ثروت الخرباوي
03/02/2007, 12:18 AM
حوار مـع صديقـى المحبـط
قال لى صاحبي وهو يحاورني : أصابني داء التشاؤم فأصبحت غارقاً فى الإحباط ... فهل تعرف السبب ؟ قلت له : هذه مسألة محسومة ياصديقي لا تحتاج إلى ذكاء , فستقول لى أنك محبط بسبب واقعنا المهبب المعجون بالزفت والقطران الأسود الغطيس وأنا أقول لك أخطأت ياصديقي "فمصر اليوم فى عيد" , فإذا كان واقعنا قطران فهذا بسبب أن القطران يستخرج من البترول ونحن أعلى دولة منتجة للقطران , وإذا قلت لي أن المنافقين يحيطون بالرئيس من كل جانب وأنهم أجادوا النفاق وأتقنوه قلت لك إن هذا من فرط إيمانهم تطبيقاً للحديث الشريف "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" , فإذا قلت لي أن السيد/ صفوت الشريف "جداً" قال فى تصريح له أن الرئيس مبارك "منزه عن الهوى" قلت لك أنه لا يقصد من ذلك نفاقاً أو موالسة لا سمح الله ولكنه يقصد أن الرئيس يجلس دائماً فى التكييف ويبتعد عن المروحة حتى لا يصاب بتيار هواء ولكن الحاقدين من أمثالى وأمثالك يحرفون تصريحات السيد/ صفوت الشريف "جداً" تحقيقاً لأغراضهم الدنيئة ذلك أن الرجل لم يقل أن الرئيس منزه عن التكييف.
وإذا قلت لى أن المنظمات العالمية أوردت فى إحصائياتها أن عدد الأحياء الذين يسكنون المقابر من المصريين يزيد عن الثلاثة ملايين قلت لك إنها إحصائيات مفترية والمفترى منه لله ذلك أن الذين يسكنون فى المقابر ليسوا ثلاثة ملايين من الأحياء ولكنهم ثلاثة ملايين من الفيزياء باعتبار أن الإنسان المصرى خامة فريدة من نوعها , وإذا قلت لي أنه لا أحد فى مصر يستقيل من منصبه مهما بلغ به العمر أو مر عليه الزمن حتى أن أحد المثالين الكبار قرر أن يصنع تمثالاً من العجوة لإبراهيم سعده تخليداً لأول مصري "يستقيل حتى لا يقال" – طبعاً حتى لا يقال له إمشى إطلع بره – كما أن الروائى د/نبيل فاروق قرر أن يكتب سلسلة روايات عن "رجل المستقيل" , قلت لك يا سيدي المسألة بسيطة جداً وأنتم كشعب السبب فى هذا فأحدهم مثلاً لا يرغب فى الإستقالة حتى لا يحاكم عن سرقاته , خلصونا منه وادوله شهادة براءة ذمة وطمئنوه أننا لن نحاكمه واللى أخذه حلال عليه – وحرام عليكم – , وإذا قلت لي أنك محبط لأن وزير الزراعة ظل خمسة وعشرين عاماً يبيد التربة الزراعية ويزرع السرطان فى أجسادنا بمبيداته القاتلة وهو يبتسم إبتسامة هادئة , قلت لك ياعالم بطلوا تشنيع فالرجل كان يحقق سبقاً علمياً عالمياً إذ أضاف إلى المبيدات الزراعية مبيدات الإنسان المصري وسيحصل بسببها إن شاء الله - نعدمه – على جائزة نوفل العالمية.
