المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبدالله الطيب موسوعة الأدب العربي



سمل السودانى
09/10/2009, 07:45 AM
عبدالله الطيب موسوعة الأدب العربي
د. عبدالكريم بن عبدالله الحربي


الوطن العربي ولله الحمد منَّ الله تعالى عليه برجال يحافظون على أدبه وأصالته العربية، والبعض منهم رحلوا ـ يرحمهم الله ـ وبقيت أسماؤهم على عناوين كتبهم، وفي بطونها تحفظ لهم جميل ما صنعوا، وما قدموا لهذا الوطن العربي الكبير فقد رحل البرفيسور عبدالله الطيب الأديب السوداني الكبير الذي لم يفقده الإخوة السودانيون وحدهم ولكن فقدته الأمة العربية والإسلامية.
ويمتد التاريخ الأكاديمي لفقيدنا الدكتور عبد الله إلى أكثر من نصف قرن، حيث عمل محاضراً في معهد دراسات الشرق الأوسط وإفريقيا في جامعة لندن، ثم رئيساً لقسم اللغة العربية ومناهج المدارس المتوسطة في معهد بخت الرضا لتدريب المعلمين في السودان، ثم أستاذاً في قسم اللغة العربية في جامعة الخرطوم وعميداً لكلية الآداب فيها.
وأشرف على إنشاء كلية عبدالله باريو في جامعة أحمد وبيلو في كانو بنيجيريا، وكان أول عميد لها.
واختير مديراً لجامعة الخرطوم، ثم مديراً لجامعة جوبا، كما عمل أستاذاً للدراسات العليا في كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة سيدي محمد بن عبدالله في مدينة فاس بالمغرب.
وكان يرحمه الله عضواً في هيئة تحرير الموسوعة الإفريقية في غانا، وعضواً في مجمع اللغة العربية في القاهرة، ورئيساً لاتحاد الأدباء السودانيين، وأستاذاً زائراً لعدد من الجامعات العربية والإفريقية والبريطانية.
وقد نال درجة الدكتوراه الفخرية من عدد من الجامعات، كما تولى رئاسة مجلس جامعة الخرطوم، ومجمع اللغة العربية في السودان.
ويحتل الدكتور عبدالله يرحمه الله مكانة مرموقة في الأوساط الثقافية والأكاديمية في الوطن العربي، وتشمل اهتماماته مختلف مجالات الفكر والأدب واللغة العربية، فهو شاعر وكاتب روائي ودارس متعمق للأدب العالمي.
وله إسهامات أدبية متميزة في مجال النقد الأدبي القديم عند العرب، وفي حقول الفكر والأدب عموماً، فهو محيط بالشعر العربي وتاريخه وقضاياه إحاطة قل أن تتوافر لكثير من الدارسين، وقد تميزت مؤلفاته بطابع أصيل يربطها بأمهات الكتب في الأدب العربي ونقده، ومنها كتابه المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها، المكون من أربعة مجلدات، وهو سفر قيم يحلل فيه مختلف جوانب الشعر العربي وخصائصه منذ العصر الجاهلي.
وقد استغرق تأليف أجزائه خمسة وثلاثين عاماً، وصدر الجزء الرابع منه سنة 1990 متضمناً إشارات عديدة لدور النقاد العرب في العصور المختلفة وتطور القصيدة العربية وتأثيرها على عدد من الشعراء الغربيين، وقد صدر له أيضاً العديد من المؤلفات والكتب والبحوث الأخرى باللغتين العربية والانجليزية تناول فيها قضايا الشعر والنثر والنصوص، وله عدة دواوين شعرية ومسرحيات، وقصص للأطفال باللغة العربية، وكان له أيضاً نشاط واسع في الأوساط الإعلامية امتد على مدى خمسين عاماً، ومن ذلك برنامجه الإذاعي حول تفسير القرآن الذي استمر تقديمه خمسة وثلاثين عاماً.
وحكايتي مع فقيدنا الدكتور الطيب عندما كنت في الصف الثاني متوسط أسكن محافظة أملج على ساحل البحر الأحمر التي كانت تستقبل أحياناً الإرسال التلفزيوني السوداني نظراً لسهولة الإرسال، فقد أنتظر بشوق فقيدنا في برنامجه التلفزيوني وكان ذلك كل يوم أحد من كل أسبوع حيث ينتقل من تراث إلى تراث، ومن أدب إلى أدب بين البلاد العربية، واستفدت من برنامجه التلفزيوني الكثير، ثم حصلت على العديد من مؤلفاته الثقافية والأدبية والشعر، وسوف أعرض أهم كتبه ومؤلفاته وهي على النحو التالي:
1- المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها أربعة أجزاء 1955م.
2- الأحاجي السودانية الخرطوم من 1947م إلى 1993م.
3- من نافذة القطار 1964-1993م.
4- من حقيبة الذكريات 1989م.
5- القصيدة المادحة 1964م.
6- سقط الزند الجديد «شعر» الخرطوم 1976م.
