المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : من أحزان الأندلس



هشام زليم
08/10/2009, 03:28 AM
من أحزان الأندلس


بسم الله الرحمان الرحيم. و الصلاة و السلام على محمد و على آله و صحبه أجمعين.

و أخيرا فُكّ الحصار عن غرناطة, لكن أهلها ظلوا على وجومهم و زادت حيرتهم و اشتد خوفهم مما هو آت, فقد فُكّ الحصار لأن غرناطة بيعت و كان النصراني الكاثوليكي الحاقد هو من اشترى, فيا لها من صفقة خاسرة و تجارة بائرة.

لم يكن أبو عبد الله رحمه الله هو من باعها, بل و ليس عمه الزغل رحمه الله و لا حتى يحي النيار و لا ابن كماشة... فهؤلاء و إن ارتكبوا هفوات إلا أنهم في النهاية ليسوا سوى رجال كُتب عليهم العيش لحظة إتمام بيع و تحويل ملكية نوقشت تفاصيلها في أماكن أخرى و في عقود و قرون سابقة. كيف نتّهم أبا عبد الله رحمه الله بالخيانة و الجبن لأننا نراه السبب في ضياع 10 بالمئة من أراضي الأندلس و نسكت عمّن أضاع 90 بالمئة؛ نعم, فقد سقطت طليطلة, سرقسطة, بلنسية, إشبيلية, قرطبة, مرسية, الأشبونة...قبل سقوط غرناطة بقرون و قبل أن يولد أبو عبد الله الصغير, بل سقطت هذه الحواضر الكبرى و حال المغرب أقوى بكثير من الحال التي كان عليها عند سقوط غرناطة بنفس القدر الذي كان فيه حال العدو القشتالي ضعيفا, فمن المسؤول؟ طبعا ليس أبا عبد الله, فهو له نصيب من المسؤولية, لكن حتما ليس أكبر من نصيب من أضاع طليطلة, بلنسية و قرطبة...


عاشت مملكة غرناطة الصغيرة أكثر من قرنين و في شمالها, غربها و شرقها عدو قد أحاط بها و تربّص بها الدوائر, رغم ذلك عاشت المملكة المسلمة و قاومت تحرشات النصارى القشتاليين مستجيرة كلّما أحست بدنو الأجل بأهل المغرب, لكن مدد أهل العدوة انحصر بسقوط الجزيرة الخضراء و طريف بيد النصارى, ففُصل المغرب عن أندلسه و الأندلس عن مغربه لأول مرّة منذ الفتح الإسلامي؛ فبقيت غرناطة تنتظر مصيرها, لكنها ظلت تقاوم مقاومة العين للمخرز. و بينما كان الأعداء يتوحدون باندماج مملكتي قشتالة و أراغون, انقطع مدد المغاربة و حدثت الفرقة بين الأندلسيين. فكان كل شيء يوحي بأن مسلسل تساقط حواضر الإسلام بيد النصارى قد شارف على النهاية. فجاء نبأ سقوط وادي آش, ثم مالقة و هاهي غرناطة تُحاصر, ثم هاهي تستسلم بل ها هو الصليب يعلو فوق برج قمارش معلنا سقوط دولة الإسلام بالأندلس.


فجأة وجد المسلمون أنفسهم بلا دولة و لا أمير, و من فوقهم النصارى يحكمونهم و يسيرون شؤونهم. و لم تستطع معاهدة تسليم غرناطة رغم وعودها المعسولة إزالة الوجوم و الحيرة, و تبديد الخوف و الرعب من المستقبل. و لأنه لا حياة مع الحيات في سفط, سارع الأعيان و الفقهاء و العامة بالهجرة نحو المغرب فرارا بدينهم الذي تعهد ''الذئب'' القشتالي بحراسته و حمايته في غياب الراعي ''المسلم'' الذي مال إلى الدعة وراء البحر يبني سلطانه و عزه. و أثبت التاريخ مرّة أخرى خيانة الذئب (و كما يقول المثل المغربي : عمّر الذيب ما ينسى نفسه ذيب) الذي سرعان ما كشّر عن أنيابه. لتبدأ أكبر مأساة في تاريخ الإسلام, لمّا ارتدى ملايين المسلمين ثياب الذل و الهوان, و أُجبروا على اعتناق دين الصلبان الذي لو رأى راية التوحيد لفرّ مذموما و هو مُهان, فأصبح محمد يُدعى خوان, و غدا عمر إستبان, و مريم ماريان , و صارت المساجد كنائس معمورة بالرهبان, و غاب عن تلك البقاع نداء الأذان؛ و أُلقي مَن عبدَ الله سرا في النيران و عُذِِّب من أقرّ أنه إله واحد ليس اثنان؛ أما من نظف جسمه فهو في نظرهم مهرطق خسران, و من صام رمضان عوقب لارتكابه كبير إثم و بهتان فإلى الله المشتكى و عليه الثكلان.

فتنة لم يشهد لها التاريخ الإسلامي مثيلا: شعب بأكمله سُرقت هويته الإسلامية و ذاق جميع أنواع الذل و الهوان من تنصير و استرقاق و تقتيل و تعذيب و طرد و تشتيت. لقد سقطت بغداد بيد التتر, لكن الإسلام ظل عزيزا بها. بل و سقطت جل البلدان الإسلامية بيد الاستعمار الأوربي لكن لم يزد إسلامها إلا قوة و منعة.

فلتشدو البلابل وحدها اليوم, و لتغن ما شاءت فليس يسلو بها حزن الأندلس على إسلامها, مساجدها, رجالها, عِلمها, تسامحها و عمرانها. و لتردد العنادل ما شاءت من أشعار ابن زيدون و ابن عبدون و ابن عباد و أبي البقاء فليست سلوانا تسهّل مصيبة أنست ما تقدمها و ما لها مع طول الدهر نسيان.

