المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : انها هي !



هانى عادل
30/01/2007, 02:35 PM
إنهـا هـــي !

قرر إبليس يوما أن ينزل الأرض .. فتلبس جسدها .. و لكنه لم يتحمل فخرج و عاد من حيث أتى.

إنها هي .. تلك التي حين تتحرك يتوقف العالم كله من حولها . وحين تضحك تندفع الدماء في عروق الرجال ثائرة تطالب بها . و حين تشير نحو شئ وكأن جاذبية الأرض بيدها .. فلا تمر ثانية و يكون لها . بعيونها الزرقاء بوابة إلى جحيم تتمنى لو تدخله و تبقى فيه إلى الأبد . وبخيوط شعرها الأسود الناعم تتعلق أحلام الرجال حين تمنحهم نظرة ..وما تلبث أن تسقط حين تدير وجهها لآخر.

إنها تلك الشهوة الهستيرية المتحركة بين جوانح قلوب الرجال و على ألسنة غيرة النساء . لا تحاول أن تقترب منها .. هذا تحذير ستنساه بالتأكيد بمجرد أن تراها لذا فلن أقوله لك . سأكتفي بأن أتركك لها و لمصيرك عسى ألا يكون ألمك مثله قاتلا . حين كان في غرفتها تحت أقدامها على الأرض .. و لكنها ما لبثت أن دفعته بحذائها ليندفع بعنف بعيدا عنها و يسقط بجواره تفاحه سحب من قلبها سكينة و اقترب منها يتطاير الشرر من عينة . لم تكن تلك نظرته حين كان يدور حول سور قصرها مع من يدورون حوله ليل نهار .. منتظرين أن تنفتح أبوابه لهم و معه قلب صاحبته .

و من حسن حظه -أو ربما من سوءه- فتحت أبوابه العملاقة بينما كان هو أمامه فدخل مع من اندفعوا كأمواج بحر هائج . مسرعين في سباقهم في هذا الطريق الطويل المتراصة على جوانبه تلك الأشجار كأنها وحوش أو مسخ تحجرت مع الزمن من طول سكونها أو ربما انتظارها هي الأخرى كي يأتي عليها الدور . انطلق الجميع تتقطع أنفاسهم .. فيقع من يقع فيدهسه الباقون أو يسقط من فرط التعب فتنشق الأرض و تبتلعه و ما تلبث أن تعود في لحظة كما كانت .

كان أول المتسابقين الذي وصلوا أمامها وكانت جائزته أن يطبع على أظافر يدها الحديدية المتوحشة مغمضا عينية قبله .. و قبل أن يفتحها كانت قد اختفت وكأنها سراب . ليصعد بعدها السلم في خطوات ثابتة تختفي خلفه درجاته واحدة تلو الأخرى متجها نحو أبواب القصر الضخمة الذهبية تحت عيونهم .. عيون كل هؤلاء المهزومين الحاسدين الذي تراجعوا في خيبه أمل . ليعودوا من البداية يدوروا و يلفوا حول أسوار القصر .

بينما هو بين المئات من وصيفاتها وخدامها وتلك الأشجار العالية التي تظهر وكأنها تحاول في يأس أن تطول سقف القصر . عالم وجد نفسه فيه كأنه الحلم . ولكن الحلم الحقيقي كانت وهي قادمة من بعيد بردائها الأحمر تجر خلفها ذيله الذي لم يتبين نهايته . واقتربت منه في خيلاء بينما يفسح لها الجميع الطريق في انبهار . يراها بعين الوهم وهي معه .. هو وحده يطفئون لهيب الشوق . و لكنها أيقظته حين احتضنته بعنف وقبلته قبله طويلة متوحشة . انخفض وزنة على أثرها في لحظات وأصبح كهيكل عظمي داخل حلته الأنيقة التي أصبحت واسعة فضفاضة . لم يشعر بما حدث له إلا بعد أن تركته وابتعدت تاركه إياه بين ضحكات من حوله وسخريتهم منه و مما حدث له . غضب حين انتبه و أسرع خلف طرف ثوبها يتتبعه . ليجدها في النهاية في غرفة منعزلة جالسه فوق سرير من ماء عجيب لا يبلل ملابسها . اقترب منها باحثا عن تحقيق حلمه .. ولكنها أوقفته بإشارة من يدها و أشارت نحو حذائها .

تردد دهرا .. ولكنه في النهاية نزل تحت أقدامها جالسا على الأرض .. و ما لبثت أن دفعته بحذائها ليندفع بعنف بعيدا عنها و يسقط بجواره تلك التفاحة ليسحب من قلبها في آلية سكينة و يقترب منها يتطاير الشرر من عينة . بينما هي بكل ثقة تنظر له في ثبات لا يهتز لها رمش .. وما لبث أن أمسك بساقها و دس السكينة في ..
..رباط حذائها الذي أبى أن ينفك . و خلعه عنها بينما ظل هو تحت أقدامها يمسح عنها الألم في رقة . متذكرا كيف لم يكسرها حين تلبس جسدها .. فقرر أن يأتي لها رجلا ..
و لكن ها هو ذا .