المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مناسك الحج والعمرة رموز كونية / دراسة للعرابلي



فيصل العواضي
02/10/2009, 08:16 PM
سؤال عاجل
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذي الكريم وبارك الله لك في وقتك
هل هناك ابحاث منشورة عن موضوع مناسك الحج ايات كونية الذي تحدثنا عنه مالم ارجو ان ترسل لي اي نبذة عن الموضوع على ايميلي
ادامك الله
فيصل العواضي

أبو مسلم العرابلي
03/10/2009, 04:18 AM
وعليكم السلام ورحم الله وبركاته
أخي الكريم الفاضل فيصل العواضي
بارك الله فيكم وزادكم الله من فضله وعلمه
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16023.imgcache.jpg
مناسك الحج رموز كونية؛ تبينها آية في سورة المائدة ؛
يقول الله تعالى: (جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) المائدة.
هذه الآية تدل على أن كل ما في مناسك الحج وشاملة على مناسك العمرة كذلك؛ قد شرعت لتدل على آيات الله في السموات والأرض، وتشمل حياة الإنسان؛
ما معنى الحج لغة ودلالته ؟
وما معنى العمرة لغة ودلالتها؟
اختيار مكان الكعبة بواد غير ذي زرع
أبعاد مواقيت الحج المكانية وتوزيعها حول الحرم
سبب تسمية الكعبة بالكعبة
سبب تسمية مكة بمكة
سبب تسمية مكة ببكة
وكذلك ....سسب تسمية ؛
الصفا
المروة
منى
عرفات
المزدلة
وادي محسر
ووادي عرنة
دلالة الهدي
القلائد
الجمار
دلالة لباس الإحرام للرجل والمرأة
المحذورات
الطواف حول الكعبة
السعي سبعة أشواط بين الصفا والمرة
ما علاقة كل ذلك وغيره من أفعال الحج أو العمرة بالسموات والأرض، وحياة الإنسان في الدنيا والآخرة ؟
الموضوع طويل ...
والأبواب كثيرة .....
وقد ألقيت ثلاثة محاضرات أخذت مني أكثر من خمس ساعات لبيان ذلك
وموسم الحج على الأبواب .....
والحديث على مناسك الحج يناسب هذه الأيام التي تسبق الحج
وإن شاء الله تعالى سيكون هناك شرح لذلك قريبًا
عن الرحلة في الكون في مناسك الحج.
مع الشكوى لله من كثرة المشاغل في هذا الصيف التي لم تنته بعد

أبو مسلم العرابلي
26/10/2009, 01:25 PM
الحج أَحد أَرْكان الإسْلام الخَمسة.


http://www.wata.cc/forums/imgcache/16026.imgcache.jpg
وهو القَصْد في أَشْهُرٍ معْلُومات إلى البيْت الحرام للنُّسك والعِبادة بالأَعمال المشروعة فرضاً وسنَّة;
والمعنى الاصطلاحي يجب أن يبنى في دلالته على المعنى اللغوي، ويعتمد عليه؛
فالحج من مادة "حجج" وهي مادة مستعملة في الخروج من شيء للدخول في غيره،
وهي مبنية في الأصل على الحروف المكونة منها؛ والتي قد اختيرت لتمثيل استعمالها،
وتم ترتيبها، واجتماعها بهذا الترتيب.
والحج من معاني حروفه جذره (حجج) لأجل بيان أوضح لاستعمال هذا الجذر:
فحاء الانفراد تفيد؛ الخروج عن البلد وساكنيه بقصد الحج.
وجيم الإلحاق الأولى (المحصورة) تفيد؛ الالتحاق بجمع من أهل البلد الخارجين لنفسد القصد.
وجيم الإلحاق الأخيرة تفيد؛ الالتحاق بجموع تلو جموع إلى أن تجتمع جموع الحجاج في عرفات.
وهنا كان في الحج مفارقة للأهل والمسكن في جماعة من أهل البلد إلى البيت الحرام، لتلتحق بجماعة أكبر منها في الميقات، ثم في بيت الله الحرام، حتى يكون الجمع الأكبر يوم عرفه،
وفي الحج تصوير للخروج من الحياة الدنيا للفرد والجماعات من أماكن متفرقة وأزمنة متفاوتة ليجتمعوا جميعًا في مكان واحد في وقت واحد يوم القيامة.
والعمرة هي الحج الأصغر لأنها لا تؤدى في يوم واحد في زمن محدد يجتمع فيه كل المعتمرين كما في الحج الأكبر.
ولما كان في الحج لحاق بأمر عظيم عند الله تعالى يريد من الناس الوصول إليه، فجعل الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة؛ إذا أدى هذا المنسك كما ينبغي ويجب، من غير رفث ولا فسوق ولا جدال فيه.
والحج أمر يحب الله تعالى من عباده القيام به؛ لأن فيه تعظيم كبير لله تعالى، بما سنبينه في هذه السلسلة المباركة إن شاء الله تعالى. فجاءت صيغة الطلب صيغة فيها حض وعزيمة كبيرة على أداء هذا الفعل، وبيان حق لله على كل البشر، وسبيل للقربى من الله تعالى؛
قال تعالى : (وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ...) ،
ثم استأنف تعالى القول في الآية عن التاركين للحج، المنكرين نعمة الاستطاعة على أدائه؛
فقال تعالى: (وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (97) آل عمران .
وقرئ حَج البيت، وحِج البيت، وهما قراءتان متواترتان؛ فالحَجُّ حَجُّ البيْتِ ، أي أنك أتيت البيت،
والحِجُّ عَمَلُ السَّنَةِ؛ أي أنك أتيته هذه السنة.
وتقول : حَجَجْتُ فلاناً إِذا أَتَيْتَه مرَّة بعد مرة.
والمراد بالقراءتين والله تعالى أعلم: أن يجب عليك إتيان البيت متى كنت مستطيعًا،
ووجب عليك العجلة في إتيان البيت من غير تأجيل عندما تكون مستطيعًا.
ففي الحج مفارقة البيت والأهل والبلد طلبًا لرضا الله تعالى وتنفيذًا لأمره
ولا بد من أن يفارق كل إنسان يومًا أهله وبيته وبلده ليجتمع بعدها في جمع عظيم لا يغيب عنه أحد من العالمين.
ففي الحج صورة مصغرة لأمر عظيم جدًا

أبو مسلم العرابلي
26/10/2009, 01:40 PM
الكعبة بحجارتها السوداء ومركز المجرة

شمسنا التي تتبعها الأرض هي نجم من بين (2.42-10) مائة ألف مليون نجم في مجرة التبانة او اللبانة
سوى الكواكب التابعة لها والأقمار التابعة للكواكب، والمذنبات.
وقطر هذه المجرة مقدر بمائة ألف سنة ضوئية، وسماكتها بثلاثين ألف سنة ضوئية،
والشمس نحم متوسط فيها؛ فهناك من النجوم بمثل حجم الشمس، ومنها ما هو دونها، ومنها ما يكبرها بعشرات أو مئات الأضعاف في الحجم أو شدة الإضاءة.
الشمس تقع على بعد ثلاثين ألف سنة ضوئية من مركز المجرة،
ونسبة النجوم المضيئة في مركز المجرة؛ يقدر بمليونين نجم في مكعب طول ضلعه سنة ضوئة واحدة،
ونسبتها في موقع الشمس من المجرة بـ 0.003% ؛ أي ثلاث نجوم في مكعب طول ضلعة عشرة سنين ضوئية
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16027.imgcache.jpg
وهذه النجوم الثلاثة هي؛ الشمس، قنطورس يبعد 4.3 سنة ضوئية، والشعرى 8.6 سنة ضوئية مع فارق في بعض الكسور،
وعدد النجوم في نفس المكعب وعلى نفس التركيز في مركز المجرة يقدر بـ ملياري نجم بدلا من الثلاثة
فكيف ستكون إذن الحياة في الأرض ؟؟؟؟؟؟
نهار دائم وحرارة عالية جدًا ....
والذي يجعل هذه المجرة متماسة وجود أجرام خفية تسمى بالثقوب السوداء، مع تحفظي على صحة هذه التسمية
ويقدر عدد هذه الثقوب السوداء في المجرة بثلاثين ألف .. ويتركز جلها في مركز المجرة
وإذا رجعنا إلى آية (97) من السورة المائدة والتي تخبرنا بأن الله تعالى جعل الكعبة لنعلم ما في السموات ولأرض
- فإن الكعبة هي كذلك بناء من عدد كبير من الحجارة السوداء.
- وعزز هذه السواد بالحجر الأسود
- ثم عزز السواد بستائر الكعبة السوداء
- وأن الكعبة في بطن وادٍ؛ مما يعطي ظلمة أشد مما لو كانت في منطقة مكشوفة
- وأن هذه الظلمة تشتد لكونها بين جبال سوداء يقل انعكاس الضوء عنها
- وأنها بواد غير ذي زرع؛ فمنظر الوادي لا يغيره فصل الربيع بخضرة الأوراق وألوان الأزهار،
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16028.imgcache.jpg
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16029.imgcache.jpg
وكل ذلك ليكون تمثيل الكعبة في موقعها لمركز مجرة التبانة المبني من مجموعة كبيرة جدًا من الثقوب السوداء تمثيلاً دقيقًا،
وللمركز التي مثلته الكعبة تأثير كبير على حياة الإنسان من حيث يعلم لا يعلم، وهذا ما سنبينه إن شاء الله تعالى فيما بعد

أبو مسلم العرابلي
16/11/2009, 03:26 PM
وجاء تسمية المكان الذي فيه الكعبة؛ ببكة، ومكة، ليدلان على أمرين عظيمين
: فقال تعالى: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (96) آل عمران.
فبكة جاء اسمها من "البك"؛ وهو يفيد الازدحام؛ تباكَّ القوم: تزاحموا. وتباكَّ الشيءُ: إِذا تَراكَمَ وتَراكَبَ، لذلك قيل؛ أن تسمية مكة ببكة من ازدحام الحجاج في طوافهم حول الكعبة، والتسمية هي أسبق من هذا الازدحام،
فما تمثله الكعبة في المجرة موجود لمن أراد البحث عنه في وسط ازدحام النجوم في المجرة؛ أي في مركزها. ولما فرض الحج في وقت محدد يجتمع فيه الحجاج؛ تحقق هذا الازدحام ببكة حول الكعبة.
ووصف البيت بأنه أول بيت وضع للناس؛ أي أنه غير مسبوق في الوجود.
وما يمثله البيت في هذه المجرة التي نحن فيها؛ هو أول شيء فيها.
ووصفه بأنه بيت لبيان أنه الخارج منه يعود راجعًا إليه بعد أن ينهي تحوله عنه،
فمكة هي (أم القرى) في قوله تعالى: (لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (7) الشورى، أي كل القرى قد تولدت منها، وفي ذلك إشارة إلى أن أبا البشرية كلها هو أول من وُجد في هذه المنطقة من الأرض، لتنتشر ذريته بعده، وتسكن في كل نواحي الأرض، والذين هم الآن أهل القرى؛
وليس قبلها قرية في الجزيرة العربية استقرت بمكان غير ذي زرع فيه؛ فخزنت لأجل ذلك طعامها، وعملت بالتجارة لتجلب إليها ما تحتاجه؛ ليبقى لها وجودها ويستمر بقاؤهم فيها.
وهي التي يحدث فيها أكبر تجمع للبشر في مكان واحد كل عام، يقفون خلف إمام واحد، يتبعونه بأفعالهم، وليس فوقها أي قرية يحدث فيها ما يحدث في مكة المكرمة كل عام.
وفي ذلك أيضًا إشارة إلى أن ما في مجرتنا من هذا الأعداد الهائلة من النجوم قد تولدت من أصلها الذي يتمثل الآن بمركزها.
وقوله تعالى بأنه وضع البيت للناس؛ أي أن وضع البيت كان من الله ولم يضعه الناس، فالتكليف بسكنى المكان، وإقامة البيت فيه هو من الله تعالى، وكان بواد غير ذي زرع لا رغبة للناس بسكناه، لأمر يريده الله تعالى، ولا يعلم الحكمة من وضعه في هذا المكان إلا هو سبحانه وتعالى.
والوضع للشيء المحمول؛ هو الانتهاء من حمله،
ووضع الحامل لولدها في قوله تعالى: (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى(36) آل عمران؛ الانتهاء من حملها له في بطنها،
ووضع الحرب أوزارها في قوله تعالى : (حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا (4) محمد؛ انتهاء حمل المحاربين لسلاح الحرب، وعودتهم لبيوتهم.
ووضع الوزر عن صاحبه في قوله تعالى: (وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ (2) الصحى؛ إنهاء حمله له، وإسقاط محاسبته عنه، والبراءة منه.
ووضع الكتاب للناس يوم القيامة في قوله تعالى: (وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) الزمر؛ هو لإنهاء انتظارهم في موقف الحساب، والحكم عليهم.
وقوله تعالى: (لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ (47) التوبة؛ أي نشروا فيكم ما ينهي أمركم بنشر الفتنة التي توهنكم وتضعفكم أمام عدوكم، فتقتلون وتهزمون، وينتهي جمعكم.
وقوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ (7) الرحمن؛: لأجل أن يقاس به فينهي ويقطع أي شك أو ظن في صحة المقادير التي يتبادل الناس الانتفاع بها.
وقوله تعالى (وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10) الرحمن؛ أي أنهى خلقها بما يجعلها صالحة لعيش الإنسان.
فلما قال تعالى بأنه وضع البيت للناس؛ الذين لم يخلقهم إلا لعبادته؛ علامة على أن درجة العبادة بلغت منتهاها بوضع هذا البيت؛ لأداء منسكًا ليس لمن أتمه كاملاً على الوجه الشرعي الذي يريده الله تعالى من عبادة إلا الجنة، فيباهي الله عز وجل بعباده من الحجاج يوم عرفة أهل السماء.
وكونه أول بيت وضع للناس؛ فقد تبعته بيوت أخرى كثيرة في شتى أنحاء الأرض، وارتبطت به؛ لتوجه الناس فيها إلى البيت الأول في عبادتهم.
وقد وضع البيت ليرتبط به الناس كل الناس، كما أن مركز المجرة المكون من بناء من ثقوب سوداء يرتبط به كل النجوم وتوابعها في مجرتنا؛ مجرة التبانة.
وكذلك فإن مركز المجرة هو أول نجومها، وأقدمها، وأعتقها، كما أن الشمس هي أول أجرام مجموعتها، وأقدمها، وأعتقها،
ولذلك جاء الوصف أيضًا للبيت الحرام بالبيت العتيق في قوله تعالى: (وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ (29) الحج. فمركز المجرة الأسود هو الأول والأقدم والأعتق في المجرة، وبيت الله الحرام (الكعبة السوداء) هو الأول والأقدم والأعتق من بيوت الله في الأرض.

ووصفه مباركًا أي ثابتًا مستقرًا في مكانه، ويستقر به ما يدخل فيه، فإن استعمال مادة "برك" في الاستقرار بسبب الاكتفاء والاستغناء،
فالأرض المباركة هي الأرض التي يستقر فيها أهلها، مستغنين بكثرة خيراتها عن الحاجة لطلب الرزق في غيرها.
وبركت الناقة: إذا قعدت عن شبع واستغنت عن الذهاب للمرعى، ويقيمها أهلها عند حلبها ثم تعود بعد الحلب إلى القعود مرة أخرى في مكانها.
والبِركة: الموضع الذي يستقر به ماء السيل والمطر ويثبت فيه بعد ارتواء الأرض بالماء.
وتبارك الله تعالى: تعظيم وتنزيه لله المستغني بنفسه عن الحاجة لغيره، وكل شيء محتاج إليه سبحانه وتعالى. وهو السبب في بركته
وقد ظل استقرار الإنسان مستمرًا بمكة فلم تهجر من يوم أن أنشئ فيها بيت الله الحرام.
وما يدخل مركز المجرة يظل ثابتًا فيها، ويزيد كتلتها وقوة جذبها، فيثبت الله به بقية النجوم في دورانها حول مركز المجرة.
وجيء بفعل التطواف بالبيت والذي يكون من الناس بملابس الإحرام البيضاء؛ للدلالة على الحركة الدائمة حول البيت، ويكون من اليمين إلى اليسار، والكعبة في وسط الطائفين بالبيت وعلى يسارهم.
كما أن النجوم المضيئة وهي التي نراها؛ في تطواف دائم حول مركز المجرة الأسود من اليمين إلى اليسار، فالكون من الذرة إلى المجرة يدور بطريقة واحدة من اليمن إلى اليسار حول مركز دوران كل واحد منه.
وجاءت تسمية بكة في القرآن الكريم مرة واحدة فقط؛ كما أن الذي تمثله بكة هو ازدحام وحيد في وسط المجرة وفيه مركزها الأسود الذي مثلته الكعبة السوداء متوسطة ازدحام الطائفين بها.

أبو مسلم العرابلي
16/11/2009, 03:29 PM
وأما تسمية المكان بمكة؛
قد جاء من المبالغة والإلحاح وشدة الاستقصاء والإهلاك؛

ومن ذلك مكك العظم: مَصَّ جَميعَ ما فيهِ؛ بأكل ما عليه من اللحم، ولم يقف عند ذلك، فاستخرج مخه فأكله، ومَكَّ الفصيلُ ما في ضرع أُمه؛ امْتَصَّ جميع ما فيه وشربه كله، والمَكُّ: الازدحام كالبَكِّ . ومَكَّهُ يَمُكُّه مَكّاً : أَهلكه.
وفـي الـحديث الشريف : (لا تُمَكِّكوا علـى غرمائكم) أي لا تلحَّوا عليهم في الطلب.
وذكرت مكة مرة واحدة في القرآن في قوله تعالى: (وَهُوَ الَّذِي كَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ عَنْهُمْ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ بَعْدِ أَنْ أَظْفَرَكُمْ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا (24) الفتح .
وجاء هذا الذكر لمكة في موقف تم فيه أسر جماعة من أهل مكة يريدون إيجاد فرصة للإيقاع بالمسلمين؛ فأًخذوا وقُيدوا، وأُخذت أسلحتهم، وأصبحوا بلا حول ولا قوة، مستحقين للهلاك والقتل لولا عفو الرسول صلى الله عليه وسلم عنهم.
وما تمثله الكعبة وحيد في مجرة التبانة في مركزها، وهو في مكان يهلك فيه كل ما يدخله، ويستهلك كل ما فيه، ولا يبقي منه شيئًا، بعد أن يصبح بلا حول ولا قوة، ويقاد إلى باطن لا مخرج له منه.
وسؤال يجب أن يطرح: فهل للثقب الأسود من تأثير على حياة الناس حتى يمثل بالكعبة السوداء في منسك الحج؟
نجيب بنعم .... وتأثيراته لو علمتم عظيمة على حياة الناس، ونبين أهمها باختصار؛
أولاُ: أنه يمسك بالشمس في مدار حوله يعد هو الأصلح لحياة الناس في الأرض؛ فلا إضاءة شديدة للنجوم، ولا انعدام لرؤيتها فتصبح السماء موحشة.
وثانيًا: أنه هو سبب ميل الأرض عن محورها بـ 23.5% درجة؛ لوقوعه في برج القوس باتجاه الجنوب. فيتكون بهذا الميل الفصول الأربعة، ودون هذه التغييرات والاختلافات التي تحدث في طول النهار وقصره، وارتفاع درجة الحرارة وانخفاضها، لاختلت حياة الإنسان والنبات والحيوان.
وثالثًا: أنه هو السبب في ظاهرة الأوج والحضيض لمدار الأرض حول الشمس؛ فكان الصيف في نصف الكرة الأرضية الشمالي في أيام بعدها عن الشمس، والشتاء في أيام قربها من الشمس، فقلت لذلك شدة حرارة الشمس، وبرودة الشتاء فيها، فكانت بشرة الناس بيضاء وأقرب للبياض في هذا النصف الشمالي من الأرض.
وأما في النصف الجنوبي من الأرض؛ فالصيف فيه في وقت قربها من الشمس، وشتاؤها في وقت بعدها عن الشمس؛ فاشتدت حرارة الصيف، وبرودة الشتاء فيه، فكان لون الناس أسود، أو يميل إلى السواد في النصف الجنوبي من الأرض. فجعل الله تعالى اختلاف ألوان الناس في الأرض بما يناسب مناطق سكناهم، وفي ذلك آية للناس.
ونعيد التذكير؛ بأن كل الأماكن، والأسماء، والأعمال في مناسك الحج؛ لها دلالتها العظيمة، وسنحاول الحديث عن أكبر قدر منها إن شاء الله تعالى.

