المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : علي جواد الطاهر ..الناقد المقالي في كتاب جديد للكتور سعيد عدنان !!



ابراهيم خليل العلاف
04/10/2009, 10:45 PM
علي جواد الطاهر .. الناقد المقالي في كتاب جديد للدكتور سعيد عدنان

أ.د. إبراهيم خليل العلاف
مركز الدراسات الإقليمية- جامعة الموصل

ليس ثمة أستاذ في النقد جمع بين الأصالة والمعاصرة مثل الأستاذ الدكتور علي جواد الطاهر (1919- 1996) رحمه الله، فلقد التقى عنده القديم والجديد وانسجما بشكل ملفت للنظر، وهو ناقد ومحقق وأديب احتل مكانة سامقة في المدرسة النقدية العراقية المعاصرة، وقبل فترة أصدر صديقنا الأستاذ الدكتور سعيد عدنان كتابا جديدا عنه بعنوان: (( علي جواد الطاهر.. الناقد المقالي))، ولعل من ابرز ما أكد عليه المؤلف المبادئ التي توخاها الطاهر وهو يمارس النقد وأولى تلك المبادئ أن النص من قصيدة أو مسرحية أو قصة أو مااليها هو الأصل الذي يصدر عنه النقد، لا النظريات .وثاني تلك المبادئ الجودة من أي أتت.. من الأدب القديم أو من الأدب الحديث.. وقد هيأ هذا المبدأ للدكتور الطاهر أن ينأى بقلمه عن التعصب للقديم لقدمه أو الحديث لحداثته ... ثم يأتي ثالث تلك المبادئ الصدق وهو شرط في الإبداع ومعناه أن يكتب المنشئ منسجما مع أعمق مااستقر في نفسه وان ينطبق الظاهر على الباطن فإذا سعى المنشئ أن يكتب عما لايعتقد اخفق فنا وأخلاقا . وتأتي إنسانية المضمون لتشكل المبدأ الرابع ومعنى ذلك أن يكون النص مع الخير في سبيل الإنسان ، وان يكون صاحبه طيبا، فمن كان خبيثا لا يستطيع أن يبدع ولا تنسى العمق فهو خامس المبادئ ، أي ينبغي أن يكون للنص آفاق واسعة وتشابك لكي يكون أعلى في مدارج الفن. وأخيرا لابد من اكتمال الشكل الفني في الشعر وفي القصة وفي أي نوع آخر من أنواع الإبداع الأدبي والفني . والخلاصة إن أهم ماكان يسعى إليه الناقد الطاهر هو الإبداع الأصيل، والموقف الإنساني. وإذا كان الطاهر قد قرأ لنقاد عرب وأجانب إلا انه كان يسم مقالته الأدبية ونقده المقالي بميسمه، وقد حقق في كل كتاباته الكثير، سواء في طريقة الأداء ،أو في إدارة الفكرة، أو في براعة الصياغة وطراوة اللغة ..
يأخذنا الأستاذ الدكتور سعيد عدنان في كتابه الشيق ويرحل بنا عبر فضاءات الطاهر النقدية، ويجول ويصول في مقالاته المنشورة على صفحات الجرائد والمجلات العراقية والعربية ليقول لنا، وبكل ثقة، أن علي جواد الطاهر ناقد مقالي اجتمعت له ملكة الإنشاء، وملكة النقد، بل أن النقد والإنشاء هما اللحمة والسدى في فكره الأدبي، ومنهجه النقدي.
ونقد علي جواد الطاهر ، في حقيقة الأمر، نقد منظم ترتبط فيه النتائج بأسبابها .. يقف عند النصوص ويزيد القارئ فهما لها، ويقينا أن الطاهر استطاع أن يجمع حوله جمهورا واسعا من المعجبين بكتاباته النقدية، خاصة وانه كان يتحلى على مستوى الشخصية بالطيبة، والصدق، والرحمة، والمحبة ، والتواضع، فكنا، نتابع، وبشغف شديد عموده الأثير في جريدة الجمهورية ( البغدادية ) في السبعينات من القرن الماضي والموسوم :( وراء الأفق الأدبي) لنتعرف على جديد العراق في الشعر والقصة والرواية ،ولحسن الحظ، فقد جمعت كتاباته النقدية التي كان ينشرها في الصحف والمجلات، في كتب صدر معظمها ومنها كتبه: (( أساتذتي ومقالات أخرى))، (( الباب الضيق))، (( تحقيقات وتعليقات))،(( وكلمات)) و(("مقالات) و،(من يفرك الصدأ)) و (( من حديث القصة والمسرحية)).
نشد على أيدي صديقنا الأستاذ: سعيد عدنان، ونأمل في أن يقدم لنا المزيد من الدراسات والبحوث في مجال النقد والإبداع العراقيين.