المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : دور المركبات الرياضية الجوارية في ترقية الرياضة للجميع بالجزائر



نعمان عبد الغني
11/10/2009, 01:27 PM
دور المركبات الرياضية الجوارية في ترقية الرياضة للجميع بالجزائر
إعداد الأستاذ:نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
في التطور الحضاري في الوقت الراهن، يفرض العمل على تطوير ممارسة الأنشطة البدنية والرياضية، مع برمجة إنجاز هياكل رياضية كفيلة باستيعاب اكبر عدد ممكن من الممارسين، خصوصا في ظل انتشار الآلة التي أصبحت البديل عن الإنسان في المصانع، وبالتالي قل الجهد البدني، مما أدى إلى انتشار أمراض مختلفة عجلت بالتفكير في خلق فضاءات رياضية قادرة على تلبية الاحتياجات الإنسانية.
وقد طرأ تطورا كبيرا في العقود الأخيرة على مفهوم الرياضة ومزاولة التمارين الرياضية والحاجة لمزاولة الرياضة من قبل مختلف الأعمار لكلا الجنسين، بحيث أصبحت حاجة مطلوبة، بل وضرورية للفوائد المختلفة التي تعود على الصحة، وخاصة أن موضوع ممارسة الرياضة للجميع أصبح أمرا مهما للأشخاص الأسوياء وذوي الخصوصية والذين يعانون من بعض الأمراض المزمنة، حيث تلعب التمارين الرياضية دورا مهما في الوقاية والعلاج.
أن الرياضة كممارسة تبقى بعيدة عن تحقيق كل أهدافها، في حال عدم توفر الهياكل القاعدية الخاصة بها، لذا سعت السلطات العمومية إلى إنشاء المركبات الرياضية الجوارية، التي تتسم بقربها من الممارسين، وكذا قلة تكلفتها مقارنة مع الهياكل الضخمة التي لم تثبت نجاعتها في استيعاب واستقطاب كل الشرائح، حيث اقتصرت على تقديم خدمات للممارسين من دائرة النخبة.
إن إنشاء المركبات الرياضية الجوارية في الأحياء سيدفع بالشباب إلى الميل للممارسة الرياضية والمشاركة في مختلف النشاطات الرياضية، الترفيهية والاجتماعية.
كما أن تطبيق إستراتيجية شاملة وفعالة، تتمثل في الدعم بالموارد البشرية والوسائل التعليمية و البيداغوجية المختلفة للمركبات الرياضية الجوارية، سيضمن نجاحها في الاستجابة لطموحات الشباب ورغباتهم المتنوعة من مختلف الأعمار ومن الجنسين في الممارسة الرياضية والترفيهية في ظروف ملائمة، انطلاقا من كونها وسائل تهدف أساسا إلى توجيه داخل الجماعات للاحتكاك والتعارف والتقارب فيما بينهم.
لا جدال في أن للرياضة أثرا بليغا على الحالة الصحية للإنسان، وممارستها تؤثر إيجابا على الفرد ليصبح قادرا على الحركة والعطاء والقدرة على القيام بمتطلبات الحياة الحديثة وأعبائها بكفاءة عالية وبأقل جهد، والتربية الرياضية هي جزء متكامل من التربية، وتهدف إلى تنمية الجوانب البدنية والحركية والعقلية والانفعالية والاجتماعية لممارسة من مختلف الأعمار من الجنسين، قصد ممارسة أنشطة الرياضة للجميع كهويات تساهم بشكل فعال في استثمار وقت الفراغ لدى مختلف الشرائح من الشباب وعمال ومتقاعدين وحتى الكهول، بما يعود عليهم وعلى المجتمع عموما بالنفع والفائدة، بغرض التخلص من هاجس العزلة والركود والانطواء الذي كثيرا ما يتعرض له البعض من مختلف الأعمار، ولهذا فان الهواية والوقت الحر وجهان لعملة واحدة، ولا يمكن الفصل بينهما، حيث أيا كان هذا النشاط الترويحي لا يمكن ممارسته إلا في الوقت الحر، وعدم استغلاله يحوله إلى وقت فراغ، الذي قد يكون سببا للانزلاق نحو الخمول والكسل، والدخول في دوامة الآفات الاجتماعية، وقد أدى ارتفاع نسبة الشباب الذي يمثل أكثر من 70% من التعداد السكاني إلى تزايد وأهمية ومكانة هذه الأنشطة الترفيهية والترويحية، كما ساهمت التحولات الهامة المتتالية التي تعرفها البلاد في شتى الميادين في إفراز احتياجات عديدة ومتنوعة، كان من أهمها التكفل بالوقت الحر لكل الشرائح والشباب بشكل خاص.
