المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مركز تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية



د. محمد اسحق الريفي
16/03/2008, 11:33 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى

اقتراح إنشاء

مركز تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية
Center of Strategic Threats Analysis and Research
(CSTAR)
رغم أن الحركات الإسلامية السياسية الفاعلة تربطها قواسم مشتركة، ولها أهداف واحدة، وتواجه التحديات ذاتها، وتتعرض للأخطار ذاتها، ويتربص بها عدو مشترك، فإن هذه الحركات تعاني من تشتت مواقفها، واختلاف وجهات نظرها في قضايا مصيرية لا مجال للخلاف فيها، خاصة تلك التي تقتضي من المسلمين كافة وحدة الموقف.

ورغم أن الإسلام يدعونا للتعاون على البر والتقوى، والاعتصام بحبل الله جميعاً، وعدم التفرق والتنازع، وموالاة المسلمين ونصرتهم، فإن هناك عزوفاً واضحاً من قبل قيادات الحركات الإسلامية على مستوى الأمة العربية الإسلامية عن محاولة أيجاد إطار عمل إسلامي موحد، ضمن استراتيجية إسلامية شعبية، لمواجهة الأخطار والتحديات، والتصدي لهذا العدو المتغطرس الذي يستهدف وجود أمتنا العربية والإسلامية.

وربما أصبح من المألوف أن يعبر المسلمون عن إحباطهم ويأسهم من محاولة تحقيق الوحدة الإسلامية ولو حتى في أضيق أطرها، بل أصبح المسلمون يستنكفون الحديث عن مثل هذه الوحدة وكأنها ضرب من الخيال ومستحيلة التحقيق. وهذا خطأ فادح، وطعن في مصداقية التزامنا بالإسلام، الذي دعانا إلى الوحدة والولاء. فالله عز وجل لم يأمرنا بما يستحيل علينا القيام به أو ما هو فوق قدرة المسلمين واستطاعتهم، ولذلك فالمسلمون يستطيعون تحقيق هذه الوحدة، إذا اجتهدوا ووضعوا الخطط والبرامج من أجل ذلك. فهل يُعقل أن يتوحد أعداء الإسلام على محاربة الإسلام والمسلمين والانقضاض على بلادنا وإذلال شعوبنا، بينما نحن لا نستطيع أن نجتمع على مواقف موحدة تمكننا من الدفاع عن ديننا وأنفسنا وبلادنا..!!

وفي الحقيقة فإن الحديث عن موضوع الوحدة الإسلامية يطول كثيراً، ولا أريد أن أخوض في تفاصيل هذا الموضوع وحيثياته، ولا يستطيع أحد أن يجادل في أن الوحدة الإسلامية هي ضرورة شرعية وذاتية. ولذلك نكتفي هنا بالحديث عن فكرة عملية تساعد على تحقيق الوحدة الإسلامية المنشودة، ونرجو أن تلقى هذه الفكرة استحساناً وقبولاً لدى المسلمين، خاصة الذين تشغلهم هموم الأمة وأحوالها، وتؤرق نومهم، وتدمي أعينهم، وتمزق قلوبهم ألماً وحسرة.

تتخلص الفكرة في إنشاء "معهد تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية" يعمل على دراسة واقع الأمة الإسلامية والتحديات التي تواجهها، ويضع التصورات والحلول والاستراتيجيات التي يجب على المسلمين أن يجتمعوا عليها، ويتخذوا منها نقطة انطلاق لعمل إسلامي مشترك، تساهم فيه جميع الحركات الإسلامية السياسية الفاعلة، وكل الأطر والقوى السياسية التي تسعى للتصدي لمخططات طمس هويتنا واحتلال بلادنا وإنهاء وجودنا.

