د. محمد اسحق الريفي
25/03/2008, 08:18 PM
ما رأي الزملاء والزميلات الأكارم في إنشاء منتدى خاص بمركز تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى
اقتراح إنشاء
مركز تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية
Center of Strategic Threats Analysis and Research
(CSTAR)
رغم أن الحركات الإسلامية السياسية الفاعلة تربطها قواسم مشتركة، ولها أهداف واحدة، وتواجه التحديات ذاتها، وتتعرض للأخطار ذاتها، ويتربص بها عدو مشترك، فإن هذه الحركات تعاني من تشتت مواقفها، واختلاف وجهات نظرها في قضايا مصيرية لا مجال للخلاف فيها، خاصة تلك التي تقتضي من المسلمين كافة وحدة الموقف.
ورغم أن الإسلام يدعونا للتعاون على البر والتقوى، والاعتصام بحبل الله جميعاً، وعدم التفرق والتنازع، وموالاة المسلمين ونصرتهم، فإن هناك عزوفاً واضحاً من قبل قيادات الحركات الإسلامية على مستوى الأمة العربية الإسلامية عن محاولة أيجاد إطار عمل إسلامي موحد، ضمن استراتيجية إسلامية شعبية، لمواجهة الأخطار والتحديات، والتصدي لهذا العدو المتغطرس الذي يستهدف وجود أمتنا العربية والإسلامية.
وربما أصبح من المألوف أن يعبر المسلمون عن إحباطهم ويأسهم من محاولة تحقيق الوحدة الإسلامية ولو حتى في أضيق أطرها، بل أصبح المسلمون يستنكفون الحديث عن مثل هذه الوحدة وكأنها ضرب من الخيال ومستحيلة التحقيق. وهذا خطأ فادح، وطعن في مصداقية التزامنا بالإسلام، الذي دعانا إلى الوحدة والولاء. فالله عز وجل لم يأمرنا بما يستحيل علينا القيام به أو ما هو فوق قدرة المسلمين واستطاعتهم، ولذلك فالمسلمون يستطيعون تحقيق هذه الوحدة، إذا اجتهدوا ووضعوا الخطط والبرامج من أجل ذلك. فهل يُعقل أن يتوحد أعداء الإسلام على محاربة الإسلام والمسلمين والانقضاض على بلادنا وإذلال شعوبنا، بينما نحن لا نستطيع أن نجتمع على مواقف موحدة تمكننا من الدفاع عن ديننا وأنفسنا وبلادنا..!!
وفي الحقيقة فإن الحديث عن موضوع الوحدة الإسلامية يطول كثيراً، ولا أريد أن أخوض في تفاصيل هذا الموضوع وحيثياته، ولا يستطيع أحد أن يجادل في أن الوحدة الإسلامية هي ضرورة شرعية وذاتية. ولذلك نكتفي هنا بالحديث عن فكرة عملية تساعد على تحقيق الوحدة الإسلامية المنشودة، ونرجو أن تلقى هذه الفكرة استحساناً وقبولاً لدى المسلمين، خاصة الذين تشغلهم هموم الأمة وأحوالها، وتؤرق نومهم، وتدمي أعينهم، وتمزق قلوبهم ألماً وحسرة.
تتخلص الفكرة في إنشاء "معهد تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية" يعمل على دراسة واقع الأمة الإسلامية والتحديات التي تواجهها، ويضع التصورات والحلول والاستراتيجيات التي يجب على المسلمين أن يجتمعوا عليها، ويتخذوا منها نقطة انطلاق لعمل إسلامي مشترك، تساهم فيه جميع الحركات الإسلامية السياسية الفاعلة، وكل الأطر والقوى السياسية التي تسعى للتصدي لمخططات طمس هويتنا واحتلال بلادنا وإنهاء وجودنا.
فهناك مخططات صهيونية أمريكية غربية في المنطقة، تهدف إلى إعادة صياغة منطقتنا ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وديموغرافياً وجغرافياً، ولهذا فلا بد من قيام مفكري الأمة وسياسييها واستراتيجيها وعلمائها بدراسة هذه المخططات بموضوعية تامة، وبمعزل عن الانتماء الحزبي والسياسي، ثم القيام بعد ذلك بتحديد الأخطار التي تهدد أمتنا الإسلامية، وتحليل هذه الأخطار والبحث فيها بطريقة علمية، وبأدوات علمية، وبالاعتماد على الحجة والدليل والبرهان، ثم إصدار التقارير والدراسات والأبحاث والتوصيات، وتقديمها إلى علماء الأمة وقادة الحركات الإسلامية الفاعلة، عبر مجلس إسلامي عالمي يتم الدعوة إلى تشكيله لاحقاً، يكون بمثابة المرجعية الإسلامية العليا للمسلمين في العالم، ويضم ممثلين للحركات والتيارات الإسلامية كافة.
