المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المسجد الأقصى ماهو ومافيه



بشرى عائد
20/10/2009, 03:06 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
نبذة مختصرة عن المسجد الأقصى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
"سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ"
صَدَقَ الله ُ العَظِيمْ
قبة الصخرة ... جزء من المسجد الأقصى
المسجد الأقصى ليس مجرد بناء ذي قبة رصاصية أو ذهبية، وإنما هو كل الساحة المسورة الواقعة فوق هضبة موريا بالقدس، والتي تضم الجامع القبلي ذا القبة الرصاصية، وقبة الصخرة ذات اللون الذهبي، ومبان أخرى.
وهو ثاني مسجد وضع في الأرض، بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، بناه الأنبياء، وجدده المسلمون بعد فتح القدس. ويخطئ الكثيرون بإطلاق "الحرم القدسي" على المسجد الأقصى، وإطلاق "المسجد الأقصى" على جامعه القبلي، لأن هذا يعني قصر الأقصى على جزء صغير منه، واعتبار ما حوله مجرد حرم/ حِمى له، مما يسهل التفريط في المسجد المبارك، كما أن الأقصى ليس حرما بالمعنى الشرعي كحرمي مكة والمدينة.1- الجامع القبلي: المصلى الرئيسي في المسجد الأقصى المبارك، يطلق عليه الناس خطأ "المسجد الأقصى المبارك"، ولكنه في الحقيقة الجامع المبني في صدر المسجد جهة القبلة، ومن هنا جاءت تسميته بـ"القبلي". وهو موضع صلاة الإمام في المسجد الأقصى المبارك، ومكان المنبر والمحراب الرئيسيين. 2- قبة الصخرة: قلب المسجد الأقصى المبارك، أعظم أثر معماري إسلامي، والمعلم المميز لمدينة القدس، ويرجح أن تكون الصخرة الواقعة تحتها هي الموضع الذي عرج منه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى السماء. ويخطئ الناس بالقول بأنها غير الأقصى، لأنها جزء لا يتجزأ منه.
3- المصلى المرواني: بناء يقع تحت الساحات الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى، وهو عبارة عن تسوية بنيت فوق أرضية الأقصى الأصلية المنحدرة ليتسنى بناء المصلى الرئيسي فوقها. يطلق عليه اليهود والصليبيون اسم "اسطبلات سليمان" ليوه موا الناس أنه من بناء سليمان عليه السلام، والصحيح أنه من بناء الأمويين.
4- حائط البراق: هو الحائط الذي ربط عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم دابته (البراق) في رحلة الإسراء، على الأرجح. ويزعم اليهود وبعض النصارى الذين يطلقون عليه اسم حائط المبكى أنه الجدار الغربي لهيكلهم المزعوم، ويقفون عنده للبكاء على ملكهم الضائع، بل واتخذوه منطلقا لتدمير منطقة باب المغاربة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك، والنفاذ إلى الأقصى المبارك