7- أغاني الأصيل «شعر» 1976م.
8- مع أبي الطيب 1968م 9 كلمات من فاس 1986م.
10- أصداء النيل «شعر» 1957- 1993م.
11- تفسير جزء عم 19701986م.
12- تفيسر جزء تبارك 1988م.
13- تفسير جزء قد سمع 1993م.
14- شرح أربع قصائد لذي الرمة 1958-1993م.
15- شرح بائية علقمة 1970م.
16- شرح عينية سويد الخرطوم 1992م.
17- أربع دمعات على رجال السادات «شعر» 1978م.
18- بين النير والنور «شعر ونثر» 1970م بيروت.
19- التماسة عزاء بين الشعر «شعر ونثر» 1970م بيروت.
20- الحماسة الصغرى «جزأين» الجزء الأول 1960م مطبعة أكسفورد، الجزء الثاني 1970م الخرطوم.
21- تاريخ النثر الحديث في السودان: مصر 1959م.
22- الطبيعة عند المتنبي بغداد 1977م.
23- سمير التلميذ «جزأين» كتاب مدرسي الجزء الأول، مصر 1954م، الجزء الثاني، 1955م.
24- ملحق سمير التلميذ «كتاب مدرسي» 1955م
25- مشرع الحدرة «قصصي» 1952م مكتب النشر الخرطوم
26- نوار القطن «قصصي» 1964م الخرطوم
27- حتام الفتنة باليوت «نقد» 1982م
28- زواج السحر «مسرحية شعرية»
29- الغرام المكنون «مسرحية شعرية»
30- قيام الساعة «مسرحية شعرية»
31- مقالات في السودان في وثائق ومدونات باللغة الانجليزية بعنوان: «عادات
السودان المتغيرة»
32- أندروكليس والأسد «مترجمة» 1954م
33- المعراج مكتب النشر 1954م
34- اللواء الظافر «شعر» 1968م
35- ذكرى صديقين «شعر ونثر» 1987م
36- Stories From The Sands of Arabia
37- Horses of Arabia
38- CHAL «تاريخ كمبردج للأدب العربي».
39- بانات رامة «شعر» بيروت 1968م.
40- مسرحية زواج السمر.
41- مجلة دراسات إفريقية «هجرة الحبشة وما وراءها من نبأ» 18 يناير 1998م.
42- مقال في الموسوعة البريطانية عن عباس محمود العقاد ومصطفى لطفي المنفلوطي وأحمد شوقي والأدب العربي 1960-1961م.
43- البراق.
وقد حالفني الحظ أنني قابلت فقيدنا يرحمه الله في عام 1420هـ عندما فاز بجائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي، وجلست معه ساعة في الفندق الذي يقيم فيه وجلست مع موسوعة علمية أدبية كبيرة وحالفني الحظ أيضاً مرة أنني أقابله بالمدينة المنورة ودار بيننا الحديث عن الثقافة الأدبية بالمدينة المنورة ثم قابلته بمكتبه بجامعة الخرطوم بالسودان، ولكن عناء المرض يبدو عليه وكأنه يودع ابناً كان يتابع ثقافته وبرامجه منذ عام 1398هـ رحم الله أديبنا البرفسور عبدالله الطيب وأسكنه فسيح جناته و{إنَّا لٌلَّهٌ وإنَّا إلّيًهٌ رّاجٌعٍونّ}.

سمل السودانى
09/10/2009, 07:47 AM
رحل العملاق وبقيت الهوية:
رسالة عزاء إلى الجوهرة – جريزيلدا
السفير جمال محمد ابراهيم jamalim@yahoo.com

إنه يوم خميس آخر ، وفي يونيو أيضاً ، ولكنه يوم خميس أعمق حزناً وأشدا سواداً وأفدح أثرا , ذلك أن العظيم عبد لله بن الطيب, آثر أن يرحل عنا فيه إلى رحاب الله ، فخلف في أعماق أمته من أحاسيس اليتم والفقد ما قد لا تطيقه الجسوم ولا العقول ....
كنا في لندن من بين آخر الذين تحدثوا إليه قبل يومين من سقوطه مغشيا عليه في بيته في لويشام ، جنوب شرق لندن ، ثم دخوله هذه الغيبوبة الطويلة التي غادرنا بعدها الآن ,إلى الرحاب العليا .. كان سعيداً بشوشاً وقتها ، ولندن في صيفها بحرارته النسبية تلك ، وقد كان قادماً لتوه من المملكة السعودية بعد زخم إحتفالات نيله جائزة الملك فيصل للآداب لعام 2000 ميلادية . آثر أن يبر سفارة بلاده في لندن بزيارة خاصة وما غادره إجهاد السفر ، وأن يترك آخر طبعة من كتابه الأحاجي السودانية ، هدية لمكتبة السفارة .. ثم ذهب إلى لويشام ، ثم إلى الغيبوبة الطويلة .
