علي ايماني
17/10/2009, 09:23 PM
علامات فشل قوية في قائمة دولة القانون
كتابات - وفيق السامرائي
http://www.wata.cc/forums/imgcache/13410.imgcache.jpg
لم يأت رئيس وزراء العراق بجديد مهم في قائمته الانتخابية التي يريد بها منافسة القوى الأخرى، وتبدو للوهلة الأولى أضعف كثيرا من الائتلاف الوطني الذي يضم شخصيات كبيرة وتيارات أكثر تأثيراً من جناح المالكي في حزب الدعوة. ولم ينجح المالكي في التحالف مع أي من الوجوه السياسية الأكثر حراكاً في الوسطين السني والشيعي، مما يدل على حدة التنافس نحو المواقع السيادية العليا وعلى خلافات كبيرة في نهج العمل الداخلي والخارجي. ولم ينفع التكتل الجديد تصعيد الموقف السياسي والإعلامي تجاه سوريا في إحداث اختراق على مستوى الاستقطاب، بالرغم من أن السوريين التزموا جانب الهدوء الإعلامي مقارنة بالهجمة الإعلامية الرسمية الموجهة من قبل الحكومة العراقية.
لا لولاية الفقيه
نقل عن نائب رئيس البرلمان، أحد وجوه قائمة ائتلاف دولة القانون، التأكيد على استبعاد فكرة العمل بولاية الفقيه، وهو تصريح لم يعط قوة دفع للكتلة الجديدة، لعدة أسباب أهمها: رفض الغالبية العظمى الساحقة من العراقيين للنموذج الإيراني في إدارة الحكم، لا سيما إن طبيعة التوازن الطائفي لا تسمح بترجيح كفة على أخرى، كما عرف عن السيد علي السيستاني معارضته لحكم ولاية الفقيه. لكن معظم السياسيين العراقيين، خصوصاً الشيعة منهم، دأبوا على التردد الى مقر السيد السيستاني لأسباب دعائية ومحاولة الوقوف على وجهة نظره أو للحصول على دعمه، لكنه حاول الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، طبقاً لما هو معلن. ولولا أن المرجع الديني نأى بنفسه عن ولاية الفقيه لأعطى السياسيون العراقيون انطباعاً آخر من كثرة ترددهم. ومع أن جناح المالكي ليس مهتماً في فرض التزامات دينية على العراق فإن صبغته الطائفية تحمل طابعاً مسيساً، وهي في النتيجة لا تقل خطراً عن ولاية الفقيه.
فشل كبير
مشكلة كثير من السياسيين، ومنهم رئيس الوزراء الحالي، تصارعهم وتنافسهم على المواقع الرئاسية، وفي الحقيقة أن الذي أبعد المالكي عن الائتلاف الأم هو تمسكه بمنصبه، مهما حاول التستر على السبب، ويظهر أن حزب الدعوة جناح المالكي حقق جوانب من الفشل تفوق ما تحقق من نجاحات، ومنها:
ـ الفشل في المحافظة على موقف وهيكل موحد لحزب الدعوة الذي شهد انشقاقات كثيرة. خصوصاً بعد أن غادر الحزب الدكتور إبراهيم الجعفري أبرز وجوه وقياديي الحزب لفترة طويلة. ـ الفشل في استقطاب كوادر فاعلة تمثل اختراقاً على مستوى العرب السنة وكذلك الكرد، فبقي معزولاً الى حد كبير في محافظات الثقل العربي السني وضعيفاً في عموم المحافظات ذات الثقل الشيعي.
ـ لم يتمكن من تحقيق نجاح واحد يمكنه الارتكاز عليه في كل قطاعات الخدمات، وما أنجز من أمن لم يكن من صنعه، بل يعود الفضل فيه الى قوة الضربة الأميركية البالغة نحو ثلاثين ألف مقاتل التي أرسلت الى العراق عام 2006، وللانتفاضة العربية السنية على تنظيم القاعدة.
لذلك فإن المالكي سيكون مضطراً في النتيجة الى اللجوء الى الائتلاف الوطني في مرحلة ما بعد الانتخابات، التي ستجعل ولادة الحكومة الجديدة عسيرة، وسيبقى مبدأ التوافق قائماً في المرحلة المقبلة. لأن المالكي لم يتمكن من ممارسة دور فعلي بعيد عن النظر من زاوية حزبه التي تقلص انفراجها كثيراً. وبات واضحاً أن البعثيين السابقين لن يصوتوا له.
