المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما هو ( التناص )



غالب ياسين
01/02/2007, 03:21 PM
ما هو التناص ؟
هل يقصد به السرقات؟ سرقة المعنى ؟ او النص؟
جزاكم الله كل خير

الحيسب
01/02/2007, 07:27 PM
الاستاذ غالب
هل هي كلمة محدثة ام قديمة؟

منذر أبو هواش
01/02/2007, 07:47 PM
ما هو التناص ؟
هل يقصد به السرقات؟ سرقة المعنى ؟ او النص؟
جزاكم الله كل خير

هذا الموضوع سبق بحثه على المنتديات على هذا الرابط، وهذا تلخيص لما ورد فيه للفائدة:

التناص ظاهرة نقدية تستخدم في النصوص الأدبية .وهو قيام الكاتب بالاقتباس أو الاستشهاد أو الاستقطاع أو السرقة من نصوص أو من أفكار كاتب آخر من دون علمه، أو عمل إحالات إليها بحيث تنصهر النصوص، وتتداخل، وتذوب الحدود بينها، وتندمج لتشكل نصا جديدا متوحدا ومتكاملا، غنيا وحافلا بالمعاني والدلالات. وبهذا تضيع الملكية النصية، ولا يعود النص الجديد يحمل فكرا أحاديا للكاتب بل يصبح محتويا على فكر يتأرجح بين الفكر الأصلي وفكر النص المستشهد به .يقول رولان بارت (ليس هناك ملكية للنص أو أبوة نصية لأن الكتاب والمبدعين يعيدون ما قاله السابقون بصيغ مختلفة، فالنص الأدبي يدخل في شجرة نسب عريقة وممتدة، فهو لا يأتي من فراغ، ولا يفضى إلى فراغ). وهذا هو ما يسمى التناص في الوقت الحاضر, والسرقة الأدبية في النقد العربي القديم. وقد وضح مفهوم مصطلح التناص (intertextuality) عام 1966 العالم الروسى ميخائيل باختين (M. Bakhtine) ولكنه ظهر بشكل أوضح على يد تلميذته جوليا كريستيلآ.