ولاستقطاب هذا العدد الهائل من الممارسين أخذت الدولة على عاتقها مهمة انجاز هياكل استقبال، منها المركبات الرياضية الجوارية، التي تتمثل مهمتا في توفير كافة الشروط الكفيلة بممارسة النشاطات الرياضية، التي تدخل ضمن مفهوم الرياضة للجميع مع دمجها في الأنسجة العمرانية بمحاذاة المؤسسات التربوية و التعليمية والأحياء والمناطق السكنية الحضرية.
الرياضــــة للجميــع
. مفهوم الرياضة للجميع :
قد يتصور البعض أن مفهوم الرياضة للجميع مفهوم مستحدث، ولكن لهذا المفهوم جذور تاريخية قديمة، وقد برز مفهوم الرياضة للجميع كحركة تصدت لفكرة اقتصار ممارسة الرياضة على أصحاب القدرات البدنية و المهارية رفيعة المستوى، بعد أن بات في حكم المسلمات الأهمية الحيوية لحصائل الممارسة الرياضية على جميع المستويات السلوكية، ناهيك عن صيانة الصحة والمحافظة عليها، وخاصة في ظل ظروف التحديث التقني و المخترعاتي والأجهزة التي يسرت على الإنسان كل جهد بدني كان يذله، فصار الجهد العضلي للإنسان في حده الأدنى، الأمر الذي انعكس في شكل سلبيات صحية نالت من حيوية الإنسان ونشاطه.
كما أن هناك الكثير من الفئات المحرومة من حقا لممارسة الرياضية، ومنهم أصحاب القدرات المهارية المتواضعة، والمرأة بشكل عام، كما هو الحال في مجتمعاتنا العربية، وكبار السن، فلقد ظل الاعتقاد منذ القديم أن الرياضة مقصورة على الشباب فقط، مما أقصى فئات واسعة منها سكان المناطق البعيدة والريفية، والأشخاص المعاقين يغض النظر عن نوع ودرجة الإعاقة، فهم في حاجة إلى ممارسة الرياضة التي تناسبهم، كما لا ننسى المتسربون من التعليم المدرسي، وأصحاب الحرف، والعمال ممن لم يزاولوا أي نشاط رياضي في فترة التمدرس.
إن خصائص الرياضة للجميع تفتح الباب أمام الجميع، حيث تتميز بقدر كبير من الحرية والتبسيط، وتجري أطوارها خارج الملاعب الرسمية، وبعيدا عن قوانينها المتشددة، وكذا عن الجماهير المتعصبة وحتى وان طغى عليها شكل الروح التنافسية، فيكون الهدف بواسطة مباريات ودية مبسطة، فمناخ الرياضة للجميع يعمل على تغليب فكرة التعاون أكثر منها على التنافس، وهو ما يجعلها تستقطب عددا هاما من الفئات ومن كل المستويات من مختلف الأعمار ويتيح لهم حرية الممارسة دون أن يكون موضع سخرية أو نقد.
وقد أخذت حركة الرياضة للجميع تنظيمات متعددة الأشكال في الكثير من الدول كما اختلفت مسمياتها، ومن أمثلة لذلك أن مسمى " الرياضة للجميع " استخدم كل من انجلترا، اسبانيا، مصر، تونس، إضافة لدول أخرى بينما استخدم مصطلح "تريم – Trim " في كل من النرويج والسويد هولندا وايرلندا وجنوب إفريقيا وسويسرا، واستخدم مصطلح " الرياضة الجماهيرية – Sport de Masse " في الدول الاشتراكية كالجزائر.
. تجــارب عالميــــة:
تعاني المجتمعات الحديثة من تفشي ظاهرة نقص اللياقة البدنية، ففي أوروبا قدرت الأوساط العلمية خلال مؤتمر وارسو للوزاراء المسؤولين عن الرياضة في دول الاتحاد الأوروبي عام 2002 أن 30% من الأطفال الشباب لا يقومون بأداء تمرينات أو ممارسة رياضات بصورة كافية، وهذا التقدير مبني على عدة عوامل هي :
- الكمبيوتر والتلفزيون استقطبا الصغار والشباب عن اللعب في الساحات والطرقات والملاعب.
- المراهقين أصبحوا تحت ضغوط دراسية عالية، بسبب عدم التأكد من الحصول على فرص العمل في المستقبل.
- السيارات والمواصلات حلت محل الذهاب للمدرسة مشيا على الأقدام.
بيم المسح الوطني البريطاني عام 2000 أن 59% من البالغين يمارسون الرياضة في حين يمارسها 38%من المعاقين، ورغم ذلك يشير التقرير أن تكاليف الخمول تصل إلى 02 بليون جنيه سنويا.
ويشير التقرير البريطاني ان البحوث التي أجريت العام 2002، توصلت إلى أن طلاب المدارس التي تتخصص في الرياضة يتفوقون بمقدار 05% أكثر، مقارنة بطلاب المدارس الأخرى في امتحان الثانوية العامة، وأثبتت الدراسات سنة 2000 أن معدلات الغياب تنخفض في المدارس التي تركز على التربية البدنية والرياضية.