كانت الجوهرة - جريزيلدا - رفيقة عبد الله ، أستاذ الأجيال ، في رحلته الطويلة الغنية - هي رفيقته أيضاً في غيبوبته تلك . حزينة كانت ، لكنها كانت حريصة أيضاً لأن ترى كيف يقدر الناس هذا الطود الذى غدره المرض . تقاطر السودانيون المقيمون في لندن والزائرون من خارجها , إلي مستشفي كرومويل حيث يرقد عبد الله ، صغيرهم وكبيرهم ، الشعبيون والرسميون ، ثم من الإخوة العرب الذين يعرفون قدر الرجل ومكانته في خارطة الثقافة العربية . ولكن حين تذكرت الجوهرة أن الرجل الذى أقتسم الجائزة معه لم يفتح لله عليه برسالة أو مكالمة هاتفية مباشرة أو غير مباشرة يسأل فيها عن صحة العملاق , تلون حزنها بحسرة عميقة محسوبة . فالجوهرة هذه المرة أدهشتنى لكونها الآن مثل غيرها من السودانيات بنات جيلها ، ينظرن في مثل هذه الظروف من زاوية العتاب المحبب , " والما لامك ما رادك " , فا للوم عند السودانيين مجلبة للمودة والحميمية المزيدة . وما ذهبت بعيداً عن هذا الجوهرة – جريزيلدا ، فقد سودنها عبد الله ، وأحسن سودنتها.
أقدم عزائى الخاص لهذه السيدة الجليلة , التي حفظت هذا الطود وحافظت عليه ، حتي غادر هذه الفانية , فأورثها والأمة معها , يتماً عارماً ... وفقدها هي له - أعرفه , قد تضاعف ثلاثاً ، فقد كان الطود زوجاً وأبا وإبناً ، وفقدتهم جميعاً , هذا الخميس الحزين .. وما بقي لها إلا أن تواصل برها بابنة أختها , برا يماثل بر الراحل بابن أخته في حياته .. أو هو مثل بر كليهما بالوطن السودان وبأبناء السودان . تعلمنا أن نقراء , ومنذ بداياتنا في فك الخط أسم عبد الله الطيب في الصفحات الأولي من كتب مناهج تعليم العربية ، ثم ونحن في قاعات الجامعة , نتحلق في قاعة "الون أو تو" (102 )، تحلق المريدين بشيخ العارفين.. كنت في كلية الإقتصاد وقتها , ولكننا كنا نسترق السمع إلى محاضرات معلم الأجيال ولا يلحقنا شهاب رصدا من طرف الكلفين بأستاذهم في كلية الآداب . يجلجل صوت العملاق وهو ينتقد الشعر الحديث ، وبعض رواده المحدثين من أبناء العربية ، ويعجب أن لا يدرك هؤلاء إنما يأخذون ممن أخذ أصلا من بضاعتهم . ويثبت لك بالدليل كيف أستلف ت. س. إليوت معانيه في أرضه الخراب , من بعض شعراء العربية . . يلسع محدثينا من الشعراء ببيت يردده:
لو كان عبد الله عبداً عذرته ولكن عبد الله عبد مواليا
كان معلماً شاملاً , تعهد أجيال السودان في مراحل تعليمهم , منذ الأولية ثم الإبتدائية وحتى الجامعة وما بعهدها , كما لم يبخل بعلمه علي طالبيه من وراء الحدود ، وقد آثر حينا من الدهر أن يخرج بعلمه – وقد ضاقت به البلاد على سعتها – إلى آفاق أنجز فيها وأبدع ، وأسس فيها للسودان إسماً وذكراً يخلد مع الأيام ، في كانو وفي فاس.. وكأني به في رحلته تلك, يلاحق آثار فرسان تغريبة بني هلال في الزمان الغابر.. وما كان الملك الحسن الراحل في المغرب يطرب أو يستذوق لياليه "الحسنية" في رمضان من كل عام ، إن لم يكن من بين نجومها أعزهم وأغزرهم علماً ، فقيدنا العملاق عبد الله بن الطيب . يجلس أمير المؤمنين ، الملك الهمام , إليه جلوس التمليذ إلى أستاذه .. وذلك ملك كان يدرك جلال العلم وسمو مكانة العلماء العارفين , عليه الرحمة .
يخذلنا القلم خذلانا مبينا ونحن نجهد أن نكتب أسطرا نعزى فيها أنفسنا .. قبل أن نعزيك في فقده أيتها الجوهرة . فقد أحدث رحيله شرخا في دواخل أمة تتكون ، ونقصاً في استواء الهوية وتخلقها . وكنت قد كتبت في نوفمبر من عام 2000 كيف أن الراحل قد حمل في رحلته الكثير من سمات هوية الوطن. فقد كان عملاقنا عميداً للأدب العربي , يتحايل على الإعتراف بعمادته من يدعون حراسة العربية ، فهوية العملاق – هذا الواقف في منطقة رمادية بين دائرتي إنتماء عربية-إسلامية وأخرى أفريقية -هوية تثير نوعا من الإنزعاج والتوتر عند هؤلاء الحراس . تحايلوا على منحه جائزة للادآب, كان يستحقها كاملة حتى من قبل أن تنشاء تلكم الجائزة . تحايلوا لمنحها له مناصفة مع من هو في مقام تلميذ له . إن لهوية الراحل العملاق بعداً إشكالياً هو إنعكاس لهوية الوطن بأكمله في نظر الرائي الحصيف .