http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=3337

http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=3337

حسام الدين نوالي
01/02/2007, 07:56 PM
الأستاذ غالب ياسين،
"التناص" بدأ في الدراسات اللسانية وقدمه الروسي ميخائيل باختين في كتابه (فلسفة اللغة) أثناء دراسة تفاعل النصوص ، لكن "التناص" لم يستوِ بشكل أدق إلا مع "جوليا كرستيفا".
وحتى لا أثقل عليك في تقديم التناص، سأحاول الابتعاد ما أمكن عن اللغة الأكاديمية.
لنفترض أن كاتبا ما سيكتب نصا في موضوع ما، هناك استحضاران يخضع لهما أولا:
1- الجنس: إذا كان ما سيكتبه رواية مثلا فإنه يستحضر عددا من الروايات التي قرأها ويتفاعل معها، سواء بالأخذ أو الابتعاد.
2- الموضوع: اختياره لموضوع ما هو استحضار للمواضيع التي صادفها في قراءاته والتفاعل معها.
هذان الاستحضاران يدلان على أن عددا من النصوص التي مرت في حياة هذا الكاتب ستُتضمّن، إما بشكل واع أو لا واع داخل نصه. وهذا أول تفاعل أو تناص. لذلك تقول جوليا كريستيفا أن " كل نص هو امتصاص أو تحويل لنصوص أخرى " .
والجدير بالذكر أن التناص أوسع من السرقة والانتحال وغيرها من المسميات التي كان يطلقها القدماء، ذلك أن عددا من هذه المسميات كانت ذات مدلول قدحي فيما أن التناص غير ذلك، بل بالعكس كلما تعدد كلما صار النص الجديد ثخينا وكثيفا وهي سمة إيجابية.
كان القدماء يحصرون كل تفاعل تحت يافطة "السرقات"، وهذا الحاتمي محمد بن الحسن الطاهر (ت. 388 هـ) في حلية المحاضرة.يعدد أنواع السرقات في : الانتحال، الإنحال، الإغارة، المعاني العقم، المواردة، المرافدة، الاجتلاب، الاستلحاق، الاصطراف، الاهتدام، إحسان الأخذ، الالتقاط، التلفيق، نظم المنثور . وهذا الجرجاني علي بن عبد العزيز (ت. 392 هـ) في الوساطة بين المتنبي وخصومه، يذكر الأنواع الآتية: السرق، الغصب، الإغارة، الاختلاس، الإلمام، الملاحظة، المشترك، المبتذل، المختص، النقل، القلب . وذاك ابن الأثير (ت. 637 هـ) في المثل السائر الأنواع يورد : النسخ، السلخ، المسخ، أخذ المعنى مع الزيادة عليه، عكس المعنى إلى ضده. وأذكر أني قرأت في مجلة عربية بحثا عن تناول "الشريف المرتضي" لموضوع السرقات كان مثيرا جدا حيث حاول استبعاد نسبة السرقة ما أمكن للشاعر، واختيار مصطلحات اخرى أقرب إلى التفاعل. "فليس تصنيفهم للسرقات إلى الأنواع التي ضبطوها إلا تصنيفا لمختلف الإجراءات التناصية التي يتم بها تحويل النصوص السابقة إلى نص جديد تغذيه وتذوب فيه فتستوي كائناً جديداً" كما يقول شكري المبخوت.
والتناص إذن هو التفاعل، وفي القديم كان يقال: احفظ "كذا" بيتا من الشعر قبل مباشرتك لقول الشعر، وما زال اليوم أساتذتنا ينصحوننا بقراءة أقصى ما يمكن قبل بدء الكتابة. وهناك مثل فرنسي يقول" ما الأسد إلا عدة من خراف مهضومة". ذلك أن النص الجيد هو النص الذي تفاعل أكثر، بل إن التناص مسألة واردة بالضرورة في أي نص "ويتفق الدارسون على أن التناص شيء لا مناص منه لأنه لا فكاك للإنسان من شروطه الزمانية والمكانية ومحتوياتهما، ومن تاريخه الشخصي أي من ذاكرته" كما يقول محمد مفتاح.
وللتناص أشكال عدة يمكن إجمالها في ثلاث مستويات:
الاجترار: مثل الاقتباس والاستشهاد
التضمين: وهو يتضمن الإشارة كقولك مثلا "جنيتَ على أهلك" إشارة للمثل العربي القديم
التفاعل العميق: حيث يصعب اكتشاف النص الغائب، وهو ما يمنح الغموض في عدد من الحالات.

الأستاذ غالب ، هذه إشارات أولية آمل أن تجد فيها شيئا مما سألت عنه. وللتوسع أكثر هناك مواقع عديدة على الشبكة تفي بالغرض، وإليك هذا الرابط:
http://www.jehat.com/Jehaat/ar/JanatAltaaweel/maqalatNaqadeya/a_aldeen_almounasra.htm

زكي العيلة
01/02/2007, 09:22 PM
باختصار يمكن قول إن التناص من المصطلحات المستحدثة في الأدب وهو لا يُفهم بمعزل عن النص، "فإذا كان النص مقولة، يكون التناص هو الإجراء الذي تفرضه هذه المقولة" فالنص أي نص محكوم بالتناص، أي بالتداخل مع نصوص أخرى أو كما يقول محمد مفتاح : "فسيفساء من نصوص أخرى أدمجت فيه بتقنيات مختلفة" وهو حين يتداخل أو يتعالق مع نصوص أخرى يعطيها ويمنحها تفسيرات جديدة بمدلولات كانت مخبوءة، وهذا لا يعني بالضرورة أن آلية التناص تتعلق بالاعتماد على محاكاة النصوص فقط، بل قد يأتي التناص عبر صراع نص مع نص آني آخر بمخالفته ومعارضته ومنافسته، وبذا يمكن القول إن التناص لا يعني السرقات الأدبية.

الأستاذ الأديب: غالب ياسين.
كل التقدير والاحترام لحضوركم البهي المضيء.

