المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أقصانا لا هيكلهم



مروة اسماعيل
05/10/2009, 03:46 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
العرب ما بين أقصى 2000 وأقصى 2009
القدس تنادينا.. ألا من مجيب؟

"الخميس 28-9-2000".. رئيس الوزراء الإسرائيلي (آنذاك) إريل شارون يقتحم المسجد الأقصى في حماية أكثر من ثلاثة آلاف جندي مدججين بالسلاح".
خبر عاجل تصدر كـافة شاشات الفضائيات، فأثار حنق وغضب المسلمين في أرجاء العالم، لتشتعل المسيرات والمظاهرات المنددة، وجرى استدعاء للسفراء وإرسال إنذارات للقنصليات الإسرائيلية، وعُقدت قمة عربية طارئة، واندلعت انتفاضة الأقصى التي استمرت لعدة سنوات.
"الأحد 27-9-2009".. اليوم، وبعد مرور تسع سنوات يُعيد التاريخ نفسه مع بعض التغيير، فمئات الإسرائيليين من الجماعات اليهودية المتطرفة تُدنس باحات المسجد الأقصى تحت حراسة مشددة من الشرطة الإسرائيلية.
بل وتمادت قوات الشرطة لتطلق النيران والغازات المسيلة للدموع صوب المصلين، وتصيب 16 فلسطينيا بينهم أطفال ونساء، من بينهم حالات وُصفت بالخطيرة، في ظل حالة من الصمت المُطبق تنتاب الشارعين الإسلامي والعربي حتى كتابة هذا التقرير، فضلا عن التشرذم والانقسام الفلسطيني، بينما تتعالى صيحات الفلسطينيين من أجل انتفاضة جديدة ربما تكون أكثر عنفا وشراسة.
من 2000 إلى 2009
في عام 2000 كان التفاعل مع الأقصى واسعا في الشارع العربي وفرض نفسه وبقوة من خلال المظاهرات المنددة التي اجتاحت الدول العربية من المحيط إلى الخليج، ودعا المحتجون إلى دعم الانتفاضة بالعتاد، وتفعيل سلاح النفط، ووقف التطبيع مع إسرائيل، وقطع العلاقات مع دولة الاحتلال، وسحب السفراء العرب من تل أبيب، وهو ما أحرج الأنظمة العربية التي سارعت بعد شهر من اقتحام الأقصى إلى عقد قمة عربية طارئة اكتفت بشجب واستنكار حادثة الاقتحام، وأشادت بالانتفاضة ودعمتها بصندوق مالي بقيمة مليار دولار، مع التلويح بقطع العلاقات العربية مع إسرائيل، ووقف مسار المفاوضات متعددة الأطراف، والعمل على ملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين في المحاكم الدولية.
واستعادت انتفاضة الأقصى جوانب منسية في المجتمع العربي، فطفت على السطح دعوات مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وشهد الشارع العربي عودة الأغنية الوطنية وشعر المقاومة وامتلأت الفضائيات العربية بمواد غزيرة عن الانتفاضة احتلت المساحة الأكبر في نشرات الأخبار والبرامج.
أما في 2009 فتغير المشهد وتراجع الاهتمام بالمسجد الأقصى ليحتل المرتبة الأخيرة في الكثير من نشرات الأخبار على الفضائيات العربية، وتقاعس الشارع العربي حتى كتابة هذا التقرير، ولفه صمتٌ مُريب بالرغم من أن عمليات تهويد مدينة القدس المحتلة منذ حرب يونيو 1967 في تزايد، ولم تتوقف أنياب الحفريات تحت المسجد الأقصى مما يعرضه للانهيار في أي وقت.
وحتى نداء العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين لجعل الجمعة الأولى من شهر رمضان الماضي يوما للتضامن مع الأقصى، لم يجد صدى يذكر في الشارع العربي والإسلامي.