فائزة عبدالله
23/10/2009, 09:56 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي وأساتذي الأفاضل في واتا , وفي ذا المتصفّح بالذات , أنظروأ بتمعّن ودقة أيّ نوع من الأكادميين هو, هذا
" البروفوسور " ؟ وأيّ صنف هم , طلابه وخريجيه ؟ وستعرفون لماذا هو يعتبر العرب " أكبر فشل في التاريخ
البشري ؟؟؟ (وما من شك أنه يحمل شأنه شأن كل الغلاة الصهاينة , رتبة عسكرية الى جانب رتبتة العلمية ) ومع ذلك
أقول له :
بداية , إذا كان العرب في نظرك " هم أكبر فشل في التاريخ ؟ " .. فإن " كيانكم الصهيوني الغاصب " هو أكبر خطأ
في التاريخ الإنساني كله " ووجوده " يعدّ أكبر خطيئة في عمر الإنسانية منذ بدء الخليقة الى اليوم , وبعد :
طالما أن هذا " الشيط - فتّان " هو وكيانه الغاصب اللقيط يمثّلون الخازوق الذي غرسه الإستعمار في قلب أمتنا ووطننا
فلا غرابة أن نكون بشكل أو بآخر في صفوف "الفاشلين " وهي النتائج التي قادت اليها أسباب وجوده كجسم غريب بيننا
فأمتنا لم " تفشل " ولم يهن عزمها الاّ يوم تكالب عليها الاعداء من كل حدب وصوب , داخليّا وخارجيّا , فتحولت بفعل تلك
المحن والخطوب , من أمة عظيمة , الى أمة غنيمة , ثم الى أمة رهينة , لدى ؤلئك الأعداء , بمختلف أصنافهم ,
وألوانهم .
إن هذا " الأكاديمي - الفلتان " الذي يتحدث عن فشل العرب " ببراءة الحمل الوديع " وصفاقة الوقح المتعالي , ينسى
أو يتناسى , أنه وأمثاله من شذّاذ الآفاق الصهاينة الحاقدين ( كما يصنفون أنفسهم ) الذين غادروا متنكّرين لأوطانهم
وجاؤوا الى وطننا غزاة غاصبين , هم من قصروا الجهد لدينا كعرب , حتى نظل في دائرة الخط الأول من مسيرة الشعوب
والأمم وتحررها وتقدمها , وكانت أول جرائمهم بمعية من إستقدموهم من حلفائهم من الإستعمار القديم الجديد , هي أن
جزّؤوا أمتنابعد أن وضعنا ووطننا كعرب على مائدة التجوئة التي أفضت الى ما نعانيه الآ في ظل دويلات قزمية مطوقة
بحواجز التقسيم , ومصائد الإنقسام , وتسلط وآستبداد تلك الأنظمة الحارسة لمشروع وحدود سايكس - بيكو اللعين .
ولعل هذا الصهيوني يدرك ( إن كان قارئا غير مزوّر للتاريخ , وهو ما أشك فيه ) أنه ما من أمة من الأمم إستطاعت
أن تتحرر , أو تتقدم , أو تنجح , وهى مجزّأة مقطّعة الأوصال , مغتصبة القلب والجسد , منهوبة قدراته ثرواتها ومقدّراتها
مبددة طاقاتها وإمكانيانيّتها .
