المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إذْهَبْ .. فلا مَكانَ لَكْ - تركي عبدالغني



تركي عبد الغني
02/02/2007, 04:20 PM
.
.
......
دخل وما كان بَعْدُ قد أغلق الباب
فقالت له
.
.

************
إذْهَبْ .. فلا مَكانَ لَكْ
واطْوِ المِلَفَّ بَيْنَنا
وانْثُرْ عَليهِ حِفْنَةً مِنَ الغُبارْ
وَخُذْ ..
كما أَعْطَيْتَني ما تَسْتَحِقْ
واشْرَبْ مِنَ الكأْسِ التي جَرّعْتَني
ثُمّ انْطَلِقْ
*
ها حانَ يا مُعَذِّبي ..
أنْ يَنْتَهي وَقْتُ الْحِصارْ
.
وليسَ مَحْضَ صُدْفَةٍ .. ياقاهري
أنْ نَفْتَرِقْ
*
فاسْمَعْ ..
فَإنَّ كل ما أُريدُ أنْ أقولَه
وباخْتِصارْ
.

" إذْهَبْ فلا مكانَ لَكْ "
.
***
إذهبْ فلا مكانَ لكْ
ولا أريدُ أنْ أراكْ
فكُلُّ شيءٍ بيننا يقودُني نحوَ الهلاكْ
يا قاهِري
خَرَجْتَ والرِّفاقُ .. فانْتَظَرْتْ
وَخُنْتَ فاحْتَمَلْتْ
يا قاتِلي
هَبْني خَرَجْتُ دونَ إذْنْ
هَبْني ضَحِكْتُ دونَ إذْنْ
هَبْني قُبَيْلَ أنْ تَعودَ هَدّني النُّعاسُ
مَرَّةً فَنِمْتْ ؟
فانْظُرْ إلَيَّ كيفَ كنْتْ
وانْظُرْ إلَيَّ كيفَ صِرْتْ
حَظيرَةً يَدوسُها هذا وذاكْ
*
يا قاهِري
أعمَتْكَ طاعَتي
نعمْ .. أعْماكَ هذا الصَّمْتْ
وَبَوْحُ حاجتي
فَسُدْتَ واسْتَحْكَمْتْ
فهلْ تَظُنُّ كثرة السُّكوتِ تُثْبِتُ الرِّضا ؟
تُرى .. ماذا يقولُ لوْ تَكَلّمَ السِّواكْ ؟؟؟
فاذْهَبْ بِلا تَراجُعٍ ولا رُجوعْ
فلا أريدُ أنْ أظَلّ آلَةً
تُديرُها على هواكْ
إلى متى يعميك هذا الكبرياءْ
إلى متى تظُنُّ أنّكَ الوحيدْ
أم هلْ تَظُنُّ أنّ أُمّهاتِ الأرضِ
لَمْ تُنْجِبْ سِواكْ?
يا قاتلي
حتّى إذا بَلَغْتَ بي حَدّ السّماءْ
حتّى إذا وَهَبْتَ لي الوُجودْ
وَصِرْتَ لي كما أشاءْ
.

فلا مكانَ لكْ

*******
أنا وهذهِ الحياهْ
جندِيّةٌ ومعركهْ
بِلا حُصونٍ أوْ رُماهْ
ولا حليفٍ حاضِرٍ في ساحتي لأُشْرِكَهْ
أدورُ في بَطْحائها بلا عَلَمْ
مخنوقةً عِبارتي منْ غيرِ فَمْ
أضَعْتَني .. تَركتَني
كعابِدٍ بِلا إلهْ
*
حتّى إذا نَصَرْتَني
وَقُدْتَني نحو النّجاهْ
حتى إذا قَلّدْتَني تاجاً وَجاهْ
وَصِرْتَ لي رَعِيَّةً وَمَمْلَكَهْ
.