سيكون من أهداف معهد تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية تعزيز الحوار والتفاهم والتقارب بين الحركات الإسلامية السياسية الفاعلة في عصر التحولات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية الكبيرة التي يشهدها العالم، من خلال إجراء البحوث، وتحليل السياسات، وتطوير المبادرات، وتقديم التصورات والحلول العملية السياسة لمتخذي القرارات فيما يتعلق بالقضايا المصيرية للأمة الإسلامية، وذلك من أجل مواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وتحقيق التغيير المنشود الذي تتوق إليه الشعوب.
وسيعمل معهد تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية من خلال أنشطته على:
1. التنسيق بين الحركات الإسلامية وإيجاد جو إسلامي عالمي مشجع على الحوار والتفاهم والتقارب بين التيارات والحركات الإسلامية كافة.
2. إيجاد آلية فعالة لتوحيد المواقف إزاء القضايا الحساسة والتي تتطلب سرعة في الاستجابة للتهديدات والحسم في اتخاذ القرار.
3. التقريب بين وجهات النظر المتفاوتة للتيارات والحركات الإسلامية وتعزيز نقاط التوافق والالتقاء وتقليل الفجوة الفكرية والسياسية بينها.
4. تنبيه المسلمين إلى الثغرات التي يمكن أن تؤتى الأمة منها وإرشادهم إلى ما يجب أن يقوموا به لسدها.
5. فتح آفاق العمل الإسلامي وفق رؤية إسلامية موحدة تهيئ للجيل القادم على المشاركة في الدفاع عن الأمة ونهضتها ومجدها.
6. احتضان الكفاءات الفكرية والعلمية والسياسية الشابة وتوجيهها وتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين.
وبناء على إصدارات المعهد وتوصياته، يقوم المجلس الإسلامي العالمي بوضع استراتيجيات إسلامية شعبية لمواجهة التحديات والمخططات الصهيونية والأمريكية والغربية، ثم يلزم هذا المجلس جميع المسلمين بما يتم التوصل إليه من قرارات وما يتم اتخاذه من مواقف موحدة، بعيداً عن التعصب الحزبي الضيق، الذي أنهك أمتنا وساعد على تمزيقها وذهاب ريحها.
بسم الله الرحمن الرحيم
وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى
اقتراح إنشاء
مركز تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية
Center of Strategic Threats Analysis and Research
(CSTAR)
رغم أن الحركات الإسلامية السياسية الفاعلة تربطها قواسم مشتركة، ولها أهداف واحدة، وتواجه التحديات ذاتها، وتتعرض للأخطار ذاتها، ويتربص بها عدو مشترك، فإن هذه الحركات تعاني من تشتت مواقفها، واختلاف وجهات نظرها في قضايا مصيرية لا مجال للخلاف فيها، خاصة تلك التي تقتضي من المسلمين كافة وحدة الموقف.
ورغم أن الإسلام يدعونا للتعاون على البر والتقوى، والاعتصام بحبل الله جميعاً، وعدم التفرق والتنازع، وموالاة المسلمين ونصرتهم، فإن هناك عزوفاً واضحاً من قبل قيادات الحركات الإسلامية على مستوى الأمة العربية الإسلامية عن محاولة أيجاد إطار عمل إسلامي موحد، ضمن استراتيجية إسلامية شعبية، لمواجهة الأخطار والتحديات، والتصدي لهذا العدو المتغطرس الذي يستهدف وجود أمتنا العربية والإسلامية.
وربما أصبح من المألوف أن يعبر المسلمون عن إحباطهم ويأسهم من محاولة تحقيق الوحدة الإسلامية ولو حتى في أضيق أطرها، بل أصبح المسلمون يستنكفون الحديث عن مثل هذه الوحدة وكأنها ضرب من الخيال ومستحيلة التحقيق. وهذا خطأ فادح، وطعن في مصداقية التزامنا بالإسلام، الذي دعانا إلى الوحدة والولاء. فالله عز وجل لم يأمرنا بما يستحيل علينا القيام به أو ما هو فوق قدرة المسلمين واستطاعتهم، ولذلك فالمسلمون يستطيعون تحقيق هذه الوحدة، إذا اجتهدوا ووضعوا الخطط والبرامج من أجل ذلك. فهل يُعقل أن يتوحد أعداء الإسلام على محاربة الإسلام والمسلمين والانقضاض على بلادنا وإذلال شعوبنا، بينما نحن لا نستطيع أن نجتمع على مواقف موحدة تمكننا من الدفاع عن ديننا وأنفسنا وبلادنا..!!