ا.د.عبد الكاظم العبودي
20/10/2009, 04:22 PM
بسم الله الرحمن الرحيم

جذور عروبة القدس أعمق مما تصورها الصهاينة


يهرب الاستئصاليون الى اعدام التاريخ بدم بارد حتى عندما تحاصرهم الحقائق التاريخية والجغرافية . واذا كانت مدارس الاستشراق الخبيثة قد جبلت نفسها على الانكار التاريخي للوقائع والمدونات، ، وتعاملهم مع الفتوحات الاسلامية انها "مجرد غزوات عابرة، قام بها العرب لنشر دينهم الجديد بحد السيف أو خيار فرض الجزية على سكان المدن المفتوحة"، وإنهم يستثمرون، بشكل انتقائي، حالة هزيمة العرب في الاندلس وخروجهم منها الى محاولة الاسقاط التاريخي لهذه الحادثة على حالة القدس، ويعتبرون العرب فيها مجرد موجة غزاة عابرين يتوجب عليهم الخروج من هذه المدينة ومسح عروبتها التي يُراد بديلها بتهويدها او إعادة نسبها الى اليهود بعد تزوير حقائق التاريخ.
للأسف يسقط بعض الباحثين العرب في أفخاخ وشراك مدارس الاستشراق المتصهينة والانجرار وراء المزاعم اليهودية بتدوين تاريخ القدس العربي مبتدءا من عهد الخليفة عمر بن الخطاب (رض) عندما دخلت جيوش المسلمين بلاد الشام والعراق وتحريرهما من الوجود الفارسي والبيزنطي القائم فيهما، وبذلك يحقبون خطئا لعروبة القدس.
ولإعادة الحقائق الى نصابها، لابد من التذكير هنا، ان العرب كانوا في القدس قبل الاسلام ، وان الاسلام بدوره أضحى استكمالا لمبدأ التوحيد الحنفي الذي نشره النبي ابراهيم الخليل (عليه السلام) قبل ظهور اليهود بما يقارب الألف سنة، وان الرسالة المحمدية هي خاتمة الرسالات، وهي على ملة ابراهيم وتوحيده الحنفي.
ظل الامتداد الجغرافي لارض الجزيرة العربية وتواصله نحو ارض كنعان يتقاطع مع كل الممرات القادمة من والى الشام والعراق وسيناء ومصر؛ مما جعلها وأكسبها فرصة الاشتراك في كل الحضارات العربية القديمة التي ظهرت في المنطقة.
فلسطين" ارض كنعان" وحاضرتها القدس ظلتا على الدوام قلب الارض العربية التي لم تخلوا من وجود العرب فيها على مر العصور.
إن أول من سكن فلسطين هم الكنعانيون، خلال الالف الخامس قبل الميلاد، وأحفادهم من بعدهم هم اليبوسيون، وهم أول من خطوا موقع القدس واستوطنها في الالف الثالث قبل الميلاد. الكنعانيون هم من الاقوام العربية القديمة، هم أحفاد كنعان. يشير الطبري الى أنهم من العرب البائدة، "الاقوام الجزرية التي نزحت من جزيرة العرب"، ويرجعون بأنسابهم الى العماليق[نسبة الى جدهم عمليق]، وهو اول من تكلم العربية منهم.
تشير بعض الدراسات التاريخية، ومنها مانسب الى المؤرخ هيرودوتس (484 ـ 422 ق.م.)، إنهم كانوا يقيمون قبل هجرتهم الى فلسطين على ساحل الخليج العربي، ويمارسون التجارة مع الهند وسواحل شرق افريقيا واليمن. وعندما نزحوا الى بلاد الشام حملوا معهم إسمهم واسم بلادهم الذي أعطوه لوطنهم الجديد. كما سكنت فلسطين اقوام أُخرى، منهم الفلسطينيون الذين نزحوا من جزيرة كريت" إقريطش" بسواحل اليونان، وانصهروا مع الكنعانيين، تبعهم كذلك الهكسوس [وهم مزيج من القبائل العربية والآسيوية] ممن وصلوا الى القدس في النصف الاول من الالف الثاني قبل الميلاد. كما يعتقد ان القبائل العمورية قد استقرت في القدس أيضا.
يذهب المؤرخ الجغرافي الروماني سترابو (64 ق. م. ـ 19 م)، الى أن المقابر الموجودة في جزر البحرين تشبه مقابر الفينيقيين، [ الفينيقيين تسمية اطلقها الاغريق على الكنعانيين]، وإن الطريق الذي سلكوه للوصول الى فلسطين كان عبر الوصول الى بر البصرة، ومنها عبر طرق وادي الرافدين السالكة الى فلسطين.
