المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : موتي يطلُّ من الشتاء



أحمد دراغمة
05/10/2009, 10:53 PM
موتي يطلُّ من الشتاء




يذوي فؤادي نحو ناصيةِ المساءِ !
ليستريحَ هنيهةً في زهرةِ الرمَّانِ
أتعبَهُ الشتاءُ
فعادَ محمولاً
على الشوكِ الذي ما كنتُ أحسبهُ سينمو
فوقَ خارطتي ولا فوقَ الأصابعِ...
ربما أخطأتُ توقيتَ الزيارةِ
ربما ما كانَ يجدرُ بالغريبِ
يجئُ في شكلِ الثمارِ على متونِ الحُبِّ...
لوثّهُ نقاءُ البَوحِ يبحثُ عن
سرابِ الماءِ في حُضنِ المليحةِ ..
والمليحةُ لم تعد الا ضلالَ العاشقينَ
ولم أعد الا الذي
زرعَ البحارَ مراكباً كي يجنيَ
الأحلامَ والثمرَ الطريَّ
عن الغصونِ السابحاتِ !
فلم يحالفهُ الحنينْ ..
******

يذوي فؤادي نحو ناصيةِ المساءِ !
ولا أراكِ تودعينَ الحزنَ في عينيكِ منذ ابتلَّ
بالسفَّرِ الشتاءُ ولم يبادلني التوهُّجَ
والتعلّقَ في سوادِ الكحلِ
والوجهِ المباركِ بالدعاءِ
وخصلةٍ من شعركِ المصطفِّ درباً للنجوم
لكي تدور على مسارِ الحبِّ سافرةً بلا
رجلٍ يقول لها من أينَ جئتِ
وأين كنتِ الليلَ خارجةً بلا مطرٍ
ليحرسَ وجهَكِ البحريَّ من زمنِ الضبابِ ..!
ومن رجالٍ لا تخافُ الحسنَ في خدَّيكِ
لا تخشى سوى أن لا يحالفها المبيتُ على ذراع ٍ
نامت الأحلامُ آمنةً عليهِ
... أعوذُ من شرِّ الذينَ إذا مررتِ تصيبهم حمّى
التلصصِ واغتيالَ السِّحرِ في الوجهِ البريء
أعوذُ بالدمعِ الخفيِّ
أعوذُ باليومِ الذي سلّمتني للآسِ فيهِ
أعوذُ بالصبحِ النديِّ
من اغترابي
بعدَ عامٍ من نفاد الجرحِ للرئةِ السليمةِ
وانطفاءَ النورِ في أصلِ العيون!
****

// قالتْ :
كَيفَ لي الاك يمنحني الزنابقَ والجلوسَ على ربيعِ الحبِّ
- تعشَقُني ؟!
- أجبتُ : ومن لهُ أن لا يهيمَ
إذا تسربَ في حشاشته العبيرُ
ومن لهُ في كبتِ رغبته بأنْ يُلقي حِداءَ الشوقِ
في قلبِ الحبيبةِ إِنْ رآها تزدهي كاللازوردِ أمام
خفقتهِ السعيدةِ ! ..
قلتُ والدنيا تردد ..
كلما , حاولتُ تفسيرَ انعجانِ القلبِ فيكِ
عجزتُ عنكِ
ولم أجد للقلبِ تفسيراً صريحاً أرتضيهِ
وَكلما فكرتُ كيف سفيرةٌ للانتظارِ تكفُّ عن نقرِ الدقائقِ
فوقَ شبّاكي لأركضَ كي أقبِّلها ثلاثاً
مرّةً من أجلِ ما نثرت من العبقِ المحيِّر في طريقي..
مرّةً من أجلِ كم كانت تعالجُ أغنياتي وهي
تخترقُ الرتابةَ في الحديثِ إلى الربيعِ
ومرّةً من أجلها..
نُكستْ تفاصيلُ الحكايةِ واستفقتُ
على حمامِ الروحِ يحزمُ ذكرياتي في هواكِ
يطيرُ بغيرِ أن يُلقي " وداعاً "
عند بابِ العاشقِ المخلوقِ من ماءٍ وطينْ!.
****