فهناك مخططات صهيونية أمريكية غربية في المنطقة، تهدف إلى إعادة صياغة منطقتنا ثقافياً وسياسياً واقتصادياً وديموغرافياً وجغرافياً، ولهذا فلا بد من قيام مفكري الأمة وسياسييها واستراتيجيها وعلمائها بدراسة هذه المخططات بموضوعية تامة، وبمعزل عن الانتماء الحزبي والسياسي، ثم القيام بعد ذلك بتحديد الأخطار التي تهدد أمتنا الإسلامية، وتحليل هذه الأخطار والبحث فيها بطريقة علمية، وبأدوات علمية، وبالاعتماد على الحجة والدليل والبرهان، ثم إصدار التقارير والدراسات والأبحاث والتوصيات، وتقديمها إلى علماء الأمة وقادة الحركات الإسلامية الفاعلة، عبر مجلس إسلامي عالمي يتم الدعوة إلى تشكيله لاحقاً، يكون بمثابة المرجعية الإسلامية العليا للمسلمين في العالم، ويضم ممثلين للحركات والتيارات الإسلامية كافة.

سيكون من أهداف معهد تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية تعزيز الحوار والتفاهم والتقارب بين الحركات الإسلامية السياسية الفاعلة في عصر التحولات السياسية والاقتصادية والاستراتيجية الكبيرة التي يشهدها العالم، من خلال إجراء البحوث، وتحليل السياسات، وتطوير المبادرات، وتقديم التصورات والحلول العملية السياسة لمتخذي القرارات فيما يتعلق بالقضايا المصيرية للأمة الإسلامية، وذلك من أجل مواجهة التحديات التي تواجه الأمة الإسلامية وتحقيق التغيير المنشود الذي تتوق إليه الشعوب.

وسيعمل معهد تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية من خلال أنشطته على:
1. التنسيق بين الحركات الإسلامية وإيجاد جو إسلامي عالمي مشجع على الحوار والتفاهم والتقارب بين التيارات والحركات الإسلامية كافة.
2. إيجاد آلية فعالة لتوحيد المواقف إزاء القضايا الحساسة والتي تتطلب سرعة في الاستجابة للتهديدات والحسم في اتخاذ القرار.
3. التقريب بين وجهات النظر المتفاوتة للتيارات والحركات الإسلامية وتعزيز نقاط التوافق والالتقاء وتقليل الفجوة الفكرية والسياسية بينها.
4. تنبيه المسلمين إلى الثغرات التي يمكن أن تؤتى الأمة منها وإرشادهم إلى ما يجب أن يقوموا به لسدها.
5. فتح آفاق العمل الإسلامي وفق رؤية إسلامية موحدة تهيئ للجيل القادم على المشاركة في الدفاع عن الأمة ونهضتها ومجدها.
6. احتضان الكفاءات الفكرية والعلمية والسياسية الشابة وتوجيهها وتوظيفها في خدمة الإسلام والمسلمين.

وبناء على إصدارات المعهد وتوصياته، يقوم المجلس الإسلامي العالمي بوضع استراتيجيات إسلامية شعبية لمواجهة التحديات والمخططات الصهيونية والأمريكية والغربية، ثم يلزم هذا المجلس جميع المسلمين بما يتم التوصل إليه من قرارات وما يتم اتخاذه من مواقف موحدة، بعيداً عن التعصب الحزبي الضيق، الذي أنهك أمتنا وساعد على تمزيقها وذهاب ريحها.

د. محمد اسحق الريفي
16/03/2008, 11:48 PM
الزملاء الكرام في واتا العقول الكبيرة،

العقول الكبيرة تفكر في الأمور الكبير ولا تنشغل قط في الأمور الصغيرة، وقد جئتم باقتراح حول مشروع كبير، فهلا تكرمتم وتفضلتم برأيكم فيه!

تحية كبيرة!