نعم , قد تكون أمتنا الان ولأسباب كثيرة يطول شرحها ( وإن كنت قد أشرت منذ حين الى أهم تلك الأسباب ) في وضع تراجع , وضعف , ونكوص حتّى .. لكن هذا لا يجب بأي حال من الأحوال , ومهمى كانت درجة شدة الأبتلاء و حدّةالواقع
وفضاعته ,, أن يجعلنا نفقد التركيز والنظر في إتجاه البوصلة الصحييح الذي يؤكد أن تاريخ الالأمم والشعوب , لا يقاس
ولا يقرأ , ولا ينظر له من زاوية حقبة تاريخية واحدة , أو محدودة , غن الحديث عن " فشل العرب " كأمة , وتاريخ ,
وحضارة , وآمتداد في المستقبل , إنما ينمّ عن " رؤية " إقصائيّة , عنصرية , حاقدة , ومبتذلة لا يتوفر فيها حتى الحدّ الأدنى من مقاييس البحث العلمي الصحيح , أو القراءة الموضوعية للتاريخ . فمتى كان تاريخ الأمم والشعوب يقاس
بمقدار عقد أو عقدين , أو حتى قرن من الزمن ؟؟ أم أنك ترى التاريخ كله مختصر في عمر "كيانكم الغاصب " الذي مثّل
ويمثّل الى اليوم أسوأ وأسود حقبة في تاريخ الشعوب كلها , وليس في تاريخ أمتنا فحسب , وذلك لما إصطبغ به "وجود
كيانكم " من دموية ومجازر , وحروب إبادة ضد البشرية ليس أقلها مجازركم وجرائمكم الشنيعة في فلسطين - غزّة 2008 -
2009 والتي فاقت في فضاعتها كل وصف لما أعملته من قتل وتذبيح في صفوف المواطنين العزّل الأبرياء من أطفال
ووشيوخ ونساء وتخريب وهدم لبناهم ومقدساتهم و ولم تنجح بالرغم من كل ذلك في كسر إراتهم في الحياة و؟؟ وتتحدث
عن الفشل ؟؟ وهل هذا هو النجاح الذي تتفاخرون به كصهاينة , مقابل "فشل" تتبجّح بالحديث عنه , وتنسبه لنا كعرب ؟؟
أنا لن أزيك على ما ذكرته لك , لأني أعرف جيّدا أنكم " كصهاينة غاصبين " تعرفون من هم الفاشلين حقّا , ومن هم الذين
سينتهي بهم التاريخ الى مزابلة دون رجعة ؟؟ إقرؤوا التاريخ جيّدا وستعرفون كيف كانت نهاية كل معتدي أثيم , وفي كل زمان ومكان لم يحدث أن فشلت أمم وشعوب , في تنتصر دائما في النهاية وتتحرّر حتى لو مكثت تحت نير الإحتلال ,
والعدوان لعشرات , بل لمائات السنين .
أنظروا , وأقرؤوا التاريخ بدون تزوير أوتحريف , ومن أول ثورة " العبيد بقيادة سبارتاكوسس " في العصور القديمة
والى ملحمة الشعب العربي في الجزائر , بالرغم من دوام الإحتلال الفرنسي 132 عاما , الى جنوب إفريقيا ورفضها
الإستيطان البريطاني الذي ظل جاثما على أرضها أكثر من أربعة مائة عام متواصلة , لو تشهد خلالها أي نهضة أوإزدهار
أوتقدم لسكانها الأصليين , ومرورا بأوروبا نفسها التي لم تتقدم ولم تبني حضارتها الاّ بعد أن تحرّرت من الحلفاء , و
فيتنام التي كسرت بمقاومتها شوكة مايزيد عن 600 الف جندي أمريكي مدجّجين بالسلاح حتّى أسنانهم , وطردهم فرارا
وهروبا وذعرا من إنتقام المواطنين غير المسلحين ؟؟ وبنت بعد ذلك تقدمها ولم تفشل , ووصولا الى ما بدأت أمتنا تحققه
من تحرر في بداية النصف الثاني من القرن الماضي لولا فلول الخيانة والردة التي تحالفت مع الإستعمار , وهو نفس الواقع
الذي نشهده اليوم في كل من فلسطين والعراق , ومع ذلك , وبالرغم من كل ذلك نقول إننا كعرب , وكأمة , لم نفشل , ولن
نفشل , لأن عمر الشعوب والأمم لا يقاس بمرحلة زمنية معينة , ولاحتى بعمر جيل كامل من أبنائها , وكذا مقياس النجاح والفشل , فهو لا يقف عند مرحلة زمنية بعينها , وإنما يقاس بعمر البشرية , وعمر الزمان .
وأنا إذ أردت أن ألفت الإنتباه الى هذه النقاط بالذات , فإنني أتوجّه الى كل الإخوة الذين تدخلوا في هذا الموضو ع
والذين سيتدخلون , والى كل المفكرين , و الأكادميّين , والمثقفين , والباحثين في مجال النقد العلمي الجاد والبنّاء
من أبناء أمتنا المخلصين , أن لا تتركوا لمثل هذه " القراءات العنصرية المسمومة " سبيلا لإحباط عزائمكم و أو الفتّ
من عضدكم , حتى لوكنا نعيش كل هذا الواقع المشحون بالضبابية , واليأس و التخاذل والخيانة , والعدوان , والتقاعص ,
والخوف , والتخلف , لا تقلقوا , ربما فاتنا أن نحقق لأمتنا كثير من النجاح والحلم والأمل , لا يهم , المهم أن نتعلم من
درس الألم , الآن بعد أن فاتنا درس الأمل .
