المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : غربيات أسلمن وارتدين الحجاب كيف ولماذا؟



عزيز باكوش
16/10/2009, 12:52 AM
غربيات أسلمن وارتدين الحجاب وتعايشن ..كيف ولماذا؟
عزيز باكوش
كشفت دراسة صادرة عن " منتدى بيو للأديان والحياة العامة "إن عدد المسلمين على مستوى العالم يصل حاليا لنحو 1.57 مليار نسمة أي نحو 23بالمائة من سكان العالم البالغ عددهم هذا العام 6.8 مليار ، وقالت الدراسة إن 60 بالمائة من المسلمين يعيشون في قارة آسيا مقابل 20 بالمائة يعيشون في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ،أي إن قرابة 2 من بين 3 مسلمين على مستوى العالم يعيشون في آسيا كما خلص التقرير إلى إن قرابة 9 من بين كل 10 مسلمين ينتمون إلى السنة . في السياق نفسه تكشف الإحصائيات المتعلقة بالتدين وشؤون الهجرة بفرنسا أن المعدل المتوسط للمعتنقين للإسلام ببلاد موليير يبلغ 3500 شخص سنويا، فيما يناهز إجمالي عدد المعتنقين للإسلام بفرنسا حاليا وفق إحصائيات غير رسمية 50 ألف معتنق . غير أن اتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا يشكك في الأمر ويجهر بأن عدد المسلمين الجدد من الفرنسيين وحدهم هو أضعاف هذا العدد. ناهيك عن المعتنقين في باقي دول أوروبا وأقطار المعمور ، وإذا كان الدخول للإسلام تجربة حياتية رائعة، حسب الداخلين أفواجا أفواجا ،فإن أسئلة كثيرة لا بد وان تطرح بخصوص كيفية الإسلام و طبيعة بنية الاستقبال، وأسلوب التعايش ضمن انساق تقليدا نية غير متجانسة الطقوس والعادات ، وتداعياته النفسية الأخلاقية والمجتمعية هنا أو هناك، إن قوافل وأفواج المهتدين من كل الأصقاع تسبح بحمد الله بكرة وأصيلا يشجعهم في ذلك المسلمون الطيبون المتسامحون الذين يحيطونهم برعايتهم عندما يزورون مسجدا أول ، أو عندما يتجولون في أحضان الحرية حين يدعونهم إلى لبيوتهم، لقد كانوا فعلا رائعين، هذا أمر صحيح ، ورائع حقا ، إنها تجربة إيجابية جدا تحتاج إلى الإمساك بتفاصيلها الدقيقة والاستماع هادئا إلى تأملها الباطني العميق .

إلى ذلك ، شهدت مجموعة من مساجد المملكة خلال شهر رمضان الأخير اعتناق مجموعة من الأوروبيين المسيحيين للدين الإسلامي الحنيف، وقد تمت طقوس النطق بالشهادتين من طرف هؤلاء على يد أئمة وخطباء ووعاظ، حدث ذلك في الدار البيضاء ومراكش والقنيطرة وغيرهما من مدن المغرب كما أوردت الصحف والوكالات ، ويلاحظ كما ذهبت إلى لك الكثير من المصادر الإعلامية ، أن القاسم المشترك بين كل هؤلاء يتمثل في كونهم شباب في الغالب وذوي تكوين علمي عال ، لكن المصادر نفسها لم تفصح ولأسباب ملتبسة شيئا عن اعتناق آخر ضد التيار ، أي مغاربة يغادرون الإسلام أفواجا . كما أن الخلط الناتج عن سلوك المسلمين " بين ما هو إسلامي وما هو مجرد تقاليد وعادات خاصة تلاحظه المسلمات الجديدات ، وتختلف نظرتهن إليه، لكن انحراف الكثير من المسلمين عن ضوابط دينهم هو ما يزعجهن" بالتأكيد.
