المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرٌ حدّ اللذة../نبض النثر الخالد/سعاد ميلي



سعاد ميلي شاعرة الوجدان
03/10/2009, 06:11 AM
نبض النثر الخالد
سعاد ميلــي

http://up1.pc4up.com/2009/8/H2d16586.jpg (http://www.pc4up.com/)

مرٌّ حدّ اللَّذة

يا شِعْري النّازف..
مُرٌّ حدَّ اللذة..
عميقُ الأثر في حنايا هذا القلب..
كيف أخلع عني ما تبقى من القديم
وهو في العروقْ لا ينفك أنْ..؟

آهٍ..
القلم مني يبارز أوصالي
يبتسم في وجعي..
و ينير بحبره الآفاق..

وهذه الورقة العليلة
تقاومُ طيفها
حدّ الرّمَق الأخيرْ..

آهٍ، منْها أيّامي،
تاركة ذنبها على الرّمل..
وفي أشعارها أهوالاً
تُزَيِّنُ هذا القبر،
لتخلّد الأثر في الماء..


يا شِعْري النّازف..
علقمٌ حدَّ الموت..
حين تقدّم الأمُّ الشرّ لجنينها..
في طبق من الغربة..
بدل الحليب و الإناء..

حين تزفّ البراءة عروساً للشيطان..
و النّخوة تُسقى للجبن..
والوفاء يذلّ ويهان..

وهذا الغصن الزيتوني يتقلّب هانئا في فراش الغدر..
وحمام السلام يراود فتاته
لعبة الشطرنج عن لعبتها..
و يتحوّل كبش أشلاء للأحمر..

حين يقاتل الطائر أخاه الغراب
والأب الوطن يتنكر للجذور..
حينها ترتمي الصخرة من عين حواء..
و يتمزّق هذا الكون
و يبكي المطر..
ليكون شاهد الانتقام،

من الطفولة والبراءة..

هنا..

الأرض ليست بعذراء

هنا..
في قلبي الماء لا يجري..
لا يجري..
،،،


يا شِعْري النّازف..
مُرٌّ حدَّ اللذة..
هل ستخلّد أحرفك الأنيقة في ذكري؟..
نافذة لوصايا سليمان؟
هاهي ذي رعشة اليد لا تنفك تراقص الرعشة،
أطفئت في غربتها كل الشّموع..

لتخلّد ذكرى طفلة،
ولدت في حضن المطر..
ولم تدرك أنها ليست ككل طفلة..


آهٍ..
أعانق بالدّم أبي المطر،
و أعشق الموت في ضفيرة أمّي الريح..
و في ثنايا عشّها..
يدي لا تنام..
يدي لا تنام..
،،،


يا شِعْري النّازف..
مُرٌّ حدَّ اللذة..
أيّها التائه في تيهي..
استيقظ ..

فعلى صدرك أغني أول لحن..
وينتحر زمني
في جوارح هذا الوجدان..
هل ستفك أزرار ضفيرتي يوما ؟

هل سأحس بطعم الأمان؟

ترى؟
ما وهم الشعر.. وما شعر الوهم..؟
وهل للحلم حلم؟
،،،


يا شِعْري النّازف..
مُرٌّ حدَّ اللذة..
في سيري المضني
أمضي و طائري،
صوب الحقيقة..

أرتحل وضفيرتي إليك..
أخيط لألمك ستائر من رمشي
و تستحم بمدفئي
من همومك الباردة..

الدمع يخرّ ساجدا
في رواق هذه القصيدة،
ليتوه عن دربه..
قاصدا السراب..

وفي يوم لا وجه له يتساءل في صمت..
لمَ يَدي الرّفيقة ميتة؟
و لمَ قصري تحيط بأعصَابه الأشْواك
من كل نبض ومن كل عقد أرض؟

و لمَ عيني حُرِّم عليها المنام؟


يا شِعْري النَّازْف..
مُرٌّ حدَّ اللذة..
هل تنكر أنني روحك؟

آهٍ..
ليت المَوْت لا يسكن عينيك..
حتى ألطِّف،
لهيب الصمت فيك..
وأرسم الكلمات بعطري..
وأقصّ على حجرك ألف فراشة ونار..

خلّدت حبّهما الأيام..
و زرعت نبضهما ماءا يجري
لعطش هذا الشّوق..
،،،


يا شِعْري النّازف..
مُرٌّ حدَّ اللذة..
متعطِّش لحب الله..
و القلب منك يهفو لمولاه..


من نار إلى نار
تقلب الجمر على ثغري
وتصنع من ضفيرتي شامة وشام..

ربّـــــاه..
وحدك عالم بسرِّ هذا القلب..
وشكواي الوحيدة من زارع هذه الآثام..
،،،


يا شِعْري النّازف..
مُرٌّ حدَّ اللذة..
هل تدرك كنه الفراشة التي تحترق من أجل الدفء؟

والدفء منها يتدفَّـقُ
وليس له رجوعْ..