. مميزات الرياضة للجميـــع:
رغم أهمية الرياضة للجميع لم تنجح من غزو الأعمال والمصالح التجارية الاستهلاكية إلا أن ذلك في حد ذاته كان لمصلحة الرياضة للجميع، ولأول مرة تم نشر الأجهزة والأدوات والملابس، وشجعت كثيرين على ممارسة الرياضة للجميع، بل عمدت شركات عديدة من المنتجة للمواد والأجهزة الرياضية إلى توضيح الأساليب والطرق المختلفة لاستخدام هذه الأدوات، وكيفية الاستفادة القصوى منها، مع ذكر بعض المعلومات المفيدة المتعلقة بالنواحي التشريحية أو التوظيفية للياقة والأمن والسلامة، وضبط الوزن وغير ذلك من معارف مفيدة.

. علاقة طردية بين الأخلاق والرياضـــة:
ومع تأثر الأخلاق على التميز الرياضي هناك علاقة طردية بين ممارسة الرياضة والتحلي بالأخلاق الحسنة، فقد أورد الباحثان "ويست" و "بوتشر" بعض الإسهامات التربوية التي يمكن ان تعبر بوضوح عن طبيعة العلاقة بين التربية البدنية والنظام التربوي منها :
• تساهم التربية البدنية في زيادة التحصيل الدراسي.
• النشاط الحركي وثيق الصلة بالعمليات العقلية واللياقة.
• تساهم التربية البدنية في فهم جسم الإنسان.
• تساهم التربية البدنية في فهم دور الرياضة في الثقافة العالمية.
• توجه التربية البدنية حياة الفرد نحو أهداف نافعة مفيدة.
• تساهم التربية البدنية في الاستهلاك المتعلق للبضائع والخدمات.
• تساهم التربية البدنية في تأكيد الذات وتقدير النفس والاتجاه الإيجابي نحو النشاط البدني بشكل عام.
• تساهم التربية البدنية في تقدير الجمال.
• تساهم التربية البدنية في تنمية الاعتبارات الإنسانية والتأكيد عليها.
• تساهم التربية البدنية في تنمية قيمة التعاون.
• تساهم التربية البدنية في نشر مفاهيم اللعب الشريف والروح الرياضية.
• تنمية المهارات الحركية التي يمكن أن تفيد في الترويح وأوقات الفراغ.
• تنمية المهارات الأساسية في المحافظة على البيئة الطبيعية.