ولعلي أرى في انتماء الجوهرة إلى العملاق , وجهاً من وجوه رحلة الهوية هذه. قدمت هذه السيدة الطيبة من بلاد يهلك الناس في صقيعها , إلى بلاد يفتك التهاب السحائى بأهليها . تسامي إنتماؤها الصرف إلى العملاق إلى مراق ميتافيزيقية من التوحد والتمازج والإندماج . لا أنتوى عسفاً في الرؤية ، غير أني أرى كبيرنا في الدبلوماسية والشعر, محمد المكي , صادقاً في المعالجة , إذ يقول :
لا أنتمي أبدا إليك
ولا أطيق تخليا ..
ألا ترى معي إشكالية الهوية في الإزدواج , وفي معراجها من الإنتماء الحرفي الصرف , إلى الإنتماء الميتافيزيقي المركب ؟ إن ثراء الهوية فيما أري , هو في ازدواج تراكيبها , تماما كما يتركب السحر في النيل من نيليه الأبيض والأزرق عند امتزاجهما في المقرن يلتقيان , فلا تتبينهما في النيل الواحد .. تأمل معي كيف سمي ديوانه الأول أصداء النيل !
ورحل العملاق ، وإني أرى في رحيله الآن ما يحفزنا لأن نرتق ما انفتق من جروح الوطن ، وأن نلحقها بالرعاية والتطبيب ، إذ أن رحيل رمز لجيل كامل وسابق ، لهو إشارة علي إكتمال وعي جيل جديد لاحق ، وأن الأجيال تلاحق بعضها بعضاً ، تواصلاً وإتصالاً ، فلا تنقطع حبال الهوية أو يعتريها اهتراء . نجزع الآن , أيما جزع , أن تقسرنا صروف الدهر وصروف السياسة و مصانعاتها , إلى التحاكم إلى صناديق الإقتراع حول هويتنا .. إن التحدى الماثل لهذا الجيل هو في أن تتسامي رؤاه , وتتسامق آماله , وتتصافي إرادة بنيه ، فتنمو البذرة التي دفنها جيل الآباء- وعبد الله آخر عقدهم- في تراب الوطن , شجرة مباركة , تضرب هويتها السودانية في عنان السماء.
إن عبد الله كتاب أمة , فهل تواري الأمة كتابها في الثرى ..؟ وأن البيت الذي ببري, قد "بين" فيه عبدالله و حري بنا أن نبقيه- و جامعة الخرطوم معنا - صدقة جارية ومركز اشعاع , بل جامعة موازية.. . له الرحمة والمغفرة..

*كاتب ونائب رئيس البعثة السودانية - لندن

سمل السودانى
09/10/2009, 07:51 AM
عالم لغوي وشاعر سوداني ظلمه العرب وأنصفه السعوديون
محمد المكي ابراهيم*
ظل يصارع المرض لقرابة العامين وظلت أخبار تحسنه تصل الى محبيه من سودانيي «الدياسبورا» في كل انحاء الدنيا فيستبشرون بقرب الشفاء لما يعرفون عنه من قوة العزم والبدن، والاقبال المستمر على رياضة السباحة التي كان فيها من البارعين رغم تقدم السن. وفي النهاية فوجئنا جميعا ان الموت قد كسب الجولة ورحل عنا البروفسور عبد الله الطيب، أحد ألمع الاسماء في جيل العمالقة السودانيين الذين لمعوا مع بداية عصر الاستقلال في السياسة والقانون والطب والادارة والتعليم والادب وأحرزوا من التفوق ما لم يكن متوقعا من أبناء دولة متخلفة ما زالت ترزح تحت نير الاستعمار. ولعل وجود الادارة الكولونيالية هو الذي دفعهم دفعا للتفوق والامتياز فقد كانوا جميعا ـ جيلا وجمهورا ـ يسعون لاثبات شيء هام هو جدارة السودانيين بالحرية والاستقلال وحكم أنفسهم بأنفسهم، ويعتبرون تفوقهم المهني والاكاديمي مساهمة في تحرير البلاد.
