المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : السـيِّــد الـذئب ... والحمل الإرهابي .



monashazly
17/10/2009, 01:46 PM
يذكرني الموقف المعاصر الذي نعيشه هذه الأيام بهذه القصة الرمزية
قصة الذئب والخروف !!

والتي صوّرها الشاعر بهذه الأبيات :
اسمع على حين تذكير وموعظة **** حكاية الذئب ذي العدوان والحمـل

إن كان للذئب أن يسعى لمكسبه **** فما الرعاء عن الخرفان في شغــل
أتى إليه على جـــوع وقـــال له **** وفي السريرة معنى السوء والدّغل
ما ذا أتى بك في أرضي لتفسدها *** كدّرت صفوي خلطت الماء بالوحل
فقال للذئب يا مولاي موردكــم **** عالٍ وإني وردت المــاء من سفـــل
الماء من نحوكم جار فمن عجب *** مولاي أن تحسـب التكدير من قبلي
وكنت ظمآن من حـرّ ومن تعبٍ **** قضى علينا به الراعـي بـلا مهـــل
لم أدر أين قطيعي كنت أدركـه **** وكنت أتبعـــه فـي آخـــر الـرَّســـــل

ثم قال الحمل معتذراً :

فاسمح فإني ضيف في منازلكم **** والضيف يُكرم في حلّ ومرتحـــل

ولكنه لما كان قد قـُـضي أمره ... وقد بُيّـتت نيـّـة أكله لم ينفعه عذر :

أبدى له الذئب عن لؤم وقال له **** بلى لقد جئتني بالحــــادث الجـلل
عكّرت مائي ولم تقصد بذاك سوى ** إهـانتي وأردت الشـــرّ بالعمـــل
هذا وإنك يومـــا كنت تشتمني **** من قبل عـــامـين في أيامـك الأُول
فطأطأ الحمل المسكين منحنيا **** أمـــامـــه قــائلاً من غير ما خطــل
مولاي هذا محال إنما عمري **** شــهـــران ! إني لم أكبر ولم أحــلِ

عمره شهران !! فكيف يسبّه قبل عامين ؟؟!!

تنمّر الذئب مستاءً وقـــال له **** بلى لقد نلت من عِرضي فلا تـُطِـــل
إن لم تكن أنت فالجاني عليّ إذا ** أخـــوك لا تنتحــــل عـــذرا ولا تـقـلِ
فقال يا سيدي والله لم يك لي **** أخٌ لقـد رُعتني باللــــوم والعــــــذل
فقال إن لم يكن هذا وذاك فقد **** أراه جارك في مــــأوى وفي نـُــزُل
كم من خروف يُعادينا ويشتمنا *** ونحن نكظم غيظـاً غير محتمـــــــل
قد قبّحوا بين كل الناس سيرتنا *** بين الثعالب والغزلان والــــوعــــل

فاليوم آخذ بحقي منك مكتفياً **** بالثأر عني وعن قومي وعن خوَلي

تحفـّـز الذئب واستعدى بوثبته *** وشـــقّ مـا بين رجلي ذلك الحمـــل
لم يُغنه العذر لما كان معتذرا **** ولا أفــــادت قليلا صــحــــة الجـدل
هو الضعيف وإن صحّت مقاصده * فــريســـة للقــويّ الفــاتك البطــــل

منقووووول

مصطفى الزايد
17/10/2009, 03:20 PM
الأخت منى
لطالما استوقفتني هذه القصيدة ، وأنا ارى ممثلينا ومندوبينا وزعماءنا يتحدثون على منابر مجلس الأمن ، فيدلون بالحجج ويستخرجون من حقائبهم الإثباتات والأدلة ، ثم ينجلي غبار المعركة الكلامية الحامية عن أنهم ينفخون في رماد ، لأنهم أقوياء الحجة ضعاف الناب في الغابة العالمية التي تفرض منطقها:
لم يُغـنه الـعـذر لـمـا كـان مـعـتـذرا... ولا أفــــادت قليـلا ً صــحــــة الجـدل
هو الضعيف وإن صحّـت مقاصده ... فــريســـة للقــويّ الفــاتك البطــــل
ولعلنا نستذكر قول النابغة الجعدي رضي الله عنه أمام الرسول صلى الله عليه وسلم:
ولا خـيـر في حـلـم إذا لـم تـكـن لــه ... بـوادرُ تـحــمي صفـوه أن يـكــــدرا
ولا خـيـر في جـهـل إذا لـم يـكـن لـه ... حـلـيـم إذا مـا أورد الـمـاء أصـدرا
فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا فض الله فاك.
فهي فلسفة الحياة بينها الشاعر بحكمته ، وأقرها النبي صلى الله عليه وسلم بما آتاه الله من معرفة ونبوة. ولذلك كان العرف الاجتماعي الذي توارثناه هو (السيف والمصحف) ، نتوارثه ، ونتخذه شعارا في أفراحنا ومناسباتنا . لكننا لم نكن نفهم معناه.