المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل تحول تنظيم فتح الي طابور خامس



محمد خطاب سويدان
09/10/2009, 04:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
منذ ان استلم محمود عباس السلطة والامور تجري بعكس التيار الوطني وضد توجهات واهداف المقاومة الفلسطينية ، واستلم محمود عباس السلطة بعد انتخابات في الارض المحتلة بشقيها ، والغريب ان المنتمين الي تنظيم فتح قاموا بانتخاب عباس رئيسا للسلطة مع علمهم المسبق أن عباس بهائي ، وان البهائية لصيقة بالماسونية والصهيونية ، بل ودافعوا عن خيارهم في انتخابهم له ، ووجدوا فيه المخلص والقائد الحكيم ، والذي ظهر في سلوكيات الرئيس فيما بعد .
حتي تنظيم شهداء الاقصي وقف مع عباس واختاره رئيسا مع علمهم بما هوعليه ، هذا التنظيم الذي انشأه ارئيس ياسر عرفات لانه يعلم يقينا ان لامفاوضات بدون قوة ومقاومة .
وعندما كانت الانتخابات التي فازت بها حماس فوزا ساحقا والتي تعبر عن رؤية الشارع الفلسطيني في القيادة التي تمثلهم ، اصيب الفتحاويون بخيبة امل شديدة وانتكاسة كبيرة، وبدأت العدة لسحب البساط من تحت اقدام حماس ، فكان الاجتماع للمجلس التشريعي الفلسطيني والذي اغلبه محسوب علي فتح تحت راية المستقلين والذي سحب الكثير من الصلاحيات من رئيس الحكومة الجديد واسندوها الي عباس ، ثم بدأ العد لازالة حماس من الحكم بالتعاون مع بعض الدول العربية والتي رفضت قيام امارة اسلامية بجانبها تحت مبادئ تنظيم الاخوان المسلمين .
وهكذا بدأت العدة بالتعاون بين دحلان والجنرال دايتون لضرب حماس في غزة ولكن الذي جري كان عكس التوقعات ليهرب دايتون ومرافقه دحلان من غزة الي مصر ثم الضفة اخيرا . يتعاونون مع الاحتلال والمخابرات الامريكية لضرب ابناء الوطن ليبقوا علي سدة الحكم ، تعاونوا مع الاحتلال اثناء حرب غزة ، وما ظهر من فضائح السلطة ورموزها لايزال القليل والقليل جدا وما خفي اعظم ، وكان الكثير من فتح يدافعون عن دحلان وان ما حصل في غزة هو انقلاب علي السلطة الشرعية وكأن حماس لم تصل الي السلطة بشرعية . ورأيت منهم من يحارب حماس اعلاميا ويري ان ضرب اسرائيل لغزة هو نتاج عمل حماس ومقاومتها للاحتلال ، وكان احدهم يقول ان المعركة من اجل مصلحة حماس ومكاسبها الشخصية .
وأخيرا وعندما طلبت السلطة تأجيل النظر في تقرير جولدستون ما شهدناه الا سكوتا وتبريرا من فتح وعناصرها لما فعل بل اكثر من ذلك قاموا بتظاهرة في الضفة الغربية لمساندة عباس في تصرفه الذي لا يدل الا علي الخيانة والعمالة ، وفي نفس الوقت تقوم قطعان المستوطنيين بمحاولة اقتحام المسجد الاقصي ولم نسمع من فتح ولا من رموزها استنكارا لذلك ، ولم نشاهد لهم مظاهرة تدل علي الحس الوطني عندهم .
العامل الذي يسيرهم هو ان فتح هو التنظيم الاكبر ويجب ان يبقي علي رأس السلطة حتي وان اصبحت الطابور الخامس ، تتعاون مع الاحتلال امنيا واعلاميا ضد المقاومة ورجالاتها .
لقد سرقت حركة فتح من مجموعة عملاء ، وقتلوا وتامروا علي ياسر عرفات واغتالوه ، واصبح هؤلاء يتكلمون باسم حركة فتح ولا من مجيب الا من بعض اصوات هنا وهناك .
الهم الاكبر هو فلسطين ويتم تقييم الاشخاص بحسب خدمتهم لهذه القضية ومصلحتها ومصلحة الشعب الفلسطيني اينما كان ، ولكن ان يكون التنظيم اولا ثم الوطن ثانيا فهذا امر لا نرضاه ولا نقبله من احد .
د . محمد خطاب