ولد عبد الله الطيب في أرومة من أشرف البيوتات في السودان فقد اشتهر اهله (المجاذيب) بالتقوى والصلاح ونشر العلوم الدينية بين مريديهم الكثيرين. وكان لهم محبون في السودان الشمالي وكذلك في شرق السودان. وكان من اتباعهم الروحيين القائد العسكري الكبير عثمان دقنة الذي قاتل البريطانيين في شرق البلاد واقتحم عليهم التشكيل العسكري المسمى «القلعة» او «المربع» وكان بين شهود عبقريته شاعر الامبراطورية البريطانية كيبلنغ الذي كتب عن مقاتليه قصيدته عن ذوي الشعور الطويلة (Fuzzy wuzy) ويتصل نسبه بعدد من الاجداد الشعراء تخصصوا في مدح الرسول الكريم بينهم رجال ونساء، ويقول ان والده نفسه كان شاعرا وقد ورث عنه كراسة بخط يده تحوي بعض اشعاره ولكنها ضاعت منه في حادث طريف عام 1934:
«قدمنا متأخرين فلم يكن بدارالمسجد أحد وكانت مغلقة فغفونا قريبا منها وربطنا شنطنا بعمائمنا، فصحونا الصباح ولا عمائم ولا شنط. وكان الشعر وكراسات الوالد التي فيها علمه وخطه الجيد مما ضاع وأهم ما ضاع».
* عروبي متشدد
* تميز منذ صباه الباكر بالذكاء وقوة الحافظة التي ساعدته على اختزان الجزء الاكبر من العلم في صدره، وظل محافظا على تلك القدرة حتى اصابته بالجلطة الدماغية قبل عامين. ولحافظته القوية تجليات عديدة ولكن اطرفها هو قدرته على تذكر ما يخوض فيه من حديث، فقد كان يلقي دروسه على طريقة المشايخ القدماء ومنهجهم في تقصي جزئيات المواضيع والعودة منها الى الموضوع الرئيسي بطريقة (وصل ما انقطع) دون ان ينسى موضع الوقوف وما كان يخوض فيه من شؤون اللغة والتفسير. وبدقة الساعة يواصل من حيث انتهى.
عبد الله الطيب عالم لغوي في المقام الاول وشاعر في المقام الثاني وحافظ للقرآن والقراءات والتفسير في ثالث المقامات. وهو الى ذلك مؤلف مسرحي وكاتب مذكرات يمكن اعتبارها من اوائل ما وضع السودانيون في علم الاجتماع الوصفي. والى جانب كونه لغويا عربيا من أرفع طراز، كان الطيب شديد التمكن من اللغة الانكليزية وكان على معرفة باللغة الفرنسية لا بد انها معرفة متقدمة فقد فوجئنا به في محاضرة بالفرنسية جالسا في الصفوف الاخيرة لكي لا يلفت الى نفسه الانظار، وكان موضوع المحاضرة في القانون واستيعابها يتطلب معرفة كبيرة بالفرنسية.
كانت محاضراته في كلية الآداب تجتذب طلاب الكليات الاخرى كما تجتذب اناسا من خارج الجامعة يحرصون على الاغتراف من فيضه الوافر، أما محاضراته العامة فقد كانت الامكنة تضيق بروادها من عشاق ادبه وعلمه. وأذكر على وجه خاص كلمته في الاحتفال بعيد الميلاد الثمانين للعميد يوسف بدري المؤسس الثاني لمدارس الاحفاد وجامعتها فقد ثاق واضحك وابكى جمهورا من صفوة اهل السودان واستولى على ذلك الجمهور بصورة تامة حتى انه لو تحدث طول الليل لظل ذلك الجمهور مكانه يتابع ويستمتع.
مع اعتداده بنسبه العربي الا ان الطيب لم يجد من العرب ما يستحق من التقدير الا متأخرا جدا حين نال جائزة الملك فيصل العالمية للآداب وكان ذلك انصافا للرجل وتبرئة للجوائز العربية التي ظلت تتخطاه يمنة ويسرة ذاهبة الى من هم في مصاف تلاميذه. بالرغم من انه كان في طليعة علماء العربية على الاطلاق ومن أخصب أقلامها وعقولها. ومما ميزه عن رصفائه في علم اللغة استيعابه المتقن للغات الافرنج مما أهله لعقد المقارنات عن علم وتجربة وليس عن جهل وتعصب.
يقول:
«وقد قلبت نظري في كثير من الدواوين العربية والانجليزية، واستقر في نفسي بعد الموازنة أن الشعر العربي ليس كمثله مما قرأته في الانجليزية شيء حتى ولا شعر شكسبير. وقد ذكر استاذنا الدكتور طه حسين، أطال الله بقاءه، في كلمته عن الطبعة الاولى من اصداء النيل (أحد دواوين الطيب) التي نشرتها جريدة الجمهورية ثم ضمنت من بعد في كتابه «من أدبنا المعاصر» في معرض الاشارة الى هذا الذي سبق من حديثي عن الشعر العربي انه من باب شدة الافتتان به، ولا أدفع ذلك..غير أني آخذ على الشعر الانجليزي في الذي اطلعت عليه منه ـ وأصناف الشعر الاوروبي غير بعيدة المذهب عنه ـ التطويل وضعف النغم وكثرة التفصيل والتفريع مما لا حاجة الى حاق البيان الوجداني الشعري اليه». وذلك رأي ـ مهما قلت فيه ـ لا يفتقر الى الشجاعة وعدم التهيب من تفوق اوروبا الحضاري.