غالب ياسين
02/02/2007, 09:55 AM
هذا الموضوع سبق بحثه على المنتديات على هذا الرابط، وهذا تلخيص لما ورد فيه للفائدة:

التناص ظاهرة نقدية تستخدم في النصوص الأدبية .وهو قيام الكاتب بالاقتباس أو الاستشهاد أو الاستقطاع أو السرقة من نصوص أو من أفكار كاتب آخر من دون علمه، أو عمل إحالات إليها بحيث تنصهر النصوص، وتتداخل، وتذوب الحدود بينها، وتندمج لتشكل نصا جديدا متوحدا ومتكاملا، غنيا وحافلا بالمعاني والدلالات. وبهذا تضيع الملكية النصية، ولا يعود النص الجديد يحمل فكرا أحاديا للكاتب بل يصبح محتويا على فكر يتأرجح بين الفكر الأصلي وفكر النص المستشهد به .يقول رولان بارت (ليس هناك ملكية للنص أو أبوة نصية لأن الكتاب والمبدعين يعيدون ما قاله السابقون بصيغ مختلفة، فالنص الأدبي يدخل في شجرة نسب عريقة وممتدة، فهو لا يأتي من فراغ، ولا يفضى إلى فراغ). وهذا هو ما يسمى التناص في الوقت الحاضر, والسرقة الأدبية في النقد العربي القديم. وقد وضح مفهوم مصطلح التناص (intertextuality) عام 1966 العالم الروسى ميخائيل باختين (M. Bakhtine) ولكنه ظهر بشكل أوضح على يد تلميذته جوليا كريستيلآ.

http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=3337

http://arabswata.org/forums/showthread.php?t=3337
جزاك الله خيرا اخي منذر على التوضيح:)

غالب ياسين
02/02/2007, 09:58 AM
الأستاذ غالب ياسين،
"التناص" بدأ في الدراسات اللسانية وقدمه الروسي ميخائيل باختين في كتابه (فلسفة اللغة) أثناء دراسة تفاعل النصوص ، لكن "التناص" لم يستوِ بشكل أدق إلا مع "جوليا كرستيفا".
وحتى لا أثقل عليك في تقديم التناص، سأحاول الابتعاد ما أمكن عن اللغة الأكاديمية.
لنفترض أن كاتبا ما سيكتب نصا في موضوع ما، هناك استحضاران يخضع لهما أولا:
1- الجنس: إذا كان ما سيكتبه رواية مثلا فإنه يستحضر عددا من الروايات التي قرأها ويتفاعل معها، سواء بالأخذ أو الابتعاد.
2- الموضوع: اختياره لموضوع ما هو استحضار للمواضيع التي صادفها في قراءاته والتفاعل معها.
هذان الاستحضاران يدلان على أن عددا من النصوص التي مرت في حياة هذا الكاتب ستُتضمّن، إما بشكل واع أو لا واع داخل نصه. وهذا أول تفاعل أو تناص. لذلك تقول جوليا كريستيفا أن " كل نص هو امتصاص أو تحويل لنصوص أخرى " .
والجدير بالذكر أن التناص أوسع من السرقة والانتحال وغيرها من المسميات التي كان يطلقها القدماء، ذلك أن عددا من هذه المسميات كانت ذات مدلول قدحي فيما أن التناص غير ذلك، بل بالعكس كلما تعدد كلما صار النص الجديد ثخينا وكثيفا وهي سمة إيجابية.
كان القدماء يحصرون كل تفاعل تحت يافطة "السرقات"، وهذا الحاتمي محمد بن الحسن الطاهر (ت. 388 هـ) في حلية المحاضرة.يعدد أنواع السرقات في : الانتحال، الإنحال، الإغارة، المعاني العقم، المواردة، المرافدة، الاجتلاب، الاستلحاق، الاصطراف، الاهتدام، إحسان الأخذ، الالتقاط، التلفيق، نظم المنثور . وهذا الجرجاني علي بن عبد العزيز (ت. 392 هـ) في الوساطة بين المتنبي وخصومه، يذكر الأنواع الآتية: السرق، الغصب، الإغارة، الاختلاس، الإلمام، الملاحظة، المشترك، المبتذل، المختص، النقل، القلب . وذاك ابن الأثير (ت. 637 هـ) في المثل السائر الأنواع يورد : النسخ، السلخ، المسخ، أخذ المعنى مع الزيادة عليه، عكس المعنى إلى ضده. وأذكر أني قرأت في مجلة عربية بحثا عن تناول "الشريف المرتضي" لموضوع السرقات كان مثيرا جدا حيث حاول استبعاد نسبة السرقة ما أمكن للشاعر، واختيار مصطلحات اخرى أقرب إلى التفاعل. "فليس تصنيفهم للسرقات إلى الأنواع التي ضبطوها إلا تصنيفا لمختلف الإجراءات التناصية التي يتم بها تحويل النصوص السابقة إلى نص جديد تغذيه وتذوب فيه فتستوي كائناً جديداً" كما يقول شكري المبخوت.
والتناص إذن هو التفاعل، وفي القديم كان يقال: احفظ "كذا" بيتا من الشعر قبل مباشرتك لقول الشعر، وما زال اليوم أساتذتنا ينصحوننا بقراءة أقصى ما يمكن قبل بدء الكتابة. وهناك مثل فرنسي يقول" ما الأسد إلا عدة من خراف مهضومة". ذلك أن النص الجيد هو النص الذي تفاعل أكثر، بل إن التناص مسألة واردة بالضرورة في أي نص "ويتفق الدارسون على أن التناص شيء لا مناص منه لأنه لا فكاك للإنسان من شروطه الزمانية والمكانية ومحتوياتهما، ومن تاريخه الشخصي أي من ذاكرته" كما يقول محمد مفتاح.
وللتناص أشكال عدة يمكن إجمالها في ثلاث مستويات:
الاجترار: مثل الاقتباس والاستشهاد
التضمين: وهو يتضمن الإشارة كقولك مثلا "جنيتَ على أهلك" إشارة للمثل العربي القديم
التفاعل العميق: حيث يصعب اكتشاف النص الغائب، وهو ما يمنح الغموض في عدد من الحالات.

