لإنقاذي وخلاصي من شرور نفسي الأمارة بالسوء .
 إن رسائل النور من نوع الصدقة المقبولة التي تكون وسيلة لدفع المصائب ، فمتى ما هوجمت تجد المصائب الفرصة سانحة أمامها فتنزل، وأحياناً تغضب الأرض بالزلازل
 مع أنني شخص مقصر، فقد نذرت كل حياتي في سبيل سعادة هذه الأمة وفي سبيل إنقاذ إيمانها، ولقد سعيت بكل جهدي للعمل برسائل النور لكي أضحى بنفسي في سبيل حقيقة افتدتها ألوف الأنفس، وهي الحقيقة القرآنية واستطعت بتوفيق من الله تعالى وفضل منه أن أتحمل شتى ضروب التعذيب ، فلم أتقهقر ولم انسحب .
 إن اكبر مسالة بعد مسالة الإيمان هي الصلاة ، ومن لا يصلي يعد خائناً وحكم الخائن مردود .
 إن وضعنا الحاضر كله جد لا هزل فيه . ومع هذا فلا تضطربوا قطعاً واعلموا أننا تحت رعاية العناية الإلهية وقد عزمنا على مجابهة المشقات بالصبر الجميل بل بالشكر العظيم لله . فنحن مكلفون بالشكر لان درهماً من التعب والمشقة يورث طناً من الثواب والرحمة .
 إن أنجع علاج في هذه الدنيا ،لا سيما في هذا الزمان، وبخاصة للمبتلين بالمصائب ، ولطلاب النور الذين انتابهم ضجر شديد ويأس قاتم هو : تسلية أحدهم الآخر وإدخال السرور في قلبه ،وإمداد قوته المعنوية وضماد جراحات الضيق والحزن والسأم ، وتلطيف قلبه المغموم ،كأخ حقيقي مضح . إذ الاخوة الحقة والأخروية التي تربطهم لا تتحمل التحيز والإغاظة .
 فحذار .. حذار وإياكم أن تهتز تلك المحبة الصميمية الصادقة التي ربطت قلوبكم ،إذ إن اهتزازاً طفيفاً في الاخوة والمحبة بقدر ذرة واحدة تضرنا أيما ضرر .
 وحيث إن امتحان الدنيا عابر ويمضي، ويسلم لنا ثوابه وثمراته، فعلينا الاطمئنان إلى العناية الإلهية شاكرين ربنا من خلال الصبر .
 اصلحوا فوراً الجفاء الموجود فيما بينكم . حذار .. حذار من هذا .. لان انحرافاً ولو طفيفاً جداً يلحق بدائرة النور ضرراً أيما ضرر..
 قررت ألا انظر إلى تقصير أي منكم رغم أنني أقاسي - في سبيل الحفاظ على مشاعركم - المتاعب والمضايقات اكثر منكم بعشر مرات، فاطلب منكم باسم أستاذنا الشخص المعنوي لطلاب النور، ترك الأنانية وعدم الأخذ بها محقاً كان المرء أم غير محق .