* من آباء القصيدة التفعيلية
* ولكن الرجل لم يكن متنطعا ولا من المستقتلين في الذود عن التراث، وقد أخذ نفسه بمذاهب من التجديد انتهت به لفترة وجيزة في احضان القصيدة التفعيلية ولكنه استقبل حماس التفعيليين لذلك باستنكار شديد نافيا عن نفسه الميل الى مذهبهم ورافضا تتويجه اميرا على الاتجاه الشعري الجديد. وتفصيل ذلك انه نشر قصيدته «الكأس التي تحطمت» في ابريل 1946 التي كان يمكن ان تضعه بين المتنازعين على ابوة الشعر التفعيلي الحديث جنبا الى جنب مع نازك الملائكة ولويس عوض، لولا انه استنكر ذلك وأباه.
تقول القصيدة:
أترى تذكر لما أن دخلنا الفندق الشامخ
ذاك الفندق الشامخ في ليدز
ذاك الرحب ذاك الصاخب الصامت
ذاك الهائل المرعب إذ كنا معا
أنت واليانوس والأخرى التي تصحب اليانوس
والابصار ترمينا بمثل الرشقات
وسهاما حانقات
ثم لا أنسى إذ الكأس رذوم
واذا الجو حديث ورنين
واذا التبغ على النور دجون
وإذا الناس جليس وأنيس ونديم
كيف خر الكوب ذاك المترع الملآن للارض وسالا
وهوى منكسرا منفطرا
واكتسى وجهك بالدهشة لونا واستحالا.. ..
....
ذهبت كأسك كالوهم وسالت
وهوت في الفندق العامر ذاك الفندق الشامخ
دوت فيه صالت
ذهبت كأسك كالوهم وعزاك الصحاب.
والواقع ان له عدة قصائد على ذلك النهج بينها قصيدة للندن كتبها في ديسمبر 1945، يقول فيها:
هذه لندن إذ نحن صرنا
من بني لندن فلترو عنا
يوشك اللب بها أن يجنا
هي كالبحر وأمواجه من
أنفس فارحة أو تعنى (بالبناء للمجهول)
ومن اطرف مقاطعها تعليقه على جميلات المدينة وعدم مبالاتهن بأعين الناظرين:
واثقات الخطو لا هائبات
لا يبالين هل الطرف عفا
إذ رنا أم لم يعفا
وكان وهو العروضي للمتمكن، يسعى للتجريب في إطار البحور الخليلية راميا الى توسيعها وتطويرها وليس الى إلغائها كما فعل التفعيليون او انتهوا بالقصيدة العربية الى ذلك غير قاصدين. وله في ذلك الاطار محاولات لتطويع النظم العربي ليستوعب بحورا كتب فيها الشعر الشعبي شعرا خفيفا صالحا للغناء. ويبدو انه فتن بأغنية شعبية عن سمسم القضارف(وهي تورية عن المعشوق) فكتب على نهجها بالفصحى واستقصى الوزن الذي جرت عليه الى اشعار الجاهليين وأسهب في صفة ذلك في كتابه (المرشد الى فهم أشعار العرب وصناعتها). وكان الشاعر المجيد أمل دنقل مغرما بذلك الكتاب ويزور دار الكتب المصرية يوما بعد يوم ليطلع عليه فقد كانت طبعته نفدت من الاسواق وفي عام 1977 كلفني بالعثور عليه وارساله اليه فلم يحالفني التوفيق.
وفي دواوينه المتأخرة كتب للكلاسيكية السودانية شعرها المتفوق في نهايات القرن العشرين من امثال:
يا دار مية ذات المربع الشاتي بين الربى والرياض السندسيات
وقد تعلمنا انذاك ان نحبه ونفخر به ونستحلي روح الفكاهة التي توفرت لشعره في حين علا وجه القصيدة التفعيلية قطوب وجهامة وعبوس.
إن شعره ونثره مليئان بالملح والطرائف بما يجعل الغوص في تراثه نوعا من التفكه والتسرية عن النفس، كما هو سبيل الى الافادة من علمه البارع المتقصي. وذلك ما يزيد من الحسرة لفقده فقد كان ـ رحمه الله ـ لؤلؤة المجالس وقد احتشد بالعلم والتجارب وحفظ عن الدنيا مفارقاتها المضحكة والمؤسية وصار كنزا قوميا خطفته من ايدينا يد المنون. ويزيد من ألم الفقد انه لم يكن حفيا بالصحافة ومحاوريها قليلي الخبرة والعلم إذ كان بطبعه يستنكف مجالسة الجهلاء والمتعالمين. وأذكر جلسه له مع نزار قباني في زيارة له الى الخرطوم عام 1968، فقد ظل صامتا والناس من حوله تهرف بما لا تعرف في حضرة الشاعر العربي المجدد وكان له في سلامة لغته رأي بدا له من حسن الضيافة ان لا يجاهر به.
