المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصوفية ما هي - تقييمها في ميزان الاسلام



محمد خطاب سويدان
16/10/2009, 03:07 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الصوفية
كان دخول غير العرب في الإسلام حاملين معهم ثقافاتهم ودياناتهم القديمة التي لم يتخلوا عنها ومزجوها بالإسلام وتعاليمه السمحة الحنيفة فكان نتاج ذلك ثقافات غريبة علي الإسلام دخيلة عليه،
وقد فتح الله علي المسلمين بلاد فارس والروم وشبه القارة الهندية وكانوا أصحاب ديانات قديمة وثقافات لها جذورها في مجتمعاتهم .
ونهل المسلمون من هذه الثقافات وترجموها للعربية ، واطلعوا علي الفلسفة اليونانية القديمة ، حتى أن بعض المفكرين المسلمين تأثروا بشدة بفلسفة أرسطو وحاولوا التوفيق بين الشريعة الإسلامية والعقل فكان كتاب ابن رشد ( فصل المقال في ما بين الشريعة والحكمة من اتصال ) حاول فيه أن يوفق بين التشريع الإسلامي والفلسفة وانه لا خلاف بينهما وان العقل قادر علي الوصول إلي الحقائق ، و اتهم ابن رشد بقوله بقدم العالم ، وعلي الرغم من إن ابن رشد كان فقيها معروفا ومن كتبه ( بداية مجتهد ونهاية مقتصد ) إلا انه تأثر بشدة بالفلسفة اليونانية القديمة واعتبر في الفلسفة بأنه الشارح الأول لفلسفة أرسطو .
والتقاء الثقافات يولد الجديد من الأفكار والعادات ، وتبدأ هذه العادات الجديدة غريبة علي المجتمع والتي تكون في بداياتها ساذجة بسيطة ثم تتحول إلي صورة تكتسب فيها طابعها الفكري الخاص يها، ويكون لها مفكروها الذي يتطور معهم الفكر من حال إلي حال ويكون الفكر أكثر إيغالا وحدّة .
والإسلام حث علي الزهد في الدنيا ولكن بغير مغالاة في ذلك أي ليس ترك الدنيا والانقطاع عنها ، وإلا فسوف تفقد الحياة معناها وهي الحياة التي دعا إليها الإسلام ووصي بها الرسول الكريم صلي الله عليه وسلم لقول صلي الله عليه وسلم (.... فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .ولقد رفض رسول الله صلي الله عليه وسلم كل خروج عن الطريق القويم ، رفض رسول الله صلي الله عليه وسلم كل تغير للدين مما يخرجه عن طبيعته التي تبني مجتمعات وتكون أسرة توحد الله وتعبد الله في الأرض التي هي علة الخلق وكذلك نشر الدين بين الناس ليكون الناس علي كلمة (لا اله إلا الله ) سال النبي صلي الله عليه وسلم رجل فقال (أي الرجل ) يانبي الله مررت بغار فيه شيء من ماء فحدثت نفسي بأنه أقيم فيه فيقوتني ما فيه من ماء وأصيب ما حوله من البقل وانخلي عن الدنيا . فقال النبي صلي الله عليه وسلم :( إنني لم ابعث باليهودية ولا النصرانية ولكن بعثت بالحنفية السمحة والذي نفسي بيده لغدوة أحدكم أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها , لمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين ستة ). رواه احمد .
وهكذا كانت فكرة الإسلام عن الحياة الخروج عنها هو خروج عن الطريق المستقيم .
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : خط رسول الله صلي الله عليه وسلم يوما خطا ثم قال : هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال : هذه سبل علي كل سبيل شيطان يدعو إليه ثم تلا ( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )رواه احمد والنسائي والدرامي .
وقد كان في الإسلام ممن اشتهروا بالزهد والورع والتقوى وترك الدنيا دون أن يختفوا من الحياة العامة ويؤثروا فيها ويتأثروا فيها ومن هؤلاء الحسن البصري رحمه الله والمحاسبي وبالمقابل ظهر أناس اظهروا ترك الدنيا وحب الله بل وعشقه فكانت الصوفية ، وكان لهذه التسمية تعليلات مختلفة منها انها نسبة لأهل الصفة في الإسلام ولو كان الأمر كذلك لقيل ( صفي ) . إلا أن الشيخ الاصبهاني روي بإسناد عن ابن سيرين فقال " انه بلغنا ان قوما يتخيرون لباس الصوف يقولون إنهم يتشبهون بالمسيح بن مريم ، وهدي نبينا محمد أحب ألينا ، ثم تابع القول فهذا أصل التصوف .
المعرفة عند الصوفية :
ظهر التصوف واشتهر في القرن الثاني الهجري مع مشاهير الزهاد مثل إبراهيم بن ادم ، وداود الطائي وغيرهم
وكان اول من تكلم في المعرفة معروف الكرخي وأبو سليمان الداراني وذو النون المصري ، فكان التلازم واضحا بين الزهد والتصوف لان الزهد اول الطريق الي التصوف مالم يحكم بأصول الإسلام وقواعده.
وفي اواخر القرن الثالث الهجري وهو العصر الذهبي للتصوف وحيث بدأ الانقسام والضعف يدب في جسم الدولة الإسلامية وامتد حتى القرن الرابع الهجري ، تحول التصوف إلي مدرسة لها قواعدها واصولها . ولعانا نجد بين الصوفية والتشيع صلات وثيقة فالصوفي يري نفسه فوق البشر حبا لله ، والثاني يجد نفسه أكثر الناس حبا لآل البيت ، ولعل الإمام المعصوم عند الشيعة يقابله الولي الصوفي الذي لا يقابله احد علما ومكانة لا يخطئ ابدا لان كل من الإمام المعصوم والولي يتلقي علمه من الله مباشرة .
وبذلك يكون الإمام المعصوم والولي عندهما خير وأفضل من الأنبياء .
يقول ابن خلون في مقدمته " ان الصوفية نقلوا نظامهم من التشيع حتي ان الصوفية لما اسندوا لباس الصوف خرقة التصوف ليجعلوه أصلا لطريقتهم ونحلتهم رفعوه لعلي رضي الله عنه" .وهو مادل عليه د ز زكي مبارك بقوله : " إن أهل فارس هم أكثر الناس تصوفا بين الأمم الإسلامية ، وهم كذلك اشد الشعوب تشيعا" .
وتجمع الااراء ان حركة التصوف لم تكن خالصة من مؤثرات أجنبية ، ويعد أي التصوف حركة تجمع معتقدات شتي نصرانية ويهودية وهندية ويونانية وأفلاطونية حديثة .
المصدر النصراني واليهودي :
لن أعدو في ذلك قول رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث السابق (إنني لم ابعث باليهودية ولا النصرانية ولكن بعثت بالحنفية السمحة والذي نفسي بيده لغدوة أحدكم أو روحة في سبيل الله خير من الدنيا وما فيها , لمقام أحدكم في الصف خير من صلاته ستين ستة ). رواه احمد .
رغم ما يمكن ان يقال في هذا الأمر ولكني لن أجد مصدرا يدل علي هذا التأثير خير من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم
المصدر الهندي :
بعد ان فتح الله علي المسلمين بلاد الهند تأثر البعض بالديانات الهندية وخاصة حول نظرية المعرفة في البوذية ، التي حطمت الشرائع والتكاليف الدينية فكانت مصدرا للنظريات الفلسفية لدي الصوفية في الإسلام لإسقاط الشرائع وربطها بالعوام .
اذ ان فكرة الفناء التي تحدث عنها ابو يزيد البسطامي دخلت التصوف الإسلامي عن طريق الفكر الهندي ففكرة الاتحاد والحلول بالله يطلق عليها عند الهنود ( الفيدانتا ) أو ( النرفانا ) وهي عندهم غاية من الغايات بالاتصال بالذات الإلهية وكذلك هي عند الصوفية .
ومما لاشك فيه إن ابن عربي في مدرسة وحدة الوجود "وهي تري ان الكون كله ما هو إلا مظهر من مظاهر وتجليات للخالق وانه لا موجود في الوجود سوي واجب الوجود " .أقول إن مدرسة وحدة الوجود عند ابن عربي وبذورها في مدرسة الحلاج قد تأثرت بالمصدر الهندي الذي اصدر مذهب الانبثاق الرواقي والفيضي والصدور عند الأفلاطونية .
المصدر اليوناني :
والتصوف مدين بأهم أفكاره لفلاسفة اليونان ، فعناصره الأولي مستمدة من آراء أفلاطون وأرسطو والرواقيين ،وقد امتاز هذا المصدر والنهج بروحانيته ونقده للمذهب المادي فقد قال أفلوطين " انه وصل في روحانيته إلي الاستغراق في الوحدانية " أي علي حد تعبير الصوفية إلي الفناء في الله .
كما يمكن القول ان النظريات الفلسفية لدي متصوفة الإسلام أخذت جوهرها من الافلوطينية وبخاصة في المعرفة الاشراقية ، إذ يقول أفلوطين " وقد حدث مرات عديدة ان ارتفعت خارج جسدي بحيث دخلت نفسي ، وكنت أحيا واظفر باتحاد مع الهي "
وقد أعطي ذلك لكل من الفارابي وابن سيناء والحلاج والسهروردي وغيره.
وقد راي ذو النون المصري ان غاية الحياة الصوفية هي الوصول الي مقام المعرفة التي تتجلي فيه الحقائق فيدركها الصوفي إدراكا ذوقيا لا اثر فيه للعقل ولا للرواية ، وذلك لا يكون إلا لخاصة الله الذين يرون بأعين بصائرهم ، أو بحسب تعبير الجنيد " وهو ان يشاهد الغيوب كما يشاهد المرئيات مشاهدة العيان " .
ولذلك كان العلم يستمد من الله مباشرة دون حاجز في مقام الحلول والاتحاد والاتصال والاشراقات ، والعلم عندهم يأتي بالرؤيا ، فهم اهل الوصال والاستدلال ولذلك فهم يضعون العقل والفكر في اسفل مرتبة الذي دعا بالتالي إلي عداوة المعتزلة.
وهكذا يحدد المتصوفة نظرتهم للإنسان ومكوناته متأثرين بالأفلاطونية ونظرتها إلي الإنسان ، فكان لأسبقية الروح علي الجسد عندهم ان الروح تستمد مكانها المعرفي الإلهامي من خلقها السابق بعالم الأنوار والإشراق .
اما تفسير الصوفية فهو رمزي باطني ولذلك قد يطلق عليهم الباطنية لا يمكن للعامة فهمه لأنه تجليات من الله لا يصل إليه العوام .فلكل آية عندهم حد ومطلع وظاهر وباطن .
ولتفسير المتصوفة بحث اخر فيه نقد الجانب المعرفي الغنوصي عندهم.
د . محمد خطاب

سعيد نويضي
19/10/2009, 07:45 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخ الدكتور الأستاذ محمد خطاب سويدان...

بكل تأكيد أن الإسلام لم يأت بصوفية و لا بزهد و لا بتطرف و لا بتفسخ و لا بمغالاة و لا بإفراط و لا بتفريط...لأنه دين التوازن...دين المعادلات اليقينية...دين الدنيا و الآخرة على حد سواء...و مع ذلك يظل من أحب الله جل و علا كما حدث لأصحاب الكهف بعدما ظلموا في عقر دارهم و فروا بدينهم ليكونوا آية للناس...فكان من أمرهم ما أخبر به كتاب الله جل و علا الخبر اليقين...لم يزهدوا و لم يتصوفوا بل مارسوا الحياة حتى بعد يقظتهم من نومهم العميق...

و لن أعيد مع حضرتكم الفكرة و نشأتها و طريقة انتشارها بين الناس ابتداء من اليونان في مرحلة ما قبل الإسلام و لا في الهند و لا في الصين و لا في مناطق أخرى من العالم حيث عرف أناس بانقطاعهم عن الحياة العامة و التجائهم إلى العبادة و التأمل...فذلك موجود في كل مكان و في كل زمان و حتى في زمننا الحالي قد تجد من يقوم بذلك...إما بطريقة صحيحة مطابقة لما أتى به الرسول عليه الصلاة و السلام...كمسألة الاعتكاف في رمضان أو في غير رمضان لأيام معدودة من أجل الذكر و التذكر و التأمل...أو بطريقة الكتاب و المفكرين الذي يخلون بأنفسهم لينجزوا عملا أو أعمالا تفيدهم و تفيد غيرهم...

لكن المثير في إشكالية التصوف لو نظرنا إليها من زاوية الأسئلة التي يمكن أن تطرحها على الفكر البشري كقضايا أتعبت الفكر الإنساني و لا زالت كـ "مبحث المعرفة" أو "مبحث الوجود" و القضية الأزلية الأبدية علاقة الإنسان بالله جل في علاه و كل ما سطرته الأفكار الصوفية من مسألة "الكرامات" و " الخوارق" التي عاشها الإنسان "المتصوف" في زمانه و شهد عليها الآخر أو سمعها و صدقها دون تمحيص و لا دراية...

مما جاء في مقالكم الجيد:
*وبذلك يكون الإمام المعصوم والولي عندهما خير وأفضل من الأنبياء.[الأنبياء عليهم صلوات الله و سلامه].
*...بحسب تعبير الجنيد " وهو ان يشاهد الغيوب كما يشاهد المرئيات مشاهدة العيان."

و ما أثارني لطرح شكل من أشكال الحوار و النقاش و ليس الجدال مع سيادتكم، هو ما أحسست به من غياب تعليقكم على الأفكار التي تم سردها في مقالك الجميل...و ليس التصديق بما قالوا فحضور قول الرسول الكريم عليه الصلاة و السلام... (.... فمن رغب عن سنتي فليس مني).
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : خط رسول الله صلي الله عليه وسلم يوما خطا ثم قال : هذا سبيل الله ثم خط خطوطا عن يمينه وشماله ثم قال : هذه سبل علي كل سبيل شيطان يدعو إليه ثم تلا ( وان هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله )رواه احمد والنسائي والدرامي.
يبين بشكل واضح أن جملة الأفكار التي نادت بها الصوفية هي من قبيل تصورات فكرية تأثر أصحابها بتأثيرات مختلفة جعلتهم ينطقون بما قالوا...فذاك هو بيت القصيد...و من تم تصبح المسماة "الحقيقة" هل أساسها موضوعي أو ذاتي أو هما معا؟

لأن الذوق كمصدر من مصادر المعرفة كما يشير إلى ذلك بعض المتصوفة يتوفر لدى الجميع...فكيف يصبح استثنائيا ليصبح مصدرا لحقيقة تتنافى مع العقل و العلم معا و بالتالي تتنافى مع الدين...؟ .

لك التقدير و الاحترام و للحديث بقية إن كان في العمر بقية...

د.محمد فتحي الحريري
19/10/2009, 10:07 PM
اخي الباحث الكريم د. خطاب حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرات العنوان فلم اتمكن من التغافل او التجاهل خاصة وان الموضوع هو صلب اختصاصي ولي فيه رسالة التخصص الاولى
كتبت هنا عدة مقالات عنه
لكن الشيء الذي لا يجوز اغفاله بان الصوفية مدرسة في التربية والزهد والاخلاص والسمو الرباني وان شابتها هنات وطقوس غريبة وشعوذات برئ منها الصوفيون انفسهم
لكل باحث انصح بكتاب موقف ائمة السلف من التصوف مع الشكر ....

محمد خطاب سويدان
19/10/2009, 11:50 PM
الاستاذ الكريم / سعيد نويهض
الدكتور الكريم / محمد فتحي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل موضوع التصوف من المواضيع التي حظيت في الفكر الاسلامي بحيز كبير فيه ، كما كتب فيه الغير مسلمين امثال ماسينيون وتتبع الجميع مسار هذه المدرسية الذوقية ، والتي قال فيها ابن تيمية انها مواجد واذواق ولذلك كان الوجد والذوق عندهم مسار تشريع وطريق تأويل واستدلال ، فلقد رأيت البعض منهم يفعل افعالا يقول انه رأي رسول الله صلي الله عليه وسلم في المنام فأخبره بذلك بل واكثر من ذلك يحرم ويحلل بناءا علي رؤيا او قال شيخ الطريقة ، وحتي لا اوغل في ذلك وابتعد عن محور الموضوع اقول ان اكثر الصوفية يتخذون من الطرق منهاجا لهم فهذه عبادة الله علي الطريقة الجيلانية ، وهذه علي الطريقة النقشبندية الي اخره ، وكأنما حرم الاسلام من منهج عبادة ، ولم يكن عندها رسول هو القدوة لنا حتي نلقاه علي الحوض .
ونظرية المعرفة epistemiligy هي احد فروع الفلسفة تبحث في اصل وبنية ومناهج المعرفة ، ومن موضوعاتها الاجابة عن اسئلة مثل كيف نعرف ؟ وهل لمعرفتنا حدود ( امكان المعرفة ) وما درجة موثقية المعرفة ؟
ونظرية المعرفة اصبحت احد المعايير الرئيسة لتصنيف التيارات الفلسفية في لفلسفة الحديثة والمعاصرة التي تبحث الوجود ، منذ ان تناول جون لوك مشكلة الجوهر ونقد جورج باركلي لهذا المفهوم علي اساس من تحليله للمعرفة ، وبحث دايفد هيوم في مبدأ السببية من خلال المعرفة الحسية ، وتناول كانت لمفهوم الشئ بذاته وعدم قابليته للمعرفة .
واهم الاتجاات الرئيسة في نظرية المرفة هي :
المذهب العقلي
المذهب الجريبي
المذهب النقدي ( يقوم علي مصدر المعرفة العقل والحس معا )
وتوجد الي جانبها في تاريخ الفلسفة الاتجاهات الحدسية والصوفية التي تنضوي تحت ما اصطلح عليه بالمعرفة المباشرة او اللحظية المفاجئة وهي المعرفة التي تنتفي فيها الواسطة بين الذات العارفة والموضوع المعروف .
ويقول نيكلسون في كتابه التصوف الاسلامي ( ان التصوف ليس فلسفة ولا علم ولا لاهوت ) ويسجل ذلك معرفته بموضوع ( المعرفة الصوفية ) الذي يسجل فيه الصوفي من خلال المعرفة موقفا استثنائيافي نظرية المعرفة .
ويقول معرف الكرخي المتصوف التصوف : هو الاخذ بالحقائق واليأس مما في ايدي الخلائقوالتصوف مدارس تكاد تكمل الواحدة الاخري من الفيض الي الاشراق الي الاتحاد والحلول ( ابن عربي وابن سبعين ) .
وتحليل التصوف انه وسيلة للصوفي وغايته الكشف او المشاهدة انطلاقا من المجاهدة للنفس وقهرها مثل ما قال ابن خلدون .
والمعرفة الصوفية هي اذواق ومواجد الصوفي بحسب القرب اوالبعد وكذلك هي تفسيراتهم المليئة بالتأويل اكثر منها تفسيرا .
والقضية الاكثر تعقيدا هي صلة التصوف بالشرع والتصوف ليس مذهبا اذا لا يحمل صفة المذهب المقعد الموثق، وهم رفضوا العقل ووضعوه في مرتبة سفلي اذ ان الحواس هي مصادر المعرفة العقلية وأنه ليس الوسيلة النهائية للمعرفة
تحياتي لشخصكم الكريم

