المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عندما تتزن قواك .. ستداهمك الراحة



شريفة العلوي
07/10/2009, 04:01 AM
قررت أن أكتبني في دفترك صمتا لا يقرأه أحد سواك , و سأتركني على سطورك حروفا مشفرة تعيد ذاكرة القارئ إلى زمن الحرب الباردة وحرب النجوم وزمن الآذان المجندة والجنود المنصتة , لا توجد وسيلة لتفكيك تلك الشيفرة إلا إذا تساقط عليها لآلئ أدمعك الغالية , هذا ليس إمعانا في استنزاف مشاعرك ولا لجر ذيول شهب ونيازك أحزانك , كلا وإنما كي لا تغرورق حبيبتيك عندما يمتطي النقاء والصدق راحتيك كحمامة تخفق في الطيران وترفض تقليد الدواجن .
أتدري..؟
أعلم بكل صدق بأن دموعك ثروة وطنية ولو كنت أنت من الذين يسرفون في أخطائهم ويكررون أسفهم لكان الوطن اليوم يغط في ترف وبذخ ورفاهية حد الضياع , ولكن الحكمة في استخدام النفائس لهو أمر مرهون بمن خولت إليهم مسؤولية الحفاظ على الحياض وأنت أظنك مازلت كما كنت من هذا النمط ..
وأنا لا أتقن التظاهر بالضعف كي اقنع الطرف الآخر , بيد أني أعرف بأن عقارب الساعة لن تكذب الظل المتواري كما فعلت يوم اختبروا مسار الشمس وسقوط الظل لمعرفة الجهات كذلك ستعيد الأيام نفسها كما كانت وستأتي لنا بالهارب من بين أنظارنا خلسة بينما كان كل منا مشغول باتهام الآخر وكم سرق لص الوقت من ذرات الحقائق التي تُرى بالعين المجردة وتكبر تحت مجهر الوقت فتتنامى لتفصل بين الظالم والمظلوم ولو أن تقادم الزمن يجعل كلا الأطراف أقل إحساسا بتلك الوخزة إلا إن تذوق طعم الحقيقة لن يتقادم أمام حاسة الانتظار المحترقة على جمر الانتصار على الأقل من جانب الطرف الذي تضرر أكثر وتجرع كبسولات الإحتضار , ثمة زمن لا نعترف به لأنه مربوط بالصبر ونحن من أين سنأتي بصبر يقشر بطن برتقالة الحقيقة حتى نعترف لبعضنا بأننا كم أخطأنا في السابق وكانت الحقيقة مظلتنا التي ضللنا عنها ولأننا لا نريد مجرد النظر لمسافة أبعد من ظنوننا , لن أرتكب أي خطأ يحسب علي لأني لا أحب استعراض أوراقي أمام الرياح كزجاجة عطر بلا عطاء تراق في العراء ورائحتها محفوفة بعيون تندس في جيوب الطرقات ..
لذا سأظل حروفا تتحصن بالوفاء لعيون تتقن قراءة صدقها كما أنا دائما , سواء أكنت منتصرة أم كنت مهزومة ولو أن الهزيمة تزيدني بجرعات الشجاعة عكس الانتصار الذي يجعلني أبدو اقل احتواءا لـــ أعبائه ومسؤولياته , ألا تدري بأن الانتصار يحتاج إلى قوة تحميه و ان انتصرت لا املك من يحمي هذا الانتصار ؟
لم نفهم المغزى عندما قالوا لنا ..
when power is balanced you have peace
ربما هناك خيانة لغوية نحتاج الى قراءتها من حيث انتهت الجملة ..ربما
لهذا أخاف من آفة إنتصار تخفي الحقيقة و تقود إلى التكاسل والتواكل والنعاس ألقسري حد الأرق , أما الهزيمة تسلب من يديك ما لم تكن أمينا عليها فهي تعري فقط مستواك العسكري ومستواك ألاستنفاري ومحتواك الفكري ومعاييرك الذهني والى آخره وهي في النهاية تجعلك تعيد حساباتك في كل الأمور وتتأهل لدورك المقبل , لهذا لا تتعجب عندما أرفض أن تتراقص دموع الأنثى على أهدابي وكم أمقت رقة أهدابي عندما تذوب تحت وطأة دموع ساخنة وكم أخلع عني رقطاء الأنوثة عندما يرسم الظل على الجدار الجانبي جانبا من محياي ويرسم صورة ظلية جميلة كم هي جميلة الصورة الجانبية حتى أكاد أجزم بأنها لإمراة أخرى ,وأنصح ان تُلتقط لأي شخص صورة جانبية لأنها تظهر لك الجانب الأجمل وما خفي من معنى ..
إلا أن تلك الصورة تذوب مع حركة بسيطة مني لمجرد ان انسحب من مكاني تتعرض صورتي لاغتسال الذاكرة وظهور وجه جديد يسمى بــ النسيان , دعك من كل الظنون فالظنون أقسى من الهزيمة لأنها الشهادة الوحيدة على صاحبها وان كان بريئا من أي ذنب لأن الظن وحده ذنب ...