وإذا قلت لى أن الأمية تزايدت تزايداً رهيباً والتعليم تخلف تخلفاً مهولاً حتى أن إبنتك الصغيرة عندما جاء لها بيت شعر فى إمتحان العربى وكان السؤال هو :إشرح البيت قالت :12 ميدان الجيزة والبيت فى الدور الخامس وعندما سؤلت عن قرية مصرية تشتهر بإنتاج السجاد قالت "النساجون الشرقيون" ( هذا الكلام من واقع أوراق إجابة تلميذة مصرية ) , قلت لك أمية إيه ياجاهل ألا تعرف أن العلم فى "الراس مش فى الكراس" ثم ألا تعرف أن "القراءة للجميع" – والجميع هنا عائدة على جميع المغفلين- ... وإذا قلت لي أن آخر إحصائية لليونسكو أوردت أن عدد المهتمين بالقراءة فى مصر لا يزيد عن مليون من سبعين مليون أى 0.7% من كل الشعب وحصلنا بموجبها على الترتيب ال180 على مستوى العالم !!
قلت لك يا أخى إحمد ربنا هو ناخذ صفر فى المونديال مش عاجب ناخذ 0.7% فى الثقافة مش عاجب نأخذ 99.99% فى الإستفتاءات مش عاجب , ثم إن وزير الثقافة حاصل على أعلى شهادة فى مصر إذ حصل على الإعدادية القديمة وكان إسمها وقتها الثقافة – لذلك جعلوه وزيراً للثقافة - , وإذا قلت لي أنك محبط لأن قادة الإصلاح فى بلادنا – معظمهم وليس كلهم – نسوا مشاريعهم الإصلاحية وانشغلوا بمصالحهم الخاصة ومصالح تنظيماتهم وأحزابهم التى أصبحت مقدمة عندهم على مصلحة الأمة واهتموا إهتماماً كبيراً بالابتسام أمام كاميرات القنوات الفضائية وإرتداء الكرافتة الزاهية علشان الصورة تطلع حلوة , قلت لك حتى الطيبين هاتفتري عليهم ... كلهم يأخي إن شاء الله يهتمون بكل ما يتعلق بالإصلاح من أول الإصلاح الزراعي وإصلاح بوابير الجاز إلى الست إصلاح مرات رمضان البواب.
وإذا قلت لى أن سياستنا الخارجية أصبحت سمتها الرئيسية الإنبطاح والإنكفاء وفقدنا هيبتنا وتأثيرنا حتى على منطقتنا العربية وذهبت الريادة فى عالم كان ( أو كونكان والشايب والتلت ورقات ) , قلت لك إنبطاح إيه وإنكفاء إيه , أولاً الإنبطاح ليس عيباً طالماً أنه لتقبيل الأقدام وطالماً أنه ليس إنبطاح بطوبة على رأسنا , ثم إن وزراء الخارجية المتعاقبين كانوا حريصين على تطبيق سياسة "الوفاق العالمى" والتى مفهومها يقوم على "يابخت من وفق راسين فى الحلال" على رأى المرحوم نجاح الموجى والتى ردها الفنان جورج سيدهم "شفاه الله " إلى أصلها عندما قال له دى "سياسة أمك " فأصبح ميثاق "سياسة أمك" هو دستور الخارجية المصرية.
وإذا قلت لي الإقتصاد فى إنهيار والإنتاج فى النازل والقوة الشرائية أصبحت كالرجل العجوز الذى إقترب من دخول قبره , وغالبية الشعب تحت حد الفقر لدرجة أنه من المألوف حالياً أن ترى أسرة تبحث عن طعامها فى أكوام الزبالة , قلت لك وماله هو الفقر عيب المهم الأدب والأخلاق فالأدب فضلوه على العلم , فإذا قلت لي حتى الأخلاق انعدمت بين الناس قلت لك ياراجل ياضلالي داحنا مافضلش عندنا غير الأخلاق ألم تسمع عن أخلاق القرية ومدرسة الأخلاق الحميدة الإبتدائية وبيت الشعر "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت" فيه أكتر من كده أخلاق.
ألست معى عزيزي القارئ أن صديقى المحبط راجل عقد وكلاكيع , فمصر حلوه وكل شيئ جميل " ومصر اليوم فى عيد " وإن شاء الله نصنع جميعاً تمثالاً من العجوة للمستقيل الجديد ( بفلوس المعونة الأمريكية ) .... معاك مائة جنيه سلف لأول الشهر!!