أبو مسلم العرابلي
21/11/2009, 02:44 PM
مواقيت الحج الزمانية والمكانية
عيد الفطر هو أول أيام شهر شوال؛
فيه إعلان بنهاية شهر عظيم للعبادة بما فيه من صيام، وقيام، وصدقة، وقراءة قرآن، وسائر الأعمال الصالحات،
وفيه إعلان ببداية دخول موسم آخر للعبادة؛ بداية أشهر الحج؛ شوال، وذو القعدة، وعشرة من ذي الحجة،
أشهر الاستعداد للحج طويلة، وفيها رحلة طويلة إلى الحج، ومثلها في طريق العودة، جهد كبير، ومخاطر عديدة، ونفقات كثيرة، كافية لصقل الحاج، وإحداث التغييرات في حياته بعد عودته سالمًا لأهله، والالتزام بخلق جديد يحفظ له ما كان يطلبه من حج مبرور ليس له جزاء إلا الجنة ... فكان الحاج يومها اسم على مسمى؛ لم يسمع بالسياحة الدينية، ولا بالرحلات الدينية، فليست الرحلة هي مطلبه، وإن كان المطلب الذي كان يطلبه لا يتحقق إلا بالرحلة.
وأول ما يقابل الحجاج في أداء مناسك الحج والعمرة من الرموز الكونية هي مواقيت الحج المكانية؛ لأن أعمال الحج تبدأ منها بعد الوصول إليها، وهي مواقيت حددت بوحي من عند الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم، فنجد أن ميقات أهل المدينة وأهل الشمال (أبار علي)؛ يبعد عن مكة عشر فراسخ، بينما نجد ميقات أهل اليمن والجنوب (يلملم)؛ يبعد عن مكة فرسخين فقط، ومثله باتجاه الجنوب الشرقي ميقات أهل نجد (قرن المنازل)؛ على بعد فرسخين، وقريب من ذلك باتجاه الغرب (جدة) وهي منتهى البر باتجاه الغرب، ونجد باتجاه الشمال الشرقي من مكة ميقات أهل العراق (ذات عرق)؛ على بعد ثلاث فراسخ، ومثله باتجاه الشمال الغربي ميقات أهل مصر (الجحفة)؛ على بعد ثلاث فراسخ، وإذا رسمنا خطًا يربط بين هذه المواقيت نجد أنها تقع على مدار اهليلجي؛ تقع مكة في أحد بؤرتيه، وهذه صفة دوران وارتباط الأجرام بعضها ببعض؛ فكل كوكب سيار يسير في مدار اهليلجي حول مركزه من النجوم، وليس بمدار بيضوي؛ أي أن خط الكواكب في سيرها يقترب مرة، ويتباعد أخرى عن المركز؛ فتسمى أقصر نقطة يقترب فيها من المركز بالحضيض، وأبعد نقطة عن المركز بالأوج؛ ونقطتا الحضيض والأوج تقعان في جهتين متقابلتين، ويعظم الفرق بين نقطتي الأوج والحضيض كلما ازداد متوسط بعد المسار عن المركز، فكلما كان البعد عن المركز كبير كان الفارق بينهما كبير... وسبب الأوج والحضيض في مسار الأجرام السيارة حول مراكزها نبينه عندما نتحدث عن الهرولة بين الصفا والمرة.
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16086.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16086.imgcache.jpg)
وكل مركز له مدى محدود في قدرته على جذب السيارات حوله، فإذا وقع الكوكب السيار في مجال جذب المركز دار حوله في مدار اهليلجي حوله؛ يحدده قوة جذب المركز، وثقل الجرم السيار، وسرعته.
فالجرم السيار يفقد حريته عندما يصبح في مدار يدور فيه حول جاذبه، ويتقيد بهذا المدار لايخرج عنه...
فالشمس تدور في مدار اهليلجي حول مركز المجرة، وكذلك كل النجوم في المجرة،
والأرض والكواكب في المجموعة الشمسية تدور في مدار اهليلجي حول الشمس،
والقمر يدور في مدار اهليلجي حول الأرض، وكذلك كل أقمار الكواكب السيارة في المحموعة الشمسية.
والكواكب السيارة أصبحت في مجال تعكس فيه أشعة الشمس، فتم رؤيتها، وعلم مكانها.
ومثل ذلك المذنبات التي لا ترى حتى تقترب من الشمس لضآلتها قياسًا بالكواكب والأقمار.
فكذلك من دخل الميقات دخل مناسك الحج والعمرة، فلبس لباسًا خاصًا أبيضًا ناصع البياض يكشف عن صاحبه من بعد، وتقيد بأفعال الحج والعمرة، وحظرت عليه أمور عديدة كانت مباحة له من قبل.
الصورة التالية تبين لماذا جعل الميقات في الشمال هو الأبعد وفي الجنوب هو الأقصر ؛ لأن البر في شمال الأرض فوق خط الاستواء أكثر من 70% من كل البر كما هو مبين في خارطة الأرض
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16087.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16087.imgcache.jpg)

أبو مسلم العرابلي
21/11/2009, 09:20 PM
لبس البياض غير المخيط
عندما يصل الحاج إلى الميقات يبدأ مناسك الحج منه
وأول أفعال المناسك في الميقات أن ينظف نفسه ويغتسل، ويلبس ملابس الإحرام البيضاء.
وملابس الإحرام تتكون من قطعتين؛ الإزار والرداء؛ الإزار يلف به نصفه السفلي، والرداء يلف به نصفه العلو.
لبس الرداء والإزار يقسم القسم إلى خمسة أقسام؛ ثلاثة عليها غطاء، واثنان مكشوفان؛
- ما غطى الرداء من نصف الجسم العلوي
- ما غطى الرداء من نصف الجسم السفلي
- ما اجتمع عليه غطاء الإزار وغطاء الراد من وسط الجسم؛ فصار عليه غطاءان.
- الرأس مكشوف، وتغطيته من المحظورات، ومن غطاه متعمدًا فعليه كفارة.
- الرجلان مكشوفتان إلا ما غطى الإزار من الساقين.
بهذا التقسيم انقسم الجسم إلى خمسة أقسام؛ اثنان غطيا بغطاء واحد، وثالث غطي بغطاءين، واثنان مكشوفان.
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16088.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16088.imgcache.jpg)
وإذا نظرنا إلى توزع الإنارة على الأرض نجدها تنقسم إلى خمسة أقسام؛
- إضاءة شديدة طوال أيام العام على منطقة خط الاستواء.
- إضاءة متوسطة على مناطق مداري السرطان والجدي؛ تشتد في صيف كل منها، وتضعف في شتاء كل منهما.
- إضاءة ضعيفة على القطبين؛ تغيب عنهما الشمس على التناوب ستة أشهر، وتشرق في الستة أشهر الباقية من السنة، بزاوية قريبة من الأفق، فيرتد معظم الضوء إلى الفضاء، ولا يصل إلى الأرض إلا نسبة قليلة من الضوء والحرارة.
وإذا قارنا بين توزع الضوء على الأرض وتوزع الإضاءة على جسم الحاج بلباسه للإزار والرداء الأبيضين، نجد التشابه بينهما كبير، ونجد التقسيم القائم على جسد الإنسان بلباس الإحرام، هو نفس التقسيم القائم على الأرض .
وكذلك فإن مصدر الضوء على الأرض من مصدر واحد وهو الشمس، وليس مكون من عدة مصادر؛ نجد أن شروط الإزار والرداء ألا يكون كل واحد منهما من قطعة واحدة غير مخيطة أي لا يكونان من عدة قطع ولا مركبان من أكثر من طبقة. وكذلك من شرط لباس الخفين ألا يحيطان بالقدمين ويغطيا ظهرهما وغير مخيطين.
أما المرأة فلا تلتزم بلون محدد للباسها وعليها أن تستر جسمها كله إلا وجهها وكفيها، لأن المرأة لا تستطيع أن تحج إلى بوجود محرم لها، تكون تابعة له، فهي تمثل التوابع التي تلحق بالنجوم بألوانها المختلفة، فلا تحكم بنفس أحكام النجوم.
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16089.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16089.imgcache.jpg)
فالمحرم مثل بلباسه الأبيض في الميقات بالنجوم المضيئة، ويزداد عدد الحجاج ويكثف عددهم كلما اقتربوا من الحرم من جميع الجهات، إلى أن يعظم هذا الازدحام عظمته بالطواف حول الكعبة.
ومثلت النساء بإحرامهن بملابسهن المتعددة الألوان؛ تنوع ألوان الكواكب السيارة كما هو واضح في صورة الكواكب المرفقة. وسبب تلون هذا الكواكب وجود المادة الصلبة فيها، وتنوع نسب المواد فيها من كوكب إلى آخر، ولذلك يكون هناك ترابط وثبات لمعظم أو بعض أجزاء الكواكب ببعضها، فتركت المرأة على لباسها للمخيط،
بينما منع الرجال لبس المخيط؛ لأنهم مثلوا بلباسهم الأبيض الناصع النجوم المضيئة؛ التي تكون عناصرها في حالة غازية غير ثابتة الشكل بسبب شدة الحرارة، ولغلبة العناصر الغازية على بقية عناصرها، فكان لباس كل من الرجال والنساء بما يناسب درجة تمثيلهم لما في الكون؛ من لباس البياض كنجوم، وتنوع درجة الإضاءة على نفس الأرض، ولم يكن معلومًا حتى كمل اكتشاف بقاع الأرض، ومعرفة تلون الكواكب بألوان متعددة.
وتلبية الزائرين لبيت الله بـ لبيك اللهم لبيك - لبيك لا شريك لك لبيك ؛ علامة على الاستجابة الكاملة لأمر الله تعالى، وما فرض عليه في الحج من أعمال، أو نهى فيه عن المحظورات، والانقياد المطلق لما وجب عليهم فعله في مناسك الحج والعمرة.
وكذلك الكواكب والنجوم لا تخرج عن سنن الله التي وضعت فيها، ولا مغير لحالها إلا الله تعالى
توزيع الإضاءة على الأرض
ضعيف الإضاءة ج القطب الشمالي
متوسط الإضاءة والحرارة ب منطقة مدار السرطان
شديد الإضاءة أ منطقة خط الاستواء
متوسط الإضاءة والحرارة ب منطقة مدار الجدي
ضعيف الإضاءة ج القطب الجنوبي
تمثيل الإضاءة على جسم المحرم
ضعيف الإضاءة ج الرأس والرقبة
متوسط الإضاءة والحرارة ب الصدر وبعض البطن
شديد الإضاءة أ وسط الجسم والحوض
متوسط الإضاءة والحرارة ب الفخذين وأسفل الركبتين
ضعيف الإضاءة ج القدمين وبعض الساقين
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16090.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16090.imgcache.jpg)
ولما كان لمراكز الجذب مدى محدد تستطيع فيه الإمساك بالأجرام التي تدور حولها كالشمس في المجموعة الشمسية، فما كان خارج هذا المدى يكون حرًا طليقًا، ومعتمًا، لضعف أشعة الشمس التي تصل إليه، فإذا دخل المدى تقيد بقوانين الجذب لهذا المركز، وأصبح في موضع يرى، تكشفه أشعة الشمس المنعكسة عنه.
كذلك فإن الحاج إلى وصل إلى إحدى المواقيت على الخط الإهليلجي الذي يرسمه توزع المواقيت، لبس الأبيض الذي يظهره، وأصبح مقيدًا بأحكام الحج ومحظوراته؛ فلا يحل له الخروج عليها، وقبل وصوله كانت له الحرية المطلقة.

أبو مسلم العرابلي
22/11/2009, 11:26 PM
محظورات الحج والعمرة
بالإضافة إلى اختيار اللباس الأبيض لتمثيل سطوع النجوم، ويتجلى هذا التمثيل عند ازدحام الحجاج في طوافهم حول الكعبة،
وتمثيل توزع الإضاءة على الأرض بجعل اللباس من قطعتين يقسمان الجسم إلى خمسة أقسام كما هو عليه الحال في الأرض مع الإضاءة؛
وبجعل لباسه من قطعتين متحررتي الأطراف يجعل المحرم يعدل لباسه ويتعهد بقائهما عليه؛ أكثر تمثيلا لتغير نسبة الإضاءة التي لا تثبت مع تغير الفصول وتغير طول الليل والنهار،
وبالإضاءة على سبق ذكره فإن البياض علامة على أنه أصبح مقيدًا بأحكام الحج كما أن الكون مقيد بمدار يكشفه ويحدد موقعه؛
وكذلك فإن اختيار اللون الأبيض الذي يعكس كل الأطياف، ولا يدخل فيه منها شيئًا، خلافًا للون الأسود الذي يجمع فيه كل أطياف؛ فإن المحرم يصبح بإحرامه لا يتجاوب مع ما يقع عليه، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.
ومع دخول الحاج والمعتمر مناسك الحج والعمرة بإحرامه من إحدى المواقيت المكانية في أشهر الحج، يصبح مقيدًا بأعمال النسك؛ ومنها محظورات الحج والعمرة بعد الدخول في النسك بالنية، فمن هذه المحظورات؛
1. لبس المخيط ؛ قد بينا سبب عدم لبس المخيط ليكون كل من الإزار والرداء من قطعة واحدة، وجعل لباس المحرم قطعتين، ولم يجعل قطعة واحدة؛ ليحصل من وجود القطعتين التقسيم إلى خمسة أقسام كما أشرنا من قبل، وما يترتب على ذلك.
2. الحلق ؛ يحضر على المحرم الحلق أو التقصير بعد الإحرام؛ فما خرج من جسم المحرم بعد ذلك من شعر، وطال بمرور الأيام، فلا يحل له الأخذ منه؛ لأن نمو الشعر لا يتوقف. لأن الحلق يقطع العلاقة بين الجسد وما يحلق من شعر.
ويقابل ذلك في الكون أن ما يخرج من الأجرام؛ من صخور أو رماد بركاني أو غازات، لا يستطيع هو التخلص منها وإبعادها عنه، بل تبقى عليه وإن تغير موضعها على سطحه.
وفعل التقصير أو الحلق قبل التحلل أمر عند الله عظيم، فمن اضطر إلى فعل ذلك بسب مرض أو أذى في رأسه فعليه فدية؛ قال تعالى: (وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ(196) البقرة... وذلك أن مناسك الحج وضعت لتظهر علم الله بما في السموات والأرض، فيجب أن تمثلها على حقيقتها.
3. ومن المحظورات تقليم الأظفار ؛ فما امتد من الجسم كالأظفار فلا يحل الأخذ منها مهما طلت بعد إحرامه، حتى يتحلل التحلل الأصغر من محظورات الحج.
فأي امتداد في الأرض أفقيًا في البر أو البحر، أو امتدادًا عموديًا كامتداد الجبال إلى الأعلى؛ يبقى على حاله إلى أن يشاء الله عز وجل أمرًا آخر.
4. الصيد؛ وتحريم الصيد من محظورات الحج والعمرة، ولا يكون الصيد حتى يلاحق ويتربص به، ويرسل إليه ما يقتله،
ويماثلها في الكون؛ أن الأجرام لا تطارد الأجسام التي حولها أو تمر قريبًا منها، لتضمها إليها، أو تحبسها لديها، إلا ما يدخل إلى جوها لوقوع الأرض في طريقها من غير جلب لها.
5. التطيب؛ استخدام الطيب من المحظورات؛ واستخدام الطيب هو لتحسين رائحة الإنسان عند الآخرين، والتزين لهم،
وفي مقابل ذلك أن الأجرام لا تخرج أشياء من نفسها لتصل إلى غيرها، أو لتقرب غيرها إليها، إنما هي على الحال المنفصلة فيه عن الأجرام الأخرى.
6. النساء؛ يحظر على المحرم الاتصال بما حل له من النساء مدة إحرامه، وكذلك خطبة النساء أيضًا لا تحل وهو محرم حتى ينتهي من مناسك الحج.
ويقابل ذلك في الكون؛ انفراد الأجرام بعضها عن بعض، وعدم الاتصال بينها؛ مستقلة بعضهما عن بعض، ولا يتولد منها شيء ثالث يتولد منها.
7. تغطية الرأس؛ من المحظورات تغطية الرأس وقد أشرنا في أثر لباس الإحرام في تقسيم الجسم إلى خمس أجزاء متفاوتة حسب اللون الأبيض؛ وتغطية الرأس يخل بهذه النسب؛ ولذلك يبقى الرأس مكشوفًا على حاله دون أي غطاء.
هذه المحظورات وضعت لتشير إلى أمور في الأرض والكون من قوانين الله التي سير بها ما خلق في الكون، ورحلة الحج تطلعك على ما هذا الكون من قدرات لله عز وجل.

أبو مسلم العرابلي
23/11/2009, 10:21 PM
تسمية الكعبة بالكعبة والعلاقة الكعبية بين الأجرام
جاءت تسمية الكعبة بالكعبة لتمثل أمرًا عظيمًا في الكون، فالشكل المكعب هو الذي له ستة أوجه تمثل الجهات الستة، وهو متحرر من جهاته كلها، ولكن يظل يرتبط مع غيره بوجه واحد؛ فبالنسبة للمكعب على وجه الأرض لا بد من الارتكاز على أحد الجوانب مهما قلبته.
فمادة "كعب" هي للارتباط الجانبي،
وعلى ذلك كان البروز الذي في القدم أسفل الساق يسمى بالكعب؛ لأنه يرتبط جانبيًا بالساق،
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16091.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16091.imgcache.jpg)
وكذلك سميت النساء الذي يظهر عليهن علامة البلوغ بالكواعب؛ لبروز صدورهن غير مترهلات، بارتباط الأثداء ارتباطًا جانبيًا بالصدر؛ غير مرتكزة عليه، ولا متعلقة به.
وإذا نظرنا إلى كل ما في الكون نجده يرتبط بعضه ببعض بأحد جوانبه مع تقلب جوانبه باستمرار، وهي متحررة من جوانبها الستة عن كل الأجرام الأخرى؛
فالقمر يدور حول الأرض وهو مرتبط به بقوة الجاذبية بأحد جوانبه مع تقليب جوانبه في دورانه حول نفسه،
ومثل ذلك فعل الأرض في دورانها حول الشمس، وارتباطها به بقوة الجاذبية بينها وبين الشمس.
فتسمية الكعبة بالكعبة له دلالته العظمى على علم الله وقدرته في كل ما يسبح ويتحرك في السموات والأرض. فجعل الله تعالى هذه المنسك ليكون فيه الدلالة على القوانين التي نظم الله بها كل ما في الكون.
فتسمية قوة الجاذبية بين أجرام الكون بالقوة الكعبية هي الأصدق لوصف العلاقة بينها على الحقيقة؛ فلا اعتماء على شيء أسفل، ولا تعلق بشيء أعلى؛ بل هو ارتياط جانبي متغير ومتقلب باستمرار ... وهذه هو الوصف الحقيقي للعلاقة بين الأجرام جميعها.
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16092.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16092.imgcache.jpg)
وقد ذكرت الكعبة في القرآن مرتين؛
في قوله تعالى: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) المائدة.
وفي قوله تعالى: (هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ ..(95) المائدة.
وفي وصف نساء الجنة؛
وفي قوله تعالى: (وَكَوَاعِبَ أَتْرَابًا (33) النبأ، أي انهن غير مرضعات؛ فلا حمل ولا ولادة في الجنة، ولا تغير لأثدائهن ليصبحن مترهلات الصدور. فصغرهن أبدي لا تحول عنه.
وعند ذكر الغسل في الوضوء يذكر الكعبين وهما يبرزان جانبيًا في أسفل الرجل؛
في قوله تعالى: (وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ... () المائدة.
ولكعبة: القطعة من السمن؛ لأن السمن يلتصق بجوانب الإناء، ويجمع منه، أو يدهن به ويظل ملتصقًا به.

أبو مسلم العرابلي
24/11/2009, 12:21 AM
الصفا والمروة والسعي سبعة أشواط، والحلق أو التقصير.
السعي بين الصفا والمرة خلد ذكره في القرآن في قوله تعالى: (إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158) البقرة.
في هذه الآية مسائل عديدة؛ منها تسمية الصفا والمروة بهذين الاسمين؛
فأما الصفا فهي من الصفاء الذي لا يخالطه شيء، وبها كان ابتداء السعي بينهما.
وأما المروة فهي من الصخرة الملساء التي لا يستقر عليها الشيء فيمر عليها لصلابتها ولأنها ملساء غير خشنة، ويوضح معناها أكثر كل الجذور التي فيها حرفي الميم والراء وأحد حروف العلة؛
فالمرور هو إتيان الشيء ثم تجاوزه إلى ما بعده،
والشيء المر لا تطيل بقاءه في الفم فإما تلفظه خارجًا وإما أن تسرع في بلعه،
الأمر هو نقل الفعل من نفس الآمر إلى المأمور،
والمرء هو الذي يفعل الفعل من نفسه، ويتجاوزه فلا يقف ليطلب أجرًا أو شكرًا على فعله،
والمريء يمر به الطعم من الفم إلى المعدة ولا يقف فيه.
فالصفا والمروة جعلهما الله تعالى من شعائر الله أي الأمور التي تؤتى وتكرر بصفة دائمة، وهما في الحقيقة يمثلان حياة الإنسان بين بدايتها ونهايتها؛
فحياة الإنسان تنقسم إلى أربعة أقسام؛
- الطفولة من الولادة إلى بلوغ الحلم
- الشباب من البلوغ إلى الكهولة (33 عامًا)
- الكهولة : من 33سنة إلى 40 أو 50 عامًا
- الشيخوخة: وهي آخر المراحل حتى الخروج من الحياة بالموت.
فيبدأ الإنسان حياته خالٍ؛ لا يعلم شيئًا، ومولود على الفطرة؛ الحنيفية المسلمة، ثم يبدأ يتعلم من أهله وقومه ما هم عليه في اللسان والاعتقاد والعادات والخصائص، ولا يمر من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ، إلا عدد قليل منهم؛ حيث يهلك من الأطفال ما بين (60-75%) بسبب الأمراض،
ليبدأ الناجين من الأطفال بمرحلة الشباب، والتي يسقط فيها عدد منهم؛ بالمرض والفتن والحروب،
ليبدأ الناجين من الشباب بمرحلة الكهولة، والتي يسقط فيها أيضًا عدد منهم، .
ليبدأ الناجين من الكهول بمرحلة الشيخوخة، والتي لا ينجوا بعدها أحد ..وينتهي بها العمر.
فكان الطواف بالصفا والمروة يمثل مراحل الحياة الأربع؛
فبالبداية بالصفا أربع مرات يمثل بداية هذه المراحل الأربع،
والمرور بالمروة ثلاثة مرات يمثل الاستمرار إلى المراحل التي بعدها،
ومجيئهم المروة في المرة الرابعة ينتهي الطواف، وتنتهي العمرة؛ كانتهاء العمر، والخروج من الحياة الدنيا.
ولفظ الآية جاء فيه "يطوف بهما" وليس يسعى بينهما؛ فالطواف بهما هو أن تأتي عليهما مرة بعد مرة، والمسافة بين الصفا والمروة حوالي 700م،
فنجد أن السعي كالطواف سبعة أشواط، وفي هذا العد ما فيه من الدلالة لتمثيل ما لا يحد، فبعض الناس يخرج من مشاكل كثيرة في حياة ليبدأ بمسيرة جديدة في الحياة، بين الفقر والغنى، وبين المرض والصحة، وبين الإقامة والهجرة، وغير ذلك من مفارقات الحياة، ..
فالطواف بالصفاء والمروة أكثر تمثيلا للحياة من القول بالسعي بين الصفا والمروة، والطواف بالصفا والمروة يتم ثلاثة مرات وفي الرابعة يكون القطع لهذا الطواف بالانتهاء بالمروة، والخروج منها، والتطوع فوق ذلك هو تمثيل للزيادة فوق الحياة وفوق المراحل الثلاث للحياة بما يتكرر له التعرض فيها لأكثر من خطر وتقلب في مفارقات الحياة؛ بين ما يسوء الإنسان أو يسره.
وبالنهاية عند المروة تنهي العمرة وبهذا القدر من المناسك كان تمثل الحياة الدنيا.. ويوم التروية في اليوم الثامن هو بداية تمثيل مرحلة الحياة الأخرى.
وكان حلق الشعر أكثر تمثيلا لخاتمة هذه المرحلة، وكان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم بالرحمة للمحلقين ثلاث مرات، والرابعة للمقصرين، فالأصل إزالة كل الشعر عن الرأس ليعود الرأس كما بدأ من غير شعر، وأما التقصير فيبقى من الشعر بقية،
والشعر الذي يخرج من الرأس؛ يحظى من صاحبه الاعتناء به بالغسل والتسريح، والتقصير ما دام على رأسه، فإذا حلق انفصل عنه، ولم يعد منه أي اهتمام به،
وكذلك عمل الإنسان محل اهتمامه والعناية به، وإن فسد شيء منه أو أخطأ أو أساء، أصلح عمله؛ بالتوبة والإحسان، والتكفير عن الذنب، والاستغفار، وعمل الصالحات،
وبعد الموت لا حكم له على عمله، وينفصل عنه بخيره وشره،
فكان حلق الشعر وإبعاده، وقطع العلاقة به وإسقاط الاهتمام به ممثلا لقطع العلاقة بين الإنسان وعمله،
وأما التقصير فإنه يمثل ما يتركه الإنسان من بعده من سنة حسنة أو سنة سيئة؛ ترفع حسانه، أو تثقل عليه سيئاته، فكان الحلق أفضل وأرحم للإٌنسان، فقليل هم الذين تتضاعف حسناته بعد موتهم.
وبنهاية هذه المرحلة يجب على المعتمر خلع ملابس الإحرام التي مثلت الحياة على الأرض بين النور والظلام، وطوافه حول الكعبة مثل الكون عامة بشكل أوسع بالحال الذي عليه المجرات، وبطوافه بين الصفا والمروة مثل بداية الحياة ونهايتها بالخروج منها.
ولكن الحياة في الأرض تستمر بعد موته ؛ فكان العودة بعد العمرة إلى الحياة العادية والتحلل من الإحرام هو تمثيل لحياة معظم الناس الذين تسمر الحياة الدنيا بعد موتهم.
وأمر عجيب في السعي بين الصفا والمروة؛ وهو الهرولة بين العلامات الخضر؛ وهاتين العلامتين هو تحديد أقرب مكان من السعي للكعبة وفي الحديث التالي بيان لذلك إن شاء الله تعالى.