من بطون الكنعانيين انحدر اليبوسيون، أقاموا في الكهوف والمغارات والبوادي، ثم بنوا مدينة "يبوس" على ارض القدس الحالية. واليبوس من الألفاظ العربية الشائعة في اللغات واللهجات الجزرية المختلفة، مشتقة من اصلها العربي، وتعني صفة القوة والخشونة والبأس الشديد، وقيل عن: رجل بَئِسُ ، أي شجاع، والبأساء: اسم الحرب.
حاول اليهود تحريف اسم يبوس الى "باليبوسي" ، وذكرت القدس في التوراة بـ (يبوس)، ويعتبرونه الاسم القديم لاورشليم، رغم ان انها عرفت بـ "اورسليم" قبل ظهور اليهود فيها بعدة قرون. كما سمتها المراجع التوراتية في سفر التكوين، الاصحاح 1ّ7، (ارض كنعان)، وهو إعتراف صريح بنسب عروبتها. كما ان التوراة تعترف اعترافا واضحا لا لبس فيه بأن ليس لليهود اي صلة بالقدس، لا من حيث الدين او قومية السكان، ولا حتى التسمية في اللغة العبرية القديمة. فنجد حزقيل في سفر حزقيال، (الاصحاح 16 ،العدد 4) يخاطب "اورشليم" قائلا: (أصلك وفصلك من أرض كنعان).
ان أشهر اسمائها التي اطلق عليها العرب هو (القدس) او (بيت القدس). وقد كان هذا الاسم شائعا من أسمائها قبل الاسلام. وهي لفظة عربية قديمة تعني الارض المقدسة او المطهرة.
رغم كل الغزوات لم تفقد القدس عروبتها، كما تؤكد على ذلك المعطيات الاثارية ومنها التوراة والمصادر المدونة . كما ان القبائل العربية لم ينقطع وجودها في القدس خاصة وفلسطين عامة.
بقيت القدس كنعانية، يبوسية، عربية منذ تخطيطها. وظلت لغة أهلها الكنعانية، وخلال احتلال البابليين لها أصبحت لغة سكان القدس بابلية. وهنا يرى المؤرخون وعلماء اللسانيات ان اللغة العربية القديمة "الجزرية" هي اللغة الام للغات الشرقية منها: الاشورية والبابلية والعمورية والكنعانية والارامية والعربية الفصحى لذا تداول السكان بعض من هذه اللغات خلال فترات ما. وهذا يعني ان لغة سكان القدس ظلت عربية في اصلها وفروعها. وكانت ديانتها قبل وبعد وصول النبي ابراهيم (عليه السلام) اليها هي التوحيد، منذ عهد ملكها "ملك يصادق" الذي كانت له صداقة مع النبي ابراهيم الخليل (عليه السلام)، وهذا لا يعني عدم وجود بعض السكان يؤمنون بالمعتقدات الوثنية، تماما كما هو الحال لدى سكان الجزيرة العربية.
ان الملك الكنعاني اليبوسي" العربي" (ملك يصادق) كان مسالما ولهذا اطلق على مدينته اسم "اور سالم" اي " مدينة السلام". يرى البحاثة الاثري والمؤرخ احمد سوسة في كتابه (مفصل العرب واليهود)ان (ساليم او شلم) كان يعني (اله السلم) عند الكنعانيين.
ان دخول المسلمين الى القدس هو تحرير لارض عربية لكونها قبلتهم الاولى ومسرى نبيهم، وستبقى عاصمة ابدية للعرب والمسلمين مهما حاولت كتابات الصهاينة نزع هذا المسار التاريخي لعروبتها ومحاولة تهويدها، باضفاء وجود وهمي لهم فيها بعد ان مكنتهم الامبراطوريات الاستعمارية المعاصرة من إلاستيطان الاستعماري فيها في منتصف القرن العشرين الى يومنا هذا
.تراجع عدد من المراجع الهامة منها:
جواد محمد الحمد،(القدس عربية من قبل الاسلام)، مجلة الحكمة،العدد 30/اكتوبر 2002، ص25.
الاعظمي،تاريخ مدينة القدس، ص33.
عز الدين غرايبية،فلسطين تاريخها،وحضارتها، منشورات اتحاد المؤرخين العرب، بغداد،1981،، ص 40.
احمد سوسة،(مفصل العرب واليهود في التاريخ)،منشورات وزارة الثقافة والاعلام، دار الرشيد، بغداد . 1981.

بشرى عائد
20/10/2009, 09:55 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أ.د عبدالكاظم العبودي أشكرك على المعلومات المفيدة
مع التحية.......