وفي الحقيقة فإن الحديث عن موضوع الوحدة الإسلامية يطول كثيراً، ولا أريد أن أخوض في تفاصيل هذا الموضوع وحيثياته، ولا يستطيع أحد أن يجادل في أن الوحدة الإسلامية هي ضرورة شرعية وذاتية. ولذلك نكتفي هنا بالحديث عن فكرة عملية تساعد على تحقيق الوحدة الإسلامية المنشودة، ونرجو أن تلقى هذه الفكرة استحساناً وقبولاً لدى المسلمين، خاصة الذين تشغلهم هموم الأمة وأحوالها، وتؤرق نومهم، وتدمي أعينهم، وتمزق قلوبهم ألماً وحسرة.
تتخلص الفكرة في إنشاء "معهد تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية" يعمل على دراسة واقع الأمة الإسلامية والتحديات التي تواجهها، ويضع التصورات والحلول والاستراتيجيات التي يجب على المسلمين أن يجتمعوا عليها، ويتخذوا منها نقطة انطلاق لعمل إسلامي مشترك، تساهم فيه جميع الحركات الإسلامية السياسية الفاعلة، وكل الأطر والقوى السياسية التي تسعى للتصدي لمخططات طمس هويتنا واحتلال بلادنا وإنهاء وجودنا.
فهناك مخططات صهيونية أمريكية غربية في المنطقة، تهدف إلى إعادة صياغة منطقتنا ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وديموغرافياً وجغرافياً، ولهذا فلا بد من قيام مفكري الأمة وسياسييها واستراتيجيها وعلمائها بدراسة هذه المخططات بموضوعية تامة، وبمعزل عن الانتماء الحزبي والسياسي، ثم القيام بعد ذلك بتحديد الأخطار التي تهدد أمتنا الإسلامية، وتحليل هذه الأخطار والبحث فيها بطريقة علمية، وبأدوات علمية، وبالاعتماد على الحجة والدليل والبرهان، ثم إصدار التقارير والدراسات والأبحاث والتوصيات، وتقديمها إلى علماء الأمة وقادة الحركات الإسلامية الفاعلة، عبر مجلس إسلامي عالمي يتم الدعوة إلى تشكيله لاحقاً، يكون بمثابة المرجعية الإسلامية العليا للمسلمين في العالم، ويضم ممثلين للحركات والتيارات الإسلامية كافة.
سيكون من أهداف معهد تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية تعزيز الحوار والتفاهم والتقارب بين الحركات الإسلامية السياسية الفاعلة في عصر التحولات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية الكبيرة التي يشهدها العالم، من خلال إجراء البحوث، وتحليل السياسات، وتطوير المبادرات، وتقديم التصورات والحلول العملية السياسة لمتخذي القرارات فيما يتعلق بالقضايا المصيرية للأمة الإسلامية، وذلك من أجل مواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وتحقيق التغيير المنشود الذي تتوق إليه الشعوب.
وسيعمل معهد تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية من خلال أنشطته على:
1. التنسيق بين الحركات الإسلامية وإيجاد جو إسلامي عالمي مشجع على الحوار والتفاهم والتقارب بين التيارات والحركات الإسلامية كافة.
2. إيجاد آلية فعالة لتوحيد المواقف إزاء القضايا الحساسة والتي تتطلب سرعة في الاستجابة للتهديدات والحسم في اتخاذ القرار.
3. التقريب بين وجهات النظر المتفاوتة للتيارات والحركات الإسلامية وتعزيز نقاط التوافق والالتقاء وتقليل الفجوة الفكرية والسياسية بينها.
4. تنبيه المسلمين إلى الثغرات التي يمكن أن تؤتى الأمة منها وإرشادهم إلى ما يجب أن يقوموا به لسدها.
5. فتح آفاق العمل الإسلامي وفق رؤية إسلامية موحدة تهيئ للجيل القادم على المشاركة في الدفاع عن الأمة ونهضتها ومجدها.
6. احتضان الكفاءات الفكرية والعلمية والسياسية الشابة وتوجيهها وتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين.
وبناء على إصدارات المعهد وتوصياته، يقوم المجلس الإسلامي العالمي بوضع استراتيجيات إسلامية شعبية لمواجهة التحديات والمخططات الصهيونية والأمريكية والغربية، ثم يلزم هذا المجلس جميع المسلمين بما يتم التوصل إليه من قرارات وما يتم اتخاذه من مواقف موحدة، بعيداً عن التعصب الحزبي الضيق، الذي أنهك أمتنا وساعد على تمزيقها وذهاب ريحها.