عبدالوهاب موسى
20/10/2009, 12:51 AM
شكرا أقدمه أولا لأستاذى محمد خطاب سويدان لإثارته موضوعا خلافيا هاما!
ثانيا أختلف مع سيادته ومع أخى سعيد نويضى إختلافا تاما- وأوافق أستاذى محمد فتحى الحريرى تماما-
وإن سمحا لى أن أحبو برياضهما كتلميذ فأقول:
يتضح من البحث أنه أكاديمى بحت وكل مصادره مراجع مضادهومن الإنصاف اللجوء الى مصادركبار الصوفية المعتدلين وهى عديدة!!!
أما عن مصادر التصوف الأكاديمية التى طرحت فى جنبات البحث فهى جائزة بسلطة المحاضر و غير صحيحة طبقا للمصادر الشرعية التى أوضحهاالآن -على النحو الوارد بسيرتى الذاتية المتواضعة التى نشرتها على عدة مواقع - كما يلى:
(......
أبدأ من هنا بالكلام عن الأفضل والأبقى بالكلام القريب العهد من الله جل جلاله
قد يعترض معترض على ما تسمى بالكرامات!!. وأقول له:
علوم الدين كثيرة:علوم القرآن (تفسير وتجويد)،وعلوم الحديث وعلم التوحيد...ألخ.
وعلم التوحيد هذا يبحث فى صفات الله،والنبوة والرسالة ومايجب ومالا يجب فى حق النبى،والولاية وما يتعلق بأولياء الله وبهذاالعلم جاء:كما أن للنبى معجزة فللولى كرامة وقد تكون الكرامة مشابهة للمعجزة بفارق جوهرى هو:المعجزة من مؤيدات النى أو الرسول وتظهر على يديه بفضل الله على سبيل التحدى لنشر الرسالة أما الكرامة فتظهر بلا تحدى تكريما للولى فى الحياة الدنيا وتأييدا له حتى يبعدالله عداوة الخلق للولى رحمة بالخلق حتى لايدخلوا فى حرب مع الله مصداقا للحديث القدسى الشريف" من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب...الحديث" والقرآن الكريم به كرامات عديدة لعباد صالحين يجمع علماء التفسير علىصلاحهم وليسوا بأنبياء أورسل:مثل العبد الصالح الخضر بسورة الكهف التى تحلو لى تسميتها بسورة أم الكرامات ونبع العلم اللدنى،وسيدتنا مريم...ألخ.
وقد يعترض معترض على الطرق الصوفية والجماعات الإسلامية المعتدلة- ليست تكفريةإرهابية- مثل الأخوان المسلمين وأنصارالسنة المحمدية....ألخ لنظرته إليها كفرق لفهم خاطىء للحديث النبوى الشريف ما معناه - وأقول أدبا مع رســـول الله صلى الله عليه وسلم مامعناه تحوطا من الزيادة أوالنقص-(تنقسم أمتى إلى ثلاث وسبعين فرقة أحدها الناجية والباقين فى النار...الحديث) فأقول:
فى أوائل السبيعينات- بالسنة الأولى كلية التجارة كانت هناك توعية دينية لظهور حركة تبشيرية بمصر وحاضرنا الدكتور محمود غريب وسأله أحد الطلبة عن تلك الفرق(الطرق الصوفية والجماعات الإسلامية المعتدلة فرد عليه قائلا:
هى مدارس إسلامية تختلف فى مناجهاالتعليمية ولاإختلاف بينها على أركان الإسلام الإسلام-إنتم إلى أى منها شئت بشرط إعمال آية العقيدة(. الذى خلقنى فهو يهدين ،والذى هويطعمنى ويسقسن،وإذامرضت فهويشفين،والذى أطمع أن يغفرلى خطيئتى يوم الدين...الآية الكريمة).
فكيف يدّعى من يدّعى أن الزائر للولى يطلب منه رزقا ونجاحا وشفاءً والزائر يدعو
للولى المخلوق برضى الله عنه حين يقول:رضى الله عنه وأرضاه؟؟! ثم يقرأ الفاتحة له والفاتحة من المعروف أنها دعاء وكأن الزائربقراءتها يدعوللولى المزورباعتباره مخلوقا وليس بخالق رازق أو شافى ؟؟!!. إذن كيف أعبده وأشركه مع الله؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!.
أما المعترض على المسميات الواردة بالطريقة فكلها متناصة مع ما ورد بالقرآن دستور الأمة:
الولى :
( ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون..الآية الكريمة)، والولى هو من يوالى الله بالطاعات والعبادات،والله ولى الذين أمنوا يواليهم بالرحمات والبركات.
وإذاكان للشيطان أولياء بلفظ القرآن أنستكثر أن يكون لله أولياء؟؟؟؟!!!!!!!.
الشيخ:
(...وأبونا شيخ كبير...الآية)فى قصة بنات سيدنا شعيب مع الكليم موسى عليهما السلام وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام.
العهد:
هو معاهدة المعلم المربى(الشيخ أو خليفته) فى الطريق بطاعة الله كجليس صالح ومربى فاضل مصداقا لقوله تعالى ( ومن أوفى بما عاهد عليه الله فسنؤتيه أجرا عظيما...الآية).
الطريقة:
..ولو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا...الآية الكريمة).)
ومعناها ببساطة رجال تاحوبوا فى الله محبة خالصة وليس سببها حسب أو نسب أو مصالح مادية.
الخليفة:
( ..وقال إنى جاعل فى الأرض خليفة....الآية الكريمة)
الحضرة:
الحضوربنوعيه قلباوقالبا بمجلس الذكرمصداقاللحديث الشريف مامعناه(دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم المسجدفوجد مجلس علم ومجلس ذكرفقال:كلاكماعلى خيروذهب إلى مجلس العلم وقال:أنماأنا أتيت معلما..الحديث)وهنا ملمح ظريف لم يلفت انتباه المعترضين أنه صلى الله عليهوسلم أقرمجلس الذكرحين قال:كلاكما على خير.وكُتب كباررواةالأحاديث الخمس الصحاح البخارى ومسلم والنسائى والترمذى وابن ماجه تحتوى أحاديث عديدة فى فضل الذكرومجالسه وأشهرها(إن لله ملائكة سيّاحين فى الأرض يلتمسون مجالس الذكر...الحديث)!!.
إن كانت حجتهم فى الإنكار إختلاط الطالح بالصالح فأذكرهم بأنها سنة الحياة البشرية منذ بدايتها ففى كل مجلس به من ينتمى إلى هابيل وبه من ينتمى إلى قابيل وتلك سنة الله فى خلقه فقد خلق النار وخلق خلقا لها وخلق الجنة وخلق خلقا لها،وفى كل الطوائف وفى كل التجمعات توجد تلك الظاهرة !!.
بل وجدت فى عصر سيدنا الرسول الأعظم بل فى مجلسه الشريف كان المنافقون يتواجدون وكان يعرفهم المصطفى ويتعامل معهم وفى هذا قمةأدب المعاملات مع الآخروكان هذا ردى على معترض على التصوف حين قال لى:بينكم فلان ليس على خير!!.
إشتدت معارضة معترض لى فقلت له أخى الحبيب ناقشنى برفق فقال وهل هناك رفق فى قول الحق ؟! قلت له نعم أليست مخاطبة الكليم وهارون- عليهما السلام
وعلى نبينا وآله الصلاةوالسلام- لفرعون كان يزينهااللين والرفق وهذاأدب التعامل أرسى قواعده لنا المنتقم العزيز الجبارالمتكبر القادرالمقتدر حين قال لهما:(..فقولا له قولا لينا...الآية الشريفة)؟؟!! جل جلاله
وبمنطقنا الفاسد وحِكَمِنا الخاسرة لو خاطبناهما لقلنا لهما: أنتما قادمان على كافر فلا تأخذكما به رأفة،وتغذا به قبل أن يتعشى بكما،وأطرقاعلى الحديد وهو ساخن!.
العلم اللدّنى:
(وآتيناه من لدنا علما....الآية الكريمة) فى سورة الكهف والتى أراها سورة التى تحكى عن العبد الصالح والذى أجمع علماء التفسيرعلى أنه( الخضر)وهوليس بنبى أو رسول وتعلّم رسول من أولى العزم على يديه ورأى العجب العجاب!.
وهنا ملمح ظريف للرد على القائل:كيف يعرف الولى الغيب وكيف تدعى خاصة أهل الصوفية بأنهم من أهل التصريف؟!
يقول سبحانه وتعالى فى محكم آيات قرآنه الشريف:(ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء..الآية الكريمة) وعلم الغيب من علمه،ويقول جل جلاله(.ولا يطلع على غيبه أحد إلا من إرتضى من رسول.. الآية الكريمة) وهنا جاءت لفظة رسول نكرة للعموميةوالشمول وهنا العبدالصالح فى قصته بسورةالكهف إطلع بأمر الله وفضله وفيض علم العليم-وهوأحد أسمائه الحسنى إذا تجلى باسمه هذاعلى عبد رزق العلم من فيوضات أنواروتجليات هذا الإسم الشريف عليه فأصبح عليما وخبيرا ببواطن الأمور (وبواطن الأمورغيبها ما غاب من أسرارها عنا) بل ويمنحه فيض التصريف فى شئون الخلق ألم يعط العبد الصالح حق التصريف فى أمورباطنةعلم بفضل الله غيبها(ما غاب عن الكليم موسى؟!) بل علم عن غيب الحال فى قصة السفينة التى عابها،وعلم من غيب الإستقبال:فى قصة الجدار،والطفل الذى قتله لأنه سيرهق أبواه كفرا والسين الملحقة بيرهق تفيد الإستقبال!!.
وتجدر الإشارة هنا إلى سؤال قال فيه قائله على صفحات موقع شمس المعانى: هل فعلا الأولياء يتصرفون في الكون وهل هم وكلاء الله وهل يمكن لكم أن تشرحوا لي هذا القول وهل هذا لا يتناقض مع قولنا لا اله الا الله ؟.
وكانت الإجابة عليه عليه كما يلى :
لا نفهم الربط بين التصرف والألوهية،بمعنى من أين تفهم أن المتصرف هو الإله؛ فالمتصرف يمكن أن يكون من أولياء الله أو من أولياء الشيطان، والتصريف جزء بسيط جدا من قدرة الله سبحانه،ولكن الله الأله الخالق البارئ المصور الأول الآخر الظاهرالباطن ... المعبود بحق صاحب الصفات الإلاهية والأسماء الحسنى سبحانه وتعالى عما يصفون،... لا وجه للمقارنة والعياذ بالله.
إعلم أنه سيأتى زمن يحكم فيه المسيخ الدجال ويجبرالناس على أتباعه والكفر بالله،ويدخل من اتبعه جنته ومن لم يتبعه ناره،ويكون من دخل جنته داخل للنار ومن دخل ناره داخل للجنة،وكما ترى سيكون متصرف تمام التصريف،ولكن هذا لا يرتبط بالألوهية من قريب أو بعيد، وكذلك كان فرعون سيدنا موسى متصرف،وقال أنه يحى ويميت حينما حاجه سيدنا موسى، وقال له إن الله يأتى بالشمس من المشرق فإت بها من المغرب، وهنا أيضا كونه متصرف لم يرتبط بالألوهية، وهناك حديث شريف يقول: قال رسول الله :(لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافرا منها شربة ماء)، وروى أيضا عن النبى أنه قال (من هوان الدنيا على الله ألا يعصى إلا فيها ولا ينال ما عنده إلا بتركها)،وعن أبي سعيد الخدري،قال: قال رسول الله: (الدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ما كان فيها من ذكر الله أو أدى إلى ذكر الله والعالم والمتعلم شريكان في الأجروسائرالناس همج لا خير فيه) وأخرجه الترمذي عن أبي هريرة،فكون الأولياء متصرفين فى الدنيا موضوع بسيط جدا،بل إنهم فى واقع الأمرلا يفتخرون به مطلقا فهو تكليف،بل وإنهم يخجلون من إظهاره،ولكنهم جميعهم يطمعون فى ما هوأعظم منه،وهو خدمة النبى المصطفى وأمته وأن يشفعهم الله يوم القيامةفى بعض هذه الأمة،وصاحب فضل الأعلى فى هذا الصدد هو الشفيع الأعظم المصطفى .
وهكذا كما ترى فإن التصريف يشترك فيه أولياء الله وأولياء الشيطان كالسحرة والمردة، وإنما كونه خيرا أو شرا فيعتمد على العقيدة، ونعنى بها عقيدة صاحب التصريف، فإن كان معتقدا ومؤمنا بالله فإنه يكون له وليا وإلا كان للشيطان وليا، والمتأمل فى أحوال الشيطان يجده متصرف أيضا؛ أليس يجرى من الإنسان مجرى الدم،أليس يرانا هووقبيله من حيث لا نراهم،أليس يوسوس فى صدورالناس جميعا فى كل وقت،وييسرللناس الشروالغوايةومن تبعه أغراه بالدنيا،كل هذا بينمالا نعتقد أن مسلما واحدا يشك فى كون الشيطان إله،وهل تعتقد أن الشيطان أتى بهذا التصرف رغماعن إرادة الله ؟؟؟ اسمع قوله سبحانه وتعالى:﴿قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدّاً﴾،بمعنى أن المدد حتى للضلالة من الله سبحانه وتعالى،فالله هوالذى جعله متصرف وهومن سمح لأولياءالشيطان بالتصرف،فلماذا ننكرذلك على أولياءه؟
فالتصرف والألوهية شيئان مختلفان وغيرمرتبطان،فبالله عليك ما تعارض ذلك مع لا إله إلا الله.
لم يتضح الأمر للسائل !! فعاد سائلا :
أخي أنا لم أتمكن من طرح السؤال جيدا فها هى صيغة جديدة:
أنا افهم أن لله أفعالا في الكون هي خاصة به وحدهولا يشرك معه فيها غيره ومن أعتقد أن مع الله أحدا يشركه في أفعاله كان مشركا، أليس الله هو الذي يدبر الأمر وحده أم أن الأولياء يشتركون معه في ذلك أليس الله هو الذي يرزق وحده أم أن الأولياء كذلك يتصرفون في الأرزاق،أنالاأفهم هذه العبارةيتصرفون،ففيم يتصرفون هل يتصرفون في أفعال الله أم في ماذا يتصرفون؟،أناأريدك أن تحصرلي الأمورالتي يتصرفون فيهاأم أنهم يتصرفون في كل شيء فماذابقي للخالق اذا؟.
وكانت الإجابة عليه على الوجه الآتى:
يا سيدى الفاضل أنت تربط بين الفعل والفاعل والسابق بعلمه وقدرته،وهذه مسائل فلسفية سوف تعرقلك ولا تسبرغورها،لأن العلم تابع للتقوى وليس للتعلم،يقول الحق سبحانه: ﴿واتقوا الله ويعلمكم الله﴾.
ولكن انظر:هل يأخذ سيدنا عزرائيل الروح رغما عن أمرالله أم بأمره؟ وهل يرزق سيدنا ميكائيل الناس والمخلوقات بغير أمر الله؟ فهكذا الأولياء لا يفعلون شيئا إلا بأمر الله، وهم جميعا أقرب إليه منا حيث أنهم أولياءه ولذلك فهم يعرفون ما يريد، مثل قصة سيدنا الخضر ... وهم لا يفعلون ذلك لعجز فى قدرته سبحانه، ولكن هذه هى وظيفتهم، أى عملهم، أى ما كلفهم به الله.
أخى الفاضل يحسن بنا جميعا أن نشغل أنفسنا بما ينفعنا،ألا وهوتقوى الله وطاعته حيث يقول سبحانه:﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾، فإذا ما عبدنا الله وأخلصنا له العمل أسبغ علينا نعمه، كما يقول فى الحديث القدسى: عبدى أطعنى تكن ربانيا تقول للشئ كن فيكون،فهل تظن أن الله يعنى بذلك إن العبد يتحول بالطاعة إلى إله جديد!. أم أنه يدخل فى جند الله (أولياءه) ويصبح من تابعيه وينفذ أوامره؟ هذاهوما نعنى بالتصريف،مثل جنود الشرطة يملكون السلطة(وأنا أوضح أنها تمتلك التنفيذ وتصريف أمور الدولة) لكنهم يعملون فى ظل القانون (وأوضح وأقول القواعد القانونية الآمرة الصادرة من رأس الدولة)،هكذا الأولياء يملكون السلطة ولكنهم يلتزمون بأوامرالله وتعاليمه، فلا يفعلون ما يخرج على تعاليمه.
سيدى الفاضل ...
بعض الناس يرى الأمورببساطة،الله فى جهة والخلق فى جهة أخرى،وهذا الموضوع لا خطأ فيه.. وليس عليهم أن يجهدواأنفسهم فى فهم مالم يتهيأوا له، وهذه الأمور ليس علينا جناح إن لم نفهمها أصلا،ما نحاسب عليه هو العبادة،سيدى إن فهم هذه الأمور رزق من الله، ومثلما فى المال يكون الرزق بالسبب وهو العمل، فى العلم يكون السبب التقوى،ولا يحاسبنا الله على رزقه لنا لماذالم نُرزق غيره،ولكن يحاسبنا على فيما ننفقه، وكذلك فإن علينا السعى وليس علينا بلوغ.
وأناأزيد تبيانا لما تقدم قائلا:
*- قد يكون التصرف بسكين يقتل ولدا سيرهق أبواه كفرا،أو بمساريخرق خشب سفينة لمساكين لكى يعيبها حتى لا يأخذها الملك الظالم غصبا، أوبمسطرين وخيط لبناء جداريقوم ببنائه العبد الصالح أو بهاتف يفعله العبد المتصرف بأمر الله- وقد دخل فى زمرة(إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس حببهم فى الخيروحبّب الخير إليهم،إنهم لآمنون من عذاب الله يوم القيامة..الحديث الشريف)،وقد يكون التصرف بالهمة وأرى أولى درجاتها توجه المتصرف- من أختصه بقضاء حوائج الناس- بالدعاءمن المخلوق المنفذ لأمرالله إلى خالقه الآمر حين يرد وارد له حاجة فيقول:اللهم إنك وجهت قلب عبدك إلىّ ،وألقيت فى قلبه إعتقاده بإختصاصك لى كعبدلك،فثبت إعتقاده بفضلك على فأناالداعى المقيم بحمى- ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى..الآيةالشريفة- فلا أخذله فأنت القادر،وأناالمؤمن بقولك الكريم(وما فعلته عن أمرى..الآية الشريفة) بل تنيفذا لأمرك وأنت الفعال لما تريد).
*- أرى سريان نورالتصريف(التنفيذ) فى خلق الله خاصة البشرمنهم طوعا وكرها وبدونهما(من لم يهتم بأمرالمسلمين فليس منهم ..الحديث الشريف)، وكذلك (من قام فى مصلحةلأخيه خيرله من أن يعتكف فى مسجدى هذاأربعين ليلة.. الحديث الشريف).
فمنامن يقوم بذلك طوعا طاعة لرسول الله فيدخل فى رحاب طاعة الله وعبادته( عبدى أطعنى تكم عبدا ربانيا تقول للشىء كن فيكون)فيوفقه إلى الإهتمام بأمر المسلمين ويمنحه سلطة الإختصاص( التصريح والتنفيذ) فيأخذ أجر النية وأجر العمل، فنية المرء خير من عمله وثوابها أعظم إن لم يتم التنفيذ رحمة من الله(ولا يحيطون بشىء من علمه إلا بما شاء..الآية الكريمة).
ومنامن يقوم بذلك التنفيذمكرها تنفيذالأمركن فيثاب على عمله(التنفيذ والتصريف) المؤقت فقط ولا يثاب على نية لم ينوها أصلا ولا يمنح وسام الإختصاص وسلطته الدائمة وثواب المختص عن نيته فقط تفوق ثواب عمل قام به كرها بلا نية.
ومنا من يكون تصرفه لشأن خاص به بلا طاعة لله وبلا إكراه بل تحقيقا لمصلحة له هو تصريف وتنفيذ بدونهمالخير مقسوما لعدوه ويترتب تحقيقه على تحقيق مصلحته وهنا لاثواب له فلا نية ولا عمل لفعل الخير الى غيره وإنما جاء الخيرإلى عدوه عند تحقيق مصلحته رغما عنه!.
أما القائل: لماذا لا أكون مسلما مؤمنا فقط؟
فأقول له: كن من شئت أخى وأنا مثلك فى هاتين المرتبتين مرتبة الإسلام ومرتبة الإيمان، أما المريد لرضوان الله فيدخل فى رحاب مرتبة الإحسان وهى المرتبة الثالثة الفضلى .
أرىمن حصل على شهادة:أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله وآمن بالله وكتبه ورسله وباليوم الآخر خيره وشره حلوه ومرّه كمن حصل على شهادة جامعية جامعة للإسلام والإيمان ، أما من دخل رحاب الإحسان فأراه مثل السابق ذكره وألزم نفسه بالمداومة على أذكار وأوراد شريفة كمن يريد الحصول على شهادة الماجستير أو الدكتوراه ولا ضيرقى ذلك لمن أراد ومن لم يرد فلح إن صدق!.
أما المتكلم عن زيارة الولى وتشبيهها بالطواف فردى عليه بالآتى:
زيارة القبور واجبة فى حق الرجال وقبر الولى مثل قبر أى مسلم زيارته واجبة.
أما عن تشبيه زيارته بالطواف فهذا تشبيه غريب عجيب:
لأن الطواف ركن فى الحج والعمرة ولا ينعقد إلا حول الكعبة وقبر الولى المسلم ليس بكعبة ثانية هذا من ناحية آخرىفركن الطواف سبعة أشواط كل منها له بداية ونهايةوحول الكعبة والزائر للولى لايكمل السبعة أشواط فكيف نقول عنها طواف ولاتوجد كعبة أصلا؟؟؟!!!.
ولمن يقول بتحريم الصلاة الصلاة فى مسجد به قبر إستنادا للحديث الشريف(
لعن الله اليهود فقد إتخذوا من قبور أنبيائهم مساجد....الحديث)فأنا أضحك منه كثيرا لأنه لم يع معنى (..من قبورا..)وأقول له: لم أر فى حياتى مسلمايصلى فى المقاير وبينها! وهذا هو التلقى الأول ، أما الثانى :ولتقريب معناه أضرب مثلا له
هب أنك مفلس وليس لديك فى البيت نقودا، هل تستطيع القول:إتخذت من نقود البيت مصروفا للإولاد؟! بالطبع لا تستيطع القول إن لم توجد النقود بالبيت أولا ثم تقول ما شئت:إتخذت من نقود البيت مبلغا لسداد فاتورة الهكرباء أومبلغا كمصروف للأولاد ، ومن هنا تتضح عبارة( من قبور) أى أنها لابد أن تكون موجودة قبل إتخاذها مساجدا ولم أر فى حياتى مسلمين جاءوا على منطقة قبور
وبنوا مسجدا عليها.
فإن سأل سائل: لماذا نطلب الدعاء من غير الله وهو القائل فى كتابه العزيز(وإذا سألك عنى عبادى فإنى قريب....الآية الشريفة)فأقول له:لا شىء فى ذلك سيدى
لأننا نعلم مصادر التشريع أربعة قرآن وسُنّة وإجماع وقياس ،والسنة تحتوى على ماصدر من حضرة النبى المصطفى الشريف من: قول وفعل وتقرير وبتتبع أقواله
التى لاينطق بها عن هوى فى نفسه إن هى إلا وحى يوحى إليه فقد إستأذنه الفاروق فى السفر إلى الحج فقال الحبيب: لاتنسنا بدعائك يا أخى....الحديث الشريف،وطلب دعاء سيدنا أويس القرنى،وأسأل السائل لماذا طلب سيد الخلق وسيد العباد الدعاء من غيره ألا يعلم بالآية التى تفسرها أهواؤنا؟؟!!
وهنا ملمح ظريف جواز طلب الفاضل الدعاء من المفضول فقد طلب الفاضل صلى الله عليه وسلم من المفضول الفاروق الدعاء، فأطلبوا دعوة الصالحين فإنها مجابة.
وخلاصة كلامى:
أنا حسينى النسب محمدى السنّة وشافعى المذهب و صوفى المنهج(حصافى شاذلى) و معتدل- فالإعتدال وعدمه موجود بنسب متفاوتة فى كل زمان ومكان وبين الطوائف بإختلاف مسمياتها: ثقافية واجتماعية وسياسية ودينية- ولست متعصبا وأحب الشيعة ولا علاقة لى بتجاوزات بعضهم بل وأحب الأخوة المسيحين وحبى لرهبانهم بوادى النطرون بمصر أشد وأحب اليهود المعتدلين وأكره الصهاينة فحبى لخلق الله شامل فأصلنا واحد هوآدم عليه وعلى نبينا المصطفى وآله أفضل الصلاة والسلام وكونى من طائفة هابيل الصالح فهذه منّة من الله علىّوأحمده جل جلاله عليها حمدا كما علمنا بفاتحة كتابه الشريف وأما عن كون بقية الخلق أخوتى من عصبة قابيل القاتل فجرمهم سيحاسبون عنه والمحاسب هو الله وأنا هنا على الأرض لست نائبا له(نائب أحكام بلغة العسكر) حتى أدخل هذا الجنة وأدخل ذاك النار!!!.
ويزداد حمدى لله أن جعلنى من أهل الخير وأبعدنى عن أهل الشاعر متذكرا ما خطر لى:
اللهم إن عبادتى لك فضل منك فزدنى منه بتمام القبول.
......................).
ولكم جميعا محبتى فى الله خالصة لوجهه الكريم سبحانه وتعالى.
وللحديث بقايا...!!!!.

جعفر الوردي
20/10/2009, 12:55 AM
الاخوة الافاضل

مشكلتنا نقلدفي النقول
التكلم عن الصوفية وعن نشأتها تفلسف فيه الناس كثيرا
وهمهم واهتمامهم تمويت هذا الاسم
عجبا لم هذا الحراب من اجل هذا الاسم
اتركوا كل هذه الاسماء وخذوا ما يصفوا منها وما هو لب الشريعة الغراء
سيدنا رسول الله صام مثل ما كان يصوم اليهود وقالنحن اولى منهم لأن الصيام عمل صالح
واخذ فكرة سلمان في الخندق لأنها صالحة وفيها نفع مع انها ليست بفكرة المسلمين
لمذا هذا التحسس من هذه الكلمة والتفلسف في ايجاد الثغرات لها

الحكمة ضالة المؤمن

علينا بالمضمون والجوهر
اما القشور والشعارات فقد سقمناها ومللنا منها
ماذا كان يصيبنا لو تركنا كلمة صوفية واخذنا بمضمونها وهو حب الله والاجتهاد في العبادة وغيره مما جاءت به شريعة الله السمحة وتمسك به الصوفيه
لنترك كل ما نسب الى الصوفية من اشياء لا توافق الدين ونأخذ ما يوافق الدين وانتهت المسألة
لا علاقة لنا بمسمى وبشعار وتتنشنج ارواحنا اذا ذكر هذا المصطلح

جمع الله شملنا وشتت عدونا

تحيتي لكم جميعا

عز الدين بن محمد الغزاوي
20/10/2009, 01:53 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أيها الأخوة الأباجل ، أريد أن أشاطركم الموضوع و أقدم بعض الإيضاحات التي استقيتها من معرفتي بالموضوع بل و لكوني من المؤمنين الذين اختاروا نهج التصوف أو التربية الروحية كتوجه في حياتي، وجدت فيه الخير و كل الخير و هذا منذ ما يفوق الربع قرن من حياتي
( سأعود للموضوع ،كي أقدم نبذة عن تجربتي في التربية الروحية ).
أيها الأخوة الأفاضل ، لقد أعجبتني مداخلة الأستاذ عبد الوهاب موسى الذي قدم نموذجا عمليا لحقيقة التصوف ، زاده الله فضلا و ثباتا على المنهج الصوفي السني.
أقترح أن نفتح باب المشاركة على مصراعيه ، لكن أتمنى أن نلتزم ب"أدبيات الحوار" فلا نقصي أحدا و لا نكفره أو نشكك في توجهه ، بل نبحث عن الإفادة و الإستفادة و على الله قصد السبيل
صادق مودتي ، أحييكم بتحية الإسلام و أدعو لكم الله بنور القلوب و البصيرة / أخوكم في الله عز الدين الغزاوي.

سعيد نويضي
20/10/2009, 08:31 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأساتذة الإخوة الكرام...

كم هي رائعة مداخلة الأخ الأستاذ عبد الوهاب موسى...فهي دسمة إلى حد كبير...لكن قبل ذلك أريد أن أنبه الأخ الكريم لمسألتين...الأولى تتعلق بآية كريمة و الثانية بحديث موضوع كما اشار بذلك من هم أعلم مني في هذا المجال...و المنطق و العلقل السليم يؤيدان ما جاء في تعليلهما بالنسبة للحديث...


{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258.

هل رأيت -أيها الرسول- أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى وربوبيته; لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟ فقال عليه السلام: ربي الذي يحيي الخلائق فتحيا, ويسلبها الحياة فتموت, فهو المتفرد بالإحياء والإماتة, قال: أنا أحيي وأميت, أي أقتل مَن أردتُ قَتْلَه, وأستبقي مَن أردت استبقاءه, فقال له إبراهيم: إن الله الذي أعبده يأتي بالشمس من المشرق, فهل تستطيع تغيير هذه السُّنَّة الإلهية بأن تجعلها تأتي من المغرب; فتحيَّر هذا الكافر وانقطعت حجته, شأنه شأن الظالمين لا يهديهم الله إلى الحق والصواب..[التفسير الميسر].


99 - ونؤمن بما جاء من كراماتهم وصح عن الثقات من رواياتهم ( 1 ) . ______ ( 1 ) قلت : لقد أحسن المؤلف صنعا بتقييد ذلك بما صح من الروايات . ذلك لأن الناس وبخاصة المتأخرين منهم قد توسعوا في رواية الكرامات إلى درجة أنهم رووا باسمها الأباطيل التي لا يشك في بطلانها من له أدنى ذرة من عقل بل إن فيها أحيانا ما هو الشرك الأكبر وفي الربوبية وكتاب طبقات الأولياء للشعراني من أوسع الكتب ذكرا لمثل تلك الأباطيل التي منها قول أحد أوليائه : تركت قولي للشيء كن فيكون عشرين سنة أدبا مع الله تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا . وتجد طائفة لا بأس بها من الكرامات الصحيحة عن بعض الصحابة في كتاب " رياض الصالحين " للإمام النووي ( باب 253 الأحاديث 1516 - 1523 بتحقيقي ) ( ا ) . ______ ( ا ) [ وقد قمنا الآن بإعادة تحقيق " رياض الصالحين " واحتفظنا به بتعليقات الشيخ ناصر الدين الألباني وتجد هذه الأحاديث في الأرقام 1511 - 1518 . وانظر الصفحات 512 - 518 من الطبعة الأولى من الترتيب الجديد - طبع المكتب الإسلامي




--------------------------------------------------------------------------------
أحاديث موضوعة



فتوى رقم 2808 وتاريخ 10 \ 2 \ 1400

ورد إلى الرئاسة العامة لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد السؤال التالي :

( سمعت من بعض الناس يقول حديثا قدسيا عبارته عبدي أطعني تكن عبدا ربانيا يقول للشيء كن فيكون . هل هذا حديث قدسي صحيح أم غير صحيح ) .

وأجابت بما يلي :

هذا الحديث لم نعثر عليه في شيء من كتب السنة ومعناه يدل على أنه موضوع إذ أنه ينزل العبد المخلوق الضعيف منزلة الخالق سبحانه ، أو يجعله شريكا له تعالى أن يكون له شريك في

(الجزء رقم : 6، الصفحة رقم: 276)

ملكه واعتقاد الشريك كفر لأن الله سبحانه هو الذي يقول للشيء كن فيكون كما في قوله -عز وجل-: سورة يس الآية 82 إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وبالله التوفيق ، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه وسلم .


اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ] .

و على اليقين الذي لا يقبل مثقال ذرة من الشك أقول أن الله جل و علا يمد من يشاء بكرامات قد تكون من قبيل ما أشرت به من التصريف و الحقيقة أنه ليس تصريف بل هو تسخير كما جاء في العديد من الآيات و سيأتي الحديث عن ذلك عندما نتبين حقيقة الحديث الذي استندت إليه و استشهدت به أكثر من مرة...

لكن السؤال هل الصوفية مرتبطة بالكرامات؟ و هل كل صوفي يتمتع بالكرامات أم أن الكرامات هي هبة من الله عز و جل لمن خاف مقام ربه و نهى النفس عن الهوى...؟ فهذه الفئة من الناس هس التي تعتبر من أولياء الله الصالحين الذين يخافون ربهم من فوقهم...لكن هذا لا يعني أنهم معصومون...لأنهم ليسوا أنبياء و لا رسل...و بااتالي فهم يقتدون بهدى الأنبياء و الرسل و على راسهم خاتم الأنبياء و المرسلين عليه الصلاة و السلام...

فمداخلة الأخ الأستاذ عبد الوهاب موسى طرحت عدة مواضيع جملة واحدة ،فهي مرتبطة فيما بينها،لكن كل موضوع يحتاج إلى تمحيص و تدقيق ليتبن الحق من الباطل ،الصواب من الخطأ...

و أحيي الأخ جعفر الوردي على تناوله الجانب الأهم من القضايا المطروحة عموما...و لكن...ظاهرة الصوفية لازالت قائمة الذات و ما يحيط بها لا زال ينتج أدواته و مفاهيمه سواء كانت صحيحة أو مغلوطة...فالحق أولى بالاتباع و الباطل من المفروض أن يجتنبه المؤمن المسلم...و لا أزكي نفسي و لا أزكي أحدا...

و كم يسعدني أن أجد الأخ الكريم عزالدين الماعزي الذي استرجع صحته بفضل الله جل و علا و بحمده على كل حال...و أنه سيتفحفنا بتجربة غنية من الواقع...

و للحديث بقية إن شاء الله جل و علا...

محمد خطاب سويدان
21/10/2009, 12:38 AM
"]بسم الله الرحمن الرحيم
اخوتي الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في رد الاستاذ الكريم عبد الوهاب موسي علي موضوع التصوف ، لازال الامر عند اخي الكريم يدور حول الكرامات وافضلية الصوفي عند الله واكتسابه كرامات من عند الله يكون الصوفي محورها ويستشهد بذلك بقصة سيدنا موسي عليه السلام مع العبد الصالح ، ويعتبر بدون وجه حق ان العبد الصالح في جوهره صوفيا افضت به عبادته الي ما ال اليه من كرامات اظهرها الله علي يديه ليكون اعلم من نبي الله موسي ، والذي دعا ه الي لقائه والتعلم منه .
وحتي يقول ان في الاسلام مرتبتين الاسلام ثم الايمان ثم ينتقل مع الصوفية الي المرتبة الثالثة وهي مرتبة الاحسان ، والاحسان كما عرفه الحديث الشريف (ان تعبد الله كأنك تراه فان لم تكن تراه فانه يراك )
ويقول اخي الكريم في الاية القرانية (لا يطلع على غيبه أحد إلا من إرتضى من رسول.. الآية الكريمة) وهنا جاءت لفظة رسول نكرة للعمومية والشمول .وبودي ان عرف من اين جاء الاخ الكريم بهذا التفسير اي للعمومية والشمول ، فعندما قال تعالي الا من ارتضي من رسول تعني الرسول المرسل من عند الله برسالة يتلقاها بالوحي من عند الله والا كان كل انسان يري في نفسه رسولا مرسلا لوهم اصابه او لعلة ما في عقله , اوهي احد شطحات الصوفية ان العلم يؤخذ من الله مباشرة من الله لا بالوحي كالرسول وبذلك هو افضل من الرسول بسبب طريقة التلقي .
اما بالنسبة للعبد الصالح المذكور في سورة الكهف ارأيت ان الامر يصل الي درجة القتل اخي الكريم ما لم يكم ذلك وحيا والوحي لايكون الا لنبي ، هكذا قال علماؤنا .
اذ ان القتل ليس بهذه البساطة من الامر حتي يقتل انسان بدون برهان ودليل من الله ولن يكون ذلك الا وحيا من الله لنبي من انبيائه .وهو ما اصر علي انه رسول مرسل من الله بوحي ويقين تامين لا لبس فيهما .
واما زيارة القبور فهي ليست تدخل في باب الوجوب اخي الكريم ، وما نراه من تمسح بالقبور والبكاء عندها وطلب العون من صاحب القبر لهو شرك وبدعة لا اري لها محل في الاسلام ، فصاحب القبر غير قادر علي ان ينفع نفسه لينفع غيره ، وطلب الدعاء فالكل يدعو لاخيه المسلم لان ذلك من توثيق اواصر الاخوة والمحبة بين المسلمين ، ونحن عندما ندعو تنوجه الي الله سبحانه وتعالي ليسمن خلال احد ، والمسلمون عندما توفي رسول الله صلي الله عليه وسلم كان الدين الاسلامي قد اكتمل وأكمله الله علينا وتركنا رسول الله علي المحجة البيضاء ليلها كنهارها ، فهو القدوة ولا قدوة غيره
كما اني لا اتفلسف او اردد كلاما علي علاته ، ولا اقلد النقول ، فهاهي كتب الصوفية وأقوالهم تخبرنا علي ما هم عليه ، اليس الاحري بنا الرجوع لعمل رسول الله صلي الله عليه وسلم بدلا من طريقة فلان وفلان ، هل يجوز ان نقول طريقة عمر بن الخطاب في العبادةونقول الطريقة العمرية ونتساءل اين نحن من رسول لله
د . محمد خطاب [/SIZE]

