المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عبد الله عبد الله المرشح الأفغاني ومذابح مزار شريف



طارق محمد منصور
19/10/2009, 05:05 PM
هذا اللقاء أجرته صحيفة الشرق الأوسط بتاريخ 2 شعبان 1422 العدد رقم 8361 هاتفياً مع عبد الله عبد الله أحد الضالعين في مذابح مزار شريف..
* هل اقترب وقت سقوط طالبان؟
ـ انه بالتأكيد اقرب مما كان عليه، الشهر الماضي، فقد ظللنا دائما على ثقة بان نظام طالبان سيسقط والا لما قاتلناه بكل هذا التصميم. وقبل شهر مضى كنا نعتقد أننا سنقاتل حركة طالبان لسنوات قبل اقناع مؤيديها في اسلام اباد بأنه من المستحيل ان يسيطروا على افغانستان وتحويلها الى عمق استراتيجي لباكستان. هناك الآن مؤشرات على ان اسلام اباد، التي تتعرض لضغوط من واشنطن، تخلت عن حركة طالبان. كما ان التدخل العسكري من جانب التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة له تأثيره.
* ألا تعتقد ان هذا الحديث لا يعكس صورة كاملة للوضع؟
ـ الضربات الجوية استهدفت بصورة رئيسية البنيات التحتية لنظام طالبان ودمرت قدرة الحركة على شن حرب، غير ان قدراتها القصيرة الامد لم تتأثر بصورة فاعلة. القوات الاميركية بدأت لتوها استهداف تجمعات قوات طالبان. وجمعت حركة طالبان كميات من الاسلحة المتنوعة ولا تزال تملك كميات كبيرة من الأموال التي تسمح لها برشوة قادة العشائر وزعماء الحرب المحليين.
* يقال ان قواتكم باتت قريبة من كابل، بل على بعد 15 ميلا من قلب المدينة لماذا لا تتحركون صوب العاصمة؟
ـ من الناحية العسكرية يمكننا الاستيلاء على كابل من دون قتال كثير لكننا نحاول تفادي الدخول في قتال، فالمدينة عانت كثيرا. وتحليلنا يقوم على اساس ان افراد حركة طالبان، ومعظمهم من الاجانب، سيضطرون الى ترك كابل والتركيز على حماية قندهار، لذا فإن كابل ستسقط من تلقاء نفسها مثل الثمرة الناضجة. نريد ايضا ان نتسلم كابل على اساس اتفاق سياسي واسع حول النظام المستقبلي في البلاد، فمن المقترحات المطروحة جعل كابل مدينة منزوعة السلاح وجعلها مدينة سلام ورمزا للوحدة الافغانية المستعادة.
* يتحدث الكل عن حكومة وحدة وطنية ربما تحت قيادة الملك السابق محمد ظاهر شاه، هل من الضروري ان تشتمل هذه الحكومة على بعض عناصر طالبان على الاقل؟
ـ أي محاولة لتطويل امد وجود طالبان ضمن النظام السياسي الافغاني لن يكون امرا مقبولا بالنسبة للغالبية العظمى من الشعب الافغاني. كانت حركة طالبان ولا تزال رمزا لتدخل الاجانب في الشؤون الافغانية. ماذا لدى طالبان مما يمكن ان تقدمه سياسيا للبلاد؟ ممارسة عبادة الفرد كما هو الحال ازاء «امير المؤمنين»؟ التخريب الثقافي؟ تهريب المخدرات؟ المعاملة المذلة للنساء؟ لا اعتقد ان غالبية الشعب الافغاني تريد ذلك؟
* هل تدرك ان باكستان قد انفقت الكثير على طالبان وتطمع في نصيب من السلطة في أي حكومة مستقبلية في كابل؟
ـ نعم، هذا ما قالوه للجانب الاميركي، ولكن نصيحتي لواشنطن هي الاستماع اكثر للشعب الافغاني بدلا من الاستماع للجنرالات الباكستانيين. السبب في مأساة افغانستان يكمن في تدخل القوات الاجنبية. جعل أفغانستان بلدا سلميا لا يؤوي الارهاب ممكن فقط في حالة الكف عن التدخل في شؤونها. وفرض حكومة جديدة في افغانستان موالية لباكستان او لأي طرف آخر لا يعني سوى الدخول مجددا في حرب اهلية جديدة. يجب ان تكون لحكومتنا علاقات جيدة مع كل دول الجوار بما في ذلك باكستان ودول اخرى من دون الاعتماد على أي منها.