. الأسباب الموجبة لممارسة الرياضة للجميــع:
ظهور الآلات وأدوات الراحة، مثل المصاعد، الكمبيوتر، أجهزة التحكم عن بعد، أدوات الخدمات، ... الخ، هذه أبعدت وقللت فرص النشاط البدني والجسماني، فتسببت في بعض الأمراض والإعاقات الجسمانية، الزيادة في عدد السكان قللت المساحة المخصصة للوقت الحر، وقللت من المنشآت الرياضية كما أن ازدحام المدن يؤدي إلى عدم نظافتها وتلوث أجوائها،التغيير في الحالة المعيشية كمشاهدة التلفاز، كثرة الأكل، ضيق المسكن، الحالة الاقتصادية كالزيادة في الدخل، اقتناء وسائل الترفيه والراحة، سهولة الانتقال والاتصال، وظهور أهمية الرياضة للإنسان كما أن وقت الفراغ نتيجة ظهور الآلات والتقدم التكنولوجي أصبح الفرد يعاني من فراغ كبير، ولابد من إشغال هذا الوقت، ويبدو أن كبار السن من الجنسين هم أكثر الناس حاجة لمثل هذه الرياضة.

. الرياضة الجوارية :
- النشاط الرياضي الجواري:
تتبر النشاطات الرياضية في الأحياء عاملا أساسيا في تقريب الشباب وتطوير قدراتهم الذهنية والبدنية وإدماجهم الاجتماعي.
إن فئة الشباب وخصوصا الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و 29 سنة يعانون من مشاكل عديدة منها :
- ارتفاع نسبة التسرب المدرسي.
- انتشار الآفات الاجتماعي.
- العزلة.
- النقص في مناصب العمل، أو البطالة.
- النقص في مراكز الترفيه (افتقار كثير من البلديات لمراكز وهياكل لاستقبال الشباب).
- عدم توفر ابسط المنشآت على مستوى الأحياء.
- العجز في التأطير ( نقص إطارات الشباب و الرياضة).
ونظرا للظروف والإصلاحات الجديدة التي تشهدها البلاد يجب انتهاج خطة تهدف إلى النظر في سبل ووسائل التكفل بهذه الفئات الحيوية، التي يتوقف عليها مستقبل البلاد، والعمل على استغلالها عقلانيا وتوجيهها توجيها محكما.
ولتحقيق ذلك يجب توفير أدنى الشروط اللازمة للتكفل بطموحات الشباب وترقيتها لمسايرة التطور الحضاري.
وانطلاق من كون التنشيط الرياضي للأحياء هو عملية شاملة فان وضعها حيز التطبيق يستلزم التنسيق بين مختلف العاملين في الميدان وكذا المشاركة الفعلية والمسؤولة للجماعات المحلية.
إن النشاطات الرياضية للأحياء من حيث الإطار التنظيمي ترتكز على المجالس البلدية للرياضة، من أجل القيام بنشاطات رياضية مختلفة في الأحياء وتكثيفها والعمل على استقرارها حتى لا تكون أنشطة ظرفية بـ:
- لإقامة دورات رياضية تحت إشراف ومسؤولية الشباب.
- تشجيع إنشاء جمعيات ورابطات الأحياء.
- وضع الإمكانيات اللازمة لممارسة النشاطات البدنية والرياضية والجماهيرية في الأحياء (انجاز منشآت رياضية مجاورة).
و لتمكين الشباب من تسيير نفسه ينبغي الاعتماد على تكوين منشطي الأحياء (تكوين قصير المدى) حيث يكون هذا التكوين حسب احتياجات كل حي التكوين (في أحد التخصصات المرغوب فيها).
وضمانا لاستمرارية وديمومة تنشيط الأحياء يتم وضع برنامج تظاهرات رياضية وطنية تنطلق من الأحياء وتمر عبر البلدية والولاية.
إن الممارسة الترفيهية الجماهيرية باعتبارها نشاط ترفيهيا يمارسه المواطن في إطار حر ومنظم، يتطلب تنظيم دورات ما بين لأحياء في إطار التنشيط الرياضي، لأهمية البالغة على الفئة الشبانية التي تعاني البطالة والتهميش، والمعرضة لمختلف الآفات وعلى باقي الشرائح الأخرى، لذا يجب تجهيز الأحياء والتجمعات الحضرية الكبرى، والقرى بعتاد رياضي ثابت ومتحرك، عن طريق توفير الفضاءات والمساحات متعددة النشاطات التي تعد ضرورة لجعل النشاط البدني في متناول الجميع.