فلا مكانَ لكْ
.
*******
.
إذهبْ فلا مكانَ لكْ
وأَغْلِقِ البابَ الذي دَخَلْتَ مِنْهْ
وَأطْلِقِ القَلبَ الذي جَفَوتَ عَنْهْ
أَلَمْ يَصُنْكَ ألْفَ ألْفَ مَرّةٍ فَلَم تَصُنهْ؟
إذهبْ فلا مكانَ لكْ
وَقُلْ لِكُلِّ النّاسْ
بِأنّكَ الذي جَرَحْتَ طَلْعَةَ النّهارِ في المُقَلْ
وَقُلْ لهُمْ
بِأنّكَ الذي وَأَدْتَ رَعْشَةَ الإحْساسْ
وَلَهْفَةَ الشِّفاهِ حينَ تَنْطِقُ القُبَلْ
تلكَ الأقاصيص التي قَصَصْتها عنْ حُبِّنا
أُكْذوبَةٌ مِنَ الخيالْ
هروبُكَ المَعْهودُ مِنْ شَكِّي .. إجازَةُ السُّؤالْ
هُروبُكَ المعْهودُ في تَلَعْثُمِ الجوابِ .. يُثْبِتُ السُّؤالْ
هُروبُ عيْنَيْكَ اللتَيْنِ غارَتا تَهَرُّبٌ مُبَرَّرٌ
يَنْفي الذي ادَّعَيْتُهُ
عَنْ صُدْفَةٍ تُصيبُ أوْ إصابةِ احْتِمالْ
فَلا تَقُلْ بِأنّهُ حُبٌّ كبيرْ
فليسَ كُلُّ ما يجولُ في الفُؤادِ جُمْلَةً تُقالْ
فَلَمْ أَعُدْ تلكَ التي ظَنَنْتَها ..
ضعيفَةً
وَلَمْ أَعُدْ تلكَ التي مَلَكْتَها ..
جميلةً .. رَشيقَةً
مُشِعَّةً كالبُرْتُقالْ
وَلَمْ أَعُدْ تلكَ التي خَلّفْتَها
كَقِشْرِ ذاك البرتقالْ
.
***
.
مَنْ ضَيّعَهْ ؟!؟!؟
كانَ الهوى في داخِلي
نسيمَ صَيْفٍ دافئٍ
أَحَلْتَهُ لِزَوْبَعَهْ
مَنْ ضَيّعَهْ ؟!؟!؟
كانَ الهوى طِفْلاً صغيراً حالِماً في مَهْدِهِ
أنتَ الذي أماتَهُ
وَشَيَّعَهْ
.
***

فاصْمُتْ ولا تَنْطِقْ بِشَيْ
واذْهَبْ ولا تَنْظُرْ إلَيْ
فَلَسْتَ مَنْ يخافُ قَلْبُهُ عَلَيْ
*
دَعْني أُفَرِّغُ الغَضَبْ
دعني أقاتِلُ التّعَبْ
أليْسَ لي حقُّ النِّقاشْ ؟
أليْسَ لي حقُّ الغَضَبْ ؟
أمْ أنّني سِوى انْتِعاشْ ؟
فلا أُريدُ أنْ تَكونَ العَنْكَبوتْ
ولا أريدُ أنْ أظَلّ كالْفَراشْ
*
حتى إذا أرَدْتَ أنْ تكونَ مثلما أُحِبْ
.

فلا مكانَ لكْ
********
يا قاتِلي
كنْتَ السّماءَ العالِيَهْ
بَنَيْتُها مِنْ فَرْطِ أشْواقي إليكْ
فاذهبْ كما تشاءُ دونَ عَوْدَةٍ
واتْرُكْ بقايايَ التي بَعْثَرْتَها
كَما هِيَهْ
وإنْ أَبَتْكَ أيُّها الظّلومُ فوقَها الدُّنا
فَلَتَحْتَضِنْكَ الهاوِيهْ

*********

يا قاهِري
جَعَلْتُ كُلّ نَبْضَةٍ في داخلي
وَقْفاً لَدَيْكْ
وَصِغْتُ مِنْ حُروفِكَ المُقَدّسَهْ
رَبّاً لَدَيْ
أَوْدَعْتُهُ في أضْلُعي وَوَجْنَتَيْ
يا حَسْرَتي عَلَيَّ منكَ بَلْ
وَلَعْنَتي عَلَيْكْ
فها أنا يا قاتِلي
أَرُدُّ مِنْ تَلَوُّعي شيْئاً بِشَيْ
.
.
*******
*******
*******

عبلة محمد زقزوق
02/02/2007, 05:32 PM
وهل لنا كلام بعد صب هذا الجم من الكلام !!
لا فوض فوك
لقد نطقت بما في خاطر كل امرأة نالت كفايتها ولم تعد تقوى على المسير .
تقديري وإحترامي لناصر المرأة في هذا الزمان
الشاعر المبدع ـ تركي عبد الغني

