المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : العرب وكاس العالم



نعمان عبد الغني
15/10/2009, 04:18 PM
العرب وكاس العالم
بقلم الأستاذ :نعمان عبد الغني
namanea@yahoo.fr
بفضل جهود الاتحاد الدولي (ألفيفا) عرفت لعبة كرة القدم طريقها إلى الألعاب الأولمبية عام 1920 حيث شاركت في أولمبياد انفرس (14) دولة ثم ارتفع العدد في أولمبياد باريس عام 1924 إلى (22) دولة وكانت تلك الدول تمثل أربع قارات هي (أمريكا ، أسيا ، أفريقيا ، أوربا) . وحيال المشاكل التي نشأت في الدورات الأولمبية بسبب اللاعبين الهواة والمحترفين بدأ الاتحاد الدولي لكرة القدم (ألفيفا) يفكر جدياً في تنظيم بطولة عالمية بكرة القدم لتدارك مشكلة الهواية والاحتراف . وفي 26 أيار (مايو) لعام 1928 شهدت مدينة أمستردام الهولندية اجتماعاً مهماً للاتحاد الدولي لكرة القدم (ألفيفا) برئاسة رئيسه الفرنسي جول ريميه تم خلاله اتخاذ القرار التاريخي بتنظيم أول بطولة عالمية لكرة القدم وحدد العام 1930 موعداً لإقامتها وإفساح المجال أمام جميع اتحادات الدول العالمية للمشاركة .
والواقع أن اجتماع (ألفيفا) في أمستردام لعام 1928 لم يكن هو الاجتماع الأول لإقرار تنظيم بطولة كأس العالم . بل سبقته اجتماعات عديدة أبرزها الاجتماع الذي عقد في باريس يوم العاشر من كانون الأول (ديسمبر) عام 1926 لأعضاء اللجنة التشريعية المنبثقة عن (ألفيفا) . وتقرر أن تشمل البطولة أفضل الفرق العالمية وأن يشارك فيها الهواة إلى جانب المحترفين بدون تمييز . لكن هذا القرار لقي معارضة من اللجنة الأولمبية الدولية لأن إقامة هذه البطولة سوف يؤثر سلباً على اللعبة في الألعاب الأولمبية . لكن رئيس الاتحاد الدولي (جول ريميه) لم يكن على عجلة في ذلك الوقت حيث درس كل الاقتراحات بهدوء خصوصاً بعدما وجد معارضة من عدد لا بأس به من أعضاء الاتحاد الدولي لتنظيم مسابقة كروية خارج الألعاب الأولمبية . وعندما طرح المشروع على التصويت فاز بأغلبية ثلاثة وعشرين صوتاً مقابل خمسة أصوات . وبذلك أعطي (الضوء الأخضر) لإقامة بطولة كأس العالم لكرة القدم في الأورغواي العام 1930 وقرر المجتمعون إبقاء الاجتماعات مفتوحة للموافقة النهائية على هذا المشروع وتشكيل لجان فرعية لتنظيم هذه المسابقة .
وفي (17 ، 18) أيار (مايو) العام 1929 اجتمع الاتحاد الدولي (ألفيفا) في مدينة برشلونة الإسبانية لدراسة اقتراحات اللجنة المكلفة بوضع المقترحات المالية والتنظيمية وتمت الموافقة على كل القرارات المتخذة بشأن إقامة البطولة في العام 1930 لكن اللجنة لم توافق على إقامة البطولة في الأورغواي وكذلك طلب الأوربيون تغيير مكان إقامة البطولة بسبب البعد وتكاليف السفر . لكن الاتحاد الدولي رفض ذلك وأصر على إقامتها في مونتيفيديو . كما أن موعد إقامة البطولة يصادف احتفال الأورغواي بالعيد المائة لاستقلالها . وحيال هذا الأمر لم تشارك في هذه البطولة سوى أربع دول أوربية هي رومانيا وبلجيكا ويوغسلافيا وفرنسا التي شاركت في أخر لحظة . وبذلك انطلقت أول بطولة كأس العالم لكرة القدم بمشاركة (13) دولة بينها أربع دول أوربية وتسع دول من أمريكا .
وبعد نجاح بطولات كأس العالم الأولى والثانية والثالثة التي جرت في الأورغواي وإيطاليا وفرنسا وأثر انتهاء الحرب العالمية الثانية عقد الاتحاد الدولي لكرة القدم (ألفيفا) اجتماعاً برئاسة نائب رئيسه البلجيكي سليدريزر في لوكسمبورغ في 25 تموز (يوليو) 1946 قرر المجتمعون على أثره إطلاق أسم (جول ريميه) على الكأس العالمية تقديراً لجهوده في إطلاق هذه البطولة ومنذ ذلك الحين عرفت كأس العالم باسم (جول ريميه) .