عبدالوهاب موسى
21/10/2009, 03:20 AM
أولا أشكر كل من قرأمشاركتى وعلق سواءكان التعليق مؤيدا لماكتبت أو معارضا وأعتذرمنهم لهم وسأعود لأرد على مشاركة كلمنهم كل على حده بعد استكمال مشاركتى الأولى- فللحديث بقايا!!- على النحو التالى:
ومن أحب أصدقائى وأخلصهم أخى الشاعر العراقى وشريكى الفاعل فى عكاظ الذى تكرم بتأسيسه لى الشاعر الراقى/ حكمت البيدارى.
وقلت ذلك فى قصيدتى السابقة(عشق فى جدارالهرم) على النحو التالى:
"......
أحب نبض الجـــــــــــــــــرس
فـــــــــــــــــى قلب قــدّاســـــــك.
وأحب صـــــــــــــــــــــوت الآدان
جــــاى مـــــن كمــــــــــان ناسك.
وأحــــــب نيلك عفــــــــــــــــــــى
علــــــى كتفه شال الخـــــــــــــــير..
للغيــــــــــــــر بيــدّى الكــــــــــــــتير
يـــــروى بقـــــليل ناســـــــــــــــــك.
........"
أما عن الخلافات المذهبية بين المسلمين بعضهم البعض سنّى وسنّى حول المذاهب الأربعة مثلا فهناك فرق بين الإختلاف بين مذهب ومذهب فهذا شىء وارد فكل صاحب مذهب له إجتهاده الخاص المستند لسند يقتنع به، وبين خلاف التابعين لهما (ومن يرد الله به خيرا يفقه فى دينه) فمسألة البسملة فى الصلاة الجهرية فى أول الفاتحة لو علم المرء أن الجهربها صحيح طبقا لمذهب الشافعية
وعدم الجهر بها صحيح طبقا لمذهب آخر لأراح واستراح.
وهنا ملمح طريف يجب على الإمام الزائر إن يلاحظه :
يروى أن الأمام الشافعى( وفى مذهبه دعاء القنوت فى صلاة الفجر واجب) زار أخاه أبا حنيفة فى العراق(وفى مذهبه دعاء القنوت غير واجب) وتكريما للشافعى
كضيف أمّ أبا حنيفة فى صلاة الفجر فلم يقنت الشافعى إحتراما لأخيه ومذهبه،هذا
هو الفقه الرشيد بين الفقهاء والمحبة الخالصة بينهم فلماذا نحن نختلف ونتعصب ويظن الواحد أنه على صواب والآخر على خطأ؟؟!!.
لذلك يجب على الإمام الزائر- والإمام الراتب أفضل منه ولكن قدمالراتب الزائر تكريما له- إن يراعى ذلك.
وهناك مسألة خلافية آخرى وهى الصلاة على النبى بعد الآذان،هناك من سصلى بعد إنتهاء الآذان على النبى جهرا عملا بالحديث الشريف ما معناه(إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علىّ) والمعارضون يرون الصلاة سرّا!!
نفس مشكلة البسملة!! وأرى أن الجهر بها أفضل ليعلم من لم يدرك الآذان أن وقت الفرض حان فيسرع ويتوضأ،ومن توضأ وسمع وهوذاهب إلى المسجد صلاة
المؤذن على الحبيب فيصلى عليه وهى مقبولة مقبولة منه وممن لم يتوضأ
(أدم ِ الصلاة َ على الحبيبِ محمدٍ/ فقبولـُها حتما بدون ِ ترددِ)
(أعمالـُنا بين القبول ِورفضـِها/ إلا الصلاة َ على الحبيبِ محمدِ)
كما أن الصلاة على النبى بعد إنتهاء كلمات الآذان التوقيفية والمنتهية ب(لا إله إلا الله) لم تبطل الآذان بل بين الآذان والصلاة على النبى تكون هناك سكتة لطيفة كما يقول الفقهاء وهنا أقول للمعترض على الجهر بها:
ما رأيك إذا إنتهيت من الآذان ،ورأيت ضريرا سيقع فى حفرة عميقة ،أو فى بئر أوبحروصرخت بأعلى صوتك:حاذر ياعم فلان هل ذلك التحذيرلهذاالضريريبطل الآذان؟!.
وهناك مسألة ثالثةوأظنهاالأخيرة:تسيّد النبى فى التشهدأوفى خطبةالجمعة وغيرها!.
كلنا نعرف من كتب الحديث الخمس الصحاح: البخارى ومسلم والنسائى وأبى داؤد وأبن ماجه أن المصطفى سيد ولد آدم ولا فخر،كما أن القرآن نطق بالسيادة لسيدنا يحيى عليه السلام وعلى نبينا سيدولد آدم وسيد الخلق وإمام المرسلين بالقدس، فهل نخطأ إذا نطقنا بها؟! قد يجيز المعترض ذلك فى غير التشهد باعتبارها عبادة توقيفيةفأقول له هون عليك أخى ففى الفقه على مذاهب الأربعةالكبار وضعه خيرة علماء الأزهر أجازت الشافعية تسيد الرسول وعلى ما أتذكر ص165وقالوا: (كأنك تقول وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله).
قد يقول قائل أن الرسول لم سيّد نفسه فكيف أسيّده أنا؟!
وهنا نلحظ عدم فطنة القائل بذلك لسبب رئيس هو أن علم التوحيد الذى أشرت إليه سابقا يثبت الفطنة والذكاء وبعد النظر للرسل وللأنبياء جمعيهم.
وكلنا نعرف حكاية المشركين مع عم النبى أبى طالب حين ذهبوا إليه وقالوا:
إن كان إبن أخيك يريد أن يسودنا سوّدناه،وإن كان يريد الغنى أعطيناه،....ألخ
وكان رد الحبيب على عمه - وكلنا نحفظه - (..ياعمّ والله لووضعوا الشمس فى يمينى والقمر فى يسارى على أن أترك هذا الأمر.....الحديث الشريف) ولذلك لم يُسيّد الرسول نفسه لأنه لوسيّدها لصدق الكافرون فى دعواهم أن الحبيب يريد سيادتهم وحكمهم وقيادتهم.
وأخيراتجدرالإشارةإلى أن الحديث الذى يستند إليه المعارضون للسيادة(لا تسيدونى فى الصلاة) وصحة كلماته (لا تسوِّدونى فى الصلاة) حديث موضوع ولا أساس له من الصحة.
أما الخلاف بين السنّة والشيعة والسنّة والدروز...ألخ أرى من الجهل المشاركة فيه،والمؤمن التقى هو الذى يبتعد عن بؤرة الخلاف ومن يرى الصحة والكمال فى مذهبه الذى ذهب إليه فله رأيه ، وليدع حساب ومحاسبة غيره المخطىء للحسيب الخبيرجل جلاله ولسنا نحن على وجه الأرض هنا نوابا عنه فهى سنة الحياة البشرية منذ بدايتها ففى كل مجلس به من ينتمى إلى هابيل، وبه من ينتمى إلى قابيل وتلك سنة الله فى خلقه فقد خلق النار وخلق خلقا لها وخلق الجنة وخلق خلقا لها،وفى كل الطوائف وفى كل التجمعات توجد تلك الظاهرة !!.، وأكررقاله الحبيب المصطفى فى حديث شريف ما معناه( ضمنت الجنة لم ترك الجدال وإن كان محّقا..الحديث)
أما عن الخلاف بين بين مسلم ومسيحى فأرى إثارته من رؤوس ضالة تبتغى عرض الدنيا الزائل فقد دخلوا دهاليز اللعبة القذرة ويريدون عرض الحياة الزائل ومناصبها المهلكة لشاغليها لعدم قيامهم بمهامهم على الوجه الأكمل،أما نحن الشعب من مسلم ومسيحى فهناك محبة وتعاون ولم أر تلك الفتنة إلا فى أوائل السبعينات.وأقولها علنا من أخلص إصدقائى وأوفاهم هو أخى الشاعر العراقى/ حكمت البيدارى من تكرم بتأسيس عكاظ لى ويشاركنى إدارته وتنشيطه وتفعيله بإخلاص منقطع النظير!!.
وخلاصة القول يثير الغرب تلك الخلافات بيننا ليصنع قتنة تفتتنا وننشغل بها عن
إجرامه وأفعاله القذرة، لايريد لنا إستقرارا بل يريدها حروبا أسواقا لتسويق سلاحه الفتّاك الذى يصنّعه لكى نتناحر به فيدخل خلسة لأستعمارنا طمعا فى خيراتنا من بترول وموقع استراتيجى...ألخ .
ما ذكرته حالا عن الصفاء والتصوف قد يجده غيرى فى مؤلفات آخرى ولكن مالا يوجد هو
تجليات نورانية وبعض من أحوال الصوفية :
*- بعد أخذ العهد بشهرين وكانت إمتحاناتى فى السنة الأولى بكليةالتجارة بجامعة الزقازيق- التى تبعد عن قريتى بمسافة 20 كم والتى كنت أمشى سيرا على الأقدام مع أبناء قريتى من الطلبة والموظفين ثلاثة كم إلى محطة السكة الحديد(محطة أولاد سيف) حيث نستقل قطارالسادسة والنصف صباحا- وجاءت مناسبة إحياء ذكرى شيخنا بالقاهرة التى تبعد 60 كم عن محطة أولاد سيف فسافرت من الزقازيق بعد الإمتحان مباشرة ،وحضرت إحتقالنا بالذكرى التى تبدأ بقراءة القرآن بعد صلاة العصر فى تلك المناسبات بمصروحتى المغرب، ثم تبدأ الحضرة (مجلس الذكر) بعد صلاة العشاء وسننها، وأثناء الذكر بالحضرة رأيت على الحائط المقابل لى ما يشبه شاشة السنما تشبه الشاشة التى كنا نراها ونحن أطفال فى القرية على الحائط ترسلها الثقافة الجماهيرية لتبث فيلما تعبويا وتوعويا ،فرأيت شيخنا يمسك بيده الشمال يد رجل طويل بائن الطول ونحيف وأسمروثالث يمسك بيمينه هذا الرجل الأسمر،وكأنهم مقبلين عل المجلس وشيخنا يريهما أبناءه أغمضت عينى وفتحتهما عدة مرات للتحقق من هذا المنظر فإذا هو ثابت ،أنتهت الحضرة- التى لا تستغرق الساعة إن طالت –وقد تكحلت عيناى بصورة شيخى الذى تحققت منها لأنى رأيت صورته على الحائط من قبل فمن يكون الأوسط الأسمر؟؟!!
لم أرد الإفصاح عما رأيت وسألت مقدم الحضرة من أخذت العهد عليه سؤالا عاما
هل يوجد أولياء سود البشرة ؟ فقال كثير: سيدى ياقوت العرشى وسيدى أحمد البدوىوسيدى عمر بن الخطاب و...ألخ) فزاد الغموض غموضا حتى كان مجلسى فى المصلى على شاطىء البحر ومعى كتاب للدكتور/عبدالحليم محمود
وعنوانه( أبو الحسن الشاذلى الصوفى المجاهد) أقرأ فيه كعادتى فإذ به بمقدمته يقول .. رأيت أبا الحسن الشاذلى وهو رجل طويل باتئن الطول ،ونحيف،ووجه أسمر..) فإذا بى أتذكر من رأيته مع شيخى وأنتابتنى حالة من القشريرة قمت على إثرها باكيا وذهبت إلى البيت وقد علمت أن من رأيته هو سيدى أبا الحسن الشاذلى رضى الله عنه.
*- فى الطريقة نساهم بلا تحديد فى تكاليف إقامة المناسبات كل حسب سعته،ومن لا يساهم نكرمه أكثر ممن ساهم خاصة وإن كان فقيرا حتى يشعر بطعم الأخوة الصادقة وحتى لا يخجل من عدم مساهمته، ولا يوجد إختلاط ،ومن ثم اقوم فريق رجالى بمساعدةالطبّاخ لإعدادالطعام الكافى للواردين من أنحاء الجمهورية،وفريق آخريقوم بإعداد القهوة والشاى وكثيرا ما قمت بتقديم الشاى فيسر خاطر الموظف الصغير الذى أقدم له ويقول :سعادة وكيل الوزارة بنفسه، صدق الحبيب حين قال سيد القوم خادمهم ألخ.
وكنت حديث العهد بالطريق وكنا فى آخر الشهر وقبل ذكرى احتفالنا الشرعى بمولد شيخنا وما معى من نقود قد لايكفى مصاريف البيت حتى تاريخ صرف الراتب،وتبرعت بخمسة جنيهات- حوالى سدس الراتب فى ذلك الوقت - كمساهمة دون يطلب أحد منى ذلك ،ولكن نفسى الأمارةحدثتنى بأقوال مأثورة لاسند شرعى أومنطقى لها(مايحتاجه بيتك يحرُم التصدق به للمسجد!!)،ولم تذكرنى بأن الصديقية حصل عليها سيدنا أبوبكر من بابى الكرم والصدق ولم تذكرنى بإيثارغيرناعلى أنفسناولوكان بهاخصاصة،وأدخلت بقلبى تأنيبا داخليا :لماذا تسرعت وتبرعت؟؟!! وأنتهت الحضرة التى تقام فى بيت شيخنا العامر ليلة الأربعاء من كل أسبوع،وأنصرفت مع الجميع كل إلى بيته،وأنا فى منتصف الطريق إلى بيتى أنتظر باصا ثانيا ولم يكن أحد معى رأيت خمسة جنيهات وكأنها خارجة من مطبعة البنك المركزى حالاوخطر لى أنها تعويضا كاملا لما تبرعت به منذ ساعة ومفادها ما أنفق فى سبيل ذكر الله وطاعته لايضيع بل يرد وهذه هى الصورةالظاهرة للردفوراوقد يكون بشفاء ئى أوشفاء أحد افرادالأسرةمثلا مصداقا لقوله تعالى( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها..الآية الشريفة)..ألخ.
*- بعدها مباشرة وفى مولد السيدة نفيسة العلوم رضى الله عنها إنتقلنا بتاكسى من بيت شيخنا إلى مسجدها وعملت شرقاوى كريم وبادرت بدفع أجرة التاكسى جنيهين ونصف من منطقة شبرا مصرإلى منطقة القلعةوكنا فى آخر الشهر أيضا
وكأنها حوادث متتالية لترسيخ فكرة الإيثار والكرم لدّى- دخلت أنا وصديقى وهو محاسب فى الجهاز معى الآن بدرجة وكيل وزارة أيضا-روضتها الشريفة قبل صلاة العشاء للزيارة وقراءة الفاتحة وجلسنا تقرأ الورد اليومى حتى يحين آذان العشاء ونبدأ الحضرة بعد الصلاة، فإذا برجل من الوجهاء يبدو عليه الصلاح وفى يده رزمة من النقود الجديدة يوزعها على الموجودين ومن أدب الطريق محو العزة والتواضع والقبول لا الرفض-إذلالا للنفس الأمارة المتعالية،فأعطى صديقى مبلغا ثم أعطانى والطريف يسألنى صديقى فجأة متعمدا مبتسما : كم أعطاك؟!
قلت أعطانى جنيهين ونصف فقال: حتى لا تؤتب نفسك على ما دفعته لنا كأجرة للتاكسى رغم أننى لم أحدثه فى ذاك بالمرة بل كان خاطراولا يشرفنى البوح به!!.
*- فى زيارتى لسيدى أحمد البدوى بطنطا و بصحبتى حماتى (أمها)وزوجتى (الثانية) وهى حامل ورأينا أشعث أغبر- مجذوب بلغة الصوفية- فأعطيته صدقة
وقلت أدعى الله لزوجتى الحامل المريضة وأشرت له تحوها ليدعو لها فإذا به يدعو ويقول: اللهم فرّج همومك . فاستعجبت زوجتى وأمها تطلب الدعاء للزوجة فيدعو لك أنت؟! فهونت عليهما قائلا : حالتك من ضمن همومى وهذا دعاء شامل.
ولكن فسرها لى أحد كبار الطريق وقال الحامل المريضة ظاهرة عادية بين أغلب النساء الحوامل، ولكن الأشعث دعا لك لأنه يرى مدى ثقل همومك أنت وفعلا كانت هناك دعاوى قضائية مروعة من الزوجة الأولى زادعددها عن عشرة دعاوى: تبديد منقولات الزوجية ونفقة للصغيرين ونفقة متعة وسكن الزوجية وزيادة نفقة ونفقة مدارس.........ألخ!!!!.
*- عند سفرىسنة 1989 إلى سلطنة عمان فى إعارة للعمل بالأمانة العامة للرقابة المالية وهى شبيهة بالجهاز المركزى للمحاسبات بمصر:-
1- قابلتنى دعوى منع من السفرأقامها والد طليقتى ضمن مايزيدعن عشرة دعاوى فانتابنى بعض الحزن والأسرة معى طبعا وذهبت لقضاء بعض الحاجيات بالقاهرة وفيها يوجد مركزالجهازالرئيسى وأنا عائد بالأتوبيس أخذتنى سنة من النوم فإذا بى أرى شيخى المتوفى قبل ولادتى بعامين تقريبا ومعه مجموعة من الأولياء لاأعرفهم واقفين بأرض المطار فى صفسن متقابلين وبينهما سلم طائرة وأنا أسير بينهماوأصعد سلم الطائرة فاستبشرت خيراولما عدت إلى المنزل رأى الأهل بشراوسرورا على وجهى مسح الحزن الدائم لأيام عديدة مضت فسألونى خيراهل فيه أمل فقلت إن شاء الله قريبا يتم التحقيق فإذا بى أذهب إلى جهة عملى- بعد يومين - لإستخراج تصريح السفر وأقابل مدير عام شؤن العاملين حينها وهو من الشرقية وإذابه يأخذنى إلى رئيسة الحسابات ويقول لهاعبدالوهاب لازم يسافر عندك حوافزه الحالية تحت الصرف وأنا أضمنه في سداد ما يطلب منه وهو بالخارج وسافرت!.
2- فى أحد الحضرات الجامعة للمحبين من أنحاء الجمهورية رأيت المحامَ وكيلى
يسأل عنى بلهفة شديدة وقص لى رؤياه التى رآها بالأمس فقال لم أر الشيخ فى منامى منذ عشرة سنوات وإذا بى أراه وأنت(أى أنا) معه جالسا أمامه تشتكى إليه وهو يستمع والمحام الرائى واقف على باب المجلس لايستطيع الدخول علينا فاستبشرت خيرا بنصرتى فى قضاياى المرفوعة ضدى ظلما وعدوانا وقد تحقق ذلك والحمد لله.
3- عند ترقيتى إلى وظيفة رئيس قطاع من فئة وكيل وزارة فى أوائل هذا العام:
لم أر وظيفة خالية بالزقازيق بجوار محل إقامتى أترقى عليها- لظروفى العائلية المرضية الصعبة التى ذكرتها والتى تحتم علىّ شاء حاجيات البيت قبل ذهابى إلى العملوالدوام الذى يبعد عن محل إقامتى عشرين كيلو مترا- والوظائف الخالية لاتوجد إلا فى القاهرة أو المنصورة وهما بعيدتان جدا وتستلزم السفر فى آذان الفجر لكى أصل فى ميعاد الحضور الرسمى!.
إنتابنى حزن شديد فرأيت جدى الحسين رضى الله عنه يقول أنت فى حمانا،فأنشرح صدرى،وبعد أسبوع وصل كتاب من إدارتى المركزية يطلب تصميم هيكل للوظيفة التى أبتغيهاوما يتبعها من إدارات عامة وشعب،ولأول مرّة منذ أكثر من ثلاثين عاما يطلب ذلك،كتبت تصورى عن الهيكل وبعد عشرة أيام تمت الموافقة عليه وقيل لى من رؤسائى بالقاهرة:مباركة الوظيفة الخالية الجديدة لك!.
وبعد أسبوع أتتنى هواتف من أصدقاء بأنشاء قطاعات جديدة آخرى تبع مركزيات متعددة بلغت أربعة قطاعات ليصبح المجموع خمسة داخل مدينة الزقازيق ولكى أختار منها ما أشاء،بل أخترت أنا من قبل رئاسة إدارة مركزية لأكون ضمن العامليين بها وأسر بذلك لى صديق كان فى لحظة ترشيحى واختيارى والحمد لله.
4- أما عن ولدى عمر فله نوادر عجيبة أذكر أهمها وهى :
أ- أثناء حجى وهو أبن العامين يقبل صورتى مرارا وينطق بابا،وحين عدت لم يفعلها وهو لايعى معنى الغياب أو الحضور بل ما يعيه الطفل فى تلك السن الرتابة والتكرارية للفعل والقول! ومع ذلك لم تتكرر منه تلك الفعلة بعد عودتى مطلقا!!.
ب- أحتفل بعيد ميلاد الأولاد وأنا وزوجتى بالمرّةههههه مرّة واحدة خلال شهر نوفمبر من كل عام حيث تقع تواريخ ميلادهم من 15/9 وحنى 29/12فنعد الطعام للمتحابين فى الله من أخوتى فى الطريق،وللفقراء والجيران تتكلف أكثر من ثمن عشرين تورتة كبيرةوجاتوهات تكفى احتفلاتنا جميعا وزيادة إذا احتفلنا بكل منا على حده، المهم لم أتمكن من الإتصال بوالدى المقيم بالقاهرة لتشريفنا بالحضور كالعادة ،فاذا بولدى عمر قبل الميعاد بيومين يقف أمام صورة جده ويصرخ قائلا يا جدو ياجدو وكررها مرارا تعجبنا وسكتنا وعدّى يا ليلة كما يقال حتى موعد الحضرة بعد العشاء فاذا بوالدى أراه على البوابة الرئيسية قادما ونحن جلوس خلفها متحلقين فى الحديقة لكى نبدأ بالحضرة!!.
ج- رأى عمّه( أخى )قادما ليركب سيارته من أمام منزلنا فقال لعمه آجى أدفع العربية معك؟)
قال عمه : شكرا ياعمر . وبعد دقائق لم تشتغل السيارة ونادى أخى علىّ المارين بالشارع ليدفعوا السيارة( يبدو تهريب بطارية).
ء- أنا حريص على إمتلاء تنك سيارتى بالنزين دائما وذات مرّة شغلتها للتسخين لكى نذهب بالأسرة إلى المدينة للكشف عليه عند الدكتور تركت السيارة تسخن ودخلت أرتدى ملابسى
فقال لوالدته حطوا بنزين العربية حتعطل. خرجت وركبنا ولم أعلم بما دار بينه وبين والدته
وفى مدخل المدينة توقفت السيارة فجأة الكهربائى قال الكهرباء سليمة ومحتاجة بنزين
وبالفعل ذهبت بجركن وأحضرت البنزين !.
ومن كتاباتى القريبة العهد من الله:
1- بعد حجى فى نهاية 2004كنت حالتى الروحانية عالية لقرب عهدى من النور ثم لاحظت الفتور وخاصة فى صلاة الفجر رغم نومى مبكرا وضبطى للمنبه ووضعه بعيدا عن مضجعى كى أقوم فعلا وأقفل جرسه ورغم ذلك كلهلم أستطع القيام لصلاة الفجر،فتركت الحرص الذى عجن بغرور العبادة ،فأستيقظت فى الموعد حتى وإن تأخرت فى نومى بعد العشاء وبدون منبه ينبهنى للإستيقاظ
فرأيت نفسى أردد هذا الدعاء الذى جاء إلى كما أردد بيتا من الشعرآت لى تماما!!.
(اللهم إن طاعتى لك فضل منك ،فزدنى منه بتمام القبول)
2-( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده...الحديث الشريف) أستوقفنى جماله الأدبى ونور جوامع الكلم فيه: وسألت نفسى وإن لم يسلم المسلون من عين المسلم التى تتلصص عليهم وتهتك عورتهم أو من قلبه الذى يحقد ويحسد أومن قدمه التى تسعى به لسرقتهم معاونة يده فى ذلك أو تذهب به إلى المحكمة ليشهد زورا ضدهم فلماذا اللسان واليد؟
فإذا بى أدقق فى تلك الصورة الأدبية و المدلول الرمزى الذى إتخذته معلم البشرية
فأتحقق أن السنة المحمدية تشمل كل قول أو فعل أو تقرير يصدر عن حضرة النبى الشريف وهو المعلم فله سلطة التقرير فقط وليست لنا كمتعلمين هذا من ناحية،ومن ناحية أخرى رأيت أن اللسان هو المدلول المزى للقول واليد هى المدلول الرمزى للفعل وأنتهيت إلى أن معنى الحديث المسلم من سلم المسلمون من كل أقواله وأفعاله التى لايقرها الشرع الحنيف.
3- حين يرد إلىّ وارد له حاجة أقول فى نفسى :اللهم إنك وجهت قلب عبدك إلىّ ،وألقيت فى قلبه إعتقاده بإختصاصك لى كعبدلك،فثبت إعتقاده بفضلك على فأناالداعى المقيم بحمى- ومارميت إذ رميت ولكن الله رمى..الآيةالشريفة- فلا أخذله فأنت القادر،وأناالمؤمن بقولك الكريم(وما فعلته عن أمرى..الآية الشريفة) بل تنيفذا لأمرك وأنت الفعال لما تريد).
4-(من شغله ذكرى عن مسألتى أعطيته أفضل ما أعطى السائلين... الحديث القدسى)وأقول: الذاكر فى رحاب الجلال أى فى معية ذات : تسبيح وتقديس وتمجيد وتهليل وتكبير كالعاطى ،والداعى فى رحاب الجمال فى معية صفات: كالطلب يطلب:رحمة وبعدا عن النار وقربا من الجنة ومال وأولاد يطلب الدنيا باختصار كثيرا ،وفطنت رابعتنا العدوية إلى ذلك مبكرا وقالت ماقالت: اللهم إن كنت أعبدك خوفا من النار فاحرقنى بها،..........إلى آخردعائها المشهور).
وأختتم سيرتى
بدعاء ختام المجلس- ليجب كل لغو خرج منى دون قصد فيه- الذى علمه لنا الحبيب المصطفى:
(سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك، أستغفر الله العظيم الذى لا إله إلا هو الحى القيوم وأتوب إليه، اللهم صلِّ على سيدنا محمدٍ
عبدك ونبيّك ورسولك النبى الأمى وعلى آله وصحبه وسلم، سبحان ربّك ربّ العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين).
وللحديث بقايا..!!!.

سعيد نويضي
21/10/2009, 07:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

من جمالية الحوار أن يتناول المتحاور فكرة فكرة حتى لا تضيع الفائدة...

فخذ على سبيل المثال لو أنك وضعت مائدة و عليها جملة من الأطباق...فهل ستمد يدك لكل الأطباق دفعة واحدة أم أنك ستأخذ من هذا ثم تنتقل لهذا و هكذا دواليك حتى تنعم و تستفيد و تفيد جميع الأعضاء...

و من جميل القول أن يكون الحق هو ديدنا...و ليكن صدرك متسعا بعض الشيء حتى لا يذهب الحوار في اتجاه غير سليم...

مثلا مما جاء في مداخلتك رقم 5...الأخ الكريم عبد الوهاب موسى ما قلته بالحرف...

" وكذلك كان فرعون سيدنا موسى متصرف،وقال أنه يحى ويميت حينما حاجه سيدنا موسى، وقال له إن الله يأتى بالشمس من المشرق فإت بها من المغرب..."

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَآجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رِبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِـي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِـي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }البقرة258.

هل رأيت -أيها الرسول- أعجب مِن حال هذا الذي جادل إبراهيم عليه السلام في توحيد الله تعالى وربوبيته; لأن الله أعطاه المُلْك فتجبَّر وسأل إبراهيمَ: مَن ربُّك؟ فقال عليه السلام: ربي الذي يحيي الخلائق فتحيا, ويسلبها الحياة فتموت, فهو المتفرد بالإحياء والإماتة, قال: أنا أحيي وأميت, أي أقتل مَن أردتُ قَتْلَه, وأستبقي مَن أردت استبقاءه, فقال له إبراهيم: إن الله الذي أعبده يأتي بالشمس من المشرق, فهل تستطيع تغيير هذه السُّنَّة الإلهية بأن تجعلها تأتي من المغرب; فتحيَّر هذا الكافر وانقطعت حجته, شأنه شأن الظالمين لا يهديهم الله إلى الحق والصواب..[التفسير الميسر].

فمن التصحيح نمر للحوار ثم النقاش ثم فرز الحق من الباطل أو الصواب من الخطأ...

كذلك ما ورد كذلك في نفس المداخلة رقم 5 الأخ الكريم عبد الوهاب موسى...

"أخى الفاضل يحسن بنا جميعا أن نشغل أنفسنا بما ينفعنا،ألا وهوتقوى الله وطاعته حيث يقول سبحانه:﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾، فإذا ما عبدنا الله وأخلصنا له العمل أسبغ علينا نعمه، كما يقول فى الحديث القدسى: عبدى أطعنى تكن ربانيا تقول للشئ كن فيكون،فهل تظن أن الله يعنى بذلك إن العبد يتحول بالطاعة إلى إله جديد!. أم أنه يدخل فى جند الله (أولياءه) ويصبح من تابعيه وينفذ أوامره؟ هذاهوما نعنى بالتصريف...إلى آخره و إن كان التشبيه الذي ختمت به هذه الفقرة يناسب التصريف الذي أشرت و لا يناسب التسخير الذي جعله الله جل و علا...و هذا موضوع آخر...

فسبحان الله جل و علا لم يجعل الأنبياء و الرسل عليهم صلوات الله و سلامه صفوة الخلق من بني آدم لم يصلوا إلى مرتبة "قل للشيء كن فيكون"...بل أيدهم في كل شيء "بإذنه" كما حدث مع عيسى عليه السلام... {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49....