عشرات الآلاف من النساء في أوروبا وأمريكا تشهد حياتهن تحولات جذرية ، فما هي الأسباب والدوافع التي تقف وراء هذا الاختيار؟ وهل يمكن الحديث عن مشاكل تعترضهن بعد اعتناقهن الإسلام؟ وهل ثمة بدائل حقيقة تقدمها بنيات الاستقبال الإسلامية قصد إشباع الفراغ الطارئ على المنظومة النفسية والأخلاقية للمهتدية؟ ولماذا تتجنب بعض المصادر الإعلامية الحديث عن اعتناق بعض المسلمين الديانات الأخرى ، وتتحاشى الحديث عن فشل بعض الزيجات المسلمات الغربيات في ربط علاقة مبنية على التواصل الدائم بالمسلمين المهاجرين إلى الغرب؟ أسئلة استمزجنا من خلالها الآراء، والتقطنا الأصداء بطرحها على الهواء ، حيث أجاب عنها عدد من المهتمين وكانت الورقة التالية :
عن سؤال لماذا أسلمن، وكيف انسجمن وتعايشن ؟ ذهب معظم من استقر ينا آراءهم من فقهاء وعلماء ورجال دين إلى "إن إقبال الغربيات على نحو خاص على الدين الإسلامي وتمسكهن وسعادتهن بدخوله خير شاهد على عظمة وروعة هذا الدين، وصدق وسماحة ما جاء به من تشريع حكيم ومنهج قويم أنصف المرأة وكرَّمها، واستجاب لمطالبها، وسعى لصلاحها واستقامتها، وصان عرضها وكرامتها" . في هذا الإطار، تقول أخت كندية اهتدت أخيرا حين سئلت عن قصة إسلامها ورحلتها من الكفر إلى الإيمان " إن سبب اعتناقي للإسلام هو ما رأيته من مظاهر الحشمة والحياء بين المسلمات، وتركهن للاختلاط والتبرج الذي دمر قيم الأسرة والمجتمع في بلادنا ، وما رأيته من اصطفاف المسلمين للصلاة في الجانب الآخر في مشهد هو غاية في التأثير.. وتضيف " والشيء المثير حقا أن أولئك النسوة اللاتي كن سببا لهدايتي ، كن كلهن من الأمريكيات اللاتي اخترن الإسلام على ما سواه من الأديان وتعبدن لله لا سواه، وعضضن بالنواجذ على لا إله إلا الله.. واقتدينَ بأمهات المؤمنين ، فلبسنَ الحجاب ."
وتكشف الفضائيات المنتشرة في سماوات الله عبر برامج الدعوة التي تتناسل كالفطر هذه الأيام انه في الوقت الذي تزداد فيه الحملات ضد الإسلام وتضطرم نيران الشبهات والافتراءات من قبل الأعداء والأدعياء حول حقوق المرأة، وفي وقت ينفق الغرب الملايير من الدولارات على حملاته التنصيرية بهدف صدِّ الناس عن الإسلام ، نجد شموعا مضيئة في خضم هذه الفتن تسطع بنور الإيمان ، إلى ذلك، حملت إلينا الأخبار الواردة من فرنسا قبل أسبوع إسلام مغنية الراب" ديامس "وكشفت مجلة باري ماتش الناشرة للخبر "إن المغنية الفرنسية ذات الشهرة العالمية أسلمت وقررت ارتداء الحجاب " وكانت "ميلاني جورج ديامتر الشهيرة ب "ديامس" قد عانت في الفترة الأخيرة من ضغوطات النجاح الكبير والشهرة الفائقة ، وهو ما أدى بها إلى العزلة والبحث عن بدائل حقيقية لحياتها، ونقلت باري ماتش قول المهتدية "لم أجد الدواء لوضعيتي عند الأطباء، ولكنني وجدته في الدين الإسلامي ".
وبالعودة إلى منطق البيان ، فإن الإحصائيات الصادرة عن معاهد ومؤسسات غير عربية لا تحمل الطابع الإسلامي ، تقول إن أربعة من بين كل خمسة ممن يدخلون الإسلام هذه الأيام من النساء. ويعتبر الكثير من المتحمسين للدعوة الإسلامية أن هذه الشهادة هي في الحقيقة أبلغُ ردٍّ على من يدعي أن الإسلام يعادي المرأة ويهضم حقوقها ويمتهن كرامتها." ويضيفون "بل إن رحمة الإسلام وإنصافه للمرأة وتكريمه لها لمن أروع محاسن هذا الدين الذي يراعي طبيعة المرأة في كل مكان ، ويلبي نداء فطرتها، ورغباتها المشروعة، ويحقق مصالحها الحياتية في الدنيا والآخرة ، ويضمن لها النجاح في رسالتها كزوجة وأم، ويُفسح لها المجال كي ترقى بمجتمعها وتنهض بأمتها" .