آهٍ..
اختارت وطنها في القلوب
و مُناها الفوز بالجنّة..

يا شعري الميّت الحَيْ..
أنفاسي تعانقها السنونوات..

هواها رُمّان ملائكي
وشقاها حدَّ الدّمع،
بلا دُموعْ..
،،،


يا شِعْري النَّازْف..
مُرٌّ حدَّ اللذة..
تهَاوت ألحان أحرفي على خميلة العقول..
لتدرك محطة العمر الذي يمرُّ من طريقي؟
وأنا أزداد طفولة على طفولتي،

و شعري يبكي عليَّ بُكاء الطيورْ..
هل تسمع صدى عودي الذي يتراقص و منتهاه؟
وشَعْري الغجري،
يُجهّز سكنه في راحتيك،
كُلَّ عام..
وكلّ فجْر قادم..

آه..
هي روحي المرآة

لونها حليب بقري
وعنفوانها ربيعٌ العزّة..

ترى؟
متى يا شعري النازف
تدرك أن الصدمات تقوي هذا العود؟
وهو الرقيقُ الغضْ..
الحالم بمداعبة الرَّضيعِ في المَهدْ..

وحسرتاه..
لا حقَّ لهذا القلب المسافرُ..
أنْ..
يَعْشِقْ..
فالحرُّ عبْد والعَبْدُ حُرْ،
وملاذه البُعدْ..
،،،


يا شِعْري النَّازْف..
مُرٌّ حدَّ اللذة..
الشّعر صادقني منذ الصّغر،
وعشقني حدّ الكبر..


الآن..
قلبي نحث عقله في الضوء..
ليتوجني الأنشودة العليا
في غمام أوراقي..
هي حكاية سليلة البحر،
وزرقته..
عبر آهات شاعرة الوجدان وعصفورة المطر..

أميرة الفراشات
راسمة الكلمات..
راقصة الريشة..
الأنثى الريح،
حبيبة كل جريح..
و توأم هذا القلب..
،،،

يا شِعْري النَّازْف..
مُرٌّ حدَّ اللذة..
في أوراقك الزرقاء
ألم حدّ الشّعر..

وشعر حدّ البقاء..

لمَ تُحدّق؟
تقول هناك شمعٌ يحْترِق.. ؟
أقول نورٌ يتدفّق مني إليك
و هذا العناق المرمري،

يمنّي النفس بالخلود
ويترقّب في صمتٍ
لقاءَ السّحابْ..

http://up1.pc4up.com/2009/8/trX16586.jpg (http://www.pc4up.com/)

جميع الحقوق محفوظة لــ: سعاد ميلي*شاعرة الوجدان (http://www.mmnez.com/details-132.html)

المعتصم بالله محمد البعاج
05/10/2009, 06:45 AM
لا شك أنك أعجبت فؤادي، وتوغلت به على وقع ألحانك.
ولكن عليك أيضا أن تتحملي وخزاتي، التي ربما شابهت، سهام النحل.
أولا: أبدأ من حيث انتهيت:
الموقع الذي ذكرته بدأ بكفر في فلسفتي الشعرية، مع التقدير للأديب الكبير:
(قصيدة النثر: إن الوزن والقافية قيدان على الإبداع، وأنا بنفسي سوف أبدأ في التخلص من هذه القيود، وأكتب شعرًا يلائم الواقع الذي أعيش ..جبران خليل جبران)
لأن الشعر قائم على ثلاثة أعمدة: الوجدان، واللغة، والوزن، فإذا سقط الوجدان، أصبح نظما، وإذا سقطت اللغة، أصبح لغوا، وإذا سقط الوزن والقافية أصبح نثرا، وليس قصيدة نثر.
انظري إلى العصافير تعبر بلحن ووزن فتطربنا، وانظري إلى الغراب يعبر ولكن دون وزن أو لحن فلا يطربنا.
ثانيا: أنت جديدة في هذا المنتدى وعدم انتباه الناس لك ربما يكون بسبب الازدحام الذي يشوبه، خاصة أنه ليس منتدى للشعر والأدب واللغة فحسب بل اختلط به الحابل بالنابل وجمع الطب والفلسفة والسياسة والدين وأصبح فيه النقد للنقد والمدح للمدح حتى أنني أرى نصوصا لا تستحق القراءة تنال من المدح ما لم ينله المتنبي وربما كان المادح غافلا عما مدح، ولا أقصد بذلك الجميع فهناك أساتذة كبار أجلهم.
ثالثا:شعرك جميل ومليء بالعاطفة والوجدان، ولكنه غير مصمم للعقول، ولا حتى للقلوب، وإنما صمم خاصا للرقص على الألفاظ، وأنا أجزم أنك لو أردت أن ترسلي لي غزلا تريدين أن أفهمه بدقة لتجنبت هذا الأسلوب، أو أردت إيصال رسالة مفهومة، لقلت غير ذلك.
رابعا: تعلمت من أساتذتي الفقهاء قولا جميعا رحت أسقطه على كثير من قضايانا الإنسانية، قال لي العلامة الدكتور مازن المبارك يوما وهو يحدثني عن السلفية والصوفية:(ما أحوج الصوفية لالتزام السلفية بالأصول، ومصداقيتهم، وتجنبهم البدع.. وما أحوج السلفية، لرقة الصوفية، وسماحتهم، وبساطتهم)
خامسا: عدي نفسك من صوفية الأدب، واجنحي قليلا لسلفيته، فإنك لا تكتبين لنفسك فقط، أو لإطراب محبيك مثلي، أو لتسمعي إطراء من هناك أو هناك، كما أنك لا تكتبين لتعليم البشرية، وتهذيب سلوكهم، وتنميتهم فقط. فاجمعي هذا وذاك، وقولي قولا إذا سمعه عشرة أشخاص داروا كلهم في فهمهم حول ما أردت وليس بالضرورة أن يفهموا كلهم الفهم نفسه بدقة ولكن لا يجوز أيضا أن يفهم كل منهم كما يشاء أفهاما ربما لم تخطر ببالك أنت.
في المحصلة:
أنت رقصة مغناه على شفاه بلبل