فكيف يصل إلى ذلك العبد الغير معصوم أصلا من الخطأ ولوكان وليا من أولياء الله الصالحين...فدرجة العبادة و قمتها التقوى التي وصل إليها الأولياء و الصالحون من عباد رب العالمين لن يصلوا إلى القول :"قل للشيء كن فيكون"...لأن ذلك من أمر الله جل و علا كما هي الروح...فلماذا لم نجد عبر تاريخ الأولياء و الصالحين من قال في كلمة و هي كن [على سبيل المثال لقرية ظالمة أن تتوب و أن ترجع لله ،فتابت و رجعت] لأن كنه "كن فيكون" هي القدرة المطلقة التي ما بعدها قدرة و التي لا يمكن لعقل أي كان أن يتصورها و التي لا تحتاج لأحد حتى تقوم بالأمر...فهي الاستطاعة المطلقة التي لا تحدها حدود...و ذلك لا يتأتى إلا لله جل في علاه...

و كيف يقبل المتصوف أن يكون الولي أعلى مرتبة من النبي أو الرسول كمنزلة في الدنيا...؟

أما الآخرة فعلمها عند ربي و ما نعلم منها إلا أن الجنة درجات أعلاها للأنبياء و المرسلين و للصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولائك رفيقا....

و حتى لا تفهم كلامي أنني أنتقص من قيمة الأولياء و الصالحين...بل قيمة الأولياء و الصالحين أن لا يتألهوا بقولهم "أقول للشيء كن فيكون"...

فالكرامات من كرم الله جل و علا ليتقي الإنسان ربه أكثر و يخشاه أكثر...

عبدالوهاب موسى
21/10/2009, 08:48 PM
أخى الحبيب/سعيد نويضى
سأبدء التعقيب على أخوتى فى الله هنا- بعد مشاركتى الأولى- بمداخلتى معآخر مشاركة لك على النحو:
قلت سيدى:
"....مثلا مما جاء في مداخلتك:
..."
مداخلة من؟!
أرجو التكرم حين نتناول مشاركة أن نوجه الكلام لصاحبها كما وجهت كلامى الى سيادتك الآن حتى لا تختلط الأسماء ونقوّل أحدنا بما لم يقله!.
هذا أولا
وثانيا:أما عن كلامك عما ورد عن الشعرانىوقوله"قل للشيء كن فيكون"..." فأنت تعلم سيدى أن المؤامرة التى لم تترك كتب الحديث الصحيحة بسلام بل لم تترك قرآننا بسلام ففى كل فترة نقرأ عن محاولات موسادية وغربية لطباعة قرأننا بأخطاء عمدية ولولا حفظ الله السرمدى له طبقا لوعده جل جلالهلما وجدنا قرآننا بين أيدينا!.
بعد هذا كله أتعتقد أن علماء الحقيقة وأهل الصفاء وأهل الله وخاصته يقولون بذلك؟!
وهم يعلمون أن أساتذتهم ومشايخهم قالوا كما قال العبد الصالح للكليم فى كل مرّة من مرّات التدريب له:(...وما فعلته عن أمرى..)
بل قال بها المسيح عليه السلام عند إحيائه للموتى كمعجزة له تعجز قومه.
أستاذى الفاضل:
الصالحون قبل أن يتحققوا فى طريقهم تشرعوا فمن تحقق ولم يتشرع أولا فقد تزندق.
ومن ثم لايقبل المتصوف كما قلت أنت سيدى"...و كيف يقبل المتصوف أن يكون الولي أعلى مرتبة من النبي أو الرسول كمنزلة في الدنيا...؟
...."
بل أكثرمن ذلك سيدى فجلهم يتأففون من ظهور الكرامة تكريما لهم،كما يتأفف الإنسان العادى من خروج ضرطة منه بصوت فى مجلس القوم!
جعلنا الله من المتحابين فى الله ومن السالكين لطريق الصالحين نبع رحمة الله مصداقا لقوله تعالى على لسان نبى لا أتذكر اسمه الآن"...وأدخلنى فى رحمتك، فى عبادك الصالحين.. الآية الكريمة)
لم يقل أحد أبدا أن التصوف هو ثالث للإسلام والإيمان- كما قال أخى محمد خطاب - بل القصد أن مرتبة الإحسان الثالثةالتى وضحها أمين الوحى للحبيب قائلا له ومجيبا على سؤاله وما الإحسان؟(... الإحسان هو تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك...الحيث الشريف).
فالإحسان هو السند الرئيس للصوفية الحقة.
لك ولجميع المشاركين ولصاحب البحث الراقى محبتى فى الله

سعيد نويضي
21/10/2009, 10:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى...

المداخلة رقم 5 بحيث ورد فيها ما حاولت تنبيهك له...

و هذا لا علاقة له لا بالطريقة الفلانية أو بغير ذلك...

أما المؤامرات التي تحاك ضد الإنسان فكان أولها الشيطان عدو الله و عدو الإنسانية...و لا أريد أن أقول على الله ما ليس لي بعلم و ما ليس لي بحق...

فالشيطان يجعل من الكافر يبدي لك من ما يسمى الخوارق ما يعتقد به ضعاف العقول و القلوب من الإيمان بالله الحق...و يسمونه كذلك الكرامات...و هذا موضوع آخر...

فالشرع الحكيم يؤيده العقل السليم و المنطق القويم بالقول الفصل...

فالزندقة لا علاقة لها بمن يحتكم للعلم و العلم الحق...

و لقد قمت بالتعديل و التدقيق حتى يكون الوضوح كاف و أتمنى أن يكون شاف...

و لك محبتي في الله خالصة...

محمد خطاب سويدان
21/10/2009, 10:53 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم / عبد الوهاب موسي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يبدو ان الحوار مع الاستاذ عبد الوهاب موسي قد تحول الي تنظير ودعاية للصوفية فقط دون الرد ولو بكلمة واحدة علي ما طرحته في المقال ، او ماقمت بالرد عليه بعد مداخلته .
ولا زال الاخ عبد الوهاب يقعد رده علي ان الولي افضل من النبي ، وهو ماطرحه المقال كاشكالية ، والرد منه يحتاج براهين ودلائل لم يقدم منها الاستاذ الكريم عبد الوهاب منها شيئا .
وقد ذكر قصة العبد الصالح في سورة الكهف كدليل علي كلامه الي الحد الذي فسر فيه كلمة رسول علي انه الولي وهو المرسل من الله ليقيم عدل الله في الارض ، وقال ان كلمة رسول منكرة ليدلل عي ان الرسول هنا هي الولي وهذا كلام لايستقيم مع نصوص القران الكريم ولا تفسيره الا من اراد ان يلوي النص ليصل الي فكرة يريدها .
اما بالنسبة الي الكرامات التي يتحدثون عنها فالخرج عن المألوف هو خرق للناموس اي خرق للقانون الذي وضعه الله للبشر ليسيروا عليه في دنياهم ، وخرق الناموس لا يكون الا للنبي وحده المرسل من الله لتكون دلالة علي صدق قوله انه مبعوث من رب الرحمة ، والا فكيف يصدقه الناس ، والقران الكريم ملئ بالمحاورات بين الانبياء ومعارضيهم من المتكبرين فهذا فرعون يطلب البرهان من موسي عليه السلام ، وكذلك قوم صالح ، ونبي الله عبسي عليه السلام ، فكان لابد مع الرسول برهان من ربه لقوله تعالي لموسي عليه السلام ( فذانك برهان من ربك الي فرعون وملئه ) القصص 32 ثم يأتي بعد ذلك ليقال ان احدا يملك خروقات فيطير في الهواء ويسافر بين بلدين في طرفة عين ، ويبدو انه ركب البراق من حيث لا ندري .
وقال تعالي عن الرسول المرسل ( فانه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا ) ليعلم ان قد ابلغت رساله الله الي عباده.
وكانت رابعة العدوية عندهم خير من موسي كليم الله عليه السلام فقد طلب موسي عليه السلام ان يري الله وكان الجواب من الله تعالي ( لن تراني ) ولكن رابعة العدوية رأت الله وذلك في شعرها حيث قالت
وأما الذي انت اهل له فكشفك الحجب لي حتي اراك
وهكذا كان الولي افضل من النبي عندهم
تحياتي للجميع

د.محمد فتحي الحريري
21/10/2009, 11:26 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
u]j ggljwtp lpddh ,lfhv;h K g;k hsj,rtjkd td ylvm hgkrha ufhvm vhdj hb ht,jih ,hpl;l avt hglahv;m jk/dvh ,jhwdb ,jtvduh K jg;l id ufhvm
أيها الأخوة الأباجل ، أريد أن أشاطركم الموضوع
الاباجل هل هي صحيحة ؟
البجل لغة التعظيم، والباجل حسن الحال المخصب
ولكنها ايضا تطلق على الرجل كثير اللحم
والبجال السيد العظيم الجميل النبيل
كما تطلق ايضا (البجيل ) على الغليظ
اذن يحق لنا ان نسأل ماذا اردت ؟ تمدح ام تقدح؟ والوجهان محتملان
وهي ممازحة لغوية لتغيير مسار التهكم والتجهم في البحث وتحميض المجلس بشيء من طرائف العرب !!
دمتم ياسادة مبجّـلين والله الهادي الموفق .......

محمد خطاب سويدان
21/10/2009, 11:40 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
استاذي الدكتور محمد فتحي
لك مني تحية عطرة وطيبة ، فيكفي ان تطالعنا بشخصكم الكريم حتي تنقشع الغيوم ويعود الوئام

عبدالوهاب موسى
22/10/2009, 01:08 AM
الى جميع أخوتى فى الإسلام الذين شاركوا فى هذا الموضوع تحياتى أولا
وثانيا: من المعلوم لنا جميعا أن المثقفين العرب طامتهم الكبرى هى إنتهاجهم المنهج النقدى الإنطباعى لا الموضوعى والتحليلى ومن ثم ينتهون فى محاوراتهم الى نقطة البداية!!. وهى النقطة التى لايغادرونها حين يخاطبون الآخر من غير المسلمين.
جئنا الى الشبكة العنكبوتية هناهربا من الواقع الثقافى المعاش المرير بخلافاته وعصبياته وها نحن نعانى !!.
أخى الأستاذ /محمد خطاب
من الظلم لى أن تقولنى إستنتاجات( الولى أفضل من الرسول)!!!!!! فأنا لم أقل هذا ولن أتفوه به أبدابل ولم يخطر ببالى ولن يخطر.
واستشهادى بسورة من القرآن أول مصادر التشريع وهى سورة الكهف وقصة العبد الصالح ليست حكيا يبده قاصا بل كلام الله جل جلاله وهى واضحة غاية الوضوح ويجمع علماء التفسير أنه ليس بنبى أورسول بظاهر النص الواضح وظهرت على يديه خوارق للعادات بل ولكل القوانيين الوضعية وهى تسمى كرامات فى علم ثابت فى كل البلدان الإسلامية وهو علم التوحيد!.
ورزق سيدتنا مريم كرامة لها وتكريم وهى ليست بنبية أو رسول! وتقول أدبا مع الله حين تسأل عنه هو من عند الله وهذا حال الأولياء الصالحين!.
ثم كلمة رسول التى أتت نكرة والنكرة لغة تفيد الشمول:
فإذا قلت مارايت تلاميذا معناه شمول كل التلاميذ.
أما إذا قلت: ما رأيت التلميذ الفائز فأل التعريف قصرت كلامى على تلميذ معين معرف بأل التعريف!.
كما أوضح لأخى سعيد نويضى أن مشاركاته تتضمن كلمات تتسم بالحدة والغلظة الصوتية والمعنوية الشرعية!
وبعد ذلك يقول سيادتكم: أننى لم أرد على أية نقطة من نقاط الخلاف!!!.
يبدو أننى قد وصلت الى مرحلة جدال!!.
جئنا الى هنا الى نقطة خلافية لها المؤيد ولها المعارض وتحت مظلة خطاب ثقافى راقى وواعى ومتحضر
كل منا يعرض رأيه فإن اختلفنا فلنترك البت فيه(تغليب الحق) لآخرين قد يملكون مورثا ثقافيا وشرعيا أكثر منا
المهم فى هذا الأمر هو الوصول الى موقف غالبية المثقفين.
من عيوب أغلب الدعاة حدتهم وتنفيرالمستمع لهم والتركيزعلى الضلال والشرك والنار فى كل خطبهم التى يلقونها على مسامع أخوتهم فى الله،والطامة الكبرى فى محاورتهم للآخرالذى لاينتمى للإسلام!!. فكيف ينجحون؟؟؟!!
أتخيل مجىء شاب إليهم يستأذنهم فى الزنا وهم يسبونه ويشتمونه ولم يتبعوا نهج الحبيب المعلم صلى الله وسلم عليه وعلى أله، كما لايستخدمون نهجه(.. مابال أقوام..) حفظا للمشاعر وإبعادا عن الشماتة والحرج.
قلت كل ماعندى وأكتفى بهذا القدر مشاركة منى وأراقب الموضوع فقط بعدا عن الجدل حتى أضمن الجنة و طالما يسير فى درب الحوار الراقى
ولن أشارك إلا إذا خرج عن هذا الدرب!.
للجميع محبتى فى الله

سعيد نويضي
22/10/2009, 05:41 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى...

ألم يقل الرجل الصلح (الخضر) لموسى عليه الصلاة و السلام " {قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكَ إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِي صَبْراً }الكهف75.

فكيف نتعلم من الرجال الصالحين و من الأنبياء عليهم الصلاة و السلام إن لم يصبر أحد على قول الآخر و يحاول أن يجادله بالتي هي أحسن...

ألم يحاور الله جل في علاه إبليس اللعين...

على اية حال لم تكن هناك في مداخلاتي....كما جاء في ردكم الكريم "مشاركاته تتضمن كلمات تتسم بالحدة والغلظة الصوتية والمعنوية الشرعية!

و الجميل في هذه المداخلة أنني وجدت على الباحث غوغل و على حد علمي البسيط أن الشيخ الشعراني في كتابه "الطبقات" لم يستشهد بالحديث الذي ربما و الله أعلم يثير حفيظة بعض الصوفيين و تم تم الاستشهاد به ( عبدى أطعنى تكم عبدا ربانيا تقول للشىء كن فيكون) فلم أجده لديه، و لا استدل به....في حين وجدت رابطا يتحدث عن هذا الشيخ ....

سأترك لكم الرابط لتحكموا بأنفسكم و كذلك الكتاب لتطلعوا عليه إن شئتم....فهناك تناقض واضح بين ما قيل عنه و بين كتابه...

http://www.alsoufia.com/articles.aspx?id=1231&page_id=0&page_size=15&links=False

و لتحميل كتاب الطبقات للشعراني رحمه الله

http://www.wata.cc/up/view.php?file=405a7769db

و للأخوة الكرام أجمل تحية...

عبدالوهاب موسى
22/10/2009, 10:35 PM
أخى سعيد
هذا رابط موقع عنوانه الصوفية ولا يمت لها بصلة وما قيل عنه به كقول من قالوا على جده المصطفى-(فهو جد كل تقى) و(سلمان منا آل البيت)- ساحر ومجنون....ألخ
تكفى المشاركات على ماكتب زورا وهتانا -بالدس على كتبه كما تدس الأخطاء بكل الكتب كما قلت فى مشاركاتى سابقا-بالرفض التام لها - بل تكفىللرد على كل متعصب و جاحد لهذه المدرسة الراقية ولا يوجد رد واحد مناصر لمن إفترى وكتبه!!
ولوكنت فى مكان كاتبه لحذفت ما نقلته يده نقل الدواب لمتاعنا دون أن تدرى كنه ما تحمله فورا.
لك محبتى فى الله سيدى

سعيد نويضي
23/10/2009, 11:59 AM
بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى...

شكرا على ردك الراقي أخي...

فمثلي ينقل..."..ولوكنت فى مكان كاتبه لحذفت ما نقلته نقل الدواب لمتاعنا دون أن تدرى كنه ما تحمله فورا."

شكرا و لكم التحية و التقدير...

محمد خطاب سويدان
23/10/2009, 12:41 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم لاستاذ / عبد الوهاب موسي
السلام عليك ورحمة الله وبركاته
اما بعد : فقد قلت في ردك علي ان العلماء اتفوا علي ان العبد الصالح غير نبي ، وكنت اريد فقط ان احيلك الي تفسير القرطبي والذي يخالفك الراي بأن هناك اجماع ، بل الامر عنده انه نبي مرسل .
اما عن انني نقدي انطباعي فهذا مخالف للمقال الذي طرحته والذي لم اذكر فيه ما يدل ابدا علي الانطباعية ، بدل ذكرت منذ البداية انه طرح اكاديمي .
اما الرجوع الي نقطة البداية لانها نقطة الاختلاف الجوهرية بيننا ، فلا زلت مصرا ان هناك كرامات وأولياء صالحين علي يديهم كرامات ظاهرة للعيان ، ومثلت لذلك بمريم ابنة عمران ، وهي التي اصطفاها الله علي نساء العالمين ، وهي احدي ازواج النبي صلي الله عليه وسلم في الجنة ، وكانت تعد لتكون والدة نبي الله عيس عليه السلام ، وهي ايضا من بيت النبوة عليم السلام اجمعين .
والاختلاف امر لابد منه فعندما نخلف وهذا امر طبيعي ، لان كل منا يحمل فكرا مختلفا عن الاخر .
اما التكفير فلست بصاحبه ولا من دعاته ، ولكن رأيت مايستدعي ان اقول كلمة حق .
ولقدقلت في ردك الاول حول التكفير والارهاب ما هو نصه :
(وقد يعترض معترض على الطرق الصوفية والجماعات الإسلامية المعتدلة- ليست تكفريةإرهابية- مثل الأخوان المسلمين وأنصارالسنة المحمدية..... ) فمن اين لك الحق استاذي الكريم في ذلك .
تحياتي اخي الفاضل الاستاذ عبد الوهاب

عبدالوهاب موسى
23/10/2009, 03:14 PM
بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى...
شكرا على ردك الراقي أخي...
فمثلي ينقل..."..ولوكنت فى مكان كاتبه لحذفت ما نقلته نقل الدواب لمتاعنا دون أن تدرى كنه ما تحمله فورا."
شكرا و لكم التحية و التقدير...
======
أخى الحبيب/ سعيد
أقول لك أخى بل أقولها للجميع دائما وأبدا
فأن أخا الدابة دابة مثلها هههه
أخى وأستاذى أقصد الذى كتب المقال فى موقع الصوفية لا أقصدك فهو بالطبع نقل ماكتبه كالحمار يحمل أسفارا لا يعلم ما بهاحيث أنه فنان.
أنا وأنت وكلنا مجتهدون فى التفقه ولسنا بفقهاء حتى نفتى ونكون نواب أحكام لله فى الأرض نكفر هذا وندخله الجنة ونمدح ذلك ونعطيه قيراطا فى الجنة.
همسة:
جادلنى أحد المطنطنيين بعبارات الضلال ولا يملك إلا حديثا واحدا فى ذاكرته ما معناه- أدبا مع سيدنا رسول الله:"...وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار...الحديث الشريف"
فضقت به ولكن ضيقى لم يخرجنى عن حدود الخطاب الثقافى المتحضر!
فسألته أدخلت الكثير النار وأدخلت بعضنا الجنة!:
أين منتهاك من الجنة أو النار وأنت أعلم بنفسك التى بين جنبيك؟
قال الله أعلم
فتعجبت منه وقلت أنت لا تعلم بنهايتك فكيف تعلم بحال غيرك ونهايته وفاقد الشىء لايعطيه؟؟!!
فبهت الذى طتطن.
لك محبتى فى الله ياأخى الكريم

عبدالوهاب موسى
23/10/2009, 03:21 PM
أخى الحبيب / محمد خطاب
قلت سيدتكم أننى قلت الآتى:
"(وقد يعترض معترض على الطرق الصوفية والجماعات الإسلامية المعتدلة- ليست تكفريةإرهابية- مثل الأخوان المسلمين وأنصارالسنة المحمدية..... ) فمن اين لك الحق استاذي الكريم في ذلك .
...."
ليس لى حق أخى فالحق نبحث عنه معا ومن يصل اليه هو صاحب الحجة الحقة.
كما أرى أن الجماعات الأسلامية المعتدلة ليست تكفرية ولا إرهابية فهل لك رأى آخر بهم فى حالة إعتدال نهجهم وعدم شموله على نداءات إرهابية أو تكفيرية مثل جماعة التكفير والهجرة مثلا؟؟؟؟!!!!
لك محبتى فى الله يا أخى فى الإسلام

معين حاطوم
24/10/2009, 11:58 AM
قال الاستاذ محمد خطاب سويدان :
ولا زال الاخ عبد الوهاب يقعد رده علي ان الولي افضل من النبي ، وهو ماطرحه المقال كاشكالية ، والرد منه يحتاج براهين ودلائل لم يقدم منها الاستاذ الكريم عبد الوهاب منها شيئا .
الاستاذ محمد خطاب سويدان المحترم
انا ااثمن دائماً اجتهاداتك الفلسفية وما تقدمه من مقالات وبحوث تفيد القاريء وتثري علمه بما علم وبما لم يعلم ! ولكنني اندهشت كيف فهمت من مداخلات اخي الشاعر عبدالوهاب موسى على انه قدم الولي على النبي !!!
عبد الوهاب لمن لا يعرفه : قلبه قرآني وصوت عقله آذاني ويتسع قلبه لكل قارات العالم بما فيها القارة السابعة ومن فيها !!
المشكلة كما افهمها بمعقوليتي المتواضعة هي في البعد الفاصل بين المظهر والجوهر !! ولقد مثلت ذلك في كتابي " زمهرير الكرملي يكشف اسرار الكون " بما يلي :
خذ حفنة من الرمال وضعها في كأس دائرية الشكل , ساعتئذ سيتخذ الرمل شكل الدائرة !
وضع نفس الحفنة من الرمل في كأس سداسية فسيتخذ شكلا سداسيا ! وضعه في كأس مربعة فسيتحذ شكلا مربعاً . ولكن الرمل سيبقى جوهرا رملا !!
والمعنى من ذلك هو ما قصده اخي عبدالوهاب : الاختلاف في المظهر ( القشور ) لا يعيب الجوهر طالما الجوهر سليماً

واخيراً
الصالحون يتزيون باخلاق الحبيب حتى ولو اختلفت عمائمهم
بمودة
معين حاطوم

محمد خطاب سويدان
24/10/2009, 11:59 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم الاستاذ معين حاطوم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل قضية الولي هي الاهم في الحوار لان كل صوفي يرنو الي ان يكون وليا لله وذلك بحسب رايهم ، ويرون ان الولي هو المتصرف بامور الدنيا بأمر من الله ويقول استاذي الكريم عبد الوهاب وأرجو ان يعذرني يقول (،فكون الأولياء متصرفين فى الدنيا موضوع بسيط جدا،بل إنهم فى واقع الأمرلا يفتخرون به مطلقا فهو تكليف،بل وإنهم يخجلون من إظهاره،ولكنهم جميعهم يطمعون فى ما هوأعظم منه،وهو خدمة النبى المصطفى وأمته وأن يشفعهم الله يوم القيامةفى بعض هذه الأمة،وصاحب فضل الأعلى فى هذا الصدد هو الشفيع الأعظم المصطفى .)
وذلك ربطا بقصة العبد الصالح مع سيدنا موسي عليه السلام ، فبحسب ما فهمت ان العبد الصالح وليا من اولياء الله الصالحين والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف يعرف الولي انه ولي ومتصرف بالدنيا الي الدرجة التي يقوم بقتل الناس ،اكرر اخي الفاضل قتل الناس ، فاذا نظرنا الي انه ليس نبي فكيف يأخذ علمه اما بوحي او من الله مباشرة وهي نظرية الولي عند الصوفية والتي هي اعلي مقاما من مقام النبوة عنهم ، النظرية الصوفية كل متكامل لايمكن نزع هذه عن تلك بل هي مفاهيم متصلة واحدة بأخري لاتنفك عن بعضها ، فاذا جردت واحدة من اخري اصبحت شيئا اخر غير الصوفية ، فاذا قلنا ان الولي ليس من الصوفية سقطت النظرية من اساسها وكذلك اذا قلنا ان في الصوفية مقامات ثم نفيناها فذلك يعني انهيار الصوفية ايضا ، فاذن هي كل متكامل تنشئ فيما بينها النظرية الصوفية المعرفية المرتبطة بالمقامات والولاية .
ودعني اخي الكريم ادام الله الاخوة بيننا جميعا بما في ذلك استاذي الكريم عبد الوهاب ، دعني اسأل من في البشر هو اكثر معرفة في الله ومخافة من الله واتقانا لله ؟ اليس هو رسول الله صلي الله عليه وسلم وكان اكثرنا عبادة وهو قدوتنا في كل امر صغيره وكبيره ، وهو اكثرنا خوفا من الله واكثرنا حبا لله فكان الواجب اتباع امره هو وحده لا بطريقة فلان ولا علي طريقة فلان ، قال تعالي ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ) اي اتباع الرسول صلي الله عليه وسلم مباشرة دون وسائط او المرور باشخاص اخرين ايا كان هذا الشخص وهؤلاء الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يسعون جاهدين في اتباع اعمال الرسول .
وبعلو منزلة رسول الله صلي الله علية وسلم لم يتلق العلوم عن الله الاوحيا وهذا جبريل عليه السلام يدارسة القران في رمضان ، وكليم الله يخاطب الله فيرد عليه ولم يقل انه وصل الي منزلة تؤهله لتلقي العلوم بطريقة الولي عند الصوفية.
لي مقال قادم في الناحية المعرفية عند الصوفية ، وأكمل دراسة عن رابعة العدوية بأذن الرحمن
اسعدني جدا ان تعرفت باخوة في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عبدالوهاب موسى
25/10/2009, 01:29 AM
أخى وأستاذى/ محمد خطاب
قلت فى مشاركتك الأخيرة:
(لعل قضية الولي هي الاهم في الحوار لان كل صوفي يرنو الي ان يكون وليا لله وذلك بحسب رايهم )
وأعقب على ذلك بالآتى:
الصوفى لايرنوالى أن يكون ولى لأنه هو ولى فعلا بل كل مسلم هو ولى لله فعلا وما الصوفى إلا مسلم مؤمن ودخل فى مرحلة رياضة النفس سالكا دربا حرائيا!!.
يبق وأن أشرت الى أن الولى هو من يوالى الله فى الطاعات وها أنا أكررها ولن أكررها بعد ذلك.
وعن قولك:(ويرون ان الولي هو المتصرف بامور الدنيا بأمر من الله )
اعقب قائلا:
إتفقنا على أن المسلم بصفة عامة ولى لله يواليه بالطاعة
وكلنا متصرفون بأمور الدنيا التى تخصنا بأمر الله وما الضير فى ذلك بعد أن فرقت بين القرار وصدوره بأمر كن ومصدره جل جلاله وحده ،وبين تنفيذه(التصرف) بواسطة خلق الله والولى منهم؟!
فى حياتنا المعاشه حينما يلجأ مسلم الى مسلم ليعينه- والله فى عون العبد ماكان العبد فى عون أخيه- فى أمر ما يقول له قلت حيلتى وتصرف أنت كما يتراءى لك ويكفيهم شرف الإعتراف بأن تصريفهم وتنفيذهم لحلول ماعن لأخوانهم بأمر الله وهذا أدب قرآنى تحلت به الصفوة وهم لنا القدوة ولا ضير فى ذلك!.
أى نفذ مايتراءى لك حيال أمرى
( والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف يعرف الولي انه ولي ومتصرف بالدنيا الي الدرجة التي يقوم بقتل الناس ،اكرر اخي الفاضل قتل الناس):
وأعقب متسائلا:
هل فهمت من كلامى أخى محمد أننى أتخذ ما حدث من العبد الصالح منهجا فى حياتنا وأقتل الناس؟!
العبد الصالح كما قلت وأقول أن أغلب علماء التفسير(إجماع كمصدرمن مصادر التشريع) قالوا بأنه ولى وعبد صالح وليس بنبى ولا رسول حتى وإن رأى أحد العلماء كالقرطبى بأنه نبى!!
وقد علم بولايته من الله الذى أرجع كل شىء له سواء بالوحى أو بالإلهام
أنا أشعر أنك لاتستسيغ لفظة الإلهام منى!!
وأسألك وأجيب عنك:
هل سيدنا الفاروق عمر نبى أو رسول؟!
طبعا ليس كذلك بل هو من الصحابة الصالحين
وسؤالى الذى أطلب منك التكرم بالإجابة عليه بنفسك:
وبماذاتسمى مناداته ومخاطبته لقائد جيش المسلمين بالشام سارية ؟!
هل كانت بوحى نزل عليه وقال ياعمر تابع قواتك؟!
بالطبع لا لأنه ليس نبيا أورسولا كما إتفقنا سابقا! إلا إذا كنت نقضت اتفاقك معى بظهر الغيب عبر النت
ومن ثم فهذا إلهام من الله له مصداقا للحديث الشريفما معناه"..من أمتى ملهمون ومنهم عمر...الحديث الشريف"
فإذا كان إلهام الله- لبعض عباده الصالحين ومنهم عمر وغيره - هو نظرية الولى عند الصوفية فنعمت تلك النظرية.
أما عن قولك :(فكان الواجب اتباع امره هو وحده لا بطريقة فلان ولا علي طريقة فلان )
وأعقب قائلا:
أنا أراك تتبع الطريقة الوهابية وشيخها محمد بن عبدالوهاب وبمسمى آخر أراك ممن يتبعون المذهب - (لا الطريقة ذاك المسمى الذى لايروق لك)- الوهابى!!
ولا فرق بين الطريقة والمذهب فالطريقة مذهب صوفى يسير فى دروبه الصالحون.
لك محبتى فى الله

عبدالوهاب موسى
25/10/2009, 01:42 AM
قال الاستاذ محمد خطاب سويدان :
ولا زال الاخ عبد الوهاب يقعد رده علي ان الولي افضل من النبي ، وهو ماطرحه المقال كاشكالية ، والرد منه يحتاج براهين ودلائل لم يقدم منها الاستاذ الكريم عبد الوهاب منها شيئا .
الاستاذ محمد خطاب سويدان المحترم
انا ااثمن دائماً اجتهاداتك الفلسفية وما تقدمه من مقالات وبحوث تفيد القاريء وتثري علمه بما علم وبما لم يعلم ! ولكنني اندهشت كيف فهمت من مداخلات اخي الشاعر عبدالوهاب موسى على انه قدم الولي على النبي !!!
عبد الوهاب لمن لا يعرفه : قلبه قرآني وصوت عقله آذاني ويتسع قلبه لكل قارات العالم بما فيها القارة السابعة ومن فيها !!
المشكلة كما افهمها بمعقوليتي المتواضعة هي في البعد الفاصل بين المظهر والجوهر !! ولقد مثلت ذلك في كتابي " زمهرير الكرملي يكشف اسرار الكون " بما يلي :
خذ حفنة من الرمال وضعها في كأس دائرية الشكل , ساعتئذ سيتخذ الرمل شكل الدائرة !
وضع نفس الحفنة من الرمل في كأس سداسية فسيتخذ شكلا سداسيا ! وضعه في كأس مربعة فسيتحذ شكلا مربعاً . ولكن الرمل سيبقى جوهرا رملا !!
والمعنى من ذلك هو ما قصده اخي عبدالوهاب : الاختلاف في المظهر ( القشور ) لا يعيب الجوهر طالما الجوهر سليماً

واخيراً
الصالحون يتزيون باخلاق الحبيب حتى ولو اختلفت عمائمهم
بمودة
معين حاطوم
=====
دمت بروعة حضورك وبراءة قلبك بعقل ذكى وزكى
لك محبتى فى الله ايها الصافى الباحث عن الحق والحقيقة معى.