ومع توالي الأيام والشهور بل وفي كل يوم سطوع "تشرق شمس الحقيقة على صفحات قلوب نساء منَّ الله عليهن بالهداية، بعد أن شرح الله صدورهن لهذا الدين ، وأضاء قلوبهن بنور اليقين مما يجعلهن يقفن على كثيرٍ من محاسنه ومآثره، وحين تتأمل المرأة الغربية كيف اهتدت قلوب مواطناتها وأضاءت بنور الإيمان، تدرك أهمية الدعوة إلى الله، وتزداد تعطِّشا للحق ، وكم من حيارى تائهات يرتقبن سفينة النجاة، ويتلهفن إلى الأيادي الطاهرة التي تنتشلهم من هذا التيه. حتى يطرحن السؤال الخالد "و لماذا لا أكون مسلمة؟
تحكي مهتدية سمت نفسها بعد إسلامها" فاطمة يوسف" عن قصتها مع الإسلام فتقول: " كنتُ قبل إسلامي لا أجد نكهةً لحياتي، لم أسمع في السابق أيَّ شيء عن الإسلام، حتى قادتني صدفة يوما ، وقرأت كتابا عن حقوق المرأة المسلمة، فاكتشفت الكثير والكثير من معاناتنا نحن النساء في ظلِّ مجتمع قوانينه تستعبد المرأة وتحتكرها " وحسب فاطمة يوسف " فالإسلام يصون المرأة ويلزم الرجل برعايتها وحسن معاشرتها والإنفاق عليها، ويحاسبه على التقصير في حقها، حتى إنني قلت في نفسي لماذا لا تكون لي تلك الحقوق في مقابل واجبات محدودة لا تفوق طاقتي ولا ترهقني ولا تقتل أنوثتي وكرامتي؟ و تساءلت مع نفسها " وتضيف فاطمة يوسف الملح على الجرح قائلة " لماذا أُمْتَهَنُ ويُنظَرُ الي على أنني رسمٌ إشهاري جميل ؟ وفاصل إعلاني ممل الغايةُ منه المتعةُ الرخيصة والهوان؟ إلى أن تقول "لماذا لا أكون سيدةً محترمةً في قرارة نفسي وأمام الناس؟ لماذا لا أكون مسلمة ؟ وتخلص المهتدية " وبعد تكرار زيارتي للمسجد تعرفتُ أكثر على الإسلام واقتنعتُ به كثيرًا" إلى أن جاء ذلك اليوم الذي نطقت فيه بالشهادتين وسط دموع الفرحة ، وهي تتلقى سيلا جارفا من التهاني القلبية والدعاء بالثبات.
وعن إسلامها وارتدائها الحجاب تقول سيدة ألمانية في حوالي الأربعين من العمر "زادني الحجاب جمالاً، ليس لأنه إعلان عام بالالتزام، بل لأنه شعار تحرر على مستوى عال من الاتزان والإنسانية " وتضيف "......." لقد ظل الحجاب يوفر لي مزيداً من الحماية، خصوصا عندما أسلمتُ ، وبقدر إصراري على ارتدائه بالكامل من الرأس إلى القدم، ازداد إيماني وتقوت عزيمتي ، أجل ، صار الحجاب جزءٌ مني، وقطعة من كياني ".
و تقول إحدى المهتديات عن أول خطواتها على طريق الهدى" ذهبتُ إلى متجر إسلامي واشتريتُ عباءة وغطاء رأس وخرجت أمام الملأ" ، بسبب الحجاب شعرت بالحرية..نعم الحرية بكل ما تعني الكلمة، أعجبني أن جسمي كان للمرة الأولى خاصًا بي فقط؛ لم يستطع أي أحد أن ينظر إلى أجزاء جسدي ويقيِّمَني بناءًًا عليها ، كم كنت أشعر بالراحة حينما كنت أرتدي الحجاب، أنني للمرة الأولي في حياتي أشعر بأني مميزة... شعرت وكأن جسدي كان شيئًا مميزا، فقط لي ولزوجي؛ وكان ذلك كنزًا.. ومن تلك الفترة حتى الآن، لم أخرج من المنزل من غير حجابي".
ويصرح داعية من دعاة الفضائيات الشباب" إن مشهد الحجاب وروعته وبهاءه لدى صنف من النساء قد يلفت أنظار غير المسلمات" ويرى زميل له في التقارير الواردة حول طموح شركات أجنبية متخصصة في الملابس العصرية وابتداع تصاميم وأشكال ذات ذوق عالمي رفيع رغبتها في استلهام الحجاب تقليعة عالمية أثارت فضول نساء العالم ونالت إعجابهن ، فكانت الأزياء والتصاميم المستوحاة من اللباس العربي التقليدي مدعاة للافتخار والتجديد لدى كبريات دور الأزياء العالمية ، الأمر اعتبر نقطةَ تحولٍ وركيزةَ انطلاقٍ إلى قيم الإسلام وأخلاقياته وعالميته وفق ما ذهب إليه باحث في شؤون التدين ، فالحجاب حسب "الشريعة والحياة " عزٌّ وكرامة، وطهر واستقامة، وحياء ونقاء، وجمال وجلال، إنه استجابة لنداء الفطرة وستر لمحاسن المرأة ومفاتنها، وصون لكرامتها" .
