المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دعوة للمأدبة السنوية للشيخ إبراهيم المتبولى فوق سد ذى القرنين



إبراهيم كامل
01/10/2009, 04:05 AM
المأدبة السنوية للشيخ إبراهيم المتبولى فوق سد ذى القرنين

ذكر الشيخ عبدالوهاب الشعرانى فى كتابه " الطبقات الكبرى " أنه سمع الشيخ " عبدالقادر الدشطوطى " ( ت حوالى 930هـ ) يقول : " ليس أحد من أولياء الله له سماط يمد كل سنة فوق سد الإسكندر ذى القرنين غير سيدى إبراهيم المتبولى رضى الله عنه ، ولا يتخلف أحد من الأنبياء والأولياء عن حضوره ، فيجلس النبى صلى الله عليه وسلم فى صدر السماط والأنبياء يميناً وشمالاً على تفاوت درجاتهم وكذلك الأولياء ، ونقباء ذلك السماط " المقداد بن الأسود " رضى الله عنه و" أبو هريرة " رضى الله عنه وجماعة آخرون ، وقال الشيخ الدشطوطى وقد حضرته سنين " وسد الأسكندر ذى القرنين الذى يمد فوقه الشيخ إبراهيم المتبولى سماطه كل عام ورد ذكره فى القرآن الكريم وبناه " ذو القرنين " ليوقف تدفق " يأجوج ومأجوج " ، قال تعالى : " قالوا ياذا القرنين إن يأجوج ومأجوج مفسدون فى الأرض فهل نجعل لك خرجاً على أن تجعل بيننا وبينهم سداً " ( سورة الكهف، الآية:94).

وذو القرنين من الأعلام التى ورد ذكرها فى القرآن الكريم بسورة الكهف ، ويشار فيها إلى أنه رجل منحه الله القوة والوسيلة ، وأجمع المفسرون على أن ذا القرنين هو الأسكندر الأكبر المقدونى لأنه بلغ فى فتوحاته مطلعى الشمس (أى قرنيها)، وإن كان الثعلبى صاحب كتاب " قصص الأنبياء المسمى بعرائس المجالس " يضيف أن نسب " ذى القرنين " ينتهى إلى العيص بن إسحاق بن إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام ، وأن البعض زعم أنه أخو " دارا الأصغر " مما يجعله فارسياً ويرى آخرون أنه " قورش " نشأ فى بلاد الفرس ، وكان رجلاً صالحاً ، أو نبياً من أنبياء الله ، كما كان قائداً حربياً مظفراً على ما يذهب إليه بعض الثقات من المؤرخين ، ودليلهم على ذلك آيات من سورة الكهف : " ويسألونك عن ذى القرنين قل سأتلوا عليكم منه ذكراً الأيات إلى قوله تعالى .." وتركنا بعضهم يومئذ يموج فى بعض " .

أما " يأجوج ومأجوج " فقد ورد ذكرهما فى القرآن الكريم فى سورة الكهف ، ويرى البعض أنهما شعبان بدائيان من الشعوب القديمة ،وكانا يسكنان السهول الشمالية الشرقية للعالم القديم ، هاجرت منها جماعات إلى الجنوب كان لها خطرها مما دفع بذى القرنين إلى بناء سد حديدى ليوقف تدفقهم . ويقول البعض إن يأجوج ومأجوج يراد بهما أهل الصين ، ويقول بعض المفسرين إن يأجوج ومأجوج يحفرون كل ليلة تحت هذا السد ولكن قبل أن يشرق الصباح يعود كل شئ كما كان، ومن الملاحظ أن سورة الكهف تقرأ فى المساجد قبل خطبة الجمعة ، وقد ارتبط ذلك فى أذهان العوام بخرافة مفادها أن يأجوج ومأجوج يلحسون سد ذى القرنين بألسنتهم طوال أيام الأسبوع ويوشكون أن ينقضوه ، ولكن عندما تقرأسورة الكهف يوم الجمعة يعود السد كما كان . وقد عرف الإمام البيضاوى فى تفسيره "أنوار التتريل وأسرار التأويل " يأجوج ومأجوج بأنهما قبيلتان من ولد " يافث بن نوح " ، وقيل يأجوج من الترك ومأجوج من الجبل ، أما " فردينان توتل " فيعرف يأجوج ومأجوج (gog et magog) فى " المنجد " بأنهما العدوان اللذان يهاجمان أتباع المسيح فى آخر الزمان على ما ذكرت أسفار الكتاب المقدس ، ويذكر أن سد يأجوج ومأجوج على الأرجح هو حائط الصين الكبير .

أما الإمام الدميرى فقد صنف يأجوج ومأجوج ضمن الحيوان ، وخصهم فى كتابه " حياة الحيوان الكبرى " بعدد من الصفحات ، ولعل أهم ما ذكره حديث " زينب بنت جحش " الذى رواه الجماعة إلا " أبا داود " أنها قالت : " خرج رسول الله (ًص) يوماً فزعاً محمراً وجهه الشريف يقول : لا إله إلا الله ، ويل للعرب من شر قد اقترب ، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه " وحلق بأصبعيه الإبهام والتى تليها . قالت فقلت : يارسول لله أنهلك وفينا الصالحون ؟ " قال : " نعم إذا كثر الخبث " كما ذكر الإمام الدميرى ما رواه "البزار" من حديث " يوسف بن مريم الحنفى " عن الرجل الذى أتى النبى (ص) فأخبره أنه رأى الردم (سد ذى القرنين) ، وبعد أن وصف الردم للنبى (ص) ، قال (ص) : " من سره أن ينظر إلى رجل قد أتى الردم فلينظر إلى هذا " .

وإذا سلمنا جدلاً أن سماط الشيخ إبراهيم المتبولى يمد كل سنة فوق سد ذى القرنين ويحضره الأنبياء والأولياء ... فلعل ذلك كرامة منحت للمتبولى لرأب ما يفتح من السد .