أبو مسلم العرابلي
24/11/2009, 08:49 AM
الهرولة بين العلامتين في السعي
هناك قانون في الكون قد أشرنا إليه في دوران الكواكب والنجوم السيارة حول مركز دورانها، وأنها في أثناء دورانها الإهليلجي تقترب وتبتعد عن المركز، وتسمى أقرب نقطة تقترب فيها من المركز بالحضيض، وأبعد نقطة بالأوج، وسبب الأوج والحضيض لا تعليل له عند العلماء،
ولكن الأوج والحضيض يدل على وجود قوة أخرى غير قوة جذب المركز تؤثر على مسار الجرم السيار، وهذه القوة الأخرى عندما تجتمع مع المركز على خط واحد تكون في أعظم تأثير لها؛ فإن كانت من جهة المركز اجتمعت على السيار قوتا جذب من جهة واحدة فيؤثر ذلك عليها فيقربها من المركز فتكون في نقطة الحضيض، وعندما يقع السيار بين القوتين؛ فتخفف هذه القوة من قوة جذب المركز لأنها تشد من الجهة الأخرى؛ فتبعده عن المركز فيكون في أبعد نقاطه عنه في نقطة التي تسمى بالأوج.
وفي نقطة الحضيض تزيد سرعة السيار، وفي نقطة الأوج تقل سرعة السيار، وهو احد قوانين كبلر.
ومن دراساتي للأوج والحضيض للمجموعة الشمسية لتفسير سبب الأوج والحضيض وإيجاد موقع القوة الأخرى التي تؤثر على الكواكب في المجموعة الشمسية فتحدث هذه الظاهرة في مسار هذه الكواكب؛ وجدت أن نقاط الأوج لكل المجموعة الشمسية تقع جميعها في جهة واحدة، ويقابلها في الجانب الآخر نقاط الحضيض.
ولما كانت القوة المؤثرة تقع في الجانب الآخر في مقابلة الحضيض؛ لأن هذه القوة تقرب الكوكب السيار من الشمس بقوته وتزيد من سرعته، نجد أن السهم يشير إلى جهة محددة، ولما كانت الأرض تميل عن محورها بمقدار 23.5 درجة عن محور الأرض، مما يدل على أن هذه القوة لا تقع على مستوى دوران المجموعة الشمسية حول الشمس، بل هي تميل عنها إلى جهة الجنوب، وأن هذه القوة التي يشير إليها السهم هي باتجاه برج القوس باتجاه الجنوب؛ وتبين لي بعد ذلك أن السهم يشير إلى مركز مجرة التبانة التي فيها الشمس بما يدور حولها من الكواكب ومنها كوكب الأرض، ولم أكن أعرف أين موقع مركز التبانة قبل ذلك .. فحمدت الله تعالى على هذه المطابقة.
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16096.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16096.imgcache.jpg)
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16097.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16097.imgcache.jpg)
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16098.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16098.imgcache.jpg)
http://www.wata.cc/forums/imgcache/16099.imgcache.jpg (http://www.wata.cc/forums/imgcache/16099.imgcache.jpg)
إذن مركز مجرة التبانة هو السبب في ميلان الأرض، واختلاف الليل والنهار، واختلاف الفصول في حرها وبردها، وسقوط الأمطار وتراكم الثلوج، وسعة الأرض وبطؤها .. فلمركز المجرة لها تأثير كبير وجوهري في الحياة على الأرض، وموقع الشمس بما معها من الكواكب من مكز المجرة عظم هذا التأثير وجعل إيجابيًا،
وإشارة من الله تعالى إلى هذا التأثير جعل الكعبة البيت الحرام قيامًا للناس، وجعل الهرولة في السعي المنقطة الأقرب إلى الكعبة ويقابلها، وارتفاع هذا المكان قليلا عن قواعد الكعبة ما يشير إلى نفس هذا القانون الإلهي في الكون .. ولم تأت هذه الهرولة إلا بتوجيه رباني لإبراهيم وإسماعيل عليهما السلام من قبل، وهما اللذان دعيا الله تعالى: (وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) البقرة، ثم جاء الرسول صلى الله عيه وسلم فأحيى هذا المنسك.
والأفضل في الحج فصل العمرة عن الحج لتكون العمرة والحج أكثر تمثيلاً لما وضعت له من الله تعالى.
جاء في صحيح مسلم: (وحدثنا ابن نمير حدثنا أبو نعيم حدثنا موسى بن نافع قال قدمت مكة متمتعا بعمرة قبل التروية بأربعة أيام فقال الناس تصير حجتك الآن مكية فدخلت على عطاء بن أبي رباح فاستفتيته فقال عطاء حدثني جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أنه حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام ساق الهدي معه وقد أهلوا بالحج مفردا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أحلوا من إحرامكم فطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة وقصروا وأقيموا حلالا حتى إذا كان يوم التروية فأهلوا بالحج واجعلوا التي قدمتم بها متعة قالوا كيف نجعلها متعة وقد سمينا الحج قال افعلوا ما آمركم به فإني لولا أني سقت الهدي لفعلت مثل الذي أمرتكم به ولكن لا يحل مني حرام حتى يبلغ الهدي محله ففعلوا)؛ رقم (1216) صحيح مسلم ج2/ص884
وفي صحيح مسلم أيضًا: (وحدثنيه زهير بن حرب حدثنا عفان حدثنا همام حدثنا قتادة بهذا الإسناد وقال في الحديث فافصلوا حجكم من عمرتكم فإنه أتم لحجكم وأتم لعمرتكم)؛ رقم (1217) صحيح مسلم ج2/ص886

محمد خلف الرشدان
24/11/2009, 09:51 AM
أخي الحبيب وشيخنا الجليل الأستاذ الكبير والعالم النحرير والباحث الأمين أبو مسام العرابلي : رعاك الله يا شيخنا على هذه المعلومات القيمة التي تدل على باعكم الطويل وتبحركم في عقيدتنا الغراء السمحة ، تحليلات موفقة وصائبة مقنعة لذوي الألباب تنم عن ذهنكم المتوقد وعزمكم الذي لا يلين نحو كل الإضاءات والمشاعل النورانية في ديننا العظيم ، بارك الله بعمركم وابقاكم لنا شعلة مضيئة على الدوام لتفجر هذا الظلام الذي نعيشه في بعدنا عن ديننا وركوننا الى الدنيا وملذاتها الفانية .

أبو مسلم العرابلي
24/11/2009, 10:18 AM
المبيت بمنى قبل عرفات

منى اسم متعلق بالمنى، والأمنية، والأمن، والإيمان، وكل مادة "أمن"
فالآمن: هو السالم من أي خطر يتهدده،
والأمنية هي ما يتمناه المرء وفيه تحقيقًا لأمنه،
والإيمان يكون بالشيء الذي يحقق لك الأمن في الدنيا والآخرة.
والمؤمن هو الذي يطلب الأمن من الله تعالى في الدنيا والآخرة، بالعمل بطاعة الله وتنفيذ أوامره واجتناب نواهيه.
وحتى على قاعدة في فقه الجذور؛ (كل حرفين صحيحين مع أحد حروف العلة الثلاثة تكون في فاء الجذر أو عينه أو لامه تجتمع على استعمال واحد)؛
نجد أن المؤونة التي تحضر أو تخزن هي لتحقيق الأمن الغذائي،
والمني يعطي الأمن الوراثي،
واليمين من "يمن" تعطي الأمن بما تفعله من خير لصاحبها أو تدفع عنه الشر،
والمنة تكون في العطاء الذي حقق للمعطى أمنًا في حياته.
والإنسان في المراحل التي يمر فيها من بداية خلقه في الدنيا إلى منتهى مستقره في الآخرة؛ محتاج إلى أمنيتين كبيرتين يتحقق له فيهما الأمن؛
الأمنية الأولى هي ما يرجوه بالسلامة من عذاب القبر بعد الموت مباشرة؛
والقبر هو أول منازل الآخرة، وهو إما روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار.
والأمنية الثانية هي ما يرجوه من نيل رضا الله تعالى، فيدخل بهذا الرضا الجنة بعد النجاة من النار يوم القيامة.
وقد ذكرنا فيما سبق؛ أن مناسك الحج من بداية الإحرام في الميقات، إلى الطواف بالصفا والمرة؛ تشير إلى الحياة الدنيا بالقوانين التي يحكم بها الله عز وجل هذا الكون عامة، والحياة الدنيا على الأرض خاصة؛ من توزيع الإضاءة على الأرض وأثرها في الحياة، ومن سير الكواكب حول مراكز الجذب لها من نجوم وغيرها، وغير ذلك مما بيناه من قبل بالتفصيل.
ونهاية الحياة الدنيا عند كل فرد تكون بموته، ودفنه في الأرض؛ لوحده، أو في مقبرة، ولو استمرت الحياة الدنيا بعده عند غيره، والميت محتاج في هذه المرحلة إلى أمن له في قبره بعد الموت، وقبل البعث، لا يتعرض فيها لما يعرف بعذاب القبر، ولا الإهانة له بنبش قبره، أو جرفه، أو العبث به انتقامًا، أو لمجرد البحث والدراسة، كالذي يفعله الباحثون والنباشون في القبور وعظام السابقين.
والمرء محتاج بعد البعث أن يأمن من عذاب النار، وأن يأمن من كل شر بدخوله الجنة؛ التي لا يصبه فيها أي أذى أو مضرة؛ صغر وقل أو كبر وكثر، ولا يجد فيها إلا النعيم الدائم.
ونجد في مناسك الجج أن المبيت بمنى مرتين، مرة بعد الخروج من مكة في طريقه للوقوف بعرفة، ومرة بعد الرجوع من عرفات؛
فأما المبيت بمنى في طريق الذهاب إلى عرفات والبقاء فيها يوم وليلة؛ فهو تمثيل للفترة الزمنية ما بعد الموت حتى يوم البعث، وهي فترة لا يستطيع الميت أو النائم تقدير مكثه في الأرض بعد الموت إلى البعث، ويقدرها بأقل التقادير؛ بيوم أو بعض يوم.
قال تعالى: (فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِئَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ قَالَ كَمْ لَبِثْتَ قَالَ لَبِثْتُ يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالَ بَلْ لَبِثْتَ مِئَةَ عَامٍ (259) البقرة،
وقال تعالى: (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ (19) الكهف.
وقال تعالى: (قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ (112) قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ (113) المؤمنون.
والمبيت في منى سنة غير واجبة، وهي تمثل لفئة الناس التي تموت وهي بالغة ، وتستمر الحياة الدنيا بعد موتهم ، أما من لم يبلغ الحلم، أو اجتمعت نهايته مع نهاية الحياة الدنيا فلا تمثله، وهذا التعليل يوافق عدم وجوبها.
أما المبيت في منى بعد الإفاضة من عرفات فهي واجبة حتى لأهل مكة.
والحديث عن المبيت بمنى يكون بعد الحديث عن عرفات والمزدلفة إن شاء الله تعالى

أبو مسلم العرابلي
24/11/2009, 10:59 AM
أخي الحبيب وشيخنا الجليل الأستاذ الكبير والعالم النحرير والباحث الأمين أبو مسام العرابلي : رعاك الله يا شيخنا على هذه المعلومات القيمة التي تدل على باعكم الطويل وتبحركم في عقيدتنا الغراء السمحة ، تحليلات موفقة وصائبة مقنعة لذوي الألباب تنم عن ذهنكم المتوقد وعزمكم الذي لا يلين نحو كل الإضاءات والمشاعل النورانية في ديننا العظيم ، بارك الله بعمركم وابقاكم لنا شعلة مضيئة على الدوام لتفجر هذا الظلام الذي نعيشه في بعدنا عن ديننا وركوننا الى الدنيا وملذاتها الفانية .

الأخ العزيز الجليل محمد الرشدان سفير واتا في الأردن
سعيد جدًا بمروركم الكريم واهتمامكم المتواصل والمتابعة الدائمة
وآرائكم النيرة تعطي لنا دفعًا للإمام وللمزيد من البذل على ما نلاقي من انشغال ومشاق
فبارك الله فيكم ولكم وعليكم
وأحسن الله إليكم بكل خير وفضل وإحسان
وزادك الله تعالى من علمه وفضله ومتعكم بالصحة والعافية في الدارين

أبو مسلم العرابلي
24/11/2009, 11:35 PM
الوقوف بعرفة
الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان ومناسك الحج؛ فقد قال عليه الصلاة السلام (الحج عرفة)، وتأتي أهمية الوقوف بعرفة من أهمية دلالتها.
فمعرفتنا لما في الكون هو ليدلنا على الله عز وجل، فنعرف حقه من التبجيل والتعظيم، ولنعرف أن كل ما في الكون يسير بأمره، والقوانين التي وضعها لتنظيمه، وأننا لم نخلق ونحن جزءا من هذا الكون، إلا لأمر يريده الله تعالى، وهو ما بينه تعالى في قوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات، ولا بد من يوم يجمع فيه الناس ليحاسبوا على قيامهم بالعبادة التي خلقوا من أجلها، وهذه المعرفة تقودنا لطلب رضا الله تعالى، بل تلزمنا بأن نطلب هذا الرضا ونحرص عليه، فدون رضا الله لا نأمن مما نخشاه، ولن ننال ما نرجوه ونتمناه، وهذا الأمر مما لا بد لنا منه.
وعرفة أو عرفات هو اسم جاء من المعرفة؛ التي تفرق بين العلم بالشيء والجهل به، وتفصل بينهما، وما عُرِف بان وارتفع، ولذلك يسمى الفاصل الأحمر في رأس الديك بالعُرف؛ وذلك لأنه أعلى أعضاء الديك؛ لأنه يقع على رأسه، ورأسه أعلى شيء فيه، ولأنه يفرق الرأس إلى جانبين، ولأن لونه الأحمر الجالب للنظر؛ يجعله مما لا يجهل موضعه؛ وأن رؤيته من جانب كرؤية من الجانب الآخر؛ فاجتماع كل ذلك فيه؛ جعله صالحًا أن يسمى بالعرف.
والأعراف هو اسم للسور الفاصل بين الجنة والنار، ومن كان فوقه يرى كلاً من أهل الجنة وأهل النار؛ قال تعالى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) الأعراف.
فلعل هذا السور، ولوقوعه في الوسط بين الجنة والنار، وموضعه الذي لا يجهله أهل الجنة وأهل النار سمي بالأعراف.
ويوم عرفه يجتمع فيه كل الحجاج من أول النهار إلى آخره، وهو يوم مشهود تشهده الملائكة، وينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيباهي الملائكة بعباده المؤمنين، الذي قدموا إليه شعثًا مغبرين.
هذا اليوم هو تمثيل ليوم القيامة، اليوم المشهود؛ يوم يقف فيه كل واحد على عمله، يوم يفصل الله تعالى فيه بين الخلق، فمنهم شقي ومنهم سعيد، فريق إلى الجنة وفريق إلى السعير.
لما يمثله هذا الموقف؛ من اجتماع الحجاج في يوم واحد فقط، وعلى صعيد واحد؛ من طلوع الشمس إلى مغيبها.
ولأن يوم عرفة أشَهَر أيام الحج، ولا يصح الحج دونه، ولا يؤخر عن يومه، فالحج عرفة كما قال عليه الصلاة والسلام، ولشهود الله تعالى وملائكته هذا اليوم.
ولما يمثله هذا اليوم ليوم التفريق بين المؤمنين والكافرين كل حسب عمله.
لكل ذلك سمي هذا اليوم بيوم عرفة، وجعل العبادة فيه؛ هي الوقوف بعرفة، كالوقوف العظيم غدًا في أعظم يوم للحساب بين يدي الله تعالى.
ولما كان يوم القيامة يقرأ الناس فيه كتبهم؛ فهم يقرؤونها على نور الله عز وجل؛ لقوله تعالى: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر. فجعل الوقوف بعرفة في النهار وليس في الليل.
ولما كان الناس يوم القيامة يتقاضون في موقف الحساب؛ فيؤخذ من حسنات هذا وتعطى لهذا، وتؤخذ من سيئات هذا وتضاف إلى سيئات هذا ... فقد ذكر الله تعالى البيع والشراء يوم عرفه، ولا يمنع عظم هذا اليوم عند الله تعالى من التجارة فيه، وتنقل البضاعة بين يدي البائعين والمشترين، ولأن في ذلك قضاء لحاجات الناس وتوفيرها لهم، وكل تجارة تتردد بين الربح والخسارة، وفيه إشارة لما يحدث في موقف الحساب يوم القيامة من تبادل الحسنات والسيئات، والبيع والشراء يكون في كل أيام الحج وغيرها وليس موقوفًا على يوم معين، وإنما حسن ذكره مع حسن ما يشير إليه؛
قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) البقرة.
ولأن موقف الحساب يوم القيامة يجتمع فيه المؤمنون والكافرون، ويخاطبون فيه بأعمالهم، وتعرض عليها ، ويناقش أكثرهم الحساب، فإن المكان الذي يجمع فيه الظهر مع العصر، ويخطب فيه يسمى نمرة، وهي تسمية من اختلاط الألوان، وعلى ذلك كانت تسمية النمر بالنمر؛ لجلده المرقط بألوان عديدة. وكذلك يجتمع خلطاء الناس في موقف الحساب.

أبو مسلم العرابلي
25/11/2009, 09:42 AM
الوقوف بعرفة
الوقوف بعرفة الركن الأعظم من أركان ومناسك الحج؛
فقد قال عليه الصلاة السلام: (الحج عرفة)،
وتأتي أهمية الوقوف بعرفة من أهمية دلالة هذا النسك.
فمعرفتنا لما في الكون هو ليدلنا على الله عز وجل، فنعرف حقه من التبجيل والتعظيم، ولنعرف أن كل ما في الكون يسير بأمره، والقوانين التي وضعها لتنظيمه، وأننا لم نُخلق ونحن جزءا من هذا الكون؛ إلا لأمر يريده الله تعالى،
وهو ما بينه تعالى في قوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات،
ولا بد من يوم يُجمع فيه الناس ليحاسبوا على قيامهم بالعبادة التي خلقوا من أجلها، وهذه المعرفة تقودنا لطلب رضا الله تعالى، بل تلزمنا بأن نطلب هذا الرضا ونحرص عليه، فدون رضا الله لا نأمن مما نخشاه، ولن ننال ما نرجوه ونتمناه، وهذا الأمر مما لا بد لنا منه.
وعرفة أو عرفات هو اسم جاء من المعرفة؛ التي تفرق بين العلم بالشيء والجهل به، وتفصل بينهما، وما عُرِف بائن ومرتفع، ولذلك يسمى الفاصل الأحمر في رأس الديك بالعُرف؛ وذلك لأنه أعلى أعضاء الديك؛ لأنه يقع على رأسه، ورأسه أعلى شيء فيه، ولأنه يفصل الرأس نصفين، ولأن لونه الأحمر جالب للنظر؛ يجعله مما لا يُجهل موضعه؛ وأن رؤيته من جانب كرؤية من الجانب الآخر؛ فاجتماع كل ذلك فيه؛ جعله صالحًا أن يسمى بالعُرف.
والأعراف: هو اسم للسور الفاصل بين الجنة والنار، ومن كان فوقه يرى كلاً من أهل الجنة وأهل النار؛
قال تعالى: (وَبَيْنَهُمَا حِجَابٌ وَعَلَى الأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ (46) وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاءَ أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (47) الأعراف.
فلعلو هذا السور، ولوقوعه في الوسط بين الجنة والنار، وموضعه الذي لا يجهله أهل الجنة وأهل النار سمي بالأعراف.
ويوم عرفه يجتمع فيه كل الحجاج من أول النهار إلى آخره، وهو يوم مشهود تشهده الملائكة، وينزل الله تعالى إلى السماء الدنيا فيباهي الملائكة بعباده المؤمنين، الذي قدموا إليه شعثًا غبرًا.
هذا اليوم هو تمثيل ليوم القيامة، اليوم المشهود؛ يوم يقف فيه كل واحد على عمله، يوم يفصل الله تعالى فيه بين الخلق، فمنهم شقي ومنهم سعيد، فريق إلى الجنة وفريق إلى السعير.
لما يمثله هذا الموقف؛ من اجتماع الحجاج في يوم واحد فقط، وعلى صعيد واحد؛ من طلوع الشمس إلى مغيبها.
ولأن يوم عرفة أشَهَر أيام الحج، ولا يصح الحج دونه، ولا يؤخر عن يومه، فالحج عرفة كما قال عليه الصلاة والسلام، ولشهود الله تعالى وملائكته هذا اليوم.، ولما يمثله هذا اليوم ليوم التفريق بين المؤمنين والكافرين كل حسب عمله.
لكل ذلك سمي هذا اليوم بيوم عرفة، وجعل العبادة فيه؛ هي الوقوف بعرفة، كالوقوف العظيم غدًا في أعظم يوم للحساب بين يدي الله تعالى.
ولما كان يوم القيامة يقرأ الناس فيه كتبهم؛ فهم يقرؤونها على نور الله عز وجل؛ لقوله تعالى: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر. فجعل الوقوف بعرفة في النهار وليس في الليل.
ولما كان الناس يوم القيامة يتقاضون في موقف الحساب؛ فيؤخذ من حسنات هذا وتعطى لهذا، وتؤخذ من سيئات هذا وتضاف إلى سيئات هذا ... فقد ذكر الله تعالى البيع والشراء يوم عرفه، ولا يمنع عظم هذا اليوم عند الله تعالى من التجارة فيه، وتنقل البضاعة بين يدي البائعين والمشترين، ولأن في ذلك قضاء لحاجات الناس وتوفيرها لهم، وكل تجارة تتردد بين الربح والخسارة، وفيه إشارة لما يحدث في موقف الحساب يوم القيامة من تبادل الحسنات والسيئات، والبيع والشراء يكون في كل أيام الحج وغيرها، وليس موقوفًا على يوم معين، وإنما حسن ذكره مع ذكر عرفات لما دل عليه الوقوف بعرفات من وقوف الناس للحساب والتقاضي بينهم بالأعمال؛
قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلاً مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) البقرة.
ولأن موقف الحساب يوم القيامة يجتمع فيه المؤمنون والكافرون، ويخاطبون فيه بأعمالهم، وتعرض عليها ، ويناقش أكثرهم الحساب، فإن المكان الذي يجمع فيه الظهر مع العصر، ويخطب فيه يسمى نمرة، وهي تسمية من اختلاط الألوان، وعلى ذلك كانت تسمية النمر بالنمر؛ لجلده المرقط بألوان عديدة. وكذلك يجتمع خلطاء الناس في موقف الحساب.