وعلى غير العادة ، باتت شوارع وأزقة مدينة فاس معرضا لأروقة متخصصة في الحجاب من حلاقة وتزيين وتموين وخدمات ، قطاعات خدماتية نبتت على الهامش في ظل انفتاح ديني غير محسوب ، لكن "فاطمة ل " سيدة مسترجلة لا تنساق مع موضة الحجاب كسلعة يتم تسويقها وتشييئها خارج طابعها الديني ، فهي ترى تخصص بعض الحلاقات المتبرجات في حلاقة وتزيين المتحجبات أمرا مميعا ، كما أن فرض اثمنة مبالغ فيها لتزيين العرائس المتحجبات أمر يدعو إلى النفور بدل الاستحسان. إن الطابع التسليعي للحجاب ومن معه سواء عبر الابتكار والبحث عن منافذ للرواج واستقطاب المتحجبات أمر محمود، لكنه غير مراقب ، حتى انه ممنوع من المراقبة أصلا هذا، فمن هي الجهة المخول لها أمر التدخل الحماية والتوجيه ؟
على مستوى آخر ، مالذي يحدث بالضبط عندما تصبح "تيريزا" خديجة! و"باتريسيا" صفية ، "ولينا" بتول "ولارسن "ايمان ."وايزابيلا" ..رمضان ؟
جوابا عن السؤال ،تعبِّر مسلمة حديثة عن حلاوة الإيمان وعظمة الإسلام فتقول " أُحِسُّ في قلبي رقةً لم أعهدْها قبل إسلامي ، شعرتُ أنني كنت دائماً مسلمة ، اكتسبتُ من الإسلام القوة لمواجهة الناس ، أجاب الإسلام عن جميع تساؤلاتي ، وجدت في الإسلام ضالتي وعلاج أزماتي ، قبل إسلامي كنتُ لا شيء ، أصبح هدفي الأسمى الدفاع عن هذا الدين ، صارت الصلاةُ ملاذي والسجودُ راحتي وسكينتي ، شدتني العلاقة المباشرة بين العبد وربه ، المرأة الغربية لا تعرف ماذا تريد ؟ المرأة الغربية ليست متحررةً كما قد تتوهم المسلمة ، نطقتُ بالشهادتين فَسَرَتْ في عروقي قوةٌ خارقة ، الإسلام هو الذي أعطاني الأمان ، اكتشفت كنوزاً كنتُ أجهلُها ".

مريم جميلة "داعية ومفكرة إسلامية معروفة وهي أمريكية من أصل يهودي وكان اسمها "مارغريت ماركوس" أسلمت وصار اسمها مريــم جميلــة، ألفت كتباً عديدة منها "الإسلام في مواجهة الغرب"، و"رحلتي من الكفر إلى الإيمان" و"الإسلام والتجديد" و"الإسلام بين النظرية والتطبيق" . تقول " لقد وضع الإسلام حلولاً لكل مشكلاتي وتساؤلاتي الحائرة حول الموت والحياة، وأعتقد أن الإسلام هو السبيل الوحيد للصدق، وهو أنجع علاج للنفس الإنسانية. وتضيف قائلة " منذ بدأت أقرأ القرآن ، عرفت أن الدين ليس ضرورياً للحياة فحسب، بل هو الحياة بعينها، وكنت كلما تعمقت في دراسته ازددت يقيناً أن الإسلام وحده هو الذي جعل من العرب أمة عظيمة متحضرة قد سادت العالم ".
أما إيزابيلا (إيمان رمضان) السويسرية فقد هبت عليها نسائم الإيمان في شهر رمضان، بعد أن تشبعت بمعرفة الله ورسوله، وبعض مبادئ الإسلام ووجدت في الإسلام حياة أخرى تقوم على عقيدة التوحيد، التي أورثتها راحة نفسية هائلة في الصلة المباشرة بين العبد وربه بعيدًا عن كل رهبانية أو كهنوتية .