. الإدارة بالمركبات الرياضية الجوارية :
. الحركة الجمعوية بالمركبات الرياضية الجواريــة:
في ظل التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية اتخذت الحركة الجمعوية في المجتمع المدني أهمية كبرى ولاقت تشجيعا قويا من طرف مختلف المؤسسات الحكومية التي ترى فيها متعاونا متميزا في الأوساط الشبانية.
انطلاقا من هذا يمكن أن نقول أن الجمعية عبارة عن فضاء يمكن من خلاله للأفراد التجمع من أجل نشاط وعمل جماعي للفائدة العامة، وكل انخراط في وسطه لا يمكن إلا أن يخدم ويرقى بروح المبادرة والمسؤولية والتضامن.

. تأطير الشباب في إطار الحركة الجمعويـــة:
داخل كل مجتمع يعتبر الرأسمال البشري المحرك الأساس لتنمية متوازنة تنطلق من الإنسان وتستهدف الإنسان، لذا يجب العناية لتربية الطفل كمرحلة أولى للاستفادة منها، و تأطير الشباب والمراهقين كمرحلة ثانية، وبصفة عامة فان هذا التأطير يساهم في تسريع وتيرة النمو والتقدم لذلك فمن الواجب الاهتمام بهذه الفئة عن طريق مساعدتها على تفريغ طاقاتها الإبداعية.
وفي هذا الإطار أولت الدولة اهتماما كبيرا بفئة الشباب وذلك بواسطة انجاز بحوث ودراسات ميدانية وإحصاءات عامة تمكن من الإلمام بالمعطيات السوسيو-ثقافية والديموغرافية الخاصة بهذه الفئة، هذه المعطيات تمكن من تنوير الطريق لخلق وانجاز مشاريع على أسس متينة من أجل تأطير هذه الفئة وتكوينها على المستويين الوطني والجهوي عبر خلق نوادي للجمعيات الرياضية وإنشاء دور الشباب ومركبات رياضية جوارية تحتضن أنشطة ثقافية ورياضية وترفيهية.
وفي إطار سياسة التقارب التي تنتهجها الدولة على جميع المستويات تم تخصيص ميزانيات لدعم وتأطير الشباب، وذلك عن طريق توفير الفضاءات المطلوبة لقضاء وقته الثالث من أجل صقل المواهب واكتشاف المهارات وخلق جمعيات تهتم بتكوينهم و تأطيرهم والمساعدة على التعارف بينهم، وذلك في إطار القيام برحلات وتنظيم مخيمات صيفية.
وقد أولت الدولة الجزائرية اهتماما خاصا بهذه الفئة عن طريق أجهزة وزارة الشباب والرياضة التي تنتهج استراتيجيات علمية وعملية اتجاه الشباب، ترتكز على مبدأ القرب والمصالحة لمساعدته على إظهار قدراته الإبداعية بزرع الثقة في النفس والتعبير وتوفير الدعم و الـتأطير اللازمين لإذكاء روح المنافسة وتؤازره هذه الأنشطة بأعمال ومساهمات الجماعات المحلية.

. الإدارة والبرمجة بالمركبات الرياضية الجواريـــة :
. واجبات المشرف عن برنامج الرياضة للجميع:
1- أن يوفر الأمان والسلامة للمشاركين
2- يعمل على توفير تكافؤ الفرص بين المشتركين.
3- يعمل على اتساع الأفق المعرفي الرياضي للمشاركين.
4- تقديم الأفراد ذوي الرغبات المشتركة بعضهم لبعض.
5- توفير البيئة الاجتماعية المناسبة.
6- تفهم رغبات واحتياجات المشاركين.
7- مراعاة الاحتياجات الفردية.
8- العمل على إسعاد المشاركين.