عمر أبودقة
25/10/2009, 06:16 PM
الدكتور محمد خطاب سويدان
الدكتور محمد فتحي حريري
الاديب سعيد نويضي
الباحث عبد الوهاب موسى
السادة المشاركين
على عجالة بعناوين وتفصيلات ارجوا أن تكون غير مملة لأني أراها في الصميم
ومنها الصوفية منقولة من أساتذتي بتصرف
المعجزة : تكون فقط على يد الرسول
الكرامة : ماهو من خوارق العادات على يد إنسان صالح .
وإذا كانت على يد إنسان فاجر فهي استدراج
والكرامة لها شروط :
1- أن لايتباهى بها
2- أن تجري على يد رجل صالح تقي
فالإمام الجنيد يقول :
إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ,أو يطير بالهواء ,فأعرضوا سلوكه على كتاب الله ,فإن وافق ذلك فهي كرامة ,وإن لم يكن ذلك فهي استدراج .
تصديقاً لقوله تعالى " فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء "
"إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "
ويقول بعض العارفين " الإستقامة عين الكرامة "
عقيدتنا من منظمومة جوهرة التوحيد :
وأثبتن للأولياء الكرامة
ومن نفاها فانبذن كلامه
معاني الوحي :
"ماكان لبشر أن يكلمهم الله إلا وحيا , أو من وراء حجاب ,أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه مايشاء ,إنه عليم حكيم "
1- إما عن طريق جبريل
2- الإلهام " وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه "
3- الفطره " واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا...."
4- الحدس "لكل أمة محدسين وغن يك فيكم فعمر "
الولي :
ألا ان أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ,الذين آمنوا وكانوا يتقون "
"ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "
"والذين آمنوا بعضهم اولياء بعض "
ورحم الله حجة الإسلام المتصوف الحق أبي حامد الغزالي حين قال :
"تعلمنا العلم لغير الله ,فأبى إلا أن يكون لله "
ناقش المعتزلة ودحض أفكارهم المنحرفة فقط .
وكان قريبه الزمخشري من جماعة وصل بن عطاء الذي اعتزل الإمام حسن البصري .
قال حجة الإسلام برسالة للزمخشري :
1- قل لمن يفقه عني ماأقول
ضربت والله أعناق الفحول
2- أين منك العقل واللب الذي
قد حار فيه أصحاب العقول
3- انت أكل الخبز لاتعرفه
كيف يجري منك أم كيف تبول
4- كيف تدري من على العرش استوى
كيف استوى كيف النزول
5- قل لي ياجهول ؟؟؟؟
فكان جواب الزمخشري
1- يامن يرى في البعوض جناحه
في ظلمة الليل البهيم الأليل
2- ويرى نياط عروقها في نحرها
والمخ في تلك العظام النحل
3- أمنن علي بتوبة أمحوا بها
ماكان مني في الزمان الأول
الصوفية: رد فعل للترف الذى غشى المجتمع العباسى.. فإن " المتطهرين " من ذل المجتمع ، الذين هالهم الفساد الذى يسرى فى المجتمع من الترف والمجون ليعيشوا حياة نقية طاهرة.. مع الله.
وبصرف النظر عما دخل فى الصوفية من أفكار ، ودفعات يهودية ونصرانية وجوسية وهندوكية.. فما بنا أن ننكر أن دافعها الأصلى كان هو اعتزال الفساد السارى فى المجتمع ، والخلوص إلى حيث الطهارة والقاء.
ولكن الصوفية ذاتها نزعة منحرفة عن النهج الإسلامى الصحيح.
فلئن كان فيها نزوع إلى تزكية الروح وهو من الإسلام ونزع إلى الترفع عن متاع الأرض وهو من الإسلام ونزع إلى ذكر الآخرة وهو من الإسلام فإن فيها سلبية وانعزالية ليست من الإسلام ، وإهمالا للحياة الدنيا ليس من الإسلام.
إن الصوفية فى حقيقتها عملية " هروب " من مواجهة الواقع ومجالدته ، هروب إلى " عالم خاص " من صنع الوجدان ، ينعم فيه الإنسان " بمشاعر " القرب من الله وهما أو حقا فيقعد عن " العمل " اكتفاء بتل المشاعر التى تختصر له الطريق!
إن " الأعمال " وسيلة للقرب من الله. ولكن ما حاجة " الواصل " إلى الوسيلة وقد وصل بالفعل؟!
كذلك يقعد الصوفية عن العمل والكدح فى واقع الحياة الدنيا ، كما يقعدون عن مجالدة الواقع المنحرف لرده إلى سواء السبيل ، ويكتفون بتلك المشاعر التى تخيل إليهم أنهم قريبون من الله ، واصلون إليه ، عائشون فى حضرته ، سابحون فى نوره.. فلا يبتغون وراء ذلك شيئا لأنه ليس وراء ذلك شئ!!
إنها مشاعر يمكن بالفعل أن تستغرق حسن الإنسان فيغرق فيها ولا يفيق.
ثم إن التدريب الروحى يفتح للإنسان عالما من الأعاجيب. فكما أن التدريب الجسدى يعطى الإنسان قوة وقدرة ، واستمتاعا بتلك القوة والقدرة ، وكما أن التدريب العقلى ينشط الذهن ويسكبه قدرة على الاستيعاب والفهم ، واستمتاعا بتلك القدرة كذلك ، فكذلك التدريب الروحى يعطى الإنسان شفافية وإشراقا ، وإنسياحا وراء السدود والحواجز الحسية إلى عالم فسيح لا تحده حدود ، واستمتاعا بذلك كله يغرى بالمزيد!
ولكن الإسلام لا يقبل تلك " الغيبوبة "!
لقد جاء الإسلام " لمهمة " معينة فى الأرض.
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [سورة الحديد 57/25]
وقيام الناس بالقسط لا يتأتى بمجرد الرغبة فى ذلك ولا بمجرد التمنى ، كما أنه لا يتم شئ فى حياة الإنسان كلها بمجرد الرغبة ولا مجرد التمنى ، إنما لابد من جهد يبذل لتحقيق الرغبة ، وتحويل الأمنية إلى واقع محسوس.
والمسلمون بالذات هم الذين حملهم الله مسئولية " العمل " لإخراج البشرية كلها من الظلمات إلى النور بمقتضى الكتاب المنزل إليهم:
{الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [سورة إبراهيم 14/1]
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [سورة البقرة 2/143]
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ} [سورة آل 3/104]
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [سورة آل 3/110]
والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الذى هو خلاصة حركة الدين فى واقع الأرض جهد محسوس يبذل فى واقع الحياة ، وموقف إيجابى من كل شئون الحياة.
وهنا مفرق الطريق بين الصوفية وبين الإسلام!
الصوفية انعزال سلبى ، والإسلام مواجهة إيجابية.فى الإلام دعوى صريحة إلى الترفع عن متاع الأرض:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)} [سورة آل 3/14-16]
وفى الصوفية كذلك دعوى إلى الترفع عن متاع الأرض والاكتفاء منه بأقل القليل.
ولكن فيم تنفق الطاقة الهائلة المتجمعة فى النفس من ممارسة هذا الترفع عن متاع الأرض؟
فى الإسلام تنفق الطاقة فى تحقيق " القيم العليا " فى دنيا الواقع ، وفى الصوفية تنفق فى تحقيق تلك القيم فى سبحات الروح وإشراقات الوجدان!
إحداهما تصلح الواقع بالفعل. تصلح الفرد والمجتمع ، وترفعهما من الواقع الأدنى المتمثل فى المجال الحسى الغليظ ، إلى الواقع الأعلى الذى تنطلق فيه كل طاقات الإنسان: جسده وعقله وروحه ، للقيام بمهمة الخلافة ، وعمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى ، التى هى حقيقية " العباد " بمعناها الشامل الواسع ، والتى يتحقق بتحقيقها الكيان الأعلى للإنسان.
والأخرى تترك الواقع بكل ما فيه من سوء ، لا تتعرض لإصلاحه ، وتعزل عنه فى محاولة لإصلاح الذات ، محاولة قد تنجح فى جانب من الجوانب هو الجانب الروحى ولكنها تفقد الإنسان توازنه الذى خلقه الله عليه وخلقه له ، وتفقده واقعيته وإيجابيته ، فضلا عن صرفه عن القيام بالتكاليف التى فرضها الله " ليقوم الناس بالقسط " وليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
أرأيت لو أن طاقة كامنة يمكن بها استثمار قطعة واسعة من الأرض ، تنزع منها حشائشها الضارة ، وتحرثها وتسقيها ، وتستنبت فيها البقول والأشجار ، والورود والأزهار ، ليعيش من حصيلتها مجموعة من الناس ويستمتعوا بطبيباتها ، أنفقت فى حرث ركن منعزل من الأرض ، وترك سائرها لتنتشر فيه الحشائش والحشرات ويأوى إليه شذاذ الآفاق.
أى تبديد للطاقة.. وأى صرف للجهد عن الإصلاح؟!
ذلك مثل الصوفية فى تبديد الطاقة البشرية وإن ظنت أنها تجمعها وتركزها!
ذلك مثلها فى صرف الجهد عن إصلاح الحياة البشرية وإن ظنت أنها تقوم بالإصلاح.
إن الإنسان مهما فعل لن يستطيع أن يعبد الله على طريقة الملائكة: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ (20)} [سورة الأنبياء 21/20]
والله من حكمته ورحمته لم يكلف الإنسان أن يعبد الله على طريقة الملائكة ، وإلا لخلقه ملكا منذ البدء ، نورا شفافا بلا جسد طينى ينزع ، ولا فكر ينشغل بأمور الحياة.
ولكنه ، من حكمته ورحمته ، وقد خلقه من قبضة من طين الأرض ، ونفخة من روح الله ، وجعل له جسدا يتحرك بالرغبة ، وعقلا ينشغل بالتفكير ، وروحا طليقة ترفرف ، كلفه عبادة من نوع خاص غير الملائكة من ناحية ، والعجماوات والجمادات من ناحية أخرى. عبادة يجتمع فيها كيانه كله: جسده وعقله وروحه. وجعل كل نشاط جسده عبادة ، وكل نشاط عقله عبادة ، وكل نشاط روحه عبادة ، إذ توجه بذلك كله إلى الله ، والتزم فيه بما أنزل الله:
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ...} [سورة الأنعام 6/162-163]
وحين يفعل ذلك فهو فى أعلى حالاته ، وأقربها إلى الله ، وأجدرها برضا الله.
ودليلنا هو أعبد عبد لله ، أعظم بشر خلقه الله ، محمد صلى الله عليه وسلم
"ألا أنى أعبدكم لله ، ولكنى أصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى " ( ).
هل يستطيع بشر بعد هذا النص أن يزعم أنه أعبد له من محمد رسول الله؟!
فيكف كانت عبادته ؟!
فأما خلوته مع ربه ، فقد كانت يتعبد حتى تتورم قدماه الشريفتان ، فتقول له عائشة رضى الله عنها: هون عليك يا رسول الله فقد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر: فيقول قولة العابد الواصل فى العبادة إلى الأعماق: أفلا أكون عبدا شكورا؟! ( )
ومع ذلك.. فكيف كان ؟
كان أكبر طاقة إيجابية عرفتها الأرض..

والرسول هو أسوة المسلمين إلى قيام الساعة ، وهو الترجمة الواقعية لهذا الدين فى أعلى صوره.
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)} [سورة الأحزاب 33/21]
والصوفية تقول إنها ترجوا الله واليوم الآخر وتذكر الله كثيرا!.. فلماذا لا تتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى إيجابيته وفاعليته وواقعيته ، ومجابهته للواقع السيئ لهدمه والقضاء عليه ، وإنشاء الواقع الصحيح بدلا منه؟! ( ).
هذا هو الفارق بين الإسلام والصوفية.
هنا إيجابية وهناك سلبية ، هنا مواجهة وهناك عزلة. هنا " زهد " فى متاع الأرض مع إباحته وممارسته ، وهناك إنزواء عن المتاع يقتل الرغبة ويصيب النفس كلها بالذبول.
ومع الصوفية ينشأ التواكل بدل من التوكل.
التوكل على الله من صميم الإيمان ، وقد تردد ذكره فى القرآن مربوطا بالإيمان:
{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (160)} [سورة آل 3/160]
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} [سورة الأنفال 8/2]
ولكن التوكل ككل شئ فى دين الله طاقة إيجابية دافعة ، يقوم به المؤمن مع اتخاذ الأسباب.
{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [سورة آل 3/159]
والعزيمة فى شأن القتال خاصة ، وهو الذى وردت بمناسبته الآية الكريمة تقتضى إعداد العدى واتخاذ الأسباب.
أما التواكل الذى تمارسه الصوفية وتقول عنه إنه توكل ، فهو ككل شئ فى الصوفية صورة سلبية معطلة ، تتقاعس عن اتخاذ الأسباب متذرعة بالتوكل على الله.
لقد أفسد التواكل كثير من عقيدة القضاء والقدر ، وحولها من عقيدة إيجابية دافعة إلى عقيدة سلبية مخذلة ، وإلى الرضاء السلبى بالواقع وعدم محاولة التغيير.
كان الله يعلم الجيل الأول رضوان الله عليهم {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (51)} [سورة التوبة 9/51]
فيعلمون أنه ليس ذهابهم إلى القتال هو الذى يقتلهم ، إنما هو القدر المقدر عند الله هو الذى يصيبهم أينما كانوا ، فيندفعون بكل قوتهم للقتال.
وكان يعلمهم: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [سورة الأنفال 8/59-60]
فيعلمون علما يقينيا مؤكدا أن الله لن يحقق للكفار مسعاهم فى هدم هذا الدين والقضاء عليه ، بل سيمكن لدينه فى الأرض ، ومع ذلك يعدون ما استطاعوا من قوة ، أى يبذلون الجهة ويتخذون الأسباب ، ولا يقولون لأنفسهم: ما دام الله سيمكن لدينه فذلك حسبنا ، ونتوكل عليه فلا نعمل!
وكان يعلمهم: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ...} [سورة آل 3/165-166]
فيعلمون أن وقوع الأمر بقدر من الله لا يخليهم من مسئوليتهم عن أعمالهم حين يخطئون أو يسيئون التقدير.
وكان يعلمهم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} [سورة آل 3/172-173]
فيتعلمون أن وقوع قدر الله بالهزيمة ليس معناه الاستسلام للهزيمة والقعود فيها بحجة أنها قدر من عند الله ، إنما معناها السعى الإيجابى لتغيير هذا الواقع مع التوكل على الله ، رجاء تغيير القدر الأول بقدر جديد , وبذلك كله كانت عقيدة القدر فى حياة المسلمين الأوائل قوة دافعة محركة إلى الأمام.
ولكن تواكل الصوفية حولها إلى غير ذلك ، قعودا عن الأخذ بالأسباب بحجة أن " مالك سوف يأتيك "! وتخليا عن مسئولية الإنسان عن عمله بحجة أن ما وقع منه قد وقع بقدر من الله! وقعودا عن تغيير الواقع السيئ من مرض أو عجز أو فقر أو ذلك أو ضيم بحجة أنه ما حدث إلا بقدر من الله ولو شاء الله غير ذلك لكان!!
ومع الصوفية كذلك ينشأ القعود عن تعمير الأرض ، بحجة أن الدنيا ملعونة ، والمعول عليه هو الآخرة! وأن الإنسان حسبه فى هذه الدنيا عيشة الكفاف، لكى ينجو بروحه من التعلق بالدنيا ، ولكى يفرغ لتزكية روحه استعداد للآخرة!
ولا شك أن الدعوة إلى التقلل من متاع الأرض ، وعدم " التعلق " بالدنيا هى دعوة إسلامية أصيلة ، وهذا هو " الزهد " الذى أشرنا إليه من قبل. ولكن الانصراف عن عمارة الأرض قضية منفصلة ومختلفة عن عدم التعلق بالحياة الدنيا.
لقد ركب الله فى النفس البشرية دوافع إلى العمل والنشاط فى صورة رغبات وشهوات أبرزت الآية الكريمة أهمها أو أشدها سيطرة على الإنسان:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} [سورة آل 3/14]
ولم يخلق الله هذه الدوافع عبثا ، تعالى الله عن العبث..
ولم يخلقها ليقتلها الإنسان من جانبه بحجة تزكية الروح..
إنما خلقها لتعينه أو لتدفعه لعمارة الأرض ، التى هى جزء من الخلافة التى خلق الله الإنسان من أجلها:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [سورة البقرة 2/30]
{هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [سورة هود 11/61]
صحيح أن هذه الشهوات مهلكة للإنسان إذا مضى معها إلى آخر الشوط ولم يلتزم " بالحدود " التى رسمها الله ، وقال عنها: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا} [سورة البقرة 2/229] {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا} [سورة البقرة 2/187].
لذلك خلق الله فى النفس البشرية ضوابط تضبط اندفاع تلك الدوافع ، منها العقل والإرادة الضابطة ، ومعرفة الطريقين والقدرة على اختيار أحدهما:
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) } [سورة الشمس 91/7-10]
{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} [سورة البلد 90/10]
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)} [سورة الإنسان 76/3]
ثم ذكر الإنسان بالآخرة ، والبعث والحساب والجزاء ، ليكون ذلك معينا له فى ضبط شهواته والالتزام فيها بالحدود التى رسمها الله ، والتى يعلم سبحانه أن فى داخلها الأمن والأمان والفلاح ، ويعلم سبحانه كذلك أن الالتزام بها هو الذى يرفع النفس البشرية ويظهرها ، ويعينا على عمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى.
وعلى الرغم من وضوح المنهج الربانى فى هذه النقطة ، فإن الصوفية تسعى إلى " قتل " الدوافع البشرية بدلا من تهذيبها وضبطها ، وتدعو إلى " إهمال " الحياة الدنيا بحجة التقرب إلى الله وابتغاء مرضاته.
ولو كان هذا هو الإسلام لهدانا إليه رسول الله .
يستلون بقوله : " الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا ذكر الله أو عالم أم متعلم " ( ).
وبأن الله ذم الدنيا فى كتابه المنزل وقال عنها {مَتَاعُ الْغُرُورِ} [سورة آل 3/185].
ولا شك أنه ورد فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ذم للدنيا أو لعن لها.
ولكن مراجعة السياق الذى ورد فيه مثل هذا الذم تكشف لنا بوضوح أن الدنيا تذم أو تلعن فى مجالين اثنين ، حين تصد الإنسان عن الإيمان بالله وتدفعه إلى الكفر به ، أو تصده عن الجهاد فى سبيل الله:
{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)} [سورة النحل 16/106-107]
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)} [سورة التوبة 9/24]
أما فى غير هذين المجالين فليست الدنيا مذمومة ولا ملعونة ، ما دامت لا تصد عن الإيمان بالله أو الجهاد فى سبيل الله.
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [سورة الأعراف 7/32]
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا} [سورة القصص 28/77]
صحيح أن التعلق بالدنيا يؤدى إلى معصية الله. وهذا هو المعنى الذى ركز عليه الصوفيون أشد التركيز ، وجعلوا الدنيا ملعونة من اجله ، ولكن قتل النفس من جهة أخرى مخافة الوقوع فى المعصية يوقع فى معصية من نوع آخر ، هى القعود عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وعن مجالدة الباطل والعمل على إزهاقه ، وعن عمارة الأرض بمقتضى منهج الله.
وحين يعمل الإنسان فى هذا الحقل ، وهو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، والجهاد لتكون كلمة الله هى العليا ، وعمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى ، ثم تقع منه الأخطاء والمعاصى غير متعمد لها ولا متبجح بها ، ثم يستغفر الله عنها ويجاهد لكى لا يقع فيها ، فذلك هو الذى قال الله فيه:
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} [سورة آل 3/135-136]
وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم!" ( ).
وحين تجلس ساكنا وتحمل فوق رأسك سلة مملوءة بالأشياء فلا يقع منها شئ ، فقد حافظت على ما فى السلبة بالفعل ، ولكنك فى سبيل المحافظة عليها تعطلت عن الحركة المطلوبة منك وليست هذه هى البراعة إنما البراعة أن تتحرك وأنت تحمل السلة على رأسك وتحاول جاهدا ألا يسقط منها شئ. فإن تساقط منها شئ أسرعت إلى إعادته فى السلة وعاودت المسير.
ولمثل هذا خلق الله الإنسان. جمله الأمانة ثم أمره بالسير فى مناكب الأرض وهو يحمل الأمانة ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويجاهد لكى يقوم الناس بالقسط ، ولكى تكون كلمة الله هى العليا ، ويعمر الأرض بمقتضى المنهج الربانى.. ثم كان من رحمته سبحانه وتعالى وهو يعلم ضعف الإنسان أنه يغفر ما يقع فى أثناء ذلك من الذنوب ما دام العبد لا يصر عليها ، وما دام يستغفر ويتوب ، فيتم " الإنتاج " المطلوب والإنسان فى أرفع حالاته ، وأقربها إلى رضوان الله.
أما القعود عن الإنتاج ، أو حصره فى أضيق نطاق ممكن بحجة تجنب المزالق ، فليس هو الذى أمر به الله..
ومن جهة أخرى فإن حصر الإنتاج فى أضيق نطاق ممكن وهو نطاق الكفاف يجعل الدولة كلها تعيش فى حالة الكفاف ، ولا يجعل لديها " الفائض " الذى تنفقه فى متطلبات " التمكين فى الأرض ".
إن التمكين فى الأرض هبة الله للمؤمنين:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} [سورة النــور 24/55]
ولكن له تكاليف...
فإلى جانب عبادة الله وحده بلا شريك، وتحكيم شريعته وحده، وهما المقتضى العملى للإيمان الصحيح، فهناك تكاليف حسية ومادية :
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)} [سورة الأنفال 8/60]
فإذا عاش مجموع الناس عيشة الكفاف، ولم ينتجوا إلا فى حدود الكفاف، فكيف للدولة المسلمة أن تعد ما استطاعت من قوة لإرهاب أعداء الله، تلك القوة التى لا يستمر التمكن فى الأرض إلا بها؟
إنما يحتاج الأمر إلى الإنتاج الوفير والاستهلاك القليل.. وهذه هى المعادلة التى يتم بها التمكين فى الأرض والمحافظة عليه. أما الإنتاج القليل على قدر الاستهلاك القيل فلا يؤدى إلا إلى فقر مجموع الأمة، الفقر الذى يؤدى إلى الضعف، والضعف يحرك شهوة الأعداء الذين ينتظرون الفرصة السانحة للانقضاض.
وإلى جانب ذلك كله، فيحن يعتزل المتطهرون المجتمع وينعزلون عنه ليزكوا أرواحهم بعيدا عن الدنس فمن يبقى فى المجتمع؟ ومن يدير شئونه؟ ومن يتحرك فيه؟
أليست هذه العزلة مشجعا للفاسدين أن ينفردوا بالعمل دون تدخل ولا اعتراض؟ بينما كان الواجب الأول لأولئك المتطهرين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ويأطروا الحاكم على الحاكم على الحق أطرا ويأصروه عليه أصراكما أمرهم الله ورسوله ؟
فإذا أضيف إلى هذه الأمور كلها تضخم الشيخ فى حس المريد إلى حد أن يصبح فى حقيقة الأمر واسطة بينه وبين الله، فى الوقت الذى جاء فيه الإسلام ليلغى كل واسطة بين العبد والرب، ويحرر القلب البشرى من كل قيد يعوقه عن الاتصال المباشر بالله، وعبادة الله وحده بلا شريك، ويكون من تعليمه للناس : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} [سورة البقرة 2/186]
إذا اضيف هذا إلى كل ما سبق فقد بدا لنا كم تنحرف الصوفية عن أصل الإسلام، وكم تضيف إليه ما لبس منه، فى سبيل تحقيق غاية فى ذاتها من الإسلام، ولكن طريقها الربانى غير هذا الطريق..
وهذا كله مع الصوفية " النظيفة " الصادقة المخلصة، فكيف إذا صارت دجلا وتهريجا وخرافات؟
ولا شك أن هناك فى تاريخ الصوفية سواء تاريخ الشيوخ أو المريدين . من كان عاملا بتعاليم الإسلام، مجاهدا فى سبيل الله بماله ودمه، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ناشرا لدين الله فى الأرض. فهؤلاء كما أشرنا من قبل لا ينطبق عليهم حكم الصوفية المنحرفة، وإنما هم فى الحقيقة زهاد وأن الحقوا بالصوفية.
ولكن الذى لا شك فيه كذلك أن هؤلاء قلة فى تاريخ التصوف، وأن الأغلبية كانت من أولئك السلبيين المنعزلين، الذين يسعون إلى تزكية أنفسهم فى عزلة عن ركب الحياة.

