المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دارت الأيام و بقي من يهود الإسكندرية 24 فرداً



إبراهيم كامل
03/10/2009, 04:20 AM
وبقي من يهود الإسكندرية 24 فرداً

الجالية اليهودية بالإسكندرية

في مجتمع الإسكندرية ذي الطابع العالمي عاشت جاليات من أجناس مختلفة،اختلطت دماؤهم وثقافاتهم وعاداتهم وتقاليدهم في تمازج إنساني فريد عاشت الجاليات جنباً إلى جنب مع السكندريين، وبرغم ذلك حافظت كل جالية على عاداتها ولغتها وحياتها الإجتماعية ومناسك عباداتها وتاريخها وحتى المقابر الخاصة بها، وكانت الفرنسية هي اللغة الرسمية بين الجاليات ولعبت هذه اللغة دوراً أساسيا في توحيدهم، كما كان معظمهم يعرف شيئاً من العامية المصرية بحكم الاحتكاك اليومي المباشر والتعايش مع أبناء البلد.

وكانت الجالية اليهودية من أكبر وأهم الجاليات وكان الكثيرون من أبناء الجالية يتمتعون بالجنسية المصرية فهم مصريون ديانتهم اليهودية والرئيس الحالي للطائفة اليهودية في الإسكندرية هو د. ماكس سلامة، طبيب الأسنان المعروف الذي يبلغ من العمر92 عاماً. ويقول د. ماكس والذكريات تداعب خياله وهو يرأس الطائفة اليهودية منذ 6 سنوات : " كانت الجالية اليهودية من أكبر الجاليات وأهمها بالإسكندرية، وكان لهم محال تجارية مثل هانو وشيكوريل وعدس. وكطبيب أسنان كان من أهم مرضاي الملكة فريدة والملك فاروق وأفراد الأسرة الملكية، وعائلة الأمير طوسون وعائلة الرئيس عبد الناصر، ولم تكن هناك أي عداوة بيننا كيهود وبين المصريين. فقد بلغ عدد أفراد المجتمع اليهودي ذات مرة 80 ألف نسمة لكن السياسة تدمر كل شيء إنساني ".

وتعتبر الجالية اليهودية في الإسكندرية مثالاً قوياً على حرية العبادة في مصر حيث تمتع اليهود بكامل حريتهم في ممارسة شعائرهم الدينية، وبناء المعابد وإقامة المحافل، وقد ساندتهم الحكومة في تيسيرات البناء ومنحهم الأرض مجاناً مما أسهم في انتشار المعابد اليهودية في مختلف مدن مصر وبخاصة القاهرة والإسكندرية وحتى عام 1930 كان هناك 20 معبداً في الإسكندرية تنتمي إلى مجموعات ومجتمعات متباينة ما بين يهود مغاربة وأتراك وإيطاليين وأسبان وفرنسيين ويهود مستعربين. وكان للطائفة مجلس عام يتكون من " حاخام باشي "، ونائب الحاخام، ورئيس، ونائبه، وسكرتير. واتخذت الطائفة من معبد " الياهو حنابي " بشارع " النبي دانيال " مقراً لها، وهو من أقدم وأشهر معابد اليهود في الإسكندرية. وقد شيد عام 1354 وتعرض للقصف من قبل الحملة الفرنسية علي مصر، عندما أمر نابليون بقصفه لإقامة حاجز رماية للمدفعية بين حصن كوم الدكة والبحر، وأعيد بناؤه مرة أخرى عام 1850 بتوجيه ومساهمة من أسرة محمد علي.
المعابد اليهودية بالإسكندرية

من المعابد اليهودية في الإسكندرية هناك معبد «منشه» أسسه البارون يعقوب دي منشه عام 1860 بميدان المنشية، وهو مبني بسيط مكون من طابقين ومعبد « الياهو حزان » بشارع فاطمة اليوسف بحي سبورتنج الذي أنشئ عام 1928، ومعبد جرين الذي شيدته عائلة جرين بحي محرم بك عام 1901، ومعبد يعقوب ساسون عام 1910 بجليم، ومعبد كاسترو الذي أنشأه موسي كاسترو عام 1920 بحي محرم بك، ومعبد نزاح إسرائيل الاشكنازي عام 1920، ومعبد « شعار تفيله » أسسته عائلتا «انزاراوت» و" شاربيه "عام 1922 بحي كامب شيزار، هذا إلى جانب بعض المعابد التي هدمت واندثرت.

حارة اليهود

أما حارة اليهود الشهيرة، فكانت مثالاً حياً على أوضاع اليهود في الإسكندرية واندماجهم مع أهلها، وهي تبدأ من حي الجمرك ببحري حتى حي المنشية، وهي ليست حارة بالمعنى المعروف بل حي كامل فيه شوارع وحارات كثيرة متصلة ببعضها بعضاً، سكنها اليهود والمسيحيون والمسلمون، ولا تزال هذه الحارة محتفظة بطابعها المعماري وسكانها من الطبقة المتوسطة والفقيرة. فقد كانت تقطنها الطبقة الدنيا من الجالية اليهودية وكانوا غالباً من اليهود المصريين المولد والجنسية، وكانت العربية لغتهم وأقاموا علاقات صداقة مع جيرانهم المسلمين.