المعتصم بالله محمد البعاج
05/10/2009, 08:00 AM
لماذ الخط صغير جداهل يمكن التحكم به من قبل المشرفين

المعتصم بالله محمد البعاج
05/10/2009, 08:01 AM
لا شك أنك أعجبت فؤادي، وتوغلت به على وقع ألحانك.
ولكن عليك أيضا أن تتحملي وخزاتي، التي ربما شابهت، سهام النحل.
أولا: أبدأ من حيث انتهيت:
الموقع الذي ذكرته بدأ بكفر في فلسفتي الشعرية، مع التقدير للأديب الكبير:
(قصيدة النثر: إن الوزن والقافية قيدان على الإبداع، وأنا بنفسي سوف أبدأ في التخلص من هذه القيود، وأكتب شعرًا يلائم الواقع الذي أعيش ..جبران خليل جبران)
لأن الشعر قائم على ثلاثة أعمدة: الوجدان، واللغة، والوزن، فإذا سقط الوجدان، أصبح نظما، وإذا سقطت اللغة، أصبح لغوا، وإذا سقط الوزن والقافية أصبح نثرا، وليس قصيدة نثر.
انظري إلى العصافير تعبر بلحن ووزن فتطربنا، وانظري إلى الغراب يعبر ولكن دون وزن أو لحن فلا يطربنا.
ثانيا: أنت جديدة في هذا المنتدى وعدم انتباه الناس لك ربما يكون بسبب الازدحام الذي يشوبه، خاصة أنه ليس منتدى للشعر والأدب واللغة فحسب بل اختلط به الحابل بالنابل وجمع الطب والفلسفة والسياسة والدين وأصبح فيه النقد للنقد والمدح للمدح حتى أنني أرى نصوصا لا تستحق القراءة تنال من المدح ما لم ينله المتنبي وربما كان المادح غافلا عما مدح، ولا أقصد بذلك الجميع فهناك أساتذة كبار أجلهم.
ثالثا:شعرك جميل ومليء بالعاطفة والوجدان، ولكنه غير مصمم للعقول، ولا حتى للقلوب، وإنما صمم خاصا للرقص على الألفاظ، وأنا أجزم أنك لو أردت أن ترسلي لي غزلا تريدين أن أفهمه بدقة لتجنبت هذا الأسلوب، أو أردت إيصال رسالة مفهومة، لقلت غير ذلك.
رابعا: تعلمت من أساتذتي الفقهاء قولا جميعا رحت أسقطه على كثير من قضايانا الإنسانية، قال لي العلامة الدكتور مازن المبارك يوما وهو يحدثني عن السلفية والصوفية:(ما أحوج الصوفية لالتزام السلفية بالأصول، ومصداقيتهم، وتجنبهم البدع.. وما أحوج السلفية، لرقة الصوفية، وسماحتهم، وبساطتهم)
خامسا: عدي نفسك من صوفية الأدب، واجنحي قليلا لسلفيته، فإنك لا تكتبين لنفسك فقط، أو لإطراب محبيك مثلي، أو لتسمعي إطراء من هناك أو هناك، كما أنك لا تكتبين لتعليم البشرية، وتهذيب سلوكهم، وتنميتهم فقط. فاجمعي هذا وذاك، وقولي قولا إذا سمعه عشرة أشخاص داروا كلهم في فهمهم حول ما أردت وليس بالضرورة أن يفهموا كلهم الفهم نفسه بدقة ولكن لا يجوز أيضا أن يفهم كل منهم كما يشاء أفهاما ربما لم تخطر ببالك أنت.
في المحصلة:
أنت رقصة مغناه على شفاه بلبل

المعتصم بالله محمد البعاج
05/10/2009, 08:03 AM
أنت رقصة مغناه على شفاه بلبل