* شاعر ودبلوماسي سوداني يعيش في واشنطن
من مجموعاته الشعرية «امتي»، و«يختبئ البستان في الوردة» و«الاخباء للعامرية» و«الاعمال الشعرية»

سمل السودانى
09/10/2009, 08:08 AM
د.عبد الله الطيب .. وترجل فارس من فرسان العربية
عبد الحي شاهين
08/09/2003
غيب الموت الشهر قبل الماضي الأديب واللغوي السوداني الكبير الدكتور عبد الله الطيب الذي أسهم خلال سنوات الستينات والسبعينات الميلادية في إثراء المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات الثمينة والتي تعد مراجع للباحثين والمنقبيين في التراث الشعري العربي.
وبموت عبد الله الطيب فقدت الساحة الأدبية والعالم العربي أديباً من جيل المخضرمين والموسوعيين في الثقافة الإسلامية والعربية ، وستظل آثاره وتحقيقاته العلمية محط اهتمام الدارسين لزمن طويل ؛ لأصالة هذه البحوث وجديتها، فالدكتور عبدالله الطيب عندما أكمل مؤلفه الأول ( المرشد إلى فهم أشعار العرب) يقول أحد مجاليه : إن الدكتور طه حسين تلقاه بإعجاب وتقدير شديدين . وقال : إنه من أهم المؤلفات في القرن العشرين.
كما أن كتابه (مع أبي الطيب) مثّل أحد إسهامات البروفيسور المرموقة ، فقد كان في حينه رؤية نقدية جديدة في شعر وشخصية الشاعر الذي (ملأ الدنيا وشغل الناس) أبي الطيب المتنبيء ، ويشتمل الكتاب على مقدمة وخمسة فصول، ويقوم على أسلوب مبتكر في النقد يميزه ما بين أسلوب القدامى المحدثين ، ويستخدم إلى حد كبير الطريقة السيكولوجية.
و جاء البروفيسور الطيب في سِفره القيم بقاعدة تصلح للتعامل النقدي العام مع الشعر حيث قال : ( والصفاء الموسيقي والتجويد والأحكام كل ذلك لا يرتفع بالشعر كما ترتفع به الحيوية) ، ويشرح ما يقصده بالحيوية قائلا : ( ومرادنا بالحيوية عنصر الشعر المنبيء فيه عن صدق التجربة وعمق الانفعال معا).
وقد أشتمل السِفر المذكور على مقارنات شعرية ، مثل مقارنته بين أشعار أبي الطيب وأبي تمام ، وقد شفع الكاتب سفره بالحواشي حتى لا يترك مجالا للإبهام.
كما عرف عبدالله الطيب بقراءاته المتعمقة في الثقافة الغربية وبنقده الرصين والأصيل وترجماته للقصائد الجياد من الشعر الإنجليزي ، وله عدة بحوث في النقد أشهرها بحثه في سرقات " ت. س. اليوت " ذلكم الشاعر الذي مثل علامة فارقة بين الشعر القديم والحديث ، فضلا عن أنه ترك أثرا لا تخطئه العين في اتجاهات وصور وأخيلة وبنية القصيدة العربية الحديثة.
ولد الدكتور عبدالله الطيب في يونيو(1921) في مدينة نائية في شمال السودان تسمى (الدامر) وبها أسرة عبد الله الطيب (المجاذيب) وهي أسرة أشتهر عنها اعتمادها اللغة العربية الفصحى في أحاديثها اليومية ، حتى من أبنائها الذين لم يدخلوا المدارس ، كما أن حفظ القرآن ومدارسته من تقاليد الأسرة التي تشبثت بها ولم تتخلى عنها حتى اليوم , وكثير من أبناء هذه القرية - وعبد الله الطيب منهم - قد حفظوا القرآن في سن مبكرة جداً قد تسبق عن البعض دخولهم للمدرسة , ولما أكمل عبد الله الطيب دراسته الأولية في كتّاب المدينة والمرحلة الابتدائية ارتحل إلى مدارس الخرطوم العليا ، ومنها إلى معهد " بخت الرضا" لإعداد المعلمين قبل أن ينتدب من حكومة السودان للحصول على درجة البكالوريوس من كلية التربية من جامعة لندن.
وفي بريطانيا انكّب عبد الله الطيب على كتب الأدب باحثاً ومنقباً ، وتفتحت مداركه وذاعت أخبار نبوغه بين أساتذته حتى إن إدارة الجامعة اختارته لإعداد درجة الماجستير والدكتوراه في الأدب العربي على نفقتها . وحين أعد عبد الله الطيب أطروحة الماجستير رأى مشرف البحث أن مستواها أكبر من الماجستير فتم تسجيل البحث لدرجة الدكتوراه مباشرة ، وفي هذه الفترة تعرف الدكتور عبد الله الطيب بزوجته الإنجليزية ( جريز ليدا) والتي أسلمت على يديه فيما بعد.