العرب في كأس العالم :
بالعودة إلى سجلات بطولة كأس العالم لكرة القدم يمكن القول أن ست دول عربية فقط نجحت حتى الآن في تمثيل الكرة العربية في البطولات العالمية . وتعد مصر الدولة العربية الأولى التي نجحت في أن تكون السفيرة الأولى للكرة العربية في كأس العالم وكان ذلك في إيطاليا العام 1934 . وبعد ذلك غابت الكرة العربية عن الأدوار النهائية لكأس العالم فترة طويلة استمرت من العام 1934 حتى العام 1970 حيث نجحت المغرب في دخول الأدوار النهائية التي جرت في المكسيك وكانت نتائجها مقبولة إلى حد ما . واعتبر الفريق المغربي أول فريق عربي يتسبب في توتر الفريق الألماني الاتحادي الوطني . وبعدما غاب العرب عن نهائيات كأس العالم في ألمانيا الاتحادية العام 1974 عادت تونس في العام 1978 في الأرجنتين تحظى بشرف تمثيل الكرة العربية هناك حيث سجلت نتائج مرضية وشاءت الصدفة أن تقع تونس في مواجهة مع منتخب ألمانية الاتحادية الذي أصبح (معقداً) من الدول العربية .
وفي المونديال الإسبانية العام 1982 سجلت الكرة العربية قفزة جريئة في فوزها بمقعدين للأدوار النهائية عبر الجزائر (ممثلة أفريقيا) والكويت (ممثلة أسيا) . وقد شرفت الجزائر الكرة العربية في هذه البطولة ، عبر فوزها التاريخي على ألمانيا الاتحادية التي لم تستطيع على ما يبدو حل (عقدتها) مع الدول العربية . وعلى صعيد المنتخب الكويتي قدم عروضاً جيدة عكست جدارته تمثيل الكرة العربية في إسبانيا .
وفي المونديال المكسيك العام 1986 نجحت دولتان في الصعود إلى النهائيات للمرة الثانية وهما الجزائر والمغرب (ممثلة أفريقيا) فيما كان انتقال العراق الفريق الثالث لأول مرة في تاريخها الكروي (ممثلة أسيا) بعد سلسلة نتائج كبيرة حققتها التصفيات التمهيدية . حيث لعب العراقيون خارج بلدهم وبعيداً عن جماهيرهم . وقد يكون طبيعياً تفوق الكرة في المغرب العربي وانتزاعها بطاقتي أفريقيا لكأس العالم من خلال اقترابها من أوربا واحتكاكها بالفرق القوية والاستعانة بنجومها المحترفين في فرنسا وسويسرا والبرتغال وغيرها .
لكن كرة المشرق العربي لا تقل نجاحاً عنها خاصة وأن هذه البلدان لم تعرف الاحتراف الكروي حتى الآن ولكنها عوضت ذلك بالإمكانات المادية والفنية التي وضعتها في تصرف نوادي كرة القدم واستخدامها كبار المدربين والخبراء في هذا المجال كما أن لجوء الاتحاد الدولي (ألفيفا) إلى تقسيم دول أسيا إلى فئتين حرم الدول العربية من انتزاع البطاقة الأسيوية الثانية لنهائيات كأس العالم

كاظم فنجان الحمامي
16/10/2009, 06:33 PM
الاستاذ الفاضل نعمان عبد الغني

قرأت مقالتك اللطيفة فعصفت بي الذكريات الى اولمبياد الصين الذي عدنا منه بخفي حنين, وصفر اليدين, فكتبت وقتذاك مقامة من مقامات آخر الزمان, نشرتها معظم الصحف العربية, وهذا نصها:

حدثنا صابر بن حيران . قال : كنت ببكين وقت الأولمبياد. قادما من بغداد. وكان شعار التنين والنيران, مطبوعا في كل مكان, وعلى القبعات والقمصان, والجدران والحيطان. وتوزعت اللافتات من بكين إلى سور الصين. ومن قينجداو إلى تيانجين. وفي الساحات والميادين. ونشرت على مبنى اللجنة الأولمبية, والمطاعم الشعبية, والقاعات الرياضية. .
وفي اليوم الثامن, من الشهر الثامن, من العام الثامن, في الألفية الجديدة, بدأت الألعاب في المدينة السعيدة, فشغلت الصالات الفريدة. . وبذلت الصين ما لديها من مساعي, وأطلقت قمرها الصناعي, لنقل البث التلفزيوني والإذاعي, إلى المشاهد الغافل والواعي. .
ورحت أتجول في ملعب عش الطائر, وأتقصى تلك الزخارف والمناظر, فأندهشت من ذلك التأثيث الهندسي الفاخر, والتنظيم الإستعراضي الباهر. وكان الملعب من تصميم الفنان آي , من أبناء مدينة شنغهاي, المشهورة بزراعة القطن والشاي. وهو بكلفة ثلاثة مليارات يوان, وتساوي نصف عدد السكان. وكان من أروع ما صممه الإنسان, على مر العصور والأزمان. .
وعلمت بأن أكثر من عشرة آلاف من اللاعبين واللاعبات, والمتنافسين والمتنافسات, وفدوا من وراء البحار والقارات. ليحصدوا الأوسمة والميداليات, التي بلغ عددها ثلاثمائة وأثنين, مصنوعة من الذهب اللجين. ومخصصة للألعاب الفردية, والفرق الزوجية, والمباريات الجماعية. .