وتعمق لديها الإحساس بالإيمان في شهر رمضان عندما جربت الصيام، والصلاة، وارتدت الحجاب لأول مرة، واستعانت بالعلم والصحبة الصالحة على تغيير الصورة المشوهة التي تبثها وسائل الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين، لكن الصدمة تأتي من الغرب نفسه " إذ برغم ما يدعيه من حرية وديموقراطية ، فإن موقفه العدائي من إسلام العديد من مواطنيه ومواطناته وارتدائهن الحجاب أكد زيف ادعاءاته .
وتتابع " ايزابيلا" بروح من الإيمان الخالص " كنت أعيش في ضلال، لا أعرف لماذا أحيا؟ وماذا بعد الموت؟ أعيش في اكتئاب دائم وقلق مستمر، رغم توفري على المال ، لكن الآن أعيش السكينة والطمأنينة،وراحة البال"
الآن ، دعنا نتأمل عمق الكلمات التي نطقت بها الفرنسية المهتدية "سيلفي فوزي" التي تعي القضايا الإسلامية جيدا ، وتهتم كثيرًا بأمور المسلمين وهمومهم، ورغم المكانة العلمية التي حققتها (دكتوراه في الهندسة الكيميائية) والرفاهية المادية التي تعيشها، فقد كانت دائمة قلقة حزينة غير منسجمة مع ما حولها، وغير متقبلة لما يدور من مناقشات في اليهودية والنصرانية عن تشويه الإسلام والمسلمين حتى شرح الله صدرها للإسلام.تقول سلفي :
كانت حياتهن بلا هدف ولا معنى ، كن تائهات في بحار الظلمات، فَرَسَتِ السفينةُ على شاطئ النجاة، وأشرقت عليهن شمس الهداية، رحلة طويلة وشاقة في طريق محفوفةٍ بالشكوك والأشواك، ثم اللحظة الحاسمة التي غيَّرت المسار، حيث طريق الإسلام، فوضع عنهن آصارَ الجهلِ والحيرةِ وأوضارَ التخبُّطِ والضَّيَاعِ ، وأخرجهن من دروب الحيرةِ إلى طريق الهدى وسبيل النجاة".
وتروي "إيفلين كوبلد" شاعرة وكاتبة بريطانية، بشائر إيمانها فتقول: "يصعب عليَّ تحديد الوقت الذي سطعت فيه حقيقة الإسلام أمامي فارتضيته ديناً، ويغلب على ظني أني مسلمة منذ نشأتي الأولي، فالإسلام دين الفطرة الذي يتقبله المرء فيما لو تُرك لنفسه" .
"لما دخلت المسجد النبوي تولّتني رعدة عظيمة، تحكي " كوبلد " وخلعت نعلي، ثم أخذت لنفسي مكاناً قصيًّا صليت فيه صلاة الفجر، وأنا غارقة في عالم هو أقرب إلى الأحلام ، أي إنسان بعثت به أمةً كاملةً، وأرسلت على يديه ألوان الخير إلى الإنسانية"
ولعل هذه نماذج حديثة عهد بالإسلام ، لكنهن يقدمن دروساً عظيمة في الثبات والصدق والعزيمة والإخلاص والتجرد. نقول ذلك مع غصة السؤال " أين أولئك المسلمات بالوراثة في بعض دول العالم العربي واللواتي لا يعرفن من الإسلام إلا اسمه، ولم يتذوقن حلاوة الإيمان، وعذوبة البذل والعطاء لهذا الدين في صفائه الروحي ونقائه الأبدي ؟
أليس ما يحصل من اعتناق لهذا الدين البهي الخالد من الدلائل القاطعة على عظمته؟ دين التسامح والمحبة ، دين العدالة والإنصاف، دين الطهر والعفاف ، وأن المستقبل المشرق لهذا الدين الذي تبزغ شمسه على قلوب الملايين ونحن على ما نحن عليه من تخلف وما تتكالب على امتنا العربية والإسلامية من محن ومن ضعف وشتات ، لكنَّ عظمةَ أحكامه ورفعة مقاصده وقوة حجته وروعة بيانه كم فتحت أعينا عميا وآذانا صما وقلوبا غلفا" أوضاع المسلمات الغربيات أسباب اعتناقهم الإسلام وتداعيات إقدامهن على الاعتناق من المسيحية إلى الإسلام إلى جانب ارتفاع معدل اعتناق الغربيات للإسلام مواضيع لابد أن تأخذ حيزا هاما من الدراسة والتأمل العميق الوازن والبحث الرصين " خصوصا وان آخر الأبحاث تقول أن ثلاثة من بين خمسة أشخاص يعتنقون الإسلام في الغرب هن من النساء .
إعداد : عزيز باكوش