علينا أن نواجه , ونقرأ الصفحات بأمانة ودون أن نخشى في الحق أو نهابه .
أمامنا الآن أمة بأسرها تشعر حتى النخاع بمرارة العلقم , وفي إحساسها العميق بمرارم العلقم , نستطيع أن نعرف .
والمعرفة وحدها بداية صحيحة , الأمة الآن تعرف بمرارة العلقم ماعجزت حلاوة الأمل عن تعريفها به .
حلاوة الأمل نشوة لها أجنحة تحلق في الهواء , ومرارة الألم نزول على الأرض وارتطام بالصخور .
لا بأس, ولا يضر الأمم في بعض مراحل تاريخها أن ترتطم بالصّخور على الأرض لكي تفيق من أوهامها , وتهجر
أعراض الأمور الى جواهرها .
إخوتي و أساتذتي الأفاضل , أمامنا جواهر أمور كثيرة تعرض نفسها علينا , فلا نعرض نحن عنها بدعوى أن الركب فات
وأننا قد حصدنا الفشل وكفى؟؟
- أما بان للأمة كلها , أن تقسيمها الى دويلات تحت دعوى الإستقلال خدعة ؟ - إذا أدركتم أن وحدة الأمة بأي شكل يناسب
عصركم لامفرّ منها - فهذا جوهر بان .
- أما بان للأمة كلها , أن ثراءها بهويتها محتوى حضارتها , وليس ثراء الأمم أرقاما في كشوف حساب أو كتل ذهب
في خزائن وبنوك ؟ - إذا أدركتم أن ثروة الأمم ليست مالا فحسب , وإنماقيم أغلى من المال وأعزّ - فهذا جوهر بان .
- أما بان للأمة كلها , أن حماية القوى الكبرى في هذا العصر لغيرها من الأمم هي ذاتها حماية الذئب للغنم ؟ أمريكا أو
غير أمريكا ؟ كل أمة بما لديها , والاّ فهي رهينة للوحوش حتى تتحول من رهينة الى غنيمة ؟ - إذا أدركتم أنه لا بديل
لقوّتكم الذّاتية في حماية مستقبلكم - فهذا جوهر بان .
- أما بان للأمة أن عدوها الواقف ببابها والذي يسمونه " إسرائيل " ليس خطير الى الحد الذي صوروه لكم حتى تغلبكم
الأوهام على أعصابكم - حتى وإن أمسك ما يطلقون عليه إسم القنبلة " النووية - إذا أدركتم أن سلاح الأرهاب المنظّم
الموجّهاليكم عقيم - فهذا جوهر بان .
- أما بان للأمة كلها أن معظم ما يوجّهونه لها من خارجها خديعة ومعظم ما يظهرونه لها خداع , فلقد أرادوا أن يفتنوكم
دينيّا , وطائفيّا , ومذهبيّا , وإثنيّا , ولئن إفتتن البعض , فإن جموع الأمة إستطاع أن يتبين الخبيث من الطّيب - فهذا
جوهر بان .
- أما بان للأمة كلها أن تجارة السلاح وتكديسه , ليست هي بالظبط حماية الأمن القومي وتأكيده , بل إن محنة الهوان
والإختراق جاءت في عصر شدة التسليح وكثافته ؟ - إذا أدركتم أن الإنسان هو السلاح , وهو الحرب , وهو النصر -
فهذا جوهر بان .
جواهر أمور كثيرة أمامنا , وهذه بعضها , وكلها في متناول أيدينا إذا ما قدّرنا دورنا فرضناه في الواقع , والشواهد
تقول إنكم بالغون بها مستقبلا تستحقونه , وإن بدى الحاضر مبصوما بجانب من الفشل أوالمرارة . ولكن ليس الحاضر هو عمر أمتنا أونهاية مطافها , كما يصور ذلك أعداؤنا , ويجاريهم في ذلك بعض المشائمين لدينا .