الأستاذ غالب ، هذه إشارات أولية آمل أن تجد فيها شيئا مما سألت عنه. وللتوسع أكثر هناك مواقع عديدة على الشبكة تفي بالغرض، وإليك هذا الرابط:
http://www.jehat.com/Jehaat/ar/JanatAltaaweel/maqalatNaqadeya/a_aldeen_almounasra.htm

لك كل الشكر والتقدير سيدي الفاضل حسام الدين نوالي على هذا الشرح وعلى التوضيح واثابكم الله:)

غالب ياسين
02/02/2007, 10:01 AM
باختصار يمكن قول إن التناص من المصطلحات المستحدثة في الأدب وهو لا يُفهم بمعزل عن النص، "فإذا كان النص مقولة، يكون التناص هو الإجراء الذي تفرضه هذه المقولة" فالنص أي نص محكوم بالتناص، أي بالتداخل مع نصوص أخرى أو كما يقول محمد مفتاح : "فسيفساء من نصوص أخرى أدمجت فيه بتقنيات مختلفة" وهو حين يتداخل أو يتعالق مع نصوص أخرى يعطيها ويمنحها تفسيرات جديدة بمدلولات كانت مخبوءة، وهذا لا يعني بالضرورة أن آلية التناص تتعلق بالاعتماد على محاكاة النصوص فقط، بل قد يأتي التناص عبر صراع نص مع نص آني آخر بمخالفته ومعارضته ومنافسته، وبذا يمكن القول إن التناص لا يعني السرقات الأدبية.

الأستاذ الأديب: غالب ياسين.
كل التقدير والاحترام لحضوركم البهي المضيء.
اخي وسيدي الفاضل الاستاذ زكي العيلة
شكرا لكم على مشاركتكم الرائعه وعلى تكرمكم بهذا التوضيح
اثابكم الله سيدي:)