. مبادئ تخطيط برنامج الرياضة للجميع:
1- معرفة احتياجات ورغبات الأفراد المشاركين.
2- مبدأ التنوع.
3- مبدأ تكافؤ الفرص.
4- مبدأ التوقيت صباحا ومساءا في أيام الدوام وأيام العطل.
5- مبدأ الاستفادة من إمكانات المجتمع منشآت، مهنيين، كفاءات.
6- .المبدأ المالي (اعتماد ميزانية تكفي).
7- الأمن والسلامة.
8- مبدأ المستويات.
9- التقييم المستمر.

. مبادئ التخطيط للرياضة للجميع في المجتمع :
المبادئ التي يرتكز عليها برنامج الرياضة للجميع في أي مجتمع يجب أن تتفق والمعايير التالية:
- توفير مناطق وإمكانات تجعل ممارسة أنشطة ترويحية متعددة ومتنوعة في متناول من يرغب في الممارسة على أن يكون هناك تكافؤ في الفرص للجميع، بغض النظر عن العمر واللون والجنس والمستوى الاجتماعي والاقتصادي.
- أن تكون المناطق موزعو بطريقة متوازنة من حيث المساحة والموقع وإمكانية التطور.
- أن تتوفر أركان للأطفال في هذه المناطق حتى تساعد أولياء الأمور للمشاركة في الرياضة للجميع دون التفكير الصعب في أين سيشترك أطفالهم.
- أن تكون المناطق المخصصة لذلك ذات مساحات كبيرة وبعيدة نسبيا عن المناطق المزدحمة بالسكان وكان التلوث البيئي.
- أن تؤخذ في الاعتبار الإمكانات والمناطق الترويحية المتوفرة في المجتمع.

. الموارد البشرية والإدارة بالمركبات الرياضية الجوارية:
الموارد البشرية والهيئات الرياضية:
يهتم قادة العمل الرياضي بكل ما يعود على هيئاتهم بالنفع ويساعد على تحقيق أهدافها الموضوعية.
ومن بين الموضوعات التي تحظى باهتمام وأولوية متقدمة في برنامج العمل في الهيئات الرياضية هو موضوع الموارد البشرية لعدة أسباب من أهمها أن العملية الإدارية لأي مؤسسة أو هيئة رياضية تعتمد على ما لديها من موارد بشرية في تقديم خدماتها وتحقيق أهدافها.
لذلك فان دراسة الموارد البشرية بكل هيئة تحتل مكانا هاما في سلة الدراسات التي يجب إن يتسلح بها قادة العمل لهذه الهيئات.
وتستطيع الهيئات الرياضية تأدية ما عليها من واجبات تجاه أعضائها والمجتمع بكفاءة ونجاح إذا ما أحسنت ترتيب وتنظيم وتنسيق وتدريب ما لديها من أفراد وكذلك إذا ما أحسنت استخدام مواردها المالية بكفاءة فالموارد البشرية هي التي تحول لديها من موارد مادية إلى سلع وخدمات.
وهناك سمتان تميزان الهيئات الرياضية عن غيرها من الهيئات الإنتاجية :
• إن الهيئات الرياضية ترتبط بتقديم الخدمات لأعضائها بهدف تغييرهم إلى الأحسن، أي أن المستهلك أو العميل أو العضو في هذه الهيئات هو المدخل والناتج في العملية التنظيمية.
• إن هيئة العاملين في الهيئات الرياضية تتكون من الموظفين والمتطوعين وكلاهما لديه اتجاهات ومعتقدات وخبرات مختلفة، ويتطلع كلمنهم إلى إدارة العمل بالطريق التي يراها مناسبة من وجهة نظره.... لذلك فان العمل مع هاتين المجموعتين صعب ومعقد.