مهلا فإني أرى الأندلس اليوم و قد ازداد حزنها و اكفهرّ وجهها, بل إنها تبكي و تذرف واديها الكبير دمعا. فما الذي أبكاها و زاد أساها؟

إنها رأت أختا لها في الشام تقاسي ظلم من آوته يوما, رأت أختها فلسطين المغتصبة تضم القدس و تصرخ واااااااااااااااااااا أقصاه.


كتبه أبو تاشفين هشام بن محمد زليم المغربي.

صلاح م ع ابوشنب
08/10/2009, 10:57 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
موضوع محزن ونحن نحزن لما الت اليه الاندلس وما حدث لاهلها من قتل واذلال واحراق وتشريد
لكن الله غالب على امره وهو وحده الذى يعلم ما كان سيكون عليه الامر لو بقيت الاندلس فى ايدى المسلمين حتى الان ؟
هل الامر سيكون خيرا للامه ام شر ؟ الله اعلم .. الملك ملك الله يقلبه فى يده الكريمه المباركه كيف شاء يعطيه لمن يشاء وينزعه ممن يشاء ، يرفع من يشاء ويخفض من يشاء .. يعز من يشاء ويذل من يشاء سمعت فضيلة الشيخ الشعراوى رحمه الله يقول ذات مرة اذا حارب المسلم غير المسلم وكان الاثنان متساويان فى عصيان الله فالغلبة تكون لمن تفوقت قوته . فانظر اخى الان الى حال فلسطين الغلبة لمن ؟ للكافر !! أليس كذلك ها قد وقع قول الشيخ الشعراوى موقع الحق والصدق .. كذلك كان حال الاندلس تفريط فى تفريط واستعانة الامير المسلم بالامير النصرانى ضد اخيه الامير المسلم المجاور ،وأصبحوا فرقا فرقا، وطوائف طوائف وتشرذموا حتى أكهم النصارى واحدة تلو الاخرى ، فكما يقول الشيطان يوم القيامه ( فلا تلومونى ولوموا انفسكم ) وكما سبق ان قلت انت .. الملامة لا تقع على عبد الله الصغير الذى سلم مفاتيح غرناطه الى ملوك النصارى الذى وحدهم عدائهم الشديد للاسلام والمسلمين . وأنما تقع الملامه على من سبقوه كلهم لا نفرق بين احد منهم ، ولا نعفى الدولة المغربيه التى بخلت بمد يد العون لهم وهى تشاهدهم يسقطون الواحدة تلو الاخرى.. فهى شريكه متضامنه فى اسباب هذا السقوط المخزى للاندلس .
وهل تعتقد أن هذه الدولة التى تختزن للاسلام عداءا غذته قرون متتابعه من الحقد والكراهيه ما تزال جذورها ممتده حتى الان مهما قيل ويقال فى وسائل الاعلام فان ما فى القلب فى القلب ولا يجب ان تنخدع النفوس .. ان اوروبا اليوم تعتبر ان عدوها الاول هو الاسلام أى المسلمين بشخوصهم لان الاسلام ككتاب لا يخيفهم وانما المقصود بالاسلام هو الذين يحملون فى صدورهم هذه العقيدة أى المسلمين انا وانت والجميع ممن يشهدون بأن الله واحد احد فرد صمد ليس له صاحبة ولا ولد .
فالاندلس الاسلامى الحقيقى قد انتهى وما يوجد الان هو ظلال واطلال وتخفى وخوف واقل ماهو موجود من خوف الان هو فى ادنى مراتبه الخوف على الوظيفه والخوف على المستقبل والحرص على المال والدنيا .
ان القضيه الحقيقه الان هى قضية فلسطين التى دخلت فى نصف قرنها الثانى وما تزال الصورة قاتمه والظلال باهته والنفوس ميته والاراء متشتته ، والوحدة متفتته ، والقلوب متباعده والنفوس متنافره وراية الجهاد على الارض موضوعه وأواصر المحبه بين الاشقاء مقطوعه ، ورحمة الله عن العباد مرفوعه ، والبلاء نازل من السماء وعصيان العباد اليها صاعد والوباء قد عم والدواء قد التجم ، ونسأل الله اللطف والنجاة والسلم .

هيام ضمره
09/10/2009, 07:07 AM
لو الأدمع فينا سحت دماً قانياً
لو جلودنا انتزعت عن أجسادنا وبكل الألوان تقرحت
لو الصوت ضاع منا وفقدت أيدينا لغة اشارتها
لو النور غاب عن أعين رؤيتنا وبتنا في مهب العتام نترنح
لو أسماعنا سدت منافذها وغاب بنا الصوت والسمع
على أن نعيش الأحزان كلها لأمجاد ولت باتت ذاكرة غير مواكبة
وأوطان يتوالى عليها الغاصبون ككعكة العيد تتناولها الأيد بالنهم
فكم ضاع وكم سيضيع منا أوطان قبل أن تصحو فينا نخوة الرشاد
ونودع الأحزان على كرامة وعزة تعيد للمجد ألق القمم
فآه بلاد العرب من خبث أمراضك التي أصابتك بالوهن
فماذا بعد الوهن من معترك تقلبنا أشجانه وتغل فينا التهامات الحزن
فواه أندلس وفلسطين وعراق ولبنان، وواه لوجيع متغلغل حتى اللب من العظم

من كمثلك يهز فينا الضمائر ويعيد للذاكرة أسباب القهر
شكراً إذ نفضت عن ذاكرتنا غباشاً حسباه من جهلنا أنه السحب

....هيام ضمره