* هناك العديد من التقارير على تقدم قوات التحالف، متى ستسقط مزار الشريف؟
ـ قواتنا في هذا القطاع وفي الغرب تتقدم بسرعة. وبالرغم من المذابح وعهد الرعب، فإن طالبان لم تتمكن على الاطلاق من فرض سيطرتها على مزار الشريف. وتوقعاتي هي ان مزار الشريف ستكون حرة خلال عدة ايام على اكثر تقدير. ويجب على طالبان اعادة التجمع في الجنوب، استعدادا للعودة الى باكستان، المكان الذي قدموا منه في الاصل.
* توجد تقارير تتحدث عن انشقاقات داخل حركة طالبان، ما مدى صحتها؟ ـ من الصعب تقديم صورة متكاملة في الوقت الراهن، الامور تتغير على مدار الساعة، الا ان الامر المؤكد هو ان العديد من القادة الذين انضموا الى طالبان لعدة اسباب ينفصلون عنها الآن. وهم يرون ان طالبان تخسر ولا يريدون ان يقفوا الى جانب الخاسر. ان تقديراتنا هي ان حوالي 5 آلاف مقاتل يمكن ان ينشقوا عن طالبان. ان الآلة العسكرية لطالبان تنهار وربما يحتاج الامر الى دفعة اخيرة على الارض، فايامها اصبحت معدودة.
* يشير بعض المحللين الى وجود جناح معتدل داخل طالبان، بقيادة وزير الخارجية الملا وكيل احمد متوكل، الا يمكن ضمه لحكومة انتقالية؟
ـ لا اعرف نفوذ هؤلاء الناس، الامر المؤكد هو ان بعض الملالي يحاولون انقاذ انفسهم. ولكن بنية طالبان تتجنب تغيير القيادات كما يحدث في حزب سياسي عادي. ان الافراد الافغان، وليس الباكستانيون او العرب، سيكونون قادرين على السعي وراء دور سياسي بتشكيل احزابهم وجمعياتهم، ولكن بالنسبة لطالبان كجماعة فنحن نريد اغلاق هذا الكتاب المخجل والتخلص منه. ففي النهاية هدف هذه الحملة هو القبض على اسامة بن لادن، الذي اصبح الزعيم الحقيقي لطالبان قبل عامين، ومحاكمته. كيف يمكن ان نعاقب القائد ونسمح لجماعته بالاستمرار.
* اين اسامة بن لادن؟
ـ هو يختبئ مثل الخفاش عندما يبزغ ضوء النهار. اهتمامه الوحيد هو انقاذ نفسه واطالة عمره لفترة اخرى. ولديه ذاتية متضخمة عندما يسجل شرائط الفيديو ويطلب ذبح الابرياء». ولكن عندما يتعلق الامر بالقتال يختفي وراء الآخرين.
* هل ستعثر عليه الولايات المتحدة؟
ـ كل شيء ممكن. في اي حال بعدما تنصب حكومة في افغانستان لن يوجد مكان للعرب وغيرهم من الارهابيين هنا. لا تنسى اننا نبحث ايضا عن بن لادن المسؤول عن عديد من جرائم قتل الابرياء في هذا البلد، فهو لم يقتل في نيويورك وواشنطن فقط فقد قتل العديد من المسلمين هنا. كما يجب محاسبته على جريمة اغتيال احمد شاه مسعود. ربما يعتقد بن لادن انه يمكنه الاختباء الى ان ينسى الاميركيون جرائمه. ولكن لا يمكننا النسيان.
* ما هو النظام الذي تتخيله في افغانستان مستقبلا؟
ـ المبدأ الاول هو ان حكومتنا المستقبلية يجب ان تمثل تمثيلا كاملا كل الجماعات العرقية واللغوية والدينية. بعض المحللين خارج افغانستان لا يعرفون ان لدينا «احساسا قويا بـ«الافغانية». كما لا يفهمون ان الوجه القبيح الذي اظهرته طالبان لدينا غريب عنا. ويجب ان تعتمد حكومتنا في المستقبل على دستور حديث ديمقراطي وجماعي، يملك فيها الشعب السلطة ويمارسها الممثلون المنتخبون من منطلق المبادئ الواضحة للشفافية والمحاسبة. وآمل ان يشهد العالم قريبا ان طالبان كانت تمثل الزيف والتدخل الاجنبي في حياة الامة الافغانية، وان الافغاني الحقيقي يريد ان يكون بانيا للسلام والتفاهم وعضوا ناشطا في الحضارة المعاصرة. أنتهى ..

والسؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن أن رجل يمتلك كل هذا الحقد الدفين تجاه طالبان والتي أصبحت الآن قوة لا يستهان بها بل دوخت القوات الأممية كاملة ورجل كان له القدح المعلي في مذابح مزار شريف أن يحكم أفغانستان وبوجود مثل هذا الطوفان الطالباني مرة أخرى؟!!
ولنا عودة لسيرة حياة الرجل..