أبو مسلم العرابلي
26/11/2009, 12:18 PM
لماذا هذا المسيل الذي حد عرفة من جهة المزدلفة يسمى عُرَنة؟
للإجابة على ذلك لا بد من معرفة استعمال جذرها، وسبب تسميتها حتى ندرك تمثيلها في تسلسل مناسك الحج
استعمال مادة "عرن" هو في الاجتماع والتشابك الطويل والدائم
والعِرَانُ : القِتالُ ؛ ويكون فيه تشابك المتقاتلين بسيوفهم ورماحهم
و العِرَانُ : خشبة(عود) تُجْعَلُ في وَتَرةِ أَنف البعير وهو ما بين المَنْخِرَين حتى يقاد بها
و عَرَنَه يَعْرُنُه و يَعْرِنُه عَرْناً وضع في أَنفه العِرَانَ، عُرِنَ عَرْناً شكا أَنفه من العِرَان .
والعِرانُ : المِسْمارُ الذي يضم بين السِّنانِ والقَناة ؛ لتثبيت السنان بقناة الرمح ويكون وضعه من الجانب. رُمْحٌ مُعَرَّنٌ إذا سُمِّر سِنانُه بالعِرانِ , وهو المِسمارُ
و العَرِينُ و العَرِينَةُ مأْوى الأَسد الذي يأْلفه؛ والعَرينُ : هَشيمُ العِضاهِ .
والعَرينُ: الأَجَمةُ، والعرينُ : جماعة الشَّجر والشَّوْكِ والعِضاهِ , كان فيه أَسد أَو لم يكن .
العرين مكان تشابك الأشجار والأعشاب وإنما تأوي إليها الأسود لحفظ أشبالها فيها.
والسائر فيها يصبه من أشواكها لأنه يضع قدمه فيها ليمر بين الأشواك.
و العَرِينُ : فِناءُ الدارِ والبَلَدِ لأن يقع بين مجتمع البيوت أو الغرف
العَرِينُ: اللحم المَطْبُوخ .لأنه يختلط ببعضه وبما يوضع معه وبالماء الذي يصبح به مرقًا، ولا يتم الطبخ حتى يطول بقاؤها في النار،. و العَرَنُ الغَمَرُ . و العَرَنُ رائحة لحم له غَمَرٌ (والعَرَنُ) مُحرَّكةً الغَمَرُ وريحُ الطَّبيخِ (كالعِرْنِ) بالكسرِ والدُّخانُ
و عِرْنينُ الأَنف : تحت مُجْتَمَع الحاجبين , وهو أَول الأَنف حيث يكون فيه الشَّمَمُ، أي حيث يلتقي الحاجبان ويتشابكان.
العَرَنُ و العُرْنَةُ: داء يأْخُذُ الدابة في أُخُرِ رجلها كالسَّحَج في الجلد يُذْهِبُ الشَّعر , وقيل : هو تَشَقُّق يُصِيبُ الخَيْل في أَيديها وأَرجلها
و أَعَرَنَ الرجلُ: إذا تشَقَّقتْ سيقانُ فُصْلانه ,
وبطْنُ عُرَنة: واد بحذاء عرفات . وفي حديث الحج : وارْتفعُوا عن بطنِ عُرَنة ؛ هو بضم العين وفتح الراء , موضع عند الموقف بعرفات .(محيط المحيط)
وبَطْنُ (عُرَنَةَ) كهُمَزَةٍ بَعَرَفاتٍ ولَيْسَ من المَوْقِفِ (
وبطن عرنة (كهمزة ) وحكى بعض فيه بضمتين وليس بثبت بعرفات ) ومنه الحديث وارتفعوا عن بطن عرنة وقال نصر عرنة من عرفة وبطن عرنة مسجد عرفة والمسيل كله ( وليس من الموقف ) ذكره القرطبي وفيه خلاف طويل للفقهاء وبخط النووي رحمه الله تعالى ليست عرنة من عرفات قيل هي مجاورة لها (لسان العرب)

عندما تكلمنا بان عرفة أو عرفات تمثل موقف الحساب يوم القيامة، فمنهم المقربين ، ومنهم أصحاب اليمن، ومنهم أصحاب الشمال؛ فهي عرفة كموقف حساب، وهي عرفات لتنوع المحاسبة فيها، فمنهم من تعرض عليه أعماله عرضًا فقط، ومنهم من يناقش في عمله، ومن نوقش الحساب عذب.
وليس بعد الموقف إلا الذهاب إلى الجنة أو الإلقاء في النار.
والنار أخفض من موقف الحساب؛ ولو كانت أعلى منه أو مساوية له لفاضت وزحفت على أهل الموقف جميعًا.
وللمرور على النار وتعديها إلى الجنة ينصب الصراط فوق النار
وكل واحد يمر على الصراط بسرعة حسب عمله، وكلما كان سريعًا على النار؛ لم يجد من حرها شيئًا، وكلما كان بطيئًا طالت مدته على الصراط وزاد تأذيه من حرها.
والنار على جانبي الصراط ، وتلقى على المارين على الصراط الكلاليب؛ فمنهم سالم، ومنهم مخدوش، ومنهم منكوس في النار، ومن نكس صعدت رائحة طبخه في النار وحرق جلده، وتصاعد الدخان منه ومن النار. والمخدوش يصاب في سيقانه خاصة.
والصراط هو الطريق المظلم، فبعد قراءة الناس لكتبهم بنور العرش فوقهم،
قال تعالى: (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (69) وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ (70) الزمر.
وبعد ذلك يرتفع العرش ويتحول العرش إلى الجنة في الجانب الآخر خلف النار؛ ليكون فوق الفردوس الأعلى، ويحل الظلام على موقف الحساب، والإبصار يكون من نور السائر عليه نفسه؛
قال تعالى: (يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) الحديد.
أما الكافرون والمشركون والمنافقون الذين هم أسوأ فئاتهم فلا نور لهم؛
قال تعالى بعدها: (يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (14) الحديد.
ويساقون إلى نار حهنم سوقًا؛ قال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (72) الزمر.
ويتحرك الناجين بعد الصراط إلى أن يصلوا حدود الجنة ويحبسوا هناك خلف أبوابها حتى يجتمع أصحابها .. وهي حديثنا التالي
قال تعالى: (وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ (73) الزمر.

ومن إدراكنا لتسمية الوادي على طرف عرفة بعرنه ندرك لماذا كانت نمرة على حافة عرنه، وقد قلنا بان نمره جاء من اختلاط الألوان الذي مثل اختلاط الناس في الحساب ، وأكثر الناس هم من أهل النار، فالرؤية للنار ترهبهم وهم في الموقف؛
قال تعالى: (إِذَا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا (12) الفرقان.
وقال تعالى: (قال تعالى : (فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تَدَّعُونَ (27) تبارك.

أبو مسلم العرابلي
26/11/2009, 06:43 PM
المبيت بالمزدلفة
والمُزدَلِفة موضعٌ بين عرفات ومِنَى.
قيل: حَدَّهُ مِن مَأْزِمَيْ عَرَفَةَ إِلى مَأْزِمَيْ مُحَسِّرٍ،
قيل لها ذلك لأنهُ يُتقرَّب فيها إلى الله تعالى في أيام الحجّ
أو لاقتراب الناس إلى مِنَى بعد الإفاضة (أي بعد الخروج من عرفات)
أو لمجئ الناس إليها في زُلَفٍ من الليل
كما في قوله تعالى : (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ (114) هود
أو لأنها أرضٌ مستوية مكنوسة قيل هذا أقرب إلى الصواب.
هذه أقوال أربعة في سبب تسمية المزدلفة لكنها لم تربط لما تمثله مناسك الحج التي أشار الله تعالى إليها في سورة المادة التي أشرنا إليها
الزَّلَفُ و الزُّلْفةُ و الزُّلْفَى القُربةُ والدَّرَجة والمَنزلةُ . وفي التنزيل العزيز :
قال تعالى : (وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلَّا مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا (37) سبأ.
وقال تعالى : (وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآَخَرِينَ (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (65) الشعراء، أي قربناهم دون أن يدخلوا معهم ويجتمعوا بهم.
وقال تعالى : (وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ (13) التكوير.
وقال تعالى : (وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) ق.
وانتهاء نزول القرآن والأحكام كان في عرفة كان قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا (3) المائدة.
فبعد الانتهاء من الحساب في موقف الحساب بعرفة
ونصب الصراط على جهنم فالناجين منهم يدخلون في مزدلفة، ويتوجهون إلى أقرب مكان من منى
فمزدلفة هي لتمثيل اجتماع أصحاب الجنة قريبًا من أبوابها
فمزدلفة هي جمع أيضًا ففيها يجتمع أصحاب الجنة قبل الجنة
والمكان الذي وصله الرسول صلى الله عليه وسلم جبل قزح والذي يقام فيه مسجد المزدلفة
فمن قزح بمزدلفة يتم تفريق أصحاب الجنة على أبواب الجنة الثمانية، كما أن قوس قزح يكون من تشتيت الضوء الأبيض وتقسيمه إلى أطياف وألوانه السبعة.
وقد كان عليه الصلاة والسلام متكئًا على جانبه فيها فهي تمثل مرحلة الانتظار خارج الجنة قبل فتح أبواب
وتسمى مزدلفة بالمشعر الحرام في قوله تعالى: (فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) البقرة.
فأي نعمة تكون بعد النجاة من النار والتثبيت على الصراط فهي نعمة كبرى، ونعمة في الدنيا أن هدانا الله تعالى لنسك الحج.
والشعائر هي التي يتوالى الناس فعلها عامًا بعد عام
وأصحاب الجنة يتوالى وصولهم إلى مزدلفة ينتظرون بزوغ الفجر ليدخلوا إلى منى من الناجين الذين حرم الله عليهم النار .. فلذلك جاءت تسمية مزدلفة بالمشعر الحرام.
وأول الواصلين والناجين هم الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين من الذين يدخلون الجنة بغير حساب؛ وهؤلاء يستشرون بمن سيلحق بهم؛
قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) آل عمران.
وفي ليل مزدلفة يشعل الناس النار في كل مكان يعدون طعامهم , وأخذ هذا المنظر في مزدلفة والإفاضة من عرفات علي رضي الله عنه؛ أن يفسر العاديات بالأبل انطلاقها في الإفاضة من عرفات ووصولهم بها إلى مزدلفة (جمع) ليشعلوا النار يعدون لهم عشاءهم؛
قال تعالى: (وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (1) فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا (2) فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا (3) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا (4) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا (5) العاديات،
ولكن جمهور المفسرين هم مع تفسير ابن عباس رضي الله عنهما بالخيل

أبو مسلم العرابلي
26/11/2009, 07:39 PM
الحصر خلف وادي محسر
كم يطول وقوف الناس ينتظرون دخول الجنة؟
حتى يصل كل الناجين الذين لم يدخلوا النار ولم ينكسوا عن الصراط إلى نار جهنم ؟
انتظار طويل خلف أبواب الجنة يحسر الناس قبل دخولها
إلى أن يمل الناس فيبحثون عمن يشفع لهم لإنهاء انتظارهم
يذهبون إلى آدم عليه السلام .... فيعتذر بما كان منه
فيذهبون إلى نوح عليه السلام ....فيعتذر بما كان منه
فيذهبون إلى إبراهيم عليه السلام ....فيعتذر بما كان منه
فيذهبون إلى موسى عليه السلام ....فيعتذر بما كان منه
فيذهبون إلى عيسى عليه السلام ....فيعتذر ويرشدهم إلى من يذهبون
فيذهبون إلى محمد عليه الصلاة والسلام ....فيقول أنا لها
فيتشفع فيشفع له ..
وتفتح أبواب الجنة ويلجون إلى الجنة
لهذا سمي الفاصل بين مزدلفة ومنى بوادي محسر ..

أبو مسلم العرابلي
26/11/2009, 07:44 PM
دخول منى والمبيت بها

نهاية المطاف بعد الوقوف والمبيت بمزدلفة تتحقق الأمنية الكبرى
دخول منى هي المنية الأكبرى
منى هي العلامة على هذه الخاتمة العظمى
للنظر ما في لسان العرب:
(مَنَى) اللهُ الأَمرَ- مَنْيًا: قدَّره.
ويقال: مَنَى اللهُ لك الخيرَ؛ أي قدره لك،
وما تدرى ما يُمْنى لك: ما يقدر لك
ودارِي مَنى دارِك أَي إِزاءَها وقُبالَتَها . وداري بمَنى دارِه أَي بحذائها؛ .......لأن البيت ثابت في مكانه لا يرحل فكان مقدر عليه جيرته.
و(مُنِيَ) بكذا: ابتُلي به، ويقال: مُنِـيَ ببَلِـيّة أَي ابْتُلـي بها كأَنما قُدِّرت له وقُدِّر لها .
(المَنِيَّةُ): قدر الموتُ. (ج) مَنايا. .....وهي ما تقدر لك
(المَنَى): المِقْدَارُ. يقال: هو مِنِّى بمَنَى مِيلٍ : بيني وبينه قَدْرُ ميل.
(المَنِيُّ): النُّطفَة، وفي التنزيل العزيز: (مِنْ نُطْفَةٍ إِذا تُمْنَى) القيامة؛ .......لأنها مقدرة عليه وتتخلق فيه من غير إرادة منه؛
قال تعالى: (أَفَرَأَيْتُمْ مَا تُمْنُونَ (58) أَأَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الْخَالِقُونَ (59) نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) الواقعة
و الـمَنا: الكَيْلُ أَو الـمِيزانُ الذي يُوزَنُ به، .....لأنه به تقدر الأوزان
و مانَـيْتُه: لَزِمْته .
و مانَـيْتُه: انْتَظَرْتُه وطاوَلْتُه . و الـمُـماناة: الـمُطاولةُ والانْتِظار؛ وهو مد للقدر المضروب بينهما للوفاء بالدين أو بما وعده
(المُنْيَةُ): الأُمنيَّة .(ج) مُنَى و(الأُمْنِيَّةُ): البُغْية (ج) أَمانِيُّ. .......... وهي ما ترجو أن تقدر لك.
َبو العباس أَحمد ابن يحيى: التَّمَنِّـي حديث النفس بما يكون وبما لا يكون،
قال: و التمنـي السؤال للرب فـي الـحوائج . وفـي الـحديث: إِذا تَمَنَّى أَحدُكم فَلْـيَسْتَكِثِرْ فإِنَّما يسْأَل رَبَّه، وفـي رواية: فلْـيُكْثِرْ؛
قال ابن الأَثـير: التَّمَنِّـي تَشَهِّي حُصُولِ الأَمر الـمَرْغوب فـيه وحديثُ النَّفْس بما يكون وما لا يكون، والـمعنى إِذا سأَل اللَّه حَوائجَه وفَضْله فلْـيُكثِرْ فإِن فضل اللَّه كثـير وخزائنه واسعة .
و تَمَنَّى الكتابَ: قرأَه وكَتبَه . قال أَبو منصور: والتِّلاوةُ سميت أُمْنـيّة لأَنَّ تالـي القرآنِ إِذا مَرَّ بآية رحمة تَـمَنَّاها، وإِذا مرَّ بآية عذاب تَمَنَّى أَن يُوقَّاه .
و مَنَى اللَّهُ الشيء: قَدَّرَه، وبه سميت مِنًى، و مِنًى بمكة، يصرف ولا يصرف، سميت بذلك لـما يِمْنَى فـيها من الدماء أَي يُراق،
وقال ثعلب: هو مِن قولهم مَنَى اللَّه علـيه الـموت أَي قدَّره لأَن الهَدْيَ يُنـحر هنالك . و امْتَنَى القوم و أَمْنَوْا أَتوا مِنى؛
قال ابن شميل: سمي مِنًى لأَن الكبش مُنِـيَ به أَي ذُبح، وقال ابن عيـينة: أُخذ من الـمَنايا

وإذا نظرنا في تسلسل أعمال الحج فإن منى هي آخر وأعظم ما يتمناه المرء؛ أ لا وهو دخول الجنة؛ فمنى ممثلة لهذه المرحلة؛
وأيام منى هي أيام أكل وشرب ولا يحل للحاج الصيام فيها
ووجوب المبين فيها لأن المبيت علامة ثبا واستقرار حتى للحجاج من أهل مكة.
وإذا رجم فيها أو ذبح الهدي؛ تحلل من إحرامه، ويكتمل التحلل من جميع المحظورات بطواف الإفاضة، فلا يبقى شيء محرم عليه.
فمنى هي ممثلة للقدر الثابت لمن تكتب له السعادة ويدخل الجنة ويتنعم بنعيمها، فلا زوال لها بعد ذلك ولا خروج منها.
...

أبو مسلم العرابلي
28/11/2009, 08:17 AM
رمي الجمار ... رمي لكل خبرات الدنيا
للننظر ما في المعاجم أولاً ؛ (تاج العروس، لسان العرب، الوسيط، محيط المحيط)؛ حتى ندرك سبب تسمية الجمرة بالجمرة بفقه استعمال الجذور
[[جمر : الجَمْرَةُُ، بفتحٍ فسكونٍ النارُ المُتَّقِدَةُ، وإذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ، ج جَمْرٌ.
(الجَمْرَةُ): القطعةُ المُلتَهبة من النار.
الجَمْرَةُ: القَبيلَةُ انضمَّتْ فصارتْ يداً واحدةً لا تِنْضِمُّ إلى أحَد، ولا تُخَالِفُ غيرَها.
وقال اللَّيْث: الجَمْرَةُ: كُلُّ قومٍ يَصْبِرُون لقتالِ من قاتلَهم، لا يُخَالِفُون أحداً، ولا ينضمُّون إلى أَحد، تكونُ القبيلَةُ نفسُها جَمْرَةً، تَصْبِرُ لقِرَاعِ القَبَائِلِ، كما صَبَرَتْ عَبْسٌ لقبائل قَيْس.
لنا جَمَرَاتٌ ليس في الأرض مثلُها ...... كِرَامٌ وقد جُرِّبْنَ كلَّ التَّجَـارِبِ.
نُمَيْرٌ وعَبْسٌ تُتَّقَـي بـفِـنـائِهـا ....... وضَبَّةٌ قَومٌ بَأْسُهمْ غـيرُ كـاذِبِ.
وجَمَرَاتُ العَرَب: ثلاثٌ، كجَمَرَات المناسِك: بَنُو ضَبَّةَ بن أُدِّ بن طابخةَ بن الياس بن مُضرَ، وبنو الحارثِ بنِ كعبٍ، وبنو نُمَيْرِ بنِ عامِرٍ، فطُفِئَتْ منهم جَمْرَتانِ، طُفْئَتْ ضَبَّةُ، لأنها حالَفَتِ الرِّبَاب، وطُفِئَتْ بنو الحارِث، لأنها حالفَتِ مذْحج، وبَقِيَتْ نُمَيْرٌ لم تُطْفَأْ، لأنها لم تُحالِف. هذا قولُ أبي عُبَيْد،
وبنوا فلانٍ جَمْرَةٌ، إذا كانوا أَهلَ مَنَعَة وشِدَّةٍ.
عن أبي العَبّاس المبرّد في الكامل: جَمَرَاتُ العَرَب: لأنهم تجَمَّعُوا في أنفسهم، ولم يُدْخِلُوا معهم غيرَهم.
وفي حديث عُمرَ رضي اللهُ عنه: "لأُلْحِقَنَّ كلَّ قَوم بجَمْرَتِهم"، وجمَرَ فُلاناً وذَمَره: نَحّاه، ... وألحقه بجمعه.
وجَمَّرَه، أي الشيءَ تَجْمِيراً: جمَعَه. جَمَّرَ القومُ على الأمر تَجْمِيراً: تَجَمَّعُوا عليه، وانْضَمُّوا،
وفي حديث أبي إدْرِيسَ: دَخلتُ المسجدَ والناسُ أَجْمَرُ ما كانُوا، أي أجْمَعُ ما كانُوا.
جَمَّرَتِ المرأَةُ تَجْمِيراً جَمَعَتْ شَعرَها وعقَدتْه في قَفاها ولم تُرْسِلْه،
جَمَّر الجيشَ تَجْمِيراً، وفي بعض الأُصُول: الجُنْد: حَبَسهم وأبْقاهم في أرضِ، وفي بعض الأُصول: في ثَغْر العَدُوِّ ولم يُقْفِلْهم، من الإقفال وهو الإرْجاعُ، وقد نُهِي عن ذلك.
وجمَّرْتَنَا تَجْمِيرَ كِسْرَى جُنُودَهُ ..... ومنَّيْتَنا حتى نَسِينا الأمانِـيَا.
وفي حديث عُمر رضيَ الله عنه: "لا تُجمِّرُوا الجيشَ فتَفْتِنُوهم". قالوا: تَجْمِيرُ الجيشِ: جَمْعُهم في الثُّغُور، وحًبْسُهم عن العوْد إلى أًهْلِيهم.
والجَمار: القَومُ المُجْتَمِعُون.
(جُمَارى): يقال: جاءَ القومُ جُمَارَى: بأَجْمَعهم.
وجمَّرَهم الأَمْرُ: أَحَوْجهم إلى الانضمام.
وابْنَا جَمِيرٍ: اللَّيْلَتَان يَسْتَسِرُّ فيهما القَمَرُ. وأَجْمَرَتِ الليلَةُ: اسْتَسَرَّ فيها الهِلال. وابنُ جَمِيرٍ: هِلالُ تلك الليلةِ،
وقيل: ظُلْمةُ بنُ جمِير: آخِرُ الشَّهْرِ، والجُمْرةُ: الظُّلْمةُ الشَّدِيدةُ.
َجْمَرَتِ اللَّيْلةُ: اسْتَسَرَّ فيها الهلال،
الليلة التي لا يطلع فيها القمر في أُولاها ولا في أُخراها; ..... لأن ظلمة الليل اجتمعت فيه كله؛ من أوله إلى أخره فتكون أشد الليالي لأنه لا نور فيها.
أَجْمَرَ البَعِيرُ: اسْتَوَى خُفُّه، فلا خَطَّ بين سُلامَيَيْه، وذلك إذا نَكَبَتْه الجِمَارُ وصَلُبَ.
وقال أبو عَمرو: حافِرٌ مُجْمِرٌ: وَقَاحٌ صُلْبٌ، والمُفِجُّ المُقَبَّبُ مِن الحَوافِرِ، وهو محْمُودٌ.
أَجْمَرَ الفَرَسُ: وَثَبَ في القَيْد، ..(لاجتماع قدميه معًا)
أَجْمَرَ النَّخْلَ: خَرَصَهَا، ثم حَسَبَ فجَمَعَ خَرْصَها، وذلك الخارِص مُجْمِرٌ. أ
أَجْمَرَ الأَمْرُ بنِي فلانٍ: عَمَّهم جميعاً.
أَجْمَر الخَيْلَ: أَضْمَرهَا وجَمَعَهَا.
واسْتَجْمَرَ: اسْتَنْحَى بالجِمَار، وهي الأحجارُ الصِّغارُ.
قال أبو زيد: هو الاستنجاءُ بالحجارةِ، قيل: ومنه سُمِّيِتْ جِمَارُ الحَجِّ، للحَصَى التي يُرْمَى بها.
وجَمَرَه: أَعطاه جَمْراً.
أجْمر إذا أَسْرعَ، لأن آدَمَ عليه السلامُ رمَى إبليسَ عليه اللَّعَنةُ بمِنىً فَأجْمر بين يَديْه، أي أَسْرعَ،
اسْتَجمَر بالمِجْمَرِ، إذا تَبَخَّرَ بالعُود،
. والجامُورُ: القَبْرُ. ......(لاجتماع التراب عليه)
والجامُورُ مِن السَّفِينَةِ مَعْروفٌ.
والجامُورُ: الرَّأْسُ، تَشْبِيهاً بجامُور السفينةِ،
وفلانٌ لا يعْرِفُ الجَمْرَةَ مِن التَّمْرةِ. ويقال: كان ذلك عند سُقُوطِ الجمْرَةِ، وهُنَّ ثلاثُ جَمَراتٍ: الأُولَى في الهواءِ، والثانيةُ في التُّرَاب، والثالثةُ في الماءِ، وذلك حين اشتداد الحرّ.
الجَمْرَةُ: الحَصَاةُ، واحدةُ الجِمَار. وفي التَّوْشِيح: والعَرَبُ تُسَمِّي صغار الحَصَى جِمَاراً
الجَمْرَةُ: واحدةُ جَمراتِ المَنَاسِكِ، وجِمارُ المَناسِكِ وجَمَراتُها: الحَصيَاتُ التي يُرْمَي بها في مكَّة.
وهي جَمَرَاتٌ ثلاثٌ: الجَمْرَةُ الأُولَى، والجَمْرةُ الوُسْطَى وجَمْرَةُ العَقَبَةِ،
و الجَمْرَةُ واحدةُ جَمَراتِ المناسك وهي ثلاث جَمَرات يُرْمَيْنَ بالجِمارِ . والجَمْرَةُ : الحصاة . و التَّجْمِيرُ رمْيُ الجِمارِ . وأَما موضعُ الجِمارِ بِمِنًى فسمي جَمْرَةً لأَنها تُرْمي بالجِمارِ ، وقيل : لأَنها مَجْمَعُ الحصى التي ترمي بها من الجَمْرَة ، وهي من اجتماع القبيلة على من ناوأَها ، وقيل : سميت به من قولهم أَجْمَرَ إِذا أَسرع; ومنه الحديث : (إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه )
و أَجْمَرَ الرجلُ والبعيرُ : أَسرع وعدا ،
. والمجِمرَة التي يُوضَع فيها الجمر بالدخنة ج مجامر . ومنهُ المثل صبراً على مجامر الكرام
جَمَّرَ فلانٌ تَجْمِيراً: قَطَعَ جُمّار النَّخْلِ، وهو قَلْبُه وشَحْمُه، والواحدُ جُمّارَةٌ،
. الجُمّارُ، كرُمانٍ: شَحْمُ النَّخْلَةِ الذي في قِمَّةِ رَأْسِها، تُقْطَعُ قِمَّتُهَا، ثم يُكْشَطُ عن جُمّارةٍ في جوْفها بيضاءَ، كأنها قطعةُ سنام ضخمةٌ، وهي رَخْصةٌ، تُؤْكَلُ بالعَسَل والكافُور يُخْرَجُ مِن الجُمّارَةِ بين مَشَقِّ السَّعفَتَيْنِ، وهي الكُفُِرَّى ، كالجَامُورِ،
الجُمَّار شحم النخلة وهو مادَّةٌ بيضاءُ لينة لذيذة الطعم كالحليب المتجمد تكون في رأس النخلة الواحدة جُمَّارة ج جُمَّرات]]