ثروت الخرباوي
قال لى صاحبي وهو يحاورني : أصابني داء التشاؤم فأصبحت غارقاً فى الإحباط ... فهل تعرف السبب ؟ قلت له : هذه مسألة محسومة ياصديقي لا تحتاج إلى ذكاء , فستقول لى أنك محبط بسبب واقعنا المهبب المعجون بالزفت والقطران الأسود الغطيس وأنا أقول لك أخطأت ياصديقي "فمصر اليوم فى عيد" , فإذا كان واقعنا قطران فهذا بسبب أن القطران يستخرج من البترول ونحن أعلى دولة منتجة للقطران , وإذا قلت لي أن المنافقين يحيطون بالرئيس من كل جانب وأنهم أجادوا النفاق وأتقنوه قلت لك إن هذا من فرط إيمانهم تطبيقاً للحديث الشريف "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" , فإذا قلت لي أن السيد/ صفوت الشريف "جداً" قال فى تصريح له أن الرئيس مبارك "منزه عن الهوى" قلت لك أنه لا يقصد من ذلك نفاقاً أو موالسة لا سمح الله ولكنه يقصد أن الرئيس يجلس دائماً فى التكييف ويبتعد عن المروحة حتى لا يصاب بتيار هواء ولكن الحاقدين من أمثالى وأمثالك يحرفون تصريحات السيد/ صفوت الشريف "جداً" تحقيقاً لأغراضهم الدنيئة ذلك أن الرجل لم يقل أن الرئيس منزه عن التكييف.
وإذا قلت لى أن المنظمات العالمية أوردت فى إحصائياتها أن عدد الأحياء الذين يسكنون المقابر من المصريين يزيد عن الثلاثة ملايين قلت لك إنها إحصائيات مفترية والمفترى منه لله ذلك أن الذين يسكنون فى المقابر ليسوا ثلاثة ملايين من الأحياء ولكنهم ثلاثة ملايين من الفيزياء باعتبار أن الإنسان المصرى خامة فريدة من نوعها , وإذا قلت لي أنه لا أحد فى مصر يستقيل من منصبه مهما بلغ به العمر أو مر عليه الزمن حتى أن أحد المثالين الكبار قرر أن يصنع تمثالاً من العجوة لإبراهيم سعده تخليداً لأول مصري "يستقيل حتى لا يقال" – طبعاً حتى لا يقال له إمشى إطلع بره – كما أن الروائى د/نبيل فاروق قرر أن يكتب سلسلة روايات عن "رجل المستقيل" , قلت لك يا سيدي المسألة بسيطة جداً وأنتم كشعب السبب فى هذا فأحدهم مثلاً لا يرغب فى الإستقالة حتى لا يحاكم عن سرقاته , خلصونا منه وادوله شهادة براءة ذمة وطمئنوه أننا لن نحاكمه واللى أخذه حلال عليه – وحرام عليكم – , وإذا قلت لي أنك محبط لأن وزير الزراعة ظل خمسة وعشرين عاماً يبيد التربة الزراعية ويزرع السرطان فى أجسادنا بمبيداته القاتلة وهو يبتسم إبتسامة هادئة , قلت لك ياعالم بطلوا تشنيع فالرجل كان يحقق سبقاً علمياً عالمياً إذ أضاف إلى المبيدات الزراعية مبيدات الإنسان المصري وسيحصل بسببها إن شاء الله - نعدمه – على جائزة نوفل العالمية.
وإذا قلت لى أن الأمية تزايدت تزايداً رهيباً والتعليم تخلف تخلفاً مهولاً حتى أن إبنتك الصغيرة عندما جاء لها بيت شعر فى إمتحان العربى وكان السؤال هو :إشرح البيت قالت :12 ميدان الجيزة والبيت فى الدور الخامس وعندما سؤلت عن قرية مصرية تشتهر بإنتاج السجاد قالت "النساجون الشرقيون" ( هذا الكلام من واقع أوراق إجابة تلميذة مصرية ) , قلت لك أمية إيه ياجاهل ألا تعرف أن العلم فى "الراس مش فى الكراس" ثم ألا تعرف أن "القراءة للجميع" – والجميع هنا عائدة على جميع المغفلين- ... وإذا قلت لي أن آخر إحصائية لليونسكو أوردت أن عدد المهتمين بالقراءة فى مصر لا يزيد عن مليون من سبعين مليون أى 0.7% من كل الشعب وحصلنا بموجبها على الترتيب ال180 على مستوى العالم !!