محمد إسماعيل بطرش
17/03/2008, 10:07 AM
أعتقد أن هذه الضرورة تتطلب منا دراسة الأسباب التي آلت بالعالم الإسلامي الحالي إلى هذا التفكك و الانحدار و لعل بعضا من هذه الأسباب تتعلق بما وهب الله بعض البلاد الإسلامية من ثروات لم تعرف سلطات تلك البلاد كيفية استغلالها إذ تركتها في أيد أجنبية خائنة أو استشاريين ليسوا على المستوى فأصبحت النعمة نقمة على البلاد و العباد لأنها لم توضع حيث يجب أن تكون لخدمة الناس بل بقيت حكرا على المغفلين من الحكام. و ثمة سبب آخر تأتى عن الجهل أو ادعاء المعرفة ما جعل بعض الحكام يعتقدون أنهم على شيء من العلم أو المعرفة بينما هم لا شيء كأن يدعي أحدهم أنه قد توصل إلى المعرفة الشاملة التي تمكنه من قلب المفاهيم و وضع أسس جديدة للحضارة غير مدرك أن مصير الناس لا يسمح أن يكون مجالا لتجربة الصواب و الخطأ بل يقتضي المشورة و ترك عبادة الذات و الاستئثار بالرأي.
لعل الله قضى أن تكون الشعوب المسلمة مغلوبة على أمرها لكفرها بأنعم الله و ابتعادها عن سبل الهدى و الرشاد و لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. و لن يبدل الله ما بقوم حتى يبدلوا ما بأنفسهم.
إنني أرى أن مجرد الدراسة لأحوالنا غير كافية ما لم يهدي الله قائدا صالحا من هذه الأمة إلى طريق الحق يتّبعه ليلحق به الآخرون.

د. محمد اسحق الريفي
17/03/2008, 11:11 AM
الأخ الفاضل الأستاذ محمد إسماعيل بطرش،

لا شك أن الحكام الموالين للغرب والأنظمة السياسية الشمولية تعيق نهضة الأمة، ولا شك أن الشعوب العربية والإسلامية تتحمل جزءاً كبيراً من مسؤولية هذه الإعاقة، لأنها لم تستطع حتى الآن إفراز قيادة قادرة على توحيد الشعوب العربية والإسلامية وتحقيق التغيير المطلوب، ولعل ما تفضلت به في مشاركتك الكريمة يؤكد هذه القضية:

لعل الله قضى أن تكون الشعوب المسلمة مغلوبة على أمرها لكفرها بأنعم الله و ابتعادها عن سبل الهدى و الرشاد و لن يصلح حال هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. و لن يبدل الله ما بقوم حتى يبدلوا ما بأنفسهم.

تحية نهضوية!

د. محمد اسحق الريفي
17/03/2008, 02:03 PM
الزملاء الكرام الذين يغارون على الأمة،

الموضوع لا يتعلق بقيادة الأمة ولا بتحديد هوية الأنظمة السياسية في بلادنا، ولا يقتصر الموضوع على الحركات الإسلامية السياسية، فكل التنظيمات والأحزاب العربية والإسلامية التي تعمل من أجل نهضة الأمة والدفاع عنها معنية بهذا المشروع، الذي يهتم فقط بتحديد التهديدات الاستراتيجية التي تواجه الأمة وتقديم حلول لمواجهة تلك التهديدات، ويجب ملاحظة أن العاملين في إطار هذا المشروع هم من الأكاديميين والباحثين والمتخصصين وليس من المشايخ وقادة الحركات الإسلامية وغير ذلك.

هذا المشروع يهدف أساساً إلى وضح حد للحزبية الضيقة والفرقة والخلالفات والاخلافات.

تحية واعية!!