وأما " العمل " بمقتضى " الإيمان فى الدائرة الفردية والاجتماعية أى فيما لا يتعلق بالسياسة فقد كان الحال خيرا بكثير ولا شك منه فى أواخر الدولة العباسية حيث كان التحلل قد ساد المجتمع وفسدت أخلاقه. فإن المولد الجديد على يد الدولة الفتية، والعزمة القوية التى يحتاج إليها بناء دولة جديدة تقاتل أعداء أشداء، وتريد أن تمكن لنفسها فى الأرض، فضلا عن الجد الصارم الذى تتصف به الدولة العسكرية، كل ذلك قد أحدث تماسكا خلقيا واجتماعيا قرب الناس من روح الإسلام بقدر ما كان الترف العباسى والهو والمجون قد أبعدهم عنه.
وانتشرت فى القرنين الأخيرين بصفة خاصة تلك القولة العجيبة : من لا شيخ له فشيخه الشيطان.
وأصبحت الصوفية بالنسبة للعامة بصورة خاصة هى مدخلهم إلى الدين، وهى مجال ممارستهم للدين.
وحين أصبحت هكذا فقد أصبحت مجموعة من الخرافات والأوهام تتعلق " بالمشايخ " الأحياء منهم والأموات، وصار " التدين " هو الإيمان بالشيخ، وبكراماته، وبأحواله، وقدرته على استشفاف الغيب، وقدرته على شفاء المرضى بغير دواء وقدرته على فك السحر واستخراج الشياطين من أرواح من تسلطت عليهم.. كما أصبح هو التعلق بالأضرحة والأولياء، ونذر النذور لهم والتقرب بالقرابين، دون عمل حقيقى بمقتضى الدين.. فقد أصبح هذا فى حس العامة هو الدين، وليس الدين هو ما أنزله الله فى كتابه المنزل وسنة رسوله .وأما الفراغ الهائل الذى خلفته الصوفية فى مجال العمل، فقد " ستره " الفكر الإرجائى.. المهم هو الإيمان. والإيمان هو التصديق. وهذا متوفر داخل القلب، فلا على الإنسان إذن أن تكون حياته خلوا من العمل بمقتضى الإيمان، فإنه لا يضر مع الإيمان شئ. وتدريجيا فرغت الحياة من المحتوى الحقيقى للدين، ولم يبقى منه سوى وجدانات مهومة.. مختلطة بالأضاليل وتقاليد.

عبدالوهاب موسى
25/10/2009, 10:24 PM
أخى الأستاذ/عمر أبودقة
قال نقلا عن أساتذته بتصرف:


(على عجالة بعناوين وتفصيلات ارجوا أن تكون غير مملة لأني أراها في الصميم
ومنها الصوفية منقولة من أساتذتي بتصرف [/COLOR]
المعجزة : تكون فقط على يد الرسول
الكرامة : ماهو من خوارق العادات على يد إنسان صالح .
وإذا كانت على يد إنسان فاجر فهي استدراج
والكرامة لها شروط :
1- أن لايتباهى بها
2- أن تجري على يد رجل صالح تقي
فالإمام الجنيد يقول :
إذا رأيتم الرجل يمشي على الماء ,أو يطير بالهواء ,فأعرضوا سلوكه على كتاب الله ,فإن وافق ذلك فهي كرامة ,وإن لم يكن ذلك فهي استدراج .
تصديقاً لقوله تعالى " فلما نسوا ماذكروا به فتحنا عليهم أبواب كل شيء "
"إن الله يملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته "
ويقول بعض العارفين " الإستقامة عين الكرامة "
عقيدتنا من منظمومة جوهرة التوحيد :
وأثبتن للأولياء الكرامة
ومن نفاها فانبذن كلامه
معاني الوحي :
"ماكان لبشر أن يكلمهم الله إلا وحيا , أو من وراء حجاب ,أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه مايشاء ,إنه عليم حكيم "
1- إما عن طريق جبريل
2- الإلهام " وأوحينا الى أم موسى أن أرضعيه "
3- الفطره " واوحى ربك الى النحل ان اتخذي من الجبال بيوتا...."
4- الحدس "لكل أمة محدسين وغن يك فيكم فعمر "
الولي :
ألا ان أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون ,الذين آمنوا وكانوا يتقون "
"ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون "
"والذين آمنوا بعضهم اولياء بعض "
ورحم الله حجة الإسلام المتصوف الحق أبي حامد الغزالي حين قال :
"تعلمنا العلم لغير الله ,فأبى إلا أن يكون لله "
ناقش المعتزلة ودحض أفكارهم المنحرفة فقط .
وكان قريبه الزمخشري من جماعة وصل بن عطاء الذي اعتزل الإمام حسن البصري .
قال حجة الإسلام برسالة للزمخشري :
1- قل لمن يفقه عني ماأقول
ضربت والله أعناق الفحول
2- أين منك العقل واللب الذي
قد حار فيه أصحاب العقول
3- انت أكل الخبز لاتعرفه
كيف يجري منك أم كيف تبول
4- كيف تدري من على العرش استوى
كيف استوى كيف النزول
5- قل لي ياجهول ؟؟؟؟
فكان جواب الزمخشري
1- يامن يرى في البعوض جناحه
في ظلمة الليل البهيم الأليل
2- ويرى نياط عروقها في نحرها
والمخ في تلك العظام النحل
3- أمنن علي بتوبة أمحوا بها
ماكان مني في الزمان الأول
الصوفية: رد فعل للترف الذى غشى المجتمع العباسى.. فإن " المتطهرين " من ذل المجتمع ، الذين هالهم الفساد الذى يسرى فى المجتمع من الترف والمجون ليعيشوا حياة نقية طاهرة.. مع الله.
وبصرف النظر عما دخل فى الصوفية من أفكار ، ودفعات يهودية ونصرانية وجوسية وهندوكية.. فما بنا أن ننكر أن دافعها الأصلى كان هو اعتزال الفساد السارى فى المجتمع ، والخلوص إلى حيث الطهارة والقاء.)
كل ذلك جميل ماكتبه الأساتذة الكرام ونقلته يمينك الحاتمية
أما عن قولك:
(ولكن الصوفية ذاتها نزعة منحرفة عن النهج الإسلامى الصحيح.
فلئن كان فيها نزوع إلى تزكية الروح وهو من الإسلام ونزع إلى الترفع عن متاع الأرض وهو من الإسلام ونزع إلى ذكر الآخرة وهو من الإسلام فإن فيها سلبية وانعزالية ليست من الإسلام ، وإهمالا للحياة الدنيا ليس من الإسلام.
إن الصوفية فى حقيقتها عملية " هروب " من مواجهة الواقع ومجالدته ، هروب إلى " عالم خاص " من صنع الوجدان ، ينعم فيه الإنسان " بمشاعر " القرب من الله وهما أو حقا فيقعد عن " العمل " اكتفاء بتل المشاعر التى تختصر له الطريق!
إن " الأعمال " وسيلة للقرب من الله. ولكن ما حاجة " الواصل " إلى الوسيلة وقد وصل بالفعل؟!
كذلك يقعد الصوفية عن العمل والكدح فى واقع الحياة الدنيا ، كما يقعدون عن مجالدة الواقع المنحرف لرده إلى سواء السبيل ، ويكتفون بتلك المشاعر التى تخيل إليهم أنهم قريبون من الله ، واصلون إليه ، عائشون فى حضرته ، سابحون فى نوره.. فلا يبتغون وراء ذلك شيئا لأنه ليس وراء ذلك شئ!!
إنها مشاعر يمكن بالفعل أن تستغرق حسن الإنسان فيغرق فيها ولا يفيق.
ثم إن التدريب الروحى يفتح للإنسان عالما من الأعاجيب. فكما أن التدريب الجسدى يعطى الإنسان قوة وقدرة ، واستمتاعا بتلك القوة والقدرة ، وكما أن التدريب العقلى ينشط الذهن ويسكبه قدرة على الاستيعاب والفهم ، واستمتاعا بتلك القدرة كذلك ، فكذلك التدريب الروحى يعطى الإنسان شفافية وإشراقا ، وإنسياحا وراء السدود والحواجز الحسية إلى عالم فسيح لا تحده حدود ، واستمتاعا بذلك كله يغرى بالمزيد!
ولكن الإسلام لا يقبل تلك " الغيبوبة "!
لقد جاء الإسلام " لمهمة " معينة فى الأرض.
{لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمْ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ} [سورة الحديد 57/25]
وقيام الناس بالقسط لا يتأتى بمجرد الرغبة فى ذلك ولا بمجرد التمنى ، كما أنه لا يتم شئ فى حياة الإنسان كلها بمجرد الرغبة ولا مجرد التمنى ، إنما لابد من جهد يبذل لتحقيق الرغبة ، وتحويل الأمنية إلى واقع محسوس.
والمسلمون بالذات هم الذين حملهم الله مسئولية " العمل " لإخراج البشرية كلها من الظلمات إلى النور بمقتضى الكتاب المنزل إليهم:
{الر كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} [سورة إبراهيم 14/1]
{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [سورة البقرة 2/143]
{وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنْكَرِ} [سورة آل 3/104]
{كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [سورة آل 3/110]
والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الذى هو خلاصة حركة الدين فى واقع الأرض جهد محسوس يبذل فى واقع الحياة ، وموقف إيجابى من كل شئون الحياة.
وهنا مفرق الطريق بين الصوفية وبين الإسلام!
الصوفية انعزال سلبى ، والإسلام مواجهة إيجابية.فى الإلام دعوى صريحة إلى الترفع عن متاع الأرض:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ (14) قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (15) الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ (16)} [سورة آل 3/14-16]
وفى الصوفية كذلك دعوى إلى الترفع عن متاع الأرض والاكتفاء منه بأقل القليل.
ولكن فيم تنفق الطاقة الهائلة المتجمعة فى النفس من ممارسة هذا الترفع عن متاع الأرض؟
فى الإسلام تنفق الطاقة فى تحقيق " القيم العليا " فى دنيا الواقع ، وفى الصوفية تنفق فى تحقيق تلك القيم فى سبحات الروح وإشراقات الوجدان!
إحداهما تصلح الواقع بالفعل. تصلح الفرد والمجتمع ، وترفعهما من الواقع الأدنى المتمثل فى المجال الحسى الغليظ ، إلى الواقع الأعلى الذى تنطلق فيه كل طاقات الإنسان: جسده وعقله وروحه ، للقيام بمهمة الخلافة ، وعمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى ، التى هى حقيقية " العباد " بمعناها الشامل الواسع ، والتى يتحقق بتحقيقها الكيان الأعلى للإنسان.
والأخرى تترك الواقع بكل ما فيه من سوء ، لا تتعرض لإصلاحه ، وتعزل عنه فى محاولة لإصلاح الذات ، محاولة قد تنجح فى جانب من الجوانب هو الجانب الروحى ولكنها تفقد الإنسان توازنه الذى خلقه الله عليه وخلقه له ، وتفقده واقعيته وإيجابيته ، فضلا عن صرفه عن القيام بالتكاليف التى فرضها الله " ليقوم الناس بالقسط " وليخرج الناس من الظلمات إلى النور.
أرأيت لو أن طاقة كامنة يمكن بها استثمار قطعة واسعة من الأرض ، تنزع منها حشائشها الضارة ، وتحرثها وتسقيها ، وتستنبت فيها البقول والأشجار ، والورود والأزهار ، ليعيش من حصيلتها مجموعة من الناس ويستمتعوا بطبيباتها ، أنفقت فى حرث ركن منعزل من الأرض ، وترك سائرها لتنتشر فيه الحشائش والحشرات ويأوى إليه شذاذ الآفاق.
أى تبديد للطاقة.. وأى صرف للجهد عن الإصلاح؟!
ذلك مثل الصوفية فى تبديد الطاقة البشرية وإن ظنت أنها تجمعها وتركزها!
ذلك مثلها فى صرف الجهد عن إصلاح الحياة البشرية وإن ظنت أنها تقوم بالإصلاح.
إن الإنسان مهما فعل لن يستطيع أن يعبد الله على طريقة الملائكة: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لا يَفْتُرُونَ (20)} [سورة الأنبياء 21/20]
والله من حكمته ورحمته لم يكلف الإنسان أن يعبد الله على طريقة الملائكة ، وإلا لخلقه ملكا منذ البدء ، نورا شفافا بلا جسد طينى ينزع ، ولا فكر ينشغل بأمور الحياة.
ولكنه ، من حكمته ورحمته ، وقد خلقه من قبضة من طين الأرض ، ونفخة من روح الله ، وجعل له جسدا يتحرك بالرغبة ، وعقلا ينشغل بالتفكير ، وروحا طليقة ترفرف ، كلفه عبادة من نوع خاص غير الملائكة من ناحية ، والعجماوات والجمادات من ناحية أخرى. عبادة يجتمع فيها كيانه كله: جسده وعقله وروحه. وجعل كل نشاط جسده عبادة ، وكل نشاط عقله عبادة ، وكل نشاط روحه عبادة ، إذ توجه بذلك كله إلى الله ، والتزم فيه بما أنزل الله:
{قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ...} [سورة الأنعام 6/162-163]
وحين يفعل ذلك فهو فى أعلى حالاته ، وأقربها إلى الله ، وأجدرها برضا الله.
ودليلنا هو أعبد عبد لله ، أعظم بشر خلقه الله ، محمد صلى الله عليه وسلم
"ألا أنى أعبدكم لله ، ولكنى أصوم وأفطر ، وأقوم وأنام ، وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتى فليس منى " ( ).
هل يستطيع بشر بعد هذا النص أن يزعم أنه أعبد له من محمد رسول الله؟!
فيكف كانت عبادته ؟!
فأما خلوته مع ربه ، فقد كانت يتعبد حتى تتورم قدماه الشريفتان ، فتقول له عائشة رضى الله عنها: هون عليك يا رسول الله فقد غفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر: فيقول قولة العابد الواصل فى العبادة إلى الأعماق: أفلا أكون عبدا شكورا؟! ( )
ومع ذلك.. فكيف كان ؟
كان أكبر طاقة إيجابية عرفتها الأرض..
والرسول هو أسوة المسلمين إلى قيام الساعة ، وهو الترجمة الواقعية لهذا الدين فى أعلى صوره.
{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً (21)} [سورة الأحزاب 33/21]
والصوفية تقول إنها ترجوا الله واليوم الآخر وتذكر الله كثيرا!.. فلماذا لا تتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى إيجابيته وفاعليته وواقعيته ، ومجابهته للواقع السيئ لهدمه والقضاء عليه ، وإنشاء الواقع الصحيح بدلا منه؟! ( ).
هذا هو الفارق بين الإسلام والصوفية.
هنا إيجابية وهناك سلبية ، هنا مواجهة وهناك عزلة. هنا " زهد " فى متاع الأرض مع إباحته وممارسته ، وهناك إنزواء عن المتاع يقتل الرغبة ويصيب النفس كلها بالذبول.
ومع الصوفية ينشأ التواكل بدل من التوكل.
التوكل على الله من صميم الإيمان ، وقد تردد ذكره فى القرآن مربوطا بالإيمان:
{وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (160)} [سورة آل 3/160]
{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانَاً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)} [سورة الأنفال 8/2]
ولكن التوكل ككل شئ فى دين الله طاقة إيجابية دافعة ، يقوم به المؤمن مع اتخاذ الأسباب.
{فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} [سورة آل 3/159]
والعزيمة فى شأن القتال خاصة ، وهو الذى وردت بمناسبته الآية الكريمة تقتضى إعداد العدى واتخاذ الأسباب.
أما التواكل الذى تمارسه الصوفية وتقول عنه إنه توكل ، فهو ككل شئ فى الصوفية صورة سلبية معطلة ، تتقاعس عن اتخاذ الأسباب متذرعة بالتوكل على الله.
لقد أفسد التواكل كثير من عقيدة القضاء والقدر ، وحولها من عقيدة إيجابية دافعة إلى عقيدة سلبية مخذلة ، وإلى الرضاء السلبى بالواقع وعدم محاولة التغيير.
كان الله يعلم الجيل الأول رضوان الله عليهم {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (51)} [سورة التوبة 9/51]
فيعلمون أنه ليس ذهابهم إلى القتال هو الذى يقتلهم ، إنما هو القدر المقدر عند الله هو الذى يصيبهم أينما كانوا ، فيندفعون بكل قوتهم للقتال.
وكان يعلمهم: {وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لا يُعْجِزُونَ (59) وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ} [سورة الأنفال 8/59-60]
فيعلمون علما يقينيا مؤكدا أن الله لن يحقق للكفار مسعاهم فى هدم هذا الدين والقضاء عليه ، بل سيمكن لدينه فى الأرض ، ومع ذلك يعدون ما استطاعوا من قوة ، أى يبذلون الجهة ويتخذون الأسباب ، ولا يقولون لأنفسهم: ما دام الله سيمكن لدينه فذلك حسبنا ، ونتوكل عليه فلا نعمل!
وكان يعلمهم: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ...} [سورة آل 3/165-166]
فيعلمون أن وقوع الأمر بقدر من الله لا يخليهم من مسئوليتهم عن أعمالهم حين يخطئون أو يسيئون التقدير.
وكان يعلمهم: {الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمْ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ (172) الَّذِينَ قَالَ لَهُمْ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173)} [سورة آل 3/172-173]
فيتعلمون أن وقوع قدر الله بالهزيمة ليس معناه الاستسلام للهزيمة والقعود فيها بحجة أنها قدر من عند الله ، إنما معناها السعى الإيجابى لتغيير هذا الواقع مع التوكل على الله ، رجاء تغيير القدر الأول بقدر جديد , وبذلك كله كانت عقيدة القدر فى حياة المسلمين الأوائل قوة دافعة محركة إلى الأمام.
ولكن تواكل الصوفية حولها إلى غير ذلك ، قعودا عن الأخذ بالأسباب بحجة أن " مالك سوف يأتيك "! وتخليا عن مسئولية الإنسان عن عمله بحجة أن ما وقع منه قد وقع بقدر من الله! وقعودا عن تغيير الواقع السيئ من مرض أو عجز أو فقر أو ذلك أو ضيم بحجة أنه ما حدث إلا بقدر من الله ولو شاء الله غير ذلك لكان!!
ومع الصوفية كذلك ينشأ القعود عن تعمير الأرض ، بحجة أن الدنيا ملعونة ، والمعول عليه هو الآخرة! وأن الإنسان حسبه فى هذه الدنيا عيشة الكفاف، لكى ينجو بروحه من التعلق بالدنيا ، ولكى يفرغ لتزكية روحه استعداد للآخرة!
ولا شك أن الدعوة إلى التقلل من متاع الأرض ، وعدم " التعلق " بالدنيا هى دعوة إسلامية أصيلة ، وهذا هو " الزهد " الذى أشرنا إليه من قبل. ولكن الانصراف عن عمارة الأرض قضية منفصلة ومختلفة عن عدم التعلق بالحياة الدنيا.
لقد ركب الله فى النفس البشرية دوافع إلى العمل والنشاط فى صورة رغبات وشهوات أبرزت الآية الكريمة أهمها أو أشدها سيطرة على الإنسان:
{زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنْ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ} [سورة آل 3/14]
ولم يخلق الله هذه الدوافع عبثا ، تعالى الله عن العبث..
ولم يخلقها ليقتلها الإنسان من جانبه بحجة تزكية الروح..
إنما خلقها لتعينه أو لتدفعه لعمارة الأرض ، التى هى جزء من الخلافة التى خلق الله الإنسان من أجلها:
{وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً} [سورة البقرة 2/30]
{هُوَ أَنشَأَكُمْ مِنْ الأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا} [سورة هود 11/61]
صحيح أن هذه الشهوات مهلكة للإنسان إذا مضى معها إلى آخر الشوط ولم يلتزم " بالحدود " التى رسمها الله ، وقال عنها: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَعْتَدُوهَا} [سورة البقرة 2/229] {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوهَا} [سورة البقرة 2/187].
لذلك خلق الله فى النفس البشرية ضوابط تضبط اندفاع تلك الدوافع ، منها العقل والإرادة الضابطة ، ومعرفة الطريقين والقدرة على اختيار أحدهما:
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا (7) فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا (8) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (9) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا (10) } [سورة الشمس 91/7-10]
{وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)} [سورة البلد 90/10]
{إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً (3)} [سورة الإنسان 76/3]
ثم ذكر الإنسان بالآخرة ، والبعث والحساب والجزاء ، ليكون ذلك معينا له فى ضبط شهواته والالتزام فيها بالحدود التى رسمها الله ، والتى يعلم سبحانه أن فى داخلها الأمن والأمان والفلاح ، ويعلم سبحانه كذلك أن الالتزام بها هو الذى يرفع النفس البشرية ويظهرها ، ويعينا على عمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى.
وعلى الرغم من وضوح المنهج الربانى فى هذه النقطة ، فإن الصوفية تسعى إلى " قتل " الدوافع البشرية بدلا من تهذيبها وضبطها ، وتدعو إلى " إهمال " الحياة الدنيا بحجة التقرب إلى الله وابتغاء مرضاته.
ولو كان هذا هو الإسلام لهدانا إليه رسول الله .
يستلون بقوله : " الدنيا ملعونة وملعون ما فيها إلا ذكر الله أو عالم أم متعلم " ( ).
وبأن الله ذم الدنيا فى كتابه المنزل وقال عنها {مَتَاعُ الْغُرُورِ} [سورة آل 3/185].
ولا شك أنه ورد فى القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ذم للدنيا أو لعن لها.
ولكن مراجعة السياق الذى ورد فيه مثل هذا الذم تكشف لنا بوضوح أن الدنيا تذم أو تلعن فى مجالين اثنين ، حين تصد الإنسان عن الإيمان بالله وتدفعه إلى الكفر به ، أو تصده عن الجهاد فى سبيل الله:
{مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِنْ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (106) ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اسْتَحَبُّوا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ (107)} [سورة النحل 16/106-107]
{قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24)} [سورة التوبة 9/24]
أما فى غير هذين المجالين فليست الدنيا مذمومة ولا ملعونة ، ما دامت لا تصد عن الإيمان بالله أو الجهاد فى سبيل الله.
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [سورة الأعراف 7/32]
{وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنْ الدُّنْيَا} [سورة القصص 28/77]
صحيح أن التعلق بالدنيا يؤدى إلى معصية الله. وهذا هو المعنى الذى ركز عليه الصوفيون أشد التركيز ، وجعلوا الدنيا ملعونة من اجله ، ولكن قتل النفس من جهة أخرى مخافة الوقوع فى المعصية يوقع فى معصية من نوع آخر ، هى القعود عن الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، وعن مجالدة الباطل والعمل على إزهاقه ، وعن عمارة الأرض بمقتضى منهج الله.
وحين يعمل الإنسان فى هذا الحقل ، وهو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ، والجهاد لتكون كلمة الله هى العليا ، وعمارة الأرض بمقتضى المنهج الربانى ، ثم تقع منه الأخطاء والمعاصى غير متعمد لها ولا متبجح بها ، ثم يستغفر الله عنها ويجاهد لكى لا يقع فيها ، فذلك هو الذى قال الله فيه:
{وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (135) أُوْلَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ (136)} [سورة آل 3/135-136]
وقال فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" والذى نفسى بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم وجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم!" ( ).
وحين تجلس ساكنا وتحمل فوق رأسك سلة مملوءة بالأشياء فلا يقع منها شئ ، فقد حافظت على ما فى السلبة بالفعل ، ولكنك فى سبيل المحافظة عليها تعطلت عن الحركة المطلوبة منك وليست هذه هى البراعة إنما البراعة أن تتحرك وأنت تحمل السلة على رأسك وتحاول جاهدا ألا يسقط منها شئ. فإن تساقط منها شئ أسرعت إلى إعادته فى السلة وعاودت المسير.
ولمثل هذا خلق الله الإنسان. جمله الأمانة ثم أمره بالسير فى مناكب الأرض وهو يحمل الأمانة ، يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، ويجاهد لكى يقوم الناس بالقسط ، ولكى تكون كلمة الله هى العليا ، ويعمر الأرض بمقتضى المنهج الربانى.. ثم كان من رحمته سبحانه وتعالى وهو يعلم ضعف الإنسان أنه يغفر ما يقع فى أثناء ذلك من الذنوب ما دام العبد لا يصر عليها ، وما دام يستغفر ويتوب ، فيتم " الإنتاج " المطلوب والإنسان فى أرفع حالاته ، وأقربها إلى رضوان الله.
أما القعود عن الإنتاج ، أو حصره فى أضيق نطاق ممكن بحجة تجنب المزالق ، فليس هو الذى أمر به الله..
ومن جهة أخرى فإن حصر الإنتاج فى أضيق نطاق ممكن وهو نطاق الكفاف يجعل الدولة كلها تعيش فى حالة الكفاف ، ولا يجعل لديها " الفائض " الذى تنفقه فى متطلبات " التمكين فى الأرض ".
إن التمكين فى الأرض هبة الله للمؤمنين:
{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً} [سورة النــور 24/55]
ولكن له تكاليف...
فإلى جانب عبادة الله وحده بلا شريك، وتحكيم شريعته وحده، وهما المقتضى العملى للإيمان الصحيح، فهناك تكاليف حسية ومادية :
{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)} [سورة الأنفال 8/60]
فإذا عاش مجموع الناس عيشة الكفاف، ولم ينتجوا إلا فى حدود الكفاف، فكيف للدولة المسلمة أن تعد ما استطاعت من قوة لإرهاب أعداء الله، تلك القوة التى لا يستمر التمكن فى الأرض إلا بها؟
إنما يحتاج الأمر إلى الإنتاج الوفير والاستهلاك القليل.. وهذه هى المعادلة التى يتم بها التمكين فى الأرض والمحافظة عليه. أما الإنتاج القليل على قدر الاستهلاك القيل فلا يؤدى إلا إلى فقر مجموع الأمة، الفقر الذى يؤدى إلى الضعف، والضعف يحرك شهوة الأعداء الذين ينتظرون الفرصة السانحة للانقضاض.
وإلى جانب ذلك كله، فيحن يعتزل المتطهرون المجتمع وينعزلون عنه ليزكوا أرواحهم بعيدا عن الدنس فمن يبقى فى المجتمع؟ ومن يدير شئونه؟ ومن يتحرك فيه؟
أليست هذه العزلة مشجعا للفاسدين أن ينفردوا بالعمل دون تدخل ولا اعتراض؟ بينما كان الواجب الأول لأولئك المتطهرين أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر، ويأطروا الحاكم على الحاكم على الحق أطرا ويأصروه عليه أصراكما أمرهم الله ورسوله ؟
فإذا أضيف إلى هذه الأمور كلها تضخم الشيخ فى حس المريد إلى حد أن يصبح فى حقيقة الأمر واسطة بينه وبين الله، فى الوقت الذى جاء فيه الإسلام ليلغى كل واسطة بين العبد والرب، ويحرر القلب البشرى من كل قيد يعوقه عن الاتصال المباشر بالله، وعبادة الله وحده بلا شريك، ويكون من تعليمه للناس : {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)} [سورة البقرة 2/186]
إذا اضيف هذا إلى كل ما سبق فقد بدا لنا كم تنحرف الصوفية عن أصل الإسلام، وكم تضيف إليه ما لبس منه، فى سبيل تحقيق غاية فى ذاتها من الإسلام، ولكن طريقها الربانى غير هذا الطريق..
وهذا كله مع الصوفية " النظيفة " الصادقة المخلصة، فكيف إذا صارت دجلا وتهريجا وخرافات؟
ولا شك أن هناك فى تاريخ الصوفية سواء تاريخ الشيوخ أو المريدين . من كان عاملا بتعاليم الإسلام، مجاهدا فى سبيل الله بماله ودمه، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ناشرا لدين الله فى الأرض. فهؤلاء كما أشرنا من قبل لا ينطبق عليهم حكم الصوفية المنحرفة، وإنما هم فى الحقيقة زهاد وأن الحقوا بالصوفية.
ولكن الذى لا شك فيه كذلك أن هؤلاء قلة فى تاريخ التصوف، وأن الأغلبية كانت من أولئك السلبيين المنعزلين، الذين يسعون إلى تزكية أنفسهم فى عزلة عن ركب الحياة.
وأما " العمل " بمقتضى " الإيمان فى الدائرة الفردية والاجتماعية أى فيما لا يتعلق بالسياسة فقد كان الحال خيرا بكثير ولا شك منه فى أواخر الدولة العباسية حيث كان التحلل قد ساد المجتمع وفسدت أخلاقه. فإن المولد الجديد على يد الدولة الفتية، والعزمة القوية التى يحتاج إليها بناء دولة جديدة تقاتل أعداء أشداء، وتريد أن تمكن لنفسها فى الأرض، فضلا عن الجد الصارم الذى تتصف به الدولة العسكرية، كل ذلك قد أحدث تماسكا خلقيا واجتماعيا قرب الناس من روح الإسلام بقدر ما كان الترف العباسى والهو والمجون قد أبعدهم عنه.
وانتشرت فى القرنين الأخيرين بصفة خاصة تلك القولة العجيبة : من لا شيخ له فشيخه الشيطان.
وأصبحت الصوفية بالنسبة للعامة بصورة خاصة هى مدخلهم إلى الدين، وهى مجال ممارستهم للدين.
وحين أصبحت هكذا فقد أصبحت مجموعة من الخرافات والأوهام تتعلق " بالمشايخ " الأحياء منهم والأموات، وصار " التدين " هو الإيمان بالشيخ، وبكراماته، وبأحواله، وقدرته على استشفاف الغيب، وقدرته على شفاء المرضى بغير دواء وقدرته على فك السحر واستخراج الشياطين من أرواح من تسلطت عليهم.. كما أصبح هو التعلق بالأضرحة والأولياء، ونذر النذور لهم والتقرب بالقرابين، دون عمل حقيقى بمقتضى الدين.. فقد أصبح هذا فى حس العامة هو الدين، وليس الدين هو ما أنزله الله فى كتابه المنزل وسنة رسوله .وأما الفراغ الهائل الذى خلفته الصوفية فى مجال العمل، فقد " ستره " الفكر الإرجائى.. المهم هو الإيمان. والإيمان هو التصديق. وهذا متوفر داخل القلب، فلا على الإنسان إذن أن تكون حياته خلوا من العمل بمقتضى الإيمان، فإنه لا يضر مع الإيمان شئ. وتدريجيا فرغت الحياة من المحتوى الحقيقى للدين، ولم يبقى منه سوى وجدانات مهومة.. مختلطة بالأضاليل وتقاليد.)
[COLOR="purple"]
فأنا أخالفك على ماورد جملة وتفصيلاعلى النحو التالى:
أولا: سبق أن قلت فى مشاركاتى بديهة متفق عليها وهى أن كل طائفة من طوائف المجتمع- أعتذرمنك لك ولجميع المعارضين للتصوف عن كلمة طائفة التى تسبب حساسية!- وأقول أن كل شريحة من المجتمع
فيها قابيل الطالح وهابيل الصالح على النحو التالى:
* شريحة أساتذة الجامعات مؤسسة عماد الدولة فيها الصلاح ولا تخلو من بعض الطالحين الذى يسرقون رسالات الماجستير والدكتوراة ومنهم من يجبر الطلبة على الدروس الخصوصية ولم يكتف بايراداته من الدولة وهى متميزة فى كل بلد ومن إيرادات بيع المراجع التى قد لاتتغير فى الأعوام القادمة فى المضمون ولكن تتغير فى تقديم وتأخير بعض الفصول وجلدة المرجع للإحياء بأن هناك تغير كثير ليجبر الطلبة على شرائها بل ابتدعوا نظام الشيتات ( أعمال السنة)حتى يتم التحقق من شراء الطالب للمرجع وإلا سود نتيجته فى نهاية العام ...ألخ وتطالعنا الصحافة فى بلداننا بحالاتهم هل هذا يعنى أن الكل مرفوض رغم تفشى تلك الظاهرة خاصة فى جانبها المادى؟؟!!
*- شريحة السلفيين عندنا بعضهم يحمل دفاتر تبرعات مزورة وضبط هل كل السلفيين كذلك؟؟!!!
* شريحة المبدعينهنا على صفحات النت:
منهم الذى يسرق نصوصا كاملة فهل نرفض كل المبدعين كما نرفض التصوف كلية؟؟؟!!!!
.....
......
ألخ
أما عن قولك يا سيدى أن نزعة الصوفية تبتعد الدين وأصوله وتسبب الإنعزالية والتواكل ....ألخ
فهذا قول ليس صحيحا !!
فأنا على سبيل المثال :تلميذ أحبو برياض بحوثكم أتتلمذ على أيديكم حسينى شريف وتلميذ فى مدرسة الصوفية ووكيل وزارة بالجهاز المركزى للمحاسبات وكما ترانى ليس إنعزاليا ولا متواكلا بل مجاهدا نشيطا
وأذكرنى على سبيل المثال لا الحصر!!
كما تجدر الإشارة الى عدم انعزالية الصوفية بل مشايخهم أنفسهم على النحو التالى:
*- سيدى أبو الحسن الشاذلى كان صاحب تجارات كبيرة ومجاهدا كبيرا ضد مع المجاهدين المصريين وكتب ذلك
الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر السابق رحمه الله فى كتابه(أبو الحسن الشاذلى الصوفى المجاهد)
كما تجدر الإشارة الى صوفية شيخ الأزهر هذا وهو أستاذ جامعى لم ينعزل عن الحياة المعاشة بل تذكر له حسنة رفضه بشجاعة جعل كتاب الدين الإسلامى يشمل الدين المسيحى! كمطلب سياسى له من السلطة ما له!!!).
*- كما أن السيد أحمد البدوى رضى الله عنه وعنا حارب ضد الصليبين وفك أسر بعض الأسرى وتغنى الشعب بشجاعته(الله الله يابدوى جاب اليسرى أى الأسرى).
*سيدى على الخواص كان يأكل من عمل يده من حرفته فى مجال المصنوعات الخوصية.
*- الدكتور أحمد عمر هاشم من المتصوفة وأستاذ جامعى ولم ينعزل عن الحياة ولا يتواكل ويأكل من عمله الجامعى!.
........
........
والغالبية منهم معتدلون كما تفضلت وذكرت سيدى فإن وجد بعض الصوفية المخالفين هل معنى ذلك نرفض التصوف كلية؟؟؟!!!!
علما بأن البحث العادل (النقد الموضوعى) يستلزم ذكر المحاسن أولا ثم ذكر المسالب فى عرض محايد
لا بطريقة هجومية تعنى الرفض التام!!.
أعتذرمنك لك إن كنت قد تجاوزت حدود الخطاب الثقافى الراقى المتحضر
ولك ولكل المشاركين محبتى فى الله خالصة