عمل الطيب بعد تخرجه لسنتين في جامعة لندن ، ووجد فرصاً أخرى للتدريس في الجامعات البريطانية والأمريكية ، لكنه آثر أن يعود إلى موطنه ليبدأ هناك مرحلة جديدة في مشروعه الفكري والأدبي في جامعة الخرطوم. التي كان يدرس فيها انذاك الأديب الكبير إحسان عباس , وتدرج الطيب في الجامعة حتى صار عميداً لكلية الآداب ثم مديرا لجامعة الخرطوم ، ولم يقتصر نشاط عبد الله الطيب في الجامعات السودانية فقط إنما تعدى ذلك , إذ استطاع أن يؤسس في عام 1964م كلية " عبد الله باييرو " ( كلية الأدب العربي والدراسات الإسلامية ) بجامعة أحمد بيلو ، وهي من أولى الجامعات النيجيرية ، كما أنه عمل كأستاذ كرسي في جامعة محمد بن عبدالله في فاس بالمغرب . وقد نال عبدالله الطيب جائزة الملك فيصل العالمية في فرع الأدب العربي قبيل وفاته بعامين.
ولم تكن تلك المناصب الرفيعة هي سبب شهرته ، بل كان هو بشخصه سبباً في زيادة الألق الذي يحيط بتلك المناصب ، فعظمة الرجل تكمن في انقطاعه الكامل للعلم طيلة حياته المديدة - يونيو 1921 يونيو 2003- وإيمانه غير المحدود برسالة المعلم وفصاحته البليغة في التعبير عن أدق الأفكار وأكثرها تعقيدا ، تابعه عامة أهل السودان عن طريق برنامجه الإذاعي المتفرد « دراسات في القرآن الكريم » الذي فسر فيه القرآن كاملا بلغة عربية سودانية هي النموذج الراقي للأسلوب السهل الممتنع التي يدركها راعي الغنم في الخلاء.
وخلال سني حياته أمد " عبد الله الطيب " المكتبة العربية بعدة مؤلفات في اللغة والأدب منها :
1- المرشد إلى فهم أشعار العرب وصناعتها ، أربعة أجزاء، 1955م.
2- من حقيبة الذكريات ، 1989م.
3- القصيدة المادحة ، 1964م.
4- أغاني الأصيل « شعر» ، 1976م.
5- مع أبي الطيب ، 1968م ، تسع كلمات من فاس ، 1986م.
6- أصداء النيل « شعر» 19571993م
7- تفسير جزء عم 19701986م
8- شرح بائية علقمة 1970م
9- الحماسة الصغرى «جزءين» الجزء الأول ، 1960م ، مطبعة أكسفورد،
الجزء الثاني ،1970م ، الخرطوم.
10- تاريخ النثر الحديث في السودان: مصر ، 1959م.
11- الطبيعة عند المتنبي ، بغداد 1977م.
12- زواج السحر «مسرحية شعرية».
13- قيام الساعة «مسرحية شعرية»
14- أندروكليس والأسد «مترجمة» 1954م
15- اللواء الظافر « شعر» ، 1968م.
16- Stories From The Sands of Arabia.
17- Horses of Arabia.
ولد بقرية التميراب غرب الدامر فى 25 رمضان 1339هـ – الموافق 2 يونيو 1921م .والداه الطيب عبد الله الطيب و عائشة جلال الدين وهو إبن محمد بن أحمد بن محمد المجذوب.
تعلم بمدرسة كسلا والدامر وبربر وكلية غردون التذكارية بالخرطوم والمدارس العليا ومعهد التربية ببخت الرضا وجامعة لندن بكلية التربية ومعهد الدراسات الشرقية والأفريقية.
نال الدكتوراة من جامعة لندن (SOAS) سنة 1950م.
عمل بالتدريس بأمدرمان الأهلية وكلية غردون وبخت الرضا وكلية الخرطوم الجامعية وجامعة الخرطوم وغيرها.
تولى عمادة كلية الآداب بجامعة الخرطوم (1961-1974م)كان مديراً لجامعة الخرطوم ( 1974-1975م).أول مدير لجامعة جوبا (1975-1976م).
أسس كلية بايرو بكانو "نيجيريا" , وهى الآن جامعة مكتملة
مؤلفاته
1- سمير التلميذ (التعليم الأساسي).
2- من حقيبة الذكريات.
3- من نافذة القطار.
4- الأحاجي السودانية " ترجم نصوصها ألي الإنجليزية مع زميله ما يكل ويست"
5- المرشد الى فهم أشعار العرب وصناعتها: من خمس مجلدات.
6- مع أبى الطيب.
7- الطبيعة عند المتنبي.
8- كلمات من فاس.
9- ما نشر فى مجلة السودان.
10- الحماسة الصغرى.
11- القصيدة المادحة.
12- شرح بائية علقمة " طحا بك قلب".
13- شرح عينية سويد.
14- بين النيّر والنّور.
15- شرح أربع قصائد لذى الرمّة.
16- النثر الفنى الحديث فى السودان.
17- نوّار القطن.
18- أندروكليس درماسد "ترجمة".
19- المعراج.
20- حتّام نحن مع الفتنة باليوت.
21- Stories from the sards of Africa.
22- ملتقى السبيل