علاء البشبيشي
17/03/2008, 02:27 PM
أخي الحبيب أ . د محمد الريفي،
أجبرتني على أن أبدأ يومي هنا!
اقتراحك كبير بالفعل، لذلك فهو يحتاج لتضافر الجهود لتحقيقه.
أرى أن نرسل نسخة أولية من الاقتراح لكافة التيارات والحركات والتنظيمات والأحزاب والمنظمات والمؤسسات العربية والإسلامية التي تعمل من أجل نهضة الأمة والدفاع عنها، نوضح فيها الهدف والوسائل المقترحة، ونطلب منهم الإدلاء برأيهم في هذا الموضوع، وهذا له فوائد عديدة!
لكن قبل ذلك نحن في حاجة الآن إلى صياغة شاملة للفكرة، يشترك فيها كل العقلاء هنا!
معلومة: الكثير من العاملين على الساحة كثيرًا ما نادوا بمثل الذي ننادي به اليوم، لكن ما نادوا به لم يجد يومًا طريقه للتطبيق بالشكل المرضي، والذي يضمن رفعة هذه الأمة؛ وهو الأمر الذي يوفر علينا بعض الجهد في إقناع الكثيرين بالفكرة.

هذا ما لدي الآن.
تحية كبيرة!

ابراهيم ابويه
17/03/2008, 04:00 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
هل من الممكن نشر هذا الاقتراح على صفحات المنتديات المتخصصة عربيا واحالة المتخصصين في القضايا الاستراتيجية على الرجوع الى المصدر وابداء ارائهم (اي واتا)؟

د. محمد اسحق الريفي
17/03/2008, 07:33 PM
أخي الفاضل الأستاذ علاء البشبيشي،

لو أرسلنا هذا الاقتراح للحركات والتيارات والأحزاب السياسية فلن نحصل على شيء، لأنهم أثبتوا عدم قدرتهم على تجاوز خلافاتهم. المعني في هذا المشروع هم المتخصصون في التحليل السياسي والاستراتيجي من الأكاديميين والباحثين، وذلك حتى تأخذ أبحاثهم طابعاً علمياً وموضوعياً بعيداً عن الانتماء الحزبي، وهذا من شأنه أن يساعد على تكوين موقف عربي وإسلامي موحد من القضايا المطروحة للدراسة والبحث والتحليل.

خذ على سبيل المثال قضية التطبيع مع العدو الصهيوني، وهي قضية خطيرة جداً على مستقبل أمتنا، ونريد أن يعرف العرب والمسلمون جميعاً خطورة هذه القضية، ليستطيعوا تكوين موقف شعبي عربي وإسلامي موحد منها. المركز المقترح CSTAR سيتولى أمر تحليل قضية التطبيع مع الصهاينة وتحديد أخطارها على الأمة، بطريقة علمية موضوعية يشارك فيها متخصصون من جميع البلاد العربية والإسلامية، وعلى الأمة بحركاتها وأحزابها وتياراتها أن تتبنى هذا الموقف الموحد.

تحية موحِدة!

د. محمد اسحق الريفي
17/03/2008, 07:38 PM
أخي الفاضل الأستاذ ابراهيم ابويه،

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

نعم أخي الكريم، سنكون لك من الشاكرين إن فعلت ذلك. وللعلم، ناقشت هذا المشروع مع عدد من الأكاديميين فنال إعجابهم، واقترح البعض أن نقيم المركز في غزة كمرحلة أولى، ولكن رأيت أن نعرض المشروع على أعضاء جمعية واتا، ليدلوا بآرائهم النيرة ويساعدونا على حبك المشروع.

تحية محبوكة!

د. محمد اسحق الريفي
23/03/2008, 06:53 PM
يبدو أن CSTAR يحتاج لإنشائه إلى جهة تمتلك المال والقرار، فالمال ضروري لتشجيع المفكرين والمثقفين والأكاديميين على القيام بالأبحاث، والقرار ضروري لإقناع الجهات بتبني المشروع.

تحية مشروعة!

د. محمد اسحق الريفي
25/03/2008, 08:12 PM
الزملاء والزميلات الأكارم،

ما رأيكم في إنشاء منتدى جديد كنقطة انطلاق لمركز تحليل وبحوث التهديدات الاستراتيجية؟

حسناً... سأنقل هذا الاقتراح لمنتدى الاقتراحات.

بارك الله فيكم