قلت لك يا أخى إحمد ربنا هو ناخذ صفر فى المونديال مش عاجب ناخذ 0.7% فى الثقافة مش عاجب نأخذ 99.99% فى الإستفتاءات مش عاجب , ثم إن وزير الثقافة حاصل على أعلى شهادة فى مصر إذ حصل على الإعدادية القديمة وكان إسمها وقتها الثقافة – لذلك جعلوه وزيراً للثقافة - , وإذا قلت لي أنك محبط لأن قادة الإصلاح فى بلادنا – معظمهم وليس كلهم – نسوا مشاريعهم الإصلاحية وانشغلوا بمصالحهم الخاصة ومصالح تنظيماتهم وأحزابهم التى أصبحت مقدمة عندهم على مصلحة الأمة واهتموا إهتماماً كبيراً بالابتسام أمام كاميرات القنوات الفضائية وإرتداء الكرافتة الزاهية علشان الصورة تطلع حلوة , قلت لك حتى الطيبين هاتفتري عليهم ... كلهم يأخي إن شاء الله يهتمون بكل ما يتعلق بالإصلاح من أول الإصلاح الزراعي وإصلاح بوابير الجاز إلى الست إصلاح مرات رمضان البواب.
وإذا قلت لى أن سياستنا الخارجية أصبحت سمتها الرئيسية الإنبطاح والإنكفاء وفقدنا هيبتنا وتأثيرنا حتى على منطقتنا العربية وذهبت الريادة فى عالم كان ( أو كونكان والشايب والتلت ورقات ) , قلت لك إنبطاح إيه وإنكفاء إيه , أولاً الإنبطاح ليس عيباً طالماً أنه لتقبيل الأقدام وطالماً أنه ليس إنبطاح بطوبة على رأسنا , ثم إن وزراء الخارجية المتعاقبين كانوا حريصين على تطبيق سياسة "الوفاق العالمى" والتى مفهومها يقوم على "يابخت من وفق راسين فى الحلال" على رأى المرحوم نجاح الموجى والتى ردها الفنان جورج سيدهم "شفاه الله " إلى أصلها عندما قال له دى "سياسة أمك " فأصبح ميثاق "سياسة أمك" هو دستور الخارجية المصرية.
وإذا قلت لي الإقتصاد فى إنهيار والإنتاج فى النازل والقوة الشرائية أصبحت كالرجل العجوز الذى إقترب من دخول قبره , وغالبية الشعب تحت حد الفقر لدرجة أنه من المألوف حالياً أن ترى أسرة تبحث عن طعامها فى أكوام الزبالة , قلت لك وماله هو الفقر عيب المهم الأدب والأخلاق فالأدب فضلوه على العلم , فإذا قلت لي حتى الأخلاق انعدمت بين الناس قلت لك ياراجل ياضلالي داحنا مافضلش عندنا غير الأخلاق ألم تسمع عن أخلاق القرية ومدرسة الأخلاق الحميدة الإبتدائية وبيت الشعر "إنما الأمم الأخلاق ما بقيت" فيه أكتر من كده أخلاق.
ألست معى عزيزي القارئ أن صديقى المحبط راجل عقد وكلاكيع , فمصر حلوه وكل شيئ جميل " ومصر اليوم فى عيد " وإن شاء الله نصنع جميعاً تمثالاً من العجوة للمستقيل الجديد ( بفلوس المعونة الأمريكية ) .... معاك مائة جنيه سلف لأول الشهر!!
ثروت الخرباوي