. الإعلام والاتصال الرياضي ودوره في تفعيل الرياضة للجميع:
الإعلام الرياضي جزء من مسيرة الأمم وسجل حافل بالانجازات والكاسب الرياضية للبلدان والشعوب من خلال المشاركة في الأنشطة الرياضية محليا وخارجيا، والصحافة الرياضية مجال جذب جماهير وهي نتاج إعلام رياضي متكامل تبثه وسائل الإعلام المختلفة من خلال الملاحق والصفحات اليومية وحسب زمن صدور المطبوعة والصحف اليومية والأسبوعية ذات الطابع الرياضي و هناك برامج إذاعيــة يومية وبرامج تلفزيونية تدعم النشاط الرياضي من خلال تسليط الضوء عليه لأنه وبكل بساطة لا يمكن التفرقة بين النشاط الرياضي ودوائر الضوء التي تصنع من رياضي متذوق للرياضة.
إن الإعلام الرياضي هو الجسر الذي من خلاله الجمهور يتعرف إلى بعضهم البعض من خلال المنافسات الرياضية محليا وخارجيا، السجل الرياضي الناصع ينقل لنا مسيرة ونشأة النشاط الرياضي في مختلف أنحاء العالم ولكن أزمة الإعلام الرياضي هي التعصب المبني وأساسات الإعلام الرياضي من اجل رضا ميول وأهواء النفس ينشا التعصب الذي يفقد معه الإعلام الرياضي بريقه وتنشأ هنالك دوامة يغرق فيها المتابع الرياضي الجاد بحثا عن الحقيقة المفقودة في أروقة الأحداث والمناسبات الرياضية وتبقى النتائج هي الأهم.
لا شك أن التخطيط والإدارة الرياضية السليمة والتأطير المؤهل وجانبي التحسيس والتوعية من أهم العوامل التي لا شك أنها أسس ترقية ممارسة الرياضة للجميع وتوسيعها عن طريق الهياكل الرياضية كالمركبات الرياضية الجوارية الموجهة أساسا لكل الشرائح في المجتمع.
لهذا يجب أن تعطى أهمية كبيرة لهذه العوامل التي تعتبر المحرك الرئيسي لممارسة هذا النوع من النشاط.
ومن خلال ما سبق يتضح لنا جليا أنه مناجل تحقيق الأهداف كتوسع قاعدة الممارسة الرياضية للجميع وترقيتها وجب على المسئولين والقائمين على الهياكل الرياضة والهيئات من فدرالية ورابطات ولائية وبلدية وجمعيات الرياضة الجوارية وكذا الجماعات المحلية ان يولوا أهمية كبيرة لكل الجوانب لمن الإدارة الرياضية المحكمة، التأطير الكافي والإعلام الهادف للارتقاء بالرياضة للجميع قي بلادنا وجعلها جزء لا يتجزأ من الثقافة العامة لكل الجزائريين.
يجب اعتماد مبدأ التخطيط والبرمجة من طرف القائمين على المركبات الرياضية الجوارية والجمعيات الشبانية ورابطات البلدية والولاية للرياضة في الأحياء والأنشطة الجوارية.
ضمان تأطير فعال وملائم نقترح برمجة تربصات تكوينية ورسكلة دورية لفائدة القائمين والمشرفين على رياضة الأحياء.
القيام بحملات توعية وتحسيس من أجل حث شرائح المجتمع لتبني الممارسة الرياضية وبالأخص الرياضة للجميع.
تخصيص هامش للرياضة للجميع في برمجة المسابقات والدورات الرياضية المنظمة من طرف الجماعات المحلية والهيئات والمنظمات المشرفة على الرياضة.
إنشاء فرع للرياضة للجميع على مستوى كل نادي رياضي هاوي لتوسيع نطاق ممارستها من طرف الأسوياء وذوي الخصوصية من البنين والبنات.
تنظيم مناسبات لرياضة ما بين الأحياء على مدار السنة وتوسيعها إلى دورات ما بين البلديات والدوائر.
إحداث فرع اختصاص الرياضة للجميع بالمعاهد التكوينية التابعة لوزارة السباب والرياضة على مستوى المركبات الرياضية لتكوين مربيين مختصين في ها النوع من الممارسة.
إشراك وزارة التضامن والتشغيل في التكفل بالرياضة للجميع وهذا بتوظيف إطارات التي تشكو البطالة.

مصطفى بلعيد
11/10/2009, 11:19 PM
مقال جميل وممتع ومفيد جدا جدا احسن اخي الكريم وبارك الله هذا الجهد