استعمال مادة "جمر" في التجمع بسبب ما يصيب الشيء من شدة
فالجمر لا يكون إلا من شدة النار المتقدة فتنضجه من كل جوانبه وتجتمع النار فيه.
والحصى لا يتشكل حتى يدعكه السيل مرة بعد مرة مع تعرضه للماء والهواء والشمس، فتذهب نتوآته ويلين ملمسه، فيتجمع بعضه على بعض في مجرى السيل.
والجمرة من الناس الذين عركتهم الشدائد فصاروا ذو خبرة وشدة مع كثرة في عددهم فيستغنوا بتجمعهم عن الحاجة للتحالف مع غيرهم لسد ضعفهم.
وجمارة النخلة قمة رأسها التي يجتمع عليها سعفها ويظل امتداد النخل وارتفاعه بها سنة بعد سنة تظل واحدة لا تتفرع.
وتجمير الجيش في الثغور فيه شدة كبيرة عليهم.
وامتداد ظلمة الليل آخر من اول إلى آخره فيها شدة على الناس.
وحافر مجمر، صلب، وأجمر البعير صلب خفه واجتمع من شدة المشي

فرمي الجمار دلالته من سبب تسميته الجمار بالجمار.
فالإنسان يحتاج في حياة؛ إلى أمن على نفسه وأمن في رزقه ؛ وكل ما يتعلمه في حياته من صغره إلى آخر عمره من أجل ذلك.
وبعد دخول الجنة فلا حاجة للخبرته وكل ما تعلمه، ولا يحتاج أحد لذلك، فما تعلمه الطبيب مثلا في الحياة الدنيا يصبح لا قيمة له؛ فلا حاجة له به ولا حاجة للناس به.
فجاء رمي الجمار كناية عن رمي كل ما تعلمه الإنسان وخبره، لأجل الحياة الدنيا.
ويبلغ قمة تعلمه في كبره وأخذه الخبرة فيها بمرور السنوات الطويلة بتوع أحداثها ومجرياتها؛ لذلك أول ما يُرمى؛ الجمرة الكبرى في اليوم الأول، وهي شاملة لكل خبرة تعلمها قبل ذلك من صغره إلى كبره.
ثم يكون في الأيام التالية رمي الجمار الثلاث؛ الصغرى والوسطى والكبرى، وهي كناية عما تعلمه في صغره، وفي شبابه وفي كهوله، وفي كبره
وبعضًا من شيخوخته.
وكما بينا تقسيم مراحل العمر في السعي بين الصفا والمروة بأربعة مراحل؛ بدايتها من الصفا ونهاية الأخيرة في المروة؛
كذلك الإقامة في منى أربعة أيام، وثلاث ليال والرجم في وسط النهار بعد الزوال؛ كما أن كل مرحلة توسطها المرور بالمروة في السعي والرجوع إلى الصفا لتكون بدالة لمرحلة جديدة.
ولا إثم على المتأخر ولا المتعجل في قوله تعالى : (وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (203) البقرة.
وسقوط الإثم عن الطرفين؛ لأن خبرة الإنسان تكتمل بفترة الكهولة وفي الشيخوخة،
فمن رجم يومين بعد يوم دخول منى كفاه ذلك، (49 جمرة)؛ فقد حقق مراد الله تعالى من هذه المناسك ، وهي تمثل شريحة كبيرة من الناس.
ومن تأخر إلى آخر أيام منى ورجم فيها جميعًا، (70 جمرة)؛ فقد حقق أيضًا مراد الله تعالى من هذا المنسك، ويمثل شريحة كبيرة أخرى من الناس.

وهذا المنسك لا علاقة له بفعل آدم ، أو فعل إبراهيم عليهما السلام
ولم أقف على الحديث الذي ذكر في غريب الحديث : (إِن آدم رمى بمنى فأَجْمرَ إِبليسُ بين يديه )
وفسر أجمر بمعنى أسرع .. ولو صح هذا القول فإن أجمر تعنى تجمع على نفسه وضمر من حسرته وخزيه؛ لأن الله تعالى أغنى عباده عن السعي لطلب الرزق وتحقيق الأمن،
وهو ومن تبعه يظل في شقاء دائم، يبحث عما يخرجه من النار، وكلما أرادوا الخروج منها أعيدوا فيها، لتظل حسرتهم بلا انقطاع بلا رزق ولا أمن فيها.
وإبليس لا مكان له في الجنة ، ومنى هي تمثيل لخاتمة رحلة الإنسان بدخول الجنة لمن قضى حياته في طاعة الله عز وجل.
فأيام منى هي أيام أكل وشرب وتمتع وشكر لله على ما انعم به عليهم .

وأهل الكتاب لهم أقوال في رمي الجمار، ويرون أن إسحق عليه السلام وهو الذبيح، ومن ذلك ما رواه كعب الأحبار ولا صحة له: (وقال كعب وغيره: لما أري إبراهيم ذبح ولده في منامه، قال الشيطان: واللّه لئن لم أفتن عند هذا آل إبراهيم لا أفتن منهم أحداً أبداً. فتمثل الشيطان لهم في صورة الرجل، ثم أتى أم الغلام وقال: أتدرين أين ذهب إبراهيم بٱبنك؟ قالت لا. قال: إنه يذهب به ليذبحه. قالت: كلا هو أرأف به من ذلك. فقال: إنه يزعم أن ربه أمره بذلك. قالت: فإن كان ربه قد أمره بذلك فقد أحسن أن يطيع ربه. ثم أتى الغلام فقال: أتدري أين يذهب بك أبوك؟ قال: لا. قال: فإنه يذهب بك ليذبحك. قال ولم؟ قال: زعم أن ربه أمره بذلك. قال: فليفعل ما أمره اللّه به، سمعاً وطاعة لأمر اللّه. ثم جاء إبراهيم فقال: أين تريد؟ واللّه إني لأظن أن الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح ٱبنك. فعرفه إبراهيم فقال: إليك عني يا عدوّ اللّه؛ فواللّه لأمضين لأمر ربي. فلم يصب الملعون منهم شيئاً. ) تفسير القرطبي.
فإذا كان إبراهيم عليه السلام لم يحدث ابنه ولا زوجه بهذا الأمر ولا حدث به ... فكيف عرف الشيطان بوحي الله لإبراهيم في المنام بذبح ابنه؟؟!!
وإن صح ما قاله ابن عباس رضي الله عنهما، فلم يرفعه للرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا غابت تفاصيل هذا الحدث عن الأمة، ولا يعلم صحتها إلا بوحي : (وقال ٱبن عباس: لما أمر إبراهيم بذبح ٱبنه عرض له الشيطان عند جمرة العقبة فرماه بسبع حَصَيَات حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الوسطى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب، ثم عرض له عند الجمرة الأخرى فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ثم مضى إبراهيم لأمر اللّه تعالى.) تفسير القرطبي للآية (103) من سورة الصافات.
ومناسك الله تعالى التي طلب إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام من الله أن يريهما إياها، قائمة للدلالة على أمر عظيم مرتبط بما في السماوات والأرض، وعلم الله تعالى بكل شيء، وبالسبب الذي أمرا عليهما السلام به أن بنيا البيت، وليست على حدث عابر طارئ ... فالأمر أعظم وأجل ... وهو ما بينته آية المائدة التي احتتجنا بها في شرعية هذا البحث.

أبو مسلم العرابلي
28/11/2009, 10:41 AM
الحلق والتقصير
قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ..(196) البقرة.
وبعد الرجم يستطيع الحاج أن يحلق الشعر ويقلم الأظفار ..
وقد بينا من قبل دلالة الحلق الذي فيه قطع الصلة بما خرج من الإنسان وكان محل اهتمامه وعنايته له من قبل؛ فما دام الشعر على الرأس (وبه قد سمي)؛ يتعهده بالغسل والحلق والتسريح، فإذا حلقه ألقاه بعيدًا عنه، وانقطعت العلاقة به، وكذلك عمل الإنسان بعد موته؛ لا سلطة له على إصلاحه وتعديله وتغييره،
وبعد البعث كذلك يكون الأمر،
وبعد دخول الجنة لا عمل له ليزيد عليه أو يغير فيه. .. فكان الحلق بعد التحلل من العمرة التي مثلت عمر الإنسان، وبعد الحج التي مثلة خروج الإنسان للحياة الجديدة؛ الحياة الآخرة.
أما التقصير بعد العمرة فهي تمثيل القلة من الناس الذين يكون لعملهم امتداد في خير أو شر
وأما التقصير بعد الحج فهو يمثل قلة من الناس تمتد أعمالهم الحسنة بعدهم في ذريتهم فتلحق بهم في الجنة؛
قال تعالى: (وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ (21) وَأَمْدَدْنَاهُمْ بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (22) الطور.
أو أن الأمر أشد من ذلك؛ فمن أهل الجنة من تنقطع صلة بعمله ولا يناقش فيه ولا يحاسب فيدخل الجنة بغير حساب،
ومنهم من يناقش الحساب فيناله شيء من العذاب .. ثم يدخل الجنة ،
فيكون بذلك الحلق تمثيل لمن يدخل الجنة بغير حساب،
والتقصير تمثيل لمن يدخل الجنة بعد الحساب، ولحاق بعض العذاب به،
وقد يدل على ذلك وقويه؛ قول الرسول صلى الله عليه وسلم: رحم الله المحلقين .... فقالوا: والمقصرين.
فقال : رحم الله المحلقين .... فقالوا: والمقصرين.
فقال : رحم الله المحلقين .... فقالوا : والمقصرين
فقال : والمقصرين.
ولو سكتوا لسكت الرسول صلى الله عليه وسلم وبقي القول على: رحم الله المحلقين
ولكنهم أرادوا معرفة حال المقصرين؛ فلم يقلها إلا بعد ترحمه ثلاث مرات على المحلقين.
فمن قصر بقي له علاقة بعمله، وسيحاسب عليه، ثم تكون له الرحمة بدخول الجنة .
ومن شفقة النبي عليه الصلاة والسلام على أمتة أنه يريد لهم الحلق لا التقصير؛ لما يدرك من دلالة ذلك عند الله تعالى، وأراد لهم رحمة لا يسبقها عذاب.
فالحلق والتقصير بالحج له دلالة غير دلالته في العمرة؛ فذلك التقصير في العمرة قد يكون فيه زيادة رحمة إن استمر عمله بعده بإحدى الثلاث: ولد صالح يدعو له، أو صدقة جارية، أو علم صالح ينتفع به.
قال تعالى: (لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آَمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (27) الفتح فكن ذلك في العمرة وليس في الحج.
واللحم لم يذكر من طعام أهل الجنة إلا في هذه الآية من سورة الطور الذي أقسم به وهو الجبل العالي،
وفي صفة المقربين أصحاب المنزلة العليا في الجنة : (وَفَاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (20) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (21) الواقعة.
والطير إنما سمي باسمه لأنه يعلو في السماء.
وذكر في الآية السابقة مع الهدي حلق الرؤوس وأن حلق الرؤوس لا يصلح حتى يبلغ الهدي محله؛ أي يبلغ الوقت الذي يحل فيه ذبحه، ولبيان دلالة هذا الربط بينهما؛ نبين سبب تسمية الرأس بهذا الاسم، ولماذا ذكر حلق الرأس وليس حلق الشعر؟
جريًا على قاعدة في فقه استعمال الجذور؛ أن الجذور التي فيها حرفين صحيحين وأحد حروف العلة الثلاثة أو مضاعفة أحد الحرفين؛ يجمعها استعمال واحد، ويطل بعضها على بعض في المعاني، فالجذور التي فيها حرفي الراء والسين على الترتيب بدون قلب مع أحد حؤوف العلة أو تكرار أحدهما؛ تستعمل فيما يحتاج إلى عناية حتى لا يفسد؛
ومن ذلك ترسيس البئر (رسس) أي طويه بالحجارة حتى لا تنهار جوانبه فتدفن عين مائه،
ومن ذلك إرساء السفينة في الميناء، بتثبيتها بالمرساة لئلا تجرفها الأمواج أو تضربها بصخور الشط،
ومن ذلك تسمية الجبال بالرواسي؛ لأن عوامل التعرية بالمطر والرياح، والتجوية الكيماوية، وعوامل الحمل والنقل، وغير ذلك من العوامل التي تأخذ من الجبال حتى تسويها بالأرض، مع عمر الأرض الطويل، لكن عوامل الرفع الداخلي للجبال تعوض النقص الذي يحدث للجبال؛ وهذا ما يفسر قوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا (32) النازعات. أي يثبتها حتى لا تنتهي بعوامل التفتيت والتعرية والنقل والحمل.
والرأس سمي بهذا الاسم لأنه يحتاج إلى عناية، وإذا لم يعتن به فسد، ولما كان شعر الرأس ينمو باستمرار، وإذا ترك أشهرًا دون تنظيف وتمشيط، وتقصير، وتسريح؛ فسدت هيئة صاحبه، وتحول منظره إلى صورة منفرة ينفر منها الناس.
فالحلق من الاعتناء بالرأس، وجاء ذكرها في الآية في باب الاعتناء بالكعبة بسوق الهدي إلى أهل مكة حتى يظلوا معمرين لمكة من أجل الكعبة التي فيها، فجعل الهدي للكعبة؛ لأنه بسببها سيق الهدي الذي هم ينالون خيره مكافأة لهم على صبرهم على سكانها؛
وفي آية العمرة: محلقين رؤوسكم ولم يذكر ومقصرين رؤوسكم؛ مقصرين فقط؛ لدلالة الرأس على الاهتمام والاعتناء ،
وفي دلالة الحلق الاعتناء يكون أعظم، وفي دلالة التقصير شدة على الفئة التي يمثلها فعل التقصير، فينالهم شيء من العذاب أولا قبل دخول الجنة.
فإذا كان الحلق والتقصير له هذه الدلالة الكبير ..فلماذا لا تحلق المرأة أيضًا كالرجل ؟
الحلق يزيل الشعر، ولا يعد له وجود له يظهره،
والنساء بستر شعرهن كأنهن بلا شعر؛ فلا تغيير يحدث في منظر النساء،
ولتشارك الرجال في بعض هذا التمثيل في النسك؛ كان عليهن أخذ بعض الشعر. وإن كن أكثر أهل النار كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم؛ أي أنهن مرهونات بأعمالهم .. وبقاء شعرهن يوافق ذلك .... وأكثر من يمثلهم فعل التقصير، والله سبحانه وتعالى أعلم.

أبو مسلم العرابلي
28/11/2009, 01:55 PM
الهدي والبدن
جاء في القرآن الكريم ذكر الأضاحي على لفظين اثنين؛
الهدي: ما يسوقه الحاج من الأنعام معه في الحج؛
قال تعالى: (هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ .. (25) الهدي.
وتسمية الأضاحي بالهدي له دلالته الكبيرة؛ لأن استعمال مادة "هدي" في العطاء المثبِّت سواء كان شيئًا أو علمًا ومعرفة وحكمة، فهدى الله تعالى: هو عطاء الله الذي يكون فيه ثبات المؤمن في الدنيا على ما يرضي الله تعالى، وثباته في التمكين في الأرض، وثباته بالنصر على أعدائه، وثباته على الصراط يوم القيامة، وثباته بدخوله الجنة،
والهدية : تثبت المودة بين المتهادين،
وأما قوله تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) الصافات، أي ثبتوهم في أخذه إلى الجحيم؛ لأن ما يساق إلى العذاب لا يمشي إليه بنفسه، ويحاول أن يمنع أخذه إليه.
والهَدْي الذي يساق إلى مكة ويذبح في الحج يثبت الفقراء من أهل الحرم؛ لأنهم يسكنون بواد غير ذي زرع، وثباتهم يبقيهم ساكنين فيه، ويبقى الحرم عامرًا طوال العام، بما شرعه الله تعالى من مناسك الحج والعمرة، فلحوم الهدي تجفف، ويصنع منها القديد الذي يخزن للأكل، ويكفيهم طوال العام. أو معظم أيام السنة.
أما علاقته في الكون فقد يبين ذلك قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنَ النَّعَمِ يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ هَدْيًا بَالِغَ الْكَعْبَةِ أَوْ .. (95) المائدة.
ففي الكون نجوم أو ثقوب سوداء وأعظمها ما كان في مركز المجرة، وهذه النجوم السوداء هي التي تمسك نجوم المجرة في مواضعها، وهذه النجوم تظل في فقدان دائم لمادتها عن طريق المادة التي تتحول إلى طاقة حرارية تبث في الكون، وهذا الفعل من النجوم يعطيها مع طول زمن إشعاعها تباعدًا عن مركز المجرة، وتباعدًا أيضًا للكواكب السيارة التابعة لها. فمركز المجرة يحتاج إلى زيادة قوة جاذبيته لتبقى المجرة قائمة على حالها، ولا تستطيع تحقيق ذلك إلى بزيادة تركيز مادتها، بما تجذب إليها من نجوم وتبتلعها.
وقد أشرنا من قبل إلى أن سواد الكعبة مطلوب لذاته حتى تمثل ما في الكون على حقيقته؛ فما يساق إلى الكعبة من الهدي لا يعود مع الحجاج بل ينتهي فيها، وجاء قوله تعالى: (بالغ الكعبة) في معرض الحديث عن الصيد، وتناسب الآيات والسور كلمات الآيات قد تكلم فيها العلماء، وكتبوا كتبًا في ذلك. فما يبلغ مركز المجرة هو مما تصطاده النجوم السوداء.
ثم جاء ربط الهدي بأمر آخر؛ قال تعالى: (وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وَلا تَحْلِقُوا رُءُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ ..(196) البقرة. فربط تقديم الهدي مع الحصر، وذلك لبيان أهمية الهدي وانه لا يترك ولو حصر الحجاج في حجهم ... لدلالته العظيمة عند الله. كما قال تعالى أيضًا في أهمية الهدي: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلَا الْقَلائِدَ وَلَا آَمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَانًا ... (2) المائدة.
قال تعالى: (وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (36) لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) الحج.
وتسمية الهدي بالبدن بعد ذبحها لأن البدن جمع بدنة وهي الرأس من الإبل، والبدن من الجسم سوى الرأس والأطراف، ومن كان ليس له رأس ولا أطراف لا تكون فيه حياة، فلا عقل له يفكر به، ولا جوارح يعمل بها؛ قال تعالى بعد غرق فرعون: (فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آَيَةً ... (92) يونس. فانتفاخ بطن وصدر فرعون اللذان يجتمعان مع الظهر هما البدن، فانتفاخ بدنه جعله يطفو فوق الماء ليراه قومه، فيتيقنوا من هلاكه.
وكذلك الكواكب والنجوم عندما تُجذب إلى قلب النجوم السوداء لا يكون لها حول ولا قوة في الخروج من جذب الثقب الأسود لها؛ حالها كحال البدن الذي بلا رأس ولا أطراف.
وأمر آخر يزيد وضع "البدن" محل "الهدي" لدلالة لفظ البدن على معنى غير ما يدل عليه لفظ الهدي؛ أن الله تعالى قال: (فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا ) فإن الهدي ينحر واقفًا ووصفها صواف أي واقفة على قوائمها غير مقيدة ولا معقولة، فإن خشي انفلاتها فعقل يسراها أفضل،
وقوله تعالى: (وَجَبَتْ جُنُوبُهَا) أي سقطت على جنبها بعد نحرها، وهي علامة على نزف دمها وخروج روحها، وأنها أصبحت بلا حول ولا قوة كذلك.
أما قوله تعالى: (وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ )؛ فالقانع هو الراضي عن بقائه في مكة، قانع بما يناله على فقر فيه، ولا يخرج للمسألة، والمعتر من مادة "عتر" وهي في الإنابة عن آخر غيره؛ وعمًار بيت الله الحرام الساكنين فيه أنابوا عن بقية الأمة في إعمار بيت الله الحرام ؛ أما الحجاج والمعتمرين فإنهم يأتونه زائرين ويفارقونه بعد أداء نسكهم.
فالقانع والمعتر عاجز عن الكسب في واد غير ذي زرع، إلا ما يناله من من كسب في بيع أو مما يناله من لجوم الهدي؛ وأن الله لن ينال لحومها ولا دمائها، ولكن هؤلاء هم الذي ينالون ذلك مع أكل المقدمين أنفسهم لبعض الهدي.
وتسمية الفقراء في هذه الآيات (بالقانع والمعتر) غير تسميتهم لاحقًا في سورة الحج نفسها؛ في قوله تعالى: (فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ (28) الحج، فإن الفقر الذي يحل ببعض أهل الحرم هو من ثباتهم وبقائهم في مكة راضين بذلك، وسادين مسدًا كبيرًا عن بقية المعظمين لهذا البيت.
وما يساق من الهدي من النجوم والكواكب هو يساق إلى نجوم سوداء قابعة قانعة في مركز المجرة لا تخرج منه ولا ترحل عنه. والله تعالى أعلم.