عمر أبودقة
26/10/2009, 02:31 AM
الباحث القانوني عبد الوهاب موسى المحترم
ولا شك أن هناك فى تاريخ الصوفية سواء تاريخ الشيوخ أو المريدين . من كان عاملا بتعاليم الإسلام، مجاهدا فى سبيل الله بماله ودمه، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، ناشرا لدين الله فى الأرض. فهؤلاء كما أشرنا من قبل لا ينطبق عليهم حكم الصوفية المنحرفة، وإنما هم فى الحقيقة زهاد وأن الحقوا بالصوفية.
ولكن الذى لا شك فيه كذلك أن هؤلاء قلة فى تاريخ التصوف، وأن الأغلبية كانت من أولئك السلبيين المنعزلين، الذين يسعون إلى تزكية أنفسهم فى عزلة عن ركب الحياة.
أما عن قولك يا سيدى أن نزعة الصوفية تبتعد الدين وأصوله وتسبب الإنعزالية والتواكل ....ألخ
فهذا قول ليس صحيحا !!وهنا أقول لك هدانا الله وإياك لتفهم ماورد أعلاه جيداً .
فأنا على سبيل المثال :تلميذ أحبو برياض بحوثكم أتتلمذ على أيديكم حسينى شريف وتلميذ فى مدرسة الصوفية ووكيل وزارة بالجهاز المركزى للمحاسبات وكما ترانى ليس إنعزاليا ولا متواكلا بل مجاهدا نشيطا
وأذكرنى على سبيل المثال لا الحصر!!
كما تجدر الإشارة الى عدم انعزالية الصوفية بل مشايخهم أنفسهم على النحو التالى:
*- سيدى أبو الحسن الشاذلى كان صاحب تجارات كبيرة ومجاهدا كبيرا ضد مع المجاهدين المصريين وكتب ذلك
الدكتور عبدالحليم محمود شيخ الأزهر السابق رحمه الله فى كتابه(أبو الحسن الشاذلى الصوفى المجاهد)
كما تجدر الإشارة الى صوفية شيخ الأزهر هذا وهو أستاذ جامعى لم ينعزل عن الحياة المعاشة بل تذكر له حسنة رفضه بشجاعة جعل كتاب الدين الإسلامى يشمل الدين المسيحى! كمطلب سياسى له من السلطة ما له!!!).
*- كما أن السيد أحمد البدوى رضى الله عنه وعنا حارب ضد الصليبين وفك أسر بعض الأسرى وتغنى الشعب بشجاعته(الله الله يابدوى جاب اليسرى أى الأسرى).
*سيدى على الخواص كان يأكل من عمل يده من حرفته فى مجال المصنوعات الخوصية.
*- الدكتور أحمد عمر هاشم من المتصوفة وأستاذ جامعى ولم ينعزل عن الحياة ولا يتواكل ويأكل من عمله الجامعى!.
بارك الله بهم جميعاً وأحب ان أضيف اليهم الأمير عبد القادر الجزائري وكافة رفاق دربه المتطهرين
واسمح لي بالإختلاف معك بالرأي حول تقدير الأقلية والأغلبية .
........
والغالبية منهم معتدلون كما تفضلت وذكرت سيدى فإن وجد بعض الصوفية المخالفين هل معنى ذلك نرفض التصوف كلية؟؟؟!!!!لماذا لاتقتبس هذا الكلام فإني أدرك ماقلته تماماً . سامحك الله
علما بأن البحث العادل (النقد الموضوعى) يستلزم ذكر المحاسن أولا ثم ذكر المسالب فى عرض محايد
لا بطريقة هجومية تعنى الرفض التام!!.
أعتذرمنك لك إن كنت قد تجاوزت حدود الخطاب الثقافى الراقى المتحضر
ولك ولكل المشاركين محبتى فى الله خالصة
[/SIZE][/COLOR][/QUOTE]
ولاداعي للإعتذار أخي في الله فإنك لم تخاطبني شخصياً وإنما تفكر فيما ورد .
وأذكرك بشرف نقلي عن أساتذتي "وفوق كل ذي علم عليم "

عبدالوهاب موسى
26/10/2009, 12:51 PM
شكرا جزيلا لك أخى الحبيب فى الله عمر أبودقة
على رحابة صدرك وعطور فكرك.
هكذا لا إختلاف بيننا !
ففى كل شريحة من شرائح المجتمع نجد الصالح والطالح ولا فضل للصالح فى صلاحه فهو نعمة من الهادى جل جلاله: فالهدى هداه :(.. ليس عليك هداهم ولكن الله يهدى من يشاء.. الآية الكريمة)
وفى حديث ما معناه عن سيد الخلق بخصوص الأشقياء - فى كل شريحةبالطبع- :(.. وأن تدعو لشقيهم بالهداية..الحديث الشريف) نجادله بالتى هى أحسن حتى لا ينفض من حولنا!
ولانرميه بضلال وكفر حتى لايرد علينا!! ،ولا نقنـّطه من رحمة الله حتى لايقتلنا ويكمل المائة بنا ويدخل الجنة رغم أنفنا!!.
وقد تكتب له السعادةفى آخر عمره حيث لايكون بينه وبين النار قدر زراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة والعكس صحيح وهو مفاد حديث شريف.
جلعنا الله متحابين فى جلاله حتى نستظل بظله يوم القيامة حيث لاظل إلا ظله
لك تقديرى واحترامى ومحبتى فى الله سيدى

محمد خطاب سويدان
26/10/2009, 10:03 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخ الكريم / الاستاذ عمر ابو دقه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اشكر لك مشاركتك للموضوع والذي طرحت فيه البحث من جانب مختلف ، وهذا البحث يمكن ان يوضع تحت مسمي الجانب السلبي للحركات الصوفية علي الحياة العامة في الاسلام .
وقد كان طرحا موضوعيا غطي االمطلوب من كل جانب .
شكرا لك اخي الكريم

مصطفى الزايد
26/10/2009, 11:48 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
الأستاذ محمد خطاب سويدان
تحية طيبة ، مع الشكر على موضوعك.
أخي الكريم إن كنت قد ربطت التصوف بديانات وثنية ، ومذاهب فلسفية ، فهذا لا يعني انتسابه لهذه الاتجاهات.
فهناك قيم إنسانية تتشابه بين عموم الجنس البشري ؛ كالبكاء عند الألم ن والضحك عند الفرح. كحب الإله أو الرب الذي تعرفه كل البشرية قبل أن يدخل التحريف على دياناتها.
فكل امة جاءها نذير ، وعرفت أن لها ربا ، منهم من عصاه ، ومنهم من احبه. وجرى التحريف عليها ، وبقي الحب.
والدين الإسلامي كان فيه نماذج من الناس احبوا الله ، ولكن لم يجر التحريف بهذا الدين الذي تعهد الله بحبه.
أنا كنت أنظر إلى الفكر الصوفي (الحب) في الديانات الأخرى على أنه دليل على أن أصول هذه الديانات واحد هو الله ، ورسالات ونبوات حقيقية كانت في تلك الأمم ، لكن التحريف أفقدها جوهرها وهو التوحيد ، وبقي شيء من ملازماتها وهو الحب.
أما بشأن تفصيلات التصوف الإسلامي فلي مقال هنا تحت عنوان نـظـــــــرة وجـــدانـــيــة إلـى الـتـــصــــوف (http://www.wata.cc/forums/showthread.php?t=55665)أرجو أن تطلع عليه ، لأن إعادة الكلام على هذه الصفحة لا مبرر له.

سعيد نويضي
27/10/2009, 08:24 PM
======
أخى الحبيب/ سعيد
أقول لك أخى بل أقولها للجميع دائما وأبدا
فأن أخا الدابة دابة مثلها هههه
أخى وأستاذى أقصد الذى كتب المقال فى موقع الصوفية لا أقصدك فهو بالطبع نقل ماكتبه كالحمار يحمل أسفارا لا يعلم ما بهاحيث أنه فنان.
أنا وأنت وكلنا مجتهدون فى التفقه ولسنا بفقهاء حتى نفتى ونكون نواب أحكام لله فى الأرض نكفر هذا وندخله الجنة ونمدح ذلك ونعطيه قيراطا فى الجنة.
همسة:
جادلنى أحد المطنطنيين بعبارات الضلال ولا يملك إلا حديثا واحدا فى ذاكرته ما معناه- أدبا مع سيدنا رسول الله:"...وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار...الحديث الشريف"
فضقت به ولكن ضيقى لم يخرجنى عن حدود الخطاب الثقافى المتحضر!
فسألته أدخلت الكثير النار وأدخلت بعضنا الجنة!:
أين منتهاك من الجنة أو النار وأنت أعلم بنفسك التى بين جنبيك؟
قال الله أعلم
فتعجبت منه وقلت أنت لا تعلم بنهايتك فكيف تعلم بحال غيرك ونهايته وفاقد الشىء لايعطيه؟؟!!
فبهت الذى طتطن.
لك محبتى فى الله ياأخى الكريم

بسم الله الرحمن الرحيم...
سلام الله على الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى....
الحمد لله كلنا إخوة في الإسلام...و كلنا متحابين في الله جل و علا...و كلنا لا نهدف من أقوالنا و لا أعمالنا سوى وجه الله جل و علا و رضاه...
لذلك كانت الكلمة التي تخرج من أفواهنا أو اقلامنا و لا نلقي لها بالا قد تنزل بنا إلى الاسفل و قد ترفعنا إلى أعلى عليين كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم و آله و صحبه و من تبعه بإحسان إلى يوم الدين...
( صحيح ) وعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم . رواه البخاري . وفي رواية لهما يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب .
لذلك ما أردت بالتعليق على ما يسمى بالحديث القدسي "....قل للشيء كن فيكون" هو مجرد التنبيه على اساس ما أجمعوا عليه من أن الحديث موضوع و لا وجود له في الصحاح الستة و أن الشيخ الشعراني رحمه الله لم يستشهد بهذا الحديث في كتابه "الطبقات" و هو الصوفي الذي ذكرته في مداخلتك الأولى...
فمن باب التذكير ليس إلا...
و جزا الله ألف خبر الأستاذ عمر أبودقة على مداخلته القيمة التي بين فيها بشكل دقيق و واضح أن الإسلام هو دين الوسطية القائم على الحق و اتباع رسول الله صلى الله عليه و سلم باعتباره كما قالت امنا عائشة رضي الله عنها "كان خلقه القرآن".
فالأنبياء و الرسل عليهم أزكى الصلاة و السلام لم يقولوا للشيء كن فيكون كا قد يعتقد البعض مقارنة بالأنبياء و الرسل الذين ايدهم الله جل و علا بمعجزات و آيات لأن ذلك من امر الله جل و علا...
و الكرامات مهما بلغ المكرم بها من الله جل و علا من التقوى و الرقي الروحي لن تصل إلى قول الشيء كن فيكون...
و ربما يكون للاساتذة قول آخر...
و الله أعلم...
لكم مني أطيب المنى و ألطف تحية...
و للحديث بقية إن شاء الله...

محمد خطاب سويدان
28/10/2009, 12:36 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم الاستاذ عبد الوهاب موسي
تحيتي اليك
سيظل الاختلاف ما اختلفنا في الاصول الفكرية ، ولن يفسد هذا للود قضية ، تري في الصوفية حياة وطريقا مستقيما ، وأختلف معك ، وأعتقد ان هذا من حقي ان اختلف ما دمت اقدم حجج وادلة هي من وجة نظري سليمة .
وكم وددت اخي الكريم ان يبقي الحوار دون تصنيف فكري لمجرد الاختلاف ان هذا ارهابي او هذا مسلم معتدل اوهذا وهابي ، حتي لا يخرج الحوار عن خطه المرسوم الي اتجاه لافائدة منه في حوارنا حول موضوع يدرك شخصكم الكريم اننا لن تلتقي فيه ، ولن اقبل به ، ولو كان كذلك لرأيتني امشي في طريقه .ولم اقدم له نقدا .
لك مني التحية والسلام

محمد خطاب سويدان
28/10/2009, 01:02 AM
بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم الاستاذ / مصطفي لزايد
اطلعت علي المقال ووعيته ، غير اني اري ان العبادة التي لا تكن محكومة بضوابط الشرع والدين واتباع الرسول لابد منحرفة عن الطريق القويم فقد برر بعض المشركين عبادته للاصنام كما قال تعالي ( ما نعبدها الا لتقربنا الي الله زلفي ) ، فكان في ذلك هلاكهم كما رفض الرسول صلي الله عليه وسلم اتجاه بعض الصحابة الي التخلي عن الدنيا وعدم تزوج النساء وصوم الدهر ، وعد ذلك خروجا عن خط الاسلام لقوله صلي الله عليه وسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .
وكنت ار ان اغلب من تحدثت عنهم هم من الزهاد في الدنيا ويس المتصوفة التي لها قاعدتها الفكرية التي لايمكن انكارها او التخلي عنها عندهم ، ولقد لمست ذلك مع العديد الذين حاورتهم .
والسؤال عندي قبل الطريقة الصوفية الفلانية للعبادة كيف كان الناس يعبدون الله ؟ اليس المفروض الرجوع الي هدي سيدنا محمد ، فان خير الهدي هدي رسولنا الكريم ، ولايقول لي احد ان هؤلاء كانوا يعبدون االله علي هدي محمد ، اذن لنرجع الي سنة المصطفي بدلا ان يكون الطريق اليها عن طريق اناس اخرين .قال تعالي ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) .
هذا هو المعيار والمقياس .
كذلك ان فكرة التدين فطرة في الانسان وقد وجد ان اكثر القبائل تخلفا لها طوطمها الذي تعبده ، ولكن هل في الطريق الصحيح ؟
هناك فرق كبير بين زهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الدنيا وخوفه من الله وخوفه من ناره وممن يقول اني اعبد الله لاخوفا منه ولا طمعا في جنته ولكن حبا له ، وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبكي من خشية الله .فعمر بن الخطاب ليس صوفيا ولا حتي في الظاهر او اننا فهما الصوفية خطأ .
تحية لك اخي الكريم
واشكر لك مداخلتك الراقية .

جعفر الوردي
28/10/2009, 02:38 AM
بصراحة أرى أن النقاش يدور حول اسطوانة وليس له حد يقف عنده

كيف نتسرع الى الحكم دونما تمعن !!
غريب هذا الامر اليس كذلك

لم اتمعن في كثير من الردود لأن العصبية تغشى بعضها ولعلنا فقدنا -مع العلم أن الكل مثقف - الانصاف
لكن لفت انتباهي قول أخي خطاب
وقد أذهلني وحجبني عن الرد أو الكلام

لعل قضية الولي هي الاهم في الحوار لان كل صوفي يرنو الي ان يكون وليا لله وذلك بحسب رايهم
ومن ينكر ذلك يا سيدي ؟؟!!!!
أليس الله يقول كونوا ربانيين ؟؟؟!!!
أليس الله يقول ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ؟؟؟!!!!

بالطبع إذا رأيت هذا الأمر والمدح من الحق سبحانه سأسعى ركضا أو حبوا لكي أصبح وليا

أرجو قليلا من التمعن دون التسرع في لطش الأقوال وردها

فنحن مـــــــــثقفون

تحيتي وودي للجميع

جعفر الوردي
28/10/2009, 03:00 AM
أخي محمد سأتطفل على أخي الأستاذ الحبيب مصطفى الزايد وأجيب

بسم الله الرحمن الرحيم
اخي الكريم الاستاذ / مصطفي لزايد
اطلعت علي المقال ووعيته ، غير اني اري ان العبادة التي لا تكن محكومة بضوابط الشرع والدين واتباع الرسول لابد منحرفة عن الطريق القويم

ما تقول يف ابتداع بلال الحبشي ركعتي الوضوء ولم يجئ بها محمد رسول الله وهي عبادة مستقلة ؟!
وما قولكم في ابتاداع أبي بكر لربنا ولك الحمد بعد الركوع ولم يجئ بها أبو القاسم ؟
وغيرها كثير من ابتداع الصحابة غير الاربعة المهديين الذين أمرنا أن نعض على ما جاءنا منهم بالنواجذ
وفي الجميع ما دام أنه ابتدع على نسق وترتيب ماجاء به محمد رسول الله فقد عليه مولانا النبي

فقد برر بعض المشركين عبادته للاصنام كما قال تعالي ( ما نعبدها الا لتقربنا الي الله زلفي ) ، فكان في ذلك هلاكهم

غريب أن نستدل بأية نزلت في عباد الأوثان على موحدين ومؤمنين !!

كما رفض الرسول صلي الله عليه وسلم اتجاه بعض الصحابة الي التخلي عن الدنيا وعدم تزوج النساء وصوم الدهر ، وعد ذلك خروجا عن خط الاسلام لقوله صلي الله عليه وسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .

نعم ولم ينكر أحد ذلك ولم يتكره أي صوفي ومن أراد الخلي فهو وشأنه وله ما يريد كما فعل ذلك السلف كالنووي وغيره من الفقهاء والعلماء وتبقى سنة النبي المهدي هي المقدمة
ومفهوم كلامكم يدل على ان الذي لا يتزوج خارج عن الاسلام !!!
فهل هذا صحيح ؟
بل الصحيح أن الذي يحرم الزواج على نفسه هذا الذي لا يجوز وما أحد قال به

وكنت ار ان اغلب من تحدثت عنهم هم من الزهاد في الدنيا ويس المتصوفة التي لها قاعدتها الفكرية التي لايمكن انكارها او التخلي عنها عندهم ، ولقد لمست ذلك مع العديد الذين حاورتهم .
والسؤال عندي قبل الطريقة الصوفية الفلانية للعبادة كيف كان الناس يعبدون الله ؟

وهل هذا السؤال مطابق للاستشهاد

اليس المفروض الرجوع الي هدي سيدنا محمد ، فان خير الهدي هدي رسولنا الكريم ، ولايقول لي احد ان هؤلاء كانوا يعبدون االله علي هدي محمد ،

أليست الصحابة كان لكل واحد منهم شأن معين في عبادته ؟
هذا أبو ذر في الزهد
وهذا ابن عوف في التجار ة
وما أنكر أحد على أحد وما قيل لهم إنهم خالفوا هدي محمد
بل لكل راحته في العبادة على خط هدي محمد

اذن لنرجع الي سنة المصطفي بدلا ان يكون الطريق اليها عن طريق اناس اخرين .قال تعالي ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) .

ما خرجنا منها لنعود إليها إن شا الله تعالى

هذا هو المعيار والمقياس .
كذلك ان فكرة التدين فطرة في الانسان وقد وجد ان اكثر القبائل تخلفا لها طوطمها الذي تعبده ، ولكن هل في الطريق الصحيح ؟
هناك فرق كبير بين زهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الدنيا وخوفه من الله وخوفه من ناره وممن يقول انياعبد الله لاخوفا منه ولا طمعا في جنته ولكن حبا له ،

هذا ليس توجيهه على ما يريد كل شخص
بل من الطبيعي ان يخاف الانسان من النار ويطمع بالجنة
ولكن هل انا اعبد الله للجنة ام لأنه رب يستحق العبادة ؟
هذا هو مفهموم العبارة الذي لا يتمارى في فهمه أحد قط


وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يبكي من خشية الله .فعمر بن الخطاب ليس صوفيا ولا حتي في الظاهر او اننا فهما الصوفية خطأ .

وكل الصالحين من الصوفية كانوا على هذا القدم
فمن لم يخف من عذاب الله ليس بمؤمن
لأن الله يقول يخوف الله عباده
فالمعنى في الكلام الذي نقلته عن قائله هو في معنى العبادة
أي إنني ليس بعبد للنار ولا للجنة لكن عبد لله وأرجو الجنة وأخاف النار
وأنت نفسك سيدي الكريم تقر بهذا الكلام

تحية لك اخي الكريم

وتحيتي العميمة والغامرة لك

واشكر لك مداخلتك الراقية .

وانا أشكرك باسمه وان كنت متطفلا

تحيتي للجميع

عبدالوهاب موسى
28/10/2009, 03:10 AM
أخى محمد خطاب
فى تعليقك على أخى مصطفى زايد أخالفك الرأى على بعض ماجاء به على النحوالتالى:
فقد قلت:
1-( العبادة التي لا تكن محكومة بضوابط الشرع والدين واتباع الرسول لابد منحرفة عن الطريق القويم فقد برر بعض المشركين عبادته للاصنام كما قال تعالي ( ما نعبدها الا لتقربنا الي الله زلفي ) ، فكان في ذلك هلاكهم كما رفض الرسول صلي الله عليه وسلم اتجاه بعض الصحابة الي التخلي عن الدنيا وعدم تزوج النساء وصوم الدهر ، وعد ذلك خروجا عن خط الاسلام لقوله صلي الله عليه وسلم ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) .

وأقول لك:
يا أخى الفاضل كلامك هذا قذف وسب - إن لم يكن تكفيرى وسيرد إليك: فالصوفيون يعبدون الله مثل أى مسلم عادى و مثلك تماما ويقيمون أركان الإسلام الخمسة ويزيدون رتبة بكثرة أذكارهم ومجالسة الصالحين (..إنما مثل الجليس الصالح....الحديث)
فهم يا أخى لايعبدون الأصنام والعياذ بالله
وليسوا سلبيين ورغبوا عن السنة الشريفة بل هم يخاطبونك الآن ولم يتواكلوا بل توكلوا ولم يترهبنوا كما يدعى عليهم بل يتعايشون مع الناس بل و مع من يخالفهم الرأى هكذا!!.
2- وقلت:
(وكنت ار ان اغلب من تحدثت عنهم هم من الزهاد في الدنيا ويس المتصوفة التي لها قاعدتها الفكرية التي لايمكن انكارها او التخلي عنها عندهم ، ولقد لمست ذلك مع العديد الذين حاورتهم) .

وأقول يا أخى الفاضل:
حين تفصل بين الزهاد والمتصوفة هكذا فهذا دليل قاطع على عدم الإلمام بمقررات مدرستهم السامقة حيث أن الزهد هو أول المقررات الدراسية بها!!!.
3- وقلت:
والسؤال عندي قبل الطريقة الصوفية الفلانية للعبادة كيف كان الناس يعبدون الله ؟ اليس المفروض الرجوع الي هدي سيدنا محمد ، فان خير الهدي هدي رسولنا الكريم ، ولايقول لي احد ان هؤلاء كانوا يعبدون االله علي هدي محمد ، اذن لنرجع الي سنة المصطفي بدلا ان يكون الطريق اليها عن طريق اناس اخرين .قال تعالي ( قل ان كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) .
هذا هو المعيار والمقياس ).

وأقول لك ياأخى الحبيب :
إنتماؤك الى السلفيين واضح جدا وضوح الشمس وبكل سهولة يمكننى تصنيف توجهك كالآتى:
أنت من مريدين الطريقة الوهابية - سبق أن قلتها فى مشاركاتى وأؤكدها الآن- ولحساسيتك المفرطة من لفظة الطريقة والطرق والمريدين يمكن
القول:
أنت من أنصار المذهب الوهابى السلفى ومحال أن نلتقى عند نقطة الوسط هكذا أعرف ويعرف المشاهدون والمشاركون مقدما !!!.
أعتذرمنك لك إن كانت صراحة الحوار قد سببت إزعاجا ما لك ولكنها الحقيقة ولا مفر منها.
شكرا لك ولأخى مصطفى زايد
وأدعو لنفسى أولا ولك ولأخى مصطفى وكل المسلمين بظهر الغيب بالهداية السرمدية.
ولك محبتى فى الله

عبدالوهاب موسى
28/10/2009, 03:38 AM
أخى الحبيب/ سعيد نويضى
قلت فى آخر مشاركة لك:
(فالأنبياء و الرسل عليهم أزكى الصلاة و السلام لم يقولوا للشيء كن فيكون كا قد يعتقد البعض مقارنة بالأنبياء و الرسل الذين ايدهم الله جل و علا بمعجزات و آيات لأن ذلك من امر الله جل و علا...)