أقول لكم أنتم الآن مايفوق الثلاثة مائة مليون عربي , يرفدكم نحو مليار مسلم - أنتم الآن عرفتم بأنفسكم درس حياتكم
وعرفتموه بالمرّ أكثر ممّا عرفتموه بالحلو , ولم يعد في مقدور الأيام أن تلهيكم أوتخدعكم .
وعلى أيّ حال تنبهوا , أقول لكم بصرف النظر عن كل العذاب , فقد صنعتم كثيرا يبنى فوقه ويضاف إليه , ولم يضع
كل ما جاءكم , وإنما مكث بعضه في الأرض بالرغم من كل شيء , وهو نافع - لكم ولو كبداية .
- أقول لكم : لقد عرفتم الطرق الى كثير من العلم , وبدأت بؤر نور كثيرة تظهر على أرضكم رغم الضباب والظلام
فتمسكوا بها ووسعوا رقعتها - بينكم الآن أكثر من ثلاثين مليونا من خرّجي الجامعات , وهذه طاقة لو تعلمون هائلة .
- أقول لكم لقد بدأتم تدركون أن المرأة وهي نصف مجتمعاتكم , لم تعد سلعة , ولم تعد متعة , وإنما هي شريك كامل لكم
في الحياة, وفتحتم لها أبواب المعرفة والعمل , ( وهو ما يستدعي منها بدورها أن تحافظ على قيمتها وقيمها كإنسان ,
وتأبى أن تكون مجرّد سلعة تشترى وتباع ) وهذا لوتعلمون عظيم .
- أقول لكم : إنكم إكتسبتم خبرات , هي ذخيرة باقية لكم , وحصيلة على مهارات هي الآن طاقات فعل مبدع على أطراف
أصابع قوة عمل تكاد تقارب المائة وخمسون مليونا .
- أقول لكم : إن مواردكم من الأرض والماء والطاقة وفيرة , وسوف تكتشفون بدراسة أوسع من أقفاص التجزئة التي
أرادوا أن يحشروكم فيها - أن مواردكم تكفيكم وزيادة .
لذلك كله , أقول لكم لا تصدقوا , بأننا فشلنا , ولا تجعلوا مخاطر اللحظة تطغى على بصيرتكم فتظنون أنها نها ية التاريخ
نعم , أعرف أن هناك مخاطر , وظلم , وعدوان , , وآستبداد , وتنبلة , وعدو غاصب لنا بالمرصاد , لكن هناك في
المقابل ظا هرة , أبصرها عندنا الآن , وأسعد لها أكثر ممّا تتصوّرون , إنها ظاهرة (المقاومة ) وهذه الأخيرة يجب أن
تعمّ وتتعمّم , فمقاومة الغلاة والمستبدين , وسالبي لقمة عيشكم , ورغيف أطفالكم , لا تقل أهمية , عن مقاومة عدوّكم
سالب خيرات أمتكم , ومغتصب أرضكم , كلها معارك تحرر , ,عزّة , ,كرامة , وتقدم .
لا تقلقوا كثيرا ( ,أنتم في وسط كل هذه الأعاصير ) تحت ظن أن التقدم سوف يترككم موكبه ويذهب , أنتم في وسط العالم
, وسوف يشدكم العالم معه حتى بالرغم منكم على الأقل الى القدر الذي يحتفظ لكم بنصيب لابأس به من الوعي والتنمية
والنجاح والتقدّم .
-إهتموا بأولادكم أكثر مّما كان آباؤكم بكم يهتمون , كرسوا لهم ماتصل إليه أيديكم , وأحرصواعلى أن ينالوا أفضل تعليم
ووفروا لهم ما إستطعتممن وقتكم , هنا البداية الحقة , وبشّروا فيهم دوما أنهم أمة واحدة .
هناك الأمل الحقيقي , في جيل سليم , هذا الجيل المقبل من أبنائكم هو الذي سيحمل أعلام الثورة للوحدة والحرية والنجاح والتقدم والقوة . وهو الذي سوف يثبت أننا لم نفشل ( كعرب ) ولن نفشل , فالنتقدم الى العمل في كل أفق يسعى إليه
العاملون .
( وذكّرهم بأن لا يهنوا ولا يحزنوا وإن نصرالله قريب )
فائزة عبدالله
Powered by vBulletin® Version 4.2.2 Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved, TranZ by Almuhajir