المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الوداع الدَّائم-د. شاكر مطلق



الدكتور شاكر مطلق
06/10/2009, 12:38 PM
الوداع الدَّائم ...

د. شاكر مطلق

عجيب حقاً أمر الإنسان , الذي يلقِّب نفسَه – بكثير من الغرور – بـ " الكائن الأسمى " .
وأعجب من هذا ذلك الحلم الفريد المسمى بـ " الحياة" .
نجيء , دون علمنا ودون إرادتنا لنلعب دوراً ما على مسرح هذه الحياة .
إننا كالدمى نتحرك على خشبة هذا المسرح لنلعب دوراً أُنيط بنا , وإن كنا قد شاركنا , ولو جزئياً في هذا الدور .
عندما يحين الوقت وننسحب , أو نُسحَبُ – أيضاً دون إرادة منا من على تلك الخشبة العجيبة – نكون قد خلفنا وراءنا أثراً , قد يكبر أو يصغر , فليس من المهم لنا , بعد انطفاء الأنوار إن كنا قد لعبنا دور البطل أو " الكومبارس " , فالأمر في المحصلة – على مسرح العبثية – سِيّان .
إننا دوماً في حالة وَداع مستمرٍ :
نودع أحلاماً لم تتحقق .
نودع أناساً أحببناهم , ولم نعرف ذلك إلا بعد أن ابتعدوا عنا إلى ما يسميه الهنود الحمر بـ " مَواطن الصيد " الأزلي .
نودع أوطاناً , لم يعد فيها متسع لطيور " تغرد خارج السرب " فتبحث لنفسها عن فضاء جديد , وتجد نفسَها دوماً في الصحراء , فلا جنة هناك خارج الأوطان .
من الأمور التي تحز في النفس كثيراً , في نفسي على الأقل , هي الفراق الأبدي من بعض الأصدقاء الأوفياء , الذين يترك غيابهم في الروح " ثقباً أسوداً " , يبتلع كلَّ شيءٍ , بدءاً من الأيام المشمسة أو المقمرة ووصولاً إلى الذكريات .
إنه يأخذ جزءاً منا , نحن الباقون على مسرح الحياة , جزءاً لا يمكن أن تعوض عنه صداقات جديدة أو علاقات عابرة , وتدريجياً نجد المسرح قد خلا من المعروف والمألوف لدينا , ما عدا القليل , ونجد نفسنا نؤدي الدور بين أشكال وأناس غرباء عن الروح , مما يزيد في عمق الشعور بالمأساة وبعبثية الكينونة أيضاً .
الحديث في هذه الشجون طويل ولكن الصمت أجدى .
إنها مجرد كلمة حب أخطها لذكرى صديق عمر , تجاوزت فيه صداقتنا النصف قرن , وكنا قبل أسابيع قليلة على شاطئ البحر , نتحدث في أمور تعود إلى زمن الحلم الأول , الذي لم ينتهِ فينا بعد , على ما يبدو . وعاد إلى حيث درسنا سوياً وسكنا معاً وعملنا هناك , وعدت إلى الوطن وعاد , ورجع وبقيت , وعاد إلى ألمانيا ليموت فيها قبل أيام قليلة , وإن كان يرغب أن يدفن في أرض , " أم الحجار السود " .
تحية لذكرى صديق العمر الدكتور المرتحل " زهير جرايحي " .

حمص – سورية 4/ 7 / 2009 .

منوني نورالدين
06/10/2009, 01:38 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
يشرّفني ويسعدني كثيراً أن أقرأ كلمة الحب هذه وهي تسيل حبّاً، وأعظم الله لك أجرك لفقدانك صديقك وتلك سنة الله في خلقه. وبقدر ما وجدت فيها من الارتياح والسكينة وجدت فيها من الأسى والحزن على ما قد يفوتنا من فرص لفعل الخير وتقديم ما يمكن تقديمه لهذه الأمّة من خدمات وأعمال قبل أن تدركنا المنية التي لا تحدّد موعداً لمخلوق. ثمّ يعاودني الأملُ حينما أتذكّر أنّ الدنيا مجرّد مطية للآخرة وأنّه يكفي أن يحاسب الإنسان نفسه ما دام من الممكن تقويمُها قبل أن يحاسبها خالقها كي تلقى جزاءها في دار الجزاء حيث لا عمل.

الدكتور شاكر مطلق
07/10/2009, 11:41 AM
الأخ العزيز الأستاذ منوني نور الدين المحترم:
أطيب تحياتي وشكري لك على مشاعرك الطيبة .

حمص . سورية 7-10-2009
د. شاكر مطلق

نصر بدوان
08/10/2009, 11:49 AM
دكتور شاكر

رحم الله صديقك الراحل وأفسح له في الجنة

وألهمك الصبر

لقد اسلت الدمعة من عيني أيها الجميل

وهل صدق الوداع إلا دمعة حب

كويستان عبدالرحمن رسول
08/10/2009, 12:03 PM
إنها مجرد كلمة حب أخطها لذكرى صديق عمر , تجاوزت فيه صداقتنا النصف قرن , وكنا قبل أسابيع قليلة على شاطئ البحر , نتحدث في أمور تعود إلى زمن الحلم الأول , الذي لم ينتهِ فينا بعد , على ما يبدو . وعاد إلى حيث درسنا سوياً وسكنا معاً وعملنا هناك , وعدت إلى الوطن وعاد , ورجع وبقيت , وعاد إلى ألمانيا ليموت فيها قبل أيام قليلة , وإن كان يرغب أن يدفن في أرض , " أم الحجار السود ....

استاذ فاضل
احزننى جدا حزنك على فراق صديقك ...
اثر فى هذة عبارة (ونتحدث في أمور تعود إلى زمن الحلم الأول , الذي لم ينتهِ فينا بعد) احسست كم هو حى فى قلبك لقد احتفظت بصديقك فى قلبك ...
كم جميل عندما نودع الحياة ...نبقى فى قلوب اصدقائنا حيا

الدكتور شاكر مطلق
17/10/2009, 09:31 PM
شكري ومحبتي للجميع، على مشاعرهم النبيلة.
د.شاكر مطلق

شاكر المدهون
18/10/2009, 02:55 AM
عظم الله أجرك وأحسن الله جزائك وبارك الله فيك لحسن وفائك
ودمت لأحسن الأخلاق نبراسا

عبدالله اللوي
18/10/2009, 05:24 PM
لله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بمقدار
هذه هي الحياة ولكن مما يخفف المصاب اليقين بأننا سنلتقي عند من لا يظلم عنده أحد
أصدق التعازي