//قالتْ :
يذوي فؤادي نحو ناصيةِ المساءِ !
أقولُ: وأنتِ بقاءُ ما وصفَ القدامى في
التي إن غازلت بعيونها قمرَ السماءِ
هوى لتصعدَ تستحلُّ مكانه وتضيءَ لي وحدي
مسافاتِ الوصولِ إلى بساتينِ الجمالِ..
أقولُ: وأنتِ آخر من إذا احترفت براءتها
ستفرحُ كلُّ أشيائي وتبكي..!
أنْ تكوني من تُحِبُ ولا تكوني !
عند ناصيةِ المساءِ
ليسعدَ القلبُ المتيمُ والمكاتيبُ الشريدةْ !
************

كُلما صادفتُ مَركِبَ نجمةٍ مشدودةِ الأزرارِ
ساورني الجنونُ ونال من ورقي سوادُ الحبر حتى
لم يعد عطفُ المساءِ يبيتُ في كفِّ الغريبةِ عن
ثمارِ التوتِ
أتركهُا لكي لا يستمرَّ الدمعُ بالتفكيرِ فيمن يملك
الأعذارَ عن فتحِ الشبابيكِ ارتياحاً
للنسيمِ المرِّ ينفخُ
فوقَ تنّورِ الفؤادِ ليستعدَّ لرحلةٍ أخرى
أكون مسافراً فيها على تعبِ الصِّراط
وليسَ يحرسني سوى خرزِ الشقاوةِ,
أرتجيهِ لكي يبادلني التعلقِّ في عيونكِ..
لا يريدُ شقاوةً تودي ببهجتهِ !.
أسيرُ ويقتفيني الذنبُ مجتهداً,
فأغرق في زهورِ اللوزِ
أختار انتصاري والسنونو يائساً.
لا أستطيعُ سوى التسربِ في بكاء الصُبحِ
أحتالُ الكثافةِ في البقاءِ وفي العبور
محاولا إغلاقَ نافذةِ الشتاء على الشعورِ
لكي أكونَ..
فلم أكنْ..
بل صارَ ينتصفُ الشتاءُ تساقطاً
منه الجراحُ تطلُّ..
أو موتي يُطِلُّ !!..

لطفي الياسيني
05/10/2009, 11:46 PM
قصيدة رائعة واجمل ما فيها استخدام الرمزية
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
باحترام تلميذك

أمل الفقها
06/10/2009, 12:08 AM
قصيدة مليئة بالرمز والإيحاء الجميل
والعزف العذب مع مطر الشتاء
هنا قصيدتك تجنح نحو الارتقاء والسمو
أحييك على هذا البهاء
تحيتي وتقديري

محمد حسن محمد الحاج
06/10/2009, 01:20 PM
ما شاء الله لاقوة إلا بالله

أخي والله إن فضل الله عليك كبير فله الحمد والشكر وأسأله أن يجعل ماتكتب علماً ينتفع به

أدهشتني حتى الفرح , أدهشتني كلماتك , عباراتك وقوة قصيدتك , حفظك الله ورعاك

لك مني كل الود والتقدير

أحمد دراغمة
10/10/2009, 02:38 PM
قصيدة رائعة واجمل ما فيها استخدام الرمزية
لك مني عاطر التحية واطيب المنى
باحترام تلميذك

أرجوك رجاءً حارّاً أن لا تختم مرورك على ما أكتبه بكلمة " باحترام تلميذك " ...
بل أنت استاذي واستاذ كل من عرف قدر نفسه فألزمها موضعها .

لك مني يا والدي كل حب كان وكل حب يكون ..
وأشكرك على انارتك الدائمة لكل ما اكتب

أحمد دراغمة
10/10/2009, 09:46 PM
قصيدة مليئة بالرمز والإيحاء الجميل
والعزف العذب مع مطر الشتاء
هنا قصيدتك تجنح نحو الارتقاء والسمو
أحييك على هذا البهاء
تحيتي وتقديري

الاخت الطيبة أمل فقها ...
أشكر حضورك اللطيف وأرجوه دوماً ..

مع محبتي التي لا أملك غيرها .