زاهية بنت البحر
02/02/2007, 05:43 PM
إن كان قاتلها فعليه مايستحق من الله
حرام أن تظلم المرأة وهي أجمل مافي الوجود ,ومن يجعل الحياة جميلة مزهرة مشرقة, فهي الأم والأخت والابنة والزوجة ,فعلى الجميع مراعاتها بحقوقها التي جعلها الله لها, ولايبخسها إياها إلا جاحد أوظالم ..
بارك الله بك أخي المكرم شاعرنا المُجيد تركي عبد الغني
أختك
بنت البحر

عادل العاني
06/02/2007, 01:45 PM
أخي الشاعر المتألق تركي

قصيدة رائعة , رغم القسوة التي فيها ...

ونحن نقول لك :

تعال فالقلب لكَ ...

تحياتي وتقديري

أحمد العراكزة
06/02/2007, 03:24 PM
إيهٍ يا ابن بلادي
لقد نقلت الصورة بخبرة شاعرٍ فنّان
استطعت أن تدخلنا جوّ هذه الرّائعة


شاعر والله شاعر

تركي عبد الغني
21/02/2007, 03:16 PM
وهل لنا كلام بعد صب هذا الجم من الكلام !!
لا فوض فوك
لقد نطقت بما في خاطر كل امرأة نالت كفايتها ولم تعد تقوى على المسير .
تقديري وإحترامي لناصر المرأة في هذا الزمان
الشاعر المبدع ـ تركي عبد الغني











أشكر لك مرورك من هنا

ولكم أنا فخور برأيك الكريم

ولكم أعزك أيتها الرائعة

ألف تحية

هلال الفارع
21/02/2007, 05:03 PM
مَنْ ضَيّعَهْ ؟!؟!؟
كانَ الهوى في داخِلي
نسيمَ صَيْفٍ دافئٍ
أَحَلْتَهُ لِزَوْبَعَهْ
مَنْ ضَيّعَهْ ؟!؟!؟
كانَ الهوى طِفْلاً صغيراً حالِماً في مَهْدِهِ
أنتَ الذي أماتَهُ
وَشَيَّعَهْ
* تركي عبد الغني
ـــــــــــ
أخي تركي الحبيب
...
يا لها من لقطات!
ويا لها من وقفات!
هذه التفاعيل صرخة امرأة متصلة،
متابينة الطبقة، متجانسة الهمّ،
تنطلق في فراغ صاغه الظلم،
وحول خيلاء أطّرتْه الغطرسة!
أحسنت وأنت تترجم الأحاسيس إلى لغة،
وأجدت وأنت تذوب اللغة في الأحاسيس!
لك محبتي..
ودمت شاعرًا متألقًا.
هلال

د.ابراهيم ابوزيد
23/02/2007, 09:48 PM
ياشاعرى

أيا أبا الاتراك ياملك

مذ هاجر الفؤاد منزلك

ذهبت فى كل الدروب شاردا

تبعثر النبض الذى

ماكان الاه لك

بين السهول والهضاب

بين التراب والسحاب

تقلب الفؤاد فى الفلك

حتى هلك

ولم اجد فى كل شبر غير ذكريات جدولك

اسألك الرجوع ياملك

فضمنى ارجوك لك

د. جمال مرسي
23/02/2007, 10:29 PM
آه يا صاحبي
ما هذه التحفة التي لم أرها إلا الآن
لله درك
جميلة
جميلة
جميلة
نقلت المشهد بدقة فجعلتنا نعيش معاناة هذه المسكينة
رائع يا تركي

د.هزاع
24/02/2007, 03:28 AM
تتجدد شاعريتك آلاف المرات في عيني وقلبي , وأكثر
كلما قرأتها لك
لك مني كل ود
وتقدير

عبدالوهاب القطب
01/03/2007, 06:16 AM
لا ادري لماذا تململ بذهني
هذا البيت لجبران خليل جبران

وقاتل الجسم مقتول بفعلته
وقاتل الروح لا تدري به البشر
اخي تركي
وهذه رائعة من روائعك
دمت ايها الجميل
ودام لنا هذا التألق
تحياتي القلبية
عبدالوهاب القطب