كتابات - وفيق السامرائي
http://www.wata.cc/forums/imgcache/13410.imgcache.jpg
لم يأت رئيس وزراء العراق بجديد مهم في قائمته الانتخابية التي يريد بها منافسة القوى الأخرى، وتبدو للوهلة الأولى أضعف كثيرا من الائتلاف الوطني الذي يضم شخصيات كبيرة وتيارات أكثر تأثيراً من جناح المالكي في حزب الدعوة. ولم ينجح المالكي في التحالف مع أي من الوجوه السياسية الأكثر حراكاً في الوسطين السني والشيعي، مما يدل على حدة التنافس نحو المواقع السيادية العليا وعلى خلافات كبيرة في نهج العمل الداخلي والخارجي. ولم ينفع التكتل الجديد تصعيد الموقف السياسي والإعلامي تجاه سوريا في إحداث اختراق على مستوى الاستقطاب، بالرغم من أن السوريين التزموا جانب الهدوء الإعلامي مقارنة بالهجمة الإعلامية الرسمية الموجهة من قبل الحكومة العراقية.
لا لولاية الفقيه
نقل عن نائب رئيس البرلمان، أحد وجوه قائمة ائتلاف دولة القانون، التأكيد على استبعاد فكرة العمل بولاية الفقيه، وهو تصريح لم يعط قوة دفع للكتلة الجديدة، لعدة أسباب أهمها: رفض الغالبية العظمى الساحقة من العراقيين للنموذج الإيراني في إدارة الحكم، لا سيما إن طبيعة التوازن الطائفي لا تسمح بترجيح كفة على أخرى، كما عرف عن السيد علي السيستاني معارضته لحكم ولاية الفقيه. لكن معظم السياسيين العراقيين، خصوصاً الشيعة منهم، دأبوا على التردد الى مقر السيد السيستاني لأسباب دعائية ومحاولة الوقوف على وجهة نظره أو للحصول على دعمه، لكنه حاول الوقوف على مسافة واحدة من الجميع، طبقاً لما هو معلن. ولولا أن المرجع الديني نأى بنفسه عن ولاية الفقيه لأعطى السياسيون العراقيون انطباعاً آخر من كثرة ترددهم. ومع أن جناح المالكي ليس مهتماً في فرض التزامات دينية على العراق فإن صبغته الطائفية تحمل طابعاً مسيساً، وهي في النتيجة لا تقل خطراً عن ولاية الفقيه.
فشل كبير
مشكلة كثير من السياسيين، ومنهم رئيس الوزراء الحالي، تصارعهم وتنافسهم على المواقع الرئاسية، وفي الحقيقة أن الذي أبعد المالكي عن الائتلاف الأم هو تمسكه بمنصبه، مهما حاول التستر على السبب، ويظهر أن حزب الدعوة جناح المالكي حقق جوانب من الفشل تفوق ما تحقق من نجاحات، ومنها:
ـ الفشل في المحافظة على موقف وهيكل موحد لحزب الدعوة الذي شهد انشقاقات كثيرة. خصوصاً بعد أن غادر الحزب الدكتور إبراهيم الجعفري أبرز وجوه وقياديي الحزب لفترة طويلة. ـ الفشل في استقطاب كوادر فاعلة تمثل اختراقاً على مستوى العرب السنة وكذلك الكرد، فبقي معزولاً الى حد كبير في محافظات الثقل العربي السني وضعيفاً في عموم المحافظات ذات الثقل الشيعي.
ـ لم يتمكن من تحقيق نجاح واحد يمكنه الارتكاز عليه في كل قطاعات الخدمات، وما أنجز من أمن لم يكن من صنعه، بل يعود الفضل فيه الى قوة الضربة الأميركية البالغة نحو ثلاثين ألف مقاتل التي أرسلت الى العراق عام 2006، وللانتفاضة العربية السنية على تنظيم القاعدة.
لذلك فإن المالكي سيكون مضطراً في النتيجة الى اللجوء الى الائتلاف الوطني في مرحلة ما بعد الانتخابات، التي ستجعل ولادة الحكومة الجديدة عسيرة، وسيبقى مبدأ التوافق قائماً في المرحلة المقبلة. لأن المالكي لم يتمكن من ممارسة دور فعلي بعيد عن النظر من زاوية حزبه التي تقلص انفراجها كثيراً. وبات واضحاً أن البعثيين السابقين لن يصوتوا له.