قال صابر بن حيران : وبدأت الألعاب, وبانت فتوة الشباب, فأثارت الغبار والعباب, بين الخصوم والأحباب. بمشاركة البنين والبنات, من كل الأعمار والفئات, وجميع الأقطار والجنسيات, وبحضور بوش ملك النكبات والمصائب, وصانع الدمار والخرائب. .
واستحوذ المتنافسون على معظم الميداليات, واستحقوا الهدايا والشارات, والرموز والعلامات, والشهادات والأمتيازات. وعزفت الأناشيد الوطنية, وتعالت الأهازيج التشجيعية, والصيحات الحماسية, وارتفعت الأعلام الدولية. وتقهقرت الفرق العربية. وتفجرت العزيمة الجامايكية, فحطمت الأرقام القياسية. .
ولمع اسم فيلبس في الساحة, وبرع في ألعاب السباحة. واستمتع بقضم التفاحة. وكسب في عمره الرياضي, ما كسبه العرب في الحاضر والماضي . .
واستمر الصراع والكفاح, فتحقق الفوز والنجاح. لكل من جاهد في المساء والصباح. أما نحن فخرجنا مهزومين كالعادة, على الرغم من مشاركة صاحب السعادة, في مسابقة الرماية والسدادة. وكانت حصة العرب ذهبيتين, حصلت عليها تونس والبحرين, وعادت الوفود العربية بخفي حنين. وتقدمت علينا توباغو وترينيداد, على الرغم من كثرة نفوسنا في التعداد, لكننا فشلنا في صناعة الأمجاد, ولم نفلح في هذا الحصاد. .
وبكيت من الفرح بعد فوز الملولي أسامة, ونجاح رشيد رمزي القادم من المنامة. ونحمد الله على السلامة. .
ولاذ وزراء الرياضة بالصمت المطبق, وتعللوا بالكلام المنمق, والتحليل الملفق, والتصرف الأخرق, لتبرير تواجدهم في الصين من أجل التسوق. ولم يخجلوا من التعثر الفاضح, والفشل الواضح. وخاب أمل الجاهل والعاقل, والإنتهازي والمناضل, في تلك الميادين والمحافل. .
وكان من المحتمل أن نتجنب الهزيمة, ونحضى بالغنيمة, لو كانت الألعاب في البطالة والتسكع, والتبذير في التبضع. والتخلف والتقوقع, واللهو والتمتع. فنحن أبطال الفيديو كليب بلا منازع, وألعاب القمار من غير رادع أو وازع , وأكل الهمبرغر والكوارع, والتشفيط في الشوارع. .
وهكذا قررت الرحيل والفرار, والعودة إلى الديار. فوصلت المطار, ودخلت قاعة الإنتظار. وإذا رجل خليجي مثلي محتار. فرفع عقيرته, وأنشأ يقول :

لقد أســـمعت لو ناديت حيـــاً
ولكــن لا حيـــاة لمـن تنــادي
ولو ناراً نفخت بها أضـــاءت
ولــكن أنـــت تنفــخ في رمــاد

قال صابر بن حيران : وَنَظَرْتُ فإِذَا هُوَ العم أبو راشد النجدي . فقلت له : نحن لا نملك عدّة غير الدعاء, ولا حيلة غير البكاء, ولا عصمة غير الرجاء. فقد ضاعت علينا في بكين الفرصة, وهذه كل الحكاية والقصة, التي جلبت لنا الحسرة والغصة. وسوف يتكرر المشهد بعد أربعة أعوام, عندما نشارك في أولمبياد لندن مع بقية الأقوام. وسنضيع في ذلك الزحام, وذلك بسبب غياب التخطيط والأهتمام,. والعيش في قفص الأحلام . .

شوقي بن حاج
16/10/2009, 06:46 PM
أخي/ نعمان عبد الغني
شكرا على العرض الموجز لمشاركات العرب بكأس العالم
لم يحدثني قلبي أن الجزائر ستحدث مفاجئة المفاجئات بكأس العالم المقبلة ؟
تقبل الكؤوس كلها