وأقول لك أخى الحبيب:
من أين إستدللت بهذا الكلام؟؟؟!!!
ألم يقل المسيح للميت قم حيّا وهو يحيى الموتى بأمر الله؟!
ألم يأت ذاك صراحة بدستورنا الشريف الكريم؟!
هناك فرق واضح سيدى بين كن الكلية المقررة وبين كن الخاصة المنفذة(المتصرفة)!!.
فالمختص والمنفذ والمتصرف فى - على سبيل المثال لا الحصر- حال المطر المساق بكن الخاصة من اختصاص ملك مقرب!
أليس فى مكنة الله القادر والقدير أن يكون ذلك بقبضته وهو المقرر والمقدرله أصلا؟!
وهكذا بالنسبة للموت أليس فى مكنته جل جلاله مباشرة ويستريح سيدنا عزرائيل عليهم السلام أجمعين؟!
ولكن( لله فى خلقه شؤون) ،كما أن (لله عبادا اختصهم ...الحديث الشريف)!!!!
جل جلاله
لك محبتى فى الله

سعيد نويضي
28/10/2009, 12:50 PM
أخى الحبيب/ سعيد نويضى
قلت فى آخر مشاركة لك:
(فالأنبياء و الرسل عليهم أزكى الصلاة و السلام لم يقولوا للشيء كن فيكون كا قد يعتقد البعض مقارنة بالأنبياء و الرسل الذين ايدهم الله جل و علا بمعجزات و آيات لأن ذلك من امر الله جل و علا...)

وأقول لك أخى الحبيب:
من أين إستدللت بهذا الكلام؟؟؟!!!
ألم يقل المسيح للميت قم حيّا وهو يحيى الموتى بأمر الله؟!
ألم يأت ذاك صراحة بدستورنا الشريف الكريم؟!
هناك فرق واضح سيدى بين كن الكلية المقررة وبين كن الخاصة المنفذة(المتصرفة)!!.
فالمختص والمنفذ والمتصرف فى - على سبيل المثال لا الحصر- حال المطر المساق بكن الخاصة من اختصاص ملك مقرب!
أليس فى مكنة الله القادر والقدير أن يكون ذلك بقبضته وهو المقرر والمقدرله أصلا؟!
وهكذا بالنسبة للموت أليس فى مكنته جل جلاله مباشرة ويستريح سيدنا عزرائيل عليهم السلام أجمعين؟!
ولكن( لله فى خلقه شؤون) ،كما أن (لله عبادا اختصهم ...الحديث الشريف)!!!!
جل جلاله
لك محبتى فى الله


بسم الله الرحمن الرحيم...

سلام الله على الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى و على الأحبة الكرام...

الحقيقة أن اللغة العربية و بما أوتيت من رحابة في اللفظ و سعة في المعنى تظل الدقة في التعبير هي الوحيدة المؤدية للمعنى الحق...

ففي مداخلة سابقةرقم(11) هذا ما ذكرت و قد أضفت ما يوضح أكثر ما أردت قوله...

فسبحان الله جل و علا لم يجعل الأنبياء و الرسل عليهم صلوات الله و سلامه صفوة الخلق من بني آدم حتى يصلوا إلى مرتبة "قل للشيء كن فيكون"...بل أيدهم في كل شيء "بإذنه" كما حدث مع عيسى عليه السلام... {وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللّهِ وَأُبْرِئُ الأكْمَهَ والأَبْرَصَ وَأُحْيِـي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }آل عمران49....

فكيف يصل إلى ذلك العبد الغير معصوم أصلا من الخطأ ولو كان وليا من أولياء الله الصالحين...فدرجة العبادة و قمتها التقوى التي وصل إليها الأولياء و الصالحون من عباد رب العالمين لن يصلوا إلى القول:"قل للشيء كن فيكون"...لأن ذلك من أمر الله جل و علا كما هي الروح... كما هو الخلق...كما هي الحياة...فلو كانوا الأولياء قادرين على إحياء الموتى...فكان من الأفضل أن يحيوا من ماتوا من قبل أو لأطالوا في أعمارهم و ما ماتوا كباقي البشر... و لكان الأنبياء أولى بهذه الخاصية من غيرهم....أو لكانت الهداية بمشيئتهم...فلماذا لم نجد عبر تاريخ الأولياء و الصالحين من قال في كلمة و هي كن [على سبيل المثال لقرية ظالمة أن تتوب و أن ترجع لله ،فتابت و رجعت] لأن كنه "كن فيكون" هي القدرة المطلقة التي ما بعدها قدرة و التي لا يمكن لعقل أي كان أن يتصورها و التي لا تحتاج لأحد حتى تقوم بالأمر...فهي الاستطاعة المطلقة التي لا تحدها حدود...و ذلك لا يتأتى إلا لله جل في علاه...

و كيف يقبل المتصوف أن يكون الولي أعلى مرتبة من النبي أو الرسول كمنزلة في الدنيا...؟

و لذلك أقول من جديد و لا أبتغي بذلك غير وجه الله و رضاه.

لأبين على قدر علمي البسيط جدا أن الأنبياء و الرسل صلوات الله عليهم و سلامه أعلى مرتبة عند الله جل و علا من الأولياء رضي الله عنهم...على أساس أنهم مكلفون أكثر من غيرهم بتبليغ الرسالة...رسالة التوحيد...و أن الله جل و علا هو القادر على كل شيء و لا شريك له في القدرة المطلقة...لذلك أيد الله جل و علا الأنبياء و الرسل عليهم صلوات الله و سلامه بالآيات و المعجزات لكي لا يكون للناس على الله جل و علا حجة...و زادهم فضلا بما يسمى الدعاء المستجاب...فدعاء الأنبياء و الرسل مستجاب على الفور ما كان تثبيتا لرسالة التوحيد و ما كان دلالة على قدرة الله جل و علا بالاستطاعة المطلقة في كل شيء...أما دعاء المسلمين و منهم الأولياء على أساس أنهم أعلى درجة من العوام في درجة إيمانهم فلقد جاء في الحديث أن الدعاء هو العبادة.
و في حديث آخر
تخريج السيوطي : (خد) عن عائشة.
تحقيق الألباني : (صحيح) انظر حديث رقم: 4047 في صحيح الجامع

عليك بجمل الدعاء وجوامعه قولي اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأسألك الجنة وما قرب إليها من قول أو عمل وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول أو عمل وأسألك مما سألك به محمد صلى الله عليه وسلم وأعوذ بك مما تعوذ به محمد صلى الله عليه وسلم وما قضيت لي من قضاء فاجعل عاقبته رشدا...

فهل ورد في دعاء الرسول عليه الصلاة و السلام دعاء من قبيل أن يقول" للشيء كن فيكون..."

لكن النهي عن الاعتداء في الدعاء ورد...

قال الشيخ الألباني : حسن صحيح سند الحديث : حدثنا مسدد ثنا يحيى عن شعبة عن زياد بن مخراق عن أبي نعامة عن بن لسعد أنه قال:سمعني أبي وأنا أقول اللهم إني أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا فقال يا بني إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول سيكون قوم يعتدون في الدعاء فإياك أن تكون منهم إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر.



هذا من جهة و من أخرى فلقد اطلعت على مقالة الأخ الفاضل الكريم مصطفى و وجدتها عين العقل...إلا أني لم أقتنع بكلامه فيما يخص مسألة "المشاهدة" بناء على التفسير لمسألة النظر التي وردت في وردت في الآية (143) من سورة الأعراف.(وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ).

ولما جاء موسى في الوقت المحدد وهو تمام أربعين ليلة, وكلَّمه ربه بما كلَّمه من وحيه وأمره ونهيه, طمع في رؤية الله فطلب النظر إليه, قال الله له: لن تراني, أي لن تقدر على رؤيتي في الدنيا, ولكن انظر إلى الجبل, فإن استقر مكانه إذا تجلَّيتُ له فسوف تراني, فلما تجلَّى ربه للجبل جعله دكًّا مستويًا بالأرض, وسقط موسى مغشيًّا عليه, فلما أفاق من غشيته قال: تنزيهًا لك يا رب عما لا يليق بجلالك, إني تبت إليك من مسألتي إياك الرؤية في هذه الحياة الدنيا, وأنا أول المؤمنين بك من قومي.[التفسير الميسر].

( صحيح ) عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبق من النبوة إلا المبشرات قالوا وما المبشرات ؟ قال الرؤيا الصالحة . رواه البخاري .

و الرؤيا الصالحة لا تحدث في اليقظة...في حالة الوعي و الإدراك...بل في حالة النوم...و من تم تكون المشاهدة التي ينطلق منها بعض المتوصفة أو جلهم تدخل في إطار حالات "الجدبة" أو " الحضرة" و هي تخيلات ليس إلا...

{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }الشورى51.

وما ينبغي لبشر من بني آدم أن يكلمه الله إلا وحيًا يوحيه الله إليه، أو يكلمه من وراء حجاب، كما كلَّم سبحانه موسى عليه السلام, أو يرسل رسولا كما ينزل جبريل عليه السلام إلى المرسل إليه, فيوحي بإذن ربه لا بمجرد هواه ما يشاء الله إيحاءه، إنه تعالى عليٌّ بذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله, قد قهر كل شيء ودانت له المخلوقات، حكيم في تدبير أمور خلقه. وفي الآية إثبات صفة الكلام لله تعالى على الوجه اللائق بجلاله وعظيم سلطانه.[التفسير الميسر].

أما أن يرى في لحظات الوعي التام و الإدراك آيات الله جل و علا في نفسه أو فيمن حوله أو في الآفاق فتلك من باب رؤية آيات الله جل و علا و ليس المشاهدة التي تعني رؤية الحق جل و علا...فالمشاهدة هي أثر الحق في خلقه ومخلوقاته من آيات جعلها الله جل و علا تثبيتا للمؤمن الصادق...

كما وجدت بجانبها ما كتبه الأستاذ الجليل محمد فتحي جزاه الله ألف خير و ما أضاف إليه فضيلة الأستاذ بدران و التي ثتلج الصدر و تفي الموضوع حقه بشكل كبير كما تناولت الأخت الفاضلة عائشة خرموش بشكل واضح ما يفرق بين ما هو حق في الصوفية كتصور ينطلق من الإسلام ليقيم الإسلام الحق و بين ما علق ظلما و بهتانا و تلبيسا من إبليس فيما ورد ببعض السلوكيات من المنتمين للإسلام...

و للحديث بقية إن شاء الله...

عبدالوهاب موسى
29/10/2009, 02:39 AM
أرجو من أخوتى المشاركين قبل كتابة مشاركة جديدة فى رأى أحدنا
أن يقرأ كل مشاركاته أولا حتى لانبقى أمام نقطة معينة ونكرر مانقوله
وتتحول الى منطقة جدال منهى عنه!!.
وأرجو من أستاذى وأخى الحبيب / محمد خطاب أن يسمح لنا بتهدئة النقاش لفترة وجيزة
نشرب من معين الفلسفة القرآنيةالراقية حقا حول فكرة معينة وعلى سبيل المثال لا الحصر::
مفهوم طلب الرسل والأنبياء المتعدد أن يكون من الصالحين!
(...أدخلنى فى رحمتك،فى عبادك الصالحين... الآية الشريفة) وما معنى غبطتهم يوم القيامة لمن يأتى منهم على منابر من نور!
جازانا الله جميعا خير ماجازى به باحثا متفقها وهاديانفسه بما يعلمه ويهدى غيره بما أفاض العليم الخبير عليه من نعمة العلم ومن أجل نيل الجميع رضوان الله.
ولكم جميعا محبتى فى الله.

عبدالله بن بريك
16/11/2010, 11:03 PM
الأخ الفاضل عبدالوهاب موسى:

سلامي إليك و إلى المحترمين محمد خطاب سويدان ,سعيد نويضي و جعفر الوردي و محمد فتحي الحريري..

دخلتُ إلى هذا الموضوع صُدفة (الرد على أحمق) و لما أثرتَ في معرض ردك قضية التصوف ,عَنَ لي أن أسألك ومعك كل ملم مُطلع

عن بعض المسائل المتعلقة بالتصوف و المتصوفة..و لما رددتَ مشكوراً طلبتَ مني أن أُبديَ وجهة نظري في ما أوردتَ و أوردَ باقي

المتدخلين و ألححتَ علي بالتأني و نبذ الحكم المتسرع.

كان من السهل علي أن أتهربَ من المشاركة بحجة عدم الأهلية العلمية , أو أن أنسحبَ بمبرر التحرج من مناقشة أمور دينية تتصلُ

بالغيب و العقيدة ,و أحيانا يختلط فيها الغيبي بالدنيوي مما لاطاقة لشخص مثلي غير راسخ في العلم أن يتناوله..و لكنني آثرتُ المشاركة

بما أومنُ به و أتبناهُ .

أومنُ بالله ذاتاً منزهة عن العيوب و النقائص,عن التناقض في الفعل أو القول, و أومنُ برسله و كتبه كما أنزلَها سبحانَه و تعالى و بملائكته,

و بالقرآن المنزل على محمد صلى الله عليه و سلم,هداية و رحمة للعالمين.و يختلفُ إيماني بالقرآن (الذي صانه الله تعالى بحفظه) عن إيماني

بكل ما ينسَبُ إلى الرسول الكريم من أقوال , و ذلك قناعة مني بما زاد فيه المتزيدون من إضافات و وضع يبحثون به عن تعضيد لمصالحهم

و مذاهبهم و تخريجاتهم.فكم من (حديث) كنتُ أومنُ بصحته وجدتُ مَن يَطعنُ في درجة صحته بل مَن يُبطله كلياً ,و السبب كما أوضحوا لي

هو كثرة الفرق و الاحزاب و المذاهب كلٌ ينتصر لرأيه بحديث افتراه , حتى صرتُ أتهيبُ من كل حديث أشم في ثناياهُ رائحة صراع أو تحزب.

و قد ترسخَ في ذهني أن الإسلام دين اليسر و الوضوح و أن من يُريدُ أن يغالبَه سيفشلُ في مسعاه و لن يقدرَ أن يستوفيَهُ..و أن مقياس المفاضلة

بين العباد يوم القيامة هو العمل الصالح و النية الحسنة.كما ترسخ في ذهني أن الإيمان يسبقُ التفكير ,فقد دعانا الله سبحانه و تعالى إلى إعمال

العقل و لكن بعد شرط الإيمان ,فالعقل يدعم التصديق و إن هو سبقه فقد يكونُ باعثاً على الكفر.

سقتُ هذه المقدمة الطويلة و الخاصة لكي أجيبك على طلبك بخصوص تقييم آرائك و آراء المتدخلين الآخرين و أؤكدُ لكَ أنني أحاولُ

التريثَ ما أمكنني ذلك.

لقد عززتَ كلامكَ عن الصوفية بآيات من القرآن الكريم (مع ما في ذلك من احتمال الوقوع في التأويل وخصوصاً بالنسبة للمتشابه)و بالحديث

النبوي( مع أن الكثير منه موضوع)و أمثلُ لك ببعض الكلمات التي اوردتَها للبرهنة على وجود الأولياء مما قد أخالفُك الرأي بشانها كلفظة

-الولي-و التي قد تدل على مناصر أو تابع (أولياء الله) (أولياء الشيطان) و ليست بالضرورة دالة على رتبة تفضيلية بين المؤمنين..و منها

لفظة شيخ و لفظة الطريقة و العهد و الحضرة و الذكر و العلم اللدني.و في رأيي المتواضع أن حمولتها الدلالية لا تزيد على معناها المعجمي

الحرفي دون تعسف على معنى قد يكون أضيق من معناها الأصلي.

و قد استدللتَ على و جوب الولاية بالخضر و بمريم العذراء (و قد نُضيفُ أهلَ الكهف و صاحب سليمان الذي استحضرَ عرش بلقيس ..)

و لكن ألا نتساءلَ هل تكرر وجودُ مثل هؤلاء ؟ و هل تكرر كبش إبراهيم و عصا موسى و ناقة صالح عليهم السلام؟ أعتقدُ بكثير من الجزم

أن خلقهم استوجبته ظروفُ معينة لم تعد لها ضرورة بعد مبعث رسول الرحمة خاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة و السلام الذي كانت رسالته

تتميما لكل ما جاء به الأنبياء السابقون عليه, فزالت الثغرات و استُكملَ الوحي.

أختلفُ معك سيدي الفاضل في نقطة أخرى و هي ضرورة اتخاذ شيخ يُهتدى به..و أرى أن الله قد فضل الناس بعضهم على بعض في الإيمان

و العمل ,و لكن ذلك ليس بمُتاح لنا أن نعرفَه فالنيات من اختصاص الخالق.و لذلك لا يجوز أن نتبركَ بإنسان حياً كان أو ميتاً.

و أخطأتَ في موضعين : أولا حينما أخذتَ على بعض الناس أنهم لا يُحكمونَ المنهج التجريبي في الأمور الدينية ,و هذا أمرٌ غيرُ صحيح ,إذ لا

يمكن لهذا المنهج أن يتناولَ مواضيعَ غيرَ مادية.و الثاني أنك جزمتَ بأن الصلاة في الأضرحة -كما يفعلُ كثيرٌ من العوام-ليست في مقبرة, و هذا

أمرٌ ثابثٌ لا يحتاج إلى برهنة أو كثرة كلام.

أعجبتني روحك الرياضية (قبل ان تنفعل) و تسامحك مع مختلف المذاهب و الديانات ..و لا تعتقد أخي أنني أحط من قيمة المكثرين من الذكر

و الصلاة و القيام و الدعاء..و لكنني أتحفض على بعض الامور التي لحقت الدين بدواع مختلف منها السياسي و التاريخي و الفكري المحض

من اختلاق و تحريف و مبالغة ..فكيف تريد مني أن أقدس رجلا وسخَ الثياب و المظهر و الإسلام يدعو إلى النظافة ؟ و كيف أطلبُ شيئاً من

مخلوق و أدعَ طلبَ الخالق ؟أما مسألة مارأيتَ من علامات و ما حصلَ لك و لابنكَ حفظه الله تعالىمن كل مكروه,فيصعبُ علي صراحة ان أصدقه

رغم أني لا أنفيه ,و هذه حكمة ربانية تتجلى في أن الجزاء بنوعيه مؤجلٌ و لو كان فورياً ما ارتكب أحدٌ ذنباً و لَتسابقَ الناس إلى فعل الخير

طمعاً في الجزاء الحسن السريع..

أعذرني أخي الكريم على الإطالة و الصراحة ,و إلى فرصة قريبة أخرى..

عيدك مبارك سعيد.

هشام بالرايس
20/11/2010, 10:01 PM
بسم الله الرحمن الرحيم و به ثقتي و أستعين
الإخوة الكرام السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
فرغت من قراءة لذيذة شيقة ممتعة مفيدة لما كتبه الأخ الدكتور محمد خطاب سويدان عن الصوفية وما حلله و ما توصل إليه من نتائج من خلال منهج استدلالي تحليلي يقوم على اعتماد العقل في فهم خاصيات الموضوع. و هو يذكرني كثيرا بكتابات ابن رشد هذا الرجل الذي ظلم كثيرا و لم نهتم بما صاغه بل عرفناه من خلال الآخر فيبدو أن ابن رشد كان حفيدا في كسب العلم من جده و أخونا محمد خطاب يصح أن نطلق عليه ابن رشد الصغير.
كما تابعت ردود الإخوة و خاصة الأخ الفاضل عبد الوهاب موسى و ما قدمه من تعريفات وإيضاحات وتفاسير في علاقة الصوفي بالفكر الصوفي. و لكن رغم ما ذكره الأستاذ موسى إلا إني مازالت لي جملة من الأسئلة سأسوقها في قالب تحليلي.
ما هي الجذور التاريخية للصوفية هل تعود إلى إرهاصات الدعوة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم أم تعود إلى ما ذكره الدكتور سويدان؟ فإذا كما ذكرت أستاذ موسى فلماذا تحولت الصوفية كما يقول الدكتور الصادق عبد الرحمن الغرياني في كتابه الغلو في الدين إلى تصورات وهمية منعكسة في أدمغة الموريدين بل أن الصوفية" اخترعوا في العبادات طرقا و وجوها مذمومة فتقربوا إلى الله تعالى باللهو واللعب و الرقص والغناء و غلوا في الأنبياء و في نسبة الكرامات إلى الأولياء و خرجوا في التعلق بهم أمواتا و أحياء عن سبيل القصد والشرع بالنذر إليهم و الذبح عندهم و إقامة الاحتفالات السنوية في أضرحتهم و الخوف من ضررهم والرجاء في نفعهم و التوجه إليهم لقضاء الحوائج و تفريج الكرب. فحولوا التدين من منهج حياة يقوم على التفقه و التبصر و العلم و المعرفة و القدوة الحسنة و الأخذ بأسباب القوة المادية و المعنوية لهداية الأمم والشعوب كما كان في عصوره النقية الذهبية - حولوه- من هذا السمو إلى دروشة و بطالة وزهد في التعلم و المعرفة و جعلوه عنوانا على الجهل و التخلف و الهيام بالغيبيات التي لا دليل عليها والتعلق بالأموات و الكرامات و التأكّل باسمهم فزهدوا في هدي القرآن الذي رفع شأن العلم و أهله. قال تعالى "يرفع الله الذّين أمنوا منكم و الذيّن أتوا العلم درجات" المجادلة11 واستبدلوا ما أمر به الباري عز وجل في قوله تعالى" و قل أعملوا فسيرى الله عملكم و رسوله" التوبة 105 و جعله سبيل الفلاح في الدارين استبدلوه بالراحة و البطالة و التحدث عن أنفسهم بالنعم و إدعاء منازل الكرام.
لقد ذكر الأخ موسى الكرامات "الكرامة مشابهة للمعجزة بفارق جوهري هو:المعجزة من مؤيدات النبي أو الرسول وتظهر على يديه بفضل الله على سبيل التحدي لنشر الرسالة أما الكرامة فتظهر بلا تحدى تكريما للولي في الحياة الدنيا وتأييدا له حتى يبعد الله عداوة الخلق للولي رحمة بالخلق حتى لايدخلوا في حرب مع الله مصداقا للحديث القدسي الشريف" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب...الحديث" والقرآن الكريم به كرامات عديدة لعباد صالحين يجمع علماء التفسير على صلاحهم وليسوا بأنبياء أو رسل:مثل العبد الصالح الخضر بسورة الكهف التي تحلو لي تسميتها بسورة أم الكرامات ونبع العلم اللدني، وسيدتنا مريم...الخ.
فقد حاول الأخ موسى الربط بين الكرامة و المعجزة و كأن لا بد للولي من كرامة على غرار النبي مما يجعل الأولياء في مصاف الأنبياء في حين أن المعجزة أمر خارق للعادة سالم عن المعارضة مقرون بالتحدي. أما الكرامة فهي أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد عباده الصالحين المتقين الأبرار رفعا لقدره فلا يقترن بدعوة النبوة. تختلف الكرامة عن العجزة في أنّ المعجزة كما بينت أمر خارق للعادة يظهره الله تعالى على يد نبي من أنبيائه لتقوم بها الحجة على من كذبه بخلاف الكرامة فإن صاحبها لا يدعي النبوة. الكرامة لا تكون إلا مع الاستقامة و المحافظة على ظاهر الشرع أو من تظهر على يديه الخوارق و عمله مخالف للشرع فتلك الخوارق شيطانية و ليست خوارق إيمانية. و الكرامة قد تكون برؤية شيء لا يمكن رؤيته عادة إما يقظة كما رأى عمر رضي الله تعالى عنه الجيش يحاصر فقال: يا سارية الجبل. و إما مناما كما قال صلى الله عليه و سلم في المبشرات:" هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أم تُرى له ." رواه الترمذي
غير أنّ الكرامة تحولت إلى وسيلة لإرهاب الناس بالكرامات إلى غلو الاعتقاد في الأولياء و رهبتهم و الخوف منهم و توقع ضرهم و نفعهم بسبب ما ينسج حول الأولياء و كذلك أتباعهم من الأحياء من حكايات و ما يؤلف عنهم من كرامات تصور للعامة أنّ هذا الولي أو ذاك قادر على إظهار الكرامة في أي وقت يريده لذا فإنّ من لم يسلم له أو اعترض عليه يعاقبه الولي بالسلب و الكسر و إخلاء الدار والموت على غير الإسلام كرامة للولي و كأن الولي في قبره رابض لا هم له إلا الفتك بمن يعترض على أتباعه أو ينال من ادعاءاتهم فتصيبهم كرامته التي يرسلها عليهم كالصواعق متى يريد.
الولي: أصل الولاية المحبة و القرب ضد العداوة و أولياء الله تعالى هم أحباؤه و خاصته المقربون يحبهم و يحبونه عرّفهم القرآن بأنهم آمنوا و كانوا يتقون قال تعالى" ألا إنّ أولياء الله لا خوف عليهم ولاهم
يحزنون" يونس 63 فعدة الولي الإيمان و التقوى الإيمان بما أُنزل على محمد صلى الله عليه و سلم بإتباع شريعته و هديه ظاهرا و باطنا و التقوى التي هي طاعة الله و رسوله بأداء الفرائض و ترك المنهيات والتقرب إلى الله بما شرعه من النوافل و القربات. غير أنّ هذا المعنى تحول بغلو الناس في الأولياء والخوف منهم حتى اعتقدوا أنهم يخرجون من قبورهم و يحضرون مع أهل الحضرة في الأضرحة و أنّ لهم تصرفا و مقامات ينفعون من انتمى إليهم و يضرون من يعترض عليهم حتى صاروا يخشونهم و لا يخشون الله تعالى و يرهبونهم و لا يرهبون الله تعالى و يقدمون لهم النذور و يُطرونهم بما حذر رسول الله
صلى الله عليه وسلم في قوله:" لا تُطْرُني كما أَطَرَت النصارى ابن مريم فإنما أنا عبده فقولوا عبد الله ورسوله" البخاري
و قد أدت المبالغات في تعظيم الأولياء إلى أنّ صارت مكانة الأولياء في قلوب العامة عند نزول المكروه أقرب إليهم من الباري سبحانه فإذا مس الواحد منهم ضرا فزع إلى الولي بالنذر و الاستغاثة ( يا سيدي فلان ) دون شعور و لا تردد فانظر كيف فعلت المبالغة و الغلو في التعظيم فعلها في الغفلة عن الحي القيوم."
أخي موسى قد يكون للتصوف في بداياته أثار ايجابية لأنه لم يتحول و لم يتغير و لم يخالف الشرع بل أنّ شيوخ الصوفية الأوائل على منهج الشرع فلا تقاس درجة أحدهم إلا بإتباعه و معرفته به فكان أبو سليمان الداراني الزاهد العابد يقول" إنه لا تقع في قلبي النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدي عدل الكتاب و السنة."
وكان أبو القاسم الجنيد رحمه الله تعالى يقول" علمنا هذا مقيد بالكتاب و السنة فمن لم يقرأ القرآن و يكتب الحديث فلا يصلح له أنّ يتكلمنا في علمنا " و سئل الشبلي عن التصوف فقال" هو الاقتداء برسول الله صلى الله عليه و سلم.
ماذا بقي اليوم من الصوفية التي سبق ذكرها على شيوخها الأوائل.... و للحديث بقية إنّ شاء الله تعالى

عبدالوهاب موسى
20/11/2010, 11:03 PM
الى أخوى ّفى الله عبداللهبن بريك وهشام بالرايس
شكرا لمروركما الكريم هنا فى روضة نقاش مائز!
حول موضوع خلافى هام

همسة:
ذكرت قبل ذلك:
(...

أرجو من أخوتى المشاركين قبل كتابة مشاركة جديدة فى رأى أحدنا
أن يقرأ كل مشاركاته أولا حتى لانبقى أمام نقطة معينة ونكرر مانقوله
وتتحول الى منطقة جدال منهى عنه!!.
....)
وها أنا أكررها خاصة لأخى الفاضل هشام لأنه لو قرأماكتبته بتأنى وما كتب
الأخوة المتفقين معى هنا - وهم الكثر !! - لأراح نفسه من مغبة أسئلة مكرورة
وأراحنا من مغبة تكرارية الإجابة عنها - وقدتمت الإجابة عليها تفصيلا سواءمن قبلى أو من قبل من إتفقوا معى !!!!.
ومن ثم أكرر رجائى بلإعادة القراءة لتلك المشاركات بتأنى وإن لم يكتف كل منهما
بما ورد فيها من إجابات على ما عنّ له من أسئلة سأكون طوع أمره وألقى الضوء
على مكان الإجابة عن كل سؤال على حده!!!
نحن هنا باحثون إسلاميون وعلى الباحث أن يجمع شتات المشاركات كلها عن النقطة الخلافية الواحدة
جمعا دقيقا يزيل الغموض عنها.
دمتما ودام الجميع بألف خير وألق
وكل عام وأنتم بألف خير وبحث راقى
وللجميع محبتى فى الله