أبو مسلم العرابلي
28/11/2009, 03:24 PM
إشعار القلائد
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ .. (2) المائدة.
وقال تعالى: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) المائدة.
والهدي ما سيق من الإبل والبقر والغنم ليهدى إلى الكعبة، البدن من الهدي الذي هدى، ومخصوصة بالإبل.
وقد بينا بأن هذا الهدي الذي يقدم للكعبة ليظل أهل الحرم معمرين لهذا الوادي الذي لا زرع فيه، ويقابل ذلك في الكون ما يجذبه قلب المجرات والثقوب السوداء من النجوم فتزيد مادتها وتزداد قوة جاذبيتها ليظل للمجرة تماسكها، ولا ترحل منها نجومها.
وقياسًا على نجم الشمس الذي له توابع سيارة من الكواكب، فإن كل النجوم أو الشموس في المجرة لها توابع مثل ما للشمس من توابع، والذي تجذبه مراكز المجرات من النجوم تجذبه بما معه من الكواكب الذي تدور حوله.
وفي خلق الكواكب من توابع النجوم قولان؛
القول الأول: أنها تكونت من السديم الغازي الذي تكون منه الشمس، وحافظت على حالت الدوران الذي كان يدور فيه السديم حول نفسه.
والقول الثاني: أنها خلقت من جسم الشمس بعد أن حدث له انفجار أطار قشرتها والأجزاء الخارجية منها؛ فتكونت منها هذه الكواكب التي تدور حوله.
وفي نظرنا إلى شعائر الله تعالى نجد أن من شعائر الله القلائد التي تدل على الله بما خلق، فالهدي الذي يساق إلى الكعبة؛ يصنع له قلادة من لحاء الشجر، أي القشرة الخارجية منه، ويطوق بها عنق الهدي؛ ليعلم أنها هدي إلى الكعبة ... وهو عمل لا نرى فيه أمرًا كبيرًا، لكنه عند الله كبير، فلما كان الهدي لتثبيت أهل الكعبة ليظل الحرم مسكونًا وعامرًا، وكذلك النجوم المضيئة بسبب قوة إضاءتها، التي تُهدى إلى مراكز المجرات والثقوب السوداء؛ لتثبت المجرة بقوة جذب هذه النجوم السوداء لنجومها، فيبقى ارتباط بعضها ببعض، بقوة الجذب التي بينها، أو بقوة العلاقات الكعبية بينها الذي أشرنا إليها من قبل،
ومع هذه النجوم التي تخر في قلب الثقوب كواكبها السيارة التي تدور حولها، فكأنما هذه القلائد مثلت الكواكب، مع تمثيل الهدي بالنجوم التي تهوي في الثقب السوداء،
وهذا ما يجعلنا من ترجيح أن الكواكب السيارة في المجموعة الشمسية تكونت من قشرة الشمس، في انفجار حدث للشمس قبل وجود الكواكب، وفي هذا ترجيع على أن الكواكب السيارة خلقت من النجوم، وليس من سدم غازية، وأن للنجوم المضيئة كواكب معتمة لا ترى لبعدها عنا، ونقدم شهادة الله عز وجل الذي جعل القلائد علامة على علم الله لما في السماوات والأرض، على شهادة من يحكم بالظن.
وعلامة أخرى تلحق بالبُدُن؛ أن تطعن في أعلى سنامها ليسيل الدم، ويجف على جانبها، فيعلم أنها هدي للكعبة، وأنه قد وجب على صاحبها هديها، ولا يحل لأحد التعرض لها، ولا بيعها، ولا إهدائها لأحد، ولا تورثها لو مات صاحبها.
وعلامة الدم قد تشير إلى ما يلحق هذه النجوم التي تخر في قلب الثقوب السوداء من ارتفاع حرارتها قبل اختفائها، وخروج بعض ما في باطنها، ورأي العلماء أن النجوم التي تخر تتفجر قبل وصولها من شدة الجذب لها، وأضعف ما في الأرض هو قمم جبالها؛ حيث تخرج منها براكينها، وإسالة الدم من البُدُن يكون من أعلى سنامها، وهو أعلى شيء فيها...
والدم لا يلبث مدة حتى يتحول إلى اللون الأسود، وفي هذا إشارة إلى ما تؤول إليه النجوم من السواد.
وكذلك فإن الهدي يذبح ويقطع ويوزع على فقراء الحرم، ويصنع منه القديد لخزنه من كثرته، فيتغير لونه إلى السواد أيضًا، ولا يبقى على حمرته التي تعرف فيه وقت ذبحه.
فمن كتابي "حقيقة السموات كما صورها القرآن" باب "مقاليد السموات والأرض" ص 138
مادة "قلد" استعملت في جمع الأشياء وحشرها؛ ولذلك جاءت تسمية القلادة، حيث تحشر حباتها في سلكها أو خيطها، والقلادة التي توضع في عنق الدابة لحشرها وربطها في مكانها، وكذلك تقليد الهدي بقلادة من لحاء الشجر يوضع في عنقها، أو أي علامة لتعرف أنها هدي، فهي لا تباع بعد ذلك، ووجب نحرها في مكة، وجاء ذكرها في آيتين؛ قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلَا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ .. (2) المائدة.
وقال تعالى: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) المائدة.
وتقلد الأمر ألزم نفسه به، وقلده غيره ألزمه به 00 وكل ما خلق الله تعالى وما فيها، هو مجموع ومحشور في ملك الله، ولا يخرج عنه أينما كان 00 وملك الله واسع لا يعلمه إلا هو سبحانه 00 ومن هذا الملك السموات والأرض، فقال تعالى أيضًا في آيتين؛ قال تعالى: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِ اللَّهِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (63) الزمر
وقال تعالى: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (12) الشورى.

والمقاليد جمع إقليد، أو مقلاد، وهي المفاتيح، والمفاتيح للخزائن، والخزائن هي لجمع الغالي والنفيس وحشرهما فيها لحفظه، لذلك جاءت التسمية بالمقاليد، ففي السماوات والأرض جمع الله تعالى وحبس وحشر فيهما رزق الإنسان، ومن كل ما ينفعه، ويمكِّن له العيش في الأرض.
وبعد اطلاع الإنسان على حال الأجرام الأخرى، وخلوها من الهواء الذي لا غنى لنا عنه في عملية التنفس، وخلوها من الماء الذي منه كل شيء حي، وخلوها من التربة الصالحة لإنبات النبات، وخلوها من سماوات تحفظها؛ ندرك كم من النعم والأرزاق التي حشرت في الأرض والسماوات، وحرمت منها الأجرام الأخرى 00فمن هذه المقاليد التي لا يتحكم فيها إلا هو سبحانه وتعالى، يبسط الرزق للناس مؤمنهم وكافرهم في الحياة الدنيا، والكافر هو المحروم الخاسر الذي لا ينال إلا ما كتب له في الدنيا، وليس له في الآخرة إلا النار.
فالإشارة إلى الكواكب بالقلائد يدل على حشرها مع النجوم، كما أنها محشورة في مدار تدور فيه حول النجوم،
وحفظ الكون بما سنه الله تعالى فيها؛ من إهداء النجوم العظيمة إلى مراكز الجذب في المجرات؛ ذلك من حفظ الله لما خلق بالقوانين التي سنها وحكمها بها والله تعالى أعلم .

أبو مسلم العرابلي
29/11/2009, 11:23 AM
طواف الإفاضة
يجري الطواف حول الكعبة ثلاث مرات بأربعة مسميات:
- طواف القدوم: وهو للمفرد والقارن عند وصوله إلى الحرم وقبل ذهابه إلى عرفات. وهو غير واجب، ويستطيع الحاج الذهاب إلى عرفة مباشرة إذا كان وقته ضيقًا، ولا شيء عليه بتركه لطواف القدوم.
- طواف العمرة: وهو للمتمتع عند وصوله للحرم، وهو نفسه طواف القدوم؛ وهو ركن من أركان العمرة، ويغني عن طواف القدوم الذي للمفرد والقارن، لأنه يباشره عند قدومه.
- طواف الإفاضة: ويكون بعد الإفاضة من عرفات ومن المشعر الحرام؛ وهذا ركن من أركان الحج، وتركه يفسد حج تاركه، ويغني عن طواف الوداع إذا أخره الحاج لآخر أيام منى، وانطلق بعدها قافلاً إلى بلده.
- طواف الوداع: عندما يعزم الحاج العودة إلى بلده، ومفارقة البيت؛ وهذا واجب على من طاف الإفاضة قبل وداعه للبيت؛ أي أنه أتم أيام منى بعد الإفاضة، أو أقام بالبيت بعد الحج.


فطواف الإفاضة حول الكعبة هو ركن من أركان الحج، وتسميته جاءت من أدائه بعد الإفاضة من عرفات؛ قال تعالى: (لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (199) البقرة.
ويفضل تعجيل أداء طواف الإفاضة بعد رمي الجمرة الكبرى في أول أيام العيد، لفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، ويجوز تأخيره حتى ينتهي من المبيت بمنى أو خلال هذه الأيام، لكن الانتهاء من فعل الطواف يرفع كل المحظورات حتى النساء، ولا يبقى من أعمال الحج إلا رمي الجمار، والمبيت بمنى، والتحلل من لباس الإحرام يكون بعد رمي الجمرة الكبرى في صباح يوم العيد، لذلك فوجوب لباس الإحرام قد انتهى، وانتهى معه ما كان يدل عليه، فاختلاف الإضاءة على الأرض، وتعاقب الفصول، وتعاقب الليل والنهار، كل ذلك ينتهي بنهاية الحياة الدنيا. وينتهي كذلك رؤية النجوم والكواكب التي كانت ترى في السماء الدنيا، فالآخرة نهار لا ليل يتبعه، ولا نجوم ليل ترى بعد ذلك.

ووقوع المناسك كلها بين سلاسل جبال سوداء؛ هي علامة لأحداث تكون في كون أسود مظلم، ممتد إلى حد لا يعلمه إلا الله تعالى، إلا هذه الأماكن التي تحدث فيها الأحداث يوم القيامة: موقف الحساب الذي يبقى لأجل قصير حتى ينتهي القضاء بين الناس، وتبقى بعد ذلك نار دائمة ممتلئة بالتعساء، وجنة يعلوها عرش الرحمن؛ فيها من شملتهم رحمة الله، ونجي من النار.
ولا ينتهي هذا الحال بالنسبة للمؤمن حتى تتحقق له الأمنية بدخول الجنة في الآخرة، وفي مناسك الحج بدخول منى، ورمي الجمرة الكبرى، فيخلع لباس الإحرام.
وطوافه بعد ذلك حول الكعبة وجعل هذا الطواف ركن من أركان الحج هو تأكيد لبقاء الكون على نفس قوانين الله تعالى؛ إنما التغير يحصل للأرض وللسماوات من حولها فقط.
أما سعي الحج للمتمتع بعد الإفاضة؛ فهو تمثيل لما يكون عليه بعض أصحاب الجنة؛ من الولدان والغلمان الذين يقومون بخدمة آبائهم،
فإن لم يكن أباهم من أصحاب الجنة؛ خدموا غيرهم من أصحابها،
وهناك سعي آخر يكفر عن السيئات قبل دخول الجنة؛ مشقة وعناء دخول النار للفاسقين والعاصين من أهل التوحيد قبل أن يخرجوا منها، حتى إذا تطهروا من ذنوبهم أدخلوا الجنة،
ويكون مبيتهم بمنى بعد الطواف والسعي هو تمثيل لدخول الجنة والاستقرار بها بعد سعي الآخرة.
وأكمل حج لتمثيل رموز الكون هو حج المتمتع الذي تمنى لو فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه لم يسق الهدي وتحلل. وكان حجه قارنًا أكثر تمثيلاً لحياة النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا والآخرة، وحج التمتع أكثر تمثيلاً لحياة الناس المتنوعة.

أبو مسلم العرابلي
29/11/2009, 03:13 PM
دلالة التكبير
يبدأ الحج بالتلبية :
لبيك اللهم لبيك ..
لبيك لا شريك لك لبيك ....
إن الحمد والنعمة لك والملك ....
لا شريك لك
وبعد الرجم يبدأ التكبير :
الله أكبر الله أكبر الله أكبر
لا إله إلا الله
الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
ومعنى الله أكبر: أن الله عز وجل أعظم مرجع يرجع إليه
فاستعمال مادة "كبر" في الرجوع.
فالكبير هو الذي يرجع إليه قومه بغض النظر عن عمره لخبرته أو لشرفه فيهم أو لغناه.
والكبير في كل شيء يقاس به غيره وليس فوقه شيء مما يقارن به.
كعذاب كبير، وعذاب يوم كبير، وإثم كبير، وأجر كبير، ونفقة كبيرة، وشيخ كبير، وعلو كبير، والعلي الكبير، وخطء كبير، وطغيان كبير، وفضل كبير، وعتو كبير، وجهاد كبير، ولعن كبير، وضلال كبير، ومُلك كبير، وفوز كبير، .... وأكبرهم علمًا ، وأكبرهم حجمًا، وأكبرهم قدرًا،
فالعذاب الكبير؛ الذي يكون كل عذاب دونه، واليوم العظيم؛ كل الأيام دونه مقارنة به.
والكبر والكبرياء : هو زهو النفس بأنه يجب على الناس الرجوع إليه، وليس عليه الرجوع إليهم.
والكِبْر: الطبل لعلو صوته على الأصوات وجلب الناس وعودتهم إليه لما يسمعونه.
فالتكبير جاء للشهادة لله من الناس حجاجًا وغير حجاج؛ بأنه أكبر مرجع لهم في أمور دينهم ودينياهم، وآخرتهم.
فعلى الإنسان أن يدرك ذلك، وأنه يعرف ما يجب عليه، وألا يدع الرجوع إلى الله تعالى في كل وقت، وألا ينس الرجوع الكبير؛ الرجوع إلى الله عز وجل، وألا يجعل فوق الله عز وجل أحد من خلقة يرجع إليه دون الله تعالى.

أبو مسلم العرابلي
29/11/2009, 04:21 PM
طواف الوداع
كما بدأ الحاج بالطواف حول الكعبة أول وصوله البيت الحرام،
فإن آخر عمل يقوم به الحاج قبل الرجوع إلى بلده؛ الطواف حول الكعبة.
الطواف بلا ملابس إحرام ، ودون تلك الرموز التي مثلتها ملابس الإحرام،
فالأرض ومعها الجنة التي أزلفت منها، ستظل تدور حول مركز المجرة إلى ما يشاء الله تعالى.
دون الشمس التي قد كورت وطفئت ،
ودون القمر الذي قد جمع مع الشمس،
ودون نجوم الليل الذي لم يعد له وجود في الظل الممدود.
وبطواف الوداع تنتهي رحلة الحج؛
تلك الرحلة في قوانين الكون ورموزه، ومراحل الحياة في الدنيا والآخرة
ومن كان عليه هدي لم يستطع تقديمه؛ يصوم سبعة أيام في بلده ليتم الأيام العشرة التي عليه ليكتمل حجه.
والله تعالى أعلم .

المولدي اليوسفي
29/11/2009, 04:51 PM
الأخ العزيز و الشيخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. و أعاد الله عليك العيد و أنت في أحسن حال.
سيدي المحترم نفع الله أبناء الأمة بما قدمت لهم و جازاك وافر العطاء عنهم أحسن الجزاء.

أبو مسلم العرابلي
29/11/2009, 06:22 PM
الأخ العزيز و الشيخ المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. و أعاد الله عليك العيد و أنت في أحسن حال.
سيدي المحترم نفع الله أبناء الأمة بما قدمت لهم و جازاك وافر العطاء عنهم أحسن الجزاء.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله طاعتكم
الكريم الفاضل الدكتور المولدي اليوسفي
بارك الله فيكم وأحسن الله إليكم
وأشكر لكم مروركم الكريم
ونفعنا الله تعالى بخير هذا الدين العظيم

نصرالله مطاوع
29/11/2009, 07:22 PM
بوركت شيخنا اين منك مؤسساتنا التعليمية ، يا الله كم انت مظلوم يا شيخنا .

أبو مسلم العرابلي
29/11/2009, 08:04 PM
بوركت شيخنا اين منك مؤسساتنا التعليمية ، يا الله كم انت مظلوم يا شيخنا .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بخير وتقبل الله طاعتكم
وزادكم الله من علمه وفضله وإحسانه
وبارك الله فيكم يا ابن الكرامة
وكل شيء عند الله بمقدار
والحمد لله رب العالمين

عائشة صالح
29/11/2009, 08:24 PM
يوم العتق من النار

فهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف :

ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ "

وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة ، فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا " رواه أحمد وصححه الألباني .

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين



بارك الله فيك أخي الفاضل على ما تفضلت به من معلومات قيمة ومفيدة
أثابك الله الجنان ونفع بك وأحسن إليك
نسأل الله أن يدخلنا الجنة بلا حساب ولاسابقة عذاب


http://www.wata.cc/forums/imgcache/16055.imgcache.jpg

تقديري واحترامي

أبو مسلم العرابلي
29/11/2009, 11:01 PM
يوم العتق من النار
فهو يوم مغفرة الذنوب والعتق من النار والمباهاة بأهل الموقف :
ففي صحيح مسلم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة ، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء ؟ "
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يباهي ملائكته عشية عرفة بأهل عرفة ، فيقول : انظروا إلى عبادي أتوني شعثا غبرا " رواه أحمد وصححه الألباني .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بارك الله فيك أخي الفاضل على ما تفضلت به من معلومات قيمة ومفيدة
أثابك الله الجنان ونفع بك وأحسن إليك
نسأل الله أن يدخلنا الجنة بلا حساب ولاسابقة عذاب

http://www.wata.cc/forums/imgcache/16055.imgcache.jpg
تقديري واحترامي


وبارك الله في الأخت الكريمة عائشة أبو صلاح
وجزاك الله بكل خير على هذه اللمسة الطيبة من الأحاديث النبوية الشريفة
وزادك الله تعالى من فضله وعلمه وإحسانه

لطفي الياسيني
01/12/2009, 02:06 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك مولاي الفاضل على هذه المعلومات المفيدة والقيمة
جعلها في ميزان حسناتك
باحترام تلميذك المبتلى = اعاقة + شلل + فقد العين اليسرى
ابي مازن

أبو مسلم العرابلي
01/12/2009, 07:16 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
جزاك الله خيرا وبارك الله لك وعليك مولاي الفاضل على هذه المعلومات المفيدة والقيمة
جعلها في ميزان حسناتك
باحترام تلميذك المبتلى = اعاقة + شلل + فقد العين اليسرى
ابي مازن

وجزاكم الله بكل خير وأحسن الله إليكم
أخي الكريم الفاضل الصابر لطفي الياسيني
أسفت عندما قرأت ما ابتليت به ولكنني تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم : (عجبت لأمر المؤمن فأمره كله خير ؛ إن أصابه خير فشكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له .. وليس ذلك إلا للمؤمن)
فأنت في نعمة وليس في بلوى؛ إن كنت من الصابرين الشاكرين، فهي طهور إن شاء الله تعالى، وتكفير عن تقصيرنا في حق المولى سبحانه وتعالى .. وذلك مما تقدمه لآخرتك وذلك خير ثابت لك إن شاء الله، ونسأل الله لك العافية في الدنيا والآخرة
وكل عام أنتم بخير وتقبل الله طاعاتكم
وأكرمكم الله وبارك الله فيكم ولكم وعليكم في أنفسكم وأهليكم ومالكم وأعمالكم

المهندس وليد المسافر
01/12/2009, 12:59 PM
بوركت شيخنا الجليل وجعلها الله في ميزان حسناتك.
أنها موسوعة بمعنى الكلمة، مزج العلم مع الفلك مع الدين لتوضيح ما يصعب فهمه عن أسرار الكعبة المشرفة.

أميرة عمارة
01/12/2009, 03:06 PM
أستاذي الكريم
بحث أكثر من رائع!!
دائما ما كنت أتساءل، هل هنا فرق بين كلمتي الحَج والحِج، الواردتين في القرآن في ( الحَج أشهر معلومات...) وفي (ولله على الناس حِج البيت).. وأقف متعجبة أمام اختلاف الدلالة..
جزاك الله خيرا كثيرا على هذا البحث الرائع، وشكرا للأخ الذي أثار السؤال لنستفيد جميعا من هذه الإجابة الوافية..
كل عام أنت بخير أستاذي
تحيتي لك

أبو مسلم العرابلي
01/12/2009, 03:17 PM
بوركت شيخنا الجليل وجعلها الله في ميزان حسناتك.
أنها موسوعة بمعنى الكلمة، مزج العلم مع الفلك مع الدين لتوضيح ما يصعب فهمه عن أسرار الكعبة المشرفة.

وبارك الله فيكم أخي الكريم المهندس وليد المسافر وجزاكم الله بكل خير
وشاكرًا لكم مروركم الكريم على الموضوع وحسن رأيكم فيه
ولكم منا كل محبة ومودة وتقدير

أبو مسلم العرابلي
01/12/2009, 04:05 PM
أستاذي الكريم
بحث أكثر من رائع!!
دائما ما كنت أتساءل، هل هنا فرق بين كلمتي الحَج والحِج، الواردتين في القرآن في ( الحَج أشهر معلومات...) وفي (ولله على الناس حِج البيت).. وأقف متعجبة أمام اختلاف الدلالة..
جزاك الله خيرا كثيرا على هذا البحث الرائع، وشكرا للأخ الذي أثار السؤال لنستفيد جميعا من هذه الإجابة الوافية..
كل عام أنت بخير أستاذي
تحيتي لك

وجزاك الله بكل خير وأحسن الله إليك
وبارك الله لك في مرورك الكريم
ولكم منا كل مودة وتقدير

محمد محمد حسن كامل
01/12/2009, 04:59 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذي الكريم وبارك الله لك في وقتك
هل هناك ابحاث منشورة عن موضوع مناسك الحج ايات كونية الذي تحدثنا عنه مالم ارجو ان ترسل لي اي نبذة عن الموضوع على ايميلي
ادامك الله
فيصل العواضي


الاستاذ المفضال فيصل العواضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتم بخير
اخي الكريم لقد كتبت موضوعا عن الحج نشرته وكالة الانباء عرب فايف نت
بعنوان الكعبة نواة والحجاج اليكترونات
وفي المقال علاقة مناسك الحج بالكمياء
قراءة ممتعة علي الرابط التالي
مع وافر تحياتي
محمد محمد حسن كامل

www.arabnet5.com/articles.asp?الكعبة-نواة-والحجاج-اليكترونات

أبو مسلم العرابلي
01/12/2009, 05:13 PM
الاستاذ المفضال فيصل العواضي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكل عام وانتم بخير
اخي الكريم لقد كتبت موضوعا عن الحج نشرته وكالة الانباء عرب فايف نت
بعنوان الكعبة نواة والحجاج اليكترونات
وفي المقال علاقة مناسك الحج بالكمياء
قراءة ممتعة علي الرابط التالي
مع وافر تحياتي
محمد محمد حسن كامل
www.arabnet5.com/articles.asp?الكعبة-نواة-والحجاج-اليكترونات

أشكر للأخ محمد كامل على تجاوبه مع الموضوع
ولو استطعت نقل ما كتبته لنقلته إلى هنا ففيه لفتات جميلة
والأخ فيصل كان يريد مني تسجيل حلقات تلفزيزنية قبل الحج ولم أكن جاهزًا عندما اتصل بي
وقد زارني في الصيف عندما حضر للعلاج
وهناك مسائل عددية لم أنشرها
وأمامي كتاب أريد الانتهاء منه قريبًا
وبارك الله فيكم

محمد محمد حسن كامل
01/12/2009, 06:07 PM
أشكر للأخ محمد كامل على تجاوبه مع الموضوع
ولو استطعت نقل ما كتبته لنقلته إلى هنا ففيه لفتات جميلة
والأخ فيصل كان يريد مني تسجيل حلقات تلفزيزنية قبل الحج ولم أكن جاهزًا عندما اتصل بي
وقد زارني في الصيف عندما حضر للعلاج
وهناك مسائل عددية لم أنشرها
وأمامي كتاب أريد الانتهاء منه قريبًا
وبارك الله فيكم
الاستاذ الفاضل ابو مسلم العرابلي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحياتي علي تقديركم الكريم
سوف ارسل لكم نسخة يمكن ان تنشرونها ابتغاء وجه الله
واود ان الفت انتباهكم لموضوع اخر بعنوان
محمد صلي الله عليه وسلم والمثلث المتساوي الاضلاع
وفيه استخدام الهندسة وحساب المثلثات في شخصية رسول الله
قراءة ممتعة علي الرابط التالي
تحياتي
اخوكم
محمد محمد حسن كامل
www.arabnet5.com/news.asp?c=2&id=40668

محمد محمد حسن كامل
01/12/2009, 06:21 PM
أشكر للأخ محمد كامل على تجاوبه مع الموضوع
ولو استطعت نقل ما كتبته لنقلته إلى هنا ففيه لفتات جميلة
والأخ فيصل كان يريد مني تسجيل حلقات تلفزيزنية قبل الحج ولم أكن جاهزًا عندما اتصل بي
وقد زارني في الصيف عندما حضر للعلاج
وهناك مسائل عددية لم أنشرها
وأمامي كتاب أريد الانتهاء منه قريبًا
وبارك الله فيكم
اخي الفاضل ابو مسلم العرابلي
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مرسل لكم نص المقال كاملا
الكعبة نواة والحجاج اليكترونات
وفي انتظار تعليقاتكم
تحياتي
الكعبة نواة والحجاج اليكترونات
مما لا شك فية ان الحج يمثل الركن الخامس والاخير من اركان الاسلام وهو المنحة الالهية للتوبة والمغفرة فيكفيك حجا مبرورا لتغتسل من ذنوبك وتنقي صفحتك فقد قال المصطفي عليه الصلاة والسلام (الحج المبرور ليس له جزاءا الا الجنة )وفي حديث اخر (من حج البيت ولم يرفس ولم يفسق رجع كيوم ولدته امه) من اجل ذلك كانت الدعوة الي الحج للمصالحة مع الله والمجتمع والنفس وكما ذكرت في مقالي محمد صلي الله عليه وسلم والمثلث المتساوي الاضلاع ان الانسان يتعامل في حياته مع الله والنفس والمجتمع وان الرسول عليه الصلاة والسلام هو خير من حقق لغة السلام مع الله والسلام مع النفس والسلام مع الحياة وقد لقي محمد ربه راضيا مرضيا اذن الحج دعوة للسلام فلا يصح لك ان تحج دون المصالحة مع الله بامتثال اوامره واجتناب نواهيه وكذلك مع المجتمع فلا بد ان تصالح اهلك وعشيرتك وتسدد دينك ان كنت مدين وان تقصد بيت الله بعد مصالحة الكل وكذلك مصالحة النفس والالتزام بالخلق الحسن والصبر علي الطاعات والسرعة الي ابواب التوبة والمغفرة
الحج مؤتمر السلام الاكبر يحتاج شحذ الهمم والطاقات للهجرة الي الله ورسوله
الحج السند الاعظم لتلك العقيدة الاسلامية الراسخة ومن اجل ذلك قال الحق تبارك وتعالي ( وأذن في الناس بالحج يأتوك رجالا وعلي كل ضامر يأتين من كل فج عميق)
وتامل اخي المسلم قوله تعالي (واذن) والاذان اعلام واعلان وتنتهي الاية بقوله تعالي ( من كل فج عميق) وكأن القران يضع تصورا لنزوح الحجيج من كل حدب وصوب وتحققت تلك النبؤة في عصرنا هذا الملايين تقصد مكة المكرمة من كل اطراف الارض بكل الالوان واللغات وكلهم علي كلمة سواء لبيك اللهم ما لبيك لبيك لا شريك لك لبيك لقد غطي الاذان للصلاة الان كل اطراف العالم باختلاف خطوط الطول والعرض والمسافات والازمنة
وموخرا اثبت العلماء تحقق النسبة الذهبية في موقع الكعبة المكرمة باعجاز مذهل تنحني العقول والهامات سجودا لله رب العالمين
فرض الحج علي الامة في العام التاسع من الهجرة وقد حج رسول الله صلي الله عليه وسلم مرة واحدة وهي حجة الوداع ويكفيه ذلك وهو الذي غفر له من ذنبه ما تقدم وما تأخر
للحج شروط ا وهي الاسلام العقل الاستطاعة الحرية البلوغ والمحرم للمرأة
ومن شروط صحة الحج الاسلام والاحرام في الزمان والمكان والعقل وعدم الجماع وترك مبطلات الحج
والحج ثلاثة انواع
الافراد وهو نية الحج فقط والمفرد يستمر في احرامه حتي ينتهي من الحج
والمتمتع وهو بنية العمرة اولا اي يحرم من بلده بنية العمرة وبعد اداءها يتحلل من احرامه منتظرا للحج
والمقرن وهو نية الحج والعمرة معا
وعلي المتمتع والقارن الهدي اي ذبح فان لم يجد فعليه صوم 3 ايام في الحج و7 ايام بعد العودة الي اهله
احرام الرجل قطعتين من القماش الابيض لا مخيط فيهما وهو اشبه بالكفن فانت قد ارتديت كفنك ترك اموالك واحسابك وانسالك واهلك مقدما نفسك قربانا لله تبارك وتعالي والاحرام لايفرق بين غني ولا فقير الناس كلهم سواء امام الحق تبارك وتعالي عبيد جاءوا ليصبحوا عباد والانتقال بين الياء في عبيد والاف في عباد فهم عبيد بالقهر والذل يرجون رحمة الله وبعد الحج يصبحون عباد بالحب وهي درجة الانتقال من الادني الي الاعلي
والحج لحظات سرمدية روحية تنقلك الي عالم الفناء لله في قصة اسماعيل الذبيح وابراهيم الخليل وسعي هاجر بين الصفا والمروة وتفجر بئر زمزم ورفع قواعد اول بيت بني للناس و هزيمة ابرهة الحبشي الذي اراد ان يهدم الكعبة وقصة الفيل التي تمثل رمز القوة في كل العصور وتحنث محمد في غار حراء ونزول الوحي والدعوة للاسلام في مكة والهجرة للمدينة وفتح مكة وحجة الوداع ولقاء رسول االله ربه راضيا مرضيا
ذكر لفظ الحج 7 مرات في القران الكريم موافقا لعدد مرات الطواف والسعي بي الصفا والمروة
الحج عودة الي الحياة التي رسمها القران
عودة للطهر والنقاء والفطرة ولاسيما بعد الرحمة والمغفرة
والمتامل لطواف الحجاج حول الكعبة يري مشهدا عجبا
الكعبة تتشابة مع نواة الذرة التي تحمل شحنات موجبة ولكن باعداد ما لا نهاية لها والحجاج يتشابهون بالاليكترونات السالبة التي تدور حول النواة الموجبة وطواف الحجاج حول الكعبة الموجبة يجعلهم ان يفقدوا شحناتهم السالبة والتي تمثل ذنوبهم فيحدث الاختزال بين الشحنات الموجبة في الكعبة وبين الشحنات السالبة في الحجاج فيخرج الحاج من ذنوبة فيرجع كما ولدته امه
الامر الذي يجعلني ان اطرح سؤالا هل يمكن لاصاحب نوبل في الكمياء ان يتخيلوا تلك الذرة الكبري كم فيها من شحنات موجبة تختزل الشحنات السالبة لضيوف الرحمن من العام التاسع من الهجرة حتي الان؟
يا اخواني كم تدفعون لمحو ذنوبكم؟
اليس الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة
عفا الله عني وعنكم اجمعين
وجعلنا من ضيوف بيته
اللهم امين
محمد حسن كامل
كاتب ومفكر بباريس
للتواصل مع الكاتب
paris1506@hotmail.fr
ت0040734350175

جمال الدين عثمان
01/12/2009, 07:01 PM
الأستاذ الجليل أبو مسلم
عن نفسى كرجل يحب القراءة ويعشقها....يزداد حبى لك فى الله لأنك تخاطب عقلى ثم وجدانى.
لذا فنورانيات أفكارك تصل إلى عمق العقل والنفس.
أزادك الله فقهآ ودينآ وعلما
جمال الدين

أبو مسلم العرابلي
01/12/2009, 08:39 PM
الأخ الكريم محمد محمد حسن كامل
أشكر لكم هذا التجاوب والتعاون
وبارك الله فيكم ولكم وعليكم
وزادكم الله تعالى من علمه وفضله وإحسانه
لكلم منا كل الحب والمودة

أبو مسلم العرابلي
01/12/2009, 08:51 PM
الأستاذ الجليل أبو مسلم
عن نفسى كرجل يحب القراءة ويعشقها....يزداد حبى لك فى الله لأنك تخاطب عقلى ثم وجدانى.
لذا فنورانيات أفكارك تصل إلى عمق العقل والنفس.
أزادك الله فقهآ ودينآ وعلما
جمال الدين

الأخ الفاضل الحبيب جمال الدين عثمان
أحبك الله الذي أحببتني من أجله
وزادكم (دون همزة) الله حبًا وفقهًا وعلمًا وخيرًا وإحسانًا
وكل عام وأنتم بخير وتقبل الله منكم طاعاتكم له
وبارك الله فيكم ولكم وعليكم

عيسى حسن الجراجرة
05/12/2009, 09:34 PM
الموضوع رائع وعميق وهو صادر من كاتب ومؤلف يحيط إحاطة تامة بمادة موضوعه. وقد أضافت قراءتي للموضوع علما معمقا فشكراً لأخي أبي مسلم ألف شكر.ً

أبو مسلم العرابلي
06/12/2009, 08:24 PM
الموضوع رائع وعميق وهو صادر من كاتب ومؤلف يحيط إحاطة تامة بمادة موضوعه. وقد أضافت قراءتي للموضوع علما معمقا فشكراً لأخي أبي مسلم ألف شكر.ً

أشكركم على مروركم الكريم
وبارك الله فيكم ولكم
ويسعدني أن تكون هذه أول مشاركاتكم
وننتظر رؤية جهودكم في تقدم واتا وإثرائها بفكركم وكنوز أدبياتكم

نبيل الجلبي
10/12/2009, 06:29 PM
أستاذنا الكريم أبو مسلم المحترم
جزاكم الله كل خير وبارك بكم

أبو مسلم العرابلي
10/12/2009, 11:21 PM
أستاذنا الكريم أبو مسلم المحترم
جزاكم الله كل خير وبارك بكم

وجزاكم الله بكل خير وفضل وإحسان
وبارك الله فيكم ولكم وزادكم من فضله وعلمه

أمير البياتي
11/12/2009, 01:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الكريم أبو مسلم العرابلي
جزاك الله خيراً على هذا الشرح الوافي والتفسير المسهب لمناسك الحج وقد أعجبني فيه دوام المقارنة بين كل منسك وماتعتقد أنه يقابله من أحوال الكون والدنيا،،، فجزاك الله خيراً وثقّل بهذا العمل ميزان حسناتك يوم يكون الوزن هو الحق، إنه سميع مجيب.
أخي الكريم
كنت ممن منَّ الله عليهم بالحج هذا العام، لذا تراني متأخراً في تسطير ايات الثناء لكم ولكل الأخوة الذين ساهموا في إغناء الموضوع، ورغم وجود كثير من المنطق وتتابع السياقات في تفسيركم، إلا إني أرى أن أحد أهم اركان الحج هو الإنقياد التام لمشيئة الخالق والإذعان لأمره بأداء هذه المناسك،،، سواءً حكمها المنطق ظاهراً أو باطناً أو لم يسعفنا العقل بالوصول إلى حكمتها، أي تسليم تام بالأمر وإطاعة مطلقة دون سؤال... هناك كثير من الأسئلة: لماذا هنا وليس هناك؟ ولماذا هذا العدد وليس ذاك؟ ولماذا أفعل هذا وأترك ذاك؟ وعلمها كلها عند ربي.
نعم، إن هذا لا يمنع من التفكر بالأمر ومحاولة إيجاد العلاقات والروابط كما فعلتم أنتم جزاكم الله خيراً، ولكني أرى أن الإستسلام لأمر الخالق هو خير عند ربك جزاءً وخير مردا...
تقبل الله صالح أعمالكم وهنأكم بدينكم ودنياكم وفتح عليكم أبواب علمه أكثر،،، وتقبل عذري
وكل عام وأنتم بخير

أبو مسلم العرابلي
12/12/2009, 10:09 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ الكريم أبو مسلم العرابلي
جزاك الله خيراً على هذا الشرح الوافي والتفسير المسهب لمناسك الحج وقد أعجبني فيه دوام المقارنة بين كل منسك وماتعتقد أنه يقابله من أحوال الكون والدنيا،،، فجزاك الله خيراً وثقّل بهذا العمل ميزان حسناتك يوم يكون الوزن هو الحق، إنه سميع مجيب.
أخي الكريم
كنت ممن منَّ الله عليهم بالحج هذا العام، لذا تراني متأخراً في تسطير ايات الثناء لكم ولكل الأخوة الذين ساهموا في إغناء الموضوع، ورغم وجود كثير من المنطق وتتابع السياقات في تفسيركم، إلا إني أرى أن أحد أهم اركان الحج هو الإنقياد التام لمشيئة الخالق والإذعان لأمره بأداء هذه المناسك،،، سواءً حكمها المنطق ظاهراً أو باطناً أو لم يسعفنا العقل بالوصول إلى حكمتها، أي تسليم تام بالأمر وإطاعة مطلقة دون سؤال... هناك كثير من الأسئلة: لماذا هنا وليس هناك؟ ولماذا هذا العدد وليس ذاك؟ ولماذا أفعل هذا وأترك ذاك؟ وعلمها كلها عند ربي.
نعم، إن هذا لا يمنع من التفكر بالأمر ومحاولة إيجاد العلاقات والروابط كما فعلتم أنتم جزاكم الله خيراً، ولكني أرى أن الإستسلام لأمر الخالق هو خير عند ربك جزاءً وخير مردا...
تقبل الله صالح أعمالكم وهنأكم بدينكم ودنياكم وفتح عليكم أبواب علمه أكثر،،، وتقبل عذري
وكل عام وأنتم بخير

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم أخي الدكتور أمير بياتي وجزاكم الله بكل خير
وتقبل الله منكم حجكم وجعله الله تعالى حجًا مبرورًا وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا
نعم أخي الفاضل الاستسلام لله تعالى فيه متعة العبادة، سواء كنا ندرك ما وراء فرض هذه العبادة أم لم ندرك،
فأمر الله تعالى يجب أن يعظم وينفذ ويعمل بما فيه .. والعبادات في الأصل لا تبرر.
ولقد ذكرت في بداية هذا الموضوع شرعية هذا البحث بالتعليل الذي جاء في قوله تعالى: (جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) المائدة.
وكان ذلك منطلق بحثي ... واستجابة لهذا التعليل الذي أراده الله عز وجل ... ولم يكن مجرد بحث، أو خاطرة طرأت ، أو وجهة نظر جديدة ....
وإذا توافقت متعة النفس بالعبادة لله عز وجل، ومتعة العقل بمعرفة الحكمة من هذه العبادة؛
تعاظمت المتعة لدية، وتعاظم في نفسه جلالة هذه العبادة التي أمره بها الله تعالى ... ليعظم الله عز وجل حق إجلاله وتعظيمه ..

ام الفضل بنت الشيخ
22/12/2009, 12:42 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو مسلم العربلي أشكرك جزيل الشكر على هذه المجهودات الطيبة.
وأرجوا أن يتسع صدرك لبعض الملاحظات:
مع أن هذا النوع من التفسير للآيات القرآنية يستهوي كثيرا من الباحثين المعاصرين إلا أنه:
- لا يخلو من المخاطر والمجازفات وذلك أنه ينموا فوق أرض رملية قلية الإستقرار -إلا ما رحم ربي - وتلك هي حال معظم ما يسمى بالحقائق العلمية والتى هي في كثير من الأحيان مجرد فرضية ما تلبث أن تلغيها كليا او جزئيا فرضية جديدة.
-والأمر الآخر يكمن في نزع الآيات القرأنية من إطارها الطبعي :أسباب النزول ، فهم الصحابة لها ،ما قيل فيها من احادث...فتصبح الآية كاليتيم الذي لا يعرف له أصل ولا فصل والكل يريد أن يتبناه!!!

اسمحلي الآن أن أعلق على ما جاء في المداخلة رقم 2

(جَعَلَ اللّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلاَئِدَ ذَلِكَ لِتَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَأَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (97) المائدة.
هذه الآية تدل على أن كل ما في مناسك الحج وشاملة على مناسك العمرة كذلك؛ قد شرعت لتدل على آيات الله في السموات والأرض، وتشمل حياة الإنسان؛


1-أخي الفاضل لو فعلا شرعت هذه الآية لتدل على آيات الله في السموات والأرض فلماذا لم يستدل أي أحد من المسلمين من الأولين ولا من الآخرين
على المعلومات الفلكية التى أتيت أنت بها ؟ وأنت نفسك لم تستدل على هذه المعلومات انطلاقا من نظرك إلى الكعبة أو تدبرك في المناسك بل انطلقت من المعلومات الفلكية التى وفرتها وكالات الفضاء ثم نزلت بها إلى الأرض لتجد لها قالبا قد يحتوها!!!
2-ولو شرعت المناسك للتدلل على آيات الكونية كما تقضلتم لكان البحث العلمي والفلكي فرض عين على كل مؤمن وهذا مستحيل لأنه من فروض الكفاية. لأن قوله تعالى: لتعلموا... هذه الآية عامة في حق كل المسلمين.
3-كيف تكون المناسك قد شرعت للتدليل على الآيات الكونية وكل الصحابة والتابعين ووكثير من الآخرين قد ماتوا وهم لا يعلمون عن الآيات الكون إلا الشيء اليسير اليسير!!! ومع ذلك كان إيمانهم أصلب وأقوي فماذا كانت تعني لهم هذه الآية إذا؟
4-والحقيقة أخي الكريم أن ما ذهبت إليه في تفسيرك لقوله تعالى: (لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات والأرض) من الآية97 المائدة قد جانب الصواب بل أظنك ذهبت عكس معنى الآية:
(لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات والأرض) فالله يأمر عباده أن يعلموا ويؤمنوا أن الله يعلم ما في السموات والأرض
وليس المطلوب من العباد أن يعلموا ما في السماوات والأرض ولم يقل تعالى "لتعلموا ما في السموات والأرض". إذا فقولكم بأن المناسك قد شرعت لتدل على آيات الله في السموات والأرض، وتشمل حياة الإنسان؛ غير صحيح.

الصحيح أن مناسك الحج شرعت لعبادة الله وحده وطاعته بأداء
المناسك في الوقت المشروع والمكان المشروع وبالطريقة التى أمر سبحانه بها فهو أعلم
بما يصلح الناس وأعلم بما ينفعهم وهو يعلم ما في السماوات وما في الأرض. فليطمئن المؤمن
أن لله بعلمه الواسع قادر على تدبيرأمور الناس وأمور السموات والأرض.
وهذا ما جاء في كثير من التفاسير
والله أعلم.

.
اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا وزدنا علما، إنك أنت العليم الحكيم
تحية كلها تقدير واحترام أستاذنا الفاضل أبو مسلم

أبو مسلم العرابلي
22/12/2009, 12:02 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم أبو مسلم العربلي أشكرك جزيل الشكر على هذه المجهودات الطيبة.
وأرجوا أن يتسع صدرك لبعض الملاحظات:


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وأنا أشكر الأخت الكريمة أم الفضل على اهتمامها وردها
وأعلمكم أن صدري واسع يتسع لكل ما ذكر في هذا الرد



مع أن هذا النوع من التفسير للآيات القرآنية يستهوي كثيرا من الباحثين المعاصرين إلا أنه:
- لا يخلو من المخاطر والمجازفات وذلك أنه ينموا فوق أرض رملية قلية الإستقرار -إلا ما رحم ربي - وتلك هي حال معظم ما يسمى بالحقائق العلمية والتى هي في كثير من الأحيان مجرد فرضية ما تلبث أن تلغيها كليا او جزئيا فرضية جديدة

الأخت الكريمة أم الفضل بارك الله فيك ... لو قلت: هذا النوع من التفسير "يحبه" لكان خيرًا من قولك هذا النوع من التفسير "يستهويه" ؛ الدال على اتباع الهوى والضلال ويقبله الذي يستهويه لأنه يوافق هواه وليس لصحته وقوة الحجة فيه ...
لا يقال ذلك لمن حبس نفسه في البحث أكثر من ثلاثين سنة .. ولا يقيم بناءه على رمال متحركة
وفي العلوم فرضيات وحقائق ... فكيف صارت الحقائق فرضيات ؟!وليس بعضًا منها؛ بل "حال معظمها" على حد قولك.
وليس التعميم يصلح لأن يرمى به كل واحد لمجرد مخالفته.
أعلم أنك تتكلمين من باب الحرص ولك كتابات تشهد بحسن النية .. ولذلك دعوتك للنظر في الموضوع مع تقديري السابق أنك قد تعارضين ذلك .. وتعليقي هذا إنما هو على ألفاظ الرد التي جلبت في هذا الرد ...



-والأمر الآخر يكمن في نزع الآيات القرأنية من إطارها الطبعي :أسباب النزول ، فهم الصحابة لها ،ما قيل فيها من احادث...فتصبح الآية كاليتيم الذي لا يعرف له أصل ولا فصل والكل يريد أن يتبناه!!!

هذا القول أدخل في نفسي بعض الشك .. فلعل فاتني شيء وقد تجاوزته
فراجعت ثمانية تفاسير لعلي أجد سببًا خاصًا بنزول هذه الآية
بل إن تفسير إن كثير وضعها في جملة آيات (96-99) ولم يتطرق لهذه الآية لا بكثير ولا قليل ...
والطبري الذي يكثر من تعدد الروايات لم يذكر شيئًا عن صحابي غير ابن عباس رضي الله عنهما
عن تفسير قيامًا للناس: (قال: قـيامها أن يأمن من توجه إلـيها.)
وخبرًا أيضًا عنه عن القلائد : (كان ناس يتقلدون لـحاء الشجر فـي الـجاهلـية إذا أرادوا الـحجّ، فـيعرفون بذلك.)
وآيات الله لن تكون يتيمة لا أصل لها ولا فصل؛ بل هي كلام الله وكفى بها من نسبة إليه ... وهو الذي تكفل للنبي عليه الصلاة والسلام ببيانها، وبيانها في كل العصور لا يحتاج إلى وحي جديد ... بل هو مما يفتحه الله تعالى على عبادة بالمنهج الموافق لما نزل به الحق.



اسمحلي الآن أن أعلق على ما جاء في المداخلة رقم 2
[FONT="Simplified Arabic"]
1-أخي الفاضل لو فعلا شرعت هذه الآية لتدل على آيات الله في السموات والأرض فلماذا لم يستدل أي أحد من المسلمين من الأولين ولا من الآخرين
على المعلومات الفلكية التى أتيت أنت بها ؟ وأنت نفسك لم تستدل على هذه المعلومات انطلاقا من نظرك إلى الكعبة أو تدبرك في المناسك بل انطلقت من المعلومات الفلكية التى وفرتها وكالات الفضاء ثم نزلت بها إلى الأرض لتجد لها قالبا قد يحتوها!!!

أختي الكريمة أم الفضل ما هكذا تورد الإبل
إذا كان ابن عباس نفسه يقول لم أكن أعرف تفسيرًا لقوله تعالى: (إنه ظن انه لن يحور) حتى سمعت أعرابية تطلب من ابنتها أن ترجع إليها بقولها : حوري حوري .. ففهم من سماعه من الأعرابية "أن لن يحور" : أي أنه لن يرجع إلى الله. وهو رضي الله عنه الذي فتح باب الاستشهاد باللغة على مصراعيه نثرًا وشعرًا وقاد الأمة لجمع اللغة الذي أدى إلى وضع المعاجم ووضع علوم اللغة لخدمة كتاب الله مما فات الصحابة الكثير منه
وكتاب الله لا يقف على شخص ولا فئة ولا قرن من الزمان .. لأنه وضع لكل الناس .. وقسم تعالى الفضل بينهم
منهم السابقين وبقي فضل لـ "آخرين لما يلحقوا بهم"
ومن الذي أقر أن من يكتم علمًا لأنه لم يقل به من سبقه معذور عند الله ...
إذا لم يستدل به الأولون فلأن هذا مما لم يصل إليهم فهم معذورون
وإذا لم يستدل به المتأخرون .. فاجعليني ممن يستدل به إذا شئت
لقد تكلم الكثير عن طواف الحجاج من اليمين إلى اليسار؛ وقالوا: إن الكون من الذرية إلى المجرة كلها تدور من اليمين إلى الشمال، .. وغير ذلك
لكن دراستها بكل تفاصيلها بهذا المنهج لم يقم به على حد علمي أحد
وما قمت به بناء على فهمي للآية، وبعد سنوات من هذا الفهم، ورأيت فيها أنه طلب من الله تعالى أن ندرك هذا الرابط بينهما، وواجب أوجبته على نفسي تقربًا به إلى الله تعالى.
وشمرت عن ذراعي بما يسر لي من معلومات لأجد هذا الرابط الذي يربط بين المناسك وبين ما في السماوات والأرض.
واستدللت على أشياء وتفسيرات فلكية لم يوافقني عليها أعضاء الجمعية الفلكية التي أنا عضو فيها لسبب واحد : أن الغرب لم يقل بها... وليس عندهم تعليل إلا أنها هكذا وجدت منذ نشأتها.
فليس ما عند الغرب هو الذي أعتمده لأنهم متقدمون علينا .. بل آخذ ما يوافق هذه المناسك التي فرضها الله تعالى .. واجتهدت فيما لا يعرفوه أو أخالف به ما يقولون به .. فالأصل عندي ليس علم الفلك .. بل الأصل هو ما ورد في ديننا
وأصحح لهم بهذا الأصل ما يخالفوننا فيه وما لم يعرفوه بعد ...
فقه استعمال الجذور هو العلم الذي أنادي به ليحل كثيرًا من مشاكلنا في اللغة ويفجر ينابيع المعرفة بهذه اللغة
لقد التقيت بقس قبل سنوات ورأى كتابي أحبك أيها المسيح ودخل معي في نقاش ..(وكل من في المجلس من النصارى غيري وغير أخي)
عن قوله تعالى : (ووجدك ضالاً فهدى) وبينت له باللغة أن هذه الآية شهادة وتبرئة من الله تعالى لنبيه من الكفر والشرك
فقال هذا أول مرة أسمع بهذا التفسير .. لأن يجادل المسلمين ولا يحسنوا الرد عليه
وقد سئل الدكتور عبد الصبور شاهين عن تفسير الآية ؛ فقال قولاً أحزنني: كانوا كلهم ضالين
وبقية الموضوع على هذا الرابط
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=11424
ثم دخل في قصة الغرانيق وإلقاء الشيطان في أمنيه
ففرقت له بين الأمنية التي هي شيء خارج النفس وبين الرغبة في الأمنية وهي فعل قلبي
والإلقاء في كان في نفوس الكافرين وليس في نفس النبي فقال : وهذا أول مرة أسمعه
مع أني راجعت أكثر ثلاثين تفاسيرًا تكاد تجمع على قول: (ألقى في نفسه) (ألقى في قلبه) (ألقى على لسانه) واستثقلها بعضهم فقالوا كان ذلك وهو في نعاس ,, ...
ثم ذل وسكت .. ورأيت الشرر يتطاير من عيون الحاضرين التي ترمقه ليأتي بشيء يحرجني فيه
ويومها هان علي كل تعب الليالي والسهر على فقه استعمال الجذور أني لم أكن أنا الضعيف في هذا المجلس الذي لا يستطيع الدفاع عن دينه
والموضوع على هذا الرابط
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=11343




2-ولو شرعت المناسك للتدلل على آيات الكونية كما تقضلتم لكان البحث العلمي والفلكي فرض عين على كل مؤمن وهذا مستحيل لأنه من فروض الكفاية. لأن قوله تعالى: لتعلموا... هذه الآية عامة في حق كل المسلمين.
من علِم يا أختي الفاضلة أم الفضل يُعْلم من لم يعلم



3-كيف تكون المناسك قد شرعت للتدليل على الآيات الكونية وكل الصحابة والتابعين ووكثير من الآخرين قد ماتوا وهم لا يعلمون عن الآيات الكون إلا الشيء اليسير اليسير!!! ومع ذلك كان إيمانهم أصلب وأقوي فماذا كانت تعني لهم هذه الآية إذا؟
قوة الإيمان أمر آخر وليس مبني على كثرة المعلومات، بل هو مبني التصديق الجازم القاطع الذي لا شك فيه، والعمل بما أنزل الله تعالى .. فليس هذا بمقياس
أما هذه المعلومات فقد أخبر تعالى بأنها ستكون؛ في قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت. وهذه الآيات التي تكلم الله عنها في هذه الآية لن يشهدها الصحابة ولن يكون لديهم علم بها، وعدم معرفة الصحابة بها ولا التابعي ليس دليلا لرفضها أو التقليل من شأنها.



4-والحقيقة أخي الكريم أن ما ذهبت إليه في تفسيرك لقوله تعالى: (لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات والأرض) من الآية97 المائدة قد جانب الصواب بل أظنك ذهبت عكس معنى الآية:
(لتعلموا أن الله يعلم ما في السموات والأرض) فالله يأمر عباده أن يعلموا ويؤمنوا أن [COLOR="Green"]الله يعلم ما في السموات والأرض
وليس المطلوب من العباد أن يعلموا ما في السماوات والأرض ولم يقل تعالى "لتعلموا ما في السموات والأرض". إذا فقولكم بأن المناسك قد شرعت لتدل على آيات الله في السموات والأرض، وتشمل حياة الإنسان؛ غير صحيح.
[SIZE="5"]
لا أظن أن أختنا أم الفضل تجهل أن اللام في "لتعلموا" أنها لام سببية وأن الأربعة التي ذكرها الله تعالى ؛ الكعبة، والشهر الحرام، والهدي، والقلائد قد وضعت لسبب ألا وهو: أن نعلم منها أن الله يعلم ما في السماوات والأرض.
وهذا غير إيماننا بأن الله يعلم ما في السموات وما في الأرض وكما قال تعالى : (وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (231) البقرة. وقوله تعالى: (وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16) الحجرات.



الصحيح أن مناسك الحج شرعت لعبادة الله وحده وطاعته بأداء
المناسك في الوقت المشروع والمكان المشروع وبالطريقة التى أمر سبحانه بها فهو أعلم
بما يصلح الناس وأعلم بما ينفعهم وهو يعلم ما في السماوات وما في الأرض. فليطمئن المؤمن
أن لله بعلمه الواسع قادر على تدبيرأمور الناس وأمور السموات والأرض.
وهذا ما جاء في كثير من التفاسير
والله أعلم.
.
اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا وزدنا علما، إنك أنت العليم الحكيم
تحية كلها تقدير واحترام أستاذنا الفاضل أبو مسلم
هذا كلام طيب والذي فرض الحج فرضه لأجل عبادته وحده ويجب طاعته في أمره ؛ أدركنا مغزى العبادة أم لم ندرك وكما قلت فإن الأصل في العبادة لا تبرر وإن بررت في هذه لأن الله تعالى جعلها سببًا يدل على علمه لما في السماوات والأرض. وأن الله حي قيوم لا يعجزه تدبير شيء في السماوات والأرض
والله تعالى أعلم
وبارك الله في أختنا أم الفضل ولها
وزادها الله تعالى من علمه وفضله وإحسانه

ام الفضل بنت الشيخ
22/12/2009, 09:01 PM
أخي وأستاذي الفاضل زادك الله علما وحلما
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الأخت الكريمة أم الفضل بارك الله فيك ... لو قلت: هذا النوع من التفسير "يحبه" لكان خيرًا من قولك هذا النوع من التفسير "يستهويه" ؛ الدال على اتباع الهوى والضلال ويقبله الذي يستهويه لأنه يوافق هواه وليس لصحته وقوة الحجة فيه ...
لا يقال ذلك لمن حبس نفسه في البحث أكثر من ثلاثين سنة .. ولا يقيم بناءه على رمال متحركة
وفي العلوم فرضيات وحقائق ... فكيف صارت الحقائق فرضيات ؟!وليس بعضًا منها؛ بل "حال معظمها" على حد قولك.
وليس التعميم يصلح لأن يرمى به كل واحد لمجرد مخالفته.
أعلم أنك تتكلمين من باب الحرص ولك كتابات تشهد بحسن النية .. ولذلك دعوتك للنظر في الموضوع مع تقديري السابق أنك قد تعارضين ذلك .. وتعليقي هذا إنما هو على ألفاظ الرد التي جلبت في هذا الرد
أخي وأستاذي الفاضل أبو مسلم العربلي
أود أولا أن أعتذر لك عن استعمالي كلمة "يستهوي" وملاحظتك في محلها وأنا لم أكن أقصد الإساءة أبدا بل كنت أقصد فقط أنهم ينجذبون للبحث في هذا الميدان الجديد، ولكن التعبير خانني فأرجو أن تقبل عذري. والدليل أنني لم أذم هذا العلم أو هذا النوع من التفسير للقرآن ولم أتنقص من أهميته ولكني تكلمت بصفة عامة عن المخاطر ومحاذير التى قد تشوب هذا النوع من البحوث لذلك قلت -إلاّ من رحم ربي -من المدقيقين الحرصين...وإلاّ قد يؤدي لا سمح الله إلى تكذيب الله ورسوله. وقد قال أبى بكر الصديق عندما سؤل عن قوله تعالى "وفاكهة وأبا" فقال أي سماء تظلني وأي أرض تقلني إذا أنا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.
في هذ الرابط موضوع ذو صلة لعله يفي بالغرض أكثر.
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=45899

أعلم أنك تتكلمين من باب الحرص ولك كتابات تشهد بحسن النية .. ولذلك دعوتك للنظر في الموضوع مع تقديري السابق أنك قد تعارضين ذلك .. وتعليقي هذا إنما هو على ألفاظ الرد التي جلبت في هذا الرد ...
أخي الكريم أشكر لك حسن ظنك بي وفي نفس الوقت أعتب عليك كونك ظننت مسبقا أنني سأعارض ما جاء في كتاباتك وهذا غير صحيح فأنا لا أعارض من أجل المعارضة ولكن إذا عارضت بينت وبالدليل وجه المعارضة. وأعوذ بالله أن أقصد التقليل من مجهود يراد به خدمة الإسلام.وأنا هنا كما أسلفت لم أعارض ولكني فقط بينت محاذير هذا النوع من التفسير وجعلتها مدخلا لتعليقي ولم أكن أقصد أن كل هذه المحاذير موجودة في بحثك وإلاّ كنت بينتها لك.
والنقطة الوحيدة التى انتقدتها هنا بكل وضوح هي :استنتاجك الغير صائب من الآية 97 من صورة المائدة الذي قلت فيه أن مناسك الحج شرعت للتدليل على الآيات الكونية ..وهذا الاستنتاج كان هو منطلق أبحاثك هذه كلها في حين أن هذا المعنى غير مقصود في الآية تماما.
ومن ردك على اعتراضي في هذه النقطة أراك قد وافقتني ضمنيا. وأتوقع منك الاستدراك لعلمي بمدى حرصك وقدرتك على التدقيق والتمحيص العلمي. والله ولي التوفيق.

أما هذه المعلومات فقد أخبر تعالى بأنها ستكون؛ في قوله تعالى: (سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ (53) فصلت. وهذه الآيات التي تكلم الله عنها في هذه الآية لن يشهدها الصحابة ولن يكون لديهم علم بها، وعدم معرفة الصحابة بها ولا التابعي ليس دليلا لرفضها أو التقليل من شأنها.

أخي الكريم إن احتجاجك بالأية 53 فصلت على قولي: لو كانت الآية 97 من المائدة تدلل على أن مناسك الحج شرعت لتدلل على الآيات الكونية لستدل على ذلك الصحابة.هذا احتجاج لا يصح:
-وذلك أن الأية الأولى 97 المائدة ففيها خطاب مباشر للمؤمنين ومنهم الصحابة "لتعلموا.." هنا الخطاب موجها مباشرة للمؤمنين ولو كان المعنى كما استنتجت أنت أن مناسك الحج شرعت للاستدلال على الآيات الكونية لكان واجب على المؤمنين فعل ذلك إي الإستدلال على الآيات الكونية وعلى رأسهم الصحابة وهذا لم يحدث.
أما في لآية 53 فصلت فالخطاب اموجه للكفار بالدرجة الأولى وعلى رأسهم قريش "سنريهم"... حتى يعلموا أنه الحق...ولقد رات قريش ومازال الكفار يرون من آيات ربهم...
أما الصحابة فهم مؤمنون قد عرفوا الحق وبالتالي لم يكونوا معنيين بمثل هذا التحدي الرباني...

وهذه الآيات التي تكلم الله عنها(53 فصلت) في هذه الآية لن يشهدها الصحابة ولن يكون لديهم علم بها، وعدم معرفة الصحابة بها ولا التابعي ليس دليلا لرفضها أو التقليل من شأنها.

قال الماوردي-رحمه الله-:
قوله عز وجل : { سَنُرِيهِمْ ءَايَاتِنَا فِي الآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ } فيه خمسة أقاويل :
أحدها : أن في الآفاق فتح أقطار الأرض ، وفي أنفسهم فتح مكة ، قاله السدي .
الثاني : في الآفاق ما أخبر به من حوادث الأمم ، وفي أنفسهم ما أنذرتهم به من الوعيد .
الثالث : أنها في الآفاق آيات السماء وفي أنفسهم حوادث الأرض .
الرابع : أنها في الآفاق إمساك القطر عن الأرض كلها وفي أنفسهم البلاء الذي يكون في أجسادهم ، قاله ابن جريج .
الخامس : أنها في الآفاق انشقاق القمر ، وفي أنفسهم كيف خلقناهم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم من مضغة ، وكيف إدخال الطعام والشراب من موضع واحدٍ وإخراجه من موضعين آخرين ، قاله الضحاك .
وخلصة ما جاء في عدة تفاسير فإن:
آيات الآفاق لا تعني علم الفلك فقط -وإلا كانت الآية موجهة للعلماء فقط- بل هي تعني كذلك ما وقع في التاريخ الغابر من عقاب الله على بعض الأمم وكشفته لنا الآثار، و تعني الأماكن الجغرافية التى لم يكن الإنسان يعرفها ثم انكشفت له في أسفاره وتعني الأحداث المستقبلية التى لم يعش الإنسان مثلها في شبابه فتجلت له في شيخوخته كالإبتلاء بالزلازل والأعاصير والجفاف والحوادث الفلكية التى ترى بالعين المجردة،و كانجازالله لوعده بنصرة المؤمنين وقهر الجبارين، كإظهاره الإسلام على الدين كله...
وأما آيات الأنفس فهي لا تعني علم البولوجيا والفيزيولوجيا فقط بل هي تعني كذلك وبكل بساطة :الموت ،الحياة ،الأمراض، الولادة، الرضاعة الشباب، الشيخوخة، أليس مجرد النظر إلى الطعام يطعمه الإنسان فيتحول إلى طاقة يتحرك بها هي آية من آيات الله في الأنفس أليس الماء المهين الذي يقذف في رحم المرأة فيصير ولدا هي آية من آيات الأنفس الظاهرة للجميع!!!
ومن هنا وإن سلمنا أن الخطاب في الآية كان عاما وليس للكفار خاصة، لا يمكنك أخي الكريم القول بأن الصحابة لم يكن لديهم علم بها بل القليل من هذه الآيات كان كافيا ليبلغوا درجة اليقين .عكس ما نحن عليه كلما عرفنا آية من الآفاق أوأية من آيات الأنفس ما نلبث أن نعتاد عليها، فنتوجه للبحث عن أخرى وأخرىلعلها تكون أقدر على تحريك قلوبنا المثقلة بحب الدنيا وكراهية الموت...

أسأل الله لك دوام النجاح والسداد
دمت أستاذنا الفاضل في رعاية الله وحفظه

أبو مسلم العرابلي
23/12/2009, 12:10 AM
الأخت الفاضلة أم الفضل بنت الشيخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
زادك الله حرصًا وعلمًا وفقهًا
وحتى تطمئن أختنا أم الفضل أن ما قبل لام التعليل سبب لما بعد اللام
وأن جعل الكعبة قيامًا للناس، والشهر الحرام ، والهدي، والقلائد،
سببًا لنعلم أن الله يعلم ما في السماوات والأرض
ولا نستطيع أن نعلم ذلك إلا بعد العلم لما في السماوات والأرض
وأن هذه العلم سنصل إليه بأنفسنا وليس عن طريق الوحي
وهذا العلم بعد جعل الكعبة قيامًا للناس؛ أي أن زمن العلم لما في السماوات والأرض سيتأخر قليلا أو كثيرًا
فعند حصول علم لنا لما في السماوات والأرض سندرك عندها أن هذه الأربعة جعلها الله تعالى علامة لما في السماوات والأرض.
فقد حصرت كل ما في القرآن الكريم من لام تعليل دخلت على فعل المضارعة الذي فيه تاء المضارعة
وختمتها بمثال واحد على بقية حروف المضارعة
وفي جميع الأمثلة بلا استثناء ما قبل اللام سبب لما بعدها ولا تخرج آية المائدة عن ذلك
(وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا (143) البقرة
(وَلاَ تَأْكُلُواْ أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُواْ بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ لِتَأْكُلُواْ فَرِيقًا مِّنْ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالإِثْمِ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ (188) البقرة.
(وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لَّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ (231) البقرة
(وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ (78) آل عمران.
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ (19) آل عمران.
(إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ وَلاَ تَكُن لِّلْخَآئِنِينَ خَصِيمًا (105) النساء.
(لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) المائدة
(وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُواْ بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ قَدْ فَصَّلْنَا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (97) الأنعام
(كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْهُ لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ (2) الأعراف.
(قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) الأعراف.
(وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ (132) الأعراف
(وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23) الأنفال
(وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ (92) التوبة.
(سَيَحْلِفُونَ بِاللّهِ لَكُمْ إِذَا انقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ (95) التوبة.
(يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (96) التوبة.
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ (5) يونس.
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ (67) يونس
(قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاء فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ (78) يونس
(فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) يونس
(كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ (30) الرعد
(الَر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) إبراهيم.
( وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الأَنْهَارَ (32) إبراهيم.
(وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ (8) النحل
( وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (14) النحل.
(وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44) النحل.
(وَمَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلاَّ لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُواْ فِيهِ (64) النحل
(وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَـذَا حَلاَلٌ وَهَـذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ (116) النحل
(وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مِّن رَّبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً (12) الإسراء
(رَّبُّكُمُ الَّذِي يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (66) الإسراء.
(وَإِن كَادُواْ لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لاَّتَّخَذُوكَ خَلِيلاً (73) الإسراء
(وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106) الإسراء.
(فَانطَلَقَا حَتَّى إِذَا رَكِبَا فِي السَّفِينَةِ خَرَقَهَا قَالَ أَخَرَقْتَهَا لِتُغْرِقَ أَهْلَهَا لَقَدْ جِئْتَ شَيْئًا إِمْرًا (71) الكهف.
(فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْمًا لُّدًّا (97) مريم
(مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) طه.
(إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى(15) طه
(قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى (57) طه
(وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) طه
(وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّن بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ (80) الأنبياء
( وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ (5) الحج
(لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) الحج
(وَلَا تُكْرِهُوا فَتَيَاتِكُمْ عَلَى الْبِغَاء إِنْ أَرَدْنَ تَحَصُّنًا لِّتَبْتَغُوا عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا (33) النور
(نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ (194) الشعراء.
(إِن كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلَا أَن رَّبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (10) القصص.
(وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِن رَّحْمَةً مِّن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (46) القصص.
(وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ (73) القصص
(وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا (8) العنكبوت
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) الروم.
(بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أَتَاهُم مِّن نَّذِيرٍ مِّن قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ (3) السجدة.
(وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) فاطر.
(تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (5) لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ (6) يس.
(اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَشْكُرُونَ (61) غافر.
(هُوَ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى مِن قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُّسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (67) غافر.
(وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (7) الشورى.
(وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ 12 لِتَسْتَوُوا عَلَى ظُهُورِهِ ثُمَّ (13) الزخرف.
(اللَّهُ الَّذِي سخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (12) الجاثية.
(قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (22) الأحقاف.
(هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ (38) محمد.
(إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا 8 لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا (9) الفتح.
(سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا (15) الفتح.
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) الحجرات.
(وَمَا لَكُمْ لَا تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ وَقَدْ أَخَذَ مِيثَاقَكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (8) الحديد.
(فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) المجادلة.
(وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ (6) الطلاق.
(اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا (12) الطلاق.
(وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) نوح.
(وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) نوح
(لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) القيامة.
(وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71) الأنعام.
(قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا (19) مريم
(وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا (81) مريم

وتعليقًا سريعًا على الآفاق ؛ لإن كان تعليقًا على شيء تشمله الآية ولا يمكن استبعاده من الفهم لها ؛ فلا يؤثر شمول الآيات لأكثر مما تعرضنا له ، ولا يغير ذلك أصل الموضوع
ولأختنا الكريمة الفاضلة أم الفضل كل تقدير وكل دعوة خير مباركة

أبو مسلم العرابلي
09/08/2016, 07:18 PM
وهذا الحج على الأبواب
فهنيئًا لمن كتب له الحج
ورجع إلى أهله سالمًا بحج مبرور
وبقي محافظًا عليه

أبو مسلم العرابلي
03/09/2016, 12:15 AM
اعلم أخي المسلم الحبيب
أن منا سك الحج رموز كونية
دراسة تفصيلية بذلك قبل سنوات
http://www.wata.cc/forums/showthread.php?57107 …-

أبو مسلم العرابلي
03/09/2016, 03:54 PM
لم أكتب هذا البحث من أجل ربط ما اعلمه بالآيات
بل كان البحث لأن الله تعالى أمرنا بمعرفة دلالة مناسك الحج على ما في السماوات والأرض
وأكثر ما في البحث كنت أجهله ولكن مباشرتي للبحث هو الذي أوصلني إلى ما فيه
بل فيه ما المسائل التي لم يتكلم فيها الغرب أو له رأي آخر فيه
فلم أكن منقاد لما يتكلمون به
فكلام الله تعالى أعلى من كل كلام
وعلمه فوق كل علم

أبو مسلم العرابلي
17/08/2017, 03:35 PM
هذه أيام حج
وحبذا لو كل حاج تمكن من قراءة هذا البحث
ليعيش دلالة المناسك التي يؤديها

أبو مسلم العرابلي
05/08/2018, 10:41 AM
ما رمزية كون الحج ثلاثة أنواع ؟!
لماذا الحج ثلاثة أنواع : إفراد – قران – تمتع ؟!

نبهني أحد الإخوة أني لم أتكلم عن سر تنوع الحج .. وكان ظني أني قد تكلمت عنها
في الموضوع الذي نشرته قبل تسع سنين
مناسك الحج رموز كونية، والذي بنيت البحث فيه على الاستجابة لأمر الله تعالى في الآية (97) من سورة المائدة.
www.wata.cc/forums/showthread.php?57107-
وقد قسمنا مناسك الحج والعمرة؛
أن المناسك من بدايتها حتى نهاية العمرة تمثل الحياة الدنيا وما ارتبط بها من الأرض والسماوات والكون،
وأن المناسك بعد ذلك؛ من اليوم الثامن إلى نهاية الحج تمثل ما بعد الموت وقيام الساعة حتى دخول الجنة وما ارتبط بها من الكون كذلك.
إن الناس في حياتهم الدنيا إلى الموت وقبل البعث ينقسمون إلا ثلاث فئات؛
الفئة العظمى منهم يعيشون الحياة بعد البلوغ بسنوات قليلة أو كثيرة، ويكون بين موتهم وبعثهم زمنًا ممتدًا طويلاً
وفئة من الناس يعيشون الحياة الدنيا فيقبضوا قبل قيام الساعة بقليل، وبقيتهم وهم شرار الخلق تقوم عليهم الساعة، ثم يكون البعث بزمن قليل، فلا يكون بين موتهم وبعثهم زمنًا ممتدًا طولاً
وفئة من الناس تموت قبل البلوغ، أو يكون القلم مرفوعًا عنهم، فيبعثون بلا حياة يحاسبون عليها. كالفئتين السابقتين.
وأفضل هؤلاء هم من يعيش ويكون بين موته وبعثه زمنًا طويلاً ممتدًا، ولا يكون في آخر الزمان الذي يكون فيه الإيمان قليلا وضعيفًا ...
وقد تمثل هؤلاء بالحج الذي يتمتع فيه الحاج بعد العمرة حتى يأتي اليوم الثامن، ويشرع في مناسك الحج.
وتمثلت الفئة التي تبعث بلا عمل تحاسب عليه بالحج المفرد الذي يفرد فيه الحج بلا عمره.
وتمثلت الفئة التي تقوم عليها الساعة أو تقبض قبلها مباشرة بالحج القارن، الذي قرنت فيه العمرة بالحج.
فتنوع الحج في رمزيته ليشمل الفئات الثلاثة.
وقد حج النبي صلى الله عليه وسلـم قارنًا،
وقال : لو استدبرت من أمري ما استقبلت لتمتعت بالعمرة، وأمر الصحابة الذي قرنوا الحج بالعمرة ولم يسوقوا الهدي، بالتحلل والتمتع بالعمرة. ولم يتحلل هو.
فما العلة أو الحكمة في فعل النبي بالبقاء على القران؟
النبي صلى الله عليه وسلـم حالة خاصة مختلفة عن بقية البشر،
فهو الوحيد عليه الصلاة والسلام من بين البشر الذي يظل ذكره مستمرًا ويزداد وينتشر إلى قيام الساعة، فكأن حياته قرنت بالبعث ولم يكن هناك زمنًا ممتدًا بين موته وبعثه. أما الصحابة الذي كانوا معه؛ فحالهم كبقية البشر، فأمرهم